• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

إغفاءة (قصة قصيرة)

إغفاءة (قصة قصيرة)
عبدالقادر اللبان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/3/2012 ميلادي - 26/4/1433 هجري

الزيارات: 5878

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا تَقل لِشَيءٍ إني فاعلٌ ذلكَ غَدًا إلا أن يشاء الله، إغفاءة قصيرة تُغيِّر مَجْرى حَياة، عند الساعة الرابعة بعد الظهر من يومٍ ماطر شديد البرودة، توقَّفت سيارة أجرة قرب محطةٍ للقطارات في مدينة "إسن" الألمانية، المعروفة بتجارتها الواسعة للمأكولات.

 

ولقد سمِّيت بهذا الاسم الذي يعني بالألمانية "الأكل"، وكانت تَقْصِدها العائلات من جميع أنحاء البلدان الألمانية للتموين؛ لأنَّها تبيع المأكولات بأسعارٍ أقل من غيرها من البلدان الألمانية.

 

وما أن توقَّفت حتى اندفع منها إلى داخل المحطة شابٌّ وسيمٌ، بَهِيُّ الطلعة، بادي البِشْر، في مقتبل العمر - تدل ملامح وجهه على أنه من أصلٍ شرقيٍّ أو عربيٍّ - حاملاً على ظهره حقيبة تُحْمَل بواسطة حمَّالات تُعلَّق على الكتف، يبدو أنها ثقيلة بعض الشيء، لقد بدا ذلك من انحناء ظهره، ربما قد تحتوي على ملابس أو كتب للدراسة؛ لأنه كان أوان بداية السنة الدراسية للجامعات والكليات.

 

وما هي إلا أيام معدودات، وتبدأ الدراسة في الجامعات؛ لذا ربما هذا التخمين كان في محلِّه، وقد تحتوي على محفظة للنقود، أو أوراق شديدة الأهمية أيضًا، كأوراق انتسابه للجامعة أو ما شابه ذلك.

 

وما أن دخل المحطة، حتى ذهب على التوِّ إلى المكان الذي توجد فيه اللوحة، التي يُكتب عليها عادةً مواعيد وصول القطارات وإقلاعها، وأخذ يجول في جَنَباتها؛ ليطمئن هل أتى في الموعد المحدَّد قبل إقلاع القطار المتَّجه إلى مدينة "بريمن" - المدينة التي توجد فيها كلية الطب التي انتسب إليها - أو أنه قد أخطأه؟

 

وبينما هو يَجُول بعينيه يَمْنة ويَسْرة، وإذا به يتسمَّر في الأرض، كما تجمَّد الدم في عروقه أيضًا، وقال في صوت مسموع، وقد ملأه الذهول: يا ويلي لقد أخطأته، آهٍ، لقد وجد أن القطار قد أقلع قبل دقائق معدودة، لا تتعدَّى أصابع اليد الواحدة فقط.

 

يا لها من ورطة! كل هذا الذي حصل كان سببُه بطءَ السائق، لو أسرع قليلاً، لكنتُ قد أدركتُه قبل إقلاعه.

 

هذا ما جال في فكره، ولكن قد حصل ما حصل، وليس في اليد حيلة، فأخذ يبحث عن موعد للقطار الذي يليه، لحسن الحظ، لقد وجد قطارًا سيقلع إلى "بريمن" في هذه الليلة، وقد يَمُرُّ من هذه المدينة قاصدًا "بريمن"، ولكنه في ساعة متأخِّرة، لكنه كان عليه أن ينتظره، ولم يكن له من خيار لذلك، وإلاَّ سيفوته موعد قَبُوله في كلية الطب التي انتسب إليها منذ شهر تقريبًا.

 

ولقد عاش عمره توَّاقًا لهذه اللحظة، ولم يتبقَّ سوى نهار الغد فقط، ويسلِّم أوراق انتسابه إلى الجامعة، وإلاَّ عليه الانتظار إلى السنة المقبلة؛ بسبب تأخره عن الموعد المحدد للانتساب.

 

لقد كان بوسعه أن يأتي إلى "بريمن" قبل أيام من الموعد، لكن يا للأسف، لقد حصل حادث سير مؤسِف ذهب ضحيَّته والداه؛ لذلك حصل هذا التأخير غير الطَّوْعي.

 

ولقد جاءا إلى ألمانيا منذ سنوات في ظروفٍ قاسية، وقد كان "مسعود" لم يتجاوز عمره السنتين فقط.

 

لقد أتيا إِبَّان حربٍ أهليَّةٍ ضَرُوس وقعت في لبنان، أتت على الأخضر واليابس، يتَّمت أطفالاً، وخلَّفت أراملَ، وتركت وراءها خسائر ماديَّة كبيرة، وأرواحًا بشريَّة بأعدادٍ لا تُحْصَى ولا تُعَدُّ.

 

جاءا هذا البلد مُهجَّرَين ومُطَارَدَين تاركَين وراءهما كلَّ شيءٍ، وكلَّ ما جمعاه طوال حياتهما من مال وممتلكات لهما.

 

لقد وقعت قبل أيام قليلة من هجرتِهما قُنْبلة على مَقْرُبة من أبي "مسعود" كان نصيبه منها شَظِيَّة أصابت وَتَر رجله اليسرى فقطعته، وأفقدته نشاط الحركة فيها، وهكذا أصبح يُعَدُّ من العاجزين.

 

وقد عاش طفلهما الوحيد المُدلَّل في كنف والديه اللذين لم يُرزقا غيره ورعايتهما، وقد حاز على حبهما وعطفهما طَوال مرحلة الطفولة.

 

وقد تدرَّج في المدارس حتى مرحلة الشباب، وقد كان متفوقًا في دراسته على بقية أقرانه، وكانت علاماته المميزة تؤهِّله لدخول كليَّة الطب التي عاش يحلُم بها والده.

 

ولقد كان والده يغرس في نفسه حُبَّ هذه المهنة حتى أحبها، وكان يناديه دائمًا من صغره بالدكتور "مسعود".

 

لقد عاشت الأسرة على الكَفَاف من العيش؛ لعدم قدرة والده على العمل المُجِدِّ متأثرًا بإصابة رجله - كما ذكرنا من قبل في الحرب في لبنان - وكان بالكاد يقوم بأعباء المعيشة.

 

وما ألحقوا "مسعودًا" بالمدارس الثانوية، حتى بدأ نبوغه يظهر في تفوُّقه المستمر واللافت؛ مما رسَّخ أمل والديه أنْ يصبح ولدهما يومًا ذا شأن في المجتمع.

 

وكما ورد من قبل لقد كان والده يُحبِّبه في مهنة الطب حتى ترسَّخت محبتها في نفسه، فعندما حاز على العلامات التي تؤهِّله لدخول كلية الطب، بدأ العدُّ التنازلي في هذه الأسرة، وبدأ الوالد بجمع المال لدفع القسط الأول للجامعة، ولو كان ذلك على حساب معيشتهم.

 

ولم يمضِ كثيرٌ من الوقت حتى جمع الوالد القسط الأول بما فيه أيضًا: مصروف السفر، والسكن والمعيشة هناك في بلد غريب وبعيد عن والديه.

 

أيضًا وقد بدأ "مسعود" يُعِدُّ نفسه للسفر، فاتَّصل بالجامعة وأجْرِي له امتحانٌ للقَبُول، فنجح فيه بامتياز، وتسلَّم الرسالة بالقَبُول.

 

ولم يتبقَّ سوى أيام قلائل لموعد السفر، وسيكون "مسعود" أول مَن يتقدم للانتساب إن شاء الله.

 

ولكن يا للأسف لقد وقعت فاجعة.

 

لقد وقع حادثُ سيرٍ مؤسفٌ أَوْدَى بحياة والديه - ما أوردنا من قبل - وتركاه وحيدًا في هذه الدنيا، وهو في أشد الحاجة لهما.

 

لقد تلقَّى نبأ وفاتهما كنزول الصاعقة، لم يتحمل هذا المسكينُ هذا الخبر المفجع الذي قد يُودِي به، وقد يأخذه إلى وضع لم يَأْلَفه من قبل، لقد تلاشى أمامه كل أمل له في الحياة.

 

فراح في غياب طويل، وكأنه في غيبوبة، ولم يُفِقْ من هذه الصدمة إلا وقد وجد نفسه في أواخر المُدَّة المُعطاة له لتسليم أوراق انتسابه إلى الجامعة؛ لذا كان عليه أن ينتظر، وألاَّ يدع أن تفوته آخر فرصة له من أمله الباقي له، حتى ولو لآخر الليل.

 

فقرأ في اللوحة أنْ ثَمَّة قطارٌ سيمرُّ من هذه المحطة في الساعة الواحدة فجرًا، وسيتوقَّف لمدة خمس دقائق فقط ويتابع سيره، ثم سيتوقف في مدينة هونوفر الصناعية قليلاً، ثم يتابع طريقه، فيصل بريمن غدًا صباحًا في الساعة السابعة، وبهذا سيكون لديه الوقت الكافي؛ لكي يصل إلى مكتب الجامعة قبل إغلاقه في الخامسة بعد ظهر الغد، فأخذ طريقه لأقرب مقعد يُطل على ساعة المحطة؛ ليتسنَّى له متابعة الوقت عن كَثَبٍ.

 

ومضى يتنقَّل من خط لآخر؛ ليتعرَّف على الخط الذي سيقف عليه القطار المتوجّه إلى "بريمن".
تهالك على المقعد المقابل للساعة، وأخذ من الآن بمراقبة الساعة.

 

الساعة تسير ببطءٍ، وكأنها سلحفاة أعياها التعب، البرد قارسٌ، فكان مَوقِع المقعد في منطقة مكشوفة تجوب فيها الرياح الشديدة البرودة، وكأنها تكنس الأرض من شِدَّتها؛ مما جعله يرتجف ويرتعد كسَعَفَةٍ في مهبِّ الريح من شدة البرد.

 

فآوى إليه، واستلقى عليه، كأنَّه يأوي لفراش، وجعل الحقيبة التي يحملها كوِسَادة بعد أن وضع داخلها محفظة نقوده التي كان يحرص عليها، والتي كانت تحتوي على جميع الأوراق المهمَّة الخاصَّة به، كأوراق الانتساب للجامعة، وبطاقته المدرسية، وما شابه ذلك، وأيضًا كل المال الذي جمعه والده لدفع أقساط الجامعة، وتدثَّر بالمِعْطَف الذي كان يحمله؛ ليَقِيَه هذا البرد، وأخذ يراقب الساعة.

 

ومضى وقت غير قصير، وهو يُغالب النعاس، ويدفعه عن جفونه، وكان أحيانًا يستسلم لإغفاءة قصيرة، ثم يستيقظ، ثم يعاود ثانية، ولكنه لم يستطع أن يقاوم النعاس أكثر، أو ليصمد لمدة أطول، فغَطَّ في سُبات عميق، وكأنه لم يَنَم من ليالٍ طويلة، وأخذ يُصدِر شخيرًا لافِتًا للسمع، وكأنه مِذْيَاع لبائع متجول يدعو الزبائن بواسطته، ويقول: "يا أيها اللصوص الكرام، نحن هنا، تفضَّلوا، واسرِقوا ما يحلو لكم، اسرِقوا سرقة تُغنِيكم عن عمل سنة كاملة في عمل السرقة".

 

وما أن أشارت الساعة الواحدة صباحًا، وجاء موعد وصول القطار الذي سيقف في مدينة "إسن"، حتى عَلَت صفارة القطار، وهي تعلم بموعد انطلاقه متوجهًا إلى "بريمن".

 

فاستيقظ "مسعود" مذعورًا، ووثب كأسدٍ خرج من عَرِينه.

 

أخذ يشق طريقه بصعوبة بين الجموع المتراكمة والملاصقة للقطار، وما أن تمكَّن من الوصول إلى باب القطار حتى تعلَّق به، وصعد إليه وهو على آخر رَمَق، وأخذ يجري بسرعة إلى الداخل؛ ليتمكن من الاستيلاء على مقعد قبل غيره.

 

وأخيرًا لقد وصل قبل غيره، وتمكَّن من الحصول على مقعد، وألقى بنفسه عليه بعد عناء طويل.

 

وقال في نفسه: الحمد لله، لقد لَحِقت بالقطار في الوقت المناسب، وها أنا قد حَصلت على مقعد، ولديَّ من الوقت الكافي ما يُخَوِّلني لكي آخُذ قسطًا من الراحة وأُعاود إغفاءتي، وسأستيقظ منها في صباح الغد وأنا في "بريمن" إن شاء الله.

 

فاستلقى على هذا المقعد المُرِيح بعض الشيء، واستسلم للنوم، فغطَّ في النوم، وغَرِق في أحلام ورديَّة، وعلا شَخِيره: يعلو ويهبط، وكأنه سمفونية عالمية لأحد مشاهير الموسيقا، ولم يتوقَّف عن العَزْف إلا عندما أيقظه قاطع التذاكر طالبًا منه أن يُرِيَه التذكرة.

 

فنهض عن المقعد منزعجًا، وكأنه عاتبٌ عليه لإيقاظه، وأدخل يده في جَيْب سرواله ليعطيَه التذكرة، ثم يُعَاود النوم ثانية، لكنه لم يجد التذكرة، فأدخلها ثانية، أيضًا لم يجدها.

 

فأدخل يديه في جميع جيوبه فلم يعثر عليها، فوقف حائرًا يسأل نفسه: أين وضعها يا مَن ترى؟ آهٍ، لقد تذكَّر أنه وضعها في محفظة النقود، نعم لقد وضعها في المحفظة، وأيضًا قد وضع المحفظة في الحقيبة، لكن أين الحقيبة؟

 

آهٍ، الحقيبةُ يَجب أن تكون على رفِّ المقعد، فرفع نظرَه إلى رف المقعد، فإذا به خاوٍ، فصرخ أين هي؟ أين هي؟ لقد... لقد... وانطرح أرضًا غائبًا عن الوعي.

 

فتحلَّقت حوله جميع ركاب الحافلة، وعملوا على إسعافه حتى استعاد وعيه.

 

فلما أفاق أدرك أنه قد ترك حقيبته على المقعد في محطة قطارات مدينة "بريمن"، وستكون الآن في أيد اللصوص، وسيكونون أحرصَ عليها مني.

 

وهكذا فقد فَقَدها، وفَقَد معها كلَّ ما يَمْلِك من مال ومتاع، وكل الأوراق المهمة.

 

ولما فَقَد الأمل نهائيًّا من وجود التذكرة، طلب منه قاطع التذاكر مغادرة القطار في المحطة القادمة، وهي في مدينة "هونوفر الصناعيَّة" التي يفصلها عن مدينة "بريمن" فقط ثلاثة ساعات.

 

وهكذا فقد غادر المسكين "مسعود" القطار عند بزوغ الفجر، ودخل المحطة ذليلاً محطمًا، وقد اسودَّت الدنيا أمام ناظريه.

 

تَرَى ما الذي بمقدوره أن يفعله، وقد شُلَّ كل تفكيره؟ كيف له أن يتوصَّل إلى حلٍّ، وهو على هذه الحالة؟ يجب عليه أن يبقى داخل المحطة لطلوع النهار، وقد يعطي نفسه إجازة ولو قصيرة؛ ليستعيد جأشه وحواسَّه، فألقى بنفسه على مقعد داخل المحطة، واسترخى عليه قليلاً، وغيَّب تفكيره قدر المستطاع، ولم يمضِ الكثير حتى عاد إليه قلقه.

 

وقد أشرقت الشمس، وامتدت أشعتها إلى داخل المحطة فأيقظته، فخرج منها هائمًا على وجهه لا يلوي على أحد، لا يدري إلى أين يأوي؟ أو إلى أين يذهب؟ فمضت عليه ساعات، وهو يجوب المدينة، وهو مشتَّت الذهن، فاقد الحواس، وقد أنهكه التفكير، وأعياه التعب من المشي المُجِدِّ.

 

فوقف قُرْب مطعم يقدم "البيتزا"، وقد خارت قواه من الجوع، فأسند ظهره للحائط، ووضع يده في جيبه؛ ليبحث عن نقود لعلها تكفي لشراء رغيف من "البيزا"، الحمد لله لقد وجد عِدَّة ماركات تكفي، نعم إنها تكفي لشراء رغيف واحد فقط.

 

فدخل المطعم على التو، وطلب رغيفًا من "البيتزا"، واتخذ له مقعدًا في زاوية المطعم، وجلس عليه، وغرق في تفكير عميق.

 

ما سيحصل له بعد أن يخرج من المطعم؟ وإلى أين سيذهب؟ وأين ينام؟ وما سيفعل ليحصل على بعض النقود؛ ليستطيع أن ينشد العيش بكرامة؟ لقد غابت عن تفكيره الجامعة تمامًا، ولقد بدا له ما هو أهمُّ من الجامعة وهو قضية المعيشة.

 

فوضع رأسه بين كفيه، ودخل في سرداب طويل من الذُّهول، والحملقة أحيانًا، وأحيانًا يذهب في غياب غير مقصود؛ فقد كان يرفع القطعةَ من "البيتزا"؛ ليدخلها في فمه، وإذا بها تسقط منه عفويًّا، ودون أن يشعر بأنها قد سقطت.

 

فأنكر عليه الرجل العجوز صاحب المطعم الذي قد أخذ بمراقبته منذ دخوله المطعم.

 

لقد لفتت نظرَه ملامحُه الغريبة عن أهل المنطقة التي قد اعتاد أن يرى أهلها دائمًا، وقد يأتون أحيانًا من أقصى المدينة؛ ليأكلوا "البيتزا" من صنعه؛ لأنه كان المطعم الوحيد في المدينة الذي يُجِيد صنع "البيتزا"؛ لذلك حاز اهتمامه، فاقترب منه بأدب واحترام، وسأله وقال له: يا سيدي، هل يوجد في "البيتزا" أيُّ رَيب، فردَّ عليه بغاية من التقدير والاحترام، وقال: لا والله يا سيدي، ليس بها أيُّ عيبٍ، ولكني قد أشعر بقليلٍ من القلق.

 

عندها سمح العجوز لنفسه بالجلوس بقربه، وتفرَّس في وجهه، فوجد فيه إحباطًا وأسًى، ورأى في عينيه علامات اللوعة والقلق، فسأله برِقَّة ممزوجة بعناية وبعطف، وقال له: بالله عليك، أخبرني يا ولدي ما يضِيرُك؟ وما سبب هذا الحزن الذي يعلو مُحيَّاك الجميل؟

 

فقال له: والله يا سيدي - وقد أحسَّ بشيءٍ من التعاطف في وجه العجوز - وكيف لي ألاَّ أحزن، وقد لا أدرى ما مصيري بعد قليل؟! وقد بدا لي مجهول.

 

لا أعلم إلى أين أسير الآن؟ أو إلى أين سيقودني قدري بعد لحظات؟ وهل سأجد ملجأً يأويني، أو عملاً مُحترمًا يُغْنِيني عن السؤال؛ لئلاَّ أُصْبِح مُتشردًا أو مُتسولاً؟

 

فنظر إليه العجوز بدهشة وبنظرة المُشفِق عليه، وقال له: بالله عليك، لقد آلمتني، أخبرني بما بك، وما اسمك؟ وما جرى لك؟ لعلِّي أستطيع مساعدتك.

 

فقال له: أمَّا اسمي يا سيدي، فقد كان منذ ساعات قليلة "مسعودًا"، ولكن من الآن فصاعدًا لم أدرِ ما سيكون، هل سيبقى "مسعودًا" أو سيتغيَّر، أو سينقلب، ربما إلى عكس ما يعني؟ فيصبح مثلاً متعوسًا أو حتى منحوسًا.

 

أمَّا عما جرى لي:

لقد جرى لي ما غيَّر مَجْرَى حياتي كلها، لقد دفع بي القدرُ من بُرجي العالي، وقذف بي إلى أسفل حضيض، وأطرق برأسه إلى الأرض بخجل وبألم، وقصَّ عليه الحكاية وما قد حصل معه.

 

فأذرفت عينا العجوز، وألقى إليه بنظرة مليئة بالعطف والشفقة، وقال له: لا تَيْئَس يا بُنَيَّ، ولا تَقْنَط من رحمة الله، فالله لا ينسى أحدًا.

 

والآن أكمل عشاءك، وانتظرني هنا إلى المساء، فسأعود إليك عند إقفال المطعم، وسأتدبر الأمر إن شاء الله.

 

فما كان عليه إلا الامتثال، فتابع طعامه، وانتظره ليعود إليه كما وعده عند موعد إقفال المطعم.

 

وفي المساء وافاه العجوزُ، وأخذه إلى سطح بِنَاية قيد الإنشاء قريبة من المطعم - يفصله عن الأرض سبعةُ طوابق - وأدخله غرفة يستعملها عادة ناطور البناية، يوجد فيها أريكة وعليها وسادة وغطاء من الصوف، وطلب منه أن يقضي فيها هذه الليلة، وفي الصباح سيأتي إليه ويشربا القهوة معًا.

 

فاضطجع هذا المسكين على الأريكة متدثِّرًا بهذا الغطاء البالي، ووضع فوقه معطفه الصوفي السميك أيضًا؛ ليتقي بهما برد هذا الليل القارس.

 

ومضى يراقب هذه النجوم التي صاحبته في هذه الليلة الصافية بعضَ الشيء، وقد آنسته في وحْدته، فقسمٌ منها كان يزدهر، وقسمٌ منها كان يختفي ويندثِر، وكان هو على أحرَّ من الجمر، ويتحرَّق ليرى انصرام هذا الليل، وبزوغ الفجر الجديد، وما قد يحمل له هذا العجوز الكريم من أنباءٍ سعيدة إن شاء الله، وقد أرسله الله منقذًا له.

 

وما أن سَطَعت شمس الغد، حتى أقبل العجوز، والبِشْر بادٍ على سَحْنَتِه، واصطحبه معه إلى المطعم.

 

وبعد أن شربا القهوة وتناولا طعام الفطور، جلسا يفكران معًا بما سيؤول إليه مصير "مسعود" وما عليهما فعله.

 

وبعد تفكير عميق من العجوز وما قد يستطيع أن يفعله لمساعدة هذا الفتى الغريب.

 

وبعد جُهد توصَّل العجوز إلى أمرٍ ما، وهو أن يَعْرِض على "مسعود" أن يعمل عنده في المطعم عاملاً مكان العامل الذي ترك العمل منذ أسبوع، ويعمل طيلة هذه السنة، وبذلك يتسنَّى له العيش بكرامة، وجمع المال الذي يلزمه للالتحاق بالجامعة في السنة القادمة أيضًا، وما أن عرض هذا الأمر على "مسعود" حتى تهلَّل وجهه بالفرح، وعلاه علامات البشر والاطمئنان، فكأن هذا العرض طَوْقُ نجاة أو يَدٌ امتدت لغريقٍ من خلال أمواجٍ عاتية، فأنقذته من الغرق.

 

فنظر إليه نظرة شكر وامتنان، وقال على الفور: نعم والله يا سيدي أَقْبل، وأنا مُمْتَنٌّ لك، كيف لا، وقد أَعَدْتَ إليَّ كرامتي؟! وسأكون من الآن طوعَ بَنَانِك، وسأكون - إن شاء الله - عند حُسن ظنِّك بي، ولا أَخْذُلك أبدًا، فقد فقدت والدي منذ أيام، ولكنَّ معاملتك معي أحيت فيَّ الأمل في الحياة، أتسمح لي بمُناداتي لك يا والدي؟ وأَخَذ يدَه يُقبِّلها، فأقبل عليه العجوز وضمَّه إلى صدره، وهو يبكي، وقال له: لقد وجدته، لقد وجدت ولدي الذي فقدته منذ سنوات في ظروف غامضة، فقد غاب عني، وفقدت كلَّ أثر له، لقد وجدته فيك يا ولدي، وسأكون من الآن فصاعدًا "أبا مسعود".

 

والآن يا ولدي: ادخل، وابدأ العمل، وفي المساء سأستأجر لك مسكنًا قُرْبِي في البناية التي أسكن فيها، وهكذا، فقد عادت الابتسامة إلى ثغر "مسعود"، الذي كان بينه وبينها خصومة مستحكمة، وعاد إليه اسمه كما كان، والحمد لله.

 

ومضت الأيام وتوالت الأسابيع، وتلتها الأشهر و"مسعود" يسير من نجاح إلى نجاح، لقد أحب هذه المهنة وأحبته، فبَرَع في صنع البيتزا، وأصبح من القلائل الذين يُتقِنون صنعها.

 

ولقد أحبّه السيد "موريس"، وأخذ يعتمد عليه في إدارة المطعم وفي كل شيء، هذا وقد مضت الأيام بسرعة، واقتربت أيام الدراسة، فأخذ "مسعود" يُعِدُّ نفسه لذلك.

 

لقد أحضر كلَّ شيء، لقد جمع المال الكافي طيلة هذه السنة، ولم يبقَ عليه إلا أن يُحْزِم أمتعته، ويشكر العجوز ويستأذنه للسفر، وإذا بحدثٍ يحصل ما لم يكن في حسابه.

 

في صبيحة هذا اليوم المُقرَّر للسفر، حصل ما لم يكن في الحسبان، لقد تُوفِّي العجوز فجأةً، وترك المطعم في عُهْدة "مسعود".

 

ما العمل؟ ومن سيتولى إدارة هذا المطعم المشهور بعد صاحبه السيد "موريس"؟ الذي أمضى حياته في إدارته، وجعله أشهر مطعم في صنع "البيتزا" في هذه المدينة، والآن سيؤول للخراب، إذا لم يجدوا الشخص المناسب القادر على إدارته؛ زوجته لا تستطيع إدارته، ولا ابنته تقدر على إدارته كذلك.

 

فوجدا أنه من المستحيل أن يُدِير هذا المطعم سوى "مسعود"، فطلبا من "مسعود" برجاء على أن يستمرَّ في إدارته، وبأي ثمن.

 

فقد عرضا عليه أن يتشارك مع ابنة السيد "موريس" في المطعم مناصفة بينه وبينها؛ على أن تقدم هي المطعم والمال، ويكون عليه الإدارة والعمل.

 

فكان هذا العرض مفاجأة له، كيف له أن يقبل هذا العرض، وقد حان وقتُ الدراسة التي كان ينتظرها طوال عام كامل بفارغ الصبر، وقد كان يُمنِّي نفسه بها، ويَعُدُّ لها الساعات قبل الأيام والشهور.

 

هذا وقد حان موعد القِطَاف، قِطَاف الصبر الذي عاشه، ولم يفصله عنه سوى ساعات.

 

لم يُغْرِه عرضهما له كلُّه، ولم يَأْبَه به، ولكن ما عساه أن يفعل؟ وماذا يقول لهما؟ وكيف يعتذر لهما؟ وهما في أشد الحاجة لمساعدته، فأطرق برأسه مليًّا إلى الأرض، وبينما كان في غَمْرةٍ من التفكير - بماذا سيردُّ على طلبهما؟ - تراءت له أمام ناظريه آيةٌ من القرآن الكريم من سورة الرحمن التي تقول: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، فرفع رأسه على الفور وبشدة، وقال: لا... لن أقبل أن أَرُدَّ الحسنة بالإساءة.

 

نعم، حتمًا سأقبل حتى ولو من دون أي أجر، لقد حضنني هذا الوالد الكريم، وأولاني برعايته، وأنعم عليَّ، وحماني وأنقذني من التشرد، وجعلني بمنزلة الولد، فبماذا عليَّ أن أردَّ له هذا الجميل؟! نعم، سأقبل وبكل ما تريدان مني أن أعمل لأجله، وسيبقى اسمُ الوالد - بإذن الله - مُزيِّنًا لهذا المطعم، إلى أن يشاء الله.

 

وبهذا الردِّ العفوي الذي صدر منه وبشدة، يكون قد غاب عنه ذلك الحلم الذي كان يُمنِّي به نفسه إلى أن يشاء الله.

 

وكان ذلك لردِّ المعروف الذي فعله معه السيد "موريس" والعرفان بالجميل.

 

ولم تمضِ غير شهور حتى لم تَعُد "ماري" ابنة السيد "موريس" شريكته في المطعم، بل أصبحت شريكته في الحياة كلها أيضًا.

 

هكذا وقد ابتسم الزمان للسيد "مسعود"، وأخذ يسير من نجاح لآخر، وغَرِقَ في أعماله التجارية، وإنشاء مطاعم لصناعة "البيتزا" في هذه المدينة الواسعة الأرجاء.

 

وقبل أن نترك هذا الثريَّ السيد "مسعود" وهو يُحصِي عددَ المطاعم التي يَمتلكها، شدَّ انتباهي واستوقفني مشهدُ ساعي بريدٍ يدخل المطعم، وقد سلَّم السيد "مسعود" طردًا بريديًّا.

 

فلمَّا فتحه السيد "مسعود" شَخُص بناظريه إلى الداخل وحَمْلَق فيه، وكأنه وجد في داخله شيئًا غريبًا أو شيئًا غير مُتوقع.

 

نعم كان غير مُتوقع، لقد وجد فيه محفظته التي فقدها في تلك الليلة المشؤومة من سنوات على رصيف محطة القطارات في مدينة "إسن".

 

ففتحها على الفور، فإذا بالنقود التي فقدها كاملةً، وكل الأوراق الخاصة، وبطاقة انتساب مدرسية له، كانت هذه الأشياء جميعًا في داخلها، ولم ينقص منها أي شيء.

 

يا للعجب! هل يُعْقَل أن تعود إليه هذه المحفظة بعد كل هذه السنوات، وهذه المدة الطويلة، وكيف؟

 

لقد عادت إليه عن طريق البريد المضمون، فتمعَّن في داخل الطرد، فوجد بصحبة المحفظة رسالةً مكتوبًا فيها: المعذرة يا سيد "مسعود" على هذا التأخير غير المقصود، لقد وجدت هذه المحفظة وبداخلها هذا المبلغ من المال، وأوراقٌ خاصة، وبطاقة انتساب مدرسية - على مقعد رصيف محطة مدينة "إسن" منذ عدة سنوات، فتعرَّفت على اسمك وعلى شخصك من بطاقة المدرسة التي كانت موجودة داخل المحفظة، فعلمت أنك طالب، وبحاجة ماسَّاة لهذه النقود.

 

فبحثت عليك في ذلك الوقت لمدة طويلة، فلم أعثر لك على أثر، ولم أشأ أن أعطيَها إلى الشرطة، وفضَّلت أن أستبقيها معي لعلي أجدك يومًا ما، وها قد وجدتك والحمد لله.

 

عند دخولي إلى هذا المطعم لأتناول الغداء شدَّت انتباهي صورتُك المثبتة فوق المكتب، وعليها اسمك كاملاً: "مسعود أبو السعود"، وأخيرًا، الحمد لله، فقد اهتديت إليك يا سيد "مسعود"، وأَعَدْتُ إليك الأمانة التي كانت حملاً ثقيلاً على ظهري، وكنت أخاف أن يُداهمني الأجل ولم أعثر عليك.

 

وهكذا فقد عاد الحق إلى أصحابه ولو بعد حين.

 

وتركنا السيد "مسعودًا" بعد هذا المشهد العاطفي الغريب يُحصِي عدد مطاعم "البيتزا" التي يمتلكها في هذه المدينة، وتحمل اسم مطاعم "مسعود أبو السعود". تمت.

 

وبهذا فقد غيَّرت إغفاءةٌ مَجْرَى حياة "مسعود" من طالب لكلية طبٍّ، إلى رجل ثري يُشَار إليه بالبنان.

 

إغفاءةٌ تُغيِّر مجرى حياة.

 

تحليل: هذه القصة تعطينا درسًا في ألاَّ يقولَ المرءُ لشيءٍ إني فاعلٌ ذلك غدًا إلا أن يشاء الله، وتعطينا درسًا في الصبر، والحرص، والوفاء، والمعروف، والأمانة، وألا نقنط من رحمة الله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إغفاءة صائم
  • زوابع في لقاء ( قصة قصيرة )

مختارات من الشبكة

  • رسالة.. غير قصيرة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقرأ (قصة قصيرة 2) (قصة للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقرأ (قصة قصيرة 1) (قصة للأطفال)(مقالة - ملفات خاصة)
  • مصادرة وقصص أخرى (قصص قصيرة جدًّا)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • حكم الاستعاذة وألفاظها(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • أرويات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قراءة في قصة قصيرة جدا للقاص "ميمون حرش"(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حميد ركاطة والرؤية الفنية في نقد القصة القصيرة جدا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ترجمة "قصة قصيرة" (أفكار عامة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من ضفة إلى أخرى (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- خطأ
شروق - المملكة العربية السعودية 03-05-2013 10:49 AM

هناك كلمة كتبت خاطئة في القصة


في السطر المكتوب فيه وقد عاش طفلهما الوحيد

وهي كلمة الذين

سكرتير التحرير: 

أختي الكريمة الكلمة مكتوبة بشكل صحيح اللذين إذا كانت للمثنى, تكتب بلامين..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب