• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

اسمي مجرد رقم

اسمي مجرد رقم
عبدالحكيم بوهراوة


تاريخ الإضافة: 26/12/2011 ميلادي - 30/1/1433 هجري

الزيارات: 5179

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في الزَّاويةِ الهاربة مِن عُمق المدينة تمتدُّ السُّهول الواسِعة التي لم يصلْها زحفُ طوب الغول الذي الْتَهم كثيرًا مِن المساحات الخضراء، هناك تتربَّع القلعةُ الصامِدَة في وجه الطبيعةِ القاسيةِ، متحديةً مرور الزمن بسُورها العظيم، الذي احتضن قرنًا ونصفًا مِن ذِكرياتٍ أبطالُها رجال رمتْ بهم الأقدار؛ ليعيشوا سنوات مِن أعمارِهم كتبَها القدرُ على جِباههم، وسجَّلها التاريخُ على صفحاتِ دفاتره.

 

كانتِ الصورُ والأفكار تُداعِب مخيلةَ أحمد الجالِس في مؤخرة السيَّارة، غارقًا في أفكاره المتلاطِمة كتلاطمِ الأمواج، كان أزيز المحرِّك يُشوِّش تلك الأفكار مِن حينٍ إلى آخَر، انخفضتْ سرعةُ السيَّارة حتى توقَّفتْ أمامَ الباب الحديدي، لحظات ودخلتْ إلى فناء السِّجن، جرَى تفتيشها بدقَّة، ثمَّ مرَّت إلى بابٍ حديدي آخَر أحْدَث دويًّا كبيرًا عندَ فتحه السجَّان وراح يراقبها حتى وصلتْ إلى فناء الحيازة.

 

في قاعةٍ نزَع أحمد ثيابَه بعدَ أن حلَق شعره الحريريَّ الذي طالما أغْرى به الحسناوات، لبس البذلةَ الصَّفراءَ، وراح يحكُّ جسدَه الناعِم مِن خشونتها التي لم يعتدْ عليها، مِن تلك اللحظة صار أحمد إنسانًا بلا هُويَّة، فهو مجرَّد رقْم!

 

مرَّت صور مسرِعة أمامَ عينيه حتى لا ترهبها رهبة السجن، تذكَّر تلك الأيام السعيدة، عندما كان يُنادَى باسمه مع أحلى الكلمات، تذكَّر الرؤوس التي تُطأطِئ احترامًا له؛ والآن أصبح مجرَّد سجين بين يدي سجَّان لا يَعرِف سوى اللغط والغِلظة في الكلام!

 

تنفَّس بعُمق، وملأَ صدرَه بالهواء؛ لأنَّه شعر [بأنَّ الدنيا تجثو فوقَ صدره].

 

كانتِ العاشرة صباحًا عندما دخَل إلى صالةٍ كبيرة متراصَّة الأَسِرَّة، جرَّ رِجليه جرًّا يحمل فراشَه وبعضَ حاجياته، راح يحدِّق في تلك الأسِرَّة الصَّداة، وبعض الأواني القصديريَّة! الصَّدمَة أفقدتْه توازنَه ولاحَظ السجان بُطأَه في السير فدفعَه بقوَّةٍ كاد أن يوقِعَه على الأرض، مدَّ يدَه إلى سريرٍ قريبٍ منه، وأمْسك به، فجأةً نط قِطٌّ مِن أحد الأفرِشة أدخَل الفزع إلى قلبِه، ابتسم الحارسُ وخاطبه:

- لا تخف، ستعتاد على الوضع!

 

ألْقى الفراشَ على السرير ونظَّم حاجياته، ثم أخرجه الحارسُ مِن القاعة وأدخلَه إلى الفناء المملوءِ بالمساجين، فجأةً تحوَّلتِ العيون إلى هذا القادِم الجديد، سكتَتِ الأفواه التي لا تتوقَّف عن الكلام لتخرجَ تلك البراكين الثائِرة في أعماقِ الصدور، شعَر أحمد ببرودةٍ تقتحم أطرافَه، فتسمر في مكانه ينظُر هو الآخَرُ إلى الوجوهِ ذات الألوان والأشكال، والتي يعلوها الحزنُ، ورسمتِ التجاعيدُ عليها مرورَ السنين، جذَب انتباهَه صوتٌ آتٍ مِن زاوية الفناء.

- هيَّا تقدَّم، هلْ تريد دعوةً خاصة... (يضحَك).

 

تعالتِ الضحكات مِن كلِّ جانب، أحسَّ أحمد بالعرق البارِد يتصبَّب من جبينه، تسلَّلت صور مِن ذلك الماضي إلى مخيلتِه عندما كانتْ تُعقد الاجتماعات، فالكلُّ ينظر إليه بهيبةٍ ووقار، آه! لقدْ مضت تلك الأيام ولم تَعُدْ تُذكَر.

 

بخُطًى ثقيلة مشَى إلى الجدار ثم ألْقَى بجسدِه على الأرض فأحسَّ بالبرودة تتسرَّب إلى جسدِه، تَقدَّم منه بعضُ المسجونين المتطفِّلين، وجلسوا بجانبه وكلُّ واحدٍ يطرَح عليه سؤالاً! ربت أحدُهم على كتفِه وهو يطمئنه بأنَّ السنين ستمرُّ حتمًا فهو قد قضَى ست عشرة سنةً متنقلاً مِن سجن إلى آخَر، والآن ألِف حياةَ السجون ولم يعُدْ يفكِّر في الخروج؛ لأنَّه نسي الحياةَ خارجَ هذه الأسوار التي حجبتْ عنه الأفق! مرَّتِ الساعات القليلة كأنَّها حِمل تقيل يحمله على كتفيه!

 

حان وقتُ الغَداء، دخَل السجناء إلى القاعة، فوجَد أحمد صحنًا قصديريًّا فيه قليل مِن الفاصوليا وقطعة خبز، الأفواه تسرِع إلى الْتهام الطعام، أما أحمد فلمْ يستطعْ أن يمدَّ يديه إلى الأكْل من الدهشة! عمِّي عليٌّ لاحَظَ شرودَه فوكَزه بكوعه مشيرًا إلى الصحن، بيدٍ مرتعشة حمل أحمد قطعةَ الخبز وغمسَها في الصحن ثم رفعها إلى فمِه، لم يستسغ طعمَها، ولكنَّه راح يدسُّ اللقمةَ وراءَ اللقمة في حركةٍ آلية حتى نفد الطعام.

 

عمِّي عليٌّ كبيرُ القاعة ومسؤولها، فرغم كِبر سنِّه إلا أنَّه ما زال يحتفظ بلياقتِه البدنيَّة؛ لأنَّه يمارس الرياضة كلَّ يوم، عمِّي عليٌّ ينال احترام المساجين والحرَّاس، فكثيرًا ما يقوم بحلِّ المشاكل والشجارات التي تنشب بين المساجين.

 

بحُكم تجرِبته وحدسه تمكَّن مِن التقرُّب من أحمد، واستطاع أن يدخلَ إلى قلبه.

 

أثناء وجودِهما في الفناء جلَس عمِّي عليٌّ مع أحمد يحدِّثه عن الحياة داخلَ السجن؛ حتى لا يسقُط فريسةً للقلق والحزن فقال له:

- يا بنيَّ، أريد أن أعرِف سبب دخولك للسجن، ولكن أودُّ أن تعلمَ أنَّ السجن هو حياتك الآن، ولا مناصَ للهروب مِن هذا الواقع، هيَّا خذ قليلاً من القهوة.

 

أمسك أحمد بذلك الفنجان البلاستيكي الذي يراه لأوَّل مرَّة؛ فهو قدِ اعتاد شُرْبَ القهوة في فناجين صينيَّة ومِن يد سكرتيرته الجميلة الشقراء، فكان يرتشف القهوةَ على وقْع كعب حذائها، مرَّت هذه الصورة الهارِبة مِن ذكريات الماضي وهي تتراقَص أمامَ عينيه، فلم يستطع أن يكمل إيصالَ الفنجان إلى فمِه بيده المرتعشة، أمسك عمِّي علي بالفنجان وراح يسقيه فبدَا كطفل صغير يشرب الحليب مِن يدي أمِّه لأوَّل مرَّة!

 

جذب انتباهَه حركةُ السجناء الدائريَّة في الفناء وهم يتبادلون أطرافَ الحديث، راح يراقبهم فهو لم يرَ منظرًا كهذا، تقدَّم إليه أحد السجناء المختلِّين عقليًّا وراح يَحكي له قصَّةً مِن صنْع خاليه عندما تنتابه حالتُه الهستريَّة، نظَر أحمد إليه باستغرابٍ وحَيرة، وتساءل عن سببِ ذلك، اتَّجه نحو عمِّي علي وهو ينظر يمينًا وشمالاً حتى بلَغ إلى الجهة المقابلة مِن الفناء، بادَرَه عمي علي قائلاً:

-آه... أحمد، تعالَ اجلس.

 

أحمد بتعلثُم: عمِّي علي، عمّي علي، ما الذي فعلَه ذلك الرجل هنا؟ إنَّه مجنون؟

 

- عمِّي علي: (بحسرة) نعَم يا أحمد، إنه مجنون، هل سمعتَ لتلك القصة الخرافيَّة التي كان يحكيها؟

 

أحمد: طبعًا إنَّها قصة لا يُصدِّقها عقل.

 

- عمِّي علي: منذ أن دخَل السجن وهو على هذه الحالة، لا يتحدَّث إلاَّ عن تلك المخلوقات العجيبة التي دفعتْه إلى ارْتكاب جريمته.

 

- أحمد باستغراب: أيَّة جريمة؟

 

- عمِّي علي: قتَل أبويه شرَّ قِتلة، لقد فصَل أعضاءَهما كأنَّه جزَّار محترف قطَّع ذبيحته!

 

شعر أحمد بالدَّم يتجمَّد في عروقِه عندما سَمِع ذلك، فعقلُه لم يقبلْ ذلك، نظَر إلى ذلك المجنون وهو يَسرُد حِكايتَه بانفعال وحرَكات هِستيريَّة واللعاب يتطاير من فمِه، وباقي المساجين لاهُون عنه، فالبعض غارقٌ في مشاكله، والبعضُ الآخر يتبادلون أطرافَ الحديث أو يشغلون الوقتَ بلعب الورق، بينما البعض الآخر يمارس الرياضةَ بوسائلَ دفعتْهم الحاجةُ إلى ابتكارها، فأبدعوا في تصنيعها.

 

الساعة تُشير إلى التاسعة ليلاً، خيَّم السكون على القاعة عندَما أشعل عمِّي علي التلفازَ لمتابعةِ مباراة في كرة القدم؛ لينسَى المساجين أنفسَهم طوالَ وقت المباراة، فكل واحد يشجِّع فريقَه المفضَّل ونجمَه المحبوب، تمدَّد أحمد على فراشه ووضَع يدَه على خدِّه ليتحاشَى خشونة المخدَّة، سافَر مع أفكاره المبحرة مِن شاطئ الماضي وراحتِ الأسئلة المؤرِّقة والمتعِبة تَروح وتَغدو في رأسه، كيف سيَقضي هذه السنواتِ العشرَ في هذا المكان؟! كم كان قاسيًا ذلك القاضي؟! آه لهذا الزمَن الذي أخَذ كلَّ شيء في لحظة وكأنَّ شيئًا لم يكُن! كم هي غالية حرية الإنسان؟! كم هو صعبٌ أن يدفَع الثمن غاليًا؟! سالتِ الدموع مِن عينيه، ولكن لا أحدَ يمسحها، فحرارةُ المباراة جذبتِ اهتمامَ المساجين إلاَّ عمِّي عليّ الذي يُراقِبه من حينٍ إلى آخَر، لاحَظ دموعَه فدَنا منه وخاطبَه:

- أحمد لا تبكِ؛ فالرِّجال لا يبكون.

 

أجابه أحمد بنبرةٍ يملؤها الحزن:

- لا، بل يبكون عندما يَفقِدون حريتَهم ويبعدون عن مَن يُحبُّون.

 

شاح عمِّي علي بوجهِه عن أحمد؛ لأنَّ عينيه قد اغرورقتْ بالدموع هو الآخر؛ فعائلته لم تزرْه منذُ وقت طويل، وانقطعتْ عنه أخبارُها، فعلاً كم هو صعْبٌ أن يكون بعيدًا عمَّن يحب، ولكن ما عساه يَفْعَل.

 

جلَس عمِّي علي على حافَّة السرير، ونظَر إلى السقف كمَن يبحث عن شيء فقدَه، عادَ إلى الماضي ينبش ذِكرياتِه المدفونةَ في مقبرةِ النِّسيان، أمسك بخيطِ القصة المتخفية بيْن القبور تحاول الإفلاتَ والهروب مِن قبضتِه، لم يدرِ كيف راح يسردُ تفاصيلَ الحادث الذي ظلَّ يَكبتُه طوالَ هذه السنين، عادتْ به عقاربُ الزمن إلى الوراءِ عندما ارتَكب تلك الجريمةَ البشعة، ورغمَ مرور مدة طويلة عليها إلا أنَّ النسيان لم يستطعْ محوها مِن ذاكرته.

 

كان يومًا مشؤومًا عندما الْتقَى بصديقه سمير وراحَا يتجولانِ في أزقَّة المدينة، ولما ملاَّ مِن ذلك، اقترح عليه سميرٌ أن يحتسيَا قليلاً من الخمر؛ ليُذهِبَا عنها الملل، اشترى الاثنان بضعَ زجاجات واتَّجها إلى الغابة المجاورة بمحاذاة الأكواخ القصديريَّة المنتشِرة هنا وهناك، أين يتجمَّع الشباب التائه في عالَم المخدِّرات؟

 

بعدَ أن لعبت الخمر برأس عمِّي علي ولم يعُدْ يعِي ما يفعل تشاجَر مع سمير الذي حاول تجنُّبَ الشجار معه، عمِّي كان عنيفًا وفي لحظة استلَّ خَنجرًا وطعَن به صديقه طعنةً قاتلةً وترَكَه يتخبَّط في دمائه حتى فارَق الحياة، تحتَ جناح الظلام عاد عمِّي علي إلى منزله وكأنَّ شيئًا لم يحدُث!

 

أحسَّ عمِّي علي بألَمٍ يمزِّق قلبه ندمًا على ما فعل، ولكن لا ينفع الندم، اهتزَّتِ القاعة فرحًا عندما سُجِّل هدف، فكثُر اللغط بين المساجين، نهَض عمِّي علي يمشي بيْن الأَسِرَّة يصفِّق بيديه الكبيرتين حتى هدأ الضجيجُ، ولم يعُدْ يسمع سوى صوتِ المعلق الذي ملأ القاعة.

 

عادتِ الهواجسُ مِن جديد تطرُق باب قلب أحمد، والأسئلة الكثيرة تطرح نفسَها عليه بإلحاحٍ شديد، فلم يتمالكْ نفسَه مِن شدة القلق الذي عصَف بعقله المتعَب مِن التفكير، انتفَض مِن مكانه واقفًا وراح يصرُخ بأعلى صوته:

- أنا بريءٌ، أنا بريء.

 

هَرْوَل عمِّي إليه بعدَ أن سقَط على الأرض وراح يرتعِد بحركاتٍ هستيريَّة، فتَح الحارسُ نافذةَ الباب وألقَى نظرةً وصاح:

- ما الذي يجري هنا؟ ما به؟

 

طلَب عمِّي من السجان أن يحضرَ الممرِّض؛ لأنَّ حالة أحمد لا تبعَث على الارتياح، هزَّ الحارس رأسَه ثم ذهَب ليحض الممرِّض، بعدَ أن أخَذ أحمد الحقنةَ المهدِّئة، استسلم لنوم عميق.

 

أشرقتِ الشمس وألقتْ بأشعتها الذهبية على الفناء الممتلِئ بأسرابِ الحمام التي تلتقط بقايا الخبزِ مُحدِثةً ضجيجًا بهديلها، استيقظ أحمدُ وراح ينظُر إلى ما يدور حولَه في استغراب، جاءَ عمِّي علي كعادته يصفِّق بيده معلنًا عن موعدِ الخروج إلى الفناء، ما زال أحمد متأثرًا بمفعولِ الحقنة، والصداع يكاد يقسم رأسَه نِصفين، ابتسم عمِّي علي عندَما وصَل إليه وربتَ على كتفيه وخاطبَه:

- صباح الخير يا أحمد، كيف الحال؟

 

ردَّ عليه أحمد وهو يشدُّ ُعلى رأسه بكِلتا يديه:

صباح الخير، الصداعُ يُؤلِمني، نادَى عمِّي علي وطلَب قرصًا من مسكِّن الآلام، تناوله أحمدُ وبعدَ لحظات بدأ يشعُر بتحسُّن وأخذ الألَم يخفُّ شيئًا فشيئًا.

 

خرَج الجميعُ إلى الفناء هاربين مِن ضيق القاعة، البعضُ يركُض والبعض الآخَر شرَع في تناول الإفطار، بدأتِ الحركة تدبُّ في الفناء، الأرجل لا تكفُّ عن المشي، والأفواه لا تتوقَّف عن الكلام تَحكي قصصًا، تسرد أحلامًا، تحاول تخطِّي السُّور، تتجنَّب نظراتِ الحراس لتهربَ بعيدًا عن هذا المكان، تحلِّق عاليًا لكنَّها تصطدم بالسُّور العالي فتعود خائبةً لترتطمَ بالأرض، أرض الواقِع، لكنَّها تبقَى مجرَّد أحلام يعيشها أصحابُها ويَنتظرون اليوم الذي تتحقَّق فيه.

 

جلَس أحمد في زاويةٍ مِن زوايا الفناء وأطلق العِنانَ لخيالِه الذي ملَّ هو الآخَر مِن زحمة اللون الأصْفَر الذي لم تألفْه عيناه، عادَ إلى الماضي يتفقَّد مكتبَه الأنيق، ومنزلَه الجميل، أولادَه وزوجتَه، غُرفة نومه؛ أين كانت زوجته تلاعبه كطفلٍ صغير.

 

كل شيء ضاع، كل شيء ذهَب بلا رجعة! كل شيء أصبح مجرَّدَ ذِكرى عابرة!

 

لم يكُن يصدِّق ذلك، شعر بأنَّ رأسه يكاد ينفجِر مِن الصداع، لم يعُدْ يصبر على تحمُّل الضغط، لم يعُدْ يتحمَّل راحةَ السجن، إنَّه يختنق يصيح بصوت مرتفع:

-أنا بريء، أنا بريء!

 

ألْقَى بكأسِ الحليب على الأرض، أسرع إليه عمِّي علي ليهدِّئه، ولكنَّه ظلَّ يصرُخ ويبكي بهستيريا حتى وقَع على الأرض، فحمَله مع أحد المساجين إلى العيادة، حقَنَه الطبيب بحقنةٍ مهدِّئة، فلم يعُدْ يقوَى على الصراخ ولا على الحراك، قابلَه طيفٌ آتٍ مِن بعيد وانساق معه ليغوصَ في نوم عميق.

 

كانتِ القاعة مكتظةً، ورغمَ ذلك يخيِّم عليها سكونٌ لا يَقطعه سوى التلفازِ مِن حينٍ إلى آخَر، أفاق أحمدُ من غيبوبته وجسمُه ما زال متعبًا وشعر برأسه كأنَّه كرة حديديَّة! أخذ نفَسًا عميقًا، حاول أن ينهضَ لكن قوَّته خانتْه، نظَر إلى تلك الأعناقِ المشرئبَّة إلى التلفاز، لا أحدَ يهتمُّ لحاله حتى عمِّي علي منهمِكٌ في حياكة قُبَّعته الصوفية، فراح أحمد يتابع خِفَّة يديه وهما تداعبانِ خيوطَ الصوف بحركاتٍ بهلوانيَّة ألِفَتْها يداه منذُ وقت طويل؛ حتى لا يسمح للقلقِ والحُزن مِن التسرُّب إلى أعماقه، توقَّف عمِّي علي فجأةً عن الحياكة وكأنَّه أحسَّ بأعينٍ تراقبه، التقَتْ إلى أحمد فوجَدَه ينظر إليه، ابتسم ثم أكمل نسيجَه، فهو لا يشعُر برغبةٍ في مشاهدة الأفلام.

 

أخيرًا نهَض أحمد من مكانِه بعد أن شعرَ بالجوع، تقدَّم نحو عمِّي علي الذي احتفظَ له بطعامِه، أخذ أحمدُ يأكل بشراهةٍ طبقَ "المعكرونة" الذي لا يأكله أغلبيةُ المساجين، كان يلتهِم اللقمةَ تِلوَ الأخرى، ولم يفكِّر في الأطباق اللذيذة؛ لأنَّ الجوعَ تمكَّن منه ولم يعُدْ يفرِّق بين اللذيذ وغيره.

 

سار أحمدُ في الرواق بين الأسِرَّة يجرُّ رِجليه والأعين تُراقِبه، لكنَّه لم يعبأْ بها، مشَى إلى آخِر القاعة ثم عادَ إلى مكانِه وألْقى بجسدِه على السَّرير يتابِع الفيلم تارةً، وتارةً أخرى يُلقي نظرةً خاطفةً على عمِّي علي المنهمِك في حِياكة قُبَّعته بعنايةٍ، ففي كلِّ مرة يتفحَّصها من كلِّ الجهات بعينين ثاقبتين، بقِي مستلقيًا على فراشِه حتى أطبَق النُّعاس على عينيه وراحتِ الأحلامُ تداعبه، حتى نام نهَض عمِّي علي وألْقَى عليه الغطاءَ حتى لا يَلْسَعه البَردُ.

 

مرَّتِ الشهور على أحمد كأنَّها أعوامٌ فالشتاء مضَى ببردِه القارص، والربيع يقِف على عتبةِ باب الصيف ليودِّعَ الطبيعةَ المخضرَّة الزاهية، بدأتِ الحرارة تحرق الوجوهَ في الفناء وهي تُحاول أن تجدَ مكانًا تستظلُّ فيه، جلَس عمِّي علي مع أحمدَ تحتَ ظلِّ السُّور بعدَ أن مسح جبهتَه التي تتصبَّب عرقًا فنظَر إلى عمِّي علي وخاطبَه:

- لقدْ مرَّ على وجودي بالسجن أشهرٌ ولم تحاولْ معرفةَ السبب.

 

طأطأ عمِّي علي رأسه وابتسَم ابتسامةَ استحياء، ولم يَنبِسْ بكلمة، لكن أحمد أراد أن يفرغ صدرَه مِن الآلام والهواجِس التي تؤرِّقه وتُتعبه كلَّما تذكَّرها، تنهَّد ثم راح يسرد تلك القصةَ التي حَبَكت تفاصيلَها الأيَّامُ، لم يكن يتوقَّع أن يُكتَب له العيشُ في غياهيب السجن، لكن القدر أرادَ له أن يعيشَ حياةَ السجن يومًا بيوم.

 

- يا عمِّي علي، كانت حياتي منظَّمةً هادئة، كنتُ سعيدًا مع أولادي وزوجتي، زوجتي التي كانت تبذُل كلَّ ما في وسعها لتدخل السعادة إلى حياتي، كثيرًا ما كنت أعود متعبًا مِن العمل لكنَّها تُذهِب عني كلَّ ذلك التعب ببشاشتها، ويهرع إليَّ أبنائي الصغارُ فيلتفُّون حولي أقبِّلهم ويُقبِّلونني، كنت فعلاً سعيدًا، سكَتَ أحمد للحظاتٍ يفتِّش في ذاكرته عن تلك الصُّور التي تتسلَّل إلى ذاكرته كلَّما تحدَّث عن الماضي، تنهَّد ثُم أكمل حديثَه:

 

- كنتُ أعمل في مؤسَّسة كإطارٍ مالي، وقد شهِد على كفاءتي ونزاهتي الكثيرُ مِن المديرين المتعاقبين على إدارة المؤسَّسة، كنت أعمَل بكلِّ جهدي، كان الكلُّ يحترمني، فقد كُتِب عليَّ أن أحصُل على ترقيةٍ إلى منصب مدير لتلك المؤسَّسة، طبعًا لم تسعْني الفرحة! مرَّتِ الأيام والشهور وأنا سعيدٌ بمنصبي الجديد، وفي يومٍ مِن الأيام حلَّت لجنة المراقبة المالية للاطِّلاع على وضعية المؤسَّسة، بعدَ أيَّام مِن العمل اكتشفتِ اللجنة ثغرةً ماليةً في حسابات المؤسَّسة، أُصبتُ بصدمةٍ كبيرة؛ خاصَّة وأنِّي عيَّنت صديقَ الطفولة وزميلَ الدراسة والعمَل في منصبِ المكلَّف بالمحاسَبة، لقدْ اختَلَس المبلغ وأنا كنتُ أمضِي الصكوكَ بدون مراقبةٍ لثِقتي العمياء فيه!

 

تَمَّت محاكمتي بتُهمة اختلاس أموالٍ عموميَّة وحُكم عليَّ بالسجن مدةَ عشر سنوات! لقدْ تخلَّى عني أصدقائي وزُملائي، حتى زوْجتي تخلَّت عني هي الأخرى وطلبتْ منِّي الطلاق، فهي لا تُريد أن تعيشَ مع لصٍّ! آه مِن هذه الدنيا! عندما تكون صاحبَ جاهٍ يتقرَّب منك الكلُّ، وعندما تنهار يفرُّ منك الكل.. آه!! يضرب الأرض بقبضةِ يده - لقدْ خسرتُ كلَّ شيء، عشر سنوات سأقضيها وراءَ القضبان وبعدَها ماذا ينتظرني؟

 

أمسك عمِّي علي بيده، وقال:

الفرجُ يأتي بعدَ العذاب، لا تيئس مِن رحمةِ الله.

 

نهَض أحمد مِن مكانه واتَّجه إلى ذلك المجنون الذي ما زال يَهذي بكلامِه الغريب، نظَر إليه أحمد مليًّا وقال في قرارةِ نفسه:

- ليتني استطعتُ الهروب بأفكاري بعيدًا عن هذا السجن مثلك، ليتني أستطيع أن أحدِّث تلك المخلوقاتِ التي لا يراها سواك! إنَّك حرٌّ رغمَ وجودِك في السجن، لا يُخيفك سجَّان، ولا يُرهبك السِّجنُ، ولا تصطدم أحلامُك بهذه الأسلاك ولا هذا الجدار.

 

عادَ إلى مكانِه وجَلَس بجانبِ عمِّي علي الذي راح يحدِّثه عن قصص هؤلاء السجناء؛ لأنَّه أقدمُ سجين، فهذا الفناء ألِفَه، وتلك الأسلاك تَعرِفه والجدران العالية تحتضن عمرَه، كم هي صعبةٌ الحياة في هذا المكان؟! فالإنسان فيه مجرَّد رقم بلا اسمٍ ما عدَا بعض المساجين الذين يَحمِلون كنياتٍ تبعَث الرعبَ في النفوس، فهم يتباهَون بها كما يتباهَون بتلك الأوشِمة المرسومة على صدورِهم وأذرعهم، فحياةُ السجن لا تُكدِّر أيَّامهم؛ لأنَّهم - ببسهولة - ألفوها، فهي جزءٌ مِن حياتهم.

 

حان وقتُ الدخول إلى القاعة، فالشمس مالتْ نحوَ الغروب مودِّعةً الفناء باعثةً فيه وحشة، دخَل المساجين إلى القاعة وهم ما زالوا راغبين في قضاءِ وقتٍ أطولَ، فالقاعة تحدُّ مِن حريتهم وحركتهم، لكن هذا نظامُ السجن ولا بدَّ مِن الإذعانِ له.

 

في القاعَة يعود بعضُهم إلى إكمالِ اللعِب والبعض الآخَر يشع في إعدادِ طعام العَشاء، جلس أحمد على حافَّة السرير يُراقِب لأوَّل مرة كمالاً وهو يعدُّ طعامه في حركات لا مُتناهية على أنغامِ أغنية يردِّدها بعناية، شعر أحمد بأنَّ كمالاً يهرَب مِن آلامه وهمومِه بتلك الطريقة رغمَ ما يُظهِره مِن بشاشةٍ وفرحٍ دائمَين، انتبه كمال فرأى أحمد ينظر إليه، فقال:

 

ماذا عساي أفعل؟ يَجِب أن أطبخ؛ فأنا مشتاق لأكلةٍ دافئة - يبتسم - يشاطره أحمدُ الرأي فيهزّ رأسَه ويرسُم هو الآخَر ابتسامةً صغيرةً على شفتيه

 

قفزتِ الأسئلة إلى رأسِه تُلاطِم بعضها البعض.

 

جاءَ عمِّي علي يحمل العَشاء، جلَس بجانب أحمد، راح الاثنان يأكلانِ الطعام في صمتٍ يَتبادلان النظراتِ مِن حين إلى آخَر، وأصوات المساجين تتعالَى ممزوجةً بارتطامِ الملاعِق والصُّحون القصديريَّة.

 

أطبق الليلُ على السجن، الأضواء تحاول تبديدَ تلك الظلمةِ الحالكة، تخفُّ الحركة، تخفتُ الأصوات ويخيِّم الهدوءُ على القلعة؛ ليبعثَ قشعريرةً في الأجسام ووحشةً في القلوب، إنَّه السجن الذي يحتضن الآلاف، البشَر لكلِّ واحدٍ منهم قصَّة، اجتمعتِ القصص لتشكِّلَ حياةً أخرى وراءَ القضبان، ويُصبح الإنسان مجرَّد رقْم يُدوَّن في السجلات، وجسَد تسيِّره الأوامر صباحَ مساءَ.

 

مرَّ عامٌ على وجودِ أحمد في السجن، فبدأ يتأقلَم مع الحياةِ الجديدة فلم تَعُدِ الذكرياتُ تؤرِّقه، ولا وحشةُ السجن تعذِّبه، لقدْ تعرَّف على أشخاصٍ جمَعَه القدرُ بهم مِن لصوص ومجرمين، وشخصيات نافذة، أشخاص سُجِنوا ظلمًا وآخرين خطأ، لقد غيَّر السجن طباعَهم، فأعادوا التفكيرَ في مسيرةِ حياتهم، التي كانت مسيرةَ جريمةٍ وفساد.

 

(فندام) هكذا يحلو لأصدقائه مناداته بهذا اللقب، كان (فندام) معروفًا بتناول الخمر واستهلاك المخدِّرات، وبعد أن أُلقي عليه القبض وزُجَّ به في السجن، تغيَّرتْ طباعُه وأصبح يواظب على أداءِ الصلاة، ثم الْتَحق بفصول محو الأمية فتعلَّم القراءةَ والكتابة، ومنذ ذلك الحين انكبَّ على قِراءة القرآن لا يلتفت إلى أحدٍ، ولا يشوِّش فكرَه الضجيجُ الذي يملأ الفناء، تعجَّب أحمد مِن إرادة ذلك الرجل؛ فهو لا يُفكِّر في الماضي أبدًا، ولا تشغل بالَه الهواجسُ والحديثُ الذي يدور بيْن المساجين.

 

عمِّي صالح لم يتوقَّف عن الركضِ منذُ عشر سنوات رغمَ أنَّه محكوم عليه بالمؤبَّد، ومع ذلك فالأمَل يُداعِبه في الإفراجِ عنه بعدَ أن قضى خمسةً وعشرين سنة! إنَّ كل ذلك لم يخطرْ ببالِ أحمد أبدًا، فالحياة مدرسة الحقيقة.

 

بعدَ الذي رآه تغيَّر أحمد، تسلَّح بالابتسامة والصبر، خاصَّة بعدما تعرَّف على جمال المحكوم عليه بعشرِ سنوات، فمنذ أن دَخَل السجن وأناملُه لم تهدأ عن مداعبةِ القلم، فهو يرسم كلَّ صورةٍ تجول بخاطرِه، خاصَّة صورة حبيبتِه صباح التي أبدع في رسمِها، الفنَّان لا يستسلم رغمَ الجراح، رغم الحزن، رغم البُعد، رغم الحنين، فقلبُه ينبض بالأمَل وأنامله تُبدِع، تحاول إنارةَ شموع الفرَح رغمَ الظلام، فالحياةُ لن تتوقَّف؛ فلماذا لا يعيش أيَّامَه كيف ما كانت؟! هذه الكلمات التي سَمِعها مِن جمال طردَتْ ما بقِي مِن حزن يحاول الاختفاءَ في خبايا أعماقه.

 

ألقتِ الشمسُ بخيوطها الذهبيَّة، وهبَّت نسماتُ الصباح في صيفٍ حارٍّ ألهب السجنَ بحرارته الشديدة، كان أحمد نائمًا عندما أفزعه صياحٌ وعويلٌ في القاعة.

 

- عمِّي علي قدْ مات! عمِّي علي قدْ مات!

 

نهَض مِن على سريريه مذعورًا مهرولاً إلى سريرِ عمِّي علي، فوجَده جثَّةً هامدةً، والمصحف على صدرِه، فارتِ الدموع مِن عينيه لفراقِه؛ لقد كان له السندَ في الأوقات الصعْبة التي مرَّ بها، حيث تخلَّى عنه فيها أقربُ الأقربين.

 

قبَّل جبينَه ودعَا له بالرحمةِ والغفران، حضر الممرِّضون ونقلوا جثتَه إلى العيادة، عمَّ الحزنُ على الفناء؛ فالمساجين أطبق عليهم الصمتُ لرحيلِ عمِّي علي، حتى ذلك المجنون لم يحكِ قصَّتَه الخيالية!

 

مرَّتِ الأيام رتيبةً حزينةً هاربة مِن حرارة الصيف، عاد المساجينُ إلى روتين حياتهم اليوميَّة وخيال عمِّي علي ما زال يسكُن مخيلتهم، الأحلام تبعَث الأمَلَ في قلبِ أحمد للخروج مِن هذا السجن، ويصبح شخصًا يُنادَى باسمه ويُمحَى ذلك الرقْم مِن ذاكرته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • حكم قول: باسم الشعب، باسم العروبة، باسم الوطن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المشتقات (اسم الفاعل - اسم المفعول - الصفة المشبهة - اسم التفضيل)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رقية المريض بقول: باسم الله أَرقيك، وقول: باسم الله يبريك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اسم الجمع واسم الجنس في اللغة العربية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح أسماء الله الحسنى أو (إعلام اللبيبة الحسنا بمعاني أسماء الله الحسنى) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • اسم الله (العلي) واسم الله (العظيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في اسمي الله تعالى القوي والمتين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى اسم الجواد من أسماء الله الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح الأسماء الحسنى معنى اسم الكريم(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب