• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق (2)

ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق (2)
د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/8/2014 ميلادي - 4/11/1435 هجري

الزيارات: 38409

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق (2)


يقول الحسن: خالطوا الناس في الأخلاق الكريمة، وزايلوهم في الأفعال القبيحة.

 

وكان يقول: يجب على المسلم لأهل ملَّته أربعة أشياء: معونة مُحسنِهم، وإجابة داعيهم، والاستغفار لمُذنبِهم، والدعوة إلى الحق لمُدبِرهم.

 

وكان يقول: من وافق من أخيه المسلم شهوةً، أو قضى له حاجةً، غُفر له ما تقدم من ذنبه.

 

وكان يقول: رُوي أن الله - عز وجل - قال لآدم عليه السلام: "يا آدم، أربع فيهن جميع الأمر لك ولولدك من بعدك؛ واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة بيني وبينك، وواحدة بينك وبين الناس؛ فأما التي لي: فأن تعبدني لا تشرك بي شيئًا، وأما التي لك: فعملك أجزيك به أفقرَ ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك: فعليك الدعاء، وعليَّ الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس: فأن تَصحبهم بما تريد أن يَصحبوك به"[1].

 

وكان يقول: الفهم وعاء العلم، والعلم دليل العمل، والعمل قائد الخير، والهوى مركب المعاصي، والمال داء المُنكِرين، والدنيا سوق الآخرة، والويل كل الويل لمن قويَ بنِعَم الله على معاصيه.

 

وكان يقول: ابن آدم، إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، ولكنه بما وقر في القلب، وصدقته الأعمال.

 

وقيل: نُعي داود الطائي[2] للحسن - رحمه الله - فقال: غفَر الله له، والله لقد كان كالعافية لا يُعرَف قدرها إلا عند فقدها، سمع ذلك حبيب بن أوس[3] فقال:

 

والحادِثات وإن أصابك بؤسها
فهو الذي حقًّا أنال نعيمها[4]

 

وقيل: دعاه يومًا رجل من المتكبِّرين، فناداه: "يا أبو سعيد"! فقال: شُغْلُك بالدوانيق وجَمعِها منعَك يا بن أخي أن تقول: "يا أبا سعيد"! ثم قال: تعلموا - رحمكم الله - العلم للأديان، والطبَّ للأبدان، والنحو لتقويم اللسان.

 

وكان يقول: من لحَن في القرآن، فقد كذب على الله؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - قال: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾ [فصلت: 42]، واللحن مِن أكبر الباطل.

 

وقال له رجل: إنك يا أبا سعيد لا تلحَن! فقال: يا بن أخي، لقد سبقتُ اللحنَ.

 

وكان يقول: إذا لم تكن حليمًا فتحلَّم، وإذا لم تكن عالمًا فتعلم، فقلَّما تشبَّه رجل بقوم إلا كان منهم.

 

وكان يقول: إلى مَن يشكو المسلم إذا لم يشكُ لأخيه المسلم؟ ومَن ذا الذي يلزمه من نفسه مثل الذي يلزمه؟ إن المسلم مرآة أخيه المسلم، يُبصِّره عيبه، ويَغفر له ذنبه، قد كان من قبلكم من السلف الصالح يَلقى الرجلُ الرجلَ فيقول: يا أخي، ما كل ذنوبي أُبصِر، ولا كل عيوبي أَعرِف؛ فإذا رأيتَ خيرًا فمُرْني، وإذا رأيتَ شرًّا فانْهَني، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: رحمَ الله امرأً أهدى إلينا مَساوينا، وكان أحدهم يَقبل موعظة أخيه، فيَنتفع بها.

 

وكان يقول: المؤمن شُعبة من المؤمن، يَحزن إذا حزن، ويَفرح إذا فرح.

 

وكان يقول: إن لك مِن خليلك نصيبًا، فتخيَّر الإخوان والأصحاب، وجانِبِ الأمرَ الذي يُعاب.

 

وكان يقول: ترفَّعوا عن بعض الأمر؛ فإن الرجل ليأكل الأكلة، ويدخل المدخل، ويجلس المجلس بغير قلبه، ويذهب دينه، وهو لا يَشعُر.

 

وقيل له: يا أبا سعيد، إن قومًا يَحضرون مجلسك يحفظون عليك سقطات كلامك؛ ليُعنتوك بذلك، فقال: يا بن أخي، لا يكن في ذلك عليك شيء؛ فإني طمعت نفسي في دخول الجنان، ومجاوَرة الرحمن، ومرافقة الأنبياء عليهم السلام، ولم أُطمِعها في السلامة من الناس.

 

وكان يقول: من طلب العلم لله، لم يَلبث أن يُرى ذلك في خشوعه، وزهده، وتواضُعه.

 

وكان يقول: احرصوا على حضور الجنائز؛ فإن فيها ثلاثة أجور: أجرًا لمن عزى، وأجرًا لمن صلى، وأجرًا لمن وارى، وقد رُوي: ((إن من تبع جنازةً توارى غفر له سبعون موبقةً))[5].

 

وقيل: لما تُوفيت النوار زوجة الفرزدق[6]، حضر جنازتَها وجوهُ أهل البصرة، وحضر الحسن، فسايَرَه الفرزدق؛ وقال له: أتدري ما يقول الناس يا أبا سعيد؟ قال: وما يقولون؟ قال: يقولون: حضر هذا القبرَ خير الناس، وشر الناس، قال الحسن: ومَن يُريدون بذلك؟ قال: يَزعُمون أنك - رحمك الله - خير الناس، وأني شر الناس، فقال الحسن: لستُ بخيرهم، ولستَ بشرِّهم، ولكن ما أعددتَ لمثل هذا اليوم؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ ستين سنةً، فلما دُفنَت النوار قال الفرزدق:

أخاف وراء القبر إن لم تُعافِني
أشد من القبر التهابًا وأضيَقَا
إذا قادَني يوم القيامة قائد
عنيفٌ، وسوَّاقٌ يَسوقُ الفرزدقا
لقد خاب مِن أولاد آدم مَن مشى
إلى النار مغلول القلادة أزرقا[7]

 

فبكى الحسن حتى انتحب، وقال: إن من الشعر لحكمةً، ثم قال: يرحمك الله أبا فراس! اعمل لمثل اليوم إن كنتَ ذا نظر صحيح؛ فإنك تَقدَم على جواد عدل، وكأن قد، ثم افترَقا، ومات الفرزدق، فرُئي في النوم وهو يقول: رُحمتُ بيَومي مع الحسن.

 

وكان الحسن يقول: أيها الناس، إياكم والتسويف؛ فإني سمعتُ بعض الصالحين يقول: نحن لا نريد أن نموت حتى نتوب، ثم لا نتوب حتى نموت.

 

وكان يقول: في الطعام اثنتا عشرة خصلةً: أربع فريضة، وأربع سنة، وأربع أدب.

 

أما الفريضة: فالتسمية، واستطابة الأصل، والرضا بالموجود، والشُّكر على النِّعمة.

 

وأما السنة: فالجلوس على الرِّجل اليُمنى، والأكل من بين يدي الآكل، وتناول الطعام بثلاثة أصابع اليد اليمنى، ولعق الأصابع.

 

وأما الأدب: فغسل اليد قبل الطعام وبعده، وتصغير اللقم، وإجادة المضْغ، وصرف البصر عن وجوه الآكلين.

 

وقيل: جلس يومًا، فأتته امرأة لم ترَ الناس مثلها، فقالت: يا أبا سعيد، أيجوز للرجل أن يتزوج من النساء أربعًا؟ قال: نعم، فقالت: فهل يجوز مثل ذلك للنساء؟ قال: لا، قالت: فلمَ؟ قال: لأن الله - عز وجل - أحلَّ ذلك للرجال، وحرَّمه على النساء، فقالت: بعيشك - يا أبا سعيد - لا تُفتِ بذلك أزواج النساء، ثم انصرفت، وأتبعها الحسن بصره، وقال: ما على مَن ملك هذه ألا يَرى غيرها، قيل: وما رُئي الحسن قبلها ولا بعدها مال إلى شيء من الدنيا ولا عرج عليه.

 

وقيل: كان لرجل من الصالحين عند رجل وديعة، فمات المودَع فجأةً، فسأل صاحبها عنها، فقال ورثة الميت: ما نعلم لها موضعًا، فجاء الرجل إلى الحسن فأخبره، فقال له: ائت زمزم فتوضَّأ وصلِّ مخلصًا، ثم ادع باسم صاحبك الذي أودعته، فإن أجابك، فسله عن أمانتك التي أودعته، ففعل، ولم يجبه أحد، فأتى الحسن فأخبره، فقال له: ائت اليمن فقف عند وادي بَرَهُوت[8]، وادع صاحبك باسمه، فإذا أجابك فسله، فأتى اليمن، وفعل ما أمره الحسن به، فأجابه الرجل، فسأله عن أمانته، فعرَّفه مكانها، ثم قال السائل: يا أخي، ألم تك رجلاً صالحًا، فما الذي دهاك حتى أُلقيتَ حيث أنت؟ فقال: كنتُ قاطعًا للرحم، نعوذ بالله من سوء القضاء.

 

وكان الحسن يقول: جهد البلاء أربعة: كثرة العيال، وقِلَّة المال، وجار السوء في دار المقام، وزوجة تجور.

 

وكان يقول: أعزُّ الأشياء: درهم حلال، وأخٌ في الله؛ إنْ شاورتَه في دنياك وجدته متين الرأي، وإن شاورته في دينك وجدتَه بصيرًا به.

 

وكان يقول: يكون الرجل عالمًا ولا يكون عابدًا، ويكون عابدًا ولا يكون عاقلاً، ولقد كان مسلم بن يسار[9] عابدًا عالمًا عاقلاً.

 

وكان يقول: لله در بكر بن عبدالله، لقد سمعته يأمر بالحِلم، ويحثُّ على العفو، ويقول: أيها الناس، أطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنم؛ فقد كان أبو الدرداء[10] يقول: أقرب ما يكون العبد مِن غضَب الله إذا غضِب.

 

وكان الحسن يقول: من تسربل العقل[11]، أمن من الهلكة.

 

وكان يقول: المغبون من غُبنَ عقله[12].

 

وكان يقول: اصحب الناس بمكارم الأخلاق؛ فإن الثواء بينهم قليل.

 

قال يونس بن حبيب[13]: سمعتُ الحسن البصري - رحمه الله - يقول: اثنان لا يصطحبان أبدًا: القناعة والحسد، واثنان لا يفترقان أبدًا: الحرص والحسد.

 

وكان يقول: يسود الرجل بعقله وبحيائه وحلمه.

 

وكان يقول: لا تأتِ إلا مَن تأمُل نائله، أو تخاف سطوته، أو ترجو بركة دعائه، أو تقتبس مِن علمه.



[1] لم أجد تلك الرواية بهذا اللفظ أو قريب منه في كتب السنَّة.

[2] داود بن نصير، أبو سليمان الطائي، الكوفي، الإمام، العالم، العامل، العابد، الزاهد، أحد أصحاب الإمام، وعين أعيان أئمة الأنام، سمع عبدالملك بن عمير، وسليمان الأعمش، وغيرهما، وروى عنه جماعة؛ منهم: إسماعيل بن علية، وغيره.

وكان داود ممن شغل نفسه بالعلم، ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة والانفراد والخلوة، ولزم العبادة، واجتهد فيها إلى آخر عمره، وقدم بغداد في أيام المهدي، ثم عاد إلى الكوفة، وبها كانت وفاته. قال أبو نعيم: مات سنة ستين ومائة؛ قال الذهبي: سنة اثنتين وستين ومائة؛ انظر: التقي الغزي: الطبقات السنية في تراجم الحنفية.

[3] أبو تمام (190 - 231 هـ / 806 - 846 م): حبيب بن أوس الطائي، من أعلام الشعراء في العصر العباسي، وقيل: إن والده اسمه تدرس، وكان نصرانيًّا فأسلم وتَسمَّى بأوس وانتمى لقبيلة طَيِّئ، والصواب أنه من أصول عربية، ولد بجاسم إحدى قرى حوران في بلاد الشام، وهي تَبعد عن دمشق إلى الجنوب 40كم.

اختلف في ولادته فقيل: 172هـ أو نحو 190هـ، كما اختلف في تاريخ وفاته بين 228هـ، و231هـ.

نشأ بالشام نشأة فقيرة، فاشتغل عند حائك ثياب في دمشق، ثم انتقل إلى حمص، ورحل بعدها إلى مصر، وكان يسقي الناس الماء في جامع عمرو بن العاص، وتردد على مجالس الأدب والعلم، واطَّلع على علوم عصره الدينية والعربية والعلوم المترجمة من منطق وفلسفة وحكمة، وساعده على ذلك ذكاؤه وقوة ذاكرته وحصافة تفكيره. وتوفي بالموصل في العراق.

نظم أبو تمام الشعر في فترة مبكرة من حياته، ولم يزل يُجوِّده حتى نبه ذكره، فعاد إلى الشام من مصر، ومدح القادة والعظماء فيها، ثم توجه إلى حمص والتقى هناك بالشاعر البُحتري، ثم توجه إلى العراق ومدح الوزراء فأوصلوه إلى أبواب الخلفاء، كان أبو تمام ولوعًا بالأسفار، حاضر البديهة، ذكيًّا قويَّ الذاكرة، واسع الثقافة، رُوي عنه أنه كان يحفظ 14 ألف أرجوزة، له ديوان شعر طُبع عدة مرات، جمع فيه كل فنون الشعر.

ويعدُّ أبو تمام أول شاعر عربي عُني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل قصائد التراث الشعري في كتاب سماه الحماسة، ويمتاز أبو تمام عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر، وله أبيات سيارة؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).

[4] البيت لأبي تمام، وصحته:

والحادثات وإن أصابَك بؤسُها
فهو الذي أنباكَ كَيف نعيمُها

وقال بعده:

فلَقَبْلُ أَظهَرَ صَقلُ سَيفٍ أثْرَه
فبدا وهذَّبَتِ القُلوبَ هُمومُها

[5] جاء في كتاب: "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"؛ لمحمد فؤاد عبدالباقي: حديث أبي هريرة وعائشة؛ حدث ابن عمر أن أبا هريرة رضي الله عنه يقول: "مَن تبع جنازةً، فله قيراط"، فقال: أكثر أبو هريرة علينا، فصدَّقت - يعني عائشة أبا هريرة - وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، فقال ابن عمر: لقد فرَّطنا في قراريط كثيرة؛ أخرجه البخاري في: 13 كتاب الجنائز: 58 باب فضل اتباع الجنائز.

[6] الفرزدق (38 - 110 هـ / 658 - 728): همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال، شاعر عربي من قبيلة تميم، انقادت له ولزميليه جرير والأخطل زعامة الشعر في العصر الأموي، نشأ في بيت شرف وسؤدد لا تُدفع مآثره، وكان لذلك أثر شديد في نفسيته؛ إذ كان يعتد بآبائه اعتدادًا شديدًا، وقد غلب عليه لقب الفرزدق، وهو الخبزة الغليظة التي تتخذ منها النساء الفتوت.

وقد اشتبك مع كثير من الشعراء، هجاهم وهَجا قبائلهم، وقد حُبس في عهد هشام بن عبدالملك.

ثقف الفرزدق بثقافة العصر، وحضر مجالس الحسن البصري، فكان شِعرُه شديد التأثر بلغة الوعاظ، وقد عد الفرزدق أحد مصادر اللغة حتى قيل: لولا شِعره لذهب ثلث اللغة.

ودارت أشعاره في كتب اللغة وعلى ألسنة النحاة، كما أن شِعره مصدر من مصادر كتب التاريخ؛ لكثرة حديثه عن أيام العرب وعن مناقبهم ومثالبهم وأنسابهم، ولا يَقتصر شعره على ذلك، بل إنه يسجِّل أحداث الخوارج وأحداث خراسان في عصره، رثاه خصمه القديم جرير في قصيدتين من أجمل المراثي، وضعه ابن سلام في الطبقة الأولى من شعراء الإسلام، وقد حفل ديوان الشعر العربي بكثير من أبياته التي صارت مضربًا للمثل والاستشهاد؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).

[7] الواقعة بتمامها في "الأمالي الشجرية"؛ لابن الشجري، و"الفاضل"؛ للمبرد، وللبيتين بقية، هي:

يُساق إلى نار الجحيم مُسربلاً
سرابيل قطران لباسًا محرّقا
إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم
يذوبون من حرِّ الصديد تمزّقا

[8] بَرَهُوت - بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان - وادٍ باليمن يُوضع فيه أرواح الكفار، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن فيه أرواح الكفار والمنافقين))، وهي بئر عادية في فلاةِ وادٍ مُظلم، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "أبغض بقعة في الأرض إلى الله - عز وجل - وادي برهوت بحضرموت؛ فيه أرواح الكفار، وفيه ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار"؛ انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان، دار الفكر، بيروت، 1981م، 1 / 405.

[9] مسلم بن يسار (.. - 108 هـ‍ =.. - 726 م) مسلم بن يسار الأُموي بالولاء، أبو عبدالله: فقيه، ناسك من رجال الحديث، أصله من مكة، سكن البصرة، فكان مفتيها، وتوفي فيها؛ انظر: الزركلي: الأعلام، 16 / 58.

[10] أبو الدرداء (؟ - 32هـ / ؟ - 652م): عويمر بن قيس بن زيد، ويقال: ابن زيد بن قيس، ويقال: عامر بن مالك، ولقبه: عويمر الخزرجي، صحابي أنصاري من قبيلة الخزرج بالمدينة، كان أبو الدرداء يعمل بالتجارة، وقد تأخَّر إسلامه إلى ما بعد غزوة أحد، وشهد المواقع التي حدثت بعدها، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي رضي الله عنه، وعُرف أبو الدرداء رضي الله عنه بشجاعته، وكان من النُّسَّاك، حكيمًا عالمًا حريصًا على المعرفة، وله حكم مشهورة، منها قوله: "الدنيا كدَر، ولن ينجو منها إلا أهل الحذر".

كان أبو الدرداء أحد الذين جمعوا القرآن حفظًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

انتقل أبو الدرداء إلى بلاد الشام، وأقام فيها، وولاه معاوية رضي الله عنه القضاء بدمشق بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

توفي أبو الدرداء في خلافة عثمان رضي الله عنه، ودفن في دمشق في مقبرة الشهداء، روى أبو الدرداء رضي الله عنه 179حديثًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (انظر: الموسوعة العربية العالمية، المملكة العربية السعودية، 2004م).

[11] السربال - بالكسر -: القميص أو الدرع أو كل ما لبس، وقد تسربل به وسربلته، (تسربل) بالسربال لبسه، (ج) سرابيل، وفي التنزيل العزيز: ﴿ وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ ﴾ [النحل: 81]؛ انظر: المعجم الوسيط، الفيروزابادي: القاموس المحيط.

[12] (غبن) رأيه غبنًا: نقص وضعف، ويقال: غبن الرجل رأيه والشيء غبنًا: نسيه، الغبن في الشراء والبيع، يقال: غبنه يغبنه غبنًا، والغبن: ضعف الرأي، يقال: في رأيه غبن؛ انظر: المعجم الوسيط، الفيروزابادي: القاموس المحيط، الأزهري: تهذيب اللغة.

[13] يونس بن حبيب (94 - 182 هـ‍ / 713 - 798 م) يونس بن حبيب الضبي بالولاء، أبو عبدالرحمن، ويعرف بالنحوي: علامة بالأدب، كان إمام نحاة البصرة في عصره، وهو من قرية "جبل" على دجلة، بين بغداد وواسط، أعجمي الأصل، أخذ عنه سيبويه والكسائي والفراء وغيرهم من الأئمة، قال ابن النديم: كانت حلقته بالبصرة، يَنتابها طلاب العلم وأهل الأدب وفصحاء الأعراب ووفود البادية، وقال أبو عبيدة: اختلفتُ إلى يونس أربعين سنة أملأ كل يوم ألواحي من حفظه، وقال ابن قاضي شهبة: هو شيخ سيبويه الذي أكثر عنه النقل في كتابه.

من كتبه "معاني القرآن" كبير، وصغير، و"اللغات" و"النوادر" و"الأمثال"، ومن كلامه: "ليس لعيي مروءة، ولا لمنقوص البيان بهاء"؛ انظر، الزركلي: الأعلام، 18 / 195.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ما أورده الحسن البصري من الآداب ومكارم الأخلاق (1)
  • من أقوال الحسن البصري في الحكم والمواعظ
  • من أقوال الحسن البصري في الاستغفار والدعاء
  • نهي الحسن البصري عن الرياء والتصنع
  • مكاتبة الحسن البصري للخلفاء ومعاملاته مع الأمراء
  • من أقوال الحسن البصري عند تلاوة القرآن
  • حكم ومواعظ للحسن البصري
  • مكارم الأخلاق من صفات الأنبياء والصالحين
  • مكارم الأخلاق وأثرها في بناء الحضارات

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة كشف الالتباس عما أورده الإمام البخاري على بعض الناس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تهذيب لما أورده ابن القيم لكتاب عمر في القضاء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شرح كتاب: فصول الآداب ومكارم الأخلاق المشروعة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إذاعة مدرسية عن حسن الخلق ومكارم الأخلاق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب وبدائع الأوصاف وغرائب التشبيهات(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • التساؤلات التفسيرية التي أوردها الإمام البغوي في تفسيره وأجاب عنها - عرضا ودراسة - (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ترجمة الإمامين الحسن البصري ويحيى بن آدم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وصف البيان ومكارم الأخلاق لابن المعتز (ت 296هـ)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تحلي المعلم والمتعلم بمكارم الأخلاق(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب