• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد / مجلة أعاريب اللغوية / قراءات نقدية
علامة باركود

قراءة لقصيدة ( يا أنت ) للشاعر أحمد الجرف

قراءة لقصيدة ( يا أنت ) للشاعر أحمد الجرف
منجية بن صالح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/4/2014 ميلادي - 19/6/1435 هجري

الزيارات: 17167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قراءة لقصيدة: يا أنتِ

للشاعر/ أحمد عبد الغني الجرف


يا.. (أنتِ)!! واحترقتْ (أنايا )!
يا.. (أنتِ) يا معنايَ.. يا.. يا..
جُرِّدتُ مِنِّي كيْ أكونَكَ، هل ظفرتِ بِمحتوايا؟
أوشكتُ - حتَّى في خطابِيْ - أنْ أواجهَني بِلا (يا )
أحرقتُ كُلَّ بدايةٍ وخذلتِ عندَكِ مُنتهايا
و طمستِ رائحةَ الغرامِ، ذبحتِ أشجانَ الزَّوايا
أينَ اشتعالُكِ في دمي؟ أينَ انغماسُكِ في السَّجايا؟؟
أين القصيدةُ؟ أين ما لحَّنْتِ واقْترفتْ يدايا؟
أين الحكاياتُ الَّتي شيَّدتِنيْ فيها حَكايا؟؟
أين انسكابٌ كنتِ تحتلِّينَ في فمِهِ ظَمايا؟؟
أوَ لمْ تكونيْ تهتفينَ: تعالَ،،، خذْني يا فتايا؟
أَخذلتِ كلَّ الشوقِ هذا؟ مَنْ سيحتضنُ المرايا؟
مزَّقتِ قلبَ مُمزَّقٍ

في نبضِهِ تُروى المَنايا!!
لِمَ يا ابنةَ الشَّمعِ احتجبْتِ عليَّ في وَهَجِ النَّوايا؟
و أنا..... تركتُ العالَمينَ.... وجئتُ مُستبقاً عمايا
قدريْ: انْكساري!!

أينَ طيْفُ حبيبةٍ ملأتْ رؤايا؟؟؟
أوَّاهُ!! يا وجعيْ!!.. و كلُّ أحبتي خذلوا نِدايا...

و.... مُلِئتُ بالأحبابِ حتَّى لم أجدْ حوليْ سوايا
مِنْ أجلِ ساكنةٍ دمي أمضيْ..... و أذرفُني خَلايا
بيضاءَ مِنْ طولِ البُكاءِ أمامَ أقمصةِ الصَّبايا
صفراءَ مِنْ طولِ احْتراقِيْ عندَ أقْدَامِ الهدايا
كالذَّبْحِ مِنْ طولِ العِنَاقِ لِذكرياتٍ مِنْ شظايا
كاللَّمْحِ مِنْ طولِ انتظاريْ في شوارِعَ مِنْ أسايا
ك (أنا)!! ك (أنتِ )!

كأيِّ مغفرةٍ أُحيطتْ بالخطايا!

 

يكتبنا الأنتِ لنكتب الأنا الحائرة بين السؤال والجواب بين الواقع والخيال لتقف على شفا برزخ يفصلها عن حقيقة وجودية تتلهف لمعرفتها ولا تستطيع احتضانها فيبقى الجواب حيرة والسؤال سيف كلمة شاعر ينزف الوجع مع ذكريات حاضرة مرسومة على ملامح حبيبة غافية غائبة في وجدان الذات الإنسانية.

 

إلى أين يا أنتِ؟ أيتها المفقودة الموجودة الحالمة الناعسة بين أحضان المعاني المتوشحة بالخفاء على أرض الأبجدية........؟ وينطق لسان حال قصيدة تناشد الحضور فيجيبها الفقد، تبحث عن سعادة اللحظة، فيجيبها وجع الوجود الكامن في الأنا، لتكون الأنثى صورة غادرها المعنى ومعنى بدون ملامح، صفة لموصوف فقد حضوره، أو حضور فقد معناه...... وتعود بنا الذاكرة إلى تفاصيل وحدة وجودية لمشاعر جارفة تواقة للانعتاق تتخلق على أرض واقع يجسد حقيقة ثنائية الخلق الأول، ليتوحد المكان والزمان وتولد اللحظة الفارقة، الخارقة لواقع الأنا فيكون للمطلق خيال حقيقة، وللحرف معنى الوجود، وللكلمة صورة حسناء تتجلى على قلب شاعر، وللقصيدة ملامح اختزلت لحظة الخلق الأول على أرض إنسان الكون.......... يخترق النداء صداه ليكون لزلزال الأنا حضور في وجدان المتلقى، وصوت يدوي في أرجاء إنسان الفقد... يااااا أنتِ.......

 

قصيدة تقول لنا إنها...... هي.... كانت هنا لتغادر ملامحها الشاعر ويبقى شذاها ذكرى محملة بوجع ذكريات اللحظة الأولى، لحظة انثيال الإحساس الجارف بأنثى الوجود الأول وولادة صفاء يحتضن طبيعة خلَّقها الحب فكانت أرض وجد وهيام......

 

يجعلنا الشاعر أحمد عبد الغني الجرف نقتحم عالمه المشبع بالفقد وجنون اللحظة المبدعة والخلاقة لموسيقى شاعرة تخترق جدار صوت الأنا، ليكون للحضور جمال آخر، وللفقد معنى الوجود وللصورة أرض تحتضن حركة محمومة لحيرة شاعر فقد أناه ليقول:

يا.. (أنتِ)!! واحترقتْ (أنايا )! يا.. (أنتِ) يا معنايَ.. يا.. يا..
جُرِّدتُ مِنِّي كيْ أكونَكَ، هل ظفرتِ بِمحتوايا؟
أوشكتُ - حتَّى في خطابِيْ - أنْ أواجهَني بِلا (يا )
أحرقتُ كُلَّ بدايةٍ وخذلتِ عندَكِ مُنتهايا
وطمستِ رائحةَ الغرامِ، ذبحتِ أشجانَ الزَّوايا

 

يحترق المعنى في أتون الغياب لتبقى الكلمة شاهدا والأنتِ نداء يحتضن صداه قصيدة ناشدها الفقد فاستجابت القوافي لتكون اليا......... قفلة ونوتة موسيقية تعبر عن شجن الشاعر واختفاء الكلمة الاسم ليبقى المعنى وجعا ينزف حيرة تذوب فيه الأنا...... تتلاشى مفرداته القادرة على تشكيل عالم آخر له سلام دائم ديمومة سعادة الخلق الأول، لكن إنسان الحاضر، في ذاته عالم ما بعد الغواية حمل في ثناياه خلودًا زائفا سرعان ما تبخرت مفرداته ليبقى لسراب اللحظة احتراق على أرض التيه ووحدة في زمن تكاثر الحكايا.

 

للمعنى ياء تحدد هوية الكلمة ووجودها ففي ظل احتراق "أنا" الكلمة يغيب المنادى ويبقى النداء صوت بدون صورة، ومعنى فقد الكلام وكلمة غفت في أحضان الصمت، هي الياء التي تغادرنا ليبقى الفقد سيدا، والحضور غياب، والمحتوى سراب كلمة، وعطر لمعنى، وذِكر له صمت الذكريات......

 

هكذا نرى أنّ قوة المعنى تكمن في حقيقة يمتلكها الشاعر لتُمكنه من مفرداتها، يرسمها الخيال صورة تحتويها الرؤية فتجسدها اللغة الشاعرة على أرض القصيدة لنرى أنّ قوة تدفق المعنى الملهم للشاعر أفقدت الخيال القدرة على رسم الصورة ليقف الشاعر أمام صمت الكلمات وكأنه أمام حقيقة لها نور يبهر العين لتبقى اليا...... معلقة صوت سابح في عالم الملكوت لمنادى مجهول الهوية والأنت ضمير حاضر غائب.

 

حضور اليا...... واختفاء المنادى يجعل الخطاب يتيما بلا انتماء والمُخاطَب حاضر غائب موجود مفقود.

 

يحتضن التيه مشاعر الإنسان لتصبح بمثابة رمال متحركة تحترق في أتونها بداية سعادة اللحظة ومنتهاها، لتنبئنا الصورة والكلمة والقصيدة عن حيرة شاعر يعيش إشكالية التعبير عن سر معنى نقطة هي اختزال لفلسفة الوجود.

 

يتخلل القصيدة نَفَس يجعلها تنبض حبا وحياة، تتحرك الصورة الشعرية ويكون لها ترميز إلى مفهوم الإنسان الكامل الجامع لجميع العوالم الإلهية والكونية بكلياتها وجزئياتها ليعبر الشاعر بالمعنى الموجود لصورة مفقودة، عن بداية تحتوي نهايتها لنعيش على أرض القصيدة مشاعر جارفة تحترق عند ولادتها فيكون الخذلان منتهاها وكأنّ حياة الشاعر العاطفية انطلقت وتوقفت في نفس المكان.

 

فمن رحم طبيعة أرض الأنثى، إلى رحم أرض التراب نرى أنّ الإنسان ينطلق من نقطة ليعود إليها وبين نقطة البدء والنهاية يعطر عالم الشاعر رائحة غرام وأشجان زوايا تشعل شموع أسئلة تحتار بين نقاط استفهام لا جواب لها ليقول:

أينَ اشتعالُكِ في دمي؟ أينَ انغماسُكِ في السَّجايا؟؟
أين القصيدةُ؟ أين ما لحَّنْتِ واقْترفتْ يدايا؟
أين الحكاياتُ الَّتي شيَّدتِنيْ فيها حَكايا؟؟
أين انسكابٌ كنتِ تحتلِّينَ في فمِهِ ظَمايا؟؟

 

تتربع الأنثى على عرش القلب لتحتل كل المساحات يجسد وجودها شعر شاعر لا يستطيع التخلي عنها ولا احتضانها. يشقيه حنين ويطيح به وجد، فهو الأصل الذي يحن إلى فرعه، وهو الوليد الذي يتوق إلى أمه، وهو الحبيب الذي يبحث عن حبه إلى أن ينتهي به المطاف فيدخل في حالة تماهٍ لتكون الأنا أنتِ والأنتِ صورة تحتل الأنا لتذوب فيه وتجري منه مجرى الدم وتسري في عروقه سريان النار في الهشيم ليكون له اشتعال يجعله طريح سؤال غامض غموض حاله... أين انغماسك في السجايا؟ سؤال غريب غرابة موقف غير مدرك الجواب لأنه يوحي بخروج الأنثى عن طبيعتها الفطرية والتي تشكلت في صورة أنثى قصيدة لحنتها وأقترفتها يد شاعر متيم في حضورها والغياب، يحن إلى حكايا شيدته حكايا لتتماهى الأم مع الحبيبة وكأنها امتداد لوجودها..... صورة تجعل الشاعر ينتقل بين عالمين الأول عالم خلق فيه، والثاني عالم شيده خياله ليكون موصولا بالأول لا يستطيع الانفصام عنه، مقطوعا عن الثاني لا يستطيع الوصول إليه، ويبقى السؤال عطش ظامئ يبحث عن الارتواء أمام صحراء الجواب ليقول:

أولمْ تكونيْ تهتفينَ: تعالَ،،، خذْني يا فتايا؟
أَخذلتِ كلَّ الشوقِ هذا؟ مَنْ سيحتضنُ المرايا؟
مزَّقتِ قلبَ مُمزَّقٍ في نبضِهِ تُروى المَنايا!!

 

للأنثى إغراء وتمنع ولشاعر القصيدة انكسار لا يفارق خياله، يتضاعف الشوق لحبيبة خذلتها الرؤيا فغابت أمام مرآة الخيال وفقدت القدرة على التماهي مع مشاعر شاعر أصبح يعيش معاناة التمزق ووجع يلازم قلبا تُروى في نبضه المنايا... يجتاح الشاعر إعصار وجداني يفقده الإحساس بلذة الحياة في عالم صنعه خيال الواقع ليتوق إلى أخرى وكأنه يحتمي من معاناته بموت يجعله يفقد الحس بالألم ليتخلق من جديد ويجتاز ما به من تمزق، بين الشيء ونقيضه تعيدنا الصورة الشعرية إلى ما جاء في القرآن الكريم يقول تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [سبأ: 7].

 

أمام حيرة وجودية تجعل من الشاعر ساحة تتفاعل على أطرافها نقاط استفهام تناشده الجواب، وأمام عطش وتشرذم الذات لمشاعر حب خلقت بها لتحيا معها، نجد الشاعر يحتمي بالخيال ليُخَلِّق الكلمة المعنى، والقصيدة الأنثى، ويتوارى من واقع حال يعيشه ليبحث عن مآل يصبو إليه، ولحظة سعادة يخلد إليها ليقول:

لِمَ يا بنةِ الشَّمعِ احتجبْتِ عليَّ في وَهَجِ النَّوايا؟
و أنا..... تركتُ العالَمينَ.... وجئتُ مُستبقاً عمايا
قدريْ: انْكساري!! أينَ طيْفُ حبيبةٍ ملأتْ رؤايا؟؟؟
أوَّااااهُ!! يا وجعيْ!!.. وكلُّ أحبتي خذلوا نِدايا...
..... و.... مُلِئتُ بالأحبابِ حتَّى لم أجدْ حوليْ سوايا

 

للنوايا وهج وللخيال صورة لحبيبة سكنت وجدان شاعر لتصبح بنتا يتماهى بياضها الناصع مع شمع حمل ذات يوم في ثناياه رحيق زهر له عطر نوايا صارت ذات احتراق وهجا تذوب له المشاعر ويحجبها الخفاء.

 

للشاعر لهفة وللحبيبة صد..... أهو الدلال المتمنع أم الحياء المغري؟ أسئلة تحجب رؤية شاعر ترك حياة الصخب لينعم بالقرب، وهو الذي يستبق قدره ويترك الانكسار ورائه ليجد السراب أمامه...... يختفي طيف الحبيبة ليسكن خيال الرؤيا ووهم الواقع، ويبقى الوجع مقيما له كمون الجبال، وصرخة الاحتراق ووجع الحنين أمام مرارة الفقد وخذلان الأحبة فرغم الصور المتكاثرة التي تسكن الشاعر ووجدانه يبقى لثنائية الوجود طعم آخر لا يعرفه غير أهله، فعلى أبوب غياب الحبيبة يقول الشاعر (لم أجد غيري سوايا) صورة تتجلى على قسماتها حقيقة يعيش الإنسان حالها لأنها تسكنه يشعر من خلالها بالوحدة فتصحبه الغربة ليتعرف على حقيقة وجود خلق فيه فردا ليغادره فردا.

 

للإيحاء شفافية وللإبداع معنى وللصورة رمز، وللكلمة تجليات يستعملها الشاعر ليفصح عن وجود يسكنه وعن حزن لا يعرف له فراق، وعن حب أقام فيه وتخلله لا يدرك له بداية ولا نهاية ليصبح جزءا منه ليقول:

مِنْ أجلِ ساكنةٍ دمي أمضيْ..... وأذرفُني خَلايا
بيضاءَ مِنْ طولِ البُكاءِ أمامَ أقمصةِ الصَّبايا
صفراءَ مِنْ طولِ احْتراقِيْ عندَ أقْدَامِ الهدايا
كالذَّبْحِ مِنْ طولِ العِنَاقِ لِذكرياتٍ مِنْ شظايا
كاللَّمْحِ مِنْ طولِ انتظاريْ في شوارِعَ مِنْ أسايا
ك (أنا)!! ك (أنتِ )!كأيِّ مغفرةٍ أُحيطتْ بالخطايا!

 

يحترق الشاعر عشقا لأنثى تسكنه معنى وتتخلى عنه كيانا، تحتويه ليكون بُعدها عنه نارا حارقة يذرفها خلايا بيضاء أمام أقمصة الصبايا....... تعود بنا الذاكرة إلى قميص يوسف عليه السلام وبياض عيني سيدنا يعقوب تختلف المواقف ليبقى الحزن واحدا، يتماهى مع ألوان الطبيعة الإنسانية وتقلباتها تبيض خلايا الذاكرة تارة وتصفر أخرى تحت وطأة احتراق النفس مع ذكريات تشظت أمام نار الجحود.

 

يتمثل الشاعر نفسه مدينة سكنها الحزن ورسم شوارعها الأسى، ليكون فيها خيالا سائحا، تاهت منه الأنا ليتلاشى وجود الأنتِ في زحمة الحكايا ويتوارى في ثنايا الذاكرة.

 

يختم الشاعر القصيدة بصورة فريدة ضمّنها معاناته كفرد ليختزل فلسفة الوجود في المحيط الإنساني، فيكون هذا البيت كالنقطة التي اختزلت مياه البحار:

ك (أنا)!! ك (أنتِ )!كأيِّ مغفرةٍ أُحيطتْ بالخطايا!

 

تنقلنا الصورة إلى عالم آخر لتحيط بنا قصة سيدنا آدم ونتذكر جنة الخلد ونعيمها، والغواية وجحيمها، والخطايا والمغفرة، لأقول هل شقاء المحبين هو نتيجة السقوط في جب الغواية؟ أم أنّ الشقاء أمر مكتوب على أهل الأرض؟

 

يبقى للشاعر حيرة أمام أسئلة وجودية لا يستطيع التخلص منها ليتذكر صورة أنثى سكن رحمها وهو علقة لتسكن فؤاده وهي مضغة، تنشأ بين جنبيه يحن إلى قربها ووجودها حوله حتى يبعثها الله تعالى على أرض الواقع لتكون حواء فرع يتوق إلى أصله.

 

اختزلت القصيدة معاناة الشاعر الإنسان لتعود بنا ذاكرة الصورة إلى حياة الخلق الأول (آدم وحواء) يسري بنا خيال الشاعر ويعرج من أرض الواقع إلى سماء حقيقة عرفها في يوم من الأيام ليعيش لحظة تجلي على أرض قصيدة، أرهقها فأرهقته، أرقته الذكريات فأرق أنثاه..... مزج بين الحقيقة والواقع وكان الخيال حاضرا بينهما يوقد شموع الرؤيا ليتوقف الزمان على أرض خلقت لتكون الثابت المتحرك تشهد أحداثا تتكرر ولا ينقضي أمدها فمع كل صرخة طفل يولد، يخلق إنسان جديد حاملا لميراث إنسانية تنزفه خلايا عبر سني عمره.

 

للقصيدة حياة وروح من روح شاعر يغوص في عمق محيط ظلامه دامس ليطفو على سطحه ويعانق خيوط الشمس، فبين الظلمة والنور، يتنقل الشاعر بحرفية اللغوي المتمرس والمتمكن من ريشة الرسام البارع، ليُلقي المعنى الحي في روع الصورة ويحدث شرخا بين عالمين يصعب تجاوزه... بين من يكتب الشعر انطلاقا من واقع الخيال، ومن يكتب الشعر انطلاقا من خيال الحقيقة.

 

للواقع ظلمة وللحقيقة نور يجعل للمعنى تجليات، وللصورة الشعرية حركة وحس على أرض قصيدة تصبح آهلة بأرقى المشاعر وأصدقها تتفاعل وتأثر في كل من يكون بين يديها، تسكن وجدانه فيشعر بروعة جمال الصورة وعذوبة حلاوة معنى له نماء في عقل وفكر يعزف لحن شاعر تتهادى على إيقاعه قوافل القوافي لتقول لنا كنت هنا...

 

لأنها ال(أنا) التي تكتب ال(أنتِ)... ولأنّ القصيدة وبكل تلقائية الكلمة... أنثى.

 

تُنشر بالتعاون مع مجلة (أعاريب)

المصدر: مجلة أعاريب - العدد الرابع - جمادى الآخرة 1435هـ / إبريل 2014م





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدر النضيد أو شرح القصيدة الشاوية
  • مدخل لقراءة القصيدة الجاهلية (1)
  • نظرة تحليلية لقصيدة النثر
  • القصيدة الرائية في مدح أهل القرآن للخراساني
  • قمة نجاحك بخفض جناحك ( قصيدة )

مختارات من الشبكة

  • قراءة موجزة حول كتاب: قراءة القراءة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهمية القراءة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخص مفاهيم القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وقل رب زدني علما(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • القراءة المقبولة والمردودة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منهج الزمخشري في الاستشهاد بالقراءات القرآنية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قياس وتدريبات القراءة بقلب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التوجيه الصوتي للقراءات القرآنية في كتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للقسطلاني، الصوامت نموذجا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • سورة الصمد في الصلاة بين قراءتها عادة وقراءتها محبة!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بؤس القراءة الحداثية للوحي العزيز: قراءة في فكر محمد شحرور(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب