• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

كوبان من القهوة (قصة)

كوبان من القهوة
غسان موسى الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/2/2013 ميلادي - 7/4/1434 هجري

الزيارات: 6736

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كوبان من القهوة


طلب كوبَينِ من القهوة، وجلس في مكانه المعهود كل يوم صباحًا؛ حيث إن العم أحمد معروفٌ في المقهى الذي افتُتح قريبًا من بيته، وهو يتردد عليه منذ سنين طويلة تقترب من العشرة.

 

فُتح مقهى السعادة على تلة مرتفعة تُشرف على البحر، ويستطيع كلُّ من يجلس فيه أن يستمتعَ بجمال البحر، وأن يستنشقَ رائحته المنعشة، واعتاد أحمد أن يتأمَّل العملَ في المقهى من شرفةِ شقته في الدور الرابع وهو يحتسي كوب القهوة التركي مع زوجته سلوى.

 

أحمد وسلوى زوجان مثاليان، ولا يعني ذلك أنهما لا يتشاجران، ولكن خصامهما في الأربعين سنة من حياتهما الزوجية لا يستمر أكثرَ من ساعات قليلة، سرعان ما يتأسف بعدها أحدهما للآخر، ولا يأتي الليلُ إلا وقد تأكد أحمد أن زوجته قد نامتْ قريرةَ العين، هادئة البال.

 

ولقد نتجت علاقتهما المميزة من التقدير الذي يكنُّه كلٌّ منها للآخر، فمع أن سلوى كانت ابنة تاجر قهوة يربح المال الوفير من استيرادها من البرازيل، إلا أنها رضِيَت الارتباطَ بأحمد، الموظف البسيط الذي يعمل في أرشيف مكتب الوزارة؛ لإعجابها بحرصه على ترتيب الملفات، ومراعاته لأدقِّ التفاصيل فيما يتعلق بالمعاملات، ولقد رأت ذلك وهي تراجع أوراقًا لأبيها في مكتب الوزير، ثم أصرَّتْ أن تأتي مرة ثانية مع أبيها أثمرت عن هذا الزواج الميمون، والذي أهدى على إثره أبو سلوى لهما شقةً على البحر، بقي الزوجان فيها طوال حياتهما.

 

لم يُرزق أحمد وسلوى ولدًا، ومرت الأيام هادئةً بعد أن توفي ما تبقى من عائلتهما الصغيرة، ولقد صنعا عاداتٍ ثابتةً يملأان بها وقت فراغهما، فهما يشربان كوبي القهوة التركية في شرفة منزلهما كلَّ صباح بعد عودة أحمدَ من صلاة الفجر، يتأمَّلان فيها إشراقَ الشمس على مياه البحر الزرقاء، وإن كان الجو حارًّا أو باردًا، فهما يشربان القهوة في "صالة" المنزل، وبعد تقاعد أحمد من عمله اعتادا النزول للمشي في أروقة الحي وشراء بعض الحاجيات، وعندما افتتح المقهى الذي بجانب بيتهما، أصبحا يَرَيان في طريق عودتهما إلى المنزل صاحب المقهى أسامة وهو يفتحه كلَّ صباح.

 

كان أسامة شابًّا كثير الابتسامة، واسع الجبهة، يبدو على محيَّاه الصدق والمحبة، ولقد نشأت بينهم الصداقة بعد أن دعاهما لتناول القهوة في مقهاه، واختار لهما طاولة في الصف الأول أمام النافذة، بعيدًا عن المدخل.

 

كان المكان "المقهى" هادئًا في هذا الوقت من الضحى، وهو يحتوي على تسع طاولات: أربع في الأمام، وخمس في الخلف، ويعتمد على البساطة في تصميمه، ولم يكلف "ديكوره" الكثير؛ فصاحبه أسامة حديثُ التخرج في الجامعة، لم يجد عملاً يناسبه، فباع سيارته ودفع كل مدخراته؛ ليقيم هذا المقهى على أرض كانت لأبيه.

 

جلس الزوجان على الطاولة في مقعدين أمام نافذة المحل، وهما ينظرانِ إلى البحر من مكانٍ آخر غير الذي اعتادا عليه، فسألت سلوى:

• أحمد، لم أرَ هذه الأشجار قبل ذلك بهذا المنظر الجميل؛ فالبحر مِن خلفها له منظر رومانسي جدًّا.

 

التفت أحمد وقال:

• نعم، هذا صحيح يا سلوى، عجيب كيف فاتنا هذا المنظر؟ كم سيبدو جميلاً عند الغروب!

 

أومأت برأسها، ثم جاء أسامة بكوبي القهوة.

 

تغيرت عادة أحمد وسلوى منذ ذلك اليوم؛ فقد أصبحا يأتيان إلى المقهى في الضحى، ويقضيانِ بعض الأحيان وقتيهما في الحديث مع أسامة عن هموم الشباب، و"حكاوي" السياسة، وآخر الأخبار، وعندما عرض عليها ذات يوم كتابًا، أخذ أحمد يقرؤه إلى وقت الظهيرة، بينما أخرجت سلوى "كرويشيه" تَعُدُّه لأيام البرد، وقبل أن يبدأ فصل الشتاء أنهتْ كنزةً من صوف أزرق بلا أكتاف، وأهدتْها إلى أسامة، ومع مرور الوقت أصبح المقهى جزءًا من حياتهما، يترددان عليه في بعض الأيام أكثر من مرة، في الصباح وعند الغروب؛ ليتأملا أشعة الشمس الحمراء وراء الأشجار الباسقة.

 

مرت خمس سنوات دخلت فيها سلوى عامها الخامس والستين، وبدأ يدب التعب في جسدها النحيل، ولم تَعُدْ تقوى على النزول لشرب القهوة في المقهى كعادتها، فصار أحمد يشتري كوبين من القهوة كل يوم، يشرب الأول على الطاولة التي في الصف الأول، البعيدة عن المدخل كعادته، ثم يأخذ الثاني إلى زوجته عند طلوعه إلى المنزل، وكان أسامة يأتي كل خميس بعد صلاة الفجر ليعد القهوة التركي ويشربها مع الزوجين قبل أن يفتح المحل، وعندما منعها الطبيب من شرب القهوة، لم تعُدْ سلوى تشارك زوجها في عادته الصباحية تلك، فظل أحمد يشتري كوبي القهوة، ويشربها مع أسامة في المقهى.

 

اشتد المرض على سلوى ودخلت المستشفى في ليلة من ليالي الشتاء الباردة، ولم تعُدْ إلى بيتها مرة أخرى، فقد توفيت على فراش المستشفى، وتم تجهيزُها لكي تدفن في صباح اليوم التالي، بعد الدفن عاد أحمد إلى بيته، والمطر يغسل الأرض بشدة، وموج البحر يرتفع فوق ممر المشاة المحاذي للشاطئ، ويضربه بقوة وعنف، أغلق الباب من ورائه، وذهب صوب المطبخ، وفتح الدولاب المخصص للقهوة، وضع ملعقة صغيرة من البن في الركوة، ثم صب عليها قليلاً من الماء، وقام بتحريكِها فوق النار المعتدلة إلى أن غَلَت، فخفف عنها الحرارة، ورفعها قليلاً فوق النار مدة بسيطة، أطفأ النار ووضع القهوة في الكوب، وذهب صوب "الصالة"، وجلس في مقعده أمام النافذة، وقام بتشغيل المدفأة، جلس أحمد في كرسيه المعهود وهو ينظر إلى البحر الهادر بعينين محتقنتين، ثم التفت بحركة لاإرادية إلى المقعد الذي بجانبه، والذي كانت تجلس عليه سلوى كل صباح، عندها تسمَّرت عيناه على مكانها الفارغ، واغرورقت بالدموع، وأخذ يبكي في حرقة وألَمٍ، وينشج بصوت مكتوم.

 

بينما هو كذلك انتبه إلى دق الباب، فأسرع يغسل عينيه ويجفف آثار الدمع من وجهه، وفتح الباب، وجد أسامة ينظر إليه بصمت وهو يلبس الكنزة الزرقاء التي أعدتها سلوى، فاحتضنه بقوة، وذرفت من عينيهما الدموع الحارة، وهما يلهجان لها بالرحمة والمغفرة، جلس أسامة فترة في الصالة، ثم همَّ بالاستئذان؛ لاقتراب موعد فتح المحل، فقام أحمد من مجلسه، وبدأ يهيئ نفسه للخروج معه، نزل الرجلان وفتح أسامة المقهى، وبدأ في تهيئته، بينما جلس أحمد على نفس الطاولة التي كان يجلس عليها كل يوم مع سلوى، أحضر له أسامة كوبي القهوة وجلس معه، ثم ما لبث أن دخل أحد الزبائن فقام ليحضر له طلبه، بقي أحمد في مكانه يتأمل البحر، ويتذكر نظراتِ سلوى وضحكاتها، وحديثها عن المارة، وتعليقها على الأشجار الباسقة، وبينما كان موج البحر الهادر يضرب الشاطئ، كان يشعر بقلبه المهموم يتوسع ليستنشق رائحةَ القهوة النفاذة، ففيها سلوى لغياب زوجته سلوى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فنجان قهوة (قصة)
  • دردشة على فنجان قهوة
  • قهوة الصباح وشاي المساء...
  • قهوة فنجاني تناثرت
  • فنجان قهوتي (قصة)
  • منى وأمها (قصة)
  • يسألونني عن القهوة؟
  • القهوة
  • رسالة في الشاي والقهوة والدخان لعلامة الشام جمال الدين القاسمي

مختارات من الشبكة

  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دروس وفوائد من قصة سيدنا شعيب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أربعين ساعة بين الأمواج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن قصة نبي الله سليمان والنملة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- كوبان من القهوة
طارق رمضان - Canada 21-02-2013 01:37 AM

سبحان الله ما أجمل الوفاء ,,, و القصة تعلمنا شيئا آخر أن الاجتماعيات فيها علاقات ذو معاني جميلة كأن يكون لك صديق تلجأ إليه وقت الشدة

1- رائعة
Aya - Egypt 19-02-2013 02:10 AM

كم اتمنى أن أكون سلوى :)

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب