• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

جلباب الصائمة (قصة قصيرة)

د. عبدالرزاق مرزوكَ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/8/2010 ميلادي - 11/9/1431 هجري

الزيارات: 13262

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أصبحتْ ليلى ملازمةً فراشَها، تدفعُ عن إرادتها كلَّ رغبة في كلِّ شيءٍ، عيناها ثابتتان معلَّقتان بسقف حجرتها، وعقلُها غارق في تأمُّلٍ بعيدٍ فرج لها عن السقف، ثم عرجَ بها إلى مكان غير المكان، وزمانٍ غير الزمان، استلذَّتْ هذا العروج الشبيه بنومٍ جديدٍ لا يقلُّ سكنًا عن نوم الليل، ويسكبُ فيه صحو النهار من دفءِ اليَقَظَة، وضياء البصيرة، ونشاط الهِمَّة - سكنًا آخرَ.

 

سرحتْ ليلى تجوبُ كلَّ موطنٍ وكلَّ مشهدٍ في عالم تفكيرها ذلك الصباح، وكلَّما تحرَّكتْ للقيام من فراشها، وجدتْ نفسَها مشدودة البدنِ إلى ما يشغلُ عقْلَها، كالراسفة في قيدٍ ثقيل.

 

كانت سلوى - رفيقة دَرْبها - قد تزيَّنتْ مستعدة للخروج.

 

نادتْ ليلى: هيَّا عزيزتي، لقد تأخَّرنا.

 

لم يجبْها أحدٌ، أعادتِ النداء، انتظرتْ قليلاً، ثم أطلَّتْ ودخلتْ: ما بكِ يا ليلى؟ كأنِّي بكِ لا تهتمين، اليوم أول يومٍ من شهر شعبان عزيزتي، يجبُ أن نجدَ خيَّاطة جديدة أكثر مهارة، وأشدَّ إتقانًا لنُعِدَّ جلباب رمضان، هيَّا بنا.

 

أخذتْ ليلى مِن يدها وهي تحسب أنَّ ما بها مجرَّد خمول: هيَّا، قومي عزيزتي.

 

قامتْ ليلى، لبستْ على عجلٍ، لم تستعد للخروج استعدادَها المألْوف، ثم خرجتْ تجرُّ خُطى أثقلَ من الصخْر، صديقتها تدعوها إلى الإسراع، وعقْلُها يدعوها إلى الرجوع، لكأنَّها فارقتِ الشرب الذي يسقيها ماءَ الحياة، والرَّوي الذي يسكبُ في كيانها أنفاسَ البقاء.

 

أحسَّتْ سلوى أنَّ ليلى إنَّما تصطنع الرغبة في مرافقتها، وأنَّ ما معها منها مجرَّد بدنها، وتساءلتْ في صمْتٍ: عجبًا! أحقًّا هذه ليلى التي عَرَفتُها، إنها أخرى لا محالة!

 

مرَّتَا بحديقة على الطريق، أبصرتْ سلوى مقعدًا يسعهما، فأخذتْ ليلى إليه، ثم جلستا تتحاوران:

 

♦ معذرة إليك سلوى، لم أردْ إفسادَ نشاطك اليوم، ولكن...

 

♦ ليلى، أرجوك لا تعتذري عن شيءٍ؛ فما بيني وبينك أكبر من أنْ ينالَ منه طارئ جلَّ أو دَقَّ، لكنْ قُولي لي ما بك؟ أفْضِي إلى أُخْتك بما تَجدين.

 

♦ ما أدري، منذ أن استيقظتُ وأنا أشعرُ بمفارقة نفسي، أحسُّ كأني ليلى غير ليلى التي أعرفُ وتعرفين!

 

كأنَّ داعٍ يدعوني من بعيد إلى انفصال غريب، فإذا وجَّهْتُ فكري تلقاءَه، وجدتُ رُوحًا لطيف السحب، أشبه برُوح السراح من أسْرٍ طالَ، كأنِّي غريبة مشردة بحاجة إلى انعتاق!

 

كانتْ سلوى تُصْغِي في تأمُّل، تحرصُ على فَهْم كلِّ كلمة من حديث ليلى الجديد؛ فإنَّ حديثًا من هذا القَبيل لم يجمعْهما قطُّ من قَبْلُ، وما حملتا حديثهما إلى بعضهما قطُّ إلا على الجد.

 

أتدرين يا سلوى، أمضيتُ كلَّ ما دار بيننا بعد المحاضرة من حديث أمس، ولبث عقْلي عند هذه العبارة: "جلباب رمضان"، لم أفتأ أتأمَّلها، أيصحُّ فعْلاً هذا التركيب؟!

 

سألتْها سلوى في استغراب: ماذا تقصدين؟!


تابعتْ ليلى: كيف نُجْرِي نحن الطالبات على ألسنتنا تراكيبَ لا معنى لها، أو معانيها غريبة لا يحتملها ضابط العقْل؟! أليس لنا عنفوانٌ ثقافيٌّ نستعلي به عن الركاكة الفكريَّة في استعمال مثل هذه الإطلاقات والتفاهة في بناء التصور والسلوك عليها؟!

 

زادَ استغرابُ سلوى لما تسمعُ، أدركتْ سرَّ ذهول ليلى ورغبتها في العُزْلة هذا الصباح، لكنَّها شعرتْ أكثر بالرغبة في الإصغاء؛ فأوْمَأتْ برأْسها إلى ليلى أنِ استرسلي، وجدتْ نفسَها كأنَّها في فصلٍ آخرَ تسمعُ محاضرةً أخرى خارج الجامعة.

 

ثم تابعتْ ليلى: إنَّ ثَمَّة داعيًا لا محالة لهذا السلوك، هو تقديسُ رمضانَ، وتعظيم شعيرة الصيام، لكنَّنا لم نتساءلْ قطُّ عن مدى اقتناعنا بهذا السلوك، ولم ننظرْ إن كنَّا نتجاهلُ نوعَ استخفاف فيه.

 

وهل نحقق التطابق الحقيقي بين محل المقدَّس وفِعْل التقديس؟!


وإعداد جلباب رمضان ثم لِبْسُه أثناء الصيام، هل نحسبُه عبادة؟ أو هو مجرَّد عادة؟ أو استجابة لنداء الموضة التي لم يدعْ أهلُه سبيلَ حِيلة يجلبُ لهم رِبحًا ماليًّا إلا سلكوه؟!

 

فإذا مَضَى رمضانُ ونزعْنا هذا الجلباب عن جسدينا، هل ننزعُ معه ذلك التقديس لمقدَّس لم يزلْ؟ أو سنضطر إلى ارتدائه من جديد خلال صيام الستِّ من شوال؟!

 

ثم، ألا يستمرُّ صيامُ التطوع كلَّ العام؟


أليسَ في لبسه ونزعه كلَّ مرة نوعُ غفلة، وضآلة عقْل، وسخافة تدبير؟!

 

ألا ترينَ معي - يا سلوى - أن تساؤلاتٍ عِدَّة في غاية الإقلاق تلاحق عنفواننا الثقافي؟!

 

لكنْ لكونها تحرجُنا نؤجِّل الجوابَ عنها إلى حين، أو ندوسها متجاهلات كارهات ما تؤول بنا إليه من الحقِّ.

 

لكَمْ قَرَعَتْني هذا التساؤلات وصرفتْ تفكيري هذا الصباح، أشعر كأنَّ غاية وجودي اختزلتْ في إحصائها جميعًا، وإعداد أجوبة صريحة تحسم تجاهلي، وتجعل في صعيدٍ واحد درجتي الثقافيَّة المتقدِّمة وفِكري وسلوكي، وقراراتي التي أدبِّرُ بها شأنَ حياتي.

 

أشعرُ أني بحاجة إلى ملاحقة هذه التساؤلات إلى أن أقطعَ دابرَها بدلاً من أن تلاحقَني.

 

سألاحقُها مرة واحدة؛ لأفرغَ منها، وإلاَّ شتَّتْ بالي عمري كلَّه، وأسرتْني في قلقٍ دائمٍ واضطراب مستمر.

 

حدِّثِيني يا سلوى؛ إن بي حيرة، أشعرُ أن الشقاءَ قد اجتمع في بقائها، وأن السعادة قد اجتمعتْ في زوالها.

 

أطرقتْ سلوى تفكِّر، تنظر إلى ليلى مرَّة، وتطرقُ متأمِّلة مرَّة، أحسَّتْ أن مسارات الانطلاق الرحبة التي عدت خلالَها لاهيةً فرحة مرحة سنواتٍ، قد بدأ يختزلها مسارٌ واحدٌ، كانت تراه أضيقَ المسارات.

 

وقد صارَ يتَّسع في ناظرها الآن ويبدو أرحبَ وأجْلَى.

 

أخذت بيد ليلى، فسكنتْ منها كلُّ جارحة، وغشيها من بردِ اليقين هدوءٌ واطمئنان.

 

طافتْ بعينيها في السماء كالمستشرفة ليوم جديدٍ يخلدُ ميلاد عُمْر جديدٍ.

 

ثم قالت وضياء الاستبشار يصبغ محياها: أشعر كأنَّ انثيال كلماتك مُغْتسلٌ يعلوني.

 

وأرى بابَ الوجود يشرعُ لي من جديدٍ، دونه مدارج وطيئة، وضيئة، لا حدَّ لمرقاها الفسيح.

 

وعلى الباب داعٍ يدعوني إلى وضْع متاعي القديم قبل الولوج؛ كيما ألجَ أنْقَى وأصْفَى.

 

ما أجملَ هذا اليومَ وأوفر سعادته!

 

وأسلمتْ نفْسَها لنفَسٍ عميقٍ؛ كي يستغرقَ استنشاقُها رحيقَ الانعتاق.

 

ثم سارتا مسرعتين، تطاردان هجير التيه، تستعجلان الإيواء إلى ربوة عفاف ذات رواء وظلال، وهمْس الرضا بحفيف نعيمها يردِّد - يستحث خطاهما -: ﴿ وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ﴾ [الأعراف: 26].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ديانا.. تعظيم سلام!
  • غرباء! (قصة)
  • انصرفوا في صمت (قصة قصيرة)
  • الربطة بشلن (قصة قصيرة)
  • الباب ما قرعته غير الريح (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام متفرقة في الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح متن الدرر البهية: كتاب الصيام(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • من صيام التطوع: صيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام السبت(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام أيام البيض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام الست من شوال: صيام الدهر كله(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- بارك الله بكم
...لامعة في الأفق... - المملكة العربية السعودية 21-08-2010 07:45 PM

جزاكم الله خيرا .......نسأل الله ان يلبسنا لباس التقوى.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب