• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

رحلة جامعية

مصطفى شيخ مصطفى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/5/2010 ميلادي - 20/5/1431 هجري

الزيارات: 6435

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

• أحمد: أمَا علمت أن الكليَّة ستُقِيم رحلةً لطلاَّبها إلى الساحل؟

• بلى يا صديقي.

 

• هل ستذهب؟

• لا أدري ما الظرف، ربما وربما.

 

• أرى أنها ضرورية يا أحمد، إنها تُنسِينا عنت المعادلات، ومُعاناة المسائل، ومشاكل الجبر والرياضيات، أتمنَّى يا أحمد من كلِّ قلبي أن تكونَ في عدادها، اسمع سأسجِّل لي ولك على هذه الرحلة، وإن وافَق ظرف الذهاب كان خيرًا فتذهب معنا.

 

• متى الموعد؟

• بعد الامتِحان مُباشَرة بيومَيْن على ما أظنُّ.

 

تجمَّع روَّاد الرحلة من كلِّ السنوات في مقرِّ الكلية، وقد أنهى مُنَظِّموها كلَّ الإجراءات ليُباشِروا رحلة على الأرض، تدع العاصمة وصخبها إلى الساحل وهدوئه.

 

رحلة استِجمام، تُخَفِّف من ضُغوط الدراسة وتضع الطلاب في أجواء من المرح.

 

صعد الطلاب والطالبات، وتكوَّرت كلُّ مجموعة على أفرادها، وكان أحمد ورفيقُه على صفٍّ واحدٍ، مُتجاوِرَيْن في الحافلة، التي بدأت تنفث خلفها الدخان في الصباح الباكِر مُشَكِّلةً لوحة يَصعُب على فنَّان أن يرسمها.

 

في الصباح الباكر، وأبكر ممَّا تَعَوَّدوه في الجامعة، وقبل موعد المحاضرة الأولى في الجامعة بساعتَيْن، إنها هِمَّة المرح وآفاق السياحة.

 

بدأت المجموعة بالهرج والمرح على استحياء، ثم ما لبِثَتْ أن تخلع أثواب الحياء شيئًا فشيئًا، غنى الشباب فصفَّقت الفتيات، أو غنَّت الفتيات فرقص الشباب، واختلطت الأغاني بالرقص. 

تناوَبَ الشباب والفتيات الرقص والغناء، وتبادَلُوا النكات والأشعار، وكانوا ضحايا اختلاط.

 

أحجمت بعض المُشارِكات عن المشاركة، وأحجَمَ البعض عن الرقص والغناء، لكن سِهام إبليس سِهام النظرة مَلأت المكان، سهام غادِيَة رائِحَة، سهام مُلقَاة ومُتلَقَّاة، في هذا الجوِّ الصاخب، تصاعدت غُيُوم اللهو في الحافلة، وما تدري ماذا يمكن أن تُمطِر؟

 

شَعَرَ أحمد أنه في ورطة؛ فقد نكر ذلك في ذاته وفكره وتصرُّفه، فما شارَك بحرف، ولا غنَّى ولا رقص، إنه وصاحِبه في الجانب المهمل من الرحلة، ظنَّ أحمد أنه في رحلة، ولم يكن يَعرِف أنها تتحوَّل إلى مرقص، جعلت سائق الحافلة يستعمل البوق في الطريق على أنغامها، وجعلَتْه يُسرِع إذا تسارعت الأغاني، ويشتدُّ بسيارته إذا اشتدَّ "رتم" الغناء.

 

لكن صديقه سامر توجَّه بنظره إلى جهة مُحدَّدة، ما تركها لحظة ولا فارقها ثانية.

 

قال أحمد لسامر: أيُّ شيء يجعل الاختلاط مباحًا؟

• أن تكون في الجامعة.

 

أحمد: وما علاقة العلم بالاختِلاط؟! أشعر أنَّنا في المكان الخطأ، ليتنا بقينا في بيوتنا يا صديقي.

 

كان الوصول إلى المدينة الهدف مَخاضًا راقِصًا، آلَمَ أحمد وسامرًا، فهما لم يَعتادَا هذه الأجواء الصاخِبَة، لكن إنكار أحمد لهذه الرحلة كان أشدَّ، وكان سامر يُحاوِل أن يُخَفِّف من وطأة هذا الإنكار على صديقه بعبارات مبهمة لا تستند إلى حقيقة ولا تتَّسم بمنطق، كأنْ يقول: عندما نَصِلُ ننفصل عن المجموعة، وتقضي وقتنا بمفردنا.

 

أحمد: ما كان سامر هكذا في نظري، إن في الأمر خفاءً، علَّه وعلَّه.

 

نزل الجميع من الحافلة وقد وقفت أمام مطعم على الساحل مُباشَرة يُطِلُّ على البحر.

 

بدا البحر أمام الجميع أُفُقًا ممتَدًّا إلى اللانهاية، وقد شعروا بأنسامِه تُدَغدِغ وجوههم على الكراسي العديدة حول المقصف.

 

جلس البعض، بينما اتَّجه الكثير من الشباب إلى الغُرَف الصغيرة فغيَّروا ثيابهم ولبسوا ثياب السِّباحة، هم في الحقيقة نزَعُوا الثياب، واتَّجهوا إلى البحر، وكأنَّ نارًا أُوقِدت على صدورهم يُرِيدون إطفاءها.

 

أمَّا أحمد وسامر فاتَّفَقا على أن يسبحَا بعد أن يَستَرِيحا في المكان قليلاً، جلَسَا وإلى البحر توجَّها، الذي ملأ عيونهما بمنظره الأخَّاذ، وبأنسام دَغدَغَتْ بشرة وجهَيْهما.

 

لكن الشمس خلفَيْهما استمرَّت بالارتِفاع تدريجيًّا لتُعلِن عن يوم بدأ حرُّه يَلسَع ظهورهما ورقبتهما، فقرَّرا الانغِماس في مياه البحر، ليبدأا رحلة للسياحة، رحلة حملت الكثير.

 

حملت قواهما جسديهما، وقد عبَرَا المكان الذي يسبح فيه رِفاقهم، واتَّجهوا بخطٍّ مُسايِر لاتِّجاه الشمس، باتِّجاه الغرب، وبخطٍّ مستقيم سبَحَا وسبَحَا، حتى بدَتْ صورتهما من الساحل صغيرة جدًّا لا تكاد تُرَى، كخطَّيْن صغيرَيْن.

 

التفَتَ أحمد خلفَه وقال: أصبحنا بعيدَيْن، أصبح الساحل بعيدًا جدًّا، أرى أن نعود.

سامر: الآن بدأنا السباحة.

 

أحمد: المسافة أصبحت بعيدة عن برِّ الساحل.

سامر: الساحل قرب أذني.

 

أحمد: أخشى أنه إن تابعنا المسافة أن تُصبِح العودة ثقيلة عليك، فما أعرف مدى تحمُّلك.

سامر: اتّكل على الله، ولنَسْبَح.

 

لم يجد أحمد بُدًّا من متابعة السباحة أمام إصرار سامر، فاستمَرَّا، وقريبًا من ساعة سبَحَا، إضافةً للمسافة الأولى التي قطعاها.

 

نظر أحمد إلى سامر، وقد بدأت قوَّته بالتراجُع وظهر على مُحيَّاه التعب، وفجأة اصفرَّ وجهه وغاصَ في المياه.

أحمد في نفسه: يا إلهي، لقد غرق سامر.

 

توجَّه إليه ليرفعه، تعلَّق به سامر، وكاد أن يُغرِقه معه، حاوَل مرَّتين أو ثلاثًا، وكاد أن يُغرِقه سامر، تَراجَع أحمد والتفَّ عليه من الخلف، وأمسك به من رقبته وضرَبَه على رأسه، وبصوت عالٍ: اهدأ، اهدأ يا سامر، إذا لم تهدأ أتركك هنا، دعني أساعدك، دعنا نتصرَّف بعقل ورَوِيَّة.

 

بدا وجه سامر أصفر كلون الليمون وبدا التَّعَبُ عليه، وجهش بالبكاء: يا إلهي، أين قوَّتي؟! لا أستطيع الحراك، لا أستطيع رفع يديَّ، خارَتْ قوايَ! لا تتركني يا أحمد.

 

أحمد: لن أفعل، لا يمكنني أن أتركك، ولكن عليك أن تَتعاوَن معي حتى نَتجاوَز هذه المحنة.

 

كان التعب قد أخذ مَأخَذه من الشابَّيْن، لكن أحمد كان أقدر على التحمُّل، وتنتظره مسافة مثل التي قطعاها، ولكن بحمل مضاعف؛ حمله لجسده، وحمله لرفيقه سامر، ثم إن المسافة التي قَطعاهَا كما قدَّرها أحمد تَزِيد على ستة كيلومترات.

 

تَوجَّه إلى سامر الذي فاضَتْ عيناه بالدموع: تضع يدك على ظهري، أو كتفي، وتُمسِك به جيدًا، وتجعل يدك الأخرى مُمتَدَّة، وأنا أسبح حامِلاً جسمي وجسمك، ولكن الأمر يحتاج لصبر وأناة، فربَّما استَغرَق ذلك ساعتَيْن أو أكثر.

 

كان أحمد يسبح حامِلاً سامرًا مسافة، ثم يستَرِيح دقيقة أو دقيقتين، ثم يُتابِع من جديد، قطع به قريبًا من نصف المسافة، وكأنه دلفين اعتاد السباحة؛ فموطنه الماء.

 

بدت المسافة رغم تَضاؤُلها كبيرة، وبدَتْ وكأنَّها تتَّسع تَبَعًا للقوَّة التي بدأت بالضعف، فأحمد بدأ يشعر بالضعف، يَتفاءَل حينًا ويَغتمُّ أحيانًا.

 

ماذا لو أنَّه عاد إلى الشاطئ بدون رفيقه؟!

 

كانت المخاوِف تَتعاظَم، حتى لكأنَّها أصبحت تَفُتُّ في عَضُدِه، أظهر الشجاعة وتَظاهَر بالقدرة أمام رفيقه وكأنه للتوِّ نزل إلى البحر، لكن صُوَر الهلاك بدَتْ تظهر وتَغِيب في الأفق، وصُوَر الأعزاء بدأَتْ تَتوارَد في مُخيَّلته صورة الأب والأم، صورة الإخوة والأخوات، صُوَر رِفاقه وأترابه، صُوَر لأصحاب المعروف، اقتربت القلوب من الحَناجِر، وبدا أحمد أقرب إلى السماء من أيِّ وقتٍ مَضَى، كان يظنُّ لفترة أنَّه أُحِيطَ بهم، ذكر مَوْلاه واستَغفَر ودعا من أعماق قلبه أن يُفرِّج عنه ما أهمَّه وأغمه.

 

توجَّه بفِكرِه وعقله وعاطِفَتِه إلى السماء يدعو ويدعو، وقد سالَتْ عُيونُه بمائها لتتحدَّر على خدوده ولتَضِيع في ماء البحر، حَبَس دموعه وأراح نفسه وبصوت قويٍّ بدا وكأنه سلطان زمانه شرع بتشجيع سامر: ها قد اقتربت المسافة إلى النصف، أو أكثر أو أقل بقليل، ولكن الله سيُيَسِّر لنا النجاة.

 

سامر: بصوت خافت: إن شاء الله.

 

كان أحمد في حديثِه يُشجِّع نفسه، وإن وجَّه الكلام إلى صديقه، فقد بدأَتْ حركته في التثاقُل، وكأنه شعر أنه بين فكَّيْ كماشة: مسافة بَعِيدة من جهة، وقوَّة بدأ يشعر بضعفها رُوَيدًا رُوَيدًا.

 

كان أحمد إذا التَفَتَ إلى سامر وجد عُيُونَه تَفِيضُ بالدموع، وهو يجهش بالبكاء، يحسُّ بذلك في كلِّ دقيقة وثانية، حتى ملَّ النظر إلى صديقه، أو تمنَّى لو أنه يصمت فقط.

 

عاش دقائق عديدة من التأرجُح بين اليأس الذي يدفعه إليه بكاء صديقه سامر، وبين الأمل الذي يتمنَّى من خلاله أن يَتجاوَز هذه المحنة.

 

قوَّته وثقته بالله تُعِينه وتَدفَعه إلى ساحات الأمل، وضعفه وضعف صديقه يدفعه إلى اليأس، حتى بات إلى اليأس أقرب، وظنَّ أنَّ النهاية اقتربت، فما هي الخيارات؟

 

أن يترك سامرًا في عرض البحر وينجو بذاته، وأن يبقى حتى النهاية فيهلك وإيَّاه، إنهما خِياران أحلاهما مرٌّ، وبينما كان يُفَكِّر في هذين الخيارين وهو يسبح ويحمل رفيقَه شعر أن رجله اصطدمت بشيء.

 

يا إلهي، ما هذا؟

توقَّف لحظة، توقَّف معها قلبه، ماذا عسى أن يكون؟

 

دابَّة من دواب البحر، لكن الاصطِدام كان مُؤلِمًا.

 

توقَّف يبحث عمَّا أصابه بما اصطدمت رجله، وسامر فوق ظهره وبصوت خافت: يبدو أننا هلكنا، ارتَفَع صوته بالبكاء، وارتفع صوته بالطلب: لا تتركني أرجوك، لا تتركني.

 

• لماذا توقَّفت؟

• رجلي اصطدمت بشيء، ولا أدري ما هو؟

• لحظة أرجوك يا سامر؛ علّني أعرِف ما كان هذا الشيء.

 

غمس رأسه في الماء وفتح عيونه، فوجد ظلاًّ توجه إليه، تحسَّسه بيده، رفع رأسه.

 

يا إلهي، ما هذا؟! إنها صخرة، إنها صخرة في عرض البحر يغمرها موج الماء، وتبدو حين تنحسر الموجة عنها.

 

سجد بقلبه شكرًا لله، وضع سامر عليها، وقال له: تمسَّك بها، هذه فرصتنا للنجاة، تبقى هنا وأذهب وأحضر قاربًا.

ابتعد عنه مترًا.

 

ارتفع صوته بالبكاء، وهو يقول: أحمد، لا تتركني.

 • لا بُدَّ أن أفعل وإلا سنموت سويًّا.

 

كان يبتعد عنه مترًا أو مترين، فيرتفع صوته بالبكاء، والسؤال: أحمد، بالله عليك لا تتركني.

كانت العاطفة تدفعه إلى أن يعود إلى صديقه، ولكن العقل يُحَتِّم عليه أن يمضي.

 

عاد إليه مِرارًا وترَكَه مِرارًا، وعاش مَسِيرة الرَّواح والعودة ألَمًا كاد أن يُهلِكه، وكان في كلِّ مرَّة يعود، يزداد تعلُّق سامر به، ويَزداد في طلبه وبكائه.

• بالله عليك يا أحمد لا تتركني، أي صديقي، لا تتركني.

 

مضى الحوار ببعض الوقت، ولا بُدَّ من فَصْلٍ للمشكلة، أَبْدَى أحمد بعض الشدَّة، وتوجَّه إلى سامر: العقل يقول: إذا أردنا السلامة لا بُدَّ من أن أذهب بمفردي، وأعود بقارب يحملني ويحملك، ما أظنُّك تُرِيد إلا السلامة.

 اسمع يا صديقي، سأمضي ولن ألتفِتْ إليك هذه المرَّة، حافِظ على نفسك، ريثما آتِي بالعون والقارب.

 

• أسألك بالله يا أحمد ألاَّ تخبر (فاتن).

• ومَن هذه يا سامر؟!

• فاتن رفيقتنا في الرحلة.

 

• ماذا تقول؟

• أقول ما سمعت، فأنا أحبُّها، ولا أريد أن تعلم.

• أحبَّكَ العناء والقهر.

 

سامر: أسألك بالله ألا تخبرها.

• حسنًا، كما تشاء.

 

انطَلَق أحمد بذاته وقد استراح قليلاً، فبَدَا أنه أقدَرُ على السباحة، ويَمَّم شطر الساحل.

 

بدَت المسافة تقترب وتقترب، وكأن الله قد طواها له، فقبل قليل لم يكن يرى المباني التي تُطِلُّ على الساحل، فقد بدأ يراها في الأفق، بل واتَّضحت مَلامِحها وصُوَرُها، فهذا هو المكان الذي انطَلَق منه، وهذا هو المطعم، وهذه هي الكراسي.

 

اقترب واقترب حتى وصل إلى البرِّ، وبسرعة البرْق انطَلَق إلى قارِب من القوارب التي كانت مُعَدَّة للإبحار بالإيجار، تَوَجَّه إلى صاحبه، جلس بقربه على القارب: انطلق.

 

• أين يا فتى؟

• صديقي في عرض البحر على بعد ثلاثة كيلومترات، إنه يُصارِع من أجل البقاء، هيَّا بسرعة يا عمِّ.

 

أدار الرجل مُحَرِّك القارب، واتَّجَه إلى موقع سامر.

• في أيِّ اتِّجاه يا فتى؟

• باتِّجاه يُسايِر خطَّ الشمس.

 

كانت عمليَّة البحث بين الأمواج عن سامر أمرًا يقطع الأنفاس، وتمنَّى سامر أن تموت الأمواج لحظة حتى يظهر له صديقه.

 

كان أحمد يقف ويَجُول ببصره يَمنة ويسرة، فيما كان يسير صاحب القارب بحركات دائرية، وأخيرًا لمحَه أحمد.

 • إنه هناك يا عمِّ.

توجَّه الرجل بقاربه إليه، رفَعَه الرجل بمَعُونة أحمد إلى القارب وهو يقول: حمدًا لله على السلامة.

• سلَّمك الله يا عمِّ.

 

سامر: أحمد، هل أخبرتها؟

• لا، لم أخبر أحدًا، لم أرَ أحدًا.

 

أمسِك عليك لسانك، واحمَدِ الله على العافيَة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف تختار تخصصك الجامعي؟

مختارات من الشبكة

  • هولندا: فريق اليقين ينظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الرحلة في طلب العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إلى السماوات العلى(مقالة - ملفات خاصة)
  • الرحلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هولندا: مؤسسة السنة تنظم رحلة عمرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تباعد الأزمنة وتقارب الغايات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أثر الإسلام في تغيير مفهوم العالم لمعنى الرحلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتاب رحلة كارستن نيبور إلى الجزيرة العربية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ‫يوميات فتيات مسلمات (6)‬‬‬‬‬‬(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اليابان: رحلات لطلاب المدارس للتعريف بالإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
2- قصة من وحي الواقع
عبدالكريم محمد ياسر عبارة - الإمارات 16-10-2010 06:05 PM

للأسف إن هذة القصة تضع يدها على الجرح مباشرة لأن هذا هو حاضرنا و نأمل أن يكون مستقبلنا بحال أفضل وشبابنا أيضاً

1- أمتعتنا بقصة كأنها حقيقة وواقع
عبدالله - السعودية 05-05-2010 03:42 PM

أمتعتنا بقصة ممتعة كأنها حقيقة وواقع وتفاصيلها الدقيقة والتصوير الرائع للأحداث أمتعتني
والقصة هادفة ونافعة تصلح للبرامج التربوية والتوعوية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب