• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / شعراء الألوكة
علامة باركود

وجع القوافي (قصائد)

أتون الشعر (قصيدة)
عبدالله بن حسين العفاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/2/2012 ميلادي - 16/3/1433 هجري

الزيارات: 33546

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وَجَعُ القَوَافِي

ثَوْرَةُ 25 يَناَيِر" الخَامِسِ والعِشْرِينَ مِنْ يَنَايِرَ " ومَا بَعْدَهَا

رُؤْيَةٌ شِعْرِيَّةٌ شَرْعِيَّةٌ


أَتُونُ [1] الشِّعْرِ

سَبَّاحٌ [2]أَبْحَثُ عَنْ لَحْنٍ

عَلَى رَغْمِي

يَثُورُ الشِّعْرُ ..

يَهْدِرُ مِلْءَ أَفْئِدَتِي ..

ويُورِي [3] فِي دَمِي غَمِّي ..

يَكَادُ يُفَجِّرُ الكَلِمَاتِ مِنْ فَمِّي

أُدَافِعُهُ .. يُدَافِعُنِي ..

أُصَارِعُهُ .. يُصَارِعُنِي ..

فَأَصْرُخُ هَادِرًا: دَعْنِي،

كَفَانِي - يَا أَتُونَ الشِّعْرِ -

مَا عَانَيْتُ مِنْ فَنِّي؛

أَطِيرُ .. أُلاَحِقُ الأَطْيَارَ

مِنْ عُشٍّ إِلَى غُصْنِ،

تَسَمَّعُ شَدْوَهَا أُذُنِي ..

تُصَوِّرُ خَفْقَهَا عَيْنِي ..

لَعَلِّي مِنْ زَوَاجِ العَيْنِ والأُذُنِ،

أَفُوزُ بِأَعْذَبِ اللَّحْنِ.

وآتِيهِمْ

فَيَصْرُخُ فِىَّ أَلْحَنُهُمْ:

كَفَاكَ اللَّحْنُ عَنْ لَحْنِي

لَقَدْ جَفَّتْ بُحُورُ الوَزْنِ

مُذْ مَاتَتْ فُحُولُ الشِّعْرِ؛

فَاتْرُكْ هَذِهِ الأَلْحَانَ،

أَوْ فَاصْمُتْ،

ومُتْ مَعْهُمْ.


غَوَّاصٌ أَبْحَثُ عَنْ دُرٍّ

يَهُمُّ الشِّعْرُ بِالرَّدِّ

فأَصْرُخُ هَادِرًا : دَعْنِي.

كَفَانِي – أَيُّهَا الفَتَّانُ -

مَا عَانَيْتُ مِنْ فَنِّي

أَعِيشُ العُمْرَ غَوَّاصًا ..

فَمِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرِ

أُفَتِّشُ أَعْمَقَ الأَعْمَاقِ ..

أَنْشُدُ رَوْعَةَ المَعْنَى،

أُقَلِّبُ لُؤْلُؤَ الأَصْدَافِ ..

أَسْبَحُ بَيْنَ دُرِّ الضَّادِ ..

أَسْتَوْحِي

رَهِيفَ اللَّفْظِ والمَبْنَى.

لَعَلِّي بَعْدَ كَدِّ الغَوْصِ

أَنْظِمُ مِنْ لآلِيهَا

عُقُودًا قَابَ قَوْسٍ مِنْ

حَلاَلِ السِّحْرِ أَوْ أَدْنَى.

وآتِيهِمْ

فَيَصْرُخُ فِىَّ أَفْصَحُهُمْ:

أَلاَ دَعْنَا.

ويَهْزَأُ قَائِلاً: تَرْجِمْ

فَإِنَّا قَطُّ لَمْ نَفْهَمْ،

ولَسْتُ إِخَالُنَا [4] نَفْهَمْ ..

فَدَعْنَا مِنْ عَمِيقِ الفِكْرِ ..

دَعْنَا مِنْ غَنِىِّ اللَّفْظِ،

والأَسْفَارِ والمُعْجَمْ.

سَئِمْنَا رَوْعَةَ المَضْمُونِ،

والأَلْفَاظِ والمَرْسَمْ ..

سَئِمْنَا " مَدَّةَ " الأَشْعَارِ

حِينَ تُرَاوِدُ المُتْخَمْ ..

نُرِيدُ الشِّعْرَ مَسْلُوقًا؛

لِكَىْ نَهْضِمْ.

فَلاَ أَوْقَاتَ كَىْ نَحْلُمْ.

وإِلاَّ فَاعْتَزِلْ واكْتُمْ ..

وعِشْ أَبْكَمْ،

ومُتْ أَبْكَمْ.


مَا بَيْنَ الفِكْرَةِ والخَفَقَاتِ

يَهِمُّ الشِّعْرُ بِالرَّدِّ،

يُصَارِخُنِي ..

فَأَصْرُخُ هَادِرًا: دَعْنِي

كَفَى - يَا مَنْ سَبَيْتَ اللُّبَّ -

مَا عَانَيْتُ مِنْ فَنِّي

أَبِيتُ عَلَى جِمَارِ الشَّوْقِ

مِنْ جَنْبٍ إِلَى جَنْبِ ..

أُغَازِلُ فِكْرَةً بِكْرًا

سَرَتْ بِمَسَارِحِ اللُّبِّ

تَعِنُّ [5] .. أَطِيرُ فِي لَهَفٍ ..

أَوَدُّ .. أَكَادُ أَحْضُنُهَا؛

لِيُزْهِرَ نَهْرُهَا جَدْبِي ..

فَتَأْرَنُ [6] مِثْلَ دَلِّ [7] الحِبِّ،

حِينَ يُدِلُّهُ الحِبُّ.

وتَتْرُكُ قَلْبِىَ المَوَّارَ

يَبْكِي حُرْقَةَ الأَشْوَاقِ

فِي القُرْبِ ..

يُغَازِلُ فِكْرَةً أُخْرَى

عَسَتْ تَحْنُو لِذِي كَرْبِ.

سَئِمْتُ إِذَا دَهَانِي الشِّعْرُ

أَنْ أَحْيَا بِلا لُبِّ.

إِذَا مَا رُحْتُ

أُفْنِي العُمْرَ مَنْهُومًا [8]

شَرُودَ الذِّهْنِ والقَلْبِ ..

فَلَسْتُ بِسَامِعِ الحَاكِي

وَلَسْتُ بِنَاظِرِ الجُلاَّسِ

والغَادِينَ والآتِي

كَفَرْخٍ [9] ذَاهِبِ العَقْلِ

لَدَى دَوَّامَةِ التَّرْحَالِ والسِّرْبِ ..

أُحَادِثُ شَارِدَ الأَفْكَارِ

فِي شَرْقٍ وفِي غَرْبِ ..

وأَجْمَعُ دُرَّهَا المَنْثُورَ

مِنْ شِعْبٍ إِلَى شِعْبِ ..

لأُبْدِعَ فِكْرَةً بِكْرًا

تَزِينُ قَصِيدَةً حَسْنَاءَ

تَخْشَى نَكْسَةَ الشَّيْبِ.

وآتِيهِمْ

فَيَصْرُخُ فِىَّ أَبْدَعُهُمْ:

أَلاَ تَفْهَمْ ؟!

أَمَا أَدْرَكْتَ

أَنَّ خَيَالَكَ المَزْعُومَ

والأَفْكَارَ لاَ تُفْهَمْ ؟!

فَدَعْ عَنْكَ الخَيَالَ الوَهْمَ

والإِبْدَاعَ والمُبْهَمْ ..

وهَاتِ الشِّعْرَ كَالأَرْقَامِ

واضْرِبْ ظَهْرَهُ واقْسِمْ.

لِيُدْرِكَ سِرَّهُ المَخْمُورُ

والمَأْفُونُ والمُتْخَمْ ..

وتَأْكُلَهُ حَمِيرُ الأَرْضِ

حِينَ تَوَدُّ أَنْ تَطْعَمْ

أَلاَ تَفْهَمْ ؟!

صِدْقُ الكَلِمَاتِ

يَهُمُ الشِّعْرُ بِالرَّدِّ

ويَهْدِرُ: إِنَّهَا " أُ .. " [10]

أُقَاطِعُهُ .. أُصَارِخُهُ ..

وأَهْدِرُ ثَائِرًا : دَعْنِي،

كَفَانِي – أَيُّهَا المُغْوِيُّ -

مَا عَانَيْتُ من فَنِّي.

أَمَا تَدْرِي

- إِذَا شَارَفْتَ بَابَ القَلْبِ –

مَا أَلْقَى مِنَ الخَفْقِ ؟!

وطُوفَانًا مِنَ الخَلَجَاتِ

يَعْصِفُ بِي .. يُزَلْزِلُنِي ..

فَلاَ يُرْجِي [11] .. ولاَ يُبْقِي

يُسَاوِمُنِي ..

يَوَدُّ يَبِيعُنِي الأَمْوَالَ

والأَضْوَاءَ بِالصِّدْقِ !

فَيَأْبَى القَوْلُ غَيْرَ الصِّدْقِ

فِي غَيْضٍ وفِي دَفْقِ.

ولَوْ عَمِيَتْ عُيُونُ الضَّوْءِ

عَنْ أَبْيَاتِهِ البَيْضَاءِ

بَيْنَ اللَّحْدِ والشَّقِّ.

كَفَى أَبْيَاتُهُ شَرَفًا

إِذَا مَا اسْتَعْلَتِ الأَبْيَاتُ

أَنْ جَاءَتْ مِنَ العُمْقِ ..

كَفَى فَضْلاً مِنَ القُدُّوسِ،

أَنْ عَافَاهُ رِجْسَ الحَرْفِ،

أَنْ عَافَى مِنَ الرِّقِّ ..

أَلَمْ تَرَنِي ـ رَفِيقَ الدَّرْبِ ـ

مُذْ صِغَرِي

وقَدْ هَامَتْ

قُلُوبِي بِالهَوَى الحَقِّ.

ورَاحَتْ تَنْهَلُ القُرْآنَ

فِي لَهَفٍ وفِي شَوْقِ ؟!

فَذَاقَتْ مِنْ طَلاَوَتِهِ،

وذَاقَتْ مِنْ حَلاَوَتِهِ

بَشَاشَتِهِ،

فُنُونًا دَوَّخَتْ قَلْبِي

مِنَ الإِكْبَارِ والعِشْقِ.

وأَعْظَمُ مَا يَكُونُ الحُبُّ

حِينَ تَثُورُ نَارُ الحُبِّ

مِنْ فِكْرٍ ومِنْ خَفْقِ.

فَفَاضَتْ بِي عُيُونُ القَلْبِ

فِي رَهَفٍ [12] وفِي دَفْقِ ..

فَرُحْتُ أُرَقِّشُ الأَشْعَارَ

أَسْكُبُ فِي حَنَايَاهَا

أَرِيجَ المَنْهَجِ الصِّدْقِ ..

لَعَلِّي أَرْتَقِى بِالحِسِّ

بِالأَخْلاَقِ

مِنْ سَفْسَافِهَا [13] الأَدْنَى

لأَسْمَى أَيْكَةِ الذَّوْقِ ..

أَمَا تَدْرِي – شَقِيقَ الرُّوحِ -

مَا أَلْقَى مِنَ الخَلْقِ ؟!

إِذَا مَارُوا [14] لَدَى الأَحْدَاثِ

بِالظُّلُمَاتِ والفِسْقِ ..

فَقُلْتُ الشِّعْرَ أَنْصَحُهُمْ

بِهَمْسِ الرِّفْقِ، والحَقِّ ..

فَطَوْرًا هَامِسًا كَالطَّيْرِ

حِينَ يَبُثُّ لَوْعَتَهُ،

وطَوْرًا هَادِرًا كَاللَّيْثِ

حِينَ يَثُورُ لِلحَقِّ .

فَقَالُوا: اصْمُتْ،

فَمَا لِلشِّعْرِ والقُرْآنِ

والأَحْبَارِ والرَّقِّ [15] ؟!

إِذَا مَا رُمْتَ سُقْيَا الشِّعْرِ؛

فَائْتِ بَدَائِعَ الأَفْكَارِ

مِنْ غَرْبٍ ومِنْ شَرْقِ ..

ومَازِجْ فِكْرَهَا الرَّيَّانَ

بِالهَمَسَاتِ واللَّمَسَاتِ

مِنْ أَلْحَانِهَا واسْقِ .

وإِنْ لَمْ تَرْضَ هَذَا الفِكْرَ،

إِنْ لَمْ تَرْقَ لِلأَلْحَانِ

فِي هَمَسَاتِهِ؛ فَاكْتُمْ .

وحَطِّمْ شِعْرَكَ المَزْعُومَ

واسْتَسْلِمْ .

بِالحَقِّ .. ولِلْحَقِّ

كَفَانِي – يَا - ..

وثَارَ الشِّعْرُ بُرْكَانًا

- عَلَى رَغْمِي -

تَطَايَرُ دُونَهُ الأَوْدَاجُ [16]

والأَحْشَاءُ مِنْ كَلْمِي [17]

_ وأَعْظَمُ ثَوْرَةٍ لِلرُّوحِ

مَا نَطَقَتْ بِلاَ فَمِّ _

ويَهْدِرُ صَوْتُهُ المَوْتُورُ

بَيْنَ العَظْمِ واللَّحْمِ:

كَفَاكَ الصَّمْتُ والنَّجْوَى،[18]

وأَفْصِحْ إِنَّهَا أُمِّي،

أَفْصِحْ إِنَّهَا أُمُّكْ ..

أَلَسْتَ تَرَى الَّذِي تَلْقَى

- حَدِيدَ العَيْنِ - مِنْ قَوْمِكْ ؟!

أَلَمْ تُصْمِمْكَ أَنَّاتٌ

لَهَا صَرَخَتْ،

تُثِيرُ الكَوْنَ زَلْزَلَةً،

تَوَدُّ تَفِيقُ مِنْ نَوْمِكْ ؟!

أَلَمْ تُذْهِلْكَ مَلْحَمَةٌ

تُثِيرُ النَّقْعَ، [19]

تَطْوِي الأَرْضَ،

تَنْزِفُ فِيكَ،

مِنْ كَلْمِكْ ؟!

إِذَا لَمْ تَفْهَمِ الأَلْبَابُ

مَا لابُدَّ أَنْ يُفْهَمْ؛

فَأَخْبِرْ: مَا الَّذِي تَفْهَمْ ؟!

إِذَا مَا جَالَتِ العَيْنَانِ

بَيْنَ صَبِيحَةِ الصُّبْحِ

ولَمْ تُبْصِرْ؛

فَأَخْبِرْنِي : مَتَى تُبْصِرْ ؟!

إِذَا مَا زَلْزَلَ الزِّلْزَالُ

قَلْبَ الأَرْضِ مِنْ تَحْتِكْ،

ولَمْ تَشْعُرْ؛

فَأَخْبِرْنِي: مَتَى تَشْعُرْ ؟!

إِذَا مَا كُنْتَ تَسْتَحْيِي

مَوَاتَ الصَّوْتِ

مِنْ صَمْتِكْ،

وتَخْتَلِقُ المَوَاقِفَ

تَسْتَثِيرُ الحِسَّ

مِنْ قَلْبِكْ؛

لِتُبْدِعَ لِلْوَرَى شِعْرَكْ؛

وتُغْضِي الطَّرْفَ [20]

إِذْ غَالَ [21] اللَّظَى أُمَّكْ؛

فَلا تَشْغَلْ بِنَا بَالاً

وأَكْمِلْ فِي الوَغَى نَوْمَكْ ..

ورُحْتُ أَصِيحُ

مِلْءَ الكَوْنِ مِنْ غَبْنِ: [22]

كَفَى - يَا شِعْرُ- مَا تُلْقِي

مِنَ الأَوْهَامِ والظَّنِّ ..

تُرَى مَاذَا يَقُولُ النَّاسُ

حِينَ حَدِيثِهِمْ عَنِّي ؟!

وقَدْ قُلْتَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ

لَمْ تُبْهِمْ ولَمْ تُكْنِ.

وأَنْتَ حِكَايَةُ الخَلَجَاتِ

والنَّبَضَاتِ فِي قَلْبِي

وأَنْتَ أَنَا،

وأَنْتَ لَدَيْهِمُ مِنِّي.

وكَانَ الحَقُّ والأَوْلَى

قُبَيْلَ الوَهْمِ والظَّنِّ ..

ومَا قَدْ كَانَ مِنْكَ،

ولَمْ يَكُنْ مِنِّي ..

وإِنْ يَوْمًا جَهِلْتَ هَوَاىَ

أَنْ تَحْنُو، وتَسْأَلَنِي

- حَبِيبَ القَلْبِ -

عَمَّا كَانَ مِنْ شَأْنِي؛

لِتُدْرِكَ أَنَّنِي لَمْ آلُ [23]

عَنْ مَحْبُوبَتِي شِعْرًا،

وأَنَّ الأَمْرَ ـ كُلَّ الأَمْرِ ـ

أَنِّي عِنْدَمَا أَرْقَى

وأَنْزِفُ مُهْجَتِي شِعْرًا،

أَقُولُ الشِّعْرَ لاَ لِلشِّعْرِ

بَلْ لِلَّهِ .. لِلْحَقِّ.

ولا أَسْتَوْرِدُ الأَفْكَارَ

مِنْ غَابَاتِهَا السَّوْدَاءِ

فِي غَرْبٍ وفِي شَرْقِ ..

ولَكِنْ أَفْتَلِي [24] الأَفْكَارَ

مِنْ أَيْكِ الهُدَى

فِي رَوْضَةِ السِّلْمِ،

وأَغْرِسُهَا بِطُهْرِ التُّرْبِ فِي عُمْقِ ..

وأَسْتَرْوِي غُيُوثَ الطُّهْرِ ..

أَسْتَرْوِي رُضَابَ [25] النَّهْرِ ..

أَسْتَرْوِي عَبِيرَ الزَّهْرِ ..

مِنْ دِينِي وأَسْتَسْقِي؛

فَتَسْمُقُ [26] رَوْضَةُ الأَفْكَارِ

فِي شِعْرِي،

وتَمْلأُ بَاحَةَ الأُفْقِ ..

وتَطْرَحُ مِنْ عَمِيقِ الفِكْرِ ..

تَطْرَحُ مِنْ حَنَايَا القَلْبِ

أَزْهَارًا،

تَضُوعُ تُعَطِّرُ الدُّنْيَا

بِعِطْرِ المَنْهَجِ الحَقِّ .

ومَا كُلُّ الأُنُوفِ تَشُمُّ

عِطْرَ المَنْهَجِ الحَقِّ .

فَقَدْ فَسَدَتْ عُطُورُ الجُلِّ [27]..

قَدْ زُكِمَتْ أُنُوفُ الجُلِّ ..

أَزْمَانًا

فَلَسْتُ أَظُنُّهَا سَتَشُمُّ

عِطْرَ المَنْهَجِ الحَقِّ.

فَإِنَّ قَوَاعِدَ الأَفْكَارِ

والأَشْعَارِ

بَيْنَ الجُلِّ لاَ تَرْقَى

لِنُورِ الحَقِّ والصِّدْقِ .

ولَكِنْ لِلْهَوَى والعَقْلِ

والأَشْكَالِ والذَّوْقِ ..؛

يُرِيدُ الجُلُّ حِينَ يَثُورُ

" ثَوْرَجَةً " مِنَ الشِّعْرِ،

تُطِيحُ بِهَامَةِ " المَخْلُوعِ "،

تَقْذِفُ بِالدَّمِ المَوَّارِ،

تَحْرِقُ كُلَّ مُخْضَرٍّ،

ولا تُبْقِي ..

يُرِيدُ الشِّعْرَ رَنَّانًا ..

وأَأْبَى غَيْرَ قَوْلِ الشِّعْرِ مُتَّئِدًا

عَمِيقًا دَافِقَ النَّبَضَاتِ،

يَحْضُنُ شَارِدَ الأَفْكَارِ،

يَلْمِسُ نَاعِسَ الخَفَقَاتِ،

يَسْرُبُ فِي شُقُوقِ الأَرْضِ

إِذْ يَسْقِي ..

يُرِيدُ الجُلُّ حِينَ يُسَرُّ

- بَيْنَ الثَّوْرَةِ الثَّوْرَاءِ -

- بَعْدَ الثَّوْرَةِ البَيْضَاءِ -

أُغْنِيَةً

وحَفْلاً رَاقِصَ الأَرْدَافِ

بَيْنَ الطَّبْلِ والصَّفْقِ ..

وَوَاأَسَفَى !!!

فَإِنِّي لاَ أُجِيدُ الزُّورَ

أَبْغَضُ مَائِعَ الكَلِمَاتِ،

أَبْغَضُ رَاقِصَ الأَلْحَانِ،

أَبْغَضُ رَنَّةَ التَّطْبِيلِ والدَّقِّ ..

يُرِيدُ الجُلُّ

أَنْ أَرْغِي [28] بِمَا يَهْوَى،

وأَأْبَى غَيْرَ قَوْلِ الشِّعْرِ

بِالحَقِّ، ولِلْحَقِّ .

فَكَيْفَ تُرَىَ أَقُولُ الشِّعْرَ

مِنْ مَنْظُومَةِ الرِّقِّ ؟!

وكَيْفَ تُرَىَ أَقُولُ الشِّعْرَ

مِنْ حَلْقِي ؟!

وأَكْتُمُ صَائِبَ الأَفْكَارِ

والخَلَجَاتِ والخَفْقِ ؟!

أَلَيْسَ الشِّعْرُ مِنْ حَقِّي ؟!

أَلَيْسَ القَوْلُ مِنْ حَقِّي ؟!

كَفَانِي - يَا أَتُونَ - الشِّعْرِ

مِنْ شِدْقَيْكَ إِعْصَارًا ..

وقَامُوسًا مِنَ الصَّرَخَاتِ

فَظَّ اللَّفْظِ هَدَّارًا ..

يُثِيرُ مَجَامِرَ الشَّحْنَاءِ

مِلْءَ الصَّدْرِ أَنْيَارًا ..

ويُطْلِقُ لَفْظَهَا البَارُودَ

مِلْءَ الْكَوْنِ، ثَرْثَارًا ..

أَهَمَّاسٌ عَلَى الأَعْدَاءِ ذُو رُحْمَى ؟!

وصَرَّاخٌ عَلَى الأَحْبَابِ

تُورِي اللَّفْظَ جَبَّارًا ؟!

أَلَمْ تَرَنِي ؟!

سَكَبْتُ شُعُورِيَ الرَّقْرَاقَ

فَوْقَ الأَرْضِ أَمْطَارًا ..

وفَجَّرْتُ الصُّخُورَ الصُّمَّ

أَلْحَانًا وأَشْعَارًا ..

وفِي وَهْمِ الخَيَالِ الرَّحْبِ

قُلْتُ الشِّعْرَ

أَبْيَاتًا وأَسْفَارًا ..

فَكَيْفَ يَغِيضُ نَبْعُ الشِّعْرِ

إِذْ تَشْتَاقُهُ أُمِّي ؟!

ومَنْ فِي الكَوْنِ مَثْلُ الأُمِّ ؟!

مِثْلُ حَبِيبَتِي؛ أُمِّي ؟!

ومَنْ .. مِثْلُ أُمِّي ؟!

شَمْسُ حَضَارَةٍ .. وَعَظَتْ

أَيَا أُمِّي،

رَأَيْتُكِ مُنْذُ فَجْرِ الكَوْنِ

شَمْسَ حَضَارَةٍ بَزَغَتْ،

تَبُثُّ الدِّفْءَ

مِلْءَ صَقِيعِهِ الشَّاكِي ..

تُفِيقُ سُبَاتَهُ الدَّاجِي ..

تُحِيلُ اللَّيْلَ أَنْوَارًا ..

وحُكَّامًا جَبَابِرَةً،

وشَعْبًا خَاضِعًا فَطِنًا،

رَأَى فِي الكَوْنِ مُتْحَفَهُ؛

فَعَاشَ يُهَدْهِدُ [29] الأَجْبَالَ، [30]

يَنْحِتُ صَخْرَ أَضْلُعِهَا

بَدَائِعَ مِنْ رَهِيفِ الفَنِّ

أَبْكَارًا.

رَوَائِعَ لَمْ تَزَلْ غُلْفًا،[31]

تُطِلُّ كَمَا عَذَارَى الزَّهْرِ

مِنْ أَكْمَامِهَا [32] خَفَرًا؛[33]

فَتَسْحَرُ أَعْيُنَ الرَّائِينَ

إِذْ تَبْدُو

وتَسْتَخْفِي؛

فَتَحْفَظُ فِي حَنَايَا الكَمِّ

أَخْبَارًا وأَسْرَارًا ..

كَأَنَّ صُخُورَهَا الصَّمَّاءَ

قَدْ فَقِهَتْ حَدِيثَ الحُبِّ

بَيْنَ بَنَانِ نَاحِتِهَا،

فَصَيَّرَهَا

لَفِيفًا مِنْ عَجِينِ الخُبْزِ والحَلْوَى

يُشَكِّلُهُ .. يُرَقِّشُهُ .. ويُودِعُهُ

_ عَلَى الأَيَّامِ _

مَكْنُونًا وأَسْرَارًا ..

فَيَحْسَبُ صَخْرَهُ مَنْ زَارَ

شَخْصًا نَابِضًا حَيًّا

يُحَادِثُهُ .. يُطَارِحُهُ

حَدِيثَ العِشْقِ والنَّجْوَى،

ويَسْبَحُ فِيهِ .. يَحْضُنُه ..

يَخَالُ الصَّخْرَ بَيْنَ يَدَيْهِ

أَحْبَابًا وسُمَّارًا !!

فَلا زَالَتْ بِكِ الآثَارُ مُعْجِزَةً

_ بِعَصْرِ العِلْمِ والأَفْذَاذِ مُعْجِزَةٌ _

تَطِيشُ لَهَا عُقُولُ القَوْمِ

مِنْ عَجَبٍ،

فَيَصْطَرِخُونَ [34] _ مِلْءَ الكَوْنِ _

إِجْلالاً وإِكْبَارًا ..

إِذَا هَامَتْ بِهَا الأَلْبَابُ

مِنْ كُلِّ الدُّنَا شَغَفًا؛

هَمَتْ [35] لِمَوَاكِبِ الأَلْبَابِ

تَذْكِرَةً وإِنْذَارًا.

تُذِلُّ بِهَا عُرُوشَ الكِبْرِ

خَاشِعَةً،

وتُعْلِمُهُمْ بِأَنَّهُمُ

عَلَى مَا بُلِّغُوا فِي العِلْمِ

لا يَعْدُونَ أَصْفَارًا.

وأَنَّ لِكُلِّ ذِي عِلْمٍ

عَلِيمًا فَوْقَهُ يَعْلُوهُ أَطْوَارًا ..

وفَوْقَ العَرْشِ رَبُّ الكَوْنِ

يَعْلَمُ  مَا

تَطِيشُ لَهُ عُقُولُ الخَلْقِ

أَبْرَارًا وفُجَّارًا.

وتُنْذِرُهُمْ

بِأَنَّ بَدَائِعَ الأَفْهَامِ ..

أَنَّ خَوَارِقَ الأَجْسَامِ ..

لا تُغْنِي مِنَ الجَبَّارِ

جَلَّ – جَلالُهُ – شَيْئًا،

إِذَا لَمْ تَرْضَهُ رَبًّا

يَسُوسُ الخَلْقَ

رَحْمَانًا وقَهَّارًا ..

وأَنَّ جُنُودَ رَبِّ العَرْشِ

مِلْءُ الكَوْنِ قَادِرَةً،

فَمَا إِنْ يَفْجُرُ الفِرْعَوْنُ

فِي سَفَهٍ ويَسْتَعْلِي؛

فَإِنَّ المَاءَ فِي شَوْقٍ

يَجُوبُ البَحْرَ مَوَّارًا ..

حُسْنٌ .. نَاعِسٌ القَسَمَاتِ

عَشِقْتُكِ مُنْذُ فَجْرِ العُمْرِ

حُسْنًا رَائِعَ القَسَمَاتِ،

عَذْبَ النَّفْسِ هَفْهَافًا، [36]

كَأَنَّ رُوَاءَكِ [37] الأَنْسَامُ

قَدْ عَانَقْنَ إِبْكَارًا ..

تَرَقْرَقُ بَيْنَكِ الأَمْوَاهُ،[38]

تَذْرُو الحُسْنَ هَائِمَةً

يَنَابِيعًا وأَنْهَارًا ..

تَزِيدُ جَبِينَكِ الوَضَّاءَ

مِنْ سَكْرَى وَضَاءَتِهَا،

وتَرْوِي فِيهِ

- مِنْ رَقْرَاقِ بَلْسَمِهَا،

ومَاءِ الحُبِّ -

نَوَّارًا ..

وتَنْثُرُ ـ مِنْ بَنَاتِ الحُسْنِ ـ

بَيْنَ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ

فِي خَدَّيْكِ أَزْهَارًا ..

لَهَا تَسَّاقَطُ الخَفَقَاتُ،

تَهْمِي مِنْ طَهُورِ المُزْنِ، [39]

تَشْكُو حُرْقَةَ الأَشْوَاقِ

حَبَّاتٍ وأَمْطَارًا ..

تُقَبِّلُ هَفْهَفَاتِ الوَرْدِ،

تَلْثُمُ [40] نَاعِسَ الأَزْهَارِ،

تَطْبَعُ فَوْقَهَا القُبُلاتِ

عِنْدَ الفَجْرِ أَنْوَارًا ..

فَتَنْثُرُ قَانِتَاتُ الزَّهْرِ

عِنْدَ الصُّبْحِ بَاسِمَةً

عَلَى الأَكْوَانِ أَعْطَارًا ..

لِتُوقِظَ مِنْ قِيَانِ الطُّهْرِ

بَيْنَ الدَّوْحِ أَطْيَارًا ..

تَخِذْنَ مِنَ اهْتِزَازِ الغُصْنِ

مَا بَيْنَ الحَفِيفِ [41] العَذْبِ

بَيْنَ خَرِيرِ جَدْوَلِهِنَّ

أَلْحَانًا وأَوْتَارًا

تُرَتِّلُ بَيْنَهَا السُّبُحَاتِ، [42]

تَسْبِي العَقْلَ مِنْ هَزَجٍ، [43]

وتَشْفِي الرُّوحَ مِنْ ذِكْرٍ

طَهُورَ اللَّحْنِ يُشْجِينَا

عَشِيَّاتٍ [44] وإِبْكَارًا ..

يُهَدْهِدُ مِنْ شُجُونِ الرُّوحِ،

يَشْحَذُ [45] هَمَّهَا المَوْهُونَ،

يَحْمِلُهَا لِدَرْبِ اللهِ،

تَحْيَا بَيْنَ جَنَّتِهِ

ثَوَانِىَ عُمْرِهَا العَدَّاءِ

بِالسُّبُحَاتِ أَعْمَارًا ..

عَشِقْتُكِ فِي صَبَاحِ الكَوْنِ

شَمْسًا تُدْفِىءُ الدُّنْيَا،

وتُوقِظُ حِينَمَا تَنْسَابُ

نَوَّامًا وخَوَّارًا ..

وتَنْثُرُ فَوْقَ وَجْهِ النَّهْرِ

مِنْ وَضَّاءِ عَسْجَدِهَا [46]

- بِطُولِ النَّهْرِ - دِينَارًا ..

يُغَازِلُ سِحْرُهُ الآتِينَ

فَرَّارًا وكَرَّارًا ..

عَشِقْتُكِ فِي ظَلامِ اللَّيْلِ

أَقْمَارًا وأَبْدَارًا؛

يُؤَانِسُ نُورُهَا الوَحْشَانَ،

تَشْحَذُ هِمَّةَ الرُّهْبَانِ،

تَأْوِي فِي حَنَايَا القَلْبِ،

أَحْبَابًا وسُمَّارًا ..

عَشِقْتُكِ - مُنْذُ فَجْرِ العُمْرِ -

حُسْنًا فَجَّرَ الكَلِمَاتِ

أَلْحَانًا وأَشْعَارًا ..

أَطُوفُ بِهَا لَدَى الطُّرُقَاتِ

أَسْبَحُ فِي قُلُوبِ النَّاسِ

سَمَّارًا وعَطَّارًا ..

وتَنْهَمِرِينَ أَمْطَارًا ..

أُحِبُّكِ مُنْذُ بَذْرِ الكَوْنِ

بَيْنَ البِيدِ أَزْهَارًا

تُغَازِلُهَا صَبُوحُ الشَّمْسِ،

تَسْرُبُ فِي حَنَايَاهَا،

وتُودِعُ بَيْنَ جَنْبَيْهَا

مِنَ البَرَكَاتِ أَسْرَارًا ..

ويَلْثِمُهَا النَّسِيمُ العَذْبُ؛

يُنْعِشُ غُصْنَهَا الأُمْلُودَ،[47]

يُرْضِعُهَا مِنَ الآمَالِ

أَغْصَانًا وأَشْجَارًا ..

وتُرْضِعُهَا وَلُودُ الأَرْضِ،

يُرْضِعُهَا دَفُوقُ النَّهْرِ

- حَتَّى حِينَ عُسْرَتِهِ -

فُنُونَ الجُودِ إِيثَارًا ..

أُحِبُّكِ حِينَمَا يَحْبُوكِ [48]

طُهْرُ الغَيْثِ مَا يَبْقَى،

إِذَا مَا غَازَلَ الصَّحَرَاءَ

والرَّوْضَاتِ أَمْطَارًا؛

لِتَأْتَلِقَ [49] الزُّهُورُ الغُلْفُ

مِلْءَ غُصُونِكِ السَّحَّاءِ [50]

حَبَّاتٍ وأَثْمَارًا ..

تَصُبُّ الطُّهْرَ والخَيْرَاتِ

صَبَّ الغَيْثِ مِدْرَارًا ..

تُسَافِرُ فِي بِقَاعِ الكَوْنِ،

تَمْخَرُ [51] بَيْنَ أَرْبُعِهِ،

فَلَيْسَ تَفُوتُ بِالخَيْرَاتِ

أَكْوَاخًا ولا دَارًا ..

أُحِبُّكِ

_ مُذْ رَأَيْتُ النُّورَ _ وَالِدَتِي

وحَاضِنَتِي .. ومُرْضِعَتِي ..

وطَاعِمَتِي .. وسَاقِيَتِي ..

وجَنَّةَ قَلْبِىَ الخَفَّاقِ والنَّارَا ..

وأَبْكِي فِيكِ _ وَالِدَتِي _

حَنُونًا تُرْضِعُ الأوْلادَ

رُوحَ الرُّوحِ بَاسِمَةً،

وهُمْ يَسْتَنْزِفُونَ القَلْبَ

والأَرْكَانَ كُفَّارًا.

وأبْكِي فِيكِ أَرْمَلَةً،

وَهَبْتِ العُمْرَ رَاضِيَةً،

وحِينَ الخَطْبِ مَا أَلْفَيْتِ

أَهْلاً ثَمَّ أَوْ جَارًا ..

وأَبْكِي فِيكِ مَنْهَبَةً،

تَنَاهَبُهَا

كِلاَبُ الأَرْضِ مُذْ كَانَتْ

ولَمْ تَزَلِي كَمَا أَنْتِ ..

عَلَى السُّرَّاقِ [52] تَسْتَعْلِينَ خَاشِعَةً،

وتَنْهَمِرِينَ أَمْطَارًا ..

عَهِدْتُكِ مُنْذُ بَذْرِ الكَوْنِ

بَيْنَ البِيدِ أَزْهَارًا ..

فَهَلْ تَرْضَيْنَنِي أُمِّي

لِبَذْرِ الخَيْرِ مِلْءَ الكَوْنِ

بَيْنَ يَدَيْكِ أَطْيَارًا ؟!

بِعِلْمِ الكَوْنِ عَالِمَةٌ

عَلِمْتُكِ

- مُنْذُ فَجْرِ الكَوْنِ – عَالِمَةً،

عَشِقْتِ طَلاَسِمَ الدُّنْيَا

وَرُمْتِ - لَدَى خَفِىِّ الكَوْنِ -

مَا فِي جَوْفِهِ غَارَا ..

فَعِشْتِ تُرَاوِدِينَ الأَرْضَ،

تَنْسَابِينَ فِي دَمِهَا،

وتَنْسَرِبِينَ .. تَنْسَرِبِينَ ..

بَيْنَ صُخُورِهَا الرَّمْضَاءِ [53]

يَنْبُوعًا وأَمْطَارًا ..

وحِينَ يَعِزُّ صَلْدُ الصَّخْرِ

تَصْطَبِرِينَ مُرَّ الصَّبْرِ

نَاقِبَةً وحَفَّارًا.

فَإِنْ غَالَتْ نُيُوبُ الصَّخْرِ

مِعْوَلَ حَفْرِنَا يَوْمًا

فَلَوْتِ [54] مَكَانَهُ الأَبْدَانَ

أَنْيَابًا وأَظْفَارًا ..

وعِشْتِ تُطَايِرِينَ الجَوَّ،

تَنْتَشِرِينَ فِي الذَّرَّاتِ

نَاظِرَةً وأَطْيَارًا ..

وعِشْتِ تُسَابِحِينَ البَحْرَ،

تَمْتَزِجِينَ بِالأَمْوَاهِ،

تَقْتَحِمِينَ لُجَّ القَاعِ

غَوَّاصًا وبَحَّارًا ..

عَشِقْتُكِ تَمْخَرِينَ الكَوْنَ

- كُلَّ الكَوْنِ -  بَاحِثَةً،

وتَأْتَلقِينَ عِنْدَ الفَجْرِ

أَخْبَارًا وأَسْرَارًا ..

وأَبْكِي فِيكِ - يَا أُمَّاهُ - أَفْذَاذًا

- بِعِلْمِ الكَوْنِ والدُّنْيَا -

يَطَالُونَ السَّمَا عِلْمًا،

ويَنْهَمِرُونَ أَفْكَارًا ..

وقَدْ مَاتَتْ بَنَاتُ الفِكْرِ

فِي أَلْبَابِهِمْ كَمَدًا،

هُنَا فِي رِبْقَةِ الأَغْلاَلِ

فِي زَنْزَانَةِ السَّجَّانِ ..

والجَهْلَ الَّذِي جَارَا،

فَفَرُّوا يَطْلُبُونَ الأَمْنَ

فَرُّوا يَصْقُلُونَ العِلْمَ ..

فِي أَحْضَانِ شَانِئِهِمْ، [55]

ويَنْصَهِرُونَ فِي دُنْيَاهُ

إِبْدَاعًا وإِصْرَارًا .

فَيَغْرِسُهُمْ بِقَلْبِ رُبَاهُ

نَبْتًا يَافِعًا نَضِرًا

ويَحْصُدُهُمْ - عَلَى الأَيَّامِ -

أَفْكَارًا وأَثْمَارًا ..

وهُمْ مَا بَيْنَ مَجْدِ العِلْمِ

فِي قَلْبِ النَّعِيمِ الثَّرِّ، [56]

مَا فَتِئَتْ مَشَاعِرُهُمْ

تَهِيمُ بِرِفْعَةِ الأَوْطَانِ

تَبْغِي حِضْنَهَا دَارًا .

فَيَنْهَمِرُونَ لِلأَوْطَانِ

مِثْلَ الغَيْثِ - يَنْهَمِرُونَ -

فِكْرًا دَافِقَ النَّبَضَاتِ

إِبْدَاعًا وإِعْمَارًا ..

فَيُجْتَنَبُونَ .. يُمْتَهَنُونَ

فِي صَلَفٍ [57]

ويَرْتَحِلُونَ .. يَرْتَحِلُونَ

لِلأَغْيَارِ [58] أَقْمَارًا .

بِدِينِ اللهِ عَالِمَةٌ

أُحِبُّكِ مِنْ حَنَايَا القَلْبِ عَالِمَةً

رَضَعْتِ الدِّينَ؛ دِينَ السِّلْمِ

تَلْقِينًا وأَخْبَارًا

فَفَاحَ بِكُلِّ شِبْرٍ فِيكِ ..

مَازَجَ كُلَّ شَىْءٍ فِيكِ ..

قُرْآنًا وآثَارًا .

ومَازَجَ فِي رُبُوعِ نَدَاكِ

آسَادًا وأَحْبَارًا

فَأَنْشَأَهُمْ عَلَى عَيْنَيْهِ

جُنْدَ اللهِ أَبْرَارًا.

فَسَاحُوا فِي رُبُوعِ الأَرْضِ،

سَاحُوا يَنْشُرُونَ الحَقَّ،

يَأْتَلِقُونَ .. يَأْتَلِقُونَ

فِي ظُلُمَاتِ لَيْلِ التِّيهِ

أَبْدَارًا.

وأَبْكِي فِيكِ أَهْلَ اللهِ

جُنْدَ الحَقِّ أَطْهَارًا .

يَجُوبُونَ الفَضَاءَ الرَّحْبَ

أَنْوَارًا وأَنْيَارًا ..

وإِنْ يَأْتُوكِ تَنْفِيهِمْ،

وتَسْبِيهِمْ،

فَقَدْ صَارُوا

بِفِقْهِ حَضَارَةِ " التَّمْدِينِ "

و" التَّنْوِيرِ" كُفَّارًا.

أُحِبُّكِ فِي رِيَاضِ القَلْبِ عَالِمَةً

بِلُغْزِ الكَوْنِ عَالِمَةٌ ..

بِكُنْهِ الدِّينِ عَالِمَةٌ ..

إِذَا مَا كَلَّتِ الأَجْسَادُ؛

أَلْفَتْ فِيكِ رَاحَتَهَا ..

وإِنْ ضَلَّتْ بَنَاتُ الرُّوحِ؛

أَلْفَتْ فِيكِ بُغْيَتَهَا ..

وطِرْتِ بِهِنَّ لِلجَنَّاتِ

رُبَّانًا وأَطْيَارًا ..

أُحِبُّكِ مِنْ حَنَايَا القَلْبِ عَالِمَةً،

فَهَلْ تَرْضَيْنَنِي - أُمَّاهُ -

بَيْنَ يَدَيْكِ سَطَّارًا ؟!

شَعْبًا .. لاَ كَكُلِّ النَّاسِ

عَشِقْتُكِ

_ مُنْذُ كَانَ النَّاسُ _

شَعْبًا لا كَكُلِّ النَّاسِ،

يَخْفُقُ بَيْنَ أَضْلُعِهِ

فُؤَادٌ أَبْيَضٌ كَالصّبحِ،

مَا خَطَّتْ بِهِ الشَّحْنَاءُ

أَحْقَادًا ولا ثَارًا ..

نَسِىَّ العَيْبِ، ثَرَّ الصَّفْحِ

لَوْ آذَيْتِهِ دَهْرًا،

وجِئْتِ بِصَادِقِ الكَلِمَاتِ،

تَسْتَرْضِينَ غَضْبَتَهُ؛

وَجَدْتِ فُؤَادَهُ الهَفْهَافَ،

قَبْلَ العُذْرِ غَفَّارًا ..

رَضِىَّ القَلْبِ،

يَبْغِي السَّتْرَ؛

يَسْتُرُ فِيهِ خَلَّتَهُ، [59]

وإِنْ ضَاقَتْ بِهِ الأَيَّامُ؛

صَاغَ الحَمْدَ أَشْعَارًا ..

عَظِيمَ النَّفْسِ لا يَعْرُوهُ

كِبْرُ الرُّوحِ ثَانِيَةً،

ولَوْ كَانَتْ لَهُ الدُّنْيَا؛

فَمَا سَتَزِيدُهُ إِلاَّ

تَوَاضُعَ خَافِقٍ رَهِفٍ،

يُسِيلُ الرُّوحَ أَنْهَارًا ..

عَشِقْتُ شَهَامَةَ الأَعْرَابِ

بَيْنَ يَدَيْكِ دَافِقَةً،

وأَوْلادَ البِلادِ الصِّيدِ [60]

حِينَ الخَطْبِ ثُوَّارًا ..

وقَدْ حَمَلُوا رِقَابَ العِزِّ

فَوْقَ أَكُفِّهِمْ رَغَبًا،

ورَاحُوا يَخْطُبُونَ المَوْتَ

يَقْتَتِلُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ؛

كَىْ يَرْضَى ويَخْتَارَا.

لَيْثًا .. مِنْ لُيُوثِ اللهِ

عَشِقْتُكِ

_ مُنْذُ كَانَ الغَابُ _

لَيْثًا مِنْ لُيُوثِ اللهِ

يَغْشَى الغَابَ قَهَّارًا ..

إِذَا مَا سَامَهُ [61] الأَعْدَاءُ

مِنْ أَنْيَارِهِمْ حِمَمًا؛

تَنَاوَلَهَا عَلَى عَجَلٍ،

ودَاعَبَ مِنْ ذَوَائِبِهَا [62]

كَأَنَّ النَّارَ قَدْ صَارَتْ

لَدَى كَفَّيْهِ

أَمْوَاهًا وأَزْهَارًا ..

يَنَامُ وأَبْصَرُ العَيْنَيْنِ

طُولَ اللَّيْلِ سَاهِرَةً

تَقُومُ عَلَى حُدُودِ السِّلْمِ

حُرَّاسًا وأَسْوَارًا .

فَلَمْ تَعْلَمْ رُءُوسُ الحَرْبِ

مِثْلَ رُءُوسِنَا رُؤْسًا، [63]

ولَمْ تَتَمَنَّ يَوْمَ الرَّوْعِ

غَيْرَ الجُنْدِ أَنْصَارًا.

وإِنْ مَا كُنْتُ فِي قِدَمٍ

عَشِقْتُ أُسُودَكِ الآسَادَ

بَيْنَ النَّارِ أَنْيَارًا؛

فَإِنِّي الآنَ .. إِنِّي الآنَ ..

بَعْدَ هُدُوءِ مَا قَدْ كَانَ،

بَعْدَ تَطَامُنِ البُرْكَانِ،

إِنِّي أَلْفُ أَعْشَقُهُمْ ..

أَسَاتِذَةً وأَبْرَارًا ..

أَقَامُوا مِنْ نَفِيسِ نُفُوسِهِمْ

سَدًّا وأَسْتَارًا .

تَمَخَّضَتِ الفَتَاةُ البِكْرُ

بَيْنَ يَدَيْهِ جَبَّارًا .

ورَاحُوا يَحْرُسُونَ الشِّبْلَ

حَتَّى اشْتَدَّ سَاعِدُهُ،

ورَاحَ يَدُبُّ فَوْقَ الأَرْضِ

مِشْوَارًا  ومِشْوَارًا

وبَيْنَ القَلْبِ والعَقْلِ،

وبَيْنَ حَصَافَةِ [64] الحُكَمَاءِ

واسْتِنْفَارَةِ الحُبِّ،

أَقَالُوا فَاجِرَ الذُّؤْبَانِ

يَشْكُو الخِزْىَ والعَارَا .

ولَمْ تَذْبَحْ عِصَابَتُهُ

لَنَا شَعْبًا !

ولَمْ تَحْطِمْ لَنَا دَارًا !

فَلَمْ يَسْتَأْثِرُوا [65] لَحْظًا

بِمَا حَفِظُوا !

ومَا تَاهُوا بِمَا عَمِلُوا !

ومَا وَرِثُوا ! .. ومَا اغْتَصَبُوا !

ولَكِنْ عَلَّمُوا الدُّنْيَا،

وخَطُّوا فِي جَبِينِ الدَّهْرِ

إِيثَارًا وآثَارًا ..

لِذَلِكَ عِشْتُ أَعْشَقُهُمْ؛

وإِنِّي الآنَ قَدْ أَصْبَحْتُ

حَقًّا أَلْفَ أَعْشَقُهُمْ ..

وأَحْيَا العُمْرَ أَعْشَقُهُمْ ..

وأُومِي [66] بِالسَّلامِ الحُرِّ

إِجْلالاً وإِكْبَارًا ..

أُحِبُّكِ ..

إِذَا مَا كُنْتُ - يَا أُمَّاهُ -

قَبْلَ العُمْرِ أَهْوَاكِ ..

وأَهْوَى حِينمَا أَهْوَاكِ

ذَاكَ الضَّاحِكَ البَاكِي

- بَنِي أُمِّي -؛

فَإِنِّي الآنَ

إِذْ أَهْوَاهُ - يَا أُمِّي -

بِكُلِّ الخَفْقِ والنَّبَضَاتِ

مِلْءَ القَلْبِ .. أَهْوَاهُ

بِكُلِّ دَقَائِقِ الأَفْكَارِ

مِلْءَ العَقْلِ .. أَهْوَاهُ

طَهُورَ القَلْبِ صَبَّارًا ..

وحُبُّ النَّبْضِ والأَفْكَارِ

_ حِينَ يَكُونُ لِلرَّحْمَنِ _

حُبٌّ لَمْ يَزَلْ يَسْمُو،

ويَسْمُقُ حِينَمَا تَهْوِي

وَضِيعُ وَشَائِجِ [67] الدُّنْيَا،

يُحَلِّقُ فَوْقَ وَحْلِ الأَرْضِ،

فَوْقَ الكَوْنِ أَطْيَارًا ..

لَقَدْ زَعَمُوكِ - يَا أُمَّاهُ -

قَدْ مُتِّ،

وقَالُوا: إِنَّ طُولَ الظُّلْمِ

قَدْ أَفْضَى إِلَى الصَّمْتِ ..

وأَنَّ الصَّمْتَ

سَوْفَ يَؤُولُ لِلْمَوْتِ.

فَقَدْ عِشْنَا

سِنِينَ " حَيَاتِنَا " بُكْمًا،

نَخَافُ الهَمْسَ؛

فَالهَمَسَاتُ قَدْ تَرْقَى إِلَى الصَّوْتِ ..

نَخَافُ الفِكْرَ؛

فَالأَفْكَارُ قَدْ تُفْضِي إِلَى الصًّوْتِ ..

وعِشْنَا العُمْرَ أَمْوَاتًا؛

نَتُوقُ لِرَاحَةِ المَوْتِ.

وأَقْسَى المَوْتِ حِينَ تُمِيتُ

قَبْلَ المَوْتِ أَحْرَارًا.

لَقَدْ زَعَمُوا؛

ولَمَّا يَعْرِفُوا أَنَّا ..

وأَنَّ جُذُورَنَا فِي الأَرْضِ

مَا زَالَتْ بِعُمْقِ الأَرْضِ

مَازَالَتْ .. ومَا زِلْنَا ..

تَتُوقُ إِلَى غُيُوثِ الطُّهْرِ،

تَرْوِي الأَرْضَ؛ تَبْعَثُهَا

- بِعَرْضِ الأَرْضِ - أَشْجَارًا ..

وأَنَّ حَفِيظَةَ البُرْكَانِ

فِي يَوْمٍ سَتَدْهَمُهُمْ،

وتَنْشُرُ مُنْتِنَ السَّوْءَاتِ والعَارَا ..

وقَدْ قَالُوا .. فَمَا قُلْنَا ..

فَزَادُوا : إِنَّنَا خُنَّا ..

ورَاحُوا فِي جَحِيمِ السِّجْنِ

يَفْتَنُّونَ [68] فِي التَّعْذِيبِ

حَتَّى أَذْهَلُوا الجِنَّا ..

فَهَبَّ الفِتْيَةُ الأَشْبَالُ

فَوْقَ الظُّلْمِ ثُوَّارًا ..

يَهِدُّونَ القِلاعَ السُّودَ

والبَغْىَ الَّذِي جَارَا ..

ويَقْتَلِعُونَ أصْلَ السُّوءِ

والرِّجْسَ الَّذِي بِالزُّورِ

أَذْهَبَ جِذْرَهُ فِي الأَرْضِ

بَيْنَ الحُشِّ [69] غَدَّارًا ..

ويَنْبَلِجُونَ [70] لِلدُّنْيَا

صَبَاحًا أَزْهَرَ [71] القَسَمَاتِ،

حَازَ الطُّهْرَ أَسْرَارًا ..

لِذَلِكَ صِرْتُ أَعْشَقُهُمْ،

وأُرْدِفُ: أَلْفَ أَعْشَقُهُمْ ..

كَعِطْرِ الفَجْرِ أَطْهَارًا .

" أُحِبُّكِ مِثْلَمَا أَنْتِ "

مُؤَصَّلَةً ومَاجِدَةً ..

وعَالِمَةً وقَادِرَةً ..

وفَاتِنَةً ورَاهِبَةً ..

وطَيِّبَةً ودَيِّنَةً ..

وأَبْذُلُ فِي هَوَاكِ العُمْرَ

- لِلرَّحْمَنِ - أَشْعَارًا ..

" أُحِبُّكِ كَيْفَمَا كُنْتِ "،

وإِنْ شَابَتْكِ شَائِبَةٌ؛

فَمَنْ غَيْرُ الإِلَهِ الحَقِّ

قَدْ حَازَ الجَلاَلَ [72] الفَرْدَ

أَسْرَارًا وأَغْوَارًا ..

ومَا زِلْنَا

- ونَحْنُ بِوَهْدَةِ [73] التَّقْصِيرِ-

نَرْنُو[74] لِلسَّنَا العَالِي،

ونَرْقَى فِي الطَّرِيقِ إِلَيْهِ

فَوْقَ السُّورِ أَسْوَارًا،

أُحِبُّكِ قَدْرَ رَوْعَتِكِ ..

ولَسْتُ أُطِيقُ فُرْقَتَكِ ..

وكَيْفَ يُطِيقُ قَلْبُ الحُرِّ

هَجْرَ الأُمِّ مُخْتَارًا ؟!

" أُحِبُّكِ مِثْلَمَا أَنْتِ " ..

" أُحِبُّكِ كَيْفَمَا كُنْتِ " ..

وأحْيَا العُمْرَ

عَنْ آلائِكِ البَيْضَاءِ

رَاوِيَةً وسَمَّارًا ..

أَلاَ يَا أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ

لَيْسَ مِنْ وَلَدِي

أَيَا أُمِّي،

" أُحِبُّكِ مِثْلَمَا أنْتِ "

" أُحِبُّكِ كَيْفَمَا كُنْتِ "

وأَبْذُلُ فِي هَوَاكِ العُمْرَ

قُرْبَانًا لِبَارِينَا.

وأَبْكِيكِ ..

بِدَمْعِ العَيْنِ أَبْكِيكِ ..

بِنَزْفِ القَلْبِ أَبْكِيكِ ..

وأَحْيَا العُمْرَ أَبْكِيكِ ..

رَءُومًا [75] سَامَهَا الفِرْعَوْنُ

مِنْ أَوْلاَدِهَا القَهْرَا،

وجَرَّعَهَا صُنُوفَ الذُّلِّ

والبَلْوَى أَفَانِينَا ..

فَصَاحَتْ بِي:

أَلاَ مَهْلاً

رُوَيْدَكَ - يَا حَبِيبَ العُمْرِ،

يَا أُغْرُودَةَ القَلْبِ -

أَقُلْتَ: يَسُومُهَا الفِرْعَوْنُ

مِنْ أَوْلاَدِهَا القَهْرَا ؟!

فَكَيْفَ ظَنَنْتَ يَا حَنَّانُ

لَحْظًا أَنَّهُ وَلَدِي ؟!

وكَيْفَ جَعَلْتَ ذَاكَ الظَّالِمَ

الغَدَّارَ مِنْ وَلَدِي ؟!

وكَيْفَ عَدَدْتَ ذَاكَ الكَاذِبَ

الأَفَّاكَ [76] مِنْ وَلَدِي ؟!

وكَيْفَ ظَنَنْتَ مَنْ وَالَىَ، [77]

ومَنْ قَدْ خَادَنَ [78] الأَعْدَاءَ

مِنْ وَلَدِي ؟!

فَمَا رَاعَيْتَ أَعْرَافًا

ولا دِينًا ..

أَتَحْسَبُ كُلَّ مَا قَدْ جَنَّتِ [79]

الأَحْشَاءُ مِنْ وَلَدِي ؟!

أَتَحْسَبُ كُلَّ مَا قَدْ أَلْقَتِ

الأَحْشَاءُ مِنْ وَلَدِي ؟!

إِذًا لاَ كَانَتِ الأَحْشَاءُ،

بَلْ لاَ كَانَتِ الأَرْحَامُ،

بَلْ لاَ كُنْتُ

إِذْ يَنْسَلُّ [80] مِنْ رَحِمِي

شَقِيٌّ يَشْنَأُ الدِّينَا،

إِذَا مَا صَارَ ذَاكَ الرِّجْسُ

مِنْ وَلَدِي !

إِذَا مَا صَارَ مَنْ لَمْ  يَخْشَ

رَبَّ العَرْشِ مِنْ وَلَدِي

وفَاضَ لَهُ فُؤَادُ الصِّدْقِ

تَحْنَانًا وتَأْبِينًا !

أَلاَ فَاعْلَمْ - يَقِينَ العِلْمِ -

أَنَّ أُمُومَتِي - كَانَتْ -

لأَهْلِ اللهِ مُذْ كَانَتْ،

لأَهْلِ الوَاحِدِ الأَحَدِ

ومَا كَانَتْ لأَهْلِ سِوَاهُ،

مِنْ أَرْضٍ ومِنْ جَسَدِ ..

ولَوْ دَانَتْ لَهُ الأَمْلاَكُ

طَوْعًا أَوْ أَذَلِّينَا.

فَلَسْتُ أَرَى الَّذِي

قَدْ دَانَ

غَيْرَ سَبِيلِ رَبِّ الكَوْنِ

مِنْ وَلَدِي،

ولَوْ حَمَلَتْهُ أَرْحَامِي،

ولَوْ أَرْضَعْتُهُ عُمْرِي،

وعَاشَ العُمْرَ

بَيْنَ رِيَاضِيَ الزَّهْرَاءِ

لِلأَبَدِ ..

أَنَا وَلَدِي الَّذِي يَرْضَى

إِلَهَ العَرْشِ - جَلَّ جَلاَلُهُ - رَبًّا،

ويَرْضَى شِرْعَةَ الإِسْلاَمِ

مِلْءَ فُؤَادِهِ دِينًا ..

ولَوْ لَمْ يَحْوِهِ رَحِمِي،

ولَوْ لَمْ يَرْضَعِ الأَنْوَارَ مِنْ نَهْرِي،

ولَوْ سَكَنَ الفَضَاءَ الرَّحْبَ

والقُوقَازَ والصِّينَا ..

فَإِنَّ أَصَالَةَ الأَنْسَالِ [81]

فِي الإِسْلاَمِ

تَسْمُقُ مِنْ عُرَى الإِسْلاَمِ

لاَ مِنْ وَهْدَةِ الأَرْضِينَ والجَسَدِ.

لِوَجْهِ اللهِ - جَلَّ اللهُ -

لاَ لِلأَرْضِ والجَسَدِ.

كَذَلِكَ أَخْبَرَتْنَا هُودُ

إِذْ ضَاءَتْ [82] بِأَمْرِ اللهِ

نُوحًا والنَّبِيِّينَا.

فَأَقْصِرْ، لا تُبَكِّتْنِي [83]

بِأَنَّ الظَّالِمَ الفِرْعَوْنَ

هَذَا كَانَ مِنْ جَسَدِي؛

فَسَالَتْ دَمْعَتِي الحَرَّى [84]

حِكَايَةَ نَبْضَةٍ غَيْرَى،

تَزُفُّ الحِكْمَةَ الغَرَّاءَ

بَيْنَ رَهِيفِ بَلْسَمِهَا،

وتَرْنُو فِي سَمَاءِ العَطْفِ،

تَرْنُو فِي ذُرَا التَّحْنَانِ

آفَاقًا فَتُحْيِينَا:

رُوَيْدَكِ، يَا غُيُوثَ القَلْبِ ..

يَا يَنْبُوعَهُ الرَّقْرَاقَ ..

يَا نَهْرَ الحَنَانِ الثَّرِّ ..

يَا أَحْنَى مَغَانِينَا [85]..

زَمَانًا قَدْ رَشَفْنَا [86] النَّهْرَ

بَيْنَ يَدَيْكِ - يَا أُمَّاهُ -

مَغْنَاطِيسَ أَفْئِدَةٍ،

فَمَهْمَا زَاغَتِ الأَبْصَارُ ..

مَهْمَا هَاجَرَ الفُرَّارُ ..

مَهْمَا فَرْعَنَ [87] الفِرْعَوْنُ

فِي صَلَفٍ

فَفِي يَوْمٍ سَيَأْتِينَا ..

ويَقْرَعُ قَلْبَنَا الغَضْبَانَ

فِي نَدَمٍ ويَرْجُونَا؛

فَإِمَّا شِئْتِ،

أَوْ عَظُمَتْ بِكِ البَلْوَى

فَلَمْ تَشَئِي،

فَإِنَّ الظَّالِمَ الفِرْعَوْنَ مِنْ وَلَدِكْ ..

جَنِينًا جَنَّهُ رَحِمُكْ ..

رَضِيعًا ضَمَّهُ صَدْرُكْ ..

وطِفْلاً قَدْ رَوَاهُ الغَيْثُ

- مَاءَ الطُّهْرِ - مِنْ نَهْرِكْ ..

وعَاشَ العُمْرَ  - كُلَّ العُمْرِ -

يَرْتَعُ فِي نَدَى عُمْرِكْ ..

فَحُقَّ لَهُ الَّذِي تُولِينَهُ

لِلنَّاسِ مِنْ نُصْحِكْ ..

فَمَا قَدْ رَامَنَا الإِسْلاَمُ

يَأْسًا أَوْ قَنُوطِينَا ..

فَلاَ تَبْكِي

إِذَا مَا لَجَّ [88] فِي طُغْيَانِهِ

المَحْمُومِ واسْتَعْلَى،

وأَصْلِيهِ الَّذِي مَا ذَاقَ

يَوْمًا مِنْ لَظَى سَوْطِكْ ..

لَدَى هَوْلِ اللَّيَالِى السُّودِ،

- مِعْشَارِ اللَّيَالِى السُّودِ -

والوَيْلِ الَّذِي أَصْلاَهُ

أَهْلَ اللهِ فِي سِجْنِكْ ..

عَسَى يَهُتَزُّ مِنْ هَمَسَاتِ

نَبْضِ النُّصْحِ مِنْ قَلْبِكْ ..

عَسَى يَرْتَاعُ [89] مِنْ زَفَرَاتِ

تِلْكَ النَّارِ فِي هَوْلِكْ ..

عَسَى يَأْوِي إِلَى التَّوَّابِ

فِي نَدَمٍ ويُرْضِينَا.

أَنَا - واللهِ يَا أُمَّاهُ -

لَسْتُ أُطِيقُ

سِيرَتَهُ ودَعْوَاهُ،

ولَسْتُ أُطِيقُ حِينَ يُطِلُّ

صُورَتَهُ ورُؤْيَاهُ،

ولَسْتُ أُطِيقُ ذَاكَ الكِبْرَ

يَزْأَرُ فِي مُحَيَّاهُ،

ولَكِنِّي رَأَيْتُ اللهَ

أَمْهَلَ حِبَّهُ نُوحًا،

يُنَاجِي قَلْبَ مَنْ يَعْصِي !!،

يُنَادِي أُذْنَ مَنْ يَعْصِي !!،

لآخِرِ لَحْظَةٍ يَرْجُوهُ ..

يَدْعُوهُ .. يُنَاجِيهِ ..

ويَدْعُو اللهَ: رَبَّاهُ

ويَبْذُلُ وُسْعَهُ زَجْرًا،

ويَبْذِلُ وُسْعَهُ لِينًا ..

ومَنْ يَدْرِي ؟!

أَمَا ثَابَ [90] العُصَاةُ الصِّيدُ

مِنْ دَوَّامَةِ الكُفْرِ ؟!

غَدَاةَ صَغَتْ قُلُوبُهُمُ

لِمَنْ دَلُّوا إِلَى الخَيْرِ،

وصَارُوا لِلْهُدَى والنُّورِ

أَعْلاَمًا دَلِيلِينَا.

وحُقَّ لَهُ الَّذِي تُولِينَهُ

لِلنَّاسِ مِنْ عَفْوِكْ ..

وقَدْ أَوْلَيْتِهِ جُودًا

لِمَنْ يَوْمًا أَبَادُونَا؛

فَقُومِي واكْظِمِي غَيْظَكْ ..

وأَوْلِي قَلْبَهُ نُصْحَكْ ..

وإِنْ لَمْ تَسْتَطِيعِي الكَظْمَ،

إِنْ لَمْ تَسْتَطِيعِي النُّصْحَ؛

فانْتَظِرِي وأَمْلِينِي [91]

أُهَدْهِدُ قَلْبَهُ حِينًا ..

وأَقْرَعُ سَمْعَهُ حِينًا ..

عَسَى يُصْغِي ويَأْتِينَا.

كِبْرُ الجِعْلاَنِ [92]

أَيَا فِرْعَوْنُ .. يَا دَجَّالُ ..

يَا أُضْحُوكَةَ الدَّهْرِ .

ويَا بَالُونَةَ الأَوْهَامِ،

والكَذِبَاتِ والكِبْرِ،

وأَهْرَامًا مِنَ النَّعَرَاتِ ..

أَجْبَالاً مِنَ الشَّطَحَاتِ ..

رُمْنَ المَجْدَ بِالكَذِبِ

وفِي صَلَفٍ قَدِ اسْتَعْلَيْنَ ..

كِدْنَ يَقُدْنَ لِلْكُفْرِ،

تُرَاكَ نَسِيتَ

مَا قَدْ عِشْتَ

مُنْذُ غَوَابِرِ الأَزْمَانِ

فِي طَاحُونَةِ الفَقْرِ ..

وأَسْرَابًا مِنَ الآمَالِ

تَسْبَحُ فَوْقَ مَتْنِ السُّحْبِ

فِي هَفْهَافَةِ الفَجْرِ..

يُشَزْذِمُ سَبْحَهَا الإِعْصَارُ

إِعْصَارُ الضَّنَى [93] والفَقْرِ ..

يَحْطِمُ شَوْقَهَا التَّوَّاقَ

لِلعَلْيَاءِ والطُّهْرِ ..

فَلا هُوَ أَطْلَقَ الآمَالَ

فِي آفَاقِهَا السَّكْرَى،

ولاَ هُوَ قَدْ حَبَاهَا الرَّوْحَ [94]

مِنْ دَوَّامَةِ الفِكْرِ..

ولَكِنْ _ دُونَ أَنْ يَدْرِي _

حَبَاهَا مِنْ عَطَايَا الرُّوْحِ

مَا اسْتَعْصَى عَلَى الحَصْرِ؛

فَبَيْنَ زَلاَزِلِ الإِعْصَارِ

والسَّكَرَاتِ والعَصْرِ،

حَبَاهَا مِنْ تَوَاضُعِهَا،

ومِنْ سَجَدَاتِ نَبْضِ القَلْبِ

لِلْجَبَّارِ خَالِقِهَا

هِبَاتٍ تَرْتَقِي السُّحُبَا،

تَبُذُّ مَمَالِكَ الضَّيْعَاتِ

والأَمْوَالِ والتِّبْرِ،

فَهَلْ تَدْرِي ؟!

وكَمْ تَحْبُو لَيَالِي الفَقْرِ

_ رَغْمَ مَرَارَةِ الْعَوْزِ [95] _

_ ورَغْمَ الظُّلْمَةِ الظَّلْمَاءِ _

مِنْ فَجْرِ ؟!

فَهَلْ تَدْرِي ؟!

فَإِنِّي عِشْتُ

مُنْذُ وُلِدْتُ حَتَّى الآنَ

لاَ أَدْرِي

لِمَاذَا يَسْفَهُ الفَقَرَاءُ،

أَوْ مَنْ ذَاقَ مُرَّ الفَقْرِ،

يَسْتَعْلُونَ .. يَنْحَطُّونَ

يَرْتَكِسُونَ [96] .. بَيْنَ بَرَاثِنِ [97] الكِبْرِ ؟!

وكَيْفَ تَكَبُّرُ البَاغِي ؟!

أَلاَ يَدْرِي بِمَا يَحْوِي ؟!

وأَنَّ حَشَاهُ لاَ يَعْدُو

قَذَى الأَبْوَالِ والخُرِّ ؟!

وأَنَّ المُبْتَدَا قَدْ كَانَ

فِي يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ مَا يَدْرِي ؟!

وأَنَّ المُنْتَهَى سَيَكُونُ

بَعْدَ الزَّهْوِ والنَّعَرَاتِ

أَجْيَافًا لَدَى قَبْرِ ؟!

وأَنَّ مُنَازِعَ الجَبَّارِ

طَرْفَ رِدَائِهِ كِبْرًا؛

سَيَنْدَمُ أَعْظَمَ النَّدَمِ

غَدَاةَ يُطِيحُهُ الجَبَّارُ،

يُورِثُهُ

صُنُوَفَ الذُّلِّ والقَهْرِ ؟!

تُرَاكَ دَرَيْتَ يَا مَغْرُورُ ؟!

أَمْ مَا زِلْتَ لاَ تَدْرِي ؟!

تُرَاكَ تَعُودُ لِلْحُسْنَى

لِعِزِّ تَوَاضُعِ العُبَّادِ

فِي عُسْرٍ وفِي يُسْرِ ؟!

أَمِ الأُخْرَى ؟!

ولَسْتُ أَرَاكَ فَاعِلَهَا،

وُقِيتَ أَبِي

مَهَاوِيَ ذَلِكَ الكِبْرِ ..

مَلِكٌ كَذَّابٌ

أَيَا فِرْعَوْنُ ..

يَا دَجَّالُ ..

كَيْفَ رَضِيتَ واسْتَمْرَأْتَ [98]

أَنْ تَحْيَا

طَوَالَ [99] العُمْرِ كَذَّابًا ؟!

تُخَادِعُ شَعْبَكَ المَطْحُونَ،

تُفْنِي العُمْرَ،

تُرْضِعُهُ بِلاَ خَجَلٍ

صُنُوفَ الوَهْمِ

بَرَّاقًا وخَلاَّبًا ؟!

فَيَحْيَا العُمْرَ تَوَّاقًا،

يُشَيِّدُ فَوْقَ صَرْحِ الوَهْمِ

مِنْ أَحْلاَمِهِ البَيْضَاءِ

آمَالاً مُجَنَّحَةً،

تُسَافِرُ فِي سَمَاءِ الكَوْنِ

أَسْرَابًا فَأَسْرَابًا ..

لِيُدْرِكَ بَعْدَ فَوْتِ العُمْرِ ..

يُدْرِكَ فِي خِضَمِّ الشَّيْبِ

أَنَّ وُعُودَ رَبِّ البَيْتِ،

لَمْ تَتَعَدَّ

تَعْلِيلاً [100] وكِذَّابًا ..

هَدَاكَ اللهُ

كَيْفَ اسْطَعْتَ أَنْ تُعْدِي [101]

جُمُوعًا مِنْ صَمِيمِ الشَّعْبِ

كَانَ الصِّدْقُ مَعْدِنَهَا؛

فَصَارَتْ فِي أَتُونِ الزُّورِ

إِعْلامًا وأَحْزَابًا ؟!

أَلاَ يَا أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ

كَيْفَ كَذَبْتَ ؟!

مِمَّنْ خِفْتَ حِينَ كَذَبْتَ ؟!

إِذْ عِشْتَ المَلِيكَ الفَرْدَ

قَهَّارًا وغَلاَّبًا ؟!

لِمَاذَا أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ

يَخْشَى وَالِدٌ وَلَدَهْ ؟!

لِمَاذَا أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ

يَخْشَى سَيِّدٌ خَدَمَهْ ؟!

سِوَى إِنْ كَانَ

يَعْلَمُ نَفْسَهُ لِصًّا ونَصَّابًا ؟!

أَيَكْذِبُ رَائِدٌ أَهْلَهْ ؟!

أَيَكْذِبُ حَاكِمٌ شَعْبَهْ ؟!

ويَجْثُمُ فَوْقَهُ مَلِكًا

رَضِىَّ النَّفْسِ مُنْسَابًا ؟!

أَلاَ تَدْرِي ؟!

إِذَا مَا كَانَ - يَا فِرْعَوْنُ -

يَوْمُ الحَشْرِ والنَّشْرِ،

وجَاءَ مَلِيكُنَا الكَذَّابُ

عُرْيَانًا وهَيَّابًا ..

فَإِنَّ اللهَ

لَيْسَ مُزَكِّيًا إِيَّاهُ،

لَيْسَ بِنَاظِرٍ إِيَّاهُ فِي الحَشْرِ،

وكَانَ لَهُ أَلِيمُ عَذَابِهِ

فِي النَّارِ مِرْصَادًا؛

فَتُبْ لِلَّهِ يَا أَبَتَاهُ واصْدُقْنَا

فَإِنَّ اللهَ

يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَاصِي ويَسْتُرُهُ،

ومَا زَالَ الإِلَهُ البَرُّ

لِلتَّوَّابِ تَوَّابًا ..

مَلِيكُ الظُّلْمِ

أَيَا فِرْعَوْنُ ..

يَا ظَلاَّمُ ..

حَدِّثْنِي بِلاَ خَجَلٍ،

ولَمْ أَعْهَدْكَ ذَا خَجَلٍ؛

فَخَبِّرْنِي عَنِ الظُّلْمِ،

- ولاَ يُنْبِيكَ [102] عَنْ ظُلْمٍ كَظَلاَّمٍ

يَئِنُّ الظُّلْمُ بَيْنَ يَدَيْهِ،

يَشْكُو شِدَّةَ الظُّلْمِ -

فَحَدِّثْنِي - أَمِيرَ الظُّلْمِ -

عَنْ مَلِكٍ زَوَى [103] الدُّنْيَا

- جَمِيعَ زَخَارِفِ الدُّنْيَا -

وحَرَّمَ شَعْبَهُ المَطْحُونَ

حَتَّى لَذَّةَ الحُلْمِ،

زَوَى مِنْ زِينَةِ الأَمْوَالِ

مَا يَسْبِي

شُعَاعُ بَرِيقِهِ الخَلاَّبِ

نُورَ العَيْنِ بَلْ يُعْمِي .

ومَا لاَ تَبْلُغُ الأَحْلاَمُ

مِنْ مِعْشَارِهِ شَيْئًا،

ولَوْ سَبَحَتْ زُهَاءَ [104] الْقَرْنِ

فِي النَّوْمِ ..

زَوَى حَتَّى الرَّغِيفِ الصَّلْدِ

مِنْ عَيْنَىْ مُلاَحِقِهِ

فَوَارَى جُوعَهُ الظَّمْآنَ ..

وَارَى غَيْظَهُ المَحْمُومَ

بَيْنَ العَظْمِ والعَظْمِ .

مَلِيكَ الظُّلْمِ،

هَبْكَ [105] زَوَيْتَ

مَالَ الكَوْنِ أَجْمَعَهُ،

فَمَاذَا بَعْدَ مَطْعَمِكُمْ

أَلَذَّ وأَفْخَرَ المَطْعَمْ ؟!

ومَاذَا بَعْدَ مَلْبَسِكُمْ

أَرَقَّ وأَفْخَمَ المَلْبَسْ ؟!

ومَاذَا بَعْدَ مَشْرَبِكُمْ

أَلَذَّ وأَبْرَدَ المَشْرَبْ ؟!

فَمَاذَا بَعْدُ قَدْ تَفْعَلْ ؟!

بِمَالٍ قَدْ رَشَفْتَ مَدَاهُ

مِنْ أُمِّي ؟!

وأَخْبِرْنِي،

إِذَا مَا كَانَ هَذَا المَالُ

يَكْفِي أَلْفَ ظَلاَّمٍ

وآلاَفًا مِنَ الآلاَفِ

مِنْ أَحْفَادِ دَوْلَتِهِ،

لِمَاذَا أَنْتَ مَنْهُومٌ

بِجَمْعِ مَزِيدِهِ ظُلْمًا

ودُونَ مَخَافَةِ الجُرْمِ؟!

أَعُوذُ بِرَبِّنَا القُدُّوسِ

مِنْ هَذَا السُّعَارِ [106] الرِّجْسِ،

إِذْ يَغْشَى

نُوَاةَ القَلْبِ مَنْهُومًا

وإِذْ يُعْمِي .

أَلاَ أَقْصِرْ

_ هَدَاكَ اللهُ مِنْ نَهِمٍ _

وأَرْجِعْ مَا نَهَبْتَ الْعُمْرَ

عَنْ عَمْدٍ وعَنْ عِلْمِ ..

فَيَوْمَ تَطَايُرِ الكُتُبِ

تَوَدُّ هُنَاكَ لَوْ أَرْجَعْتَ

نَهْبَ يَدَيْكَ فِي الدُّنْيَا،

ولَكِنْ حِينَهَا هَيْهَاتَ

- يَوْمَ تَطَايَرُ الكُتُبُ -

فَلاَ رُجْعَى لِمَظْلَمَةٍ،

وقَدْ حَانَ القَصَاصُ الْعَدْلُ

بِالحَسَنَاتِ والإِثْمِ .

يَوَدُّ هُنَاكَ ذُو الظُّلْمِ،

يَوَدُّ لَوِ افْتَدَى

مِنْ نَارِ يَوْمِ الحَشْرِ بِالأُمِّ ..

فَتُبْ للهِ، لاَ تَشْطُطْ؛

يَتُبْ رَبُّ الوَرَى ويُقِلْ

عِثَارَ الرِّجْسِ والظُّلْمِ ..

ولاَ تَخْشَاهُ ذُلَّ العَوْزِ

حِينَ تَرُدُّ لِلدُّنْيَا مَظَالِمَهَا،

قَلِيلٌ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ

- إِي واللهِ - لَوْ نَرْضَى

هُوَ الرَّاحَاتُ فِي يَقَظَاتِنَا الحَنْقَى

وفِي النَّوْمِ ..

مَلِيكَ الظُّلْمِ،

حَدِّثْ قَلْبِىَ المَهْضُومَ عَنْ مَلِكٍ،

سَمَا لِلْمُلْكِ

مِنْ دَرَكَاتِنَا الدُّنْيَا،

ولَمْ يُؤْتَ الدُّنَا والمُلْكَ

لاَ عَنْ وَالِدٍ مَلِكٍ ولاَ عَمِّ ..

وعَايَنَ مِنْ صُنُوفِ الظُّلْمِ ..

مِنْ سَحَلاَتِ عَصْرِ القَهْرِ ..

مَا يُدْمِي ..

فَلَمَّا صَارَ مَا قَدْ صَارَ؛

رَامَ الشَّعْبَ خُدَّامًا لِحَضْرَتِهِ،

عَبِيدًا يَلْثُمُونَ الأَرْضَ

بَيْنَ يَدَىْ فَخَامَتِهِ،

جِثِيًّا [107] يَحْمَدُونَ لَهُ

قَبُولَ شُكُورِهِمْ إِيَّاهُ،

شُكْرِ اللَّيْلِ لِلنَّجْمِ ..

فَلَيْسَ لَهُمْ مِنَ الآرَاءِ

غَيْرُ هُدَى بَصِيرَتِهِ ..

ولَيْسَ لَهُمْ مِنَ الأَفْهَامِ

غَيْرُ جَدَا [108] قَرِيحَتِهِ ..

ولَيْسَ لَهُمْ مِنَ الأَقْوَالِ

غَيْرُ بَلِيغِ قَالَتِهِ [109]..

يَرَوْنَ الجُوَدَ - كُلَّ الجُودِ -

أَنْ يَرْضَاهُمُ تَبَعًا لِرُؤْيَتِهِ ..

ولَوْ قَادَتْ قِطِيعَهُمُ

إِلَى الهَلَكَاتِ والغَمِّ ..

يُرِيدُ الشَّعْبَ يَحْمِلُهُ

عَلَى الأَكْتَافِ

ـ حَتَّى المَوْتِ ـ رُبَّانًا،

ولَوْ عَمِيَتْ بَصِيرَتُهُ ..

ولَوْ خَرِفَتْ قَرِيحَتُهُ ..

ولَوْ أَضْحَى ـ رَهِينَ المَوْتِ ـ

أَكْوَامًا مِنَ العَظْمِ .

يُرِيدُ المُلْكَ

حَتَّى بَعْدَ أَنْ يَفْنَى،

إِذَا مَا وَرَّثَ الأَمْلاَكَ

أَوْلاَدًا وأَحْفَادًا

فَبَيْنَ دِمَائِهِ الزَّرْقَاءِ - لاَ دَمِنَا -

تَدَفَّقُ لاَزِمَاتُ المُلْكِ

مِنْ مِلْكٍ ومِنْ حُكْمِ !!

وحَدِّثْ أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ،

عَنْ مَلِكٍ

يُرِيدُ المُلْكَ مُنْفَرِدًا إِلَى الأَبَدِ،

ووَيْلَ لِلَّذِي يَهْفُو

لِرَأْىٍ دُونَ رُؤْيَتِهِ !!

ووَيْلَ لِلَّذِي يَشْتَاقُ

قُطْبًا دُونَ شِيعَتِهِ،

ولَوْ بِمَسَارِحِ الأَلْبَابِ فِي النَّوْمِ !!

أَيَا فِرْعَوْنُ :

كَيْفَ أَرَدْتَهَا مُلْكًا إِلَى الأَبَدِ ؟!

وكَيْفَ بَدَعْتَ ذَا التَّوْرِيثَ

مِنْ تَفْكِيرِكَ النَّكِدِ ؟!

فَأَهْوَيْتَ البِلاَدَ

بِوَهْدَةِ النَّحْسِ ؟!

أَمَا وَعَظَتْكَ صَادِقَةً

وَفَاةُ حَفِيدِكَ " الوَلَدِ " ؟!

وقَدْ كَانَ الَّذِي تَرْجُوهُ

بَعْدَ العَمِّ " لِلْبَلَدِ " ؟!

أَمَا قَدْ نَبَّهَتْكَ لِمَا

نَسِيتَ بِغَفْلَةِ الخَلَدِ [110] ؟!

لأَنَّ دَوَامَ ذَاكَ المُلْكِ

لَيْسَ سِوَى

لِرَبٍّ وَاحِدٍ أَحَدِ ..

وقَدْ ضَمَّ الأُلَى سَبَقُوكَ

جَوْفُ التُّرْبِ

بَعْدَ العِزِّ والرَّغَدِ ..

إِذَا كَانَ الأَحَبُّ إِلَى

شِغَافِ قُلُوبِنَا الوَلَدَا

ومَا يُؤْتَاهُ مِنْ وَلَدِ ..

فَكَيْفَ إِذًا تُوَرِّثُهُ

سَعِيرَ الحَبْسِ والكَمَدِ ؟!

وأَكْوَانًا مِنَ السَّرِقَاتِ

والظُّلُمَاتِ والفَنَدِ [111] .. ؟!

يَنُوءُ بِهِنَّ يَوْمَ يَفِرُّ

مِنْ لَيْلاَهُ والوَلَدِ ..

ويَبْكِي مَا جَنَتْهُ يَدَاهُ

طِيلَةَ مُلْكِهِ الرَّغِدِ ؟!

فَهَلْ تَعْلَمْ ؟! وهَلْ تَفْهَمْ ؟!

وحَدِّثْ - أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ -

عَنْ سِجْنٍ بِلاَ أَمَدِ ..

تُوَدِّعُ عَيْنُ مَنْ يُصْلاَهُ

نُورَ الشَّمْسِ لِلأَبَدِ ..

وعَنْ سِجْنٍ

بِلاَ سَمْعٍ .. بِلاَ بَصَرِ

بِلاَ حِسٍّ .. بِلاَ فَمِّ ..

وعَنْ أَعْتَى صُنُوفِ السَّحْلِ ..

عَنْ أَعْتَى صُنُوفِ السَّحْقِ ..

عَنْ أَعْتَى صُنُوفِ الصَّعْقِ ..

بَيْنَ حَفَائِرِ الجِسْمِ.

وَحَدِّثْ عَنْ كِلاَبِ السَّبِّ

والتَّقْرِيعِ والشَّتْمِ ..

وعَنْ مَنْ سَبَّ دِينَ اللهِ،

بَلْ مَنْ سَبَّ آىَ اللهِ،

بَلْ مَنْ سَبَّ رَبَّ العَرْشِ

مِنْ سَفْسَافَةِ القَوْمِ!!

فَأَوْرَى النَّارَ أَنْيَارًا

بِأَفْئِدَةِ الأُبَاةِ الصِّيدِ

مِنْ آسَادِنَا الشُّمِّ [112].

وأَقْسَى الغَيْظِ غَيْظُ الحُرِّ

- وَهْوَ مُقَيَّدُ الكَفَّيْنِ

والعَيْنَيْنِ والفَمِّ -

وحَدِّثْ - أَيُّهَا الفِرْعَوْنُ -

عَنْ بِدَعٍ مِنَ التَّعْذِيبِ،

حَارَ لِهَوْلِهَا إِبْلِيسُ؛

هَنَّأَكُمْ،

وأَعْلَنَ فِي اسْتِقَالَتِهِ:

أُفَارِقُ سُدَّةَ [113] التَّعْذِيبِ

والإِضْلاَلِ مُخْتَارًا

لَدَى عَجْزِي،

وأُورِثُهَا أَحَقَّ النَّاسِ

مِنْ قَبْلِي؛ بَنِي عَمِّي

وأَخْفِضُ رَأْسِىَ العَلْيَاءَ

فِي الإِضْلاَلِ إِكْبَارًا ..

لِمَنْ فَاقُوا مُعَلِّمَهُمْ

فَلَمْ يَرْضَوْا مِنَ الظُّلْمِ

بِأَدْنَى مِنْ

رِئَاسَةِ أَظْلَمِ الظُّلْمِ.

أَيَا فِرْعَوْنُ،

قَدْ رَاحَ الَّذِي قَدْ كَانَ؛

فَاصْدُقْنِي

حَدِيثَ النَّفْسِ للنَّفْسِ،

وكَيْفَ سَجَنْتَ مَنْ صَدَقُوكَ

إِذْ بَثُّوكَ

نَبْضَ القَلْبِ والحِسِّ ؟!

وقَدْ عَمَّرْتَ مَا عَمَّرْتَ

بَيْنَ جَحَافِلِ [114] الحُرَّاسِ،

تَشْكُو قَسْوَةَ الحَبْسِ

وأَنْتَ عَلَى سَرِيرِ المُلْكِ،

تَخْشَى ذَبْذَبَاتِ الرِّيحِ ..

تَخْشَى النَّسْمَةَ السَّكْرَى ..

وتَخْشَى هَمْسَةَ الهَمْسِ ..

تَكَادُ تُدَشِّنُ الحُرَّاسَ،

تُحْصِي زَفْرَةَ الأَنْفَاسِ

حِينَ تُقَارِبُ الشُّبَّاكَ،

تَخْطُبُ دَفْأَةَ الشَّمْسِ.

وحِينَ تَوَدُّ أَنْ تَرْتَاحَ،

بَيْنَ قِلاَعِكَ المَحْمِيَّةِ العُلْيَا،

تُلاَعِبُ بَيْنَهَا الأَحْفَادَ ..

تَخْطُبُ دَفْأَةَ الأُنْسِ.

وغَيْرُكَ مِنْ عَرَايَا الشَّعْبِ ..

غَيْرُكَ مِنْ حُفَاةِ الشَّعْبِ ..

يَرْتَعُ فِي حِمَاكَ الرَّحْبِ،

لاَ يَخْشَى

سِوَى حُرَّاسِكَ الرِّجْسِ ..

وغَيْرَ كِلاَبِكِ السَّوْدَاءِ

لاَ يَخْشَى

بِأَىِّ شِعَابِ أَرْضِ اللهِ

قَدْ يَصْحُو وقَدْ يُمْسِي.

أَلاَ يَا أَيُّهَا البَاغِي،

إِذَا مَا كُنْتَ قَدْ جُرِّعْتَ

مُرَّ الحَبْسِ فِي الدُّنْيَا،

ويَوْمَ الحَشْرِ قَدْ تَلْقَى

أَمَرَّ الذُّلِّ والحَبْسِ ..

فَأَخْبِرْنِي

لِمَاذَا سُمْتَنَا - فِرْعَوْنُ -

مَا قَدْ عِشْتَ تَرْهَبُهُ ؟!

لِمَاذَا بِعْتَ دِفْأَ الأَمْنِ

يَا ذَا الخَوْفِ بِالبَخْسِ ؟!

أَبَا الجُبْنِ،

أَمَا خُبِّرْتَ

أَنَّ الأَمْنَ تَحْتَ ظِلاَلِ شِرْعَتِنَا

لِمَنْ لَمْ يَلْبِسِ الإِيمَانَ بِالظُّلْمِ؛

فَلَمْ يُشْرِكْ .. فَلَمْ يَظْلِمْ ؟!

ولَوْ عَاشَ القُرُونَ السُّودَ

رَهْنَ الغُلِّ [115] والقُمْقُمْ ؟! [116]

وأَنَّ الخَوْفَ - كُلَّ الخَوْفِ

فِي دُنْيَا وآخِرَةٍ -

لِمَنْ قَدْ رَدَّ شَرْعَ اللهِ

أَوْ عَادَى فَلَمْ يُسْلِمْ ؟!

ولَوْ أَخْفَوْهُ

فِي عَيْنِ الظَّلامِ

وجَيْشِهِ الأَظْلَمْ ؟!

فَهَلْ تَعْلَمْ ؟! وهَلْ تَفْهَمْ ؟!

أَيَا أَبَتِ،

لِمَاذَا كُلَّمَا وَصَّلْتُ

حَبْلَ الوَصْلِ تَقْطَعُهُ ؟!

وتَأْبَى غَيْرَ مُرِّ الهَجْرِ والبَيْنِ ؟!

لِمَاذَا كُلَّمَا أَدْعُوكَ لِلُّقْيَا؛

تُرَاوِغُنِي،

وتَجْمَحُ هَارِبًا مِنِّي ؟!

وإِنِّي لَمْ أَتُقْ لَحْظًا

لِشَىْءٍ كَانَ بَيْنَ يَدَيْكَ،

أَوْ أَقْصَيْتَهُ عَنِّي.

وإِنِّي لَمْ أَثُرْ يَوْمًا

لِمَا قَدْ كَانَ بَيْنَ يَدَىَّ،

ثُمَّ نَزَعْتَهُ مِنِّي .

وإِنِّي لَمْ أُرِدْ يَوْمًا

سِوَى تَحْقِيقِ أُمْنِيَةٍ؛

بِأَنْ نَحْيَا

لَدَيْكَ العُمْرَ بِالإِسْلاَمِ

فِي فَرَحٍ وفِي حُزْنِ ..

وإَِنِّي قَدْ نَزَفْتُ العُمْرَ؛

أَرْجُو مِنْكَ أُمْنِيَتِي،

وعِشْتَ العُمْرَ تَهْزَأُ بِي

وتَصْرُخُ هَادِرًا: عَنِّي ..

وعِشْتُ أَبُثُّكَ النَّبَضَاتِ

أَرْجُو الحُبَّ .. أَرْجُو الأَمْنَ

فِي السِّلْمِ.

وعِشْتَ تُعَتِّقُ الأَحْقَادَ ..

تُصْلِينِي

مِنَ اللَّعَنَاتِ والرَّكَلاَتِ والطَّعْنِ .. !!!

تُرَاكَ نَسِيتَ - يَا أَبَتَاهُ -

أَنِّي أَنْتَ ..

أَنَّكَ رَغْمَ طُولِ البَيْنِ

حَتْمًا لَمْ تَزَلْ بَيْنِي ..

وأَنَّ شَهَادَةَ التَّوْحِيدِ

- رَغْمَ شَوَارِدِ الأَهْوَاءِ -

مَا زَالَتْ تُجَمِّعُنَا،

وتَزْوِي  شَعْثَنَا [117] البَاكِي

بِظِلِّ الحُبِّ والأَمْنِ ..

أَنَا مَا زِلْتُ - يَا أَبَتِ -

عَلَى ثِقَةٍ

بِأَنَّ شِفَائِىَ المَأْمُولَ

بَيْنَ يَدَيْكَ مُنْهَمِرٌ،

وأَنَّ شِفَاءَكَ المَأْمُولَ

يَهْدِرُ دَافِقًا مِنِّي ..

ومَا زَالَ السُّؤَالُ الحُرُّ

مِلْءَ القَلْبِ يَدْمَغُنِي:[118]

لِمَاذَا لَمْ تَلُمَّ الشَّمْلَ يَا أَبَتِ ؟!

وتَرْحَمْنَا مِنَ الأَحْقَادِ والبَيْنِ ؟!

أَلاَ أَقْبِلْ هَدَاكَ اللهُ - يَا أَبَتِ -

فَمَا زَالَتْ

هُنَا الرَّحَمَاتُ

مِلْءَ فُؤَادِيَ البَاكِي

تُطَارِحُكُمْ ..

تُسَامِحُكُمْ ..

وتَرْحَمُ ذِلَّةَ السِّنِّ.

وتُغْضِي العَيْنَ عَمَّا كَانَ

مِنْ غَبْنٍ ومِنْ سِجْنٍ

وعَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرٍ

تَطِيشُ لَهُ

عُقُولُ الإِنْسِ والجِنِّ ..

وإِلاَّ فَانْتَظِرْ نِقَمًا

مِنَ الجَبَّارِ دَامِغَةً

بِذِي الدُّنْيَا .. وفِي يَوْمٍ

يُذَلُّ لَدَيْهِ ذُو الجَبَرُوتِ ..

يَقْضِي رَاغِمًا دَيْنِي.

أَيَا فِرْعَوْنُ .. يَا ظَلاَّمُ ..

كَمْ جَرَّعْتَنِي ظُلْمًا عَلَى ظُلْمِ،

وجَرَّعْتَ الكُلُومَ [119] الحُمْرَ

- بَيْنَ النَّزْفِ والأَنَّاتِ -

طُوفَانًا مِنَ الدَّمِّ ..

فَمَا خَلَّفْتَ مِنْ ظُلْمٍ،

بَرَاهُ [120] ضَلاَلُكُمْ إِلاَّ

وقَدْ جَرَّعْتَهُ قَسْرًا

أُولِي الأَلْبَابِ مِنْ قَوْمِي.

وعِشْتَ العُمْرَ تُقْصِينَا

وتَمْنَعُنَا - طَوِيلَ العُمْرِ -

مِنْ أَدْنَى أَمَانِينَا،

وقَدْ كَانَتْ مُنَى الأَرْوَاحِ

أَنَّا - كَيْفَمَا كُنَّا -

وإِنَّكَ - كَيْفَمَا بُلِّغْتَ -

قَلْبٌ وَاحِدٌ يَسْرِي

بِنَفْسِ النَّبْضِ

بَيْنَ اللَّحْمِ والدَّمِّ ..

وفَوْقَ ظُهُورِنَا السَّمْرَاءِ

عَانَقْتَ الدُّنَا والكَوْنَ ..

عَانَقْتَ الَّذِي اسْتَعْصَى

عَلَى عَيْنَيْكَ فِي الحُلْمِ ..

وآهٍ تَذْرِفُ الآهَاتِ

لَوْ أَبْصَرْتَ هَذَا الشَّعْبَ ..

لَوْ أَبْصَرْتَنَا يَوْمًا،

وعَايَنَ قَلْبُكَ الإِخْلاَصَ

بَيْنَ قُلُوبِنَا ثَرًّا،

وغَيْثَ الصَّدْقِ إِذْ يَهْمِي،

وأَفْئِدَةً مِنَ الإِيثَارِ

قَدْ جَاءَتْكَ مُخْلِصَةً؛

لِتَبْذُلَ دُونَكَ الأَرْوَاحَ رَاضِيةً،

تُؤَمِّلُ فِيكَ دَرْبَ العَدْلِ

بَيْنَ الحَزْمِ والحِلْمِ ..

وآهٍ تَذْرِفُ الآهَاتِ،

لَوْ أَبْصَرْتَ أَهْلَ الفَضْلِ والعِلْمِ ..

وأَفْئِدَةً مِنَ الإِخْلاَصِ

قَدْ جَاءَتْكَ نَاصِحَةً ..

ومَا جَاءَتْكَ نَاهِبَةً ..

ولاَ جَاءَتْ مُنَافِقَةً ..

فَقَدْ جَاءَتْ

تُرِيدُكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ

للإِسْلاَمِ بِالسِّلْمِ .

وآهٍ تَذْرِفُ الآهَاتِ

لَوْ أَبْصَرْتَ أَهْلَ العِلْمِ بِالدُّنْيَا،

وقَدْ جَاءُوكَ عِنْدَ الفَجْرِ

أَسْرَابًا مِنَ الحُلْمِ ..

تُرِيدُكَ أَنْ تَفِيقَ وأَنْ

تُغَادِرَ بَاحَةَ النَّوْمِ ..

وتُطْعِمَ فَرْخَهَا المَوْهُونَ

تُزْكِي فِيهِ

رُوحَىْ سَبْحِهِ التَّوَّاقِ والعَزْمِ ..

وتُطْلِقَهُ ..

يَطِيرُ بِشَعْبِكَ النَّوْمَانِ

مِنْ نَوْمَاتِهِ الغَفْلَى

إِلَى آفَاقِهِ الشُّمِّ ..

وآهٍ ثُمَّ مِلْيَوْنًا ..

فَلَوْ فَكَّرْتَ ثَانِيَةً

لَمَا أَدْنَيْتَ صَعْلَكَةً،

ولاَ خَادَنْتَ بَلْطَجَةً،

ولاَ نَادَمْتَ أَهْلَ الزُّورِ والإِثْمِ ..

ولَوْ فَكَّرْتَ ثَانِيَةً

لَمَا أَدْنَيْتَ أَهْلَ الطَّبْلِ والرَّقْصِ،

ومَنْ قَدْ نَافَقُوكَ القَوْلَ

مِنْ هُتَّافَةِ القَوْمِ ..

فَقَادُوكُمْ وقَادُونَا

إِلَى الهَلَكَاتِ والدَّرَكَاتِ والغَمِّ ..

ولَوْ فَكَّرْتَ ثَانِيَةً

لَمَا أَدْنَيْتَ مَنْ خَانُوا

مَوَاثِيقَ الأُلَى عَلِمُوا،

ومَنْ لَمْ يَفْقَهُوا قَوْلاً

سِوَى أَنْ يُعْلِنُوا دَوْمًا مُوَافَقَةً ..

فَإِنْ يَوْمًا أَرَادُوا النَّفْىَ؛

قَالُوا: لاَ مُوَافَقَةٌ.

فَزَادُوا كِبْرَكَ المَغْرُورَ

أَوْهَامًا عَلَى وَهْمِ ..

ولَوْ أَبْصَرْتَ ثَانِيَةً

لَمَا أَدْنَيْتَ

أَهْلَ الجَهْلِ عَنْ عَمْدِ،

وكَيْفَ يَكُونُ

رُؤْسُ العِلْمِ فِي بَلَدٍ

- يَجُوبُ نُجُومُهَا العُلَمَاءُ

كُلَّ الكَوْنِ أَفْذَاذًا -

ذَوِي جَهْلِ ؟!

تُرَى كَىْ يَدْفِنُوا مَلَكَاتِ

مَنْ سَهْوًا غَفَتْ عَنْهُمْ

حُتُوفُ الوَأْدِ والهَدْمِ ؟!

وكَمْ يَفْنَى فُؤَادِي الحُرُّ

بَيْنَ يَدَيْكَ إِذْ يَرْنُو

لأَسْرَابٍ مِنَ الأَطْيَارِ

قَدْ فَرَّتْ مُهَاجِرَةً

مِنَ الرَّجْمِ !!!

لِتُبْدِعَ عِلْمَهَا المَنْبُوذَ

أَضْوَاءً لَدَى القَوْمِ ..

وكَمْ يَفْنَى

لأَفْوَاجٍ مِنَ الغِرْبَانِ

قَدْ جَاءَتْ مُخَادِعَةً،

تَدُسُّ السُّمَّ فِي طَيَّاتِ

مَا تَحْبُو مِنَ العِلْمِ !!

وكَمْ يَفْنَى

لِسُؤْلٍ مَارَ مِلْءَ القَلْبِ

طُوفَانًا عَلَى رَغْمِي:

أَيَسْبَحُ  طَيْرُنَا الشَّادِي

سَمَاوَاتِ الدُّنَا حُرًّا،

وتَمْنَعُهُ  سِبَاحَتَهُ

بِجَوِّ سَمَائِهِ الأُمِّ ؟!

هَدَاكَ اللهُ لَوْ أَبْصَرْتَ

مَا جَرَّعْتَنَا غَمًّا إِلَى هَمِّ ..

ولَوْ أَبْصَرْتَ

كُنَّا سَادَةَ القَوْمِ ..

أَلاَ فَارْجِعْ،

وتُبْ لِلَّهِ يَا أَبَتِ

مَتَابَةَ نَادِمٍ وَجِلِ؛

يَتُبْ رَبِّي

ويُبْدِلْ سَالِفَ الغَدَرَاتِ [121]

والحَوْبَاتِ [122] والإِثْمِ ..

خِيَانَةٌ .. وغَدْرٌ

أَيَا فِرْعَوْنُ .. يَا خَوَّانُ ..

يَا سَيْلاً مِنَ الطَّعَنَاتِ والغَدَرَاتِ

لِلأَوْطَانِ والسِّلْمِ ..

لِمَاذَا الغَدْرُ

يَا رَأْسَ الرُّءُوسِ وسَيِّدَ القَوْمِ ؟!

وإِنَّكَ قَدْ عَهِدْتَ السِّلْمَ

بَيْنَ رُبُوعِنَا عُمْرًا؛

فَمَسَّكَ مِنْ خِصَالِ الخَيْرِ

بَيْنَ ظِلاَلِ شِرْعَتِهِ،

لَعَلَّ أَقَلَّهَا الإِخْلاَصُ

حِينَ يُعَانِقُ الطُّهْرَا،

ويَدْفُقُ فِي

حَنَايَا الخُلَّصِ [123] الشُّمِّ ..

لِمَاذَا جَاهِدًا حَاوَلْتَ

نَزْعَ وَشَائِجِ الإِسْلاَمِ

مِنْ قَوْمِي ؟!

كَأَنَّكَ مَا عَلِمْتَ السِّلْمَ

بَيْنَ قُلُوبِنَا أَغْلَى

مِنَ الأَعْرَاضِ واللَّحْمِ ؟!

تُرَى هَلْ خِفْتَ مَهْوَاكُمْ

- إِذَا مَا حُكِّمَ الإِسْلاَمُ -

مِنْ أُرْجُوحَةِ الحُكْمِ ؟!

وأَنْ يَرْقَاهُ مَنْ عَدِمُوا

أُصُولَ الحُكْمِ والفَهْمِ ؟!

أَلاَ فَاصْدُقْ؛

فَلَسْتُ أَرَاكَ لاَ تَدْرِي؛

بِأَنَّ حِكَايَةَ السُّلُطَاتِ

والثَّرَوَاتِ لاَ تَرْقَى

لأَدْنَى سُلَّمِ الآمَالِ

فِي السِّلْمِ .

وأَنَّا لاَ نَرُومُ الحُكْمَ ..

- إِنْ رُمْنَاهُ -

لِلسُّلْطَانِ والحُكْمِ

ولَكِّنَا نَرُومُ الحُكْمَ

- إِنْ رُمْنَاهُ -

كَىْ نَحْيَا،

نَسُوسُ النَّاسَ

بِالإِسْلاَمِ لِلسِّلْمِ ..

فَذَاكَ مُرَادُنَا السَّامِي

أَتَانَا الحُكْمُ

أَوْ لَمْ يَأْتِنَا أَبَدًا،

حَكَمْنَا النَّاسَ أَمْ حَكَمُوا

شَرِيطَةَ أَنْ يَقُودُونَا

إِلَى الإِسْلاَمِ بِالسِّلْمِ ..

فَإِنَّ العِزَّ _ كُلَّ العِزِّ _

بِالإِسْلاَمِ فِي دَمِنَا،

يَفُوقُ مَدَاهُ

آلاَفًا مِنَ المَرَّاتِ

عِزَّ النَّاسِ بِالسُّلْطَانِ والحُكْمِ ..

تُرَاكَ فَهِمْتَ مَا نَبْغِي ؟!

لِمَاذَا جَاهِدًا قَدْ رُمْتَ

حُكْمًا غَيْرَ حُكْمِ اللهِ

فِي قَوْمِي ؟!

تُرَاكَ ظَنَنْتَ حُكْمَ اللهِ

لاَ يَرْقَى

لِحُكْمِ الدَّمِّ واللَّحْمِ ؟!

لأَحْكَامِ الأُلَى لَمْ يَفْهَمُوا يَوْمًا

حَقَائِقَ أَبْجَدِيَّاتِ الجَدَا

والحُكْمِ والفَهْمِ ؟!

ومَنْ لَمْ يَعْرِفُوا لَحْظًا

سَوَاءَ الدَّرْبِ

بَيْنَ الحِلْمِ والحَزْمِ ؟!

ومَنْ تَجْرِي

مَجَارِي جِسْمِهِمْ أَبَدًا

بِمَا تَدْرِي ؟!

وحَاشَا لِلَّذِي خَلَقَكْ

وحَاشَا لِلَّذِي سَوَّاكَ

أَنْ تَخْتَالَ بِالكُفْرِ

إِذَا مَا خِلْتَ حُكْمَ اللهِ

لاَ يَرْقَى إِلَى حُكْمِكْ

وذَاكَ اللهُ رَبُّ الكَوْنِ

مَنْ سَوَّاكَ .. مَنْ بَرَأَكْ ..

وذَاكَ الأَعْرَفُ الأَدْرَى

بِمَا يُجْدِي الدُّنَا حَوْلَكْ؛

بِمَا سَيَضُرُّ،

أَوْ يَحْذُوكَ مَنْفَعَتَكْ ..

ومَا حَتْمًا

سَيُصْلِحُ هَادِئًا أَمْرَكْ ..

بِلاَ خَوَرٍ .. بِلاَ ظُلْمِ ..،

ويَدْفَعُ عَزْمَكَ الثَّوَّارَ

لِلآفَاقِ بِالحُلْمِ ..

تُرَاكَ فَهِمْتَ مَا أَبْغِيهِ ؟!

أَمْ لَمَّا تَزَلْ تَخْشَى

- إِذَا حَكَّمْتَ شَرْعَ اللهِ -

مَا سَيُصِيبُ

أَهْلَ المِلَّةِ الأُخْرَى

مِنَ الظُّلْمِ ؟!

وعُذْرًا _ حِينَهَا _ عُذْرًا ..

فَإِنِّي لاَ أُطِيقُ سَمَاعَ

هَاتِيكَ الفِرَى[124] أُخْرَى ..

فَأَنْتَ وشِلَّةُ الإِرْهَابِ

مَنْ بِالأَمْسِ أَشْعَلْتُمْ

فَتِيلَ الأَزْمَةِ الكُبْرَى ..

وأَنْتُمْ مَنْ دَسَسْتُمْ بَيْنَ

شِقَّىْ شَعْبِنَا المَطْحُونِ

شَرَّ دَسَائِسِ السُّمِّ ..

ولاَ واللهِ ..

لاَ واللهِ، مَا شَهِدَتْ

بِلاَدُ الأَرْضِ قَاطِبَةً

كَمِثْلِ عَدَالَةِ الإِسْلاَمِ

فِي القَوْمِ ..

وسَلْ عَنَّا نَصَارَى مِصْرَ،

سَلْهُمْ عَنْ نَصَارَى الرُّومِ

مَا فَعَلُوا

غَدَاةَ اسْتَنْهَبُوا مِصْرَا ؟!

وعَنْ عَدْلٍ مِنَ الفَارُوقِ

بَذَّ الظُّلْمَ والقَهْرَا ..

وعَنَّا حِينَ غَابَ الأَمْنُ

مَنْ عَنْ عِرْضِهِمْ والمَالِ،

بَلْ عَنْ بَيْعَةِ [125] الرُّهْبَانِ

ذَبَّ [126] السُّوءَ بَلْ نَصَرَا ..

فَلاَ واللهِ .. لاَ واللهِ،

مَا كَعَدَالَةِ الإِسْلاَمِ ..

مَا كَسَمَاحَةِ الإِسْلاَمِ ..

فِي حَرْبٍ وفِي سِلْمِ ..

تُرَاكَ فَهِمْتَ أَمْ تَخْشَى

- إِذَا مَا طُبِّقَ الإِسْلاَمُ -

أَعْدَاءً لَدَى الغَرْبِ ؟!

يَؤُزُّونَ الضَّنَى [127] لِلسِّلْمِ

بَيْنَ بَلاَسِمِ [128] الحُبِّ ..

ويُورُونَ القَلاَقِلَ فِي

هَشِيمِ الشَّعْبِ والشَّعْبِ ..

ويَرْتَقِبُونَ فِي كُرْهٍ عَلَى كُرْهِ؛

فَإِنْ زَلَّتْ بِنَا الأَقْدَامُ؛

حَانَتْ سَاعَةُ الحَسْمِ ..

وثَانِيَةً .. وعَاشِرَةً ..

كَفَاكُمْ _ يَا وُلاَةَ الأَمْرِ _

ذِي الفَزَّاعَةُ الكُبْرَى ..

فَطَوْرًا تُفْزِعُونَ الغَرْبَ

بِالإِسْلاَمِ بِالـ " كُبْرَى " ..

وطَوْرًا تُفْزِعُونَ الشَّعْبَ

بِالغَرْبِ الَّذِي أَوْرَى ..

فَأَنْتُمْ عِنْدَنَا طَوْرًا،

وأَنْتُمْ عِنْدَهُمْ أُخْرَى ..

لِتَسْلَمَ سُدَّةُ الحُكْمِ ..

وإِنِّي _ مُذْ رَضَعْتُ السِّلْمَ _

أَدْرِي عَيْنَ مَا تَخْشَى،

وأَنَّ الغَرْبَ - وَاأَسَفَاهُ -

يُمْسِكُ دَفَّةَ الأَمْرِ ..

وأَنَّ فُلُولَهُ تَنْسَابُ

فِي غَدْرِ ..

وتُورِي الحِقْدَ

عِنْدَ هُنُودِهَا الحُمْرِ ..

بِمَاءِ الخُبْثِ والشَّرِّ ..

فَإِنْ مَا ثُرْتُ لِلإِسْلاَمِ؛

ثَارَ الغَرْبُ

يَهْدِرُ قَاصِدًا أُمِّي،

ولَكِنِّي

رَأَيْتُ العَدْلَ فِي الإِسْلاَمِ

يُخْمِدُ ثَوْرَةَ الشَّرِّ.

ويُخْرِسُ مَنْ أَرَادَ الشَّرَّ لِلشَّرِّ

ويَدْفَعُهُ - ولَوْ شَكْلاً -

إِلَى مَنْظُومَةِ الخَيْرِ.

فَلاَ يَدْمَى .. ولاَ يُدْمِي

رَأَيْتُ أَمَانَ رَبِّ العَدْلِ

يُرْهِبُ هَامَةَ الشَّرِّ،

فَإِنَّ يَدَيْكَ لاَ تَرْمِي،

وإِنَّ السَّيْفَ لاَ يَحْمِي،

هُوَ اللهُ الَّذِي يَرْمِي ..

هُوَ اللهُ الَّذِي يَحْمِي ..

أَكَادُ أَشُكُّ _ يَا خَوَّانُ _

أَنَّ الأَمْرَ

كَونُكَ _ يَا أَخَا الغَدْرِ _

تَضِيقُ بِدِينِنَا صَدْرًا !!

وتَبْغَضُ رَوْضَةَ الإِسْلاَمِ

إِذْ طَرَحَتْ لَنَا الطُّهْرَا !!

فَرُحْتَ تُتَابِعُ اللُّوطِىَّ

سَوْءَةَ عُمْرِهِ الكُبْرَى؛

فَجِئْتَ الآنَ تُخْرِجُنَا

مِنَ الأَوْطَانِ _ تُخْرِجُنَا _

بِذَنْبِ الطُّهْرِ

حِينَ يُمَازِجُ العُمْرَا !!

وخَشْيَةَ أَنْ يَدُبَّ الطُّهْرُ

فِي قَوْمِي !!

أَلاَ تَدْرِي ؟!

بِأَنَّ الطُّهْرَ فِي أَوْطَانِنَا

قَدْ فَاضَ بِالطُّهْرِ ؟!

وأَنَّ بُذُورَهُ البَيْضَاءَ

قَدْ غَارَتْ

بِجَوْفِ القَلْبِ

مِلْءَ القَلْبِ والصَّدْرِ ؟!

وأَنَّ جُذُورَهُ البَيْضَاءَ

قَدْ ضَرَبَتْ

بِعُمْقِ الأَرْضِ كَالتِّبْرِ ؟!

وأَنَّ رُضَابَهُ الرَّيَّانَ مَمْتَزِجٌ

بِمَاءِ الغَيْثِ والنَّهْرِ ؟!

فَمَهْمَا غَابَ أَزْمَانًا

وَرَاءَ ضَبَابَةِ العَهْرِ [129]..

فَطُولَ العُمْرِ سَوْفَ يَهِلُّ

فِي هَفْهَافَةِ الفَجْرِ ..

وحِينَ أَمُوتُ

سَوْفَ يَضُوعُ [130]

عِطْرُ الطُّهْرِ مِنْ قَبْرِي ..

تُرَاكَ فَهِمْتَ قِصَّتَنَا ؟!

لِمَاذَا _ هَانِئًا _ هَادَنْتَ

مَنْ رَامُوا التُّرَابَ الحُرَّ

مِنْ أُمِّي ؟!

ومَنْ وَأَدُوا بِهَذَا التُّرْبِ

إِخْوَانِي وآبَائِي ؟!

ومَا زَالَ التُّرَابُ الحُرُّ يَبْكِيهِمْ

- بِدَمْعِ العَيْنِ يَبْكِيهِمْ -

فَإِنْ غَارَتْ دُمُوعُ العَيْنِ

فَاضَ التُّرْبُ بِالغَمِّ،

ومَنْ ذَبَحُوا بِأَرْضِ القُدْسِ

آبَائِي وإِخْوَانِي ؟!

ومَنْ قَدْ بَقَّرُوا بِالقُدْسِ

بَطْنَ الأُخْتَ

- بَطْنَ حَبِيبَتِي أُمِّي -

ومَنْ قَدْ دَنَّسُوا المَسْرَى،

ورَاحُوا يَهْدِمُونَ الطُّهْرَ،

فِي وَضَحِ النَّهَارِ الصَّحْوِ،

بَيْنَ النُّوَّمِ البُكْمِ ؟!

ومَنْ رَسَمُوا

عَلَى بَابِ ائْتِلاَفِ الشَّعْبِ [131]

- فِي صَلَفٍ -

حُدُودَ بِلاَدِهِمْ جَهْرًا

مِنَ النِّيلِ العَظِيمِ إِلَى

فُرَاتِ عِرَاقِنَا الكُبْرَى ؟!

فَلَمْ نُنْكِرْ لَهُمْ رَسْمًا

ولَوْ بِدُعَابَةِ الفَمِّ.

هُدِيتَ الخَيْرَ لاَ تَشْطُطْ،

ولاَ تَفْجَعْ

فُؤَادِيَ مَرَّةً أُخْرَى

بِفَرْطِ شُعُورِكَ الأُمِّي ..

ولاَ تَهْرِفْ [132]

بِأَنَّ القُدْسَ بَيْنَ القَلْبِ

لَنْ تَرْقَى إِلَى الأُمِّ.

وأَنَّ وَشَائِجَ الإِسْلاَمِ

بَيْنَ شُعُوبِنَا البَلْهَاءِ

أَضْغَاثٌ لَدَى حُلْمِ ..

فَمَا زَالَتْ

- ورَغْمَ أُنُوفِ أَهْلِ الزَّيْغِ -

مَا زَالَتْ

فَضِيلَةُ مِصْرِنَا الكُبْرَى،

تَثُورُ لِعُصْبَةِ الإِسْلاَمِ

أَلْفًا مِثْلَ ثَوْرَتِهَا

لِعِرْضِ الأَرْضِ والقَوْمِ ..

أَكَادُ أُجَنُّ مِنْ فِكْرِي ..

لِمَاذَا - هَانِئًا - هَادَنْتَ أَعْدَائِي ؟!

وهُمْ أَعْدَاءُ مِلَّتِنَا،

وهُمْ مَنْ شَرَّدُوا قَوْمِي ..

فَلاَ زَالَتْ خِيَانَاتُكْ ..

ولاَ زَالَتْ مُخَادَنَتُكْ ..

تَجُوبُ الكَوْنَ طَافِيَةً

عَلَى بَحْرٍ مِنَ الغَدْرِ ..

وقَدْ عُلِّمْتُ قَانُونًا

لِطَفْوِ الجِسْمِ فِي صِغَرِي،

وأَنَّ بَدَائِعَ الأَثْقَالِ

لاَ تَطْفُو ولاَ تَجْرِي .

فَإِنْ كَانَ الَّذِي يَطْفُو

بِبَحْرِكَ مِنْ قَذَى الغَدْرِ

يُنَكِّسُ رَأْسِىَ المَرْفُوعَ

رَغْمًا فِي قَذَى العُهْرِ ..

ويُشْعِلُ ذَلِكَ البُرْكَانَ

فِي صَدْرِي .

فَيَا وَيْلاَهُ،

مِمَّا كَانَ مِنْ أَمْرٍ ..

بِقِيعَانِ البِحَارِ السُّودِ

بَيْنَ الرُّؤْسِ والأَعْدَاءِ

تَحْتَ رِعَايَةِ العَمِّ !

وإِنْ أَيْقَنْتَ

أَنَّ النَّاسَ لَنْ يَدْرُوا

بِمَا قَدْ كَانَ

خَلْفَ الظَّهْرِ والسِّتْرِ ..

فَخَلْفَ السِّتْرِ

تَكْمُنُ أَلْفَ " وِيكْلِكْسٍ "،

تُحِيطُ النَّاسَ عِلْمًا

بِالَّذِي يَجْرِي ..

ومَا يَخْفَى

مِنَ السَّوْءَاتِ والغَدْرِ ..

فَيَا ذَا الغَدْرِ، أَخْبِرْنِي

بِمَا قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرٍ ..

فَإِنِّي مُنْذُ أَنْ أُخْبِرْتُ

والأَنْيَارُ فِي جَسَدِي،

فَلاَ هِىَ تَبْلُغُ الأَحْشَاءَ

رَاحِمَةً؛ فَتَصْهَرُنِي،

ولاَ هِىَ خَلَّفَتْ لِي الرَّوْحَ

فِي غَيْبُوبَةِ الوَهْمِ !!

لِمَاذَا - خَائِنًا - سَرَّبْتَ

لِلأَعْدَاءِ فِي السِّرِّ

بِأَبْخَسِ " صَفْقَةٍ " زَيْتِي ؟!

وهَلْ لِمَنَافِعَ الْتَصَقَتْ

هُنَاكَ بِكَفِّكَ البَيْضَاءِ

سَهْوًا دُونَ أَنْ تَدْرِي ؟!

تُرَى حَقًّا تَخَافُ عَلَى

عِدَاكَ ضَرَاوَةَ البَرْدِ ..

وذَاكَ الشَّعْبُ بَيْنَ يَدَيْكَ

يَلْتَحِفُ الطِّبَاقَ السَّبْعَ

يَسْتَدْفِي الغُصُونَ اللُّدْنَ

بَيْنَ مَعَامِعِ [133] البَرْدِ ؟!

تُرَى حَقًّا تَخَافُ عَلَيْهِ

أَنْ تَفْنَى مَجَامِرُهُ،

إِذَا مَا هَبَّ - فِي صَلَفٍ -

يُحَارِبُنَا ويَسْتَعْدِي ..

فَإِنَّ مُرُوءَةَ الأَعْرَابِ لاَ تَرْضَى

بِغَيْرِ تَكَافُؤِ القُوَّاتِ

بَيْنَ النِّدِّ والنِّدِّ.

وتَأْبَى وَثْبَةَ الظُّلْمِ.

إِذَا مَا كَانَ مَا قَدْ قُلْتُ

عَيْنَ القَصْدِ والعُذْرِ؛

فَعُذْرًا - أَلْفَ مَعْذِرَةٍ -

لِعَيْنِ إِسَاءَةِ الأَدَبِ؛

فَإِنِّي قَطُّ لَمْ أَفْطِنْ

ولَنْ أَرْقَى

لِهَذَا العُمْقِ والفَهْمِ ..

وإِنِّي الآنَ إِذْ أَيْقَنْتُ مَرْقَاكُمْ

لِهَذَا الشَّأْوِ

فِي التَّفْكِيرِ والفَهْمِ ..

فَإِنَّ بَصِيرَتِي العَمْيَاءَ

لَنْ تَرْقَى لِسُؤْلِكُمُ:

لِمَاذَا خُنْتَ هَذَا النِّيلَ؛

نَهْرَ الخَيْرِ والخُلْدِ ؟!

لِمَاذَا عِشْتَ تَتْرُكُهُ

بِأَنْيَارِ الصَّدَى [134] يَفْنَى

يُقَاسِي خَلَّةَ المَدَدِ ؟!

وأَعْوَادًا

- بِعَرْضِ الأَرْضِ - تَسْتَسْقِي،

بِحَرِّ الصَّيْفِ تَسْتَسْقِي؛

فَتَهْوِي فِي شُقُوقِ التُّرْبِ،

تَشْكُو حُرْقَةَ الظَّمَأِ،

وفِي أَرْحَامِهَا تَفْنَى

أَجِنَّةُ خُبْزِنَا الوَرْدِيّ ..

وأَنْتَ عَلَى سَرِيرِ المُلْكِ

تَشْكُو البَرْدَ

فِي أَكْوَابِكَ المَلأَى

مِنَ البَرَدِ [135] !

ولَنْ تَرْقَى لِسُؤْلِكُمُ:

لِمَاذَا قَدْ تَرَكْتَ الرِّجْسَ؛

رِجْسَ الكَوْنِ؛ إِسْرَائِيلَ

تَعْبَثُ فِي

مَنَابِعِ نَهْرِنَا الأَعْذَبْ،

وقَدْ كُنَّا - ولاَ زِلْنَا -

نَضِجُّ وفِي اسْتِطَاعَتِنَا

- بِشَىْءٍ مِنْ

بَقَايَا خَيْرِنَا المَصْبُوبِ –

أَنْ نَحْيَا،

ونُحْيِيَ مَوْتَ إِفْرِقْيَا

- بِوَمْضٍ مِنْ

شُعَاعِ عُلُومِنَا الزَّهْرَاءِ -

أَنْ نَرْقَى،

ونُرْقِىَ عَقْلَ إِفْرِقْيَا،

ونَنْفِيَ حُلْمَ إِسْرَائِيلَ،

نُعْرِيَ حُبَّهَا الأَكْذَبْ،

ولَكِنِّي - عَلَى رَغْمِ احْتِدَامِ الغَيْظِ -

لَمْ أَسْأَلْ،

فَإِسْرَائِيلُ جَارَتُنَا

وقَدْ كَانَتْ - ولا زَالَتْ -

رَبِيبَةُ [136] عَمِّنَا الأَحْدَبْ. [137]

تُعَانِي نُدْرَةَ الأَمْوَاهِ،

يَشْكُو شَعْبُهَا - " المِلْيَوْنُ " -

مِنْ ظَمَأٍ ومِنْ جَدْبِ ..

ونَحْنُ عَلَى الظَّمَا والجُوعِ

مِنْ أَطْفَالِهَا أَصْبَرْ،

وقَدْ أَوْصَى رَسُولُ اللهِ

بِالجِيرَانِ والرَّحْمِ.

ولَمْ أَسْأَلْ:

لِمَاذَا بِعْتَ مِنْ أَسْمَنْتَ تُرْبَتِنَا

لِتَبْنِىَ ذَا الجِدَارَ

الصَّلْدَ والأَمْثَلْ ؟!

فَإِنَّ خُنُوعَنَا أَبَدًا

يَتُوقُ إِلَى السَّلاَمِ ولَوْ

بِذُلِّ أُنُوفِنَا الشُّمِّ.

وأُخْرَى أَلْفَ مَعْذِرَةٍ؛

فَصَدْرِي لَمْ يَزَلْ يَغْلِي

كَمَا دَوَّامَةِ المِرْجَلْ ..

أَرَاهُ يَوَدُّ يَسْأَلُكُمْ:

لِمَاذَا - يَا حَنُونَ القَلْبِ -

قَدْ أَغْلَقْتَ مَعْبَرَنَا،

غَدَاةَ صُمُودِ غَزَّتِنَا،

بِوَجْهِ الوَافِدِ المَذْبُوحِ

والمَطْعُونِ والأَعْزَلْ ؟!

وأُخْرَى أَلْفَ مَعْذِرَةٍ؛

فَإِنَّ القَلْبَ لَمْ يَسْأَلْ:

لِمَاذَا - يَا شَدِيدَ البَأْسِ -

لَمْ تُنْذِرْ ؟! ولَمْ تَعْبُرْ ؟!

لِمَاذَا هَانِئًا مَالأْتَ [138]

مَنْ شَطَرُوا الحَبِيبَةَ

نِصْفَنَا الأَعْزَلْ ؟!

وعَرَّيْتَ الفَتَاةَ البِكْرَ

مِنْ سِرْبَالِهَا الأَسْفَلْ ؟!

إِذَا مَا كُنْتَ لَمْ تَشْغَلْكَ

فِي السُّودَانِ مُسْلِمَةٌ

فَهَلاَّ رَاعَكَ الأَدْهَى؛

كِلاَبٌ تَقْصِدُ الأَمْوَاهَ والمَأْكَلْ ؟!

لِمَاذَا تَمْنَعُ الجَارَاتِ

- عُذْرًا تَمْنَعُ الأَخَوَاتِ -

مَا يُهْدَى إِلَى الحَيَوَانِ

فِي أَعْتَى بِلاَدِ الكُفْرِ والظُّلْمِ ؟!

لِمَاذَا لَسْتَ تَفْهَمُنِي ؟!

وتَرْحَمُنِي مِنَ التَّفْكِيرِ

والتَّأْوِيلِ والأَسْقَامِ والغَمِّ ؟!

لِمَاذَا بِعْتَ مَا قَدْ كَانَ

طُولَ العُمْرِ فِي سَفَهٍ،

وتَارِيخًا بِطُولِ الدَّهْرِ

بَيْنَ مَجَامِرِ الهَوْلِ ؟!

ولَطَّخْتَ الثِّيَابَ البِيضَ

- ثَوْبَ الحَرْبِ والإِقْدَامِ -

مِنْ رَأْسِي إِلَى ذَيْلِي ؟!

وجَرَّعْتَ الأُبَاةَ الصِّيدَ

مُرَّ الوَحْلِ والذُّلِ ؟!

تُرَاكَ خَشِيتَ

حَرْبَ عِدَاكَ والعَمِّ ؟!

وَوَيْلاَتٍ مِنَ الأَهْوَالِ

سَوْفَ تَحُطُّ

مِنْ بَرٍّ ومِنْ جَوٍّ ومِنْ يَمِّ ؟!

فَأَيْنَ كَرَامَةُ الجُنْدِىِّ ؟!

أَيْنَ شَجَاعَةُ الجُنْدِىِّ ؟!

تَهْدِرُ فِي شَرَايِينِي،

كَهَدْرِ المَوْجِ فِي اليَمّ ..ِ

أَمَا واللهِ لَوْ نُؤْمِنْ،

أَمَا واللهِ لَوْ نَصْبِرْ،

ولَوْ كُنَّا

نُعَدُّ بِأُصْبُعِ اليَدِّ .

ولَوْ كُنَّا نُقَاتِلُهُمْ

بِأَعْوَادٍ مِنَ الوَرْدِ ..

وكَانَ الوَرْدُ أَقْصَى الوُسْعِ

والإِعْدَادِ والحَشْدِ ..

لَفُقْنَا بَلْ لأَفْنَيْنَا

هُنَالِكَ أَلْفَ مِلْيَوْنٍ

مِنَ القَوْمِ ..

تُرَاكَ خَشِيتَهُمْ حَقًّا ؟!

أَمِ الأُخْرَى؛

فَإِنِّي - بَعْدَ تَفْكِيرٍ

بِعُمْقِ فِعَالِكَ الكُبْرَى -

أَظُنُّكَ تَبْغَضُ الإِسْلاَمَ،

تَبْغَضُ كُلَّ مَا يَهْفُو

- ولَوْ سَهْوًا - إِلَى السِّلْمِ ؟!

أَمَا لَوْ كُنْتَ؛ فَلْتَعْلَمْ

بِأَنَّا بِالتُّرَابِ الطُّهْرِ

بَيْنَ رُبُوعِنَا أَوْلَى ..

وأَنَّا مُنْذُ كَانَ الكَوْنُ

كُنَّا لِلْهُدَى والطُّهْرِ

بَيْنَ دِيَارِنَا أَهْلاً ..

وإِنْ أَبْصَرْتَنَا مَوْتَى؛

فَلاَ زَالَتْ بِنَا الأَيَّامْ

مِلْءَ رُبُوعِنَا حُبْلَى ..

فَإِنْ غِبْنَا لَدَى يَوْمٍ

فَإِنَّ شُمُوسَ نَهْضَتِنَا

سَتُشْرِقُ فِي غَدٍ أَجْلَى ..

لِنَنْشُرَ فِي ظَلاَمِ الكَوْنِ

نُورَ شَرِيعَةٍ مُثْلَى ..

تُنِيرُ الكَوْنَ بِالسِّلْمِ

تُرَاكَ عَرِفْتَ مَنْ نَحْنُ ؟!

وبَيْنَ قَذَائِفِ التَّقْرِيعِ

والتَّبْكِيتِ واللَّوْمِ ..

وبَيْنَ العَطْفِ والتَّحْنَانِ

والذُّلَّ الَّذِي يُدْمِي ..

تَهَامَتْ أَنْهُرُ الدَّمْعِ

بِعَيْنِ أُبُوَّتِي حَرَّى ..

أَرَاهَا مِنْ ذُرَا النَّدَمِ،

تَرُومُ التَّوْبَةَ الكُبْرَى ..

ولَكِنْ تَرْهَبُ الزُّمَرَا [139]..

وجَلاَّدَ القَصَاصِ المُرِّ

حِينَ يَثُورُ للأُمِّ؛

فَسَالَتْ دَمْعَتِى نَهْرًا ..

حِكَايَةَ نَاصِحٍ بَرِّ ..

بِرَغْمِ القَيْدِ والإِرْهَابِ

والتَّجْوِيعِ والقُرِّ [140]..

بِرَغْمِ فَظَائِعَ ارْتُكِبَتْ

تَنُوءُ بِهَا فُنُونُ العَدِّ والحَصْرِ ..

تَقُولُ : هَلُمَّ - يَا أَبَتَاهُ -

لِلتَّوْبَاتِ والغَفْرِ [141]..

فَإِنْ خِفْتَ الَّذِي أَصْلَيْتَهُ

الأَشْرَافَ مِنْ شَعْبِي،

وسَوْطَ قَصَاصِهِ المُرِّ ..

فَمِمَّا أَسْلَفَتْهُ يَدَاكَ

مِنْ شَرٍّ ومِنْ جُرْمِ ..

وإِنْ قُتِّلْتَ .. إِنْ صُلِّبْتَ

فِي الدُّنْيَا،

فَحَسْبُكَ أَنْ وُقِيتَ النَّارَ،

حَسْبُكَ أَنْ وُقِيتَ الذُّلَّ

يَوْمَ الحَشْرِ والنَّشْرِ ..

وحَسْبُكَ ذَاكَ مِنْ غَنْمِ. [142]

وحَسْبُكَ - إِنْ هُدِيتَ التَّوْبَ -

أَنْ يَرْضَاكَ رَبُّ الكَوْنِ

بَعْدَ الإِثْمِ والذَّمِّ ..

وإِنْ يَرْضَاكَ رَبُّ الكَوْنِ

مَنْ تَخْشَى مِنَ القَوْمِ ؟!

أَلاَ فَارْجِعْ

وَتُبْ لِلَّهِ ..

تُبْ لِلَّهِ يَا أَبَتِ ..

بَنِي أُمِّي .. نَصِيحَةَ عَاشِقٍ وَلِهٍ[143]

أَيَا أُمِّي،

" أُحِبُّكِ مِثْلَمَا أَنْتِ ".

" أُحِبُّكِ كَيْفَمَا كُنْتِ " ..

وأَبْذُلُ فِي هَوَاكِ العُمْرَ

قُرْبَانًا لِبَارِينَا.

وأهْوَاكِ ..

- بِمِلْءِ القَلْبِ - أهْوَاكِ،

وأهْوَى نِيلَكِ الدَّفَّاقَ

يَا أعْطَى مَغَانِينَا ..

وأَعْشَقُ فِيكِ

أَحْلَى مَا حَبَاهُ اللهُ لِلدُّنْيَا؛

بَنِي أُمِّي.

بَنِي أُمِّي،

شَبَابَ الحَقِّ

يَا أُغْرُودَةَ الدُّنْيَا،

ومَنْ أصْغَتْ

لَهَا الآذَانُ خَاشِعَةً

غَدَاةَ شَدَتْ بِهَا الأَطْيَارُ

أَشْعَارًا وتَلْحِينًا ..

ويَا عِطْرَ الدُّنَا الفَوَّاحَ،

مَا فَتِئَتْ

تَضُوعُ بِهِ صَبَا [144] الأَنْسَامِ

رَيْحَانًا ونِسْرِينًا ..

ويَا طُهْرَ النَّدَى والنِّيلِ،

رَاحَ يُعَلِّمُ الدُّنْيَا

مِنَ الطُّهْرِ الأَفَانِينَا ..

ويَا سِرْبَ المُنَى البَيْضَاءِ،

طَافَ بِنَا

قُبَيْلَ الفَجْرِ هَفْهَافًا،

وعِنْدَ الصُّبْحِ

عَايَنَّاهُ، لاَمَسْنَاهُ

حَيًّا أَبْلَجَ القَسَمَاتِ

نَحْضُنُهُ؛ فَيُحْيِينَا ..

ويَا جِيلَ الأَيَادِي البِيضِ،

يَا مَنْ عَلَّمَ الدُّنْيَا،

فُنُونَ الثَّوْرَةِ البَيْضَاءِ،

حِينَ تَجَاوِزُ الأحْقَادَ والطِّينَا ..

سَلامًا كَيْفَمَا كُنْتُمْ ..

سَلاَمًا حَيْثُمَا كُنْتُمْ ..

فَقَدْ أَشْعَلْتُمُ العَزَمَاتِ

حِينَ خَبَتْ عَزَائِمُنَا،

وقَدْ أَحْيَيْتُمُ الآمَالَ

إِذْ مَاتَتْ أَمَانِينَا .

أَلاَ يَا مَنْ أَنَرْتُمْ

مِنْ شُمُوسِ دِمَائِكُمْ غَدَنَا،

لَكَمْ عَاشَتْ بِكُمْ أَرْحَامُ

حَاضِنَةِ الرُّؤَى [145] حُبْلَى،

ولاَ زَالَتْ هُنَا نُفَسَاءَ

تُرْضِعُ طِفْلَهَا الأَوَّلْ؛

فَإِمَّا أَرْضَعَتْهُ النُّورَ

بَثَّ النُّورَ فِي غَدِنَا،

وإِنْ لَمْ تَلْفَ [146] إِلاَّ اللَّيْلَ

عَادَ لأَمْسِنَا الأَوْحَلْ؛

لِيُصْلِىَ شَعْبَنَا أُخْرَى

مِنَ الوَيْلاَتِ سِجِّينًا ..

لِذَلِكَ حُقَّ لِي نُصْحِي،

وعَتْبُ مُوَلَّهٍ دَنِفِ [147]

فَبَيْنَ النُّصْحِ والعَتْبِ

سَنَسْلُكُ أَقْوَمَ الدَّرْبِ

بِلاَ زَيْغٍ .. بِلاَ نَصَبٍ

إِلَى أَسْمَى أَمَانِينَا ..

إِذَا مَا كَانَ رَبُّ العَرْشِ

قَدْ أَكْرَمَ بِالنَّصْرِ ..

وأَمْضَى الشَّعْبَ

بَعْدَ العُسْرِ

مِنْ يُسْرٍ إِلَى يُسْرِ ..

وأَوْرَثَنَا بُعَيْدَ الذُّلِّ

" تَحْرِيرًا " وتَمْكِينًا ..

فَإِنَّ الظُّلْمَ - كُلَّ الظُّلْمِ -

يَكْمُنُ حِينَمَا نَسْرِي

بِذَاكَ النَّصْرِ

نَحْوَ هَزِيمَةٍ أُخْرَى،

ويَكْمُنُ حِينَمَا نَهْوِي

بِذَاكَ العِزِّ والتَّمْكِينِ

نَحْوَ الذُّلِّ والقَهْرِ؛

فَنَسْقِي نَهْرَنَا الطِّينَا ..

شَكَوْنَا الأَمْسَ - يَا ثُوَّارُ -

أَعْرَاضًا لأَمْرَاضٍ

خِلاَلَ جُسُومِنَا تَسْرِي،

وتَسْتَشْرِي ..

فَوَاعَجَبًا،

إِذَا مَا طَبَّبَ الزُّرَّاعُ

أَوْرَاقًا قَدِ احْتَرَقَتْ؛

فَأَلْهَتْهُمْ عَنِ الأَدْوَاءِ

فِي الجِذْرِ ..

فَمَا تَرَكَتْ لَهُمْ جِذْرًا - يُؤَمِّلُهُمْ -

ولاَ تِينًا ..

فَلَيْسَ نِهَايَةُ المِشْوَارِ

فِي إِقْصَاءِ ظَلاَّمٍ،

ولاَ أَتْبَاعِ ظَلاَّمٍ؛

فَبَيْنَ نُفُوسِنَا الشَّلاَّءِ

يَكْمُنُ أَلْفُ ظَلاَّمٍ،

سَيَدْهَمُنَا

لَدَى غَفَلاَتِ ثَوْرَتِنَا،

ويُفْنِينَا ..

ومَا عُمَّالُ [148] أُمَّتِنَا،

سِوَى أَعْمَالِ أُمَّتِنَا

قَدِ انْتَفَضَتْ

كِيَانًا نَابِضًا حَيًّا؛

لِتَحْكُمَنَا

بِمَا فِي النَّاسِ

قَدْ حَكَمَتْ ضَمَائِرُنَا ..

فَإِنْ كُنَّا أُولِي سَفَهٍ،

دَهَانَا مِنْ وُلاَةِ الأَمْرِ

فُسَّاقٌ أُولُو سَفَهٍ ..

وَإِنْ كُنَّا أُولِي رَشَدٍ،

رَعَانَا مِنْ وُلاَةِ الأَمْرِ

أَطْهَارٌ أُولُو رَشَدٍ ..

وَإِنْ كُنَّا أُولِي دِينٍ

أَقَامُوا بَيْنَنَا الدِّينَا ..

فَإِنْ قَدْ رُمْتَ مَعْرِفَةً بِوَالِينَا؛

فَأَبْصِرْنَا لِتَعْرِفَهُ،

فَإِنَّا حِينَ أَبْصَرْنَا

لَدَى المِرْآةِ صُورَتَنَا

وَجَدْنَاهَا لِوَالِينَا ..

فَلَيْسَ نِهَايَةُ المِشْوَارِ

فِي إِقْصَاءِ ظَلاَّمٍ وشِيعَتِهِ،

إِذَا لَمْ نُقْصِ

عَنَّا شَرَّ أَنْفُسِنَا ..

إِذَا لَمْ نُقْصِ أَهْوَاءً

- بِمِلْءِ نُفُوسِنَا - صَارَتْ

تُشَرْذِمُنَا وتُهْوِينَا ..

فَإِنْ كُنَّا خَلَعْنَاهُمْ

فَهَلاَّ مَنْ يُخَبِّرْنِي:

لِمَاذَا قَبْلَ خَلْعِ السُّوءِ

لَمْ نَخْلَعْ مَسَاوِينَا ؟!

لِمَاذَا يَا ابْنَ ثَوْرَتِنَا

- وأَنْتَ مَنِ اشْتَكَيْتَ النَّبْذَ

والإِقْصَاءَ مُذْ كُنَّا -

تَوَدُّ الآنَ

تَعْزِلُنَا وتُقْصِينَا ؟!

لِمَاذَا حِينَمَا نُبْدِي

مُوَافَقَةً تُحَاكِمُنَا ؟!

وتُشْعِرُنَا

بِأَنَّكَ - وَحْدَكَ - الفَذُّ

الَّذِي تَفْهَمْ ؟!

وأَنَّكَ - وَحْدَكَ - المُلْهَمْ ؟!

وأَنَّا - مَعْشَرَ - الأَبْقَارِ

لاَ نَفْهَمْ ؟!

وأَنَّا نَرْضَعُ الأَوْحَالَ والطِّينَا ؟!

وهَلاَّ مَنْ يُخَبِّرْنِي :

لِمَاذَا تَأْكُلُ الثَّوَرَاتُ عَذْرَتَهَا [149] ؟!

لِمَاذَا يَا ابْنَ ثَوْرَتِنَا

تُخَالِفُنَا

إِلَى مَا كُنْتَ تَنْهَى عَنْهُ بِالأَمْسِ ؟!

أَرَاكَ تَوَدُّ تُسْعِدُنَا

بِمَا قَدْ ظَلَّ

طُولَ العُمْرِ يُشْقِينَا !!

وأَيْنَ حَدِيثُكَ الهَفْهَافُ

عَنْ حُرِّيَّةِ التَّعْبِيرِ ..

عَنْ حُرِّيَّةِ الفِكْرِ .. ؟!

فَهَلْ حُرِّيَّةُ التَّعْبِيرِ ذِي

حِكْرٌ لِنُخْبَتِكُمْ ؟!

ومَحْظُورٌ شَدِيدُ الحَظْرِ

بَيْنَ رُبُوعِ وَادِينَا ؟!

أَنَهْرُبُ مِنْ " نِظَامِ " الأَمْسِ؛

مِنْ أَنْيَارِ بَلْطَجَةٍ

بِنَارِ الجِسْمِ تَحْرِقُنَا،

إِلَى أَنْيَارِ بَلْطَجَةٍ

بِنَارِ الفِكْرِ تَنْفِينَا ..

إِذًا لاَ كَانَتِ الثَّوْرَاتُ ..

لاَ كَانَتْ مَبَادِؤُهَا ..

إِذَا مَا قَادَتِ الأَفْكَارَ

فِي كِبْرٍ

إِلَى وَحْلِ الأَنَا المَنْبُوذِ

مِنْ أَوْحَالِ مَاضِينَا ..

لِمَاذَا يَا ابْنَ ثَوْرَتِنَا

أَتَيْتُ لِكَىْ أُهَنِّئَنَا بِثَوْرَتِنَا،

فَلَمَّا تُعْطِنَا وَجْهًا،

ولَمْ تَقْبَلْ تَهَانِينَا ؟!

وقُلْتُمْ : أَنَّنَا خُنَّا ..

وأَنَّا قَدْ تَقَاعَسْنَا ..

وخَذَّلْنَا [150].. وثَبَّطْنَا [151]..

لِذَا لَنْ تَقْبَلُوا أَبَدًا تَهَانِينَا ..

ولاَ واللهِ .. لاَ واللهِ

مَا خُنَّا ولاَ هُنَّا،
ولَكِنْ أَبْصَرَ الأَفْذَاذُ؛

مِنْ أَحْبَارِنَا رَأْيًا؛

لِنَحْفَظَ أَمْرَ دَعْوَتِنَا،

ونَحْفَظَ رُوحَ إِخْوَتِنَا،

ونَخْذِلَ عَنْهُمَا الحُكَّامَ

إِذْ دَسُّوا

خِلاَلَ صُفُوفِنَا الجِنَّا

وأَشْيَاعًا شَيَاطِينَا ..

يَؤُزُّونَا .. ويُحْصُونَا ..

فَمُنْذُ سِنِينَ .. مُنْذُ سِنِينَ ..

قَدْ قُمْنَا

إِلَى الإِسْلاَمِ دَاعِينَا ..

لِنَبْنِىَ بَيْنَنَا بَشَرًا

- أَشَقَّ وخَيْرَ مَا يُبْنَى -

سَوِيًّا دَيِّنًا فَطِنًا،

فَمَا فَتِئَتْ

تُنِيرُ غَيَاهِبَ الدُّنْيَا لآلِينَا ..

فَمَا اغْتَاظَ الأُلَى حَكَمُوا

كَمَا اغْتَاظُوا بِدَعْوَتِنَا؛

بِدَعْوَةِ مَنْ

أَرَادُوا لِلْوَرَى الدِّينَا .

وإِلاَّ فَانْظُرُوا صِدْقًا لأَنْفُسِكُمْ

وكَمْ قُلْتُمْ ودَبَّجْتُمْ !!

وكَمْ صِحْتُمْ وأَزْبَدْتُمْ !!

فَمَا أَلْقَوْا لَكُمْ بَالاً،

ومَا أَصْغَوْا لَكُمْ سَمْعًا،

ولاَ خَافُوا لَكُمْ أَثَرًا،

وقَدْ نَحَّيْتُمُ الدِّينَا ..

وأَمَّا نَحْنُ .. أَمَّا نَحْنُ

إِنْ سَمِعُوا لَنَا هَمْسًا

وإِنْ لَمْ يَسْمَعُوا هَمْسًا

وإِمَّا أَبْصَرُوا حَرْفًا

أَوِ اجْتَهَدُوا؛

فَلَمْ يَجِدُوا لَنَا حَرْفًا

فَقَدْ قُلْنَا .. ودَبَّجْنَا ..

وخَطَّطْنَا .. ونَظَّمْنَا ..

وتِلْكَ وَثَائِقُ التَّنْظِيمِ

عِنْدَ القَوْمِ نَاطِقَةٌ

ودَامِغَةٌ

بِمَا اقْتَرَفَتْ أَيَادِينَا ..

وتِلْكَ وَثَائِقُ التَّلْفِيقِ والتَّدْلِيسِ

نَاطِقَةٌ ..

بِأَصْوَاتِ الأُلَى هَمَسُوا،

وبَصْمَاتِ الأُلَى خَطُّوا

فَذَا سَحْلٌ .. وذَا سِجْنٌ ..

وذَا قَتْلٌ ..

وذَلِكَ نَالَ

مِنْ كُلِّ الَّذِي أَدْنَاهُ يُفْنِينَا ..

ولاَ واللهِ

مَا قَدْ رَاعَنَا [152] سَحْلٌ،

ولاَ سِجْنٌ، ولاَ قَتْلٌ ..

ولَكِنْ رَاعَنَا الأَدْهَى

إِذَا مَا فُلَّ [153]

سَيْفُ الثَّوْرَةِ الكُبْرَى،

وجُرِّمَ رَأْىُ دَعْوَتِنَا،

وصُودِرَ أَصْلُ دَعْوَتِنَا؛

لِنَبْدَأَ بَعْدَ أَزْمَانٍ

مَبَادِىءَ دَعْوَةٍ أُخْرَى

مِنَ الصِّفْرِ،

ونَهْدِمَ مَا حَبَانَا اللهُ

مُذْ كَانَتْ أَوَالِينَا ..

فَفَكِّرْ ثُمَّ خَبِّرْنِي:

تُرَى أَنَصُونُ دَعْوَتَنَا

ونَمْضِي فِي سَبِيلِ اللهِ

أَبْدَارًا إِلَى الفَجْرِ ؟!

أَمِ الأُخْرَى؛

لِنَعْضِدَ ثَوْرَةً ثَوْرَاءَ

لاَ نَدْرِي هَوِيَّتَهَا،

عَهِدْنَا مِثْلَهَا يَهْوِي

إِلَى القَبْرِ ..

ويَخْلُفُنَا لِذَا الجَبَّارِ

يُصْلِي الدَّعْوَةَ الغَرَّاءَ

نِيرَانًا وسِجِّينَا ..

وهَبْ أَنَّا

أَرَدْنَا ثَوْرَةً شَرْعِيَّةً مُثْلَى

بِلاَ ذَنْبٍ .. بِلاَ رَقْصٍ .. بِلاَ فِسْقٍ

- أَتَدْرِى نَكْسَةَ الذَّنْبِ ؟! -

أَرَدْنَا مِنْكُمُ الإِسْلاَمَ

يَحْكُمُنَا ويُحْيِينَا ..

إِذًا لَرَفَضْتُمُ أَنْتُمْ،

وكُنْتُمْ مِنْ أَوَائِلِ مَنْ

أَبَاحُوا قَتْلَنَا هَدَرًا،

وصَاحُوا بِاسْمِ وَالِينَا .

فَهَلْ يَوْمـًا تَصَوَّرْتُمْ

سِوَى آرَائِكُمْ أَنْتُمْ ؟!

وهَلْ بِاللهِ أَصْغَيْتُمْ

لِغَيْرِ صُرَاخِكُمْ أَنْتُمْ ؟!

وإِنْ يَوْمًا نُخَالِفْكُمْ؛

فَلَيْسَ يَنَالُنَا إِلاَّ

رَصَاصُ القَوْلِ

يُرْدِينَا ..

ومَاذَا لَوْ

خَرَجْنَا نَقْصِدُ " التَّحْرِيرَ "

بَيْنَ جُمُوعِ ثَوْرَتِكُمْ،

وتِلْكَ جُمُوعُنَا تَتْرَى[154]

بِهَيْئَتِنَا .. بِلِحْيَتِنَا ..

بِعِمَّتِنَا [155].. وقِصَّةِ ثَوْبِنَا الأَقْصَرْ ..

فَمَاذَا كُنْتَ تَحْسَبُ

فِعْلَهُمْ فِينَا ؟!

إِذًا لَتَنَاوَلَ الإِعْلاَمُ

فِي شَبَقٍ [156] حِكَايَتَنَا ..

وخُطَّتَنَا .. وقِصَّةَ غَزْوِنَا الأَكْبَرْ !

ودَبَّجَ عَنْ عَلاقَتِنَا

" بِبِنْ لاَدِنْ " و" بِالطَّلْبَانِ "

مَا اسْتَخْفَى

فَأَظْهَرَ سِرَّهُ المُخْبِرْ ..

وخَاطَبَ عَمَّهُ " بَارَاكَ "

قَبْلَ الجَدِّ " أُوبَامَا "

زَعِيمِ مَشَائِخِ المَنْصَرْ ..

وحَذَّرَ مِنْ جُذُورِ الشَّرِّ

فِي " التَّحْرِيرِ " واسْتَنْصَرْ ..

وفَحَّمَ ذَلِكَ المَيْدَانَ

مُنْتَشِيًا؛

فَمَا اسْتَثْنَى ولاَ أَنْذَرْ .

وحَدَّثَ عَنْ مَفَاخِرِهِ،

وقَمْعِ الفِتْنَةِ الكُبْرَى،

ووَأْدِ الشَّرِّ والبَلْوَى،

- إِذِ اسْتَشْرَى [157] بِثَوْرَتِنَا -

وحَدَّثَ عَنْ مَفَاخِرِهِ ..

بِيَوْمِ " الزِّينَةِ " الأَكْبَرْ .

فَلَوْ أَنَّا خَرَجْنَا يَوْمَ ثَوْرَتِنَا

لَأَفْنَوْكُمْ، وأَفْنَوْنَا

وغَالُوكُمْ، وغَالُونَا.

وإِنْ كُنَّا

رَأَيْنَا الرَّأْىَ مَا قُلْنَا،

فَإِنَّا لَمْ نُؤَثِّمْ قَطُ مَنْ خَرَجُوا

فَخُضْتُمْ أَنْتُمُ المَيْدَانَ ثُوَّارًا ..

وخُضْنَا نَحْنُ مَيْدَانًا

نُقِيمُ الأَمْنَ أَبْرَارًا ..

نَصُدُّ جَحَافِلَ الشُّطَارِ،[158]

نُصْلِحُ مِنْ حَيَاةِ النَّاسِ

مَا انْهَارَا ..

لِكَىْ لاَ يَسْرِقَ الفُجَّارُ

لَحْظًا حُلْمَ ثَوْرَتِنَا ..

لِكَىْ لاَ يُفْسِدَ البَاغُونَ

مِنْ أَذْنَابِ دَوْلَتِنَا

بُنُودَ النَّصْرِ

فِي أَحْضَانِ ثَوْرَتِنَا

ويَغْتَالُوا أَمَانِينَا ..

سَلْ عَنَّا

وإِنْ كُنْتُمْ تَرَوْنَ الرَّأْىَ

مِنْ حَقِّ الأُلَى ضَحَّوْا؛

فَسَلْ عَنَّا السُّجُونَ الحُمْرَ،

سَلْ عَنْ بَذْلِنَا التَّعْذِيبَ ..

والتَّنْكِيلَ .. والتَّشْرِيدَ ..

والتَّشْوِيهَ عَنْ عَمْدٍ ..

لِكُلِّ بُنُودِ حَاضِرِنَا ومَاضِينَا ..

وهَبْنِي - يَا ابْنَ ثَوْرَتِنَا -

جَبَنْتُ إِبَانَ ثَوْرَتِنَا؛

فَلَمْ أَخْرُجْ،

ولَمْ أَحْفَظْ لَكُمْ أَمْنًا،

ولَمْ أَمْنَعْ لَكُمْ دَارًا ..

وكُنَّا فِي عِدَادِ

الثَّوْرَةِ الثَّوْرَاءِ أَصْفَارًا ..

أَلَمْ يَخْرُجْ بَنُو أُمِّي ؟!

أَلَمْ يَخْرُجْ بَنُو عَمِّي ؟!

ويَكْفُونَا ؟!

وأَخْبِرْنِي:

أَلَسْتَ قَدِ اخْتَزَلْتَ الشَّعْبَ

فِي تَيَّارِكُمْ أَنْتُمْ ؟!

وأَبْصَرْتُمْ بِذَلِكَ مَنْ يُخَالِفُكُمْ

بُنُودَ الرَّأْىِ جُهَّالاً مَجَانِينَا ؟!

فَأَخْبِرْنِي:

أَلَسْنَا مِنْ صَمِيمِ الشَّعْبِ

مِنْ أَوْلادِ تُرْبَتِهِ ؟!

أَلَمْ نَرْضَعْ رُضَابَ النِّيلِ

يَوْمًا بَيْنَ رَوْضَتِهِ ؟!

فَأَخْبِرْنِي

لِمَاذَا اليَوْمَ تَذْبَحُنِي وتُقْصِينِي ؟!

لِمَاذَا تَقْبَلُ الأَطْيَافَ

- كُلَّ شَوَارِدِ الأَطْيَافِ -

فِي وَطَنِي وتَنْفِينِي ؟!

" فَلِبْرَالِيَّةُ " " الأَحْرَارِ "

تَرْتَعُ بَيْنَ أَرْبُعِنَا،

تَوَدُّ تُحَرِّرُ الأَفْكَارَ

حَتَّى مِنْ رُؤَى الدِّينِ،

وتَمْنَعُنِي حُقُوقَ النُّصْحِ

- لَوْ تَدْرُونَ مَعْنَى النُّصْحِ -

كَمْ بِاسْمِ انْفِتَاحِ الفِكْرِ،

والحُرِّيَّةِ الرَّعْنَاءِ فِي أَمْسِي

أَضَاعُونِي،

و" دِقْرَاطِيَّةُ " [159] الأَفْهَامِ

بَيْنَ ثِيَابِهَا الخَدَّاعِ،

تَرْفُلُ [160] بَيْنَ أَرْبُعِنَا،

تَكَادُ لِدَلِّهَا الهَفْهَافِ تُغْوِينِي،

تَوَدُّ تُشَرِّعُ الأَحْكَامَ

مِنْ فِكْرِ العُقُولِ الحُرِّ،

لاَ مِنْ رِبْقَةِ الدِّينِ.

فَوَاعَجَبَاهُ، إِذْ تُقْصَى

شَرِيعَةُ رَبِّنَا الخَلاَّقِ

جَلَّ جَلاَلُهُ - سَفَهًا -

وتُدْنِي شِرْعَةَ المَخْلُوقِ

مِنْ مَاءٍ ومِنْ طِينِ !!!

ولا واللهِ .. لا واللهِ

مَا فِي شَرْعِهِ خَيْرٌ

سِوَى مَا صَادَفَ الإِسْلاَمَ

بَيْنَ الحِينِ والحِينِ.

أَلاَ فَائْتِ الفُرَاتِ العَذْبَ

إِنْ مَا تُقْتَ لِلسُّقْيَا،

ودَعْ عَنْكَ الغَدِيرَ الوَحْلَ

بَيْنَ الطِّينِ والطِّينِ ..

وَأَخْبِرْنِي:

لِمَاذَا أَنْتَ تَجْهَلُنِي،

وتَسْأَلُ عَنْ خَبَايَا الفِكْرِ

بَيْنَ جَوَانِحِي غَيْرِي،

ولاَ تَأْتِي وتَسْأَلُنِي

ولاَ تَحْنُو وتَدْعُونِي ؟!

لِمَاذَا أَنْتَ تَرْفُضُنِي،

ولَمْ تَدْرِ الَّذِي أَبْغِي،

ولَمْ تَسْبُرْ [161] مَكَانِينِي [162] ؟!

لِمَاذَا تَرْفُضُ الإِسْلاَمَ

تَشْرِيعًا ومِنْهَاجًا ؟!

ولَسْتُ أَرَاكَ تَسْبُرُهُ،

لِمَ الفُتْيَا

بِأَمْرٍ أَنْتَ تَجْهَلُهُ ؟!

أَلَيْسَ مِنَ احْتِرَامِ الفِكْرِ

سُؤْلُكَ لِلَّذِي يَعْلَمْ

إِذَا مَا كُنْتَ لاَ تَعْلَمْ ؟!

أَلَيْسَ مِنَ احْتِرَامِ الفِكْرِ

صَمْتُكَ لِلَّذِي يَفْهَمْ

إِذَا مَا كُنْتَ لاَ تَفْهَمْ ؟!

فَهَلْ تَزِنُ الحُرُوفَ إِذَا

أَرَدْتَ تُحَادِثُ الدُّنْيَا،

وتَهْرِفُ إِنْ

أَرَدْتَ القَوْلَ فِي الدِّينِ ؟!

أَيَا مَنْ لَمْ تَزَلْ مِنِّي،

ومِنْ دَفْقِ الشَّرَايِينِ،

ويَا مَنْ لَمْ تَزَلْ أَبَدًا

- بِرَغْمِ مَحَبَّتِي لِهُدَاكَ -

تَطْلُبُنِي وتَغْزُونِي ..

أَنَا - واللهِ -

- رَغْمَ البَيْنِ والهِجْرَانِ والأُخْرَى -

أَنَا - واللهِ –

مَا زَالَتْ تُرَاوِدُنِي ..

ذُرَا أَحْلامِنَا الشَّفَّافَةِ السَّكْرَى

وتَشْطُرُنِي ..

إِذَا هَامَتْ

بِىَ الأَشْوَاقُ والذِّكْرَى

فَتُضْحِكُنِي .. وتُبْكِينِي

وإِنِّي لَمْ أَزَلْ أَرْجُوكَ

شَطْرَ سَفِينَتِي الغَرْقَى،

وشَطْرَ الدَّفَّةِ الحَيْرَى،

وشَطْرَ سَوَاعِدِ المِجْدَافِ،

فِي تِيهِ الفَرَاعِينِ ..

فَهَيَّا يَا أَخِي، هَيَّا،

وطَلِّقْ ذَلِكَ الغَيَّا؛

لِنَزْوِىَ شَعْثَ شَارِدِهَا،

ونُوقِظَ عَزْمَ رَاقِدِهَا،

ونُبْحِرَ نَحْوَ جَنَّتِنَا

عَلَى اسْمِ اللهِ والدِّينِ ..

وإِنْ لَمْ تُصْغِ لِلْقَوْلِ،

وتَرْحَمْ لَوْعَةَ الدَّمْعَاتِ

والتَّحْنَانِ والسُّؤْلِ،

فَيَوْمًا مَا

سَتَدْرِي الحَقَّ يَا خِلِّي،

وتَعْلَمُ مَنْ حَبَاكَ النُّصْحَ

مِمَّنْ قَادَ لِلْوَيْلِ

بِيَوْمٍ لَيْسَ تُجْدِي فِيهِ

حَسْرَاتٌ مِنَ الهَوْلِ،

ولاَ حُمْرُ القَرَابِينِ ..

بَنِي أُمِّي،

ويَا أَشْبَالَ ثَوْرَتِنَا،

ويَا مَنْ فَجَّرُوا المَيْدَانَ

بُرْكَانًا وإِعْصَارًا،

جَزَاكُمْ رَبُّنَا خَيْرًا،

وبَاعَدَ عَنْكُمُ النَّارَا ..

وأَوْرَثَكُمْ عَمِيقَ الفَهْمِ

إِذْ أَعْمَى

عَنِ الآيَاتِ كُفَّارًا ..

خُذُوا عَنِّي

نَصِيحَةَ وَالِهٍ دَنِفٍ :

أَمَا - واللهِ - لَوْلاَ اللهُ

مَا كَانَتْ حِكَايَتُنَا،

ومَا قَدْ سَطَّر التَّارِيخُ

لِلآتِينَ ثَوْرَتَنَا،

ولاَ كُنَّا بِعَيْنِ الكَوْنِ

أَحْرَارًا وثُوَّارًا ..

فَمَنْ قَدْ رَوَّعَ الحُكَّامَ

فِي أَثْنَاءِ ثَوْرَتِنَا،

ومَنْ قَدْ شَدَّ عَزْمَ القَلْبِ

فِي أَثْنَاءِ رَجْفَتِنَا،

ومَنْ قَدْ رَوَّضَ الآسَادَ

مِنْ أَبْطَالِ جَبْهَتِنَا؛

فَمَا رَامُوا بِنَا شَرًّا،

ولاَ هُمْ وَافَقُوا المَخْلُوعَ

حِينَ أَرَادَهَا نَارًا ..

ولاَ هُمْ

يَوْمَهَا فِي الحُكْمِ والثَّرَوَاتِ

قَدْ طَمِعُوا،

فَكَانُوا مِنْ صَنِيعِ اللهِ

إِذْ عَزَفُوا [163] رَشِدُوا،

وقَادُوا شَعْبَنَا المَقْهُورَ

نَحْوَ الخَيْرِ أَبْرَارًا ..

فَلاَ لاَ تَدَّعُوا المَجْدَا ..

ولاَ تَتَجَاوَزُوا الحَدَّا ..

ولاَ تَتَنَاوَلُوا الإِعْدَادَ

والإِمْدَادَ والكَدَّا ..

ولاَ تَتَدَاوَلُوا الإِبْدَاعَ

والإِتْقَانَ والرُّشْدَا ..

فَإِنَّ لِرَبِّكُمْ جُنْدًا ..

أَطَاحَتْ _ حَيْثُ لاَ تَدْرُونَ _

ذَاكَ الفَاجِرَ القِرْدَا ..

وجَنَّبَتِ البِلاَدَ الشَّرَّ

حِينَ أَتَاكُمُ هَدًّا ..

ويَمَّمَ نَحْوَنَا كَالسَّيْلِ

حِينَ يَطِيشُ جَرَّارًا ..

فَلاَ تُفْنُوا

سُمُوَّ الثَّوْرَةِ العُلْيَا ..

بِسَيْلِ مَطَالِبَ انْفَجَرَتْ

مِنَ الدُّنْيَا ..

لِئَلاَّ يَرْتَئِينَا القَوْمُ

أَطْفَالاً وأَشْرَارًا ..

فَإِنَّ مَطَالِبَ الدُّنْيَا

بِشَىْءٍ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ،

- لَوْ نَرْضَى - سَنَدْفَعُهَا

وقَدْ عِشْنَا سِنِينَ العُمْرِ

نَصْبِرُ بَيْنَ بَلْقَعِهَا [164]..

ولاَ زِلْنَا ..

ونَحْنُ بِعَزْمِ ثَوْرَتِنَا

رِجَالاً نَسْتَطِيعُ الصَّبْرَ

إِيثَارًا وإِصْرَارًا ..

ومَا هِىَ غَيْرَ ثَانِيَةٍ

- إِذَا لِلَّهِ أَخْلَصْنَا،

وأَمْهَلْنَا مَنِ اخْتَرْنَا -

ويَأْتِي الخَيْرُ هَمَّارًا ..

أَلاَ فَارْضَوْا،

وأَدُّوا شُكْرَ نِعْمَتِهِ ..

وأَرْبُوهَا [165] بِطَاعَتِهِ ..

يُسِلْ رَبِّي

صُنُوفَ الخَيْرِ مِدْرَارًا ..

وإِيَّاكُمْ ومَعْصِيَةٍ

تَهُدُّ الكَوْنَ

مِنْ جَرَّاءِ غَضْبَتِهِ ..

وتُخْزِي العَبْدَ

مِنْ جَرَّاءِ فَعْلَتِهِ ..

وتُرْجِعُنَا لِمَا قَدْ كَانَ

أَنْذَالاً [166] وكُفَّارًا ..

وإِنْ أَذْنَبْتُمُ ذَنْبًا؛

فَتُوبُوا التَّوْبَةَ الكُبْرَى،

فَإِنَّا عِنْدَمَا تُبْنَا

وَجَدْنَا اللهَ غَفَّارًا ..

أَلاَ فَاغْدُوا

- عَلَى اسْمِ اللهِ فَلْتَغْدُوا -

بِدِينِ اللهِ لِلدُّنْيَا،

وجُوبُوا الكَوْنَ

بِالإِسْلاَمِ

أَطْيَارًا ..

وأَنْهَارًا ..

وجُوبُوا الكَوْنَ

بِالإِسْلاَمِ

أَطْيَارًا ..

وأَنْهَارًا ..

بَيْنَ الخَوْفِ والأَمَلِ

بَنِي أُمِّي،

رِجَالَ المَجْلِسِ الأَعْلَى،

ويَا آسَادَ ثَوْرَتِنَا،

ومَنْ حَرَسُوا الأُبَاةَ الصِّيدَ،

ثَمَّ [167] وحَصَّنُوا الأَهْلا ..

ومَنْ حَقَنُوا دِمَاءَ العِزِّ

مِنْ أَشْبَالِ ثَوْرَتِنَا،

غَدَاةَ عَدَتْ كِلاَبُ الصَّيْدِ

مِنْ هُتَّافَةِ المَخْلُوعِ

تَبْغِي نَهْرَهَا نَهْلاً [168]..

ومَنْ لَمْ يَنْصُرُوا البَاغِي

- وكَانَ وَلِىَّ نِعْمَتِهِمْ -

غَدَاةَ أَرَادَهَا حِمَمًا

تُبِيدُ الحَزْنَ والسَّهْلاَ ..

جَزَاكُمْ رَبُّنَا خَيْرًا،

وثَبَّتَنَا وثَبَّتَكُمْ

عَلَى دَرْبِ الهُدَى والحَقِّ

أَعْلاَمًا

نَذُبُّ الزُّورَ والجَهْلاَ ..

فَإِنَّ القَلْبَ قَدْ يَصْبُو [169]

إِلَى عَهْدِ الهَنَاءِ الرَّغْدِ

والرَّوْحِ الَّذِي كَانَا ..

وإِنَّ النَّفْسَ قَدْ تَهْفُو [170]

إِلَى عَهْدِ الأُلَى أَوْلَوْكُمُ

الدُّنْيَا وزَهْرَتَهَا،

وزَادُوكُمْ إِلَى الأَمْوَالِ

أَلْقَابًا ونِيشَانًا ..

فَإِنَّ القَلْبَ قَدْ يَصْبُو،

وإِنَّ النَّفْسَ قَدْ تَهْفُو،

إِذَا بَذَلَتْ حَنَايَا الرُّوحِ

لِلأَوْطَانِ دَافِقَةً،

ولَمْ تَرْقَ الَّذِي تَرْجُو

- ولاَ مِعْشَارَ مَا تَرْجُو -

مِنَ الحُلْمِ الَّذِي عَاشَتْ

لَهُ الأَوْطَانُ أَوْطَانًا ..

لِذَا أَحْيَا عَلَى قَلَقٍ

فَإِنْ هَدَأَتْ بِنَا الثَّوْرَاتُ،

أَوْ كَلَّتْ ذَوَائِبُهَا،

فَلاَ زَالَتْ بِىَ الأَنْيَارُ

مِلْءَ القَلْبِ بُركَانًا ..

تَجَاذَبُنِي

رِيَاحُ الخَوْفِ والمَأْمَلْ

فَآمُلُ ..

حِينَ يَحْضُرُنِي صُمُودُكُمُ

بِوَجْهِ الغَادِرِ الأَسْفَلْ

وتَارِيخُ الحُرُوبِ الغُرِّ [171]

إِذْ ضَحَّى، ولَمْ يَذْكُرْ،

ولَمْ يَخْطُلْ ..

وحِينَ أَرَى ضِيَاءَ الدِّينِ

بَيْنَ بَرِيقِ أَعْيُنِكُمْ،

يُطِلُّ ويَنْزَوِي وَجِلاً؛[172]

فَلَمْ يَبْزُغْ ولَمْ يَأْفُلْ.

فَيَرْبو بِي مِنَ الآمَالِ

مَا لاَ تَبْلُغُ الأَحْلاَمُ

طِيلَةَ لَيْلِهَا الأَثْمَلْ ..

وتَنْهَشُنِي نُيُوبُ الخَوْفِ

حِينَ أُطِلُّ لِلأَمْسِ ..

وأُبْصِرُ مِنْ مَوَدَّتِكُمْ،

وأُبْصِرُ مِنْ حِرَاسَتِكُمْ،

لِتِلْكَ العُصْبَةِ الرِّجْسِ ..

وتَطْحَنُنِي رَحَى الرُّعْبِ

إِذَا حَدَّقْتُ فِي اليَوْمِ،

وفِي تَسْرِيحِكُمْ [173] جُودًا وعِرْفَانًا

لأَهْلِ رَئِيسِنَا البَالِي؛

لِيَنْصَرِفُوا عَلاَنِيَةً

إِلَى الأَخْوَالِ والعَمِّ

بِلاَ وَجَلٍ بِلاَ حِسِّ.

لِيُحْصُوا قَدْرَ مَا سَلَبُوا،

ويُرْبُوا حَجْمَ مَا نَهَبُوا

ويَسْتَخْفُوهُ أَحْرَازًا [174]

لَدَى السُّرَّاقِ بِالبَخْسِ.

ويَنْهَمِرُونَ لِلأَوْطَانِ

زُهَّادًا مَلائِكَةً

يَكَادُ الوَهْمُ مِلْءَ شُخُوصِهِمْ

يُذْرِي

بِطُهْرِ الغَيْثِ .. بِالأَبْدَارِ ..

بِالشَّمْسِ ..

أَكَادُ أُجَنُّ

مِنْ هَزْلِيَّةٍ زَعَمُوا

مُحَاكَمَةً، مُحَكَّمَةً ..

مُغَلَّقَةً .. وصَامِتَةً ..

يَكَادُ لِصَمْتِهَا المَشْبُوهِ

يُفْصِحُ أَخْرَسُ الخُرْسِ

تَقِلُّ بِهَا

مَضَابِطُ ذَلِكَ التَّحْقِيقِ

مَعْ مَخْلُوعِنَا الظَّلاَّمِ

- فِي تِعْدَادِ صَفْحَتِهَا-

عَنِ الكُرَّاسِ ذِي الفَلْسِ.[175]

أَكَادُ أُجَنُّ

مِنْ مِلْيَوْنِ حَادِثَةٍ

تُؤَكِّدُ لِي وِصَالَ الوُدِّ

بَيْنَ اليَوْمِ والأَمْسِ ..

وأَنَّ رِجَالَ مَجْلِسِنَا

- وهُمْ أَهْلُ الوَفَاءِ الصِّدْقِ -

لَنْ يَرْضَوْا

لِشَأْوِ وَلِىِّ نِعْمَتِهِمْ

بِتِلْكَ الوَهْدَةِ النَّكْسِ [176]

أَكَادُ أُجَنُّ

مِنْ إِخْفَائِكُمْ عَمْدًا

لِمَنْ سَحَقُوا .. ومَنْ قَتَلُوا ..

ومَنْ قَنَصُوا ..

وأَوْدَعْنَاهُمُ " الثَّكَنَاتِ "

مِنْكُمْ بُغْيَةَ الحَبْسِ

أَكَادُ أُجَنُّ

مِنْ إِمْهَالِكُمْ دَهْرًا

لِمَنْ قَدْ خَطَّطُوا

لِلذُّعْرِ والفَوْضَى

ومَنْ قَدْ مَوَّلُوا الزُّمَرَا

وهُمْ كَاللَّيْلِ مَعْرُوفُونَ،

مَحْفُوظُونَ،

لَسْتُ إِخَالُ يُنْكُرُهُمْ

عَمِىُّ العَيْنِ إِذْ يُمْسِي

وفِي إِمْهَالِكُمْ دَهْرًا

لِمَنْ سَرَقُوا؛

لِيَنْصَرِفُوا عَلاَنِيَةً،

جِهَارًا بِالَّذِي نَهَبُوا

ودُونَ مَخَافَةِ اللَّمْسِ

أَكَادُ أُجَنُّ

مِنْ تَقْلِيدِكُمْ أَعْلَى مَنَاصِبِنَا

لِنَفْسِ الثُّلَّةِ [177] الرُّؤْسِ

كَأَنَّ الأَرْضَ

قَدْ ضَاقَتْ بِأَعْيُنِكُمْ،

فَلَمَّا تُبْصِرُوا فِيهَا

سِوَى هُتَّافَةِ المَخْلُوعِ

مِنْ أَذْيَالِهِ الرِّجْسِ ..

كَأَنَّ الأَرْضَ قَدْ عَقَمَتْ؛

فَمَا طَفَحَتْ

سِوَى أَعْجَابِ [178] مَنْ فَجَرُوا

مِنَ الرَّمْسِ

أَمَا كَانُوا

هَوَى القَلْبِ السَّقِيمِ،

و " شِلَّةَ " الأُنْسِ ؟!

وعَيْنُ الحُبِّ

لَيْسَتْ تُبْصِرُ الدُّنْيَا

ولاَ شَيْئًا مِنَ الأَكْوَانِ

غَيْرَ حًبِيبِهَا المَكْنُونِ

بَيْنَ الرُّوحِ والنَّفْسِ.

ويَصْعَقُ عَقْلِىَ التَّفْكِيرُ

- رَغْمًا - فِي الَّذِي يَجْرِي

أَكَادُ أُجَنُّ

مِنْ إِبْقَاءِ مَجْلِسِكُمْ

عَلَى نَفْسِ الهَوَى والقُرْبِ

مِنْ كُلِّ القُوَى والجِنِّ والإِنْسِ

فَطَوْرًا بَيْنَ أَهْلِ الحَقِّ

تَسْتَبِقُونَ لِلطُّهْرِ،

وطَوْرًا نَحْوَ أَهْلِ الزُّورِ

تَرْتَكِسُونَ فِي " الهَلْسِ ".[179]

أَكَادُ أُجَنُّ مِنْ سُخْفٍ

إِذَا مَا مَاطَلَ الكُبَرَاءُ

فِي تَحْدِيدِ مِيعَادٍ،

يَخَارُ لَدَيْهِ ذَاكَ الشَّعْبُ

أَهْلَ الحَلِّ والعَقْدِ.

بِدُونِ دَسَائِسِ الخَلْسِ [180]

أَكَادُ أَظُنُّ مَجْلِسَكُمْ

يَحِنُّ إِلَى اسْتِلاَبِ الحُكْمِ

مِنْ أَحْضَانِ ثَوْرَتِنَا؛

لِيُرْجِعَنَا

بِذُلِّ الخَيْبَةِ الكُبْرَى

إِلَى قُضْبَانِهِمْ نَخْشَى

مِنَ الأَنْفَاسِ والهَمْسِ ..

أَكَادُ أُجَنُّ مِنْ فِكْرِي؛

إِذَا شَبَّتْ بِسَاحَتِهِ

أُلُوفُ أُلُوفِ أَسْئِلَةٍ

تُثِيرُ النَّارَ فِي بَدَنِي

وفِي حِسِّي.

وتُقْسِمُ أَنَّ حِفْظَكُمُ

دِمَاءَ الثَّوْرَةِ الثَّوْرَاءِ

مَا قَدْ كَانَ عَنْ حُبٍّ

أَثَارَ لَوَاعِجَ [181] النَّفْسِ.

ولاَ عَنْ ضِيقِ أَفْئِدَةٍ

بِجُرْمِ أُولَئِكَ النَّحْسِ.

ولَكِنْ خِيفَةُ الأَعْدَادِ

ذَاتِ الطَّوْلِ والبَأْسِ.

مَخَافَةُ ثَوْرَةٍ حَنْقَاءَ طَاغِيَةٍ

قَدِ اسْتَعْصَتْ عَلَى الحَبْسِ.

مَخَافَةُ أَنْ تَطَالَكُمُ

نُيُوبُ الشَّعْبِ،

حِينَ تُمَزِّقُ البَاغِينَ

مِمَّنْ مَالَئُوا البَاغِي،

ومَنْ قَدْ جَرَّعُونَا الكَأْسَ

مُتْرَعَةً مِنَ اليَأْسِ.

لِذَا مَا زِلْتُ تَطْحَنُنِي

رِيَاحُ الخَوْفِ والأَمَلِ،

فَتُحْزِنُ بَيْنَ أَفْئِدَتِي

مَبَاهِجَ ثَوْرَتِي الكُبْرَى،

وتَمْنَعُ قَلْبِىَ المَحْزُونَ

حَتَّى فَرْحَةُ العُرْسِ.

فَإِنْ كَانَتْ قُلُوبُكُمُ

قَدِ اشْتَاقَتْ

وحَنَّتْ لِلَّذِي قَدْ كَانَ

مِنْ حُبٍّ، ومِنْ وُدِّ؛

فَبُثُّوهَا

نَصِيحَةَ مُخْلِصٍ وَلِهٍ

وأَدْرُوهَا

بِأَنَّ القَلْبَ دُرَّتُنَا،

ومِنْحَةُ رَبِّنَا الكَبْرَى،

وسُلْطَانُ الأُنُوفِ الشُّمِّ،

والأَلْبَابِ والخَلْدِ.[182]

فَلاَ تَسْبُوا بَرَاءَتَهُ لِظَلاَّمٍ،

ولا تَهِبُوا طَهَارَتَهُ

سِوَى مَنْ يَسْتَحَقُّ العَيْشَ

بَيْنَ غُصُونِهِ المُلْدِ.[183]

وإِنْ كُنْتُمْ

تَرَوْنَ فَخَامَةَ المَخْلُوعِ ذَاكَ

وَلِىَّ نَعْمَتِكُمْ

فَأَيْنَ وَلاَؤُكُمْ قَوْمِي

- ولَوْ لَحْظًا - لِبَارِينَا

وَلِىِّ النِّعْمَةِ الأَكْبَرْ ؟!

ومَنْ يَرْبُو

مَدَى نَعْمَائِهِ الأَدْنَى

عَنِ الإِحْصَاءِ والعَدِّ ؟!

وإِنْ كُنْتُمْ ذَوِي جُرْمٍ

تَضِجُّ الأَرْضُ

مِنْ أَفْعَالِهِ النَّكْرَاءِ

إِذْ تَبْدُوا

فَتَخْشَوْنَ انْكِشَافَ السِّرِّ

إِنْ أَدَّبْتُمُ البَاغِي

وإِنْ قُدْتُمْ رِعَاعَ القَوْمِ بِالجِدِّ !

فَمَنْ ذَاكَ الَّذِي

لَمْ يَقْتَرِفْ ذَنْبَا ؟!

وحَسْبُكُمُ الَّذِي حُزْتُمْ

لَدَى أَحْدَاثِ ثَوْرَتِنَا

مِنَ التَّوْبَاتِ

و" التَّكْفِيرِ " والمَجْدِ.

فَهُبُّوا الآنَ،

قُودُوا الشَّعْبَ؛

كَىْ يَخْتَارَ قَادَتَهُ

عَلَى نَهْجٍ مِنَ الإِنْصَافِ

لاَ والتَّزْوِيرِ والصَّدِّ ..

وإِيَّاكُمْ ومَهْزَلَةً

مِنَ التَّزْوِيرِ والكَذِبِ،

تَقُودُ الشَّعْبَ رَاغِمَةً

إِلَى الهَلَكَاتِ واللَّحْدِ ..

ولاَ تَرْنُوا - عَلَى شَوْقٍ -

إِلَى الكُرْسِيِّ والعَرْشِ

وصُونُوا التَّضْحِيَاتِ الغُرَّ،

فَوْقَ مَزَابِلِ الدُّنْيَا،

ونَقُّوهَا مِنَ الأَغْرَاضِ والدَّنَسِ

وأَدُّوهَا لِوَجْهِ اللهِ خَالِصَةً

لِوَجْهِ اللهِ _ جَلَّ اللهُ _

عَنْ مِثْلٍ وعَنْ نِدِّ.

أَلاَ فَامْضُوا بِذَاكَ الشَّعْبِ

- واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ -

نَحْوَ إِلَهِنَا الفَرْدِ.

ولاَ تُصْغُوا لِذِي سَفَهٍ؛

إِذَا مَا عَاثَ [184] فِي الحَقِّ،

وقُودُوا الشَّعْبَ لِلإِسْلاَمِ

فِي ثِقَةٍ،

وأَرْسُوا دَوْلَةَ الحَقِّ

فَإِنَّ البَاطِلَ المَنْكُودَ

يَدْفَعُ عَنْ مَخَازِيهِ

بِكُلِّ وَسَائِلِ الإِعْدَادِ

والإِمْدَادِ والحَشْدِ ..

وإِنَّ الحَقَّ أَوْلَى أَنْ تَصُونُوهُ،

وتُرْسُوهُ، وتُجْلُوهُ،

وتُبْدُوهُ إِلَى الدُّنْيَا،

وَضِيئًا أَزْهَرَ القَسَمَاتِ،

لاَ يَخْفَى عَلَى أَحَدِ.

وايْمُ اللهِ _ جَلَّ اللهُ _

لَنْ نَحْيَا .. ولَنْ نَرْقَى ..

سِوَى بِاللهِ، بِالإِسْلاَمِ

فِي هَزْلٍ وفِي جَدِّ ..

سِوَى بِاللهِ، بِالإِسْلاَمِ

فِي هَزْلٍ وفِي جَدِّ ..



[1] أَتُونَ: الأَتُونُ: المَوْقِدُ الكَبِيرُ.

[2] سَبَّاحٌ: طَائِرٌ يَجْرِي فِي دَوَرَانِهِ

[3] يُورِي: أَوْرَى الزَّنْدَ: أَخْرَجَ نَارَهُ.

[4] إِخَالُنَا: إِخَالُ وأَخَالُ: أَظُنُّ، واللَّفْظَةُ الأُولَى أَفْصَحُ.

[5] تَعِنُّ: عَنَّ: ظَهَرَ.

[6] فَتَأْرَنُ: أَرِنَ  نَشِطَ ومَرِحَ.

[7] دَلِّ: الدَّلُّ: الدَّلاَلُ: حُسْنُ الحَدِيثِ والمَزْحِ: تَدَلَّلَتِ المَرْأَةُ عَلَى زَوْجِهَا: أَظْهَرَتِ الجُرْأَةَ عَلَيْهِ فِي مَلاحَةٍ ، كَأَنَّهَا تُخَالِفُهُ ومَا بِهَا مِنْ خِلافٍ.

[8] مَنْهُومًا: نَهِمَ: أَفْرَطَ الرَّغْبَةَ أَوِ الشَّهْوَةَ.

[9] كَفَرْخٍ: الفَرْخُ: كُلُّ صَغِيرٍ مِنَ الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ والشَّجَرِ وغَيْرِهَا .

[10] إِنَّهَا أُمُّكْ، ولَمْ يَكْتُبْهَا الشَّاعِرُ لِيُعْلِمَ القَارِىءَ أَنَّهُ قَاطَعَ مَنْ يُحَادِثُهُ قَبْلَ إِكْمَالِ حَدِيثِهِ.

[11] يُرْجِي: أَرْجَأَ الأَمْرَ: أَخَّرَهُ وأَجَّلَهُ.

[12] رَهَفٍ: رَهُفَ: رَقَّ ولَطُفَ.

[13] سَفْسَافِهَا: السَّفْسَافُ: الوَضِيعُ الحَقِيرُ مِنْ كُلِّ قَوْلٍ وعَمَلٍ.

[14] مَارُوا: مَارَ: تَحَرَّكَ وتَدَافَعَ وثَارَ.

[15] الرَّقِّ: جِلْدٌ رَقِيقٌ يُكْتَبُ فِيهِ.

[16] الأَوْدَاجُ: جَمْعُ وَدَجٍ وهُمَا وَدَجَانِ: عِرْقَانِ عَنْ يَمِينِ وشِمَالِ ثُغْرَةِ النَّحْرِ يَقْطَعُهُمَا الذَّابِحُ.

[17] كَلْمِي: جُرْحِي.

[18] النَجْوَى: حَدِيثُ السِّرِّ.

[19] النَّقْعَ: الغُبَارُ السَّاطِعُ.

[20] تُغْضِي الطَّرْفَ: أًغْضَى عَنْهُ طَرْفَهُ: حَوَّلَهُ عَنْهُ: سَكَتَ وصَبَرَ عَلَيْهِ.

[21] غَالَ: غَالَهُ: أَخَذَهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ فَأَهْلَكَهُ.

[22] غَبْنِ: ظُلْمٌ، غَبَنَهُ: غَلَبَهُ ونَقَصَهُ.

[23] آلُ: أَلا: قَصَّرَ وأَبْطَأ.

[24] أَفْتَلِي: افْتَلَى: اتَّخَذَ الفِلْوَ أَوِ الفُلُوَّ، وهُوَ المُهْرُ يُفْطَمُ أَوْ يَبْلُغُ السَّنَةَ.

[25] رُضَابَ: الرُّضَابُ: قِطَعُ الثَّلْجِ والسُّكَّرِ والبَرَدِ، ورُضَابُ العَسَلِ: لُعَابُ العَسَلِ: أَىْ رَغْوَتُهُ، ورُضَابُ المِسْكِ: قِطَعُهُ وفُتَاتُهُ، ورُضَابُ النَّدَى: مَا تَقَطَّعَ مِنْهُ عَلَى الشَّجَرِ، ورُضَابُ الفَم: مَا تَقَطَّعَ مِنْ رِيقِهِ

[26] تَسْمُقُ: سَمَقَ: ارْتَفَعَ وعَلا وطَالَ.

[27] الجُلِّ: الجُلُّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ: مُعْظَمُهُ.

[28] أَرْغِي: أَرْغَى وأَزْبَدَ: ضَجَّ غَضَبًا، وتَوَعَّدَ وتَهَدَّدَ.

[29] يُهَدْهِدُ: هَدْهَدَتِ الأُمُّ صَبِيَّهَا: حَرَّكَتْهُ حَرَكَةً رَفِيقَةً مُنْتَظِمَةً لِيَنَامَ.

[30] الأَجْبَالُ: جَمْعُ جَبَلٍ.

[31] غُلْفًا: جَمْعُ غَلْفَاءَ: الَّتِي لَمْ تَتَفَتَّحْ بَعْدُ مِنْ كِمَامِهَا.

[32] أَكْمَامِهَا: جَمْعُ كُمٍّ: كُمُّ الزَّهْرَةِ: غِلافُهَا وقِشْرَتُهَا الَّتِي تَخْرُجُ مِنْهَا.

[33] خَفَرًا: الخَفَرُ: شِدَّةُ الحَيَاءِ.

[34] يَصْطَرِخُونَ: يَسْتَغِيثُونَ " تَعْلُوا أَصْوَاتُهُمْ ".

[35] هَمَتْ: هَمَتِ السَّحَابَةُ: صَبَّتْ مَاءَهَا.

[36] هَفْهَافًا: هَفَّافًا: الهَّفَّافُ مِنَ الثِّيَابِ: الرَّقِيقُ الشَّفَافُ.

[37] الرُّوَاءُ: المَنْظَرُ الحَسَنُ.

[38] الأَمْوَاهُ: جَمْعُ مَاءٍ.

[39] المُزْنِ: جَمْعُ مُزْنَةٍ: السَّحَابَةُ تَحْمِلُ المَاءَ.

[40] تَلْثُمُ: تُقَبِّلُ.

[41] الحَفِيفُ: صَوْتُ الرِّيَاحِ إِذَا حَرَّكَتْ أَوْرَاقَ الشَّجَرِ.

[42] السُّبُحَاتِ: جَمْعُ سُبْحَةٍ: الدُّعَاءُ والنَّافِلَةُ وصَلاةُ التَّطَوُّعِ.

[43] هَزَجٍ: كُلُّ صَوْتٍ فِيهِ تَرَنُّمٌ خَفِيفٌ مُطْرِبٌ، وقِيلَ: تَدَارُكُ الصَّوْتِ فِي خِفَّةٍ وسُرْعَةٍ.

[44] عَشِيَّاتٍ: جَمْعُ عَشِيَّةٍ: آخِرُ النَّهَارِ.

[45] يَشْحَذُ: شَحَذَ السَّيْفَ: أَحَدَّ أَسْنَانَهُ، والمُرَادُ: الارْتِفَاعُ بِالهِمَّةِ.

[46] عَسْجَدِهَا: العَسْجَدُ: الذَّهَبُ.

[47] الأُمْلُودَ: النَّاعِمُ اللَّيِّنُ مِنَ الغُصُونِ.

[48] يَحْبُوكِ: يُعْطِيكِ.

[49] لِتَأْتَلِقَ: أَلَقَ البَرْقُ: لَمَعَ وأَضَاءَ.

[50] السَّحَّاءِ: الدَّائِمَةُ الصَّبِّ صَبًّا كَثِيرًا مُتَتَابِعًا.

[51] تَمْخَرُ: تَمْخُرُ: مَخَرَتِ السَّفِينَةُ المَاءَ: أَبْحَرَتْ تَشُقُّ لُجَّةَ المَاءِ مَعَ صَوْتٍ.

[52] السُّرَّاقِ: جَمْعُ سَارِقٍ: سَرَقَهُ: أَخَذَ مَالَهُ خُفْيَةً.

[53] الرَّمْضَاءِ: شَدِيدةُ الحَرِّ، الرَّمَضُ: شِدَّةُ وَقْعِ الشَّمْسِ عَلَى الشَّيْءِ.

[54] فَلَوْتِ: المُرَادُ: اتَّخَذْتِ، انْظُرْ أَفْتَلِي حَاشِيَةَ 2 ص 6.

[55] شَانِئِهِمْ: الشَّنَآنُ: أَشَدُّ البُغْضِ.

[56] الثَّرُّ: الغَزِيرُ.

[57] صَلَفٍ: صَلِفَ: تَكَبَّرَ وتَفَاخَرَ.

[58] لِلأَغْيَارِ: الأَغْيَارُ: جَمْعُ غَيْرٍ.

[59] خَلَّتَهُ: الخَلَّةُ: الحَاجَةُ والفَقْرُ.

[60] الصِّيدِ: جَمْعُ أَصْيَدَ: المَزْهُوُّ بِنَفْسِهِ، المُتَكَبِّرُ ويُقْصَدُ هُنَا: الَّذِي يَأْبَى الضَّيْمَ " الظُّلْمَ ".

[61] سَامَهُ: أَوْلاَهُ إِيَّاهُ وأَرَادَهُ عَلَيْهِ.

[62] ذَوَائِبِهَا: جَمْعُ ذُؤَابَةٍ: وهِىَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلاهُ.

[63] رُؤْسًا: جَمْعُ رَأْسٍ " عَلَى الحَذْفِ "، رُءُوسٍ: جَمْعُ رَأْسٍ " جَمْعُ كَثْرَةٍ "، أرْؤُسٌ وآراسٌ: جَمْعُ رَأْسٍ " جَمْعُ قِلَّةٍ ".

[64] حَصَافَةِ: حَصُفَ فُلانٌ: اسْتَحْكَمَ عَقْلُهُ وجَادَ رَأْيُهُ.

[65] يَسْتَأْثِرُوا: اسْتَأْثَرَ بِالشَّىْءِ: خَصَّ بِهِ نَفْسَهُ.

[66] أُومِي: أُومِيءُ: الإِيمَاءُ: الإِشَارَةُ بِالأَعْضَاءِ، كَالرَّأْسِ واليَدِ والعَيْنِ والحَاجِبِ.

[67] وَشَائِجِ: جَمْعُ وَشِيجَةٍ: صِلَةٍ، وَشَجَ الشَّيْءُ: تَدَاخَلَ وتَشَابَكَ والتَفَّ.

[68] يَفْتَنُّونَ: افْتَنَّ الرَّجُلُ: جَاءَ بِالأَفَانِينِ"الأَعَاجِيبِ".

[69] الحُشِّ: مَكَانُ النَّخْلِ المُجْتَمِعِ وكَانَ يُسْتَخْدَمُ لِقَضَاءِ الحَاجَةِ.

[70] يَنْبَلِجُونَ: بَلَجَ: وَضَحَ وظَهَرَ.

[71] أَزْهَرَ: الأزْهَرُ: اللَّوُنُ الأَبْيَضُ الصَّافِي المُشْرِقُ المُضِىءُ.

[72] الجَلالُ: بُلُوغُ الحُسْنِ مُنْتَهَاهُ وبُلُوغُ الكَمَالِ مُنْتَهَاهُ.

[73] وَهْدَةِ: الوَهْدَةُ: المَكَانُ المُنْخَفِضُ.

[74] نَرْنُو: رَنَا: أَدَامَ النَّظَرَ فِي سُكُونِ طَرْفٍ.

[75] رَءُومًا: رَئِمَتِ الأُنْثَى وَلَدَهَا: أَحَبَّتْهُ وعَطَفَتْ عَلَيْهِ ولَزِمَتْهُ.

[76] الأَفَّاكَ: الكَذَّابَ المُخَادِعَ.

[77] وَالَىَ: أَحَبَّ مَحَبَّةً قَلْبِيَّةً.

[78] خَادَنَ: صَادَقَ سِرًّا.

[79] جَنَّتْ: جَنَّ: أَخْفَى.

[80] يَنْسَلُّ: انْسَلَّ: خَرَجَ فِي خُفْيَةٍ.

[81] الأَنْسَالِ :جَمْعُ نَسْلٍ: الوَلَدُ والذُّرِّيَّةُ.

[82] ضَاءَتْ: ضَاءَتْ وأَضَاءَتْ بِمَعْنَى، أَىِ اسْتَنَارَتْ وصَارَتْ مُضِيئَةً.

[83] تُبَكِّتْنِي: بَكَّتَهُ: قَرَّعَهُ وعَنَّفَهُ.

[84] الحَرَّى: حَرَّ الرَّجُلُ: عَطِشَ: فَهُوَ حَرَّانُ، وهِىَ حَرَّى.

[85] مَغَانِينَا: المَغْنَى: المَكَانُ الَّذِي غَنِىَ بِهِ أَهْلُهُ.

[86] رَشَفْنَا: رَشَفَ المَاءَ: مَصَّهُ بِشَفَتَيْهِ.

[87] فَرْعَنَ: تَجَبَّرَ وتَكَبَّرَ.

[88] لَجَّ: تَمَادَى.

[89] يَرْتَاعُ: رَاعَهُ: أَخَافَهُ.

[90] ثَابَ: تَابَ ورَجِعَ.

[91] أَمْلِينِي: أَمْلَى لَهُ: أَطَالَ لَهُ وأَجَّلَهُ.

[92] الجِعْلاَنِ: جَمْعُ جُعَلٍ، وهُوَ حَيَوَانٌ كَالخُنْفُسَاءِ يَكْثُرُ فِي المَوَاضِعِ النَّدِيَّةِ.

[93] الضَّنَى: المَرَضُ أَوِ الهُزَالُ الشَّدِيدُ.

[94] الرَّوْح: الرَّاحَةُ.

[95] العَوْزِ: عَازَهُ الشَّىْءُ عَوْزًا: لَمْ يَجِدْهُ وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ.

[96] يَرْتَكِسُونَ: ارْتَكَسَ: انْتَكَسَ: وَقَعَ ولَمْ يَنْجُ.

[97] بَرَاثِنِ: جَمْعُ بُرْثُنٍ: مِخْلَبُ الأَسَدِ أَوْ إِصْبُعِهِ.

[98] اسْتَمْرَأْتَ: اسْتَمْرَأَ الشَّىْءَ: وَجَدَهُ مُسْتَسَاغًا مَرِيئًا: عَدَّهُ مِنَ المُرُوءَةِ.

[99] طَوَالَ: الطَّوَالُ: الطُّولُ: مَدَى الدَّهْرِ.

[100] تَعْلِيلاً: عَلَّلَ فُلاَنًا بِطَعَامٍ أَوْ غَيْرِهِ: لَهَّاهُ بِهِ.

[101] تُعْدِي: أَعْدَى فَلاَنًا مِنْ خُلُقِهِ: أَكْسَبَهُ مِثْلَهُ.

[102] يُنْبِيكَ: يُنَبِّؤُكَ: يُخَبِّرُكَ.

[103] زَوَى: جَمَعَ وقَبَضَ.

[104] زُهَاءَ: زُهَاءُ الشَّىْءِ: مَا يَقْرُبُ مِنْهُ.

[105] هَبْكَ: هَبْ أَنَّكَ: افْتَرِضْ أَنَّكَ.

[106] السُّعَارِ: شِدَّةُ العَطَشِ.

[107] جِثِيًّا: جَمْعُ جَاثٍ: جَثَا: جَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ.

[108] جَدَا: نَفْعُ وعَطَاءُ.

[109] قَالَتَهُ: القَالَةُ: القَوْلُ الفَاشِي فِي النَّاسِ خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا.

[110] الخَلَدِ: البَالُ والنَّفْسُ.

[111] الفَنَدِ: الكَذِبُ.

[112] الشُّمِّ: جَمْعُ أَشَمٍّ: المُرْتَفِعُ، ويُقْصَدُ هُنَا شُمُّ الأُنُوفِ عِزَّةً.

[113] سُدَّةَ: سُدَّةُ المُلْكِ: سَرِيرُ المُلْكِ: والمَقْصُودُ هُنَا أَعْلَى مَنْصِبٍ مِنْ مَنَاصِبِ الحُكْمِ.

[114] جَحَافِلِ: جَمْعُ جَحْفَلٍ: الجَيْشُ الكَبِيرُ.

[115] الغُلِّ: طَوْقٌ مِنْ حَدِيدٍ أَوْ جِلْدٍ، يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الأَسِيرِ أَوِ المُجْرِمِ أَوْ فِي أَيْدِيهِمَا.

[116] القُمْقُمْ: مَا يُسَخَّنُ فِيهِ المَاءُ مِنْ نُحَاسٍ وغَيْرِهِ، ويَكُونُ ضَيِّقُ الرَّأْسِ.

[117] شَعْثَنَا: الشَّعَثُ: مَا تَفَرَّقَ مِنَ الأُمُورِ.

[118] يَدْمَغُنِي: دَمَغَهُ: شَجَّهُ حَتَّى بَلَغَتِ الشَّجَّةُ دِمَاغَهُ.

[119] الكُلُومَ: جَمْعُ كَلْمٍ: الجُرْحُ.

[120] بَرَاهُ: بَرَأَهُ: خَلقَهُ.

[121] الغَدَرَاتِ: جَمْعُ غَدْرَةٍ: غَدَرَ: نَقَضَ العَهْدَ، وتَرَكَ الوَفَاءَ بِهِ.

[122] الحَوْبَاتِ: جَمْعُ حَوْبَةٍ: حَابَ: أَثِمَ، أَحْوَبَ: انْزَلَقَ إِلَى الإِثْمِ.

[123] الخُلَّصِ: جَمْعُ خَالِصٍ.

[124] الفِرَى: جَمْعُ فِرْيَةٍ: كَذِبَةٍ.

[125] بَيْعَةِ: البَيْعَةُ: مَعْبَدُ النَّصَارَى.

[126] ذَبَّ: نَحَّى وطَرَدَ ودَفَعَ ومَنَعَ.

[127] الضَّنَى: المَرَضُ أَوِ الهُزَالُ الشَّدِيدُ.

[128] بَلاَسِمِ: جَمْعُ بَلْسَمٍ.

[129] العَهْرِ: عَهَرَ: فَجَرَ وزَنَى وسَاءَ خُلُقُهُ.

[130] يَضُوعُ: ضَاعَ العِطْرُ: تَحَرَّكَ، فَانْتَشَرَتْ رَائِحَتُهُ.

[131] ائْتِلافِ الشَّعْبِ: مَجْلِسُ الشَّعْبِ الإِسْرَائِيلِيِّ، والمَعْرُوفُ " بِالكِينِيسِتْ".

[132] تَهْرِفْ: هَرَفَ: هَذَى، وتَحَدَّثَ بِمَا لاَ يَعْرِفُ.

[133] مَعَامِعِ: جَمْعُ مَعْمَعَةٍ: الحَرْبُ أَوِ الفِتْنَةُ.

[134] الصَّدَى: العَطَشُ الشَّدِيدُ.

[135] البَرَدِ: المَاءُ الجَامِدُ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ قِطَعًا صِغَارًا، ويُسَمَّى حَبُّ الغَمَامِ وحَبُّ المُزْنِ.

[136] رَبِيبَةُ: بِنْتُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ.

[137] الأَحْدَبْ: حَدَبَ الرَّجُلُ: ارْتَفَعَ ظَهْرُهُ فَصَارَ ذَا حَدَبَةٍ.

[138] مَالأْتَ: مَالأَهُ عَلَى الأَمْرِ: سَاعَدَهُ وعَاوَنَهُ.

[139] الزُّمْرَا: الزُّمَرُ: جَمْعُ زَمْرَةٍ: الفَوْجُ

والجَمَاعَةُ.

[140] القُرِّ: البَرْدُ.

[141] الغَفْرِ: المَغْفِرَةُ: السَّتْرُ والعَفْوُ.

[142] غَنْمِ: فَوْزٌ.

[143] وَلِهٍ: وَلِهَ: تَحَيَّرَ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ " الحُبِّ ": حَنَّ إِلَى مَحْبُوبِهِ.

[144] صَبَا: الصَّبَا: رِيحٌ مَهَبُّهَا مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ إِذَا اسْتَوَى اللَّيْلُ والنَّهَارُ.

[145] حَاضِنَةِ الرُّؤَى: مِصْرَ.

[146] تَلْفَ: أَلْفَى: وَجَدَ.

[147] دَنِفٍ: دَنِفَ: اشْتَدَّ مَرَضُهُ، وأَشْفَى عَلَى المَوْتِ.

[148] عُمَّالُ: جَمْعُ عَامِلٍ، عَمِلَ لِلسُّلْطَانِ عَلَى البَلَدِ، كَانَ وَالِيًا عَلَيْهِ.

[149] عَذْرَتَهَا: العَذِرَةُ: الغَائِطُ.

[150] خَذَّلْنَا: التَّخْذِيلُ: حَمْلُ الرَّجُلِ عَلَى خِذْلاَنِ صَاحِبِهِ، أَىْ تَرْكِ نُصْرَتِهِ وعَوْنِهِ.

[151] ثَبَّطْنَا: ثَبَّطَهُ عَنِ الشَّىْءِ: شَغَلَهُ عَنْهُ.

[152] رَاعَنَا: رَاعَ الأَمْرُ فُلاَنًا: أَفْزَعَهُ.

[153] فُلَّ: فَلَّ السَّيْفَ: ثَلَمَهُ وكَسَرَ حَدَّهُ.

[154] تَتْرَى: مُتَتَابِعَةٌ.

[155] عِمَّتِنَا: العِمَّةُ: العِمَامَةُ.

[156] شَبَقٍ: شَبِقَ: اشْتَدَّتْ شَهْوَتُهُ.

[157] اسْتَشْرَى: عَظُمَ وتَفَاقَمَ.

[158] الشُّطَارِ: جَمْعُ شَاطِرٍ: الخَبِيثُ الفَاجِرُ.

[159] دِقْرَاطِيَّةُ: دِيمُقْرَاطِيَّةُ.

[160] تَرْفُلُ: رَفَلَ: جَرَّ ذَيْلَهُ وتَبَخْتَرَ فِي سَيْرِهِ.

[161] تَسْبُرُ: سَبَرَ غَوْرَهُ: خَبَرَهُ.

[162] مَكَانِينِي: مَكَانِينَ: جَمْعُ مَكْنُونٍ: مَحْـفُوظٍ، والمُرَادُ: مَا خَفِيَ فِي نَفْسِ المَرْءِ.

[163] عَزَفُوا: عَزَفَتْ نَفْسُهُ عَنِ الشَّىْءِ: عَافَتْهُ وزَهِدَتْ فِيهِ.

[164] بَلْقَعِهَا: البَلْقَعُ: الخَالِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

[165] أَرْبُوهَا: رَبَا: نَمَا وزَادَ.

[166] أَنْذَالاً: جَمْعُ نَذْلٍ، نَذَلَ: خَسَّ وحَقُرَ.

[167] ثَمَّ: هُنَاكَ، اسْمٌ يُشَارُ بِهِ لِلْمَكَانِ البَعِيدِ.

[168] نَهْلاً: النَّهْلُ: الشَّرْبُ الأَوَّلُ.

[169] يَصْبُو:  صَبَا: مَالَ إِلَى اللَّهْوِ.

[170] تَهْفُو: هَفَا: ذَهَبَ فِي أَثَرِ الشَّيْءِ وطَرِبَ.

[171] الغُرِّ: الغُرَّةُ: البَيَاضُ فِي الوَجْهِ.

[172] وَجِلاً: وَجِلَ: خَافَ وفَزِعَ.

[173] تَسْرِيحِكُمْ: سَرَّحَ الشَّىْءَ: أَرْسَلَهُ: أَخْلاَهُ مِنْ عَمَلِهِ.

[174] أَحْرَازًا: جَمْعُ حِرْزٍ: المَوْضِعُ الحَصِينُ.

[175] الفَلْسِ: عُمْلَةٌ يُتَعَامَلُ بِهَا، مَضْرُوبَةٌ مِنْ غَيْرِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، كَانَتْ تُقَدَّرُ بِسُدْسِ الدِّرْهَمِ، وهِىَ تُسَاوِي اليَوْمَ جُزْءًا مِنْ أَلْفِ جُزْءٍ مِنَ الدِّينَارِ فِي العِرَاقِ وغَيْرِهِ.

[176] النَّكْسِ: جَعْلُ أَعْلَى الشَّىْءِ أَسْفَلَهُ، أَوْ مُقَدَّمِهِ مُؤَخَّرَهِ.

[177] الثُّلَّةِ: الجَمَاعَةُ مِنَ النَّاسِ، جَمَاعَةُ الغَنَمِ.

[178] أَعْجَابِ: جَمْعُ عَجْبٍ: أَصْلُ الذَّنَبِ " الذَّيْلِ "، ويُسَمَّى العُصْعُصُ، وقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَنْبُتُ مِنْهُ الإِنْسَانُ عِنْدَ قِيَامِهِ مِنْ قَبْرِهِ لِلْبَعْثِ والنُّشُورِ.

[179] الهَلْسِ: شِدَّةُ السُّلاَلِ مِنَ الهُزَالِ: أَهْلَسَ إِلَيْهِ: أَسَرَّ إِلَيْهِ حَدِيثًا، وتُطْلَقُ بِالْعَامِيَّةِ عَلَى الأَمْرِ المَشِينِ.

[180] الخَلْسِ: اسْتِلاَبُ الشَّىْءِ فِي نُهْزَةٍ " فُرْصَةٍ وتَبَادُرٍ " ومُخَاتَلَةٍ " خُدْعَةٍ عَنْ غَفْلَةٍ ".

[181] لَوَاعِجَ: جَمْعُ لاَعِجَةٍ: الهَوَى المُحْرِقُ.

[182] الخَلْدِ: الخَلَدِ: البَالُ والنَّفْسُ.

[183] المُلْدِ: جَمْعُ أَمْلَدَ: النَّاعِمُ اللَّيِّنُ مِنَ الغُصُونِ.

[184] عَاثَ: أَفْسَدَ وأَخَذَ بِغَيْرِ حَقٍّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لست أرثيك يا أمير القوافي (قصيدة)

مختارات من الشبكة

  • عصيان القوافي ( قصيدة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حداد القوافي (قصيدة)(مقالة - موقع د. أحمد البراء الأميري)
  • أيحني نخيل القوافي الجباه؟ (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نسيم القوافي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تلقيب القوافي وتلقيب حركاتها - تأليف: محمد بن أحمد بن كيسان المتوفى سنة 320 هـ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وقفات على أبواب القوافي (الجزء الثاني)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أغمس ريشتي بدم القوافي(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • وقفات على أبواب القوافي (الجزء الأول)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • منهج ابن عبد ربه في تهذيب كتاب القوافي وعللها لسيبويه(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة الكافي في علم القوافي(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر واجب
حادي الغرباء - مصر 06-03-2012 11:25 AM

جزاكم الله خير الجزاء ما كنت أتوقع أن يتم الاهتمام بالقصيدة كل هذا الاهتمام وإخراجها بمثل هذه الروعة والذي إن دل فإنما يدل على أنكم موقع متميز بصدق.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب