• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

فاطمة والمبشر ( قصة )

أ. محمود توفيق حسين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/1/2014 ميلادي - 7/3/1435 هجري

الزيارات: 9322

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فاطمة والمبشِّر

[من مذكرات ماري التي سربها الموت]

 

في إحدى حالاتي التمثيلية الغريبة والمتقنة، توجهت لمعرض الكتاب بعباءة خليجية سوداء، بعد أن جهزت نفسي وارتديت العباءة والطرحة في كوافير (...) كالعادة، فالكوافير هو المكان الوحيد الذي يتم فيه تبديل الملابس بغير أي حرج، بينما يثير الأمر امتعاضًا واستغرابًا إذا ما تم التبديل في دورات المياه بالمطاعم والمولات، كما يحدث من بنات الثانوي المتعجِّلات للنضج.

 

خرجت من عند مدام (ش) وهي تحييني تحية خليجية على سبيل المعاونة على التقمص، وكالعادة لم تسأل زبونتها غريبة الأطوار عن السبب في تغيير الزي والملامح؛ وأعتقد أنها تظنني مريضة بانفصام في الشخصية، لكن الأمر يبدو مسليًا لها.

 

ودخلت إلى معرض الكتاب وأنا متقمصة شخصية مسلمة سعودية، وقد صدَّقت نفسي إلى درجة عالية، كنت من أب سعودي وأم مصرية، هذا ما ادَّعيته لبعض من تعمدت التعرف عليهن في سرايا المعرض لاختبار مدى توفيقي في التقمص، هذا الادعاء سمح لي بالاحتفاظ بقدرتي على إقناع الآخرين طالما أنني لا أتقن اللهجة تمام الإتقان. وبعد أن اطمأننت لكوني مقنعة، ظهرت أمام أحد المبشرين الشباب عند (.....)، وأنا أعرف جيدًا أنه سيلحظني، وسيتحفز للتعرف إليَّ، ثم سيتفرغ لي، فالأنثى هي الأكثر جذبًا للاهتمام والحماس فيما يتعلق بالاستمالة الدينية، ويهيَّأ لي أن الأمر كذلك عند المسلمين. والتبشير في القادمين من صحراء الجزيرة العربية الذين لم تصلهم رسالة المسيح أكثر جذبًا للاهتمام أيضًا بالمقارنة ببقية العالم، وخصوصًا أهل السعودية، وأنا أجمع بين الميزتين، أنثى وسعودية، فلن يمر من هنا من هو أغلى مني، لذا وقفت قليلًا أدندن وأنا أنظر للكتب وأدلل نفسي بالشعور الذي يسيطر على الزبون (اللقطة) الذي لا يمكن التفريط فيه، الزبون الذي يعرف أن أحدًا ما سيهرول إليه ويترك كل أشغاله. ورسمت على وجهي تلك الملامح لإنسانة ليست على عجلة من أمرها، تتصف بالمرونة والفضول.

 

وبالفعل تقدم (ج.ب) للتعرف إليَّ بطريقة رقيقة فيها مسحة من الراسبوتينية، ورددت على ترحابه بلهجة خليجية. وادعى أن له أصدقاءَ كثيرين من الخليج، وسألني عن جنسيتي، فقلت له إنني سعودية من أم مصرية، فقال إنني إذن لست ضيفة لأني من أم مصرية، وكذلك لأني سعودية، فابتسمت، واندفعت كفتاة تلقائية ما قلبها على لسانها وقلت إنكم كمسيحيين لا ترتاحون لنا نحن السعوديين، وتسموننا (الوهابيون) كما يسمينا بعض المسلمين؛ فنفى بشدة أن يكون من هذا الصنف ضيق الأفق، فالعنصرية مرفوضة تمامًا، واستدل بأعمال الرسل (34 فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ: "بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. 35 بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ). أعمال 10 :34-35، وقال إنه يعرف من خلال المعاشرة أن الصورة الذهنية عن السعوديين كمتشددين فيها تعميم سخيف، ففيهم الكريم والمضياف، والمتسامح، والتعميم لا دين له، وكل شعب وكل ملَّة بها من يكرهون الآخر، وقال إنه تلقى دعوة كريمة على العشاء منذ ثلاثة أيام في مطعم في المهندسين وأكل (المندي) وأعجبه جدًا، فخفت أن يسألني عن طريقة إعداده، ثم قال إنه يحب البخور كما يحبه السعوديين، وإن حب البخور يجمع ما بين الأرثوذكس والخليجيين، هذا بالإضافة إلى ما يجمع بين الرهبان والخليجيين من حب الخلاء والبرِّ والبعد عن صخب المدينة؛ لاشك أنه كان مستعدًا بشكل جيد للتأثير على الخليجيين عن طريق إبداء قدر عالٍ من التقدير لثقافتهم ونمط حياتهم، بدون التورط بكلمة واحدة في صالح الإسلام نفسه، وأنا بطبيعة الحال لم يكن لدي ما يمنع من التصريح بإعجابي بمصر وأهلها.

 

وأذكر في حواري معه ابتسامة الذين يشعرون بالظلم، التي ارتسمت على وجهه عندما قلت له إنني سمعت أن المسيح كان يتعبد إلى الله علانية، ولم يصرِّح بأنه إله في أي إنجيل من الأناجيل، فلم تتبرعون بعبادة شخص لم يأمركم بذلك؟ لقد ابتسم ابتسامة من أصابه الملل من كثرة ترديد مقولة غير صحيحة، وقال: (خدعوك فقالوا)، ثم ذكر قول المسيح في إنجيل يوحنا (أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ)، قاله بملء الفم واثقًا من سطوته كدليل نصي، فاخترت أن أمثل نفس صدمة (م س) عندما كلمته عما قاله فرعون وورد بالقرآن، وقلت له : (هو قال كذه؟! أنا والآب واحد؟!)، فهز رأسه كأنما أشفت صدمتي غليله من ادعاءات المسلمين المهتمين بمناظرة المسيحيين بأن المسيح لم يصرِّح بالألوهية، ثم نكَّست رأسي ومثلت دور إنسانة تعرضت لهزة قوية، وأخذت أنقل نظري بين عناوين الكتب المسيحية كأني مشتتة وفاقدة لشيء من توازني.

 

وعلى الرغم من أنني جئت بهذه الشخصية المسلمة لترفع عني الحرج في الجدال، إلَّا أن هذه الشخصية التي اخترعتها استنذلت وارتجلت وخرجت عن الدور المرسوم؛ لقد وجدت نفسي راغبة في الاستمتاع قليلًا بدور الفريسة، أن أرى نشوة الزحف البطيء في عينيه، ربما لأني لم أتمكن أبدًا من زحزحة أي شخص مسلم ولو قليلًا عن عقيدته، ولم أتمتع بهذه اللحظات الجميلة من الإحاطة الواعية والمدروسة بشخص آخر، لم ألعب هذا الدور الإيجابي على الإطلاق، فارتضيت أن أتمتع بمعايشة هذا النجاح عن طريق قبول تمثيل دور الفريسة الثمينة، عن طريق هذه البنت السعودية كحيلة العينين التي اختلقتها، لقد صُدِمت بأن الشخصيات التي نؤلفها تفضل أن تمارس درجة من الاستقلال بعد إطلاقها.

 

تلفتُّ حولي كأني قلقة بعض الشيء، وقلت له إن لي صديقات من نفس جنسيتي سألتقي بهن بعد نصف ساعة هنا، ومن الضروري أن لا يشعرن بأن هناك شيئًا غريبًا يحدث، فهز رأسه متفهمًا، ووعدته بأني سأمر عليه بالغد لأسمع منه كل ما عنده، فابتسم ابتسامة عريضة، وقال إنه يشعر أن المسيح يناديني ويرغب في التحدث إليَّ، ورجاني أن أرهف السمع للسيد المسيح بعض الوقت حينما أسمع بندائه يروح في أعماقي، وقال لي إن هذه لحظة تساوي العمر كله، فأُخذتُ قليلًا حتى كأنني مسلمة بالفعل سحبتها الكلمات التي ينطقها بصوت مؤثر، فيما لاحظت وقوف إسلامي نحيف ببذلة كاملة ولحية بالقرب منا، يراقب الموقف وقد بدت عليه علامات الاستفزاز والغيرة الشديدة، مما جعلني أشعر بالقلق من هذه الغيرة ومما قد تؤدي إليه، وتراجعت خطوة لأحافظ على مسافة رصينة من المبشِّر، قلقت من هذه الغيرة قلقًا لا يخلو من استلطاف لها.

 

قلت لـ (ج ب) إنني أرغب في فهم بعض الأشياء في عجالة بخصوص هذا القول للمسيح الذي جعلني أشعر أن الأمر لم يكن كما كنت أسمع، إنني أرغب في أن أفهم شيئًا ما قبل أن أمشي: هل هذه المقولة للمسيح (أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ)، تعني تحديدًا أنه الآب نفسه، أي هو الابن والآب في نفس الوقت؟ ألا يبدو هذا متناقضًا؟ فابتسم ابتسامًا تشجيعيًا واثقًا كمن تلقى سؤالًا من طفلة تحاول ترتيب أفكارها البسيطة، وقال لي إنه سيشرح غدًا بهدوء وخطوة خطوة كيف أن المسيح ليس الآب، ومع ذلك فهو بسر الثالوث العظيم هو الإله الواحد، وكذلك فإن الآب هو الإله الواحد. فقلت له إن هذا يبدو مستعصيًا على الفهم البشري أن يكون كل منهما هو الله الواحد ومع ذلك فالآب غير الابن؛ وشردت في اتجاه الأرضية كمن يفكر، وأنا واثقة تمام الثقة من أنه لن يستطيع شرح كيف يكون الثلاثة واحدًا والواحد ثلاثة، لا في الغد ولا في الدورة القادمة من المعرض، ثم قلت له تعالَ نستقبل الكلام بطريقة بسيطة، لعل المسيح يقصد أنه والله في إيمان واحد يجب أن يعتنقه الناس، هذا الإيمان باقة واحدة (One package) فمن آمن بالله ولم يؤمن بالمسيح لم ينفعه إيمانه، مثلما تجمع شهادة التوحيد الإسلامية عندنا بين ذكر الله وذكر محمد، وخصوصًا أن المسيح مرسل لشعب يؤمن بالله بالأساس؛ وقلت - بمكر - يبدو لي أن هذا القول موجه لبعض اليهود ممن عاصروا المسيح، فأراد أن يقول لهم إنه بوجوده وتكليف الله له لم يعد ممكنًا على المؤمنين بالله إلَّا أن يؤمنوا بهما معًا، هذا وإلَّا لن ينفعهم إيمانهم، وأن من يرفضه كأنه يرفض من أرسله، تمامًا مثلما أن من رفض موسى في عهده كأنه رفض الله الذي أرسله، فابتسم ابتسامة من يشفق على الذي يبحر في بحر لا يعرفه، وقال لي: (واحدة . واحدة يا آنسة فاطمة.. لا تستعجلي)، رغم أن ما ادعيت استنتاجه من أن الكلام كان موجهًا ليهود هو معلومة لاشك فيها؛ هو تلاعب عندما لم يعلِّق على ملحوظتي هذه بشأن اليهود التي توقعت عليها تعليقًا مادحًا لذكائي ونباهتي، ولكن ليس لي أن ألومه طالما أنني أغش بشأن الاستنتاج، أنا تلصصت على أحد أوراق لعبه، وتصرفت كأني أخمنها، وهو لم يصدِّق على صحة تخميني.

 

أهداني نسخة من الكتاب المقدس نظرت لها كمن يتعرف إليها لأول مرة، وجعلت يدايَ ترتعشان قليلًا وأنا أتناول منه الكتاب، أهداني النسخة وهو يقول إن أمامك الكثير لتعرفيه؛ ومن هنا للغد، اختلي بنفسك واقرئي في هذا الإنجيل، وصلي لله من قلبك وقولي له: يا رب عرفني ذاتك، وتأكدي أنه سيرفع الغمامة عن عينيك، سيعلن نفسه لك لو فتحتِ قلبك، وستفهمين كل الأمور التي تعتقدين أنها مستعصية على الفهم، وأنا من ناحيتي سأصلي من أجلك كثيرًا. فقلت له بهدوء - و(رخامة) -: هل كان كلام المسيح موجهًا لتلاميذه أم لليهود كما توقَّعت؟ إذ كنت أشعر باستفزاز من تجاهله لملحوظتي، فقال لي إن كل ما قاله المسيح سواء في هذا الموضع من الإنجيل أو غيره هو لنا نحن في جميع الأحوال، كل كلمة قالها كأنه قالها في أذن كل واحد من المؤمنين به، لكن بالفعل كان من حوله في هذا الموقف بعض اليهود، وهذا لا يعني أن فكرة باقة (الإيمان) هي السبب في أن يقول إنه والآب واحد باعتباره مجرد نبي.

 

ورغم أنني كنت جاهزة لمحاصرته بأسلوب مدروس وهادئ، إلَّا أنني لم أرغب في ذلك، لم أرغب في تكديره، كنت مستمتعة بتفاؤله التبشيري، تفاؤله الذي سيؤكد له بعد ذهابي أن الروح القدس هيَّأ الأجواء بيني وبينه وساعده على قطع شوط جيد في وقت قياسي مع زبون خاص، إنه سيتمتع بعد قليل بإحساس مشعٍّ بالرضا عن الذات، كنت - بالبلدي -كما يقول الناس عن الباعة البسطاء (عايزة أنفَّعه)، لذا قلت له إننا افتتحنا حوارًا جيدًا سنكمله في الغد، وسأسجل أفكاري في ورقة وأقدمها له في لقائنا، وعندي استعداد لأن أستمع لكل ما عنده، فهز رأسه مبتسمًا، وقال لي: أنتِ إنسانة شجاعة! وأخذ يتكلم بنفس الحماسة التي تنتاب بائعًا للموسوعات في مصر وجد أخيرًا زبونًا واعدًا، بينما شردت أنا فيما يمكن أن يصدر من الشاب الملتحي.

 

مضيت من أمام (ج ب) وأنا أسرع الخطى بعد أن اعتذرت إليه لكوني لا أستطيع إعطاءه رقم جوالي، مضيت وحدي وقد سيطر عليَّ شعور بأن المسلم الملتحي الذي يرتدي بذلة يتتبعني، وحاولت إقناع نفسي أن هذا مجرد وهم، لكني التفتُّ ووجدته ورائي بالفعل يتابعني بنظرات جادة، فراوغت بين الكتل البشرية وأنا أشعر باضطراب، وبعض الدوار من الزحام والضجيج، حتى فطنت إلى أنه يجب أن أتوارى في غابة من مرتديات السواد مثلي، ودقيقة واحدة وكنت منهمكة في التقليب الشكلي في رفوف إحدى صالات دور النشر الإسلامية بين كتلة متماوجة من المنقبات والمحجبات، بين من تسأل عن كتاب مسند الإمام الفلاني ومن تقترح كتاب (العلل) أو ما شابه؛ وشردت في إمكانية توفر حاسة ما ورائية نشيطة لدى المتدينات المتحمسات يمكنهن أن يكتشفن بها أن تلك الغائبة بينهن ليست مسلمة، تمامًا مثلما تسيطر على المسلمين فكرة أن المسلم المتسلل بين حشد من المسيحيين داخل الكنيسة يمكن للقس بحاسته الما ورائية أن يكتشفه، فيقول: يوجد بيننا هنا أحد (المحمديين). أفقت من شرودي ووجدت صاحب البذلة يستدير بعد أن افتقدني وينصرف إلى حاله سبيله، والغريب أنني شعرت بالأسف!

 

كان يرغب بالتأكيد في معاتبتي على أن أعطيت أذني لمبشِّر مسيحي شاب، ولم يكن بإمكاني أن أفاجئه إن تواجهنا بأن هذه التي تقف أمامه بغطاء رأس كأي مسلمة، وترتدي قفازين، ليست إلَّا شابة مسيحية متنكِّرة سمعت الكثير من كلام المبشرين؛ لم يكن ليستوعب أني ذهبت إلى المعرض لرغبتي في رؤية الأمور من زاوية أخرى تمنحني الاستقلال، لممارسة حقي في رؤية المسيحية من الخارج، وحقي في التعرض للتبشير حتى لو كنت مسيحية أبًا عن جد.

 

فاطمة التي اخترعتها أثارت أسفًا ومضت عند شابين متدينين كأنهما حارسا حدود متواجهان بين دولتين توترت بينهما العلاقات، انتباه مفرط، وفي ذات الوقت قدرة عالية على التحكم في الأعصاب حتى لا ينفجر الوضع؛ وهذا تأسف لأنه لم يتمكن من اللحاق بها لنصحها، ثم هذا بالتأكيد تأسف في اليوم التالي لأنها لم ترجع في الموعد المتفق عليه. إنهما لا يدريان أن من أثارت فيهما الحسرة قد ماتت مساء أمس ببساطة، عند خلاط المياه في كوافير مدام (ش) الصبور غير المتسائلة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذئب يبيت وحده في غرفة عمي ( قصة )
  • تفالة القمص ( من مذكرات ماري التي سربها الموت )
  • رغيف أم سعيد ( قصة )
  • تبة ضرب النار ( قصة )
  • قصة تسبيحة وأخواتها
  • إعفاء ( قصة )
  • المحاكمة ( قصة )
  • أنوثتها (قصة)
  • أحفى الناس بي: "من جفوته"!
  • من يوميات الحصار
  • أضحية سائق الأجرة (قصة)
  • دواء الكروب (قصة)

مختارات من الشبكة

  • قصة للسيدة فاطمة مع أبيها(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • من فضائل النبي: استجابة الله تعالى لدعائه لفاطمة رضي الله عنها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الكفاءة والخيار(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)

 


تعليقات الزوار
2- جميل
تاج - الجزائر 08-08-2014 10:42 PM

أسلوب قصصي رائع.

بارك الله فيك.

1- تصحيح حكم إعرابي
حمزة الحساني بنطنيش - المغرب 14-04-2014 11:17 PM

ثم قال إنه يحب البخور كما يحبه السعوديين
* تم في الجملة أعله جر الفاعل المرفوع في غير موضع الجر، فالصحيح أن نقول: كما يحبه السعوديون.
وشكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب