• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مواقع المشرفين   مواقع المشايخ والعلماء  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة (المرض والتداوي)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    آداب التلاوة وأثرها في الانتفاع بالقرآن الكريم
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    الأحاديث الطوال (22) حديث أم زرع
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    أمثال القرآن: حكم وبيان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    خطبة .. من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    نتائج بحث بلوغ المرام في قصة ظهور أول مصحف مرتل
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أثر الإيمان بالكتاب المنشور يوم القيامة، وفضائل ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس ...
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    ابن تيمية وعلم التفسير
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد من قصة يونس عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    طبيعة العلم من المنظور الإسلامي
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    فضل ذي القعدة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري / خطب منبرية
علامة باركود

شهود يوم الدين (خطبة)

د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/8/2016 ميلادي - 29/10/1437 هجري

الزيارات: 35003

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شهود يوم الدين


الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد عباد الله:

فإن خير الحديث كلام الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

 

معاشر المؤمنين، ألسنا نقرأ القرآن، أليس نتلوه ونتدبره في هذا الشهر الكريم، كم مرة قرأت فيها القرآن في شهر رمضان ؟ وكم مرة ختمت ؟ وكم جزءًا تقرأ في كل يوم ؟ ألا إنك يا قارئ القرآن عند قراءتك لكتاب الله ستقف على آيات، ضرب الله لك فيها مثلاً لقدوات المؤمنين ولسادات الأولياء من أنبياء الله الصالحين، يقول سبحانه وتعالى في سورة ص: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا ﴾ [ص: 45]، عبادنا أي الذين حققوا العبودية الحقة لله رب العالمين، فمن ذكر لنا سبحانه وتعالى، ضرب لنا سبحانه مثلاً بسادات الأنبياء، ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴾ أي من آتاهم الله عز وجل قوة علمية في دينهم، وقوة بدنية في طاعاتهم، ﴿ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ﴾ [ص: 46]، ميّزهم الله بخصيصة، اصطفاهم الله تعالى بخصلة فما هي يا عباد الله، ما هي معاشر قُرّاء كتاب الله، ﴿ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴾ ذكرى الدار الآخرة، ميّزهم الله بهذه، فضّلهم الله بهذه، أنهم اُناس كانوا يُكثرون من ذكر الدار الآخرة، والله لو دخل ذكر الدار الآخرة في قلوبنا لسعدنا في الدنيا والآخرة، والله لاستقمنا على طاعة الله، لكن لما عمّرت قلوبنا بالدنيا، وخرّبت قلوبنا من ذكر اليوم الآخر أصبحنا في غفلة عن طاعة الله، وأصبحت قلوبنا في قسوة عن ذكر الله، جاءت امرأة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها الصديقة بنت الصديق، فقالت: يا أمّاه إني أشكو قسوة قلبي، شكاية يشكوها الكثير منا؛ قسوة القلب؛ فلا يخشع في صلاة، ولا يتضرّع في دعاء، ولا يبكي لذكر، ولا يتأثر لموعظة، أليست هذه قلوب كثير منا يا عباد الله ! ألسنا نحمل في صدورنا هذه القلوب ! يا أمّاه إني أشكو إليك من قسوة قلبي، فقالت عائشة - تدلها على العلاج، وكفى به علاجاً واحداً يا عباد الله - قالت لها: لا تزالي ذاكرة الموت، أكثري من ذكر الموت، اجعلي الموت دائماً بين ناظريك، استحضري قدوم ملائكة الموت عليك، استحضري واستشعري لقاء الله ووقوفك يوم القيامة بين يديه، فذهبت هذه المرأة - أيها الأخوة -، وأخذت هذه الوصية؛ لأنهم كانوا إذا استمعوا اتبعوا، جعلتها نصب عينيها؛ إذا تقلّبت تذكّرت الموت، وإذا اضطجعت تذكّرت الموت، وإذا قامت أو سارت تذكّرت الموت، وإذا صلّت تذكّرت الموت، وإذا دعت أو قرأت القرآن تذكّرت الموت، ثم رجعت بعد حين إلى عائشة، وقالت لها: والله لقد زالت قسوة قلبي عني.

 

أيها المؤمنون عباد الله، إنه الداء وإنه الدواء، أما الداء فكلنا يعرفه ماذا فعلت قسوة القلوب بقلوبنا ؟ وأما الدواء فذكر الدار الآخرة، ذكر لقاء الله، ذكر وقوفك بين يدي الله، كم وقفنا في هذه الخطب - أيها الأخوة- لنذكّر بمشاهد من يوم القيامة، مشاهد من عذاب الناس يوم القيامة، مشاهد من تخاطب وتحاور الناس وتخاصم أهل النار يوم القيامة، مشاهد من عرصات يوم القيامة، وفي هذه الخطبة - أيها الأخوة المباركون - حديثي وإياكم عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، لو تذكّره صاحب اللب السليم لأثمر في قلبه خشية لله، ومراقبة له، ولعظّم لقاء الله سبحانه وتعالى، حديثي إليكم أيها الأخوة عن شهود يوم الدين؛ مشهد الشهادة، فأيّ شهادة ؟ من الذي سيشهد ؟ وعلى من سيشهد ؟ وبماذا ستكون الشهادة يوم القيامة؟، أخي المبارك، تأمل نفسك الآن، وتخيّل نفسك الآن، وأنت بين يدي الله رب العالمين، قمت بين يدي الله رب العالمين، وبدأ مشهد الشهادة، بدأ الله سبحانه وتعالى يستدعي عليك الشهود، فكم هم الشهود ؟ ومن هم هؤلاء الشهود - أيها الإخوة - ؟ تأملوا رعاكم الله مقامنا بين يدي الله رب العالمين، وقد أذن الله تعالى بدخول الشهود، وفي محكمة العدل لا يشهد إلا شهود الصدق، وبدأ الشهود يتوافدون، فمن الشاهد الأول الذي سيقف خصماً لك يوم القيامة ؟ من هو هذا الشاهد الذي سيشهد عليك بين يدي الله رب العالمين ؟ شهود يوم الدين ليسوا واحداً، وليسوا باثنين، هؤلاء شهود الدنيا، أما شهود يوم الدين أيها الأخوة فهم أكثر من ذلك وأجل ؟ أما الشاهد الأول، فإذا به يأتي ليشهد، تنظر تتأمل فإذا برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، محمد بن عبد الله سيد الخلائق، أعظم الناس مقاماً عند الله رب العالمين، يتقدّم إلى الله سبحانه وتعالى للشهادة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45]، أول ما ذكر الله من وظائفه وأعماله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذكر مقام الشهادة العظيم، بالله عليك ما حالك يوم أن يُسقط في يديك، فترى محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائماً أمامك، وهو يُخاصمك عند الله، وهو يشهد عليك عند الله، وهو يُجادل عليك وعنك عند الله، فماذا أنت قائل ؟ وماذا يومها أنت صانع؟ والله إن الواحد منا يا عباد الله ليسقط بيديه، ويعلم بالهلاك، كيف وخصمه وشاهدٌ عليه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم !

 

ثم يدخل بقية الشهود، وحالة العبد بين يدي ربه سبحانه وتعالى حالة عظيمة، فإذا بأمة محمد يأتون يشهدون عليه كذلك، تأتي الأمة المحمدية تشهد على هذا العبد، وكلٌ يشهد على الآخر بما قدّم وبما أخر، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143]، فتأتي هذه الأمة فتشهد مع الشهود، ثم ماذا يا عبد الله، ثم يأتي الله سبحانه وتعالى من كل أمة بشهيد، كل أمة عاشت على هذه الأرض يقدّمون شهيداً من شهداءهم، فيشهد أيضاً في ذاك المقام، فكيف بك إذا قمت بين يدي الله، وتحقق ما قال الله: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ [النساء: 41]، من كل أمة يأتي الله عليهم بشهيد، لكن من الذي يشهد على أمة محمد؟ من الذي يشهد علينا؟ من الذي سيختاره الله سبحانه وتعالى شاهداً على هذه الأمة ؟ ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، لا يختار الله للشهادة على هذه الأمة إلا سيّد الأولين والآخرين، إلا إمام الناس يوم الدين، كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قُرئت عليه هذه الآية، أوقف القارئ، وأخذ يبكي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مقام عظيم، تذرف عيناه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعظيم هذا المقام، إذاً ماذا سيكون ؟ أكملوا الآية، وقد أوقف صلى الله عليه وعلى آله وسلم القارئ قبل أن يقرأها، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 42]، يود كل عاصٍ لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا المقام، يتمنى الواحد لو أن الله سوى به الأرض، لو أن الله جعله والأرض سواء، عندها يقول: ﴿ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40].

 

وإذا بوفود الشهود تفد على الله، وأنت قائم بين يديه، فمن الذي سيشهد بعد هؤلاء ؟ وإذا بملائكة الله سبحانه وتعالى تتقدم للشهادة؛ ملائكة الرحمن سبحانه، لم يعصوا الله سبحانه وتعالى ما أمرهم، بل هم الذين يُبادرون فيفعلون ما أمرهم الله، تتقدم الملائكة للشهادة، واسمعوا لموقف شهادة الملائكة؛ فإنه موقف عظيم، قال سبحانه وتعالى في سورة يوم القيامة، في سورة اليوم الآخر في سورة ق: ﴿ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴾ [ق: 19]، هذه الصدمة الأولى، والصدمة الثانية: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴾ [ق: 20]، هذه الصدمة الثانية، والصدمة الثالثة، والفجيعة الثالثة: ﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴾ [ق: 21]، يسوقك ملك، ويشهد عليك ملك، يا الله هذا الذي وكّلتني به، وإني لصادق أمين، يا الله هذا الذي استشهدتني عليه، وإني لما قال وفَعَلَ مبين، يا الله، كان يفعل كذا، وكان يعمل كذا، كم مرة استتر من أعين الناس ليأكل فيها الحرام الذي حرّمت ! كم مرة اختفى عن أعين الناس لينظر وليسمع الحرام الذي أثّمت ! ويشهد عليك الملك بين يدي الله رب العالمين، فإذا بك تنظر أمامك، أمامك ملك يسوقك إلى الله، فإذا بك تنظر خلفك، وخلفك شهيد من الملائكة يشهد عليك بين يدي الله.

 

وتفد الشهود، ويأتي العلماء ليشهدوا كذلك: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 56]، ويأتي المؤمنون، كل مؤمن من كل أمة، يسجلهم الله سبحانه وتعالى في الشاهدين، أما قرأتم القرآن وربنا سبحانه وتعالى يقول عنهم ﴿ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83]، اكتبنا يا الله مع الشاهدين يوم الدين، فكم أصبح عدد الشهود عليك يا عبد الله، وقد جاء الرسول، وجاءت أمة محمد، وجئ من كل أمة شهيد، وجاء الملائكة، وجاء العلماء، وجاء المؤمنون، بالله عليكم، هل من نجاة بعدها ؟ وهؤلاء كلهم مقرّبون عند الله، هم عند الله مقربون، وعلينا سيشهدون.

 

ثم تشهد الأرض، حتى الجمادات تشهد يوم القيامة، إيه تشهد الأرض: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 4]، ما لها ؟ ستعرف ما لها يوم القيامة إذا تزلزلت، ستعرف ما لها يوم القيامة إذا أثقالها أخرجت، ستعرف ما لها يوم القيامة إذا بين يدي الله تحدّثت، قرأ صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية التي نقرأها كثيراً، يومئذ تحدث أخبارها، فوقف صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقال: أتدرون ما أخبارها ؟ أخبارها أن تشهد يوم القيامة على كل نفس بما عملت عليها من خير وشر، تقول الأرض يوم القيامة: فعلت عليّ كذا يوم كذا وكذا فهذه أخبارها، والحديث حسنه بعض أهل العلم، وضعفه بعضهم، فاتقِ الله يا عبد الله، إذا جاء المكان يشهد، وإذا جاء الزمان يشهد، ﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 26 - 29]، حتى الزمان يشهد يا عباد الله، يقسم ربي، وصدق ربي، فقال عز من قائل: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 1 - 3]، فما الشاهد يا عباد الله ؟، عند الترمذي بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال عليه الصلاة والسلام: "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، واليوم الشاهد يوم الجمعة"، ووالله ما من يوم طلعت عليه الشمس أفضل من يوم الجمعة، فيه ساعة لا يدعو فيها عبد مؤمن بدعاء إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه، هذا اليوم يومٌ شاهدٌ يوم القيامة لك أو عليك، هذا اليوم سيشهد علينا - يا عباد الله – بأعمالنا، أفضل الأعمال تشهد، وأفضل الأماكن في الأرض تشهد، وأفضل الرسل يشهد، وأفضل الملائكة تشهد، وأفضل الصالحين يشهد، فمن يشهد لنا بعد ذلك - أيها المؤمنون - إن شهدوا هؤلاء علينا.

 

يشهد المكان، وأفضل مكان في الأرض يشهد، حجرٌ أنزله الله تعالى من الجنة، يقول عليه الصلاة والسلام: "الحجر الأسود والله ليبعثنّه الله يوم القيامة، له عينان يُبصر بهما، وله أذنان يسمع بهما، وله لسان ينطق به، يشهد على كل من استلمه بحق".

 

وبعد هؤلاء الشهود، وإذا بالعبد ينظر ويتأمل، فتأتي أعظم شهادة، ويأتي أعظم شهيد، فكفى بالله شهيدًا، تأتي شهادة الله، الذي اطلع على كل خافية منا، الذي علم ما قدمنا وما أخرنا، الذي ما غابت عنه غائبة الصدور، الذي علم ما في السرائر، وتجلّى له ما في الضمائر، يأتي ربك سبحانه، لتبدأ شهادة الله: ﴿ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾ [الأنعام: 19]، ماذا كنت تظن - يا عبد الله - يوم أن قصّرت في الطاعة ؟ ماذا كنت تظن - يا عبد الله - يوم أن أقدمت على المحرم ؟ أظننت أنك تستتر عن عين الله ! تذكر هذا المقام: ﴿ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]، فكيف المقام بين يدي الله، وقد بدأت شهادة الله سبحانه،

إذا ما قال لي ربي
أما استحييت تعصيني
وتُخفي الذنب عن عبدي
وبالعصيان تأتيني
فما قولي له لمّا
يُعاتبني ويقصيني؟

 

تأملوا هذا المقام؛ مقام شهادة الله سبحانه، واجعلوا هذه الآية نصب عينيكم، إذا تقدّمتم أو تأخرتم، إذا قمتم أو قعدتم، إذا ذهبتم أو أتيتم، تذكروا دائماً هذه الآية: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]، أما يكفي لتنزوي عن الحرام، ولترتدع عن الآثام، ولتمتنع عن أكل ورؤية وفعل الحرام والإجرام، تذكّر هذه الآية، وكفى بها ذكرى، ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾.

 

أيها الأخوة الكرام، فماذا يحدث بعد هذا ؟ ماذا سيقول العبد بعد هؤلاء الشهود كلهم ؟ إذا جلستُ بين الجلستين، فأرجو من كل واحدٍ منا أن يتأمل الآن أنه جالس بين يدي الله رب العالمين، وحوله هؤلاء الشهود كلهم يُشيرون إليه، ويشهدون عليه، حوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وملائكة الله، وأهل العلم، والمؤمنون، والله يشهد، ما حالك في هذا الموقف ؟ ما حال بعض الناس في هذا المقام ؟ هذا ما نذكره ونواصله في الخطبة الثانية، قلتُ: ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم..

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الولي الحميد، الحمد لله المبدئ المعيد، الحمد لله الفعّال لما يُريد، الحمد وكفى بالله شهيد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

 

أيها الأخوة عباد الله، هذه القلوب تحتاج إلى سياط المواعظ؛ حتى تنزجر وتنكف، وإلا هلكت في أودية الدنيا، فكم نحن بحاجة لمن يذكّرنا بالله سبحانه ومقامنا بين يديه، حتى لا ننساه: ﴿ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]، ويقف العبد وأمامه هؤلاء الشهود، وينظر إليهم، فإذا كلهم يشهدون عليه، ولو كانوا - وربي - شاهدان لقضي عليه في الدنيا، فكيف بهؤلاء الشهود جمعٌ من العدد، وهم أكرم عند الله وأجلّ، ويقول العبد: يا ربي، ألم تُجرني من الظلم؟، عجباً لهذا الإنسان كل هؤلاء الشهود، ويزعم أنه مظلوم، يا ربي ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول الله: بلى، لا يُظلم عندي اليوم أحد، فيقول: يا ربي، فإني لا أُجيز شاهداً على نفسي إلا مني، ما أُريد أحد يشهد عليّ، ما أقبل هؤلاء الشهود، انظر لهذا الإنسان كم كان ظلوماً جهولاً، وأيّ شهادة تنفعه أو تدفع عنه بعد هذه الشهادات !! يا ربي إني لا أرضى شاهداً على نفسي إلا مني، فيقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 14]، وكفى بالكرام الكاتبين شهودا، ثم تبدأ الشهادة، فمن ذا الذي سيشهد ؟ يشهد هو على نفسه: ﴿ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأنعام: 130]، فيتعجب العبد من الذي سيشهد عليه، فيقول الله سبحانه وتعالى بعد أن يختم على فيه، ويريه بعينيه شهوداً عليه من نفسه، يأمر الله سبحانه وتعالى أركانه أن تنطق، يأمر الله سبحانه وتعالى جوارحه أن تتكلم، تأملوا هذا الحديث - وهو في صحيح الإمام مسلم، والحديث قبله في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة - اسمعوا لهذا الحديث الثاني الذي يوضّح مزيداً من الحوار، يقول الله عز وجل، وتبدأ شهادة الله: يا فل؛ أي يا فلان، ألم أُكرمك؟ ألم أُسوّدك؟ ألم أُزوجك؟ ألم أُسخر لك الخيل والإبل؟ ألم أذرك ترأس وتربّع؟ فيقول العبد -وهو في مقام الشهادة-: بلى يا رب، فيقول الله: أكنت تظن أنك ملاقي، فيقول: لا، يا رب، فيقول الله عز وجل: فإني أنساك كما نسيتني، (ما تذكّرت الله واليوم الآخر فيتركك الله في هذا المقام)، ثم يأتي للثاني، فيقول نفس الكلام، ثم يأتي للثالث، وانظروا لهذا الثالث، ولما سيحدث بينه وبين الله من حوار، يا فل، يناديه الله باسمه، ألم أُكرمك؟ ألم أُزوجك؟ ألم أُسودك؟ ألم أُسخر لك الخيل والإبل؟ ألم أذرك ترأس وتربّع؟ فيقول: بلى، يا رب، فيقول الله عز وجل: أكنت تظن أنك ملاقي، فيقول: أجل، (ويريد أن يُكذب الشهود الذين شهدوا، ويريد أن يرد الشهادة)، يقول: أجل، آمنت بك وبكتابك وبرسلك، وصمت وصليت وتصدقت، ويُثني على نفسه من الخير ما استطاع، (لأن المقام عظيم)، فيقول الله رب العالمين: ها هنا إذاً، ها هنا إذاً، لأبعثن عليك شهيداً من نفسك، (ما قبلت هؤلاء الشهود كلهم)، إذاً اسمع لأبعثن عليك شاهداً من نفسك، فيقول في نفسه: ومن الذي يشهد عليّ من نفسي؟، فيقول الله تعالى لفخذه: انطقي، فينطق عظمه ولحمه وفخذه بما عمل، تتكلم جوارحه، تشهد عليه، يسمع عيناه، وهي تقول له: يا رب أنا للحرام نظرت، يستمع لأذنه، وهي تقول بين يدي الله: يا رب وأنا للحرام استمعت، ينظر ليده وهي تنطق، أنطقها الذي أنطق كل شيء: يا رب وأنا للحرام أخذت، وإذا برجله وفخذه تتكلم: يا رب وأنا للحرام مشيت، وإذا بجلده، وإذا بلسانه، وإذا بسمعه، وبصره، وإذا بيديه ورجله، ستة شهود، تنطق يا عباد الله: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24]، هذه ثلاثة، وثلاثة آخرون يقول الله: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20]، وينتقل للحوار معها: ﴿ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ ﴾ [فصلت: 22]، ما كنتم تظنون، ما كنت تحسب وأنت تفعل الحرام أن الجلد سيتكلم، ما كنت تظن وأنت ترى الحرام أن العين ستشهد بالتفاصيل، ما كنت تظن وأنت تأكل الحرام أن اليد تعُد، ﴿ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.

 

اللهم سلّم سلّم، ستة عشر صنفًا من الشهداء، ولا أقول ستة عشر شهيد، الملائكة، والمؤمنون، والعلماء، ومن كل أمة شهيد، ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذه الأمة المحمدية، والسمع، والبصر، والجلد، واللسان، واليد، والرجل، والأرض، والأيام، والحجر الأسود، والله سبحانه وتعالى كلهم يقومون مقام الشهادة، وما من شيء إلا ويشهد، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 140].

 

أيها الأخوة المؤمنون، هذا يوم القيامة سمّاه الله في القرآن كما قرأتم، سماه الله في القرآن: ﴿ وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، أعلمتم من الأشهاد، أعلمتم لماذا يقومون ؟ يقول سبحانه: ﴿ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]، فاتقوا يوماً يقوم فيه الأشهاد، فاتقوا يوماً يقول الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، اتقوا ذاك اليوم يا عباد الله، اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله، اتقوا يوماً ترجعون فيه إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون، فرصة يا عبد الله، ما دمت في هذه الدنيا، ما دمت في رمضان، أن تجعل هؤلاء الشهود كلهم يشهدون لك يوم القيامة، تشهد لك الملائكة: يا رب، هذا صوت معروف، يا رب، هذا عرفناه من صوته، كان كثير الدعاء، كان كثير الرجاء، كان كثير البكاء، كان كثير قراءة القرآن والذكر، فتشهد الملائكة، ويشهد لك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: يا رب، هذا الذي عمل الصالحات، هذا الذي قرأ القرآن ولم يتخذه مهجورا، هذا الذي اتبع السنة ولم يُحدث ولم يبتدع، وتشهد لك الأرض، ويشهد لك الحجر الأسود، أكرم ما على هذه الأرض، وتشهد الأعمال، فإذا قمت بين يدي الله سبحانه وتعالى، قام لك عملان يشهدان، يقوم لك الصيام ويقوم لك القرآن، فأما الصيام، فيقول: يا رب، إني منعته الطعام والشهوة، ويترجى لك بين يدي الله عز وجل، ويشفع لك بين يدي الله عز وجل، يا رب فشفعني فيه، ثم تنظر فإذا بالقرآن، يقوم ويقول: يا رب، وأنا منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيقبل الله شهادتهما، ويكرمك الله بقبوله شفاعتهما، فالله الله، يا عبد الله، الله الله في الأعمال الصالحة أكثِرْ ما استطعت من الأعمال حتى تُكثر لنفسك من الشهود الذين يشهدون لك بالحجة بين يدي الله رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك حسن القيام والصيام، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وقراءتنا للقرآن ودعاءنا ورجاءنا وصدقتنا، اللهم تقبل منا الأعمال الصالحة، اللهم واجعلها تشهد لنا وتشفع لنا يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، اللهم اكتبنا من عتقاء هذا الشهر الكريم من النار، اللهم اعتقنا من عذابك يوم القيامة، اللهم اعتقنا من عذاب النار يوم القيامة، اللهم يا ربنا إنا نسألك قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيما، اللهم لا تخزنا إذا بعثر ما في القبور، ولا تفضحنا إذا حصّل ما في الصدور، ولا تهلكنا إذا نفخ في الصور؛ فإنك سبحانك الغفور الشكور، اللهم إنا نسألك أن تثبت يوم القيامة حجتنا، وتثقل يوم القيامة أعمالنا، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم لقائك، اللهم إنا نسألك إذا قمنا بين يديك أجمعين أن تكسونا من حلل الرحمة، وأن تمن علينا بالمغفرة، وأن تسترنا عن عبادك، فلا تفضحنا يوم القيامة، ولا تُشهد علينا أنبياءك ورسلك، اللهم ثبتنا إذا وقفنا على الصراط، اللهم ثقّل موازيننا إذا طاشت الموازين، اللهم بيّض وجوهنا إذا اسودت الوجوه، اللهم سلّمنا إلى الجنة دار السلام، برحمتك يا ملك يا علام، اللهم إنا نسألك ذلك، ونسألك أن تغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، وأذل الشرك وأهزم المشركين، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم بارت علينا الحيل، وضاقت بنا السبل، وصكت علينا الأبواب، فلذنا بجنابك، ووقفنا ببابك، فلا تردنا عن بابك مطرودين، ولا من جناب رحمتك محرومين، اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المكرمون والمهانون يوم الدين (1)
  • المكرمون والمهانون يوم الدين (2)
  • المكرمون والمهانون يوم الدين (3)

مختارات من الشبكة

  • شهود لا ترد شهادتهم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خمسة شهود لك أو عليك يوم القيامة(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خمسة شهود لك أو عليك يوم القيامة(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • شهود يوم الموعود(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شهود يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فريق تطوعي طلابي: شهود عيان للحد من العنف المدرسي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القول المختصر في أدلة شهود الجماعة على من حضر (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تزوجت بدون شهود(استشارة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • الزواج بدون شهود(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • تزوجت بدون ولي أو صيغة أو شهود(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب