• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

عروة بن حزام

مصطفى شيخ مصطفى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2010 ميلادي - 13/9/1431 هجري

الزيارات: 38960

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تركه والده صغيرًا دون إرادته وهلَك، عاشَ في كنف عمِّه عقال وفي حِجرِه، وعاشَتْ معه في ذلك البيت ابنة عمٍّ له في مثل سنِّه، فأَلِفَها وأَلِفَتْه، يَلعَبان معًا، ويَأكُلان معًا، وكان عمُّه عندما يراه وابنته في هناءٍ وسرور وغبطة وحبور يقول له: أَبشِر يا ابن أخي؛ ستكون عفراء لك زوجةً - إنْ شاء الله - كبر وكبرت، وإلى النساء توجَّهت وبالنساء لَحِقَتْ، وإلى الرجال افتَرَق وبالرجال التَحَق، فزاد في قلبه أُوار حبِّها وزاد تعلُّقُه بها، وتوجَّه إلى عمَّةٍ له: يا عمَّة، إنِّي لأكلِّمك وأنا مستحٍ منك، والله لم أفعل حتى ضِقتُ ذرعًا بالذي أنا فيه، وبثَّها شَكواه في عَفراء، وإلى أخيها عقال تَوجَّهت وفي التَّوِّ والحال انطَلقَتْ وهناك دار الحوار:

خيرًا يا هند؟

أتيتُك في حاجةٍ أحبُّ أنْ تحسن فيها الرد، فهي حاجةٌ وصلة رَحِم.

 

قولي، وما سألتِ من حاجة إلا رددتك بها.

قرَّت عينُ العمَّة بالجواب وقالت: تُزوِّج عروة ابن أخيك بابنتك عفراء.

 

فقال: ما عنه مذهب، ولا هو دون رجلٍ يرغب فيه، ولا بنا عنه رغبة، ولكنَّه ليس بذي مال، وليست عليه عجلة، فطابَتْ نفس عروة، وسكَن بعض السكون.

 

وكانت أمُّها سيِّئة الرأي فيه، تُرِيد لابنتها ذا مالٍ ووَفْرٍ، وكانت عرضة ذلك كمالاً وجمالاً، فلمَّا تكامَلَتْ سنه وبلغ أشده عرف أنَّ رجلاً من قومِه ذا يَسارٍ ومال كثير يَخطُبها، فأتى عمَّه وقال: يا عم، قد عرفت حقِّي وقرابتي، وإني ولدك، ورُبِّيت في حجرك، وقد بلغَنِي أنَّ رجلاً يَخطُب عفراء، فإنْ أسعَفتَه بطلبته قتلتَنِي وسفكت دمي، فأنشدك الله ورَحِمِي وحقِّي، فرَقَّ له وقال: يا بُنَيِّ، أنت معدم، وحالنا قريبة من حالك، ولست مخرجها إلى سواك، وأمُّها قد أبَتْ أن تزوجها إلا بمهرٍ غالٍ، فاضطرب واسترزق الله تعالى.

 

فجاء إلى أمِّها فألطفها ودارها، فأَبَتْ أن تُجِيبه إلا بما تحتَكِمه من المهر، وبعد أنْ يسوق شطره إليها، فوعدها بذلك.

 

وعلم أنَّه لا ينفعه قرابةٌ ولا غيرها إلا بالمال الذي يَطلُبونه، فعَمِلَ على قصْد ابن عمٍّ له مُوسِر كان مُقِيمًا باليمن، فجاء إلى عمِّه وامرأته فأخبرهما بعزمه، فصوَّباه ووَعَداه ألاَّ يُحدِثا حدثًا حتى يعود.

 

وسار في ليلة رحيله إلى عفراء، فجلس عندها ليلةً هو وجواري الحي يتحدَّثون حتى أصبحوا، ثم ودَّعها وودَّع الحي وشدَّ على راحلته، وصحبه في طريقه فتَيَان من بني هلال بن عامر كانا يألفانه، وكان حيَّاهم متجاورَيْن، وكان في طول سفره ساهِيًا يكلِّمانه فلا يفهم فكرةً في عفراء، حتى يرد القول عليه مرارًا، حتى قَدِم على ابن عمه، فلقيه وعرفه حاله وما قدم له، فوصَلَه وكَساه، وأعطاه مائةً من الإبل، فانصرف بها إلى أهله.

 

وقد كان رجل من أهل الشام من أسباب بني أميَّة نزَل في حي عفراء، فنَحَر ووَهَب وأطعَمَ، وكان ذا مال عظيم، فرأى عفراء، وكان منزله قريبًا من منزلهم، فأعجبَتْه وخطبها إلى أبيها، فاعتذر إليه وقال: قد سميتها إلى ابن أخٍ لي يعدلها عندي، وما إليها لغيره سبيل، فقال له: إني أرغبك في المهر، قال: لا حاجةَ لي بذلك، فعدل إلى أمِّها، فوافَق عندها قبولاً، لبذله ورغبة في ماله، فأجابَتْه ووعدته، وجاءت إلى عقال فآذَتْه وصخبت معه، وقالت: أي خيرٍ في عروة حتى تحبس ابنتي عليه وقد جاءها الغنيُّ يطرق عليها بابها؟! والله ما ندري أعروة حي أم ميت؟ وهل ينقلب إليك بخير أم لا؟ فتكون قد حرمت ابنتك خيرًا حاضرًا ورزقًا سنيًّا، فلم تزل به حتى قال لها: فإنْ عاد لي خاطبًا أجبته.

 

فوجَّهت إليه أنْ عُدْ إليه خاطبًا، فلمَّا كان من غدٍ نحر جزرًا عدَّة، وأطعَمَ ووهب وجمع الحي معه على طعامه، وفيهم أبو عفراء، فلمَّا طعموا أعاد القول في الخطبة، فأجابَه وزوَّجه، وساق إليه المهر، وحولت إليه عفراء وقالت قبل أن يدخل بها:

يَا عُرْوَ إِنَّ الْحَيَّ قَدْ نَقَضُوا
عَهْدَ الإِلَهِ وَحَاوَلُوا الغَدْرَا

 

في أبياتٍ طويلة.

 

فلمَّا كان الليل دخَل بها زوجُها، وأقام فيهم ثلاثًا، ثم ارتَحَل بها إلى الشام، وعمد أبوها إلى قبر عتيق، فجدَّده وسوَّاه، وسأل الحي كتمان أمرها.

 

وقدم عروة بعد أيام، فنعاها أبوها إليه، وذهَب به إلى ذلك القبر، فمكث يختلف إليه أيَّامًا وهو مُضنًى هالك، حتى جاءَتْه جارية من الحي فأخبرَتْه الخبر، فتركهم وركب بعض إبله، وأخَذ معه زادًا ونفَقَة، ورحل إلى الشام فقدمها وسأل عن الرجل فأخبر به ودلَّ عليه، فقصَدَه وانتسب له إلى عدنان، فأكرَمَه وأحسن ضيافته، فمكث أيامًا حتى أَنِسُوا به، ثم قال لجاريةٍ لهم: "هل لك في يد تولينيها؟ قالت: نعم، قال: تدفعين خاتمي هذا إلى مولاتك، فقالت: سوءة لك، أمَا تستحي لهذا القول؟ فأمسك عنها، ثم أعاد عليها وقال لها: ويحك! هي والله بنت عمي، وما أحدٌ منَّا إلا وهو أعزُّ على صاحبه من الناس جميعًا، فاطرحي هذا الخاتم في صبوحها، فإذا أنكرت عليك فقولي لها: اصطبح ضيفك قبلك، ولعلَّه سقط منه، فرقَّتِ الأمَة وفعلتْ ما أمرها به.

 

فلمَّا شربت عفراء اللبن رأت الخاتم فعرفته، فشهقت، ثم قالت: اصدقيني عن الخبر، فصدقَتْها، فلمَّا جاء زوجُها قالت له: أتدري مَن ضيفك هذا؟ قال: نعم، فلان بن فلان، للنسب الذي انتسب له عروة، فقالت: كلا والله يا هذا، بل هو عروة بن حزام ابن عمي، وقد كتم نفسه حياءً منك.

 

وقال عمر بن شبة في خبره: بل جاء ابن عمٍّ له فقال: أتركتم هذا الكلب الذي قد نزل بكم هكذا في داركم يفضحكم؟ فقال له: ومَن تعني؟ قال: عروة بن حزام العذري ضيفك هذا، قال: أَوَإِنَّه لَعُروة؟ بل أنت والله الكلب، وهو الكريم القريب.

 

قالوا جميعًا ثم بعث إليه فدعاه، وعاتَبَه على كتمانه نفسه إياه، وقال له: بالرحب والسَّعَة، نشدتك الله إنْ رُمتَ هذا المكان أبدًا، وخرج وترَكَه مع عفراء يتحدَّثان، وأوصى خادمًا له بالاستِماع عليهما، وإعادة ما تسمَعُه منهما عليه، فلمَّا خلوا تَشاكَيا ما وجَدَا بعد الفراق، فطالَت الشكوى، وهو يبكي أحرَّ بكاء، ثم أتَتْه بشرابٍ وسألَتْه أنْ يشرَبَه، فقال: والله ما دخَل جوفي حرامٌ قط، ولا ارتكبتُه منذ كنتُ، ولو استحللت حرامًا لكنتُ قد استَحللتُه منك، فأنت حظِّي من الدنيا، وقد ذهبت منِّي، وذهبت بعدك فما أعيش، وقد أجمل هذا الرجل الكريم وأحسن، وأنا مستحٍ منه، ووالله لا أقيم بعد علمه مكاني، وإنِّي عالم أنِّي أرحَلُ إلى منيَّتي، فبكَتْ وبكى، وانصرف.

 

فلمَّا جاء زوجُها أخبرَتْه الخادم بما دار بينهما، فقال: يا عفراء، امنَعِي ابن عمِّك من الخروج، فقالت: لا يمتَنِع، هو والله أكرم وأشد حياءً من أنْ يُقِيم بعد ما جرَى بينكما، فدعاه وقال له: يا أخي، اتَّقِ الله في نفسك، فقد عرفت خبرك، وإنَّك إنْ رحلت تلفت، ووالله لا أمنعك من الاجتِماع معها أبدًا، ولئن شئتَ لأفارقنها ولأنزلنَّ عنها لك.

 

فجزاه خيرًا، وأثنى عليه، وقال: إنما كان الطمع فيها آفتي، والآن قد يئست، وقد حملت نفسي على اليأس والصبر، فإنَّ اليأس يسلي ولي أمور، ولا بُدَّ لي من رجوعي إليها، فإنْ وجدت من نفسي قوَّة على ذلك، وإلا رجعت إليكم وزرتكم، حتى يقضي الله من أمري ما يشاء.

 

فزوَّدُوه وأكرَمُوه وشيَّعوه، فانصرف، فلمَّا رحَل عنهم نكس بعد صلاحه وتماثُلِه، وأصابَه غشي وخفقان؛ فكان كلَّما أغمي عليه أُلقِي على وجهه خمارٌ لعفراء زوَّدَتْه إيَّاه؛ فيفيق.

 

قال: ولقيه في الطريق ابن مكحول عراف اليمامة، فرآه وجلَس عنده وسأله عمَّا به، وهل هو خبل أو جنون؟ فقال له عروة: ألك عنده علمٌ بالأوجاع؟ قال: نعم، فأنشأ يقول:

وَمَا بِيَ مِنْ خَبْلٍ وَلاَ بِيَ جِنَّةٌ
وَلَكِنَّ عَمِّي يَا أُخَيَّ كَذُوبُ
أَقُولُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ دَاوِنِي
فَإِنَّكَ إِنْ دَاوَيْتَنِي لَطَبِيبُ
فَوَا كَبِدَا أَمْسَتْ رُفَاتًا كَأَنَّمَا
يُلَذِّعُهَا بِالْمُوقِدَاتِ طَبِيبُ
عَشِيَّةَ لاَ عَفْرَاءُ مِنْكَ بَعِيدَةٌ
فَتَسْلُو وَلاَ عَفْرَاءُ مِنْكَ قَرِيبُ
عَشِيَّةَ لاَ خَلْفِيَ مَكْرٌ وَلاَ الْهَوَى
أَمَامِي وَلاَ يَهْوَى هَوَايَ غَرِيبُ
فَوَاللهِ لاَ أَنْسَاكِ مَا هَبَّتِ الصَّبَا
وَمَا عَقَّبَتْهَا فِي الرِّيَاحِ جَنُوبُ
وَإِنِّي لَتَغْشَانِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ
لَهَا بَيْنَ جِلْدِي وَالْعِظَامِ دَبِيبُ

 

وقال أيضًا يخاطب صاحبَيْه الهلاليَّيْن بقصته:

خَلِيلَيَّ مِنْ عُلْيَا هِلالِ بْنِ عَامِرٍ
بِصَنْعَاءَ عُوجَا الْيَوْمَ وَانْتَظِرَانِي
وَلاَ تَزْهَدَا فِي الذُّخْرِ عِنْدِي وَأَجْمِلاَ
فَإِنَّكُمَا بِي اليَوْمَ مُبْتَلَيَانِ
أَلِمَّا عَلَى عَفْرَاءَ إِنَّكُمَا غَدًا
بِشَحْطِ النَّوَى وَالبَيْنِ مُعْتَرِفَانِ
فَيَا وَاشِيَا عَفْرَاءَ وَيْحَكُمَا بِمَنْ
وَمَا وَإِلَى مَنْ جِئْتُمَا تَشِيَانِ
بِمَنْ لَوْ أَرَاهُ عَانِيًا لَفَدَيْتُهُ
وَمَنْ لَوْ رَآنِي عَانِيًا لَفَدَانِي
مَتَى تَكْشِفَا عَنِّي القَمِيصَ تَبَيَّنَا
بِيَ الضُّرَّ مِنْ عَفْرَاءَ يَا فَتَيَانِ
إِذًَا تَرَيَا لَحْمًا قَلِيلاً وَأَعْظُمًا
بَلَيْنَ وَقَلْبًا دَائِمَ الْخَفَقَانِ
وَقَدْ تَرَكَتْنِي لاَ أَعِي لِمُحَدِّثٍ
حَدِيثًا وَإِنْ نَاجَيْتُهُ وَنَجَانِي
جَعَلْتُ لِعَرَّافِ اليَمَامَةِ حُكْمَهُ
وَعَرَّافِ حَجْرٍ إِنْ هُمَا شَفَيَانِي
فَمَا تَرَكَا مِنْ حِيلَةٍ يَعْرِفَانِهَا
وَلاَ شَرْبَةٍ إِلاَّ وَقَدْ سَقَيَانِي
وَرَشَّا عَلَى وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ سَاعَةً
وَقَامَا مَعَ العُوَّادِ يَبْتَدِرَانِ
فَقَالاَ شَفَاكَ اللهُ وَاللهِ مَا لَنَا
بِمَا ضُمِّنَتْ مِنْكَ الضُّلُوعُ يَدَانِ
فَوَيْلِي عَلَى عَفْرَاءَ وَيْلٌ كَأَنَّهُ
عَلَى الصَّدْرِ وَالأَحْشَاءِ حَدُّ سِنَانِ
أُحِبُّ ابْنَةَ العُذْرِيِّ حُبًّا وَإِنْ نَأَتْ
وَدَانَيْتُ فِيهَا غَيْرَ مَا مُتَدَانِ
إِذَا رَامَ قَلْبِي هَجْرَهَا حَالَ دُونَهُ
شَفِيعَانِ مِنْ قَلْبِي لَهَا جَدِلاَنِ
إِذَا قُلْتُ لاَ قَالاَ بَلَى ثُمَّ أَصْبَحَا
جَمِيعًا عَلَى الرَّأْيِ الَّذِي يَرَيَانِ
تَحَمَّلْتُ مِنْ عَفْرَاءَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ
وَلاَ لِلْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ يَدَانِ
فَيَا رَبِّ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ عَلَى الَّذِي
تَحَمَّلْتُ مِنْ عَفْرَاءَ مُنْذُ زَمَانِ
كَأَنَّ قَطَاةً عُلِّقَتْ بِجَنَاحِهَا
عَلَى كَبِدِي مِنْ شِدَّةِ الْخَفَقَانِ

 

قال: فلم يزل في طريقه حتى مات قبل أنْ يصل إلى حيِّه بثلاث ليالٍ، وبلَغ عفراء خبر وفاته، فجزعت جزعًا شديدًا، وقالت ترثيه:

أَلاَ أَيُّهَا الرَّكْبُ الْمُجِدُّونَ وَيْحَكُمْ
بِحَقٍّ نَعَيْتُمْ عُرْوَةَ بْنَ حِزَامِ
فَلاَ تُهْنِئُ الفِتْيَانَ بَعْدَكَ لَذَّةٌ
وَلاَ رَجَعُوا مِنْ غَيْبَةٍ بِسَلاَمِ
وَقُلْ لِلْحُبَالَى: لاَ تُرَجِّينَ غَائِبًا
وَلاَ فَرِحَاتٍ بَعْدَهُ بِغُلاَمِ

 

قال: ولم تزل تُردِّد هذه الأبيات وتندبه بها، حتى ماتَتْ بعده بأيَّام قلائل.

 

أمَّا نسبه كما جاء في "الأغاني" (ج 6 / ص 162):

أخبار عروة بن حزام:

هو عروة بن حزام بن مهاصر، أحد بني حزام بن ضبة بن عبد بن كبير بن عذرة.

شاعر إسلامي، أحد المتيَّمين الذين قتَلَهم الهوى، لا يُعرَف له شعرٌ إلا في عفراء بنت عمِّه عقال بن مهاصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحصين بن حمام
  • قس الإيادي
  • عرار
  • وصلت رقعة العجوز
  • أبو ذؤيب الهذلي
  • ربيعة البطل، وأي بطل!
  • زيد الخيل
  • عروة بن أذينة
  • مسكين الدارمي

مختارات من الشبكة

  • جعل الله تعالى جسده الشريف كله مباركا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث عروة بن مضرس في الصلاة بمزدلفة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • منظومة العروة الوثيقة للعلامة محمد بن عمر بن مبارك الشهير ببحرق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة كل المرام في أخبار عروة بن حزام(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • العاشق العفيف عروة بن حزام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • توظيف القيم الإنسانية عند عروة بن الورد (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • صبر عروة بن الزبير رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام: عروة بن الورد (من أجواد العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عروة بن الزبير رحمه الله(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • قصيدة عروة بن الورد "أقلي علي اللوم يا بنة منذر" قراءة في المعاني والأساليب(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
الفصيحة بنت العرب - من ربى نجد 27-09-2010 07:24 AM

شكر الله لك حرصك على تقليب تاريخنا واستخراج القدوات منه ...
كما أشكرك على ذكر المصدر لمن ينوي الاستفادة والاستزادة .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب