• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

البائس والغريب

جمال أبو زيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/10/2010 ميلادي - 26/10/1431 هجري

الزيارات: 12574

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غادر الغريبُ غرفتَه، وخرج من الفندق؛ ليتمتَّعَ بالجوِّ الربيعي الجميل؛ حيث كانت السماء صافيةً، والشمس ساطعةً؛ ففي الربيع تتفتَّح الأزهار، وتورق الأشجار، وتنشط النفس، وتنتشر البسمة مع الأمل.

 

قال في نفسه يحدِّثها وهو يسير في شوارع المدينة المزدحمة: "ما أجملَ بلادَنا! وما أجملَ ربيعَها! وما أروعَ جوَّها الساحر!".

 

وفيما كان الغريب يسيرُ في إحدى طرقات المدينة، لفت نظرَه رجلٌ بائسٌ، تبدو عليه علامات الحزن والشقاء، وكأنه يحمل همومَ الدنيا على عاتقه، أو كأنه قد فقَدَ عزيزًا للتو، وكان يقف بجانبه طفلٌ لا يتجاوز الثامنة من عمره يتأوَّه، يغطي وجهَه بمنشفةٍ كبيرةٍ رثَّة زرقاء اللون.

 

قاده فضولُه لمعرفة حال الرجل، فدنا منه، فإذا به يراه كئيبًا حزينًا، تحتبس الدموع في عينيه وهو يبكي في صمتٍ، تبادَرَ لذهنه للوهلة الأولى أنه رجلٌ فقيرٌ، أضناه الفقر، وأذلَّتْه الحاجةُ، أو ربما يكون متسوِّلاً خبيرًا بفنون التسَوُّل، وبارعًا في إثارة شفقة الناس واستدرار عطفهم؛ ليقدِّموا له بعض النقود.

 

وعلى الرغم من خبرة الغريب بِحِيَل المتسولين وطُرُقهم التي لا تنتهي، الذين كانوا يملؤون شوارعَ المدينة، إلا أن ذلك البائس استطاع أن يُثير شفقتَه، فشعر بالحزن يَسْري في وجدانه، وأحس بدافعٍ قويٍّ بداخله يدْعوه لمساعدتهما.

 

فوضع يده في جيبه وأخرج ورقةً نقديةً من العملة المحلية تعادل خمسة دولاراتٍ، ووضعها في يد الطفل.

 

تعجَّب الغريب من عدم اهتمام الرجل وابنه بالمال كعادة المتسوِّلين، فحرَّك ذلك الفضولَ في نفسه، فسأله عن سبب حزنه وكآبته.

 

راح البائس يَحكي له قصةَ ابنه الذي كان بجانبه، والعَبرةُ تكاد تخنقه، قائلاً:

• أتيْنا إلى هذه المدينة يومَ أمس لزيارة ابنتي، التي لم يمضِ على عُرسها سوى أسبوعين، وبينما كانت هي في المطبخ تجهِّز لنا العشاء في سعادةٍ بالغةٍ، اقترب منها أخوها ليساعدها، فانسكب على وجهه زيتٌ مغلي فأحرقه.

 

تنهَّد بعمق قبل أن يستأنف قائلاً: "لقد مرَّتْ علينا ليلة البارحة كأنها دهر، ونحن على أسوأ حالٍ؛ إذ لم ننم جميعنا من صراخه وبكائه من شدة الألم، ومع حلول الصباح خرجْنا هائمين على وجوهنا، لا ندْري إلى أين نذهب؛ إذ ضاقتْ علينا السُّبُلُ، وأظلمت الدنيا في عينينا".

 

ثم دنا من ابنه والألَمُ يعتصر قلبه، وما أن أشاح البائس المنشفة عن وجه الطفل؛ لتسفر عن وجهٍ منتفخٍ محروقٍ، فسأله الغريب مندهشًا والألم يعتصر قلبه:

• ولِمَ لم تذهب به إلى المستشفى؟ فحالته تبدو حرجةً!

 

هزَّ رأسه بأسى متأسفًا، وقال:

• لا يوجد مكانٌ للفقير، فالعلاج مكلفٌ جدًّا، وليس لدي المال الكافي للعلاج!

 

توقَّف قليلاً عن الكلام واللوعةُ تكاد تخنقه.

 

رقَّ قلبُ الغريب على الطفل، وأخذ ينظر حوله وهو يتساءل في نفسه: "ماذا عساي أن أفعل مع هذينِ البائسين؟ أأتركُهما مع آلامهما وأحزانهما وأمضي في حال سبيلي؟ فلديَّ مشاغلي وأعمالي التي ينبغي أن أنجزها! أم آخذ بيده وأساعده في تفريج كربته؛ لعل الله يفرِّج عني كربةً من كُرَب الآخرة؟ غير أنه ليس من الشهامة والمروءة تركُهما في مصيبتهما، فكيف أقابل ربِّي، وكيف أعتذر له؟

 

كما أنني غريبٌ أيضًا في هذا البلد".

 

توقَّف عن التفكير فجأةً للحظة، وهو يحدق النظر في لوحةٍ أمامه على باب عمارة مكتوب عليها: مختص عيون، فسأل الغريبُ الرجلَ عما إذا كان قد تأكَّد من سلامة عيون ابنه، وما إذا كان في مقدور الصبي البصرُ بهما؟

 

فردَّ البائس بحزنٍ:

• إنه لا يستطيع أن يبصر بهما، وأنا قلقٌ جدًّا عليهما!

 

انتاب الغريبَ شعورٌ غريبٌ ممزوجٌ بالحزن والأسى، وطفق يحلق بخياله بعيدًا، فرأى فيه صورة ابنه الذي في سنه تقريبًا، نفث الشيطان في روعه: "دعْك منهما ووفِّر مالك؛ فلا تدري كم سيكلفك العلاج وأنت محتاجٌ لكل قرشٍ في بلاد الغربة! وزدْ على ذلك أنك قد فعلتَ ما بوسعك؛ إذ أعطيته مبلغًا جيدًا، ولا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها، ثم لا تنسَ أن لك مشاغلَ كثيرةً عليك أن تنجزها، والوقت مهم عندك".

 

وبعد نزاعٍ مع نفسه، استطاع - بعون الله - التغلُّبَ على وسوسة الشيطان، فدعاهما لاصطحابه إلى داخل عيادة العيون التي كانت بالدور الثاني.

 

نظرت إليهم موظفة الاستقبال بازدراءٍ حين رأتْهم واقفين أمامها، وأخذتْ تتنقل بنظرها بينهم في دهشةٍ، ثم سألتهم بأسلوبٍ استفزازي وبوجهٍ عابسٍ، قائلةً:

• تفضلوا، ماذا تريدون؟!

 

أخبرها الغريب بهدوءٍ بأنهم يريدون عرض الطفل على الطبيب المختص بصورةٍ استعجالية؛ باعتبار أن الأمر طارئٌ، فطلبتْ منهم دفع الرسوم مسبقًا قبل الدخول على الطبيب، ثم طلبت منهم أن يستأذنوا من الناس الذين في غرفة الانتظار.

 

وفي غضون أقل من نصف ساعةٍ دخل جميعهم على الطبيب، بعدما أذن له المرضى بالدخول قبلهم.

 

وبعدما قام الطبيب بالكشف على عيني الطفل، أخبرهم بأنهما سليمتان، وبأن الانتفاخ الذي حول عينيه هو الذي أغلقهما، وسيكون بمقدوره النظر بهما عندما يخف الانتفاخ، وأعطاهم وصفةً طبيةً، ثم نصحهم بالذهاب به إلى مستشفى الحروق والتجميل في الحال.

 

كان طبيب العيون لطيفًا، فتعاطف مع الطفل، وأبدى إعجابه بالغريب، حين علِم أنه ليس ثمة علاقةٌ بينه وبين الطفل، وما هو إلا فاعل خيرٍ وطالب أجرٍ! فكتب رسالة إلى أحد أصدقائه الأطباء الذين يعملون في مستشفى الحروق والتجميل لمساعدتهم.

 

•    •     •     •     •

 

ركب جميعهم سيارة أجرة فور مغادرتهم عيادة العيون، وانطلقوا بها إلى المستشفى، حيث استقبلهم الطبيب بمودةٍ، وبعد قيامه بإجراء الفحوص اللازمة على الطفل؛ طمأنهم بأن حروقه خارجيةٌ، وأنه سيتماثل للشفاء - إن شاء الله - في غضون أسبوعين، وأعطاهم وصفةً طبيةً، وطلب منهم شراء الدواء من صيدليةٍ خاصةٍ، كما نصح الطفل بعدم التعرض لأشعة الشمس.

 

"ما أجملَ التواضعَ! وما أجملَ الرحمةَ! فمَن تواضع لله رفعه، والراحمون يرحمهم الرحمن"، هذا ما انقدح في ذهن الغريب وهو يودِّع الطبيب ويشكره على مساعدته ورفضه أخذ رسوم العلاج:

 

غادر جميعهم المستشفى فرحين بنتيجة الفحوص، وفي طريق رجوعهم إلى وسط المدينة عرجوا على دكانٍ صغيرٍ كان بجانب المستشفى، فاشترى الغريب بعض الحلوى للطِّفل.

 

حين وصلوا إلى وسط المدينة وجدوا الصيدليات مقفلةً للقيلولة، فجلسوا في أحد المقاهي ريثما تفتح الصيدليات أبوابَها عند الساعة الثالثة بعد الظهر؛ حيث لم يبقَ على ذلك غير ساعةٍ تقريبًا.

 

ولما فتحت المحلات أبوابها، مضَوا إلى إحدى الصيدليات القريبة لشراء الدواء، وحين أراد دفع ثمن الدواء، قال في نفسه: "أعان الله الفقراء في بلادنا!".

 

•     •      •      •      •

 

فاضتْ عينا الرجل البائس بالدمع وهو يودِّع الغريب، الذي وضع يده في جيبه وقدم له مبلغًا من المال؛ ليستعين به على وعثاء السفر، حين أخبره البائس أنهما سيرجعان إلى مدينتيهما، وكان لسان البائس يلهج بالدعاء له من أعماق قلبه.

 

قفل الغريب راجعًا إلى غرفته في الفندق وعيناه تدمعان، وهو يقول في أعماق نفسه في سعادةٍ ممزوجةٍ بالحزن: "لقد ربح البيع! الحمد لله الذي يسَّر لي جبر قلبٍ مكسورٍ، ومسح دموع بائسٍ فقيرٍ!".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • راضي ومطيعة
  • الفتاة الإلكترونية!
  • كي يتفرق دمه بين القبائل!
  • تأبط حذاءه!
  • أيها الغريب!
  • بائسات
  • إلى البائسين.. فقط!

مختارات من الشبكة

  • رحابك ركن لبائس (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المجرم الأثيم التائب لربه الغفور الرحيم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من ينقذ الشعب اليتيم من الوصي اللئيم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حتى أنت: تقسو عليهم؟!(مقالة - ملفات خاصة)
  • خاتمة سورة الجاثية تلكم الخاتمة البديعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بقايا أنفاس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آيتان في حق نبينا سليمان: تدبر وتأمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في بعض الآيات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درة طنطاوية: عرفات(مقالة - ملفات خاصة)
  • توزيع الأضحية(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب