• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

أحد أحد ( مسرحية شعرية )

أحد أحد ( مسرحية شعرية )
عيسى النتشة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/2/2014 ميلادي - 4/4/1435 هجري

الزيارات: 18142

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحد أحد


(1)

المشهد الأول

"على مقرب من الكعبة الشريفة، حيث تبدو بيوت مكة، جلس بعض أشراف قريش في ناديهم يظهر منهم: أبو جهل، أبو لهب، أُمية بن خلف، شيبة بن ربيعة، الوليد بن المُغيرة، يتشاورون في شأن محمد - عليه السلام - وفي أمر القافلة التي حطَّت رحالها قادمة من الشام"

أبو لهب: (وهو فرح)

قضينا كلَّ مرضاةِ
لربِّ مناةَ واللاتِ
أطوفُ كأنني ما طُفْ
تُ قبل اليومِ مرات
كأن الرِّيَّ أسكرني
فقد أُنسيت حاجاتي

 

أبو جهل:

تجارتنا الشامية
لأوفر هذه المرة
بلالٌ عطَّر الغادي
حُداءً أنعش السَّفرة
وأنسى الهم والنَّصبا
وغذَّى القلب والفكرة

أُمية:

سأُكرمه على ربحٍ
يفوق العُرْف والعادة
سأكسوه وأُدنيه
أقرِّبه من السادة

 

أبو جهل: (في خُبث)

عجيبٌ.. أُمية بدر الحضر
يُحبُّ بلالاً ظلام الوبر
غريبٌ أُميَّة هذا الهُدى
(ضحك واستخفاف)

 

أُمية: هُراءٌ.... يضل النُّهى والفِكر

أُحبُّ العبيد وأُصغي لها؟  "يُحاول أن يَخرُج متضايقًا".

لقد ضقت ذرعًا بهذا السمر " يعود وكأنه وجد فكره".

"لأبي جهل"  وأنت أبا الجهل... أرضاك جهلٌ

شيبة: هنيئًا لعم النبي الأبرِّ "ضحك مرتفع"

أبو لهب:

قد فار دمي والتهب
فلتُطفئوا مني اللهب
إلى متى هذا الخنا؟
فالرُّشد منا قد ذهب
مُحمدٌ يهزا بنا
ونحن سادات العرب

 

الوليد: "مشجعًا"  أربابنا أضحت قَذى    دعاؤنا لها تبَب

شيبة: قرباننا سفاهة   صلاتنا هي العجب

 

أبو جهل "باستخفاف": يقولُ إنها دُمى فكيف نعبُد اللُعَب؟! "ضجيج من الجميع"

وإننا أذلَّةٌ
إذ نبتغي منها الأرب

 

شيبة "مشيرًا إلى الأصنام":

سكوتُها هو السبب

 

أبو لهب "ويُشير هو أيضًا": .......         فلتنطقي إن كُنت رَبّ

ودافعي بقوةٍ    وزمجري مِن الغضب

 

"يتردَّد الصوت، فلا مُجيب.. الذهول يظهر في الوجوه والحركات، الوليد يقطع الصمت".

 

الوليد:

يقول إنَّ ربَّنا
لا والد ولا ولد
ربٌّ عظيمٌ واحدٌ
وما له كفئًا أحد

 

أبو جهل (باستغراب):

ربٌّ عظيم واحد
وما له كُفئًا أحد
وهذه حجارة
لا خير فيها لا رشَد

 

أبو لهب (ثائرًا):

أبا حكم كفى.. واسكُت
ويَكفينا سخافاتِ

 

شيبة:

أشيروا بالذي يُرضي
مَناةَ الكُلِّ واللاتِ
غدًا يهوي لنا العربُ
لتقديس الإلهاتِ

 

فماذا يا تُرى نُبدي؟

 

أبو جهل: سنبدا بالإشاعاتِ

 

نقول:

محمدٌ هذا  ....    من الكُهَّانِ إذ يسجع

"استحسان من الجميع"

 

الوليد:

بريءٌ منهمُ طُرًّا
ففتِّش تهمةً أقنَع

 

أبو لهب:

وحقِّ اللاتِ والعُزى
وحق مناة لن نُخزى
نقول بأنه يهذي
بشعرٍ أشبه الرجزا

"استحسان من الجميع"

 

الوليد:

أليس أصحَّنا رأيًا
وأفصحنا إذا قُلنا
وأعذبنا مُحادثة
وأرجَحَنا إذا تُهنا

 

الجميع:   بلى بلى .... هذا صحيح.

 

الوليد:

ولكن! إنه السِّحرُ       يُفرِّق بين زوجين

إذا سمعا له تاها

 

أبو جهل "بطرب وفرح":

وإن كانا إلهينِ

نطقتَ التُّهمة المُثلى     هنيئًا يا مُنى العينِ

 

شيبة: ونعمَ الرأيُ

أبو لهب: ولنشرب      كؤوس الراحِ

 

أبو جهل:

ولنطرب

دعونا من محمَّدِكم      وايمُ اللات لن نُغلَب

 

الوليد "للساقي":

أدر الكؤوس وروِّها يا ساقي
صهباءَ لا تُبقي على مُشتاق
شمس تُضيء الجوفَ، من نيرانها
أخذ المجوس مخامِرَ العُشاق

 

للجمع نصف رحيقها ورضابها لأبي المُغيرة دلّها والباقي "يدور عليهم الساقي في هرج ومرج، يدخل عليهم عُتبة بن ربيعة".

 

عُتبة: سلام هُبل.. سلام هُبل.

الوليد: لامًا أيُها المُقبل

"يُقدم له كأسًا"   تفضَّل... هذه كأس     .... "يشربها".

 

أبو جهل "يناوله أُخرى": وخُذ أُخرى...

"ويُناوله الثالثة لكنه يشربها"  ولا تعجل

"وكأنه سكر، في رقص وهرج".

وحق اللات يا هُبل
عشية يُقتل الرجُل
لأملأ حجر قاتله
من الذهب الذي صقلوا
له مائة من النوق
وألف من دنانيري

 

أبو لهب "مُشجعًا":

له مائة من النوق
وألف من دنانيري
وحق اللات ذا يُغري
صناديد المغاوير

 

أُمية "يُلقي بكأسه":

أنا لها يا بن هشام
بالسيف أسقيه الحِمام

ومن تُرى ضحيتي؟

أبو جهل: مُحمدٌ يا بن الكرام

أبو لهب: أُمية جئت بفصلِ الخطاب

الوليد: وأنت لسحق ومحق وصاب

إليه إليه

أبو جهل: عليه عليه

الجميع:   سريعًا سريعًا.... نُريد الجواب.

 

"يتجه أُمية إلى الباب يُحاول الخروج، فيقف في وجهه عُتبة"

 

عُتبة: أتقول إنك قاتله

أُمية: أو أنت ند مُحمدٍ "مندفعًا"      أنا قاتله

الوليد: تفرَّقت أمورنا

أبو جهل: وسفِّهت أحلامنا

أبو لهب: وتمرَّدت عبيدنا.

 

أُمية: إلى متى تجاهُلُه.

عُتبة: أغرتْك نفسك بالذي   لم تفتكر لعواقبه

أترى بني عبدالمنا  فِ يُسلِّمون لطالبه "بُهزء"

 

أبو جهل: اسكت، صبأت.

اذهب عَبيدُك أسلمت
وعلى أيادي صاحبه
اذهب فقوِّم أهل بي
تك يا شُجاعَ أقاربه

 

أمية "يُشهر سيفه ويهجم عليه": وإنني لا بُد قاتل من صبأ

عُتبة "يُشهر سيفه يبتغي الضرب": بل أنت أصغر يا فتى خُذها مُجلجلة النبأ

"يشتبكان بينما يحاول الجميع فض الاشتباك، ويسحب بعضهم عُتبة ناحية والآخرون يمسكون بأُمية".

 

أُمية "ثائرًا": ومَن من عبيدي غدا مسلمًا؟        "لا يُجيب عُتبة"

تكلَّم وإلاَّ

عُتبة "باستخفاف": أرقتَ الدَما

بلال...........

 

أبو جهل "وقد تغيَّر لونه": أحقًّا تقول

أبو لهب: تفوَّه

عُتبة: رأيت بعيني، سمعتُ بأُذني

"يلتفت الجميع حوله كل يريد أن يعرف ماذا رأى وما سمعه؟"

 

الوليد: وماذا رأيت؟

أبو لهب: وماذا سمعت؟

عُتبة " يُشير إلى ناحية":

هُنالك.............
بأمسِ وبعد الضروب
رأيت بلالاً يسير
كفأرٍ تسلَّل بين الكوى والدروب
ويَسرق في الخطو حتى توارى
فقلتُ لعلَّ الفتى في كروب

 

أبو جهل: وماذا فعلت؟

عُتبة: جريت وراءه

 

أبو جهل: وجدت بلالاً يُغنِّي رفاقه

عُتبة: وجدت بلالكمْ هذا يُماشي     أبا بكر.... وينطِقُ بالشهادة

ويسأله وأين أرى أمينًا أُبايعه وأُخلِص في العبادة

 

أبو لهب: أحقًّا ما تقولُ؟

عُتبة:

فدتك نفسي
وأدهى من مقالته وأعظم
رأت عيني بلالاً في ازدراءٍ
يُهين إلهنا هبل المكرَّم

 

الوليد: يا للوقاحةِ!

شيبة: والنذالة والبَلَه!

أُميَّة "وقد بدا عليه التأثر": أعبيدُنا تقوى على هذا السَّفه؟

حسنًا، وماذا بعد؟

عُتبة: قد صفَع اللعين قفا إلهك صائحًا لن أعبُدَك

"استهجان من الجميع"

تبًّا لمن أهوى عليك وخاطبَك
يا ذا اليدين ولا يدٌ ما أقبحك
لا تستحِقُّ سوى الفؤوس تُحطَِّمك
وتدقُّ هذا العُنق إذ لا عُنق لك

 

أُمية "وقد بدأ يرتجف": أَوَقال..... كله؟

عُتبة: أَأزيدُكم؟

شيبة: يكفي خفَّ... لا أُم لك

أبو جهل: كفر بالرب الأعلى وأذلنا... ويهين السادة

 

أبو لهب: والعار لنا

الويلُ له... والعار لنا..

 

أبو لهب:

الويلُ لنا إذ نحن هنا
نتسلى لا نجد الحلا
ومحمَّدكم أضحى
بطلاً إذ يفتننا رجلاً رجلا

 

الوليد:

لا يفتن غير ضعيف أو
عبد ضاق بأسيادٍ
فلنَطردهم من نادينا
إذ خلوا دِين الأجدادِ

 

أبو لهب:

بل هي الحرب العوان أشعلوا كلَّ مكان

مزِّقوا كلَّ سخيفٍ      ضلّ في هذا الزمان

 

شيبة (لأُمية): اذهب أُمية للذي   يبغي الهلاك - بلا هواده

نكِّل به...

عُتبة: عذبه حتى        يُسلَم العاصي قيادَه

أبو لهب:

عذِّبه حتى لا يُقال عبيدُهم
صبَأتْ وصار يتيمُهم شيخَ البلد
هذا زمان ضاق فيه أولو النُّهى
لم يُبقِ صاحبُنا عبيدًا أو ولد
فمتى يعود إلى الصفاء جميعُنا
ومتى تعود لنا البشاشة والرَّغَد

 

أبو جهل:

ولن يرتاح ليِ بالٌ
ولا تصفو ليَ الدنيا
إذا أبقيت إنسانًا
يدينُ بقوة عُليا

 

عُتبة:

سنقتل كل من حادَت
عن الأجداد يُمناه

 

شيبة "هازئًا":

يقر بقتل سيِّدهم
أبو جهل وعيناهُ

 

أُمية:

أمَّا أنا فوحقِّكم يا سادة
لأُعذبنَّ بِلالهم شر العذاب
اليوم أسبر غورَه في خلوه
إن كان حاد فلن يُرى فوق التراب

 

"يخرج هادئًا"

الويلُ مني والنكال
يا عبدَ نحسٍ يا بلال
الويل إن أسلمت حقًّا
كافأتَني شرَّ الفعال

 

♦♦♦♦♦ سـتـــار ♦♦♦♦♦


المشـــهد الثــانــي

"بلال في حُجرتِه في بيت أُميَّة بن خلف، يجلس في خشوع، وهو يقرأ من سورة (طه) ووضع أُميَّة أذنه على الباب يسترق السمع".


بلال: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلَى* الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 1 - 5].

 

أُمية "مِن وراء الباب":

هذا وربي ما به العبد انسحَر
قرآنهم لا ريبَ فيه المغزى
برح الخفاءُ وبان مِن مستوره
كُفر اللئيم بلاتِنا والعُزَّى

"يدفع الباب ويدخل هائجًا يرغي ويزبد ويروح ويجيء"

 

ما كُنت تقرأ..    "لا جواب".

إني سمعتُ         أقرآنه؟

 

بلال: قد أداوي الجراح

كلامٌ من الله ما ذاك عيبٌ
به النورُ شعَّ كضوء الصباح

 

أمية (وقد زاد هيجانه):

تعلَّمتَ هذا ومَن علَّمك؟
فُتِنتَ بشعرٍ غثيث وقاح
بلال: وما هو شعر ولا هو سِحر
ولكن كلام الهُدى والصَّلاح

 

أمية: إذًا هو سَجع لعرَّافِ قومٍ

بلال: بل الحق من ربنا والفلاح

 

أُمية:

وأيُّ إلهٍ؟ تكلَّمْ وقل لي؟
وكيف تكلَّم هذا الإله

بلال:

لقد أنزل الله سبحانه
كتابًا على عبدِه فوعاه

أُمية: كفاكَ هُراءً.

بلال: هو الحقُّ ربي

أُمية "يصفعه": ومن ربكم يا سليل العُصاة؟

وتجعل كل آلهتي إلهًا   أهذا العدل والدِّين الصُّراح

 

بلال:

أحد أحد .. فرد صمد
لا والد ولا ولد
إذا أراد لا يُرَدّ
وما له كفوًا أحد
ربُّ العبادِ والنباتِ
والهواءِ والجمد
رب السماء شادَها
مرفوعة بلا عمَد

 

أُمية:

 

كُفَّ يا أبله إني
أعرف اليوم خلاصَك
كُفَّ عن هذا وإلا
أقطع الآن لسانَك

 

بلال:

رب السَّحاب والضباب والجبالِ والوهد

ربٌّ عظيم قاهر له جَبيني قد سجد

"يسجد بينما يركله أمية برجله متوعِّدًا".

 

أمية:

يا صابئ أكفرت باللات التي
منحتْك قوَّتها فصرتَ كبيرا
فتركتها وتبعت دون إرادتي
رجلاً فقيرًا كاهنًا مَسحورا

بلال:

أنا ما كفرتُ... هُديتُ لله الذي
خلَق الجميع مُصورًا تصويرا

"يلطمه أُمية"

 

أُمية:

وهل للعبدِ رأي غير رأيي
متى للعبد دِين غير ديني
"يُمسِك بخناقه" وأنت العبدُ مِلكي يا بلال
وأفعلُ ما أُريد بمَن يَليني
فكيف تركتَني وتبعتَ غيري
ودِنت بدون عِلمي غير دِيني

 

بلال:

لك الجسم الذي مُلِّكتَ مني
وما قصَّرت في عمل يَليني
فهذا القلب مهما شئتَ ملكي
ولن تسطيع إذلالَ اليقين

 

أُمية "وقد بدا يُلاينُه":

عُد إلى العقل بلالاً
لا تُعاند في مقالي
لا تُجادل، وأطِعني
أو تشبَّث بالمُحال

 

بلال:

أتدري إن عصيتُ أُطيع ربي
ولو مزَّقتني إربًا فإربا
وإن أزهقت رُوحي في ثوانٍ
فذاك وعزَّتي لله قُربى

 

أُمية "مُستعجِبًا":

بلالٌ أنت؟! أم شؤمٌ أراه
أتعصي سيدًا لك مِن قديم
فمَن ربَّاك حتى صرتَ مِنَّا
ومَن خلاك ترفُل في نعيم

 

"يضرب كفًّا بكفٍّ":

وكُنت لنا كأطوع مِن بنان
فمَن ساواك بالغد اللئيم

بلال:

تمنَّ عليَّ ما أطعمتنيه
وما أغدقته وكسوتَنيه
إذا جوعتني يومًا فحسبي
وإن أشبعتَني فستَلقنيه
ولا أبغي طعامًا أو شرابًا
فحسبي اللهُ ذخرًا أتَّقيه

أُمية "وقد ألقى بآخر سهم":

 

أهذا ما يُعلِّمكم رسول
لسوف ترى عذابي والنَّكال

"يصيح":

تعالوا أيها الخُدَّام وانضوا
عن المَخبول ملبوسَ الغَوالي

 

"يُسرع إليه خادِمان يَقفان أمامه خاضِعين".

ويَكفيه الفُتات له طعامًا
وأسمال تَليق بذي الضلال

 

بلال "يَخلع الثياب ويُلقيها إلى أُمية":

مهلاً.. هذا الثوب الغالي
لا حاجة لي فيه اليوم

 

"يُحضِر الخدم له الأسمال ولكنه يَصيح فيهم"

أمية:

قيدوا هذا الزنيم
اللئيم ابن اللئيم
فرِّجوا الدنيا عليه
وانعَتوه بالظليم

 

"يَحتار الخدم في أمره".. "أُمية يَصيح في أحد الخدم"

أُمية:

هاتِ يا خادمُ حبلاً
هاته حبل مسَد
علَّني أزهقُ روحًا
سوَّدت هذا الجسَد

"يُسرع الخادم الثاني لإحضار الحبل بينما يأتي الخادم الأول بقيد فيُقيد بلال"

 

الخادم الأول:

بلال.. كفاك في الدنيا عِنادًا
فهذا الموتُ يَصطادُ اصطِيادا
أميةُ سيدٌ لك مِن قَديمٍ
فطاوعهُ تنل منه المُرادا

 

بلال:

أَأرضى الشرك والأصنام دينًا
ورب العرش ألهِمني الصوابا

"يُحضِر الخادم الثاني الحبل فيُعطيه إلى أُمية، ويتوجَّه إلى بلال"

 

الخادم الثاني:

أمية منه تَحيا في نعيمٍ
وتجني مثلما شئتَ الرغابا
فطاوع سيدًا ما ضنَّ يومًا
ودع ما أنت فيه فلن تُعابا

بلال:

سأمضي للمنيَّة لا أُبالي
وعند الله أحتسِب الثوابا

"يهجم أُمية عليه فيربط عُنقه بالحبل ثم يَجذبه منه جذبة شديدة"

 

الخادم الأول: بلال عيل فيك اليومَ صبري... فطاوِعنا

بلال: وأعصي الله... لا ... لا

أُمية: هات سوطي.... "يُشير إلى الخادم الأول فيُسرِع لجلب السوط".

الخادم الثاني:

يا بلالٌ اسمع لقولي
هذه الحال أليست شرَّ حال
اترك الغيَّ وعُد ما كُنت فينا
سيدًا في حيَّنا

بلال: هذا مُحال.

مُحالٌ أن أُذلَّ لغير رب     ....     مُحال أن أميلَ وأن أهونا

أُمية "مكررًا": هاتِ سوطي........

"يُحضر الخادم السوط وهو يرتجِف بينما يَنهال عليه أُمية بالسوط"

ذُق لهيب السوط حتى .... تترك الإيمان أو تلقى الوبال

 

بلال: أحد... أحد.... أحدٌ...... أحد

 

أُمية "يزداد حنقًا":

مُت عبد السوء لم تعبأ بما
قُلتُ من نُصح ولم تسمَع مقالي
أين مجد اللات والعُزى وهل
لسوى الربَّين في الدُنيا مجال
مَن ترجّي اليوم مني مُنقذًا
أيُّها العاثر في وادي الخيال
ذُق لهيب السوط تُصبِح عبرةً
في قريش للذي يرجو المُحال

 

بلال:

مزِّق اليوم ضلوعي
لن ترى حتى دُموعي
غير إيماني وصبري
فيهما معنى خضوعي
واعبدِ الأصنامَ إني
لا أرى غير المَنيع
غير رب واحدٍ كم
أتقيه في خشوعي

 

"يهوي عليه ضربًا وبلال يصيح: أحدٌ... أحد..... أحدٌ... أحد"

 

أُمية:

شريتُك يا بلالٌ فأنت عبدي
ستفعل ما أقولُ وما أُريدُ
إذا مزَّقتُ جسمك من سياطي
فمَن يَحميك مني أو يذودُ
حقير أنت بين يديَّ فردٌ
فدع ما أنت فيه وقل أعودُ
وإلاّ ... ذُقتَ طعم الموت مني
فما تُجديك هودٌ أو ثمود

 

بلال: أحدٌ... أحد........ أحدٌ.. أحد.....

"يظهر التعب على أُمية، يلحظ أطفالاً صغارًا يُناديهم وقد لمحَت له فكرة"

 

أُمية:

تعالوا أيُّها الأولاد جُرُّوا
بلالاً بالقيود وعذِّبوه
وطوفوا في شوارعها وقولوا
بلالٌ صابئ هيّا ارجُموه

 

بلال: أحدٌ... أحد.... أحدٌ.... أحد..

 

وكيف أخاف أطفالاً صغارًا
وأَرضي غير دين الله دينًا

"يُقدِم الأطفال سراعًا" " ومن بعيد"..

الطفل الأول: يا رفاقي ذا بلالٌ أَنشدوه...

الطفل الثاني: يا رفاقي انظروا قد عذَّبوه

الطفل الثالث: "يتقدم من أُمية" ما الذي جنى؟

الطفل الرابع: ما الذي فعل؟

 

الطفل الأول: تلك قسوةٌ   ....   منك يا رجُل

أُمية: الصابئ المُحتال  ....   من حقه الإذلال

الطفل الثاني: نجُرُّه ونشتمُه    ...  نسُبُّه ونلعنُه

الطفل الثالث: كالتَّيس إذ نقوده ... وبالحجار نرجُمه...

أُمية: اسحلوه وارجُموه .... إياكُم أن ترحَموه..

 

"يتقدَّم إليه الأطفال، يَحصبونه بالحجارة ويسبُّون، وهو يَصيح"

 

بلال: أحدٌ.... أحد... فردٌ صمَد

لا والد ولا ولد

وما له كفوًا أحد

 

الطفل الأول: يا رفاقي ... انتهوا.... لا ترجُموه..

الطفل الثاني: يا رفاقي اسحبوه والعَنوه..

"يتقدَّم إليه الأطفال يَجرُّونه وهو يصيح: أحدٌ.. أحد"

 

بينما يُردِّد الأطفال:

الصابئ المُحتال
من حقِّه الإذلال

 

"بينما يعلو صياح الأطفال وصياح بلالٍ ويتلاشى صوتهم شيئًا فشيئًا يقف الخدم مرتعِدين وأُمية يروح ويجيء وقد ملأ الغيظ قلبه"


أُمية "للخدم": اتركوني أيها الأوغاد غيبوا.... عن عيوني ما لكم لا تسمَعون

"يُهروِلون بعيدًا بينما يزداد غليانًا وهو يُحادث نفسه"

 

أُمية:

وكيف أواجه الأحرار
بعد اليوم فيما صار
أقول لهم أُعذِّبه
عذابًا زلزل الأفكار
عذابًا لو يُصبُّ على
جبالٍ فجّرت أنهار
أقول لهم يعذبني
بسحر الصادق المختار
فويلك يا أُمية إنما
أهل النُّهى أسرار

 

"يُسمع صوت الأطفال وهم يُردِّدون ويسبّون... يقترب الصوت شيئًا فشيئًا... يتوجه أُمية إلى صنم له في البيت فيسجُد قائلاً:

إلهي خفِّف البلوى علينا
ولا تغضَب إذا اجترؤوا علينا
بلالٌ بعد حينٍ جاءَ يسعى
ليَطلُب عفونا فامنُن علينا

 

"يدخل الأطفال ببلال وقد امتقع لونه وسال منه الدم وصار في أسوأ حال"

"أُمية يُداري غيظه بينما يَخرُج الأطفال"

 

أُمية:

بلال أطلَّ علينا هلالاً
عسى السَّحلُ غيَّرهُ والعقابُ

 

"لا جواب سوى": أحدٌ... أحد.... أحدٌ ..... أحد..

إما تركت تهذي وتَبغي نبيًّا
وإلا طَوينا فصول الكتاب

 

بلال: أحد... أحد... فردٌ صمَد

أُمية: لا توغر صدري يا هذا  ...قلل من قولك لي أحد

 

بلال: "بصوت مرتفع": أحدٌ.... أحد... أحدٌ......أحد

"يئن بلال في قوله أحد.. يضغط أُمية، وكان أمية يُريد خنقَه"

 

أُمية: اكفُف أو أُخمِدُ أنفاسك

بلال: أحدٌ... أحد........فردٌ صمد... "يهجم عليه أُمية ويطبق على خناقه.

 

أُمية "هاجمًا عليه":

لا لن أحتاج إلى خنقٍ
فأُريحك من تعذيب غدٍ
سأُذيقك أصنافًا أحلى
ستذوق حلاوتَها بيدي

 

"يركلُه برجليه... يتدحرَج بلال على الأرض بينا يَخرُج أمية"

 

بلال "بصوت ضعيف":

الحمد لله الذي نجاني
من برثن الجبروت والطُّغيانِ
إني نسيتُ مذلتي وهواني
لما التجأتُ لقوة الرحمن
لما قطفتُ من الجنانِ محبةً
قد ذُقت فيها لذة الإيمان

♦♦♦♦ ســتــــار ♦♦♦♦


المـــشــهـَد الـثـالــث

"في يوم قائظ، اجتمع في بطحاء مكة سادات قريش وعبيدُهم يُرى بينهم أمية وأبو جهل وأبو لهب والوليد وعُتبة.... وكأنهم فرَغوا من الطعام والشراب وعبيدهم تُهدهِد عليهم بالمَراوح".

أبو جهل "مخاطبًا أُمية":

وما هي أخبارُكم يا أُميَّة
بلالٌ تراجَعَ أم في ضلال

أُمية:

بلال بلال بلال بلال
أما لك غير العبيدِ سؤال
نسيتَ التجارة أم تَتناسى
لشرٌّ وبيل على كل حال
أذقناه كل فنون العذابِ
فما حادَ أو لان طيفُ خيال

 

عُتبة: عجيبٌ وربي هداهُ العجيبُ ..... يذلُّ العزيز ويُعيي الطبيب

أمية: وليس أمامي سوى قتْله   ....   لأرتاح منه ومِن عِنده

أبو لهب: وكيف تسوِّل نفسك قتلاً

الوليد: أيبصم حرٌّ على ضعفه

أُمية: وماذا سأفعلُ قد ضاق صبري

أبو جهل: تصبُّ العذابَ على ظهرِه

الوليد: وحتامَ يجلِد عبدًا ذميمًا؟

أبو جهل: إلى تركه الكفر أو قبره

عُتبة:

أبا حَكم تعلَّقنا بخيطٍ
لأوهى مِن خيوط العنكبوت
فإني ما رأيت الضرب أجدى
ولا سَحل الضعيفِ المُستميت
أبو جهل: ظننتُك يا عُتيبة غير هذا
فلا تقنُطه دعني للمَقيت

 

أمية: وماذا تفعل الحرباءُ دومًا

 

أبو جهل: تُغيِّر كل يومٍ ألف جلد

سأُلبسه دروعًا من حديدٍ
وأطرحه على الرمضاء ظُهرًا
سأتركه سويعاتٍ ليُشوى
فلن يسطيع بعد النار صبرًا

 

أُمية: تراه يعود للعُزّى ذليلاً

 

أبو جهل: وبالرحمن طُغيانًا وكُفرًا

يرنُّ صدى توسُّله بأُذني
ويطلب منك صفحًا ثم غُفرًا

 

أُمية "وقد انفرجت أساريره":

أما والله إنك ذو دهاءِ
لقد طاولْتنا حذقًا ومكرًا
سأُحضره وأتركُه رهينًا
لديك فعذِّبن سرًّا وجهرًا

 

"يَصيح على خدمه":    مبارك، ميمون، هاتا بلالاً ... "يُسرِعان لإحضاره".

أبو لهب "يفرُك يدَيه": سيُشوى بنارٍ بغير لهب

أبو جهل "لخادمه": عليَّ بدرعٍ ثقيل ثقيل  .... وقيد مِن الصُّلب لا مِن خشب

"يُسرِع الخدم بإحضار ما طلب"

 

أبو لهب:

رأيت العزم يُذكي أُوارًا
ستكوي عبيدًا لنا إي ورب
تعرِّفهم أننا من صخورٍ
فلا نستجيبُ ولا نستجب

 

عُتبة:

ترون العبيد لنا طاوَعونا
وصاروا ظلالاً لنا في اللعب

"يُحضر العبيد بلالاً في أسماله مربوطًا من رقبته ويوقِفانه أمام أُمية".

 

أُمية: أتيتَ.. بلال

أبو لهب: أما زلتَ غِرًّا على دينهم

"لا جواب"     لا تخافُ العطب

بلال: أحدُ... أحد...

أبو جهل "وقد أحضر الخدم الدرع والقيد": فجرِّدوه .... أسرعوا

"يُجرِّده الخدم من ثيابه"

وألبسوه الدرعَ ثم قيِّدوا ...  "يُلبسونه الدرع ويُقيدونه ويقفون حائرين متردِّدين"

فلتطرَحوه ويلكُم

 

لا ترحموا.... "يطرحونه أرضًا ويدقُّون القيود".

وبالسياط إن ضربتم أوجعوا

 

وإن أشار للمياه فامنعوا.... "ينهالون عليه ضربًا وهو يتلوَّى ويصيح والقوم يضحكون".

 

بلال:

أحدٌ أحد... أحدٌ أحد
. إذا أراد لا يُرَدّ
إذا يشاءُ فكَّني
وإن يشأ روحًا أخذ

 

"يُشير أُمية على العبيد بمُزاولة الضرب وبلال يُردد:

أحدٌ أحد..... أحدٌ... أحد... إذا أراد لا يُرَدّ

"يضجر منه أُمية فيلتفت حوله فيرى صخرة كبيرة فيشير إلى الخدم"

 

أُمية:

هات يا خادم صخرًا
هاته صَخرًا ثقيلاً
علَّني أُزهق روحًا
منه أو أشفي غليلاً

 

"يُسرع الخدم إلى الصخرة، يَحملونها، يضعها أبو جهل وأُمية على بطن بلال وهو يُردِّد:

أحدٌ أحد..... أحدٌ أحد

أبو جهل:

ستُترك هكذا حيًّا وميتًا
على الرمضاء شئتَ أم أبيتَ
ونقذِف بالحصى حتى توارى
عن الأنظار أو نلقاك ميتا

 

بلال: أحدٌ.. أحد.. فلتَقتُلوا عبد الأحد     الله ربي لا أحيدُ عن الصمد

أنا لا ألينُ ولا أخاف عذابكم

 

أبو جهل "يصيح في الموجودين ويأخذهم بعيدًا": هيا بنا..

"لبلال": سنرى مَن الأقوى سندًا

بلال "وقد بدأ العُفار والعرق يسيلان على وجهه وعينيه، وزاد عليه الكرب وهو يتلوى":

يا رب عيسى، ربَّ موسى
قوِّني من ظُلمهم وفُكَّني
نجَّيت إبراهيم من نيرانهم
الصبر ربي أعطني أو نجِّني

"يزداد عليه الكربُ وهو يصيح".

أحدٌ أحد ..... أحدٌ... أحد

 

أبو لهب "من بعيد": أًوَ بعدَ هذا كله   ....  لا زال ينشد ربه

 

أُمية:

لا يترُكنَّ محمدًا
وإلهه مِن قلبه

 

أبو جهل:

أتراه يطلبُ عونه
أم يَستغيث لكربه
إن كان حقًّا قادرًا
فليَنتقِم من صَلبِه
انظر إليه لقد دنا
مِن عتبة الكفر به

"ينظران إليه"...


عُتبة:

أما زلت تهذي وتنشد ربًّا
أراه سيُبطئ في نجدتِك
ومَن أنت حتى تُريدَ إلهًا
يُخفِّف عنك عنا ميتتك

 

بلال "بصوت ضعيف":

مُحال أن أذلَّ لغير ربٍّ
مُحال أن أخاف الكافرينا

الوليد "لبلال":

لكُم دين يُحيِّر كل لُبٍّ  أما تَخشى الفناء فتزدرينا

 

بلال: وكيف أخاف من عبد ضعيفٍ  ولا أخشى إله العالمينا

 

أُمية "يُمسِك بتلابيب أبي جهلٍ":

نصحتُ بقتله فسخرت مني
وقلت يعود أطوع من بناني
عنيدٌ لا يلينُ ولا يُداجي
كفاني منه ما ألقى كفاني

 

"يهجم عليه ضربًا بالسياط، وكأنه قد جُنَّ وبلال يصيح":

أحدٌ... أحد..... أحدٌ.... أحد

 

"يظهر من بعيد وكيل أبي بكر وهو يُسرع في خطواته"

وكيل أبي بكر: أُمية... أُميَّة...


"يهجم على أُمية ويمسك بيديه"

 

أُمية: دعوني وعبدي

وكيل أبي بكر: أما تتَّقي الله في كل حال

 

أبو لهب:

وما دخْلُ الإله بضربِ عبدٍ
حقيرٍ فارغٍ بادي الهُزال

 

أبو جهل:

كفاكم آل زهرة من ضلال
بإفساد الضِّعاف من العبيد

الوليد:

ألا أبلغ أبا بكر: بلالٌ
على الرمضاء يوثَق بالحديد
أمية راح يَسقيه المنايا
ويُطعمه سياطًا كالرعود

 

أُمية "لكفيل أبي بكر": فدعني....

كفيل أبي بكر: لا.

 

أمية:

بلالٌ ذاك عبد لا يُساوي
..ولا شروى نقيرُ
يصد الناسَ عن ديني بصوتٍ
ولفظٍ منه مَعسولٍ حرير
سأفعل ما أشاءُ به فأقصر
فإني لا خلاقٌ لا ضمير

 

كفيل أبي بكر:

عجيبٌ أمركم لو تعلمون
أبعد النورِ والحق المبين؟
يعود إلى الظلام وظُلم رقٍّ
أيبتاعُ الحمايةَ من مُهين
ودينكم العجيبُ هو الضلال
فآلهة تُسيء الناظرين

 

أُمية: أجئت تسُبَّ آلهتي بوجهي   ... وتنقص شأنها وتُهين ديني

أبو لهب: وتلتمس الخلاص على يدينا ... لعبدٍ

عُتبة: لا... بلالٌ سوف يبقى

ابن أبي بكر: على دين الهداية لا يُبالي

الوليد: نُعذَّبه

ابن أبي بكر: يموتُ

الوليد: ولن يرِقّا

كفيل أبي بكر: وفي الموت الخُسارة يا أُمية

أبو جهل: ستفِقدُ ما دفعتَ

أُمية: ولا أُبالي

أنُطعمه ونكسوه ليبقى  ....    يسُبَّ إلهنا ويعيبُ فينا

كفيل أبي بكر: فبعهُ..........

أُمية: ومَن سيرضى فيه عبدًا..

ابن أبي بكر: أبو بكر

أبو جهل: أبو بكر!

ابن أبي بكر: أجل...

أُمية: وهل هو يشتريه؟

كفيل أبي بكر: أجل

أبو جهل: هذا هوانُك يا هُبل

أُمية "وقد أعجبته الفكرة": وكم يدفع؟

كفيل أبي بكر: سيدفع ما طلبتُم

أُمية: أأنت كفيله؟

كفيل أبي بكر: حق وجب

أُمية:

أما واللات لن أرضى بديلاً
عن الخمس الأواقِ مذهّباتِ
فإما ما طلبتُ لقاءَ عبدي
وإما أحتسبه من المواتِ

ابن أبي بكر "يُخرج صرَّةً كبيرة يُخرِج منها خمس صُرر صغيرة ينقُدها لأُمية"..

 

هاك يا صاح دنانير الذهب
بعتَ عبدًا صار حُرًّا يا عرب
فليعش فينا بلالٌ أبدًا
سيدًا عبدًا لربٍّ أيِّ رب

"يتجه نحو بلال، يُحاول أن يُزحزح الصخرة عنه بينما يفرح أُمية بالمال".

 

أمية: أما والله لو قلتُم     ....   لبعتكم اللئيم بلا روية

ابن أبي بكر "لبلال":

أبو بكر يقولُ ولا يُبالي
سيهدأ خاطري ويقرُّ بالي
إليك المال إن المال عندي
يهون إذا افتديت به بلالي
سأشريه وأُعتقه احتسابًا
لوجه الله ربي ذي الجلالِ

 

أُمية:

أما واللات لو قلتُم وقية
لبعتكُم اللئيم بلا روية

 

ابن أبي بكر:

أما والله لو قلتُم بألفٍ
أخذنا الشهم في ألفٍ وميَّة

"يفكُّ بلالاً ويُلبسه بعض الثياب، ويُهندمه ثم يتوجه إليه قائلاً"

 

بلال لقد غدوت اليوم حُرًّا
فلا تَخش الطُّغاة ولا الأعادي
وأنشِد مثلما تهوى وسبِّح
إله العرشِ أسمع كلَّ نادي
سيملأ صوتُك الآفاق نورًا
ويسري في الهضابِ وفي النجادِ
ستصعق هذه الأصنامُ يومًا
ويبقى دين ربك في ازديادِ

"يقف بلال أمام الجميع وقد التقَط أنفاسه"...

 

بلال:

أحدٌ أحد... أحدٌ أحد
ما ضلَّ عبدٌ أو شرد
أحدٌ أحد.. أحدٌ أحد
الله ربي ذو المدد
أحدٌ أحد... أحدٌ أحد
أصل الثباتِ إلى الأبد

"يُسدل الستار بينما يسمع صوت الأذان من فم بلال"


الختـــام





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الكلب (مسرحية شعرية)
  • انطلاقة الانتفاضة الثانية " محمد الدرة " ( مسرحية شعرية )
  • إسلام عمر بن الخطاب ( مسرحية شعرية )
  • نهاية بطل .. موت خالد بن الوليد ( مسرحية شعرية )
  • على عتبات القدس ( مسرحية شعرية )
  • نصوص مسرحية حديثة
  • أحد أحد

مختارات من الشبكة

  • ما رأيت أحدا يحب أحدا كما يحب أصحاب محمد محمدا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسرحية النثرية والشعرية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • ظاهرة قتل الأزواج والزوجات: أسبابها، والوقاية منها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كن مع الله ولا داعي للقلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسخ السنة بالسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل يفيد حديث الآحاد الظن؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من صيام التطوع: صيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة(مقالة - ملفات خاصة)
  • تخريج حديث: أو لا يجد أحدكم حجرين للصفحتين وحجرا للمسربة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب