• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

صمب (مسرحية من المجتمع الموريتاني)

صمب (مسرحية من المجتمع الموريتاني)
أبو محمد عبدالله بن محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/6/2016 ميلادي - 12/9/1437 هجري

الزيارات: 5076

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صمب

(مسرحية من المجتمع الموريتاني)

 

على الكثيب الواقع غربي القرية يجلس صمب وعويش.

صمب: آه لو تعلمين قدر حبي لك، أحبك أكثر مما أحب قيس ليلى، وروميو جولييت.

عويش: تتحدث بأسماء غريبة؛ مِن أين جئت بهذه الكلمات؟!

 

صمب: سمعت "سعيد" يتحدث بذلك فحفِظته.

عويش: إذن تقلد ما تسمع، أما أنا فأحبك أكثر مما أحبت فاطم ابيليل.

صمب: لقد قررت أن أخطبك حتى نتوج حبنا بالزواج؛ فقد سمعت جدتي تروي حديثًا: ((لم أرَ للمتحابين مثل الزواج)).

عويش: خِطبتُك في هذا الأوان استعجال، انتظر حتى تعمل وتحصل على بعض المال.

 

يقرر صمب السفر، ويُعْلم أمَّه تسلم أنه ذاهب للعمل في المدينة التي يوجد فيها خاله المختار، يسافر صمب ويصل إلى المدينة.

المختار: أهلًا وسهلًا بابن أختي صمب، نزلت خير منزل، ما الذي أتى بك؟!

صمب: قدمت هنا أبحث عن العمل، هل ستساعدني في البحث عن عمل؟!

المختار: بالأمس أعلمني صديقي أنه يريد من يساعده في متجره، سأعوده غدًا، لعلي أجد لك عملًا عنده، تحت شجرة التيدوم الواقعة غربي القرية تجلس عويش وصديقتها.

عويش: لقد ذهب صمب للعمل، وعندما يأتي سنتزوج.

صديقة عويش: إن شاء الله، فلا تعلمين ما يخبئه لكما الغيب.

عويش: طبعًا كل شيء بمشيئة الله، وسأدعوك لتحضري فرحتنا.

صديقتها: إن عشتُ وسلمني الله..

يأتي المختار لصديقه ويعلمه بوجود عامل مستعد للعمل، يوافق صديق المختار على عمل صمب معه.

 

المختار: لقد زرت صديقي وأبلغني أنه مستعد لقبولك عاملًا في محله بأجرة قدرها (.....)، وسيزيد لك الأجرَ في قابِلِ الأيام.

صمب: (.....)، نعم أوافق، متى سأعمل معه؟

المختار: غدًا - إن شئتَ - تذهب إليه وتبدأ العمل.

يعمل صمب، وبعد شهور من العمل يحصل على مبلغ نقدي، يقرر مغادرة المدينة والعودة إلى قريته.

المختار: من الأفضل لك يا بني أن تؤجل أمر السفر حتى تزيد نقودك وتكسِبَ خبرة أكثر في التجارة.

 

صمب: لقد حصلت على ما فيه الكفاية، ما عندي يكفي لبناء كوخ والزواج من عويش.

قريب عويش يحل ضيفًا على أهلها، يرى عويش وتعجبه.

قريب عويش: يا لك من فتاة جميلة، كم عمرك؟

عويش: عمري 15 سنة، وأنتظر مجيء صمب لنتزوج.

قريب عويش: وهل خطبك صمب؟

تنفي عويش ذلك.

يفكر قريب عويش أن هذه فرصة سانحة، يتصل بأبي عويش ويخطبها.

قريب عويش: يسرني أن أصاهرك وأتزوج ابنتك عويش.

أبو عويش: عويش ما زالت صغيرة، انتظر عامين ونحن نزوجك إياها.

يمضي قريب عويش.

يأتي صمب ويعلم بالأخبار من عند صديقه، يصاب بالذهول ويسأل عويش.

صمب: صحيح ما سمعت أن قريبك خطبك؟!

عويش: لم يحدث ذلك، لو كان خطبني لأعلمتني أمي، يصدق صمب عويش، ويعودان لسالف حبهما، مع الأيام تتجلى الحقيقة، ويصدم صمب، ينقل إلى المستشفى، يجري فحوصًا طبية، ولم تظهر عليه أعراض أي مرض.

خالة صمب: لقد أعييتَ نفسك بالهموم، قم وانهض، ولا تدع للشيطان حظًّا في نفسك؛ فيُفسِدَ عقلك.

صمب: ماذا أفعل؟ لقد تزوجت عويش وبقيت أنا وحيدًا.

 

خالة صمب: كأنك لم تسمع ما قال الشاعر:

سافِرْ تجِدْ عِوَضًا عمن تفارِقُه ♦♦♦ وانصَبْ فإن لذيذَ العيش في النَّصَبِ

النساء كثير، وما عليك إلا الجد والبحث، تجد عوضًا عن عويش، يسافر صمب إلى قرية مجاورة يتعرف على اخديج.

صمب: آه يا بنت الأكرمين، كم أنت جميلة وأنيقة!

اخديج: واأسفا، صرت تميز القبيح من الجميل يابن الراعي، يغضب صمب ويتنحى جانبًا.

أم اخديج: لقد أغلظت الكلام يا بنيتي.

اخديج: يستحق؛ ألم تسمعي وقاحته وكيف كان يخاطبني؟!

أم اخديج: من الأفضل أن تعتذري له يا بنية؛ فشكله يوحي بقلة عقله وضعف نفسه.

اخديج: تعتذر لصمب، من الأفضل أن تغادر حينا، ولا تعود إليه ثانية؛ لأنني لا أعرف كيف أتصرف إذا وجدتك هنا ثانية، يغادر صمب ويعود إلى حيه.

لالة البائنة من سعيد يخطبها صمب من أبيها.

صمب: أريد أن تزوجني ابنتك لالة شيخي العزيز.

أبو لالة: أما علمت أن المرأة تحرم خطبتها حتى تستبرئ وتكمل عدتها؟!

صمب: أي مذهب ينص على هذا؟!

أبو لالة: أما قرأتَ القرآن؟! ثم ما الدافع لخِطبتك لالة خاصة وعندي غيرها؟!

صمب: لقد أساء أخي سعيد في تصرفاته، وأردت أن أتزوجها حتى أكفر عن الخطايا التي ارتكب أخي في حقها.

أبو لالة: ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الأنعام: 164]، أوَليس هناك شيء آخر وراء هذه الخِطبة؟!

صمب: مثل ماذا؟

أبو لالة: كأن تحلل لسعيد فراشه؛ علَّه يجد عذرًا يراجع به لالة.

صمب: قد يكون هناك شيء من هذا، لكن ليس هو الأساس.

أبو لالة: أما سمعت قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله المحلِّل والمحلَّل له))؟!

 

صمب: إذًا ستحلل لي الفراش وتزوجني ابنتك، هذا ما قصدت قوله؟!

أبو لالة: أحمق جاهل، لا ترني وجهك بعد اليوم، وداعًا صديقي.

يذهب صمب وتدخل لالة على أبيها.

لالة: سمعتك تحدث صمب، فيمَ كان حديثكما؟

أبو لالة: كان يريدني أن أزوجك إياه؛ بَيْدَ أني رفضت وطردته.

لالة: لم فعلت يا أبي؟! فصمب رجل طيب القلب، يحب الخير للناس.

أبو لالة: لكنه جاهل يخطب المرأة في عدتها، ويتزوجها ليحللها لغيره، دعيني من هذا التيس المستعار، وأقبلي على شأنك.

فاطمُ فتاة جميلة، ومن أهل بيت موسرين، تتعلق بصمب ويتعلق بها، ينتشر خبر حبهما بين عامة الناس.

صمب: لو تعلمين قدر حبي لك يا أجمل الناس، غدًا أخطبك عند أمك، ونتوج حبنا بزواج لم يسمع بمثله في سالف الأزمان.

فاطم: لو تعلم كم رفضت أمي قبلك من الرجال...

صمب: لا عليك، ستقبل أمك، وستتمنى لو يحدث هذا الزواج، فما مثلي مَن ترفضه النساء، بل يتعلقن بكلمة منه.

فاطم: لكن أبا لالة رفض خطبتك، وقبله اخديج في القرية المجاورة.

صمب: أبو لالة فهمني غلطًا، واخديج لا تعرفني، وقد قالت العرب: (مَن جهل شيئًا عاداه)؛ ولذلك رفضت خِطبتي وعادَتْني.

 

فاطم: لن تعجزك الأعذار، ستبدي لنا الأيام مصير خطبتك.

يخطب صمب وتجابه خطبته بالرفض، لم يتفاجأ صمب؛ لأنه يعلم أن لا مكان له في ذلك الوسط، في كوخ يرك تجلس تسلم وحليمة أخت صمب وسعيد.

حليمة: صمب رفض مرات، ولم تتدخلي لتخطبني له إحدى الفتيات، ألا يستحق منك أن تقفي معه وتجابهي معه صعاب الحياة.

 

تسلم: لقد قررت ألا أتدخل لأحد من أبنائي في مستقبله الزوجي، لقد خطبت لسعيد فتيات ولم ينضبط مع واحدة منهن، وارتأيت أنه من الأفضل أن يترك الرجل يختار الفتاة التي توافقه طباعها؛ فـ: ((الأرواح جنود مجندة، ما تعارَف منها ائتلف، وما تناكَر اختلَف))، حليمة: ألا ترَيْنَ ما آل إليه حال صمب.

تسلم: وإلامَ آل؟! لقد تعلق بفتاة تزوجت قبله، وأخرى ضن بها أهلها، والله يوفقه ويهديه سواء السبيل.

حليمة: لكن الرجل الذي يرفض والمرأة التي لا تجد خطيبًا غالبًا ما يعانون من أمراض نفسية، غالبًا ما تؤدي بهم للجنون.

تسلم: لا تقلقي، صمب ليس من أولئك الرجال، هو يعرف قدر نفسه، ومكانة أهله، وبالتالي لن يؤثر عليه رفض الآخرين له.

 

اسويلكة فتاة جميلة في العشرين من عمرها، يتعلق بها صمب وتعجبه.

صمب: لقد أسرني جمالك يا حورية أهل الأرض.

اسويلكة: من أنت أيها الفتى الماجن؟! السلام قبل الكلام، يبدو أنك لم تلتزم بشريعة نبينا ولا بأخلاقه.

صمب: معذرة سيدتي، كما قال الحكماء قبلي: الحاجة والعشق يورثان قلة الأدب، وأنا - كما ترين - عشقتك من النظرة الأولى.

 

يخطب صمب اسويلكة، ويرفض أبوها الخِطبة بادئ الأمر.

اسويلكة: لمَ رفضت خطبة صمب وهو كما رأيت فتى كريم؟!

أبو اسويلكة: لقد تبدلت القيم، صار الرجال يحدثن النساء في شأن الحب، واأسفا! لقد كانت البنت تخجل من ذكر اسم الزوج أمام أبيها أو أمها، أما اليوم وأمام هذا الانفتاح فضاعت أهم القيم التي تربينا عليها؛ كالحياء، واحترام الكبير، لم يعُدْ للحياة معنى.

اسويلكة: معذرة يا والدي؛ لعلي أسأت طرح السؤال، أو أسيء فهمه، إن رفضك لخطبة صمب يعني أنه لن يعود إلينا ثانية!

 

أبو اسويلكة: ما كان لك أن تتجرئي وتسألي أباك عن مثل هذه الأسئلة التي تنافي عاداتنا، أما بالنسبة لمجيء صمب من عدمه، فهذا أمر لا يهم، لم نعتَدْ على صمب حتى نرى وجوده بيننا أمرًا ضروريًّا.

تمضي الأيام ويخطب اسويلكة قرينها، يغضب أبو اسويلكة ويرى الخطبة عمل إبليس.

يبصر صمب خيط أمل ويعاود خطبة اسويلكة.

صمب: لقد جئت مجدَّدًا لأعرض عليك ما عرضت عليك من قبل؛ أريد أن تزوجني ابنتك اسويلكة.

أبو اسويلكة: حسنًا، سأفعل، لكن عليك أن تحضر في الأجل الذي سأحدد لك، وإلا اعتبرت الزواج مُلغًى.

صمب: وما هو الأجل المطلوب مني الاستعداد فيه والحضور.

أبو اسويلكة: بجب أن تستعد في غضون أربعة أيام، وإلا اعتبرتك لم تخطب.

يذهب صمب ويستعد في الأجل المضروب ويلتقي بأصدقائه.

سعيد: هنيئًا لك يا أخي، غدًا تتزوج من أحببت، ويفرح الجميع بهذا العرس الجميل.

صمب: في استحضار للذكريات، لقد أحببت عويش، بَيْدَ أن أهلها زوجوها غيري، وأحببت فاطم ورفضت أمها خِطبتي، وها أنا أضع رجلي مع فتاة ليست من أهل الحي ولا تفهم طباعنا.

سعيد: لكنها من مجتمع أدباي، وبالتالي فهي من جماعتنا الكبيرة التي نكنُّ لها التقدير والاحترام.

 

صمب: أنت لم تحترم من توجَّب عليك احترامه، لقد أهنت لالة بتصرفاتك المشينة، وأغضبت أباها، وخالفت الشرع لما تزوجت لالة، وبالتالي لن أقبل نصائحك فيما يخص تعاملي الزوجي، أقبِلْ على نفسك وأصلحها؛ فهو أفضل لك.

سعيد: أنا لم أتدخل، وما أردت التدخل، لكن من الأفضل لك أن تستفيد من تجرِبتي؛ حتى لا تقع في نفس الأخطاء.

تسلم: لنستعد لما نحن مقبلون عليه، ليس الوقت مناسبًا لنبش الماضي، وتذكر فجائعه، تجرى الاستعدادات، وينطلق صمب وسعيد وقرناؤهم إلى أهل اسويلكة، حيث سيقام العقد وتجرى مراسم الزواج.

أبو اسويلكة: فليتقدم موكل العريس حتى نعقد للزوجين على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، يتقدم سعيد وإبراهيم خالهما إلى أبي اسويلكة.

أبو اسويلكة: قدمتم خير مقدم، فلتتفضلا إلى المسجد، يصليان صلاة المغرب، ويجتمعون مع الإمام وأعيان القرية.

إبراهيم: ابن أختي - كما علمتم - رجل نبيل وقد أراد مصاهرتكم.

أبو اسويلكة: ليتقدم الإمام ويعقد للزوجين.

الإمام: الحمد لله القائل ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]، وهو القائل: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا} [الفرقان: 54]، بعد قراءة الآيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، يعلن العقد على صداق قدره ربع دينار، تتقدم أم اسويلكة وخالتها وتشترطان (لا سابقة ولا لاحقة، وإلا فأمرها بيدها)، يمرر الإمام الشرط معلقًا: (كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل)، يسلم إبراهيم الصداق لأبي اسويلكة، ويضرب الدف، وتزغرد النساء.

 

يتزوج صمب من اسويلكة، ويقرر نقلها إلى المدينة التي يوجد فيها خاله المختار، مصطحبًا معه بعض أصدقائه وسعيد.

سعيد: سيكون سفرًا شاقًّا، لو قدر لنا أن نسافر.

 

صمب: لقد عُبِّد الطريق، وصار السفر أكثر يُسرًا وراحةً.

إبراهيم: سأترككم في العاصمة؛ لأن لدي أعمالًا عليَّ التخلص منها، وسأبلغ المختار بأن يهيئ لكم المكان قبل مجيئكم.

سعيد: سنجري أفراحنا هناك بعيدًا عن الفضوليين من الأقارب والأصحاب، يصِلون المدينة ويجدون المختار قد هيأ لهم المكان.

سعيد: كم تمنيت أن أمضي شهر العسل مع لالة في هذه المدينة الساحلية قرب خليج الراحة، يمضي صمب شهر العسل مع اسويلكة وينتقل إلى البادية.

صمب: هذا الكوخ قد عملت كثيرًا كي أكمل بناءه، وساعدني خالي إبراهيم ببعض معداته حتى أسكن فيه بعض حبيباتي.

اسويلكة: ماذا تقصد؟ هل كنت تنوي الزواج بفتاة قبلي؟

صمب: خطبت فتيات كثيرات ولم يقبلن الزواج مني، حتى أنتِ رفض أبوك أن يزوجك مني بادئ الأمر.

يذهب صمب إلى العمل، ويمضي شهورًا مع اسويلكة دون أن يستجد أمر ذو بال، يرزقان الولد، تمرض أخت صمب وتنقل إلى المستشفى.

اسويلكة: استعلم لنا أخبار أختك كيف حالها؟

صمب: لا رصيد لدي أتصل عليها به.

اسويلكة: إذًا عبِّئْ الهاتف بالرصيد.

صمب: لا أستطيع، يكلف نقودًا من الممكن توفيرها.

اسويلكة: ما الحل إذًا؟!

صمب: مثلما تريدين، نفقة الولد عليَّ فترة رضاعه وأمرك بيدك، تتصل اسويلكة بأمها لتستفتي عما قال صمب.

 

أم اسويلكة: ماذا فهمت من نبرته وكلامه؟!

اسويلكة: فهمت أنه قصد بمقالته الطلاق، لقد كان جادًّا فيما يقول.

تذهب اسويلكة إلى أهلها، ويدرك صمب حجم خسارته، يرسل الوفود لترضية اسويلكة، بَيْدَ أن الأوان قد فات.

يعتزل صمب في كوخه أيامًا يبكي، ترثي خالته لحالته.

خالة صمب: ما هذا البكاء والنحيب الذي أسمعه منذ أيام؟!

صمب: لقد غضبت اسويلكة، وقررت أن تتركني وحيدًا.

خالة صمب: أفهم من كلامك أنك لم تطلقها.

صمب: بكل تأكيد، لقد سألتني رصيدًا لم يكن متوفرًا عندي في الوقت الحالي، فغضبت وقررت أن تذهب إلى أهلها.

خالة صمب: إذًا فاذهب إليها وراجعها، فلا يزال يربطكما رابط شرعي، لقد أخطأت اسويلكة في مغادرتها بيت زوجها ولما تنقض عدتها بعد.

يمضي صمب إلى أهل اسويلكة مطالبًا رجعتها، وفي الأثناء يراه أبو اسويلكة.

أبو اسويلكة: لا تطرح لي قديمك..

يغضب صمب ويعود من حيث أتى، تمضي الأيام ويتدخل المشايخ لتسوية القضية، يتصل قريب اسويلكة بإبراهيم خال صمب.

قريب اسويلكة: لقد علمت بما جرى بين صمب واسويلكة، وهلم نتدخل لنصلح بين الزوجين؛ إرضاءً لله تعالى.

إبراهيم: الصلح كله خير، لكن كيف نصلح بينهما إذا كان أبو اسويلكة مصرًّا ألا يطأ صمب بقدمه في حوشه؟!

قريب اسويلكة: أنا كفيل بإقناعه، سيقتنع، المهم أن تقنع أنت صمب.

يتصالح الزوجان وتعود اسويلكة لحجر صمب مجددًا، لكن هذه المرة صار صمب أكثر حذرًا في تعامله مع اسويلكة، في مشهد آخر تقف حليمة مع تسلم وقد علمتا بأمر الصلح.

حليمة: ستعود إلينا اسويلكة وسنقيم لها احتفالًا لائقًا بها.

تسلم: بعدما جرى بينها وصمب لم يعد ضروريًّا الاحتفال لها؛ لقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: ((أُمرتُ أن أنزل الناس منازلهم))، وإذا ابتهجنا واحتفلنا لها سترى ذلك رغبة منا، وهذا سيجعلها تتعالى على صمب، وهو ما لا أرغب في رؤيته.

حليمة: كلامك أقنعني يا أمي، سنقيم احتفالًا محدودًا، تمضي الأيام وتمرض اسويلكة في إحدى ليالي الشتاء الباردة، وتسأل صمب من المال ما يصلح حالها وتتداوى به من المرض الذي ألَمَّ بها.

صمب: لست مطالبًا شرعًا بمداواتك؛ لأن الفقهاء قالوا: إن الرجل لا يجب عليه مداواة امرأته، إلا إذا كان مرضها سببه هو؛ كالحمل وغيره.

اسويلكة: إذا لم تستطع مداواتي أو كنت غير راغب في سعادتي، فدعني وشأني.

 

صمب: لك ذلك، ولتعلمي أني لن أقبل أي صلح معك ولا أية وساطة.

يطلق اسويلكة، ويأمر خاله إبراهيم أن يحملها في سيارته مع متاعها الذي اصطحبت من عند أهلها.

يرفض إبراهيم أن يشهد على الطلاق، ويسلم نقودًا لصمب يعيد بها اسويلكة، تعود اسويلكة إلى أهلها والحزن بادٍ على وجهها.

أم اسويلكة: ما الذي أتى بك؛ يبدو عليك آثار الحزن؟!

اسويلكة: لقد طلقني صمب وعدت هنا وهذا متاعي.

أم اسويلكة: ما يفعل الله بعبده المؤمن إلا خيرًا، تستريحين من صمب ووقاحته وعشرته السيئة التي لا تطيقها بنت آدم.

 

تتصل بنت عم اسويلكة بصمب، وتخبره بما جرى في القرية من حديث، وأن اسويلكة قد خطبها رجل مِن خارج القرية.

بنت عم اسويلكة: مرحبا صمب، ما الذي دفعك لطلاق اسويلكة وأنا أعلم محبتك لها وإكرامك لها؟! لا بد أنها أساءت التصرف.

صمب: لقد سألتني مبلغًا من المال لم يكن حاضرًا عندي، ولما بينت لها الحكم الشرعي فيما سألت، طلبت مني الطلاق.

بنت عم اسويلكة: اسويلكة مغرورة، لقد أنعم الله عليها بدفء رجل مثلك، ولم ترعَ النعمة وتحفظها، الرجل الذي راهنت عليه تزوج وخطبها رجل لا نعرف عنه سوى أنه كان متزوجًا من فتاة جارة لنا.

 

صمب: لقد أكرمتها وأحسنت إليها ولم أفرط بشيء من حقوقي الزوجية، إلا أنها كفرت بأنعم الله، وأؤكد لك أنني سأظل أرعى ولدي وأحسن إليه إلى أن يبلغ سن الفطام، فأسكنه مع جدته وأنتزعه من اسويلكة.

بنت عم اسويلكة: تبيت على ألف خير، أنا هنا إلى جنبك، وسأنبئك بكل جديد يستجد علينا.

تمضي الأيام وصمب لا يفكر في الزواج، يغدو ويروح على عمله في ميناء المدينة المستقل، حيث يعمل حمالًا لكحيلة، فتاة مثقفة خلقها رفيع، عوض لها العذوبة والجمال الفاقدة لهما، يعشقها صمب وتعشقه، يخطبها عند أهلها فيقبلون خِطبته.

صمب: آه يا لكحيلة، لو تعلمين كم أنا مولع بك وعاشق لك!

لكحيلة: حبك لي يوقد الحماس في نفسي، ويجعلني أنظر إلى نفسي نظر المرأة المحبوبة، وإليك نظر الرجل المحب يا أحلى رجل في عيني، يا حبيبي ونور قلبي.

صمب: لو تعلمين كم أحب العبارات الرومانسية، مجتمعنا لا يقدر الحب والعواطف، فهو وإن كان مجتمعًا عاطفيًّا، وهي ميزة غير جيدة، لا يقدر الحب حق قدره، ولا ينزله منزلته الرفيعة.

لكحيلة: لو نظر إلينا قيس وليلى من عليائهما، لغبطانا على النعمة التي نحن فيها، إنك تعرف الحب يا صمب وتنزله منزلته الرفيعة، يبتسم صمب ويواصلان حديثهما.

تصنع لكحيلة الشاي لصمب، يخرج صمب شروط وامنيجة ويبدأ يدخن.

صمب في همهمة: لقد أحببت عويش، تسامرنا معًا ورقصنا معًا، أحببت فاطم ورفضتني أمها، تزوجت اسويلكة وكانت أنانية في تعاملها، فهل سيكون زواجي من لكحيلة نهاية المأساة؟!

لكحيلة: إلى أين شرد ذهنك؟! يبدو كأنك تعيش في كوكب بعيد (تفكر في الدنيا أم الآخرة)؟!

صمب: لقد خطرت لي خطرات؛ تذكرت بعضًا من الماضي.

لكحيلة: دعك من تذكر الماضي ومآسيه، وفكِّرْ في مستقبلك، فما زال الطريق أمامك طويلًا.

في مشهد آخر تجلس حليمة وأمها تسلم تشربان الشاي وتتبادلان طرفًا من الحديث.

حليمة: عما قريب سيأتينا صمب وزوجته الجديدة، وسنقيم احتفالًا بهيجًا لأخينا وزوجته لكحيلة.

تسلم: أرجو أن تكون زوجة صالحة لصمب الذي عانى كثيرًا، ولاقى تجارب مُرَّة مع فتيات كثيرات.

حليمة: لقد بلغنا أن لكحيلة فتاة مثقفة ومهذبة، وأرجو أن تكون صالحة لصمب، وأن يحسن صمب عِشرتها.

تسلم: وفق الله صمب لِما فيه صلاحه وصلاح أمره.

تمضي الأيام ويقترب موعد زفاف صمب من لكحيلة، يقف صمب مع أخيه سعيد وخاله إبراهيم.

 

صمب: لقد اقترب الموعد، وليس لدي المبلغ الكافي لإعداد مراسم الزفاف، أطالب رجالًا بديون إلا أني لم أستلم إلا أقلها.

سعيد: لقد علق دفع راتبي منذ شهور، ولا مبلغ جاهز لدي حتى أساعدك به الآن.

إبراهيم: أنا أسلمك ما تحتاج من المال، فإذا قضى مَدِينُوك دَيْنهم، دفعت إليَّ ما أقرضتُك من المال.

صمب: قد يكون في هذا مخرج لنا من أزمتنا الحالية، يتزوج صمب لكحيلة، ويجرى العقد في المسجد، يحضر أبو لكحيلة وسعيد ويرك زوج تسلم، الذي قرر أن يحضر هذه المرة، وأن يكون موكل صمب.

أبو لكحيلة: لقد خطب عندنا صمب ابنتنا، وهي - كما تعلمون - فتاة مثقفة صاحبة شهادة عالية، وقد قررنا أن نزوجَ صمب من لكحيلة لتكافؤ النسب، وامتثالًا لأمر رسول الله: ((إذا أتاكم مَن ترضون خُلقه ودِينه، فزَوِّجوه))، فقررت أن أزوج صمب ابنتي على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى زواج المثل 50 أوقية، تتدخل أم لكحيلة: وأن لا سابقة ولا لاحقة، وإلا فأمرها بيدها، يقاطع يرك: وأنا قبلت زواج ابني من ابنتك، فنعم المصاهر أنتم، ونعم الصهر أنت، يسلم سعيد الصداق لأبي لكحيلة، ويأخذ طرف لكحيلة ويسلمها لصمب، تبدأ الأفراح في القرية، يركب صمب إلى جنب لكحيلة، ويتوجهان إلى قرية صمب، حيث قد أعد كل شيء للاحتفال.

صمب: سترين ما يسعدك حبيبتي لكحيلة، لقد هيأت الكوخ وفرشته بأحدث أنواع الأفرشة؛ إكرامًا لك حبيبتي الغالية.

لكحيلة: سنبيت هناك أولى ليالي الهناء زوجي الغالي، تجلس حليمة وتسلم تستطلعان خبر صمب.

تسلم: تأخر الوقت ولما يحضر صمب ولم نعثر له على خبر.

حليمة: سيأتي صمب ومعه أبي يرك وأخي صمب وأصحابهما.

تسلم: مرحبًا بيرك، قد غاب عنا منذ زمان طويل، يأتي صمب والوفد المرافق له، يقوم سعيد بإطلاق أعيرة نارية، ويضرب نسوة يرافقنه الدف، يعلم الجميع بحضور العروسين، يقام احتفال بهيج في القرية..

 

صمب: تأملي حبيبتي، الجميع هنا يحتفلون بقدومي وبعرسنا.

لكحيلة: احتفالًا هنيئًا يليق بزوجي العزيز، يمضي صمب مع لكحيلة ثلاثة أيام؛ امتثالًا للحديث، كان النبي صلى الله عليه وسلم (إذا تزوج بكرًا أقام معها سبعًا، وإذا تزوج ثيبًا أقام معها ثلاثًا)، عاد صمب لعمله، واستمر مع لكحيلة، رزق منها الولد، وتوفي غرقًا في المدينة التي يعمل فيها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحمار العجوز الصغير ( مسرحية )
  • جند فرعون ( مسرحية )

مختارات من الشبكة

  • جنوب إفريقيا: المجتمع الإسلامي يدعم تحسين أوضاع المجتمع(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الأزمة بين المجتمع المسلم والمجتمع الغربي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مؤسسات المجتمع المدني ودورها في حفظ الأمن المجتمعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من منطلقات العلاقات الشرق والغرب (الخصوصية)(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الإسلام والنبي والمجتمع المدني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحفاظ على الأسرة في زمن الحظر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المجتمع الإسلامي الحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مشكلات وتحديات سلوكية في حياة المراهق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التفكك الأسري أسبابه وعلاجه(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • المرأة المسلمة كل المجتمع(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب