• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

المقامة الأبوية (مقامة)

المقامة الأبوية (مقامة)
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/1/2023 ميلادي - 9/6/1444 هجري

الزيارات: 2539

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المقامة الأبوية

 

قال مسلمُ بنُ عبدِاللهِ: أرهقني عقوقُ الأولاد، وأُوقِدَ قلبي منهم أيَّ إيقاد، وبرَّحَ بي طلبُ حسنِ سياستِهم، وأجهدني رومُ رياضتِهم، فكرهتُ المقام، من ضراوةِ الآلام، فخرجتُ من المنزِل، باحثًا عن معزِل، أتنفَّسُ فيه الصُّعداء، وأُخفِّفُ عنِّي وهجَ البُرَحاء، فيمَّمْتُ روضةً متسعةَ الفِناء، خاليةً من الجلَبةِ والبِناء، لا أسمعُ فيها إلا حفيفَ الأشجار، وغِناءَ الأطيار، وخريرَ الأنهار، فجلستُ ثمَّتَ أجولُ في فكري العليل، وأسبحُ في غمِّي الطويل، وأواترُ بين الشهيقِ والزفير، شاكيًا إلى اللهِ واقعيَ المرير؛ لعلي أجدُ في هذا التفكيرِ مخرجًا، وأُلفي في هذه الشكوى فرجًا.

 

فبينا أنا تحتَ ظلِّ الصمتِ في تلك الحال، التي ترسفُ بثقلِ الكَلال؛ إذ بسوادٍ يبدو من ناحيةِ الأفقِ البعيد، فقلتُ: اللهم جليسًا يُسلِّي من الكمدِ الشديد، فلمَّا دنا إذا هو أبو الحارثِ الميمونِ في مجالسِته، المفيدُ في نجواه ومحادثتِه، ففرحتُ بنزولِه، وتفاءلتُ بحلولِه، فنهضتُ إليه مستقبِلًا، وصافحتُه متهلِّلًا، وقلتُ: أهلًا بنجيٍّ كريمٍ لا يُمل، وجليسٍ تُداوى بالجلوسِ معه العِلَل.

 

فأشرقَ منه الفرحُ برؤيتي، والبشاشةُ اليوم بُعُزْلتي، فقالَ: ما الذي حملَك على المجيءِ إلى هنا، وتجشَّمتَ له المشقةَ والعنا، وتركتَ الحاضرةَ وزحامَها، وهجرتَ جُلَّاسَها وأعلامَها؟

 

فقلتُ: غمٌّ آلمني جثومُه، وبيتٌ أرَّقتني همومُه، فلجأتُ إلى هذا المُنتأى رجاءَ التداوي بصمتِه، ولم أدرِ أنك أيضًا قادمٌ إلى جهتِه، فنِعْم هذا التوافقُ السعيد، في هذا المعتزَلِ البعيد.

 

فقال: ما الذي أوجبَ غمَّك، وأوقدَ همَّك؟

 

فقال: عقوقُ أولادٍ لم أزلْ أحسنُ إليهِم، وأمدُّ ظِلالَ الرعايةِ عليهِم، ولا يزيدُهم الزمانُ إلا إساءةً إليَّ، دونَ أن أُقصِّر في حقٍّ لهم عليَّ.

 

فتنهَّدَ تنهُّدَ المغتمِّ، وزفرَ زفرةَ الحابسِ للهمِّ، فكأن حديثي أذكى جذوةَ ألمِه، وفجَّرَ بركانَ سقمِه، فقالَ: إنَّ الذي آلمَكَ هو ما آلمني، والذي أخرجك إلى هذه العزلةِ هو الذي أخرجني، ثم رفع عقيرتَه المجهدةَ قائلًا:

تشكو الذي أشكو ووجدُكَ في النَّوى
وجديْ وإنا في البلاءِ سواءُ
تَساوى بَلانا مِن أحباءَ كلَّما
نُرجِّي هداهمْ خابَ بعدُ رجاءُ

 

ثم قال: يا رفيقَ الحال، وشبيهي في هذا المجال، لقد بُلينا بدهرٍ قلَّ فيه الخيرُ والأخيار، وكثرَ فيه الشرُّ والأشرار، ففتحَ أولادُنا عيونَهم على واقعٍ هذه حالُه، وتلك رزاياه وأوحالُه، فذهبَ عن قلوبِهم تعظيمُ العظماءِ والكِبار، ونأتْ عنهم الهمةُ نحوَ التنافسِ على الأعمالِ الكِبار، ففشا فيهمُ العققةُ للآباءِ والأمهات، وقلَّ إصغاؤهم لنصائحِهم في جميعِ الأوقات، فشغلتْهم الشهواتُ عن الطاعات، ورضوا بالتُّرْهاتِ بدلَ الخصالِ الفاضلات، ورضعوا لبانَ توافهِ الأمور، ووجدوا في وهادِ الدنايا البهجةَ والسرور، وأصغوا آذانَهم لدُعاةِ الصَّغار، وأبواقِ الأهواء والانحدار، فتلوا عليهم الاعتدادَ بالنفسِ في حمأةِ الشهوات، وتقديمَ رأي الذات على برِّ الآباءِ والأمهات، وأوحوا إليهم أن الوالديةَ اليومَ نسخةٌ قديمةٌ لا تفقهُ الواقع، ولا تفهمُ المجالاتِ الرحبةَ لهذا العالمِ الواسع، فآراؤهم لزمانِهم الداثر، وجيلِ شبابِهم الغابر، قائلين لهم: أما أنتم اليوم فالرأيُ رأيُكم، والزمانُ زمانُ فيئِكم، هكذا لقَّنهم الشياطينُ الأشرار، فصدَّقهم الشبابُ الأغمار.

 

لقد كان في الزمانِ الجميل، والدهرِ الراحلِ الجليل، للأمهاتِ والآباءِ منزلةٌ في القلوبِ عظيمة، وهيبةٌ مرئيةٌ جسيمة، إذا أَمروا ابتدرَ الأولادُ إلى الامتثال، وإذا نهوا كفُّوا عن منهيِّ الأقوالِ والأفعال، وكانت البيئةُ على البِرِّ مساعِدة، ووسائلُ العقوقِ عنها متباعدة، فاستقامَ ذلك الجيلُ على الإحسان، وعملوا بوصايا الطاعةِ في السُّنةِ والقرآن.

 

أما هذا الزمنُ فنابيةُ الأصواتِ إلى العقوقِ كثيرة، وطرقُ الإلهاءِ عن الإصغاءِ إلى الوالدينِ وفيرة، فالفراغُ ودعاتُه، والباطلُ ورعاتُه، والجوالُ وخدماتُه، والفسادُ وقنواتُه، والانحرافُ وآلاتُه، والشرُّ وأدواتُه؛ مشارعُ تُغري بعصيانِ الوالدين، والإعراضِ عن سماعِ الأبوين.

 

فآهٍ من قلةِ البِرِّ والبارين، وكثرةِ العقوقِ والعاقين!

 

ثم أنشدَ قائلًا:

نشكو إلى اللهِ ربِّ العرشِ بلوانا
ونرفعُ اليومَ بالآهاتِ شكوانا
فقد برِمْنا بعيشٍ حين جلّلنا
عقوقُ أبنائنا عمدًا فأضنانا
لنا من البِرِّ حقٌّ يُؤمرونَ به
قد حقَّه اللهُ ربُّ الناسِ مولانا
كم نعمةٍ لهمُ نُهدي ونمنحُهمْ
مما أباحَ لنا المولى وأعطانا
نُعطي لراحتِهمْ أهدابَ راحتِنا
ونبذلُ الخيرَ أشكالًا وألوانا
ونسلبُ الجفنَ نومَ العينِ في كرمٍ
حتى يناموا فيغدو القلبُ جذلانا
نبني طفولتَهمْ في كلِّ مرحلةٍ
مِن هدمِ أجسامِنا في دهرِ محيانا
ونقبلُ الموتَ عنهمْ إنْ هفا لهمُ
ولو دنا منهمُ الإيلامُ يلقانا
نرى بفرحتِهمْ أسرابَ فرحتِنا
وحزنُهم بينَنا يمتدُّ أحزانا
لو يشعرون بما نلقى لسعدِهمُ
وما نُعاني على أرجاءِ دنيانا
وما لهمْ في الحشا الظاميْ لعذْبِهمُ
وأيُّ قدرٍ لهم في القلبِ قد كانا
لكنْ عقوقُهمُ أنسى أبوَّتَنا
فبادلونا على الإفضالِ عصيانا
لو يعرفون لنا حقًّا ومنزلةً
لما لقينا على الإحسانِ كُفرانا
ولا شكونا عقوقًا ظلَّ يُحرقُنا
ولا رأينا من الآباءِ غضبانا

 

فلما سمعتُ نظمَه البديع، ولفحتني منه حرقةُ قلبِه الوجيع، قلتُ: فما مركبُ النجاة، من هذه المأساة؟

 

قال: لقد قدحتَ بسؤالِك هذا زِنادَ الفؤاد، ودعوتَنا لنُعملَ الفكرَ في تحقيقِ هذا المراد.

 

فأقول: بدلًا من هذا اللبث، في مشاعل البث، علينا أن نرفعَ أيديَنا بالدعاء، من أجلِ إصلاحِ البناتِ والأبناء، ولا نكلُّ من الاستمرار، في دعاءِ الليلِ والنهار، حتى ولو بدا منهم خلافُ البرِّ والإحسان، والطاعةِ والإذعان؛ فلا يزيدُنا ذلك إلا لهجًا على لهج، حتى يمنَّ اللهُ بهطولِ غيثِ الفرج.

 

وألَّا نغفلَ عنهم، ولا نسأمَ منهم؛ بل تظلُّ سحابةُ مراقبتِنا ونصيحتِنا عليهم ممتدة، وخطواتُنا في إثرِ خطاهم مشتدة.

 

وأن نرشدَهم إلى مناهلِ الفضائل، والجلوسِ مع الأخيارِ الأماثل، ونستعينَ لذلك بالأصدقاءِ والخلَّان، والأقاربِ والجيران.

 

وإيانا ودوامَ الاستقصاء، والمحاسبةَ المستمرةَ على كلِّ الأخطاء، والطمعَ في أن يصيروا على أكملِ الأحوال، وأتمِّ وجوه الصلاحِ في الأفعال والأقوال؛ بل يكفينا من البرِّ جلُّه، وإن لم يأتنا كلُّه، ومتى نظرنا إلى زمانِهم وشرِّه، رضينا من الولدِ ببعض بره.

 

ومتى رأيناهم أساءوا أحسنَّا إرشادَهم إلى الإحسان، ورسمنا طريقَ الصوابِ بالرحمةِ والغفران، وتركنا التعييرَ بالزلل، والتذكيرَ بوصمةِ الخطل.

 

وتوشَّحْنا بالرِّضا والصبر، واحتسبنا على ذلك عند اللهِ الأجْر، والزمانُ ذو غِيَر، وصاحبُ عظاتٍ وعِبَر، فسيتزوجُ الأولادُ فيكون لهم أبناء، فيتذكرون بمعاملتِهم الأمهاتِ والآباء، فيعرفون بهم كم كان آباؤهم بهم رحماء، وكم تجرَّعوا منهم كؤوسَ الحزنِ والعناء، فيستدركون من البر ما بقيتِ الأمهاتُ والآباءُ في الدور، أو يذرفون الدموع مترحمين عليهم إذا سبقوا إلى القبور.

 

قال الراوي: فلما انتهى أبو الحارثِ من بيانه، وما ساقَ فيه من آهاتِه وأشجانِه، ونصحائِه التربويةِ النافعة، وإرشاداتِه الأبويةِ الجامعة؛ فرَّج من غمِّي ما فرَّج، ودلَّني على سبيلِ السلوانِ والمخرج، فعاهدتُه على السيرِ على هذا المنوالِ الرشيد، وسياسة أولادي على هذا النهجِ السديد، ثم رجع كلٌّ منَّا إلى بيتِه وقد نفضَ عنه غبارَ الغَم، وأزاحَ عن عينيه غشاوةَ الهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المقامة السهيلية
  • المقامة الغثائية
  • عرض كتاب (المقامة لشوقي ضيف)
  • المقامة الرمضانية
  • المقامة العيدية
  • المقامة المرضية
  • المقامة الشبابية
  • المقامة التجويدية
  • قبلات أبوية تربوية

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة المقامة التفاحية في المقامة الزمردية(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مغاني المقامات في معاني المقامات(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مقامة "وداع رمضان" لابن الجوزي(مقالة - ملفات خاصة)
  • دور وسائل الإعلام في التربية الأبوية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الأبوية في حياة إبراهيم عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقامة المراكشية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شرح "دار المقامة" (في ضوء كلام العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقامة السامرية (حديث الغربة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة المقامة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المقامة الامتحانية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب