• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

حليب الأشجار

ناصر الحلواني

المصدر: من مجموعة قَصصيَّة بعنوان "لحظات مقدسيَّة".
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/9/2010 ميلادي - 19/10/1431 هجري

الزيارات: 7087

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حليب الأشجار[1]


 

بيت صغير، يَستر فضاءَه الضئيل حوائطُ من حجَر مرصوص، وسقْف من عيدان خشَب مستطيلة، تطلُّ نوافِذُه على أرض حُبْلى بالخُضْرة، تتفَتَّق بذورُها في رَحِمها، ويتسَرَّب إليها الماء، فتُسْفِر عن أعواد طريَّة السُّوق، تشقُّ صلابة التُّربة، فتصعد الجُذوع اللَّدنة إلى الشَّمس، تنهل من ضوئها والهواء، وتغيب جذورُها في ظلمة الأرض، تَرْشف من رطوبتها الماء.

 

وبخطوات حريصة على الأجِنَّة النابتة، يمرُّ صاحب الأرض، يُقِيم المائل منها، ويَنْثر على ضعيفِها أسباب البقاء.

 

ومن النافذة تطلُّ امرأته، ترسل له بابتسامة حنون، تحمِلُ بين ذراعيها رضيعَهما، يُنَهْنِه لابتسامتها، فترفعه قليلاً؛ لِيَنظر إلى أبيه، ولِيَراه، ثم تتوارى به إلى أريكَتِها لتُرضعه، ويَمضي الرَّجل إلى حقْلِه يرعاه.

 

وفي المساء، يكونان إلى فضائِهما المكنون، يُلاعبان حَبَّة عينِهما، ويحْكِيان عن أجدادٍ، وآباء، وأطفال كالأوتاد، ومسْجِد أقصى، وحقْل ظمْآن، وشُهَداء، وأصحاب في الأصفاد، وأيَّامِ وليدهما الآتية، وعن صباحِ يومٍ آتٍ.

 

يَذهبان بعيونهما عبر النافذة إلى أقصى السَّماء، يَرَيانِها ترْتَع بالنُّجوم، ويَؤُوبان إلى الأرض الممدودة أمام دارهما، فيريانها تربو بزيتونها إلى أقصاها.

 

وتحلُّ السكينة في جسد الرجل، وينام الصَّغير، ويحطُّ النُّعاس على جفون أُمِّه، ويتبخَّر في مسائهم رهق النهار الحارّ، فيغوصون في برودة النَّوم، وهَدْأة ليل سَرْعان ما يَذهب بهم إلى فَجْر يوم آخَر.

 

وكان الصَّباح، ليس كأيِّ صباح كان، رطيب الفَجْر، ثقيل العَتمة، يقومان إلى صلاتهِما، ورضيعهما، وحقْلِهما الصَّغير، تَفْتَح المرأة النَّافذة، ولم يكن للنَّهار نورٌ، يَسمع الرجل شَهْقتها من النافذة، يهْرع إليها، عيناها مشْدُوهتان، إلى الأفق،

أيُّ أفق!

إلى الحقل،

أيُّ حقل!

 

ليس ثَمَّة حقل، وليس في الأعلى إلاَّ بضع سماء، وضوء خافت مُلبَّد بالظِّلال، وغُبار يسرح في الفراغ الضيِّق بين النافذة وبين جدار هائل، انتَصَب أمام عيونهِما كبرزخ من ليل رمادي، حجَب عنهما الحقل، وجُلَّ السماء، وضوء النهار، يَزْحفان ببصريهما إلى أقصى اليمين وأقصى اليسار، ليس إلاَّ الجدار.

 

رنَا إلى وجْهِها الشَّاحب، قائلاً:

♦ كنا نحلم ألاَّ يكون، وكنَّا نُوقِن أنَّه سيكون، وها هو قد كان.

 

ثم نظر إلى وليده قائلاً:

♦ لم يدَعُوا لنا إلاَّ سبيلاً واحدًا، وجَبَ الخروج الآن!

 

بذِرَاعٍ ضَمَّت رضيعها، وضمَّت بالأخرى زوجها، وقالت:

♦ فلْيَرعك الله ويرعانا.

 

وخرج.

وظلَّت تنتظر، وأيام تمرُّ، عسى أن يَرجع، ولم.

 

وجاءت البِشارة!

♦ لقد صار إلى جَنَّته، فوق كلِّ الأرض، وفي كلِّ السماء.

هكذا أخبرها الأصحاب.

 

وما لَبِث أن مَرَّ المساء، وهي تُدَاوم بين الفرَح والبكاء، حتى أدرَكَها الفجر، وهَديرُ حوَّامة تَطْمس صوت أذان بعيد، فتُسرع إلى الرَّضيع، يَثبت الهدير فوق الدَّار، يتخَبَّط في الأرجاء، وتسمع الصَّوت المعهود، لأزيز موت مَصْبوب من عَلٍ، فتَعْدُو بولدها إلى الخارج، وفي لحظة تَغِيب في بحر من غُبار، وتستحيل الدَّار خرابًا، ولا يَبقى غير الدَّمار ودُخَان كثيف.

 

لحظات مرَّت كالخديعة المروِّعة، على المسْجِيَّة، تنكفئ كالرَّحِم على وليدها، يُخفيها ركام الأحجار، محصورة بين الجدار القائم كشاهدِ قبر هائل، والمتربِّصين في الطريق، يَلْهون بِقَنْص ما يمرُّ أمامهم من أحياء.

 

أفاقَتْ على بكاء الصغير، تَلْمع عيناه الرَّقيقتان بالدُّموع، ويخبط بكفِّه الدقيقة في الفضاء، يبحث عن حَليبه، وما عاد لدَيْها، وما بَقِي من الدَّار شيء، تضمُّه إلى صدْرِها، يلمسه، رغم التُّراب ورائحة الحريق، فيسكن لِبُرهة، ثم لا يجد شيئًا، فيأخذ مجدَّدًا في البكاء، فتقوم به، وتُهَرول في الفراغ الضَّئيل المتاح، كشعاع يتردَّد بين المرايا المتقابلة، تصدم الجدار والأحجار، لتفتحَ طريقًا إلى الحياة، ولا جدوى.

 

وتعاود كمُقاتل مأسور، أمامَها الجدار، يَحول في صلافة صَلْدة بينها وبين حقْلِها، وبين ذراعيها رضيعٌ يتسرَّب إلى بدنِه الموت، وحياته هناك، خلف الجدار المنتَصِب كالهاوية، لا سبيل إلى ارتقائه، تراه يَبْقر بَطْن الأرض صاعدًا، وفي أصله ترى بعض الشُّجيرات والأعشاب تقف متماسكة، وتعلم أنَّ جذورها الحيَّة قدرت على البقاء.

 

تقعد إلى جوارِها، تَضَع وليدَها على الأرض، وبعينين يملَؤُهما العزْم تدسُّ كفَّيها في التُّربة المثْقَلة بالحِمل الجاثم عليها، تُزِيح التراب، وتبدأ في الحفر.

 

بدَأ الوليدُ في البكاء، وهي تدفع بكفَّيها الرقيقتين في التُّربة، غيرَ عابئة بالألم الصَّاعد من أطراف أصابعها إلى ذراعها، إلى عقلها الشَّارد بوليدها الجائع، تَدْفع كفَّيها كالمِحْراث، تَحْفر، لا يشغلها لون الطِّين والصَّخر الممزوج بحمرة دَمِها النَّازف من يديها، يزداد بكاء الوليد، وتزداد ضربات يديها، تزيح كلَّ ما يقف أمامهما، غائصة بهما إلى جذر البرزخ الشَّاهق فوقها، وتُداوم إلى الأسفل، حتَّى صارت في قلب الحفرة العميقة، لا يبدو إلاَّ رأسُها، يهبط ويرتفع، تُزيح التُّراب بعيدًا، وتعاود ويظلُّ الجذر الأسمنتي ممتدًّا، ويعلو صراخ الولد، فتغيب في الحفرة، فيعلو نشيجه، تسمعه، فتُواصِل بكفَّيها المتهالكتين، في سرعة وجنون، ما عادت تُخرج التُّراب، وما عادت رأسها تبدو، وتغوص في غَيابة الأرض، وحول الحفرة يرتفع الرَّدْم كالتَّلَّة.. يعلوها صراخ الرَّضيع فتَمضي في غَيابتها بلهفتها عليه، تشقُّ صلابة الأرض، تَنْبش التُّراب المركوم في الأعماق، وينبش حياتها، وتظل غير آيسةٍ، مجْهَدةً، حتى لم تَعُد تسمع الصغير، تحاول الالتفات، ليس سوى ظلام متراكم، ثقيل الرُّطوبة، يحيط بها، فتدفع بكفَّيها الواهنتين الداميتين؛ لتمرَّ عبر الظُّلمة الترابية، فلا تعد تقدر، وتسكن.

 

ولم يعد الصغير بقادر على مزيد بكاء، فنام، وحوله الموت يرقبه، ينتظر مرور ما بقي من زمنٍ له، ويغادر الغادرون، ويعود الأصحاب يتسلَّلون إلى الرُّكام الباقي.. يَجِدونه، فيسيرون به إلى دارٍ لَمَّا يَحجبْ نوافِذَها الجدارُ بعدُ.

 

ويكون صبيًّا، فيَحْكون له عن أبويه، ودارِهم، والحقل، فيكون إلى حيث ذهَبَت أمُّه، وفي المكان، كانت شجرة فريدة، وحيدة، يَصْعد جذعها النَّاعم نحو السَّماء، تمر بساقها عبر نَقْب صغير في الجدار، وكذا كان الأولاد، يمرُّون عبْرَه من بيوتهم إلى حقولهم وحاجاتهم، يستظلُّون بالشجرة، ويصعدون ساقَها السَّامقة إلى فروعها المبسوطة بالظِّل، ومعهم يصعد، يحتضن الجذع اللَّدن، يقطف كلٌّ لنفْسِه ورقة من أوراقها البضَّة، تمتلئ بالنُّسغ الأبيض الحلو، يضع طرَفَها في فمه، ويَرضع "حليب الأشجار".


[1] من مجموعة قَصصيَّة بعنوان "لحظات مقدسيَّة".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بوابة وحيدة
  • أشجار الشاي في بلادي
  • أن يأتيك وحي
  • عمالقة الأشجار

مختارات من الشبكة

  • المرياع (قائد الغنم)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شركات الألبان ومخزون المملكة من المياه(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • حكم تعاطي موانع در الحليب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أثر استخدام مدرات الحليب في انتشار المحرمية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهند: جمعية إسلامية توزع الفواكه والحليب على الفقراء والمحتاجين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • صندوق الحليب (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حليب الطباشير (قصيدة تفعيلة)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • من أجل كوب حليب (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الإرضاع الوالدي .. أخطاء وأوهام(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إسبانيا: توزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب