• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

المتاع الخالد

محمد حمدان الرقب


تاريخ الإضافة: 1/5/2011 ميلادي - 27/5/1432 هجري

الزيارات: 7159

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعد أن عاهَد نفسه على نسيانها والإغضاء من خطر اللحظات الجميلة التي عاشها مغبونًا، تأوَّبته ذكراها، واختلفتْ إليه تلك الأيام التي عدَّها قبلاً خالدة، وإذا هي الآن وبعد فوات الأوان، وكشْف الحجاب عن نيَّاتها مُرَّةً عَلقمًا، فراح يكتب بقلم من ضرام قصة فَشَلِه في الحبِّ.

 

من أين جئتِ؟ وكيف هي المصادفة التي جعلتني أتقاطع معك بطريقة سريَّة، وأنا الذي قد سَئِم الأصدقاء، وملَّ من تصرُّفاتهم؟

 

كثيرٌ من المصادفات أجمل من ألف موعد وألف لقاءٍ مرَتَّب مسبقًا، ولكنَّكِ كنتِ أجمل من كلِّ شيءٍ، وأقسى من كلِّ شيء، وأشرس من كلِّ شيء.

 

هل هناك من رابط بين حضورك القوي وبين تورُّطي بصداقة عَجْفاء؟! هل أنتِ مَن ستجعلني أستغني عن كلِّ شيء؛ لأَبْني معك مشروع وطنٍ هو أنتِ؟! أو مشروع حياة صغيرة تكفي كِلَيْنا كثيرًا من الوقت؟

 

لا أدري كيف أتيتِ؟ هل لأني اقتنعت بصداقة كاذبة؟ أم لأني قاوَمت ذلك القانون المستبدَّ؟ أم لأني لَم أدعْ مجالاً للآخرين لفَهمي، وأنا الذي لا يفهمني إلاَّ امرأةٌ واحدةٌ هي أنتِ؟

 

يا امرأة تُشبه وطنًا رحَل عنه أبناؤه، وبَقِي وحيدًا يصارع قانون الصداقة.

 

يا مدينةً استسلَمتْ لبطْش الأعداء، وأذْعَنت لهم.

 

كيف أتيتِ؟ ولماذا؟

 

هل لتنقذيني؟ أم لتجهزي عليّ؟ وأنا المنهار منذ زمن، منذ أن كنتُ أَتَرَقَّب حضورك في أحد مواسم الصيف المحرِقة، والتي اتَّحدت مع حرارتي الجارفة نحو الحبِّ، نحو الأمل، ونحو الحياة.

 

كنتُ أراكِ تبحثين عنِّي في كلِّ مكان: شرقًا وغربًا، ولكنَّك لَم تجعلي لقوَّتك عليك سيطرة، فذهبتِ تعتذرين كأقسى ما يكون الاعتذار، وأنا الذي قد جئتُ بقدمي صوبك لتفتحي عليّ رشاشات جنونك، وتتركيني جريحَ معركة لَم أكن طرفًا فيها، وأنا السيف والقلم.

 

وابتعدنا إذن بعد أن لَم يكن يَفْصلنا عن بعضنا بعضًا سوى لقاءٍ واحدٍ فيه شيءٌ كثيرٌ من زخارف الكلام، وأنا الذي لَم أُحسن المراوغة، ولَم أُحسن الكذب، ألِهَذا الحدِّ تُريدينني كاذبًا؛ كي أظفرَ بجنونك، كي أستلقي على شواطئ غدرك، كي أموت كلَّ مرَّة؟

 

أكان حقًّا أني الْتقيت بكِ في دائرة ما مِن دوائر الزمن؟ أكان حقًّا أني تحدَّثت إليك أحاديث كثيرة، لا مجال فيها للمُراوغة أو الكذب؟

 

وأنتِ التي أغريتني كثيرًا واستفززتني؛ كي أقاوِمَ نار اللهب التي كانت مشتعلة في قريرتي، وأنتصر على ضَعفي، وأتقدَّم نحوك بخُطًى شبه ثابتة؛ كي ألفح وجهك بنار حبِّي.

 

هل لأني صادقٌ لَم تقبليني؟ هل لأني كنت المبادر رفْضتني، وأنا الرجل الذي يعيش في مجتمع شرقي، وأنت المرأة التي غيَّرت قانون الشرق في كلِّ شيء؟

 

الشرق! وأنا الذي ابتدأتُ قصتي معك في الغرب، حينما كنتُ أتضوَّر جوعًا عاطفيًّا لأجدك وجبة تستحقُّ الأكل، ولكن ليس كأيِّ أكلٍ، بل كنتِ غايتي وهدفي.

 

ولكنَّكِ تركتني وحيدًا جائعًا بعدَ ذلك، كنتُ أرى في كلِّ وجْهٍ إياك أو وجْهَك، في كل بيتِ بيتك، في كلِّ جنون جنونك.

 

لا أدري: هل أحتفل؛ لأني كسَرت حاجز خوفي؟ أم أحزن؛ لأني لَم أستطع ترجمة جُرْأتي إلى حياةٍ، إلى حُلم، إلى طريقة للعيْش؟

 

يا مدينةً عصيَّة على النسيان.

 

يا ريحانةً أرهقتني.

 

يا قلبًا نابضًا بالحبِّ والحروب.

 

ولكن أين أنا من الحب؟ وأين الحبُّ مني؟!

 

إنَّ الحبَّ ليصعِّر خدَّه لي كلَّما هَمَمْت بالاقتراب منه، كأنَّه على عداوة معي، وأنا الذي خلَّفت ورائي حَفنةً من أصدقاء من أجْلكِ أنتِ.

 

لقصة حبي حكاية تعرفينها وتجهلينها، ولكنَّك كما بقيَّة الأصدقاء افترضت أنَّك لَم تعترفي بها.

 

هل جئتِ لكي تعيدي عليّ قصة حبِّنا، أو إن شئتِ قصة حبي لكِ؟ أم جئتِ لكي تبعديني عن آثار الماضي القاسي، وأنتِ الماضي الذي أرَّقني، وأنت الحاضر الذي لَم يُسعدني، وأنت المستقبل الذي لا أجد سبيلاً إليه؟

 

أيُّ تناقض هذا الذي تحملين؟ وأيُّ قسوة هاته التي معي بها تتعاملين؟

 

ألأنني سَئِمت قانون الصداقة، وجِئت أبحث عن حبٍّ بلا شروط، عن حبٍّ بلا مقابل، وإذا أنا أرجع لنقطة البَدء؟

 

منذ البَدء كنتُ أبحث عن وطنٍ يضمني، ويحنُّ عليّ ويرأَف بي، ويسمع مني ويستمع إليّ، وإذا أنا لا أجد سوى مدينةٍ محصَّنة كأشدِّ ما يكون التحصين.

 

ورفضْتِني إذن!

 

ولكن آثار الدَّمار بادية على جسدي وفي ذاكرتي، وأنا الذي لَم أُشْفَ من ماضيّ ومِن ذاكِرَتي.

 

ألَم تَحسبي حسابًا لذلك الأثر النفسي الذي خلقْتِه في كِيان رجلٍ لا يستطيع المراوغة؟

 

أم كانت دعوةً منك؛ لكي أجرب أسلحة أخرى؛ كي أحتلَّكِ؟

 

من أين أبدأ عذابنا؟ أو إن شِئْت من أين أبدأ عذابي معكِ؟ أمِن يوم أغريتِني؟ أم من لحظة عنفتني ورفضتني؟ أم من لحظة خنتني؟ وأنت التي أنهيتِ قصَّتكِ معي بكلمة، وأنا الذي بدأت قصتي معك حيث انتهيت مني، وتركتني أسيرًا لفُوَّهة روايتي، روايتي التي لَم تكتمل إلا بجرح عميق في داخلي.

 

جرحي ينزُّ وينزف بغزارة، ولَم يكن أحدٌ بجانبي إلاَّ أنتِ، ولكن لَم تشعري بأني أحتاجكِ كثيرًا الآن أكثر من أيِّ وقتٍ غيره.

 

رُبَّما شعرتِ بهذا، ولكنَّك انتقمْت لنفسكِ أو انتقمت لأني لستُ كما كنتِ تظنين أو تعتقدين.

 

رُبَّما لَم يكن بدٌّ من أنْ أقدِّم لك الشروحات حتى تحبِّيني، ولكنني حسبتك صديقةً لي.

 

إنَّ الأصدقاء لا ينتظرون الشروحات؛ لأنهم يقبلوننا دون شُرُوط، وها أنت تُملين عليّ شروطًا صعبة؛ بحثًا عن الحبِّ الضائع.

 

قصتي معكِ أسطورة بابليَّة مات أبطالُها على ضفاف الأنهار، قصتي معكِ خُرافاتٌ صدقتُها، وكذَّبت نفسي.

 

كذَّبت نفسي حينما حدثتْني بأننا مختلفان، وبأننا ضدان، وبأننا متناقضان، ولكن جِئتُ إليكِ مع هذا متجاهلاً ذلك الصوت الخانق.

 

أوَيموت الأبطال في قصص الأساطير؟! رُبَّما يموتون، ورُبَّما هم ماتوا بالفعل، ولكنَّ الناس خلَّدوا ذكْرَهم؛ ليَبقوا معهم في دخيلتهم، وفي قريرة ذَوَاتهم.

 

هم يحبون الأساطير؛ لأنها تجعلهم يتصالحون مع نفوسهم العطشة إلى الخلود والبقاء.

 

وأنا الذي جِئت إليك مُضَرَّجًا بدمائي، عَلِّي أجد عندك مأْوًى آوي إليه.

 

الدماء غالية وباهظة الثمن؛ ولهذا نجد كثيرًا منها تُراق في بلاد كثيرة دون ثمنٍ! دون مُجيب! دون مَن يسأل: لماذا نحن هكذا؟!

 

ويلات الحروب والمعارك جعلَتْ من منظر الدماء أمرًا عاديًّا، تُصبح على الدماء، وتُمسي على الدماء، ولا أحدَ يَستنكر ذلك.

 

الغريب أنَّ الدول العربية لا تحرِّك ساكنًا، ولا يَستثيرها منظر شلالات الدماء التي تُراق كلَّ يوم، كلَّ ساعة، كلَّ لحظة من لحظات العُمر.

 

لماذا وصلْنا إلى هاته الرَّتْوة أو إلى هاته الدَّركة من الانحطاط، في حين أن هناك منظماتٍ لحقوق الحيوان تُنْفق ملايين الدولارات لحمايتها؟!

 

أيَّة مفارقة هي؟! وأيُّ تناقضٍ هو؟!

 

ما زال طيفكِ يُراودني ويضطرني إلى أن أتأمَّلَ أحوال العالَم، بعد أن كنتِ أنتِ عالَمي.

 

ما زال صوتك العذب يطرق مسامعي كماءٍ رَقْراق ينحدِر بشكلٍ موسيقي جميل، وما زالت هيبتكِ تربكني وكأنَّكِ أمامي.

 

تَروي لنا القَصص عن شابٍّ قتَله العطش في بيداء حارَّة جدًّا، ثم لَمَح مِنْ بُعْد دوْحة صغيرة بها ماءٌ عذبٌ، فما زال يستحثُّ الخُطى، حتى إذا لَم يكن بينه وبينها إلاَّ شبرٌ واحد، قضَى وهلَك.

 

وأنا الهالك من بعدك، وأنا المقتول بسببك، المجروح لأجلك، المتناقض الشعور.

 

فوضويٌّ أنا حينما أردتُ الحياة، فآثرت الموت لأجْلك، ولأجْل تلك العيون العسلية التي تسحرني أبدًا.

 

ما جنايتي حتى تستبدي بي، وتسجنيني في زنزانة أفكاري؟

 

ما جُرمي حتى تُشيحي بوجْهك البَهِيِّ عنِّي؟

 

ثم أي تناقض هذا الذي تحملينه؟ تسرقين نظراتك صوبي على غفلة منِّي، وكأنَّك تريدين أن تبحثي في جِرْمي النحيل عن آثار الطَّعنات والألَم.

 

إن الألَم سيدتي بادٍ في وجهي، ظاهر في عينيّ، بارزٌ في كلِّ كِياني، ولكن الألَم الأكبر أحتفظُ به في داخلي؛ حتى لا أجعلك تسخرين مني، وتستبدِّين أكثر، أخاف على نفسي من مزيد إخفاق ونظرة انتصارٍ.

 

أتُراك انتصرت عليّ؟ أم أنا الذي هزمت مِن أوَّل جوْلة، من أوَّل محاولة، ومن أوَّل تجربة؟

 

تُذَكِّرني انتصاراتك بالحروب الباردة التي شنتْها أميركا والاتحاد السوفيتي على بعضهما بعضًا.

 

وحربي معك باردة، ولكن من نوعٍ آخر، أنت تستعرضين قوَّتك، وأنا أستعرض ضَعفي، فأي حربٍ هاته؟ وأيُّ تكافؤ بين المعسكرين؟

 

ولماذا حوَّلنا قضيَّتنا إلى سِجال؟ كان يكفي أن توافقي، وكان يكفي أن نعيش معًا بقيَّة عُمرنا بسرور المنتصر.

 

كان يكفي أن نعيش بأمانٍ، أو إن شِئْت بهُدنة تستمرُّ إلى زمن طويل قابل للتمديد.

 

ولكنَّ عنادكِ أصرَّ على جعلك في موضع تظنين فيه أنَّك انتصرت، وأنَّكِ بذلك تستحقين أن تصبحي قائدة للحروب ضدِّي، أو ضدَّ المسالِمين مثلي تمامًا.

 

ولكنَّ الحقيقة أنَّك تنزعين في كلِّ عمل إجرامي ضدي نجمةً من النجمات الملقاة على كتفك؛ لتصبحي بعدها خالية الجعبة من كلِّ شيء.

 

ثلاث سنين بعد أن انتهتْ قصتك معي من الكفاح المسلح بيني وبين همومي، وأنت التي علَّمتني قسوة الحروب وشدَّة المعارك.

 

كنت أطوي ليلي ساهرًا أعدُّ النجوم؛ لعلِّي أبحث عن نجمة تُشبه امرأة هي أنتِ.

 

كنت أرى القمر متألِّقًا أكثر في كلِّ مرة، فخمَّنت أنَّك تنظرين إليه مثلي أنا.

 

أنت الحبُّ المستحيل والأمل الضائع، والبهجة التي لَم تتمَّ، والبهجة التي لَم تكتمل.

 

ثم إنَّه تزوَّج بعد ذلك بسنواتٍ فتاةً بُهِر بجمالها وأدبها، ودينها وأخلاقها، وغُبِط بها وسَعِد، وعاش معها عيشة هنية، ولَم يكن يتصوَّر أن هاته الفتاة التي تزوَّجها تخلو منها حياته، فطَفِق يحمد الله - تعالى - على هاته الدُّرَّة السنيَّة والمنحة البهيَّة التي تتمثَّل بها السعادة والهناء.

 

ثم إنَّه في أثناء سعادته بها خطَر له شيءٌ من الماضي الأليم، وإذا هو يستعيد مرَّة أخرى قصته البائسة مع تلك الفتاة الخائنة، وإذا هو يتبرَّأ منها ومِن هاتيك الأيام المظلمة، وإذا هو يَحمد الله مرة أخرى على أن صرَف عنه عذابًا يكدِّر عليه عيشه.

 

ثم إنه هبَّ يعاهد الله - تعالى - على أن يسعدَ امرأته الأثيرة كما أسعدتْه، وأن يمنحَها حنانه ودِفء مشاعره كما أبهجتْه، وأن يرفق بها قارورةً كما صانتْه، وإذا هو يتضاءل ذكْرى ماضيه؛ حتى كمنتْ في زاوية من زوايا قلبه، ثم إنها تلاشَت كأسرع ما يكون التلاشي.

 

وإذا هو يفكِّر في حاضره، وإذا هو يُبصر بعين بصيرته الحبَّ الذي كان يأمُل، في النور كما كان يحلم، وإذا هو يرى زوجته.

 

إنها زوجته الحبيبة وامرأته الرائعة التي عرَفت كيف تكون الحياة، بالأمل والتفاؤل، والغبطة والسرور، وإذا هو يراها ملكة عرشه، وإذا هو يَخالها غلاف رُوحه وحبَّة قلبه، وإكسير حياته، ووسام صدْره، ورَيْحانة عُمره، وفيْض أحاسيسه، وإذا هو يتيقَّن من ذلك، فيزداد تمسُّكًا بها وتشبُّثًا.

 

إنها المتاع الخالد، والظفر المبين، والنصر المؤزَّر، والكنز العظيم، والدُّرَّة المصونة، والجمال الأخَّاذ، والمحيَّا العذب، والقوام الرائع، والدِّين المتين، وكل شيء في حياته، ألَم يقل الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -: ((الدنيامتاع، وخير متاعالدنيا المرأة الصالحة))؛ حديث صحيح؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • شرح حديث عبدالله بن عمرو: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • سورة آل عمران (6) الدنيا متاع الغرور(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • تفسير قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: ( وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خير متاع الدنيا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • متاع بيت النبوة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • تفسير: (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
6- جزيتم
محمد الرقب - الأردن 03-05-2011 10:44 PM

أهلا بأختي أم يزيد

بارك الله فيك ولك

كلامكم جميل

وأسعدني تعليقكم كثيرًا

جزاكم الله خيرًا

5- روعة
أم يزيد - الاردن 03-05-2011 08:15 PM

فعلا أنت اديب موهوب تعرف كيف تجعلنا نتوق لإتمام القصة بكل لهفة وإعجاب بهذا الإتقان الأدبي واللغوي وكأنك ترسم لوحة زاهية مليئة بالألون الجميلة التي تنسجم مع بعضها لتبهرنا وقد نجحت.

4- أحسنتم
محمد حمدان الرقب - الأردن 03-05-2011 12:24 PM

أهلاً وسهلاً بكم أختنا الكريمة الشيماء المسلمة

وتعليقكم جميل ومعبّر،،، ولكن لا أرى في الحبّ إن لم يتوّج بالزواج أي طعم إلا أن يكون إما متسحيلاً بمعنى أنه لم يتعدّ المشاعر والأحاسيس، وإما ألا يكتب للمتحابين الزواج...

ما عدا ذلك إن لم يكن الحبّ في النور فلا داعيَ له لأنه سيصبح وسيلة لا غاية.

وشكرًا مرة أخرى أختنا

3- السلام عليكم ورحمة الله
الشيماء المسلمة - تونس 02-05-2011 06:56 PM

لا تندم على حب عشته...حتى ولو صار ذكرى تؤلمك، فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير الأشواك فلا تنسى انها منحتك عطراً جميلاً أسعدك

2- تحية،،
محمد حمدان الرقب - الأردن 02-05-2011 01:59 PM

تحية لكم وسام الأمل.. وبورك فيكم على هذا التعليق العذب..

وجزيتم الخير

1- أرقى من أقول عنه كلام رائع
wesam alamal - jordan 02-05-2011 12:29 PM

استاذي كلام في منتهى الروعه وكأنك تناغم قلمك مع أفكارك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب