• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب
علامة باركود

المفتاح

مروة شيخ مصطفى

المصدر: القصة الفائزة بالمرتبة الرابعة، بفرع القصة، بمسابقة موقعنا: (انصر نبيك وكن داعياً).
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/12/2006 ميلادي - 26/11/1427 هجري

الزيارات: 11780

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
استيقظ عثمانُ باكرًا هذا الصباح، إنه يوم الإثنين، عليه أن يجهِّز نفسه للذهاب إلى الكعبة ليقومَ بتنظيفها وتطييبها لاستقبال الناس، كانت زوجته قد عهدت هذا الأمر فرتَّبت له ملابسه وحضَّرت له طعامه ليكون أكثر نشاطًا هذا اليوم.

خرج عثمانُ من بيته مزهوًّا مفتخرًا، قاصدًا الكعبة، ولما وصل إليها طاف بها على عادة قومه، ثم أخرج من جيبه ذاك المفتاحَ المذهَّب، إنه مفتاح باب الكعبة، ذلك الذي ورثه عن أبيه طلحة وجدِّه قُصَي، وخوَّله نيل شرف سِدانَة الكعبة من بيوت قريش أشرف قبائل العرب، فمسَحَه ونظر إلى بريق لمعانه في شمس الضُّحى وخاطبه: إنك مصدرُ حسَبِنا وستبقى، لا يشاركنا بك أحدٌ من الناس..

أدار عثمانُ المفتاح مؤذنًا بفتح باب الكعبة، وجدَّ في تنظيفها، جدرانها والصُّور والتماثيل التي حوتها، ثم شرع بتطييبها وتبخيرها.

وتجمَّع سادات قريش -ومن ورائهم الناس- أمام الباب يستأذنون عثمان بالدخول، وبينما كانت أفواج الناس تدخل تحيِّي أصنامها وتقدِّم لها القرابين وتتوسل بها وتسألها حوائجها، قبل أن تخرج لتفسح المجال لناس آخرين، إذ أقبل محمدُ بن عبدالله بن عبدالمطَّلب الهاشمي القرشي (صلى الله عليه وسلم) يريد دخولَ بيت الله بعد أن طافَ به، فما إن رآه عثمان حتى صاح به غاضبًا: ما جاء بك أيها الصابئ؟ فأجابه محمد (صلى الله عليه وسلم): ((أريد أن أدخل الكعبة مع الناس)). فردَّ عثمانُ وقد بدت على وجهه علاماتُ الحنق الشديد: تتنكَّب ديننا وتسفِّه آلهتنا وتزعم أنك مرسل من عند الله بدين جديد لا عهد لنا ولا لآبائنا به، تؤمن بإله واحد وتكفُر بما وراءه من آلهة، تكفر باللات والعُزَّى وبكل هذه الآلهة التي تحفِل بها الكعبة، ثم تأتي تريد الدخول، هيا ابتعد وافسح المجال لسادات قريش فقد أتى بعضُهم يريد البيت.

فكان أن سمع عثمانُ من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك الجواب الذي لم يكن ليتوقَّعه أبدًا: ((يا عثمانُ، لعلَّك سترى هذا المفتاحَ يومًا بيدي أضعُه حيث شئت)). ونزل الجوابُ على قلب عثمانَ كالصاعقة، ودارت عيونه في محاجرها وهو يلمس الثقة والإيمان تقطر من هذه الكلمات.

 وأخذته حميَّة قومه فأجاب وقد احمرَّ وجهُه وانتفخت أوداجه يتلعثم تكاد حروف كلماته يقتل بعضُها بعضًا: لقد هلكت قريش يومئذ وذلَّت إذ تضع مفتاح الكعبة بيدك!

فردَّ النبي صلى الله عليه وسلم بثقة وسكينة: ((بل عمرت وعزَّت يومئذ)).

 واقترب محمد (صلى الله عليه وسلم) أكثر ودخل الكعبة، وترك عثمان مذهولاً بالجواب الصادق، يتغلغل إلى وعيه شيئًا فشيئًا..

وما إن انفضَّ الناس حتى أغلق عثمانُ الباب وقفل عائدًا إلى بيته، لا تبرح صور الحوار مع محمد –صلى الله عليه وسلم– مخيِّلته ولا تزال كلماته تتردَّد في رُوْعِه.

أحقًّا سيؤول الأمر إلى ما قال محمد، أتعجِز قريش أن تصدَّ هذا الصابئَ ومن تابعَه، وما هم إلا رهطٌ قليل جلُّهم من الفقراء والضعفاء؟ بل إنها قادرة على أن تستأصل شأفتهم!.

 لكن واقع الحال غير ذلك، إن أتباع محمد في ازدياد برغم ما تكيلهم قريش من أصناف العذاب، حتى إن إحدهم ليوشك على الهلاك من شدة ما يصيبه من تعذيب، وهو صابر ثابت يأبى أن يُثني على آلهتنا ببنت شفة أو أن يذمَّ محمدًا بكُليمة.

 ما هذا السحر الذي جاء به هذا الرجل؟ ثم إن محمدًا يعرضُ نفسه على قبائل العرب في موسم الحجِّ كل عام، ماذا لو صدَّق به أحدٌ منهم؟ ماذا لو اتبعته إحدى القبائل؟ لا.. لا.. إن ذلك لن يحصل، وها هي ذي ثقيفُ قد صدَّته حين أقبل إليها يدعوها؟ لكن ثقيف ذات مصالح مع قريش وهذا ما دعاها لصدِّه، فماذا لو كانت غيرها أكانت صبأت؟؟ آه يا مناة!! إن هذا الأمر يُدير الرأس...

ما بك يا عثمان لا تأكل؟ ما الخطب؟ نظر إلى زوجه وقد بدت علامات الحَيرة في وجهه: لا.. لاشيء. وتلمَّس جيبه ليطمئن على المفتاح فلم يجده، فقد صوابه وانتفض قائمًا كمَن لدغته أفعى، أين المفتاح؟ وعاودَه كلام محمد: ((يا عثمانُ، لعلَّك سترى هذا المفتاح يومًا بيدي أضعُه حيث شئت)). هل تحقَّق ما قال محمد؟!

وتحسَّس كل موقع من ثوبه في ذعر وارتباك باديَين، حتى لمس المفتاح فأخرجَه من جيبٍ غير الذي اعتاد أن يضعَه فيه، وأطلق تنهيدةً طويلة: الحمد لله ما زال معي. ونظر إلى زوجته التي بدا على وجهها علاماتُ الدهشة والاستغراب: سنحفظُ هذا المفتاح كأشدَّ ما نحفظ غاليًا! بلا شكٍّ سنحفظه! لكن هل استجدَّ من أمر؟ ألن تخبريني؟. لا.. إنه كان نقاشاً فحسب، لا طائل من ذكره الآن.

وسمع عثمانُ بهجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه سرًّا إلى المدينة، فانقَبض صدرُه وضاقت عليه نفسُه، ها قد فرَّ محمد (صلى الله عليه وسلم) بدينه برغم أنف قريش، ولاشك أن له في المدينة موطئَ قدم، فماذا لو أصبح له عُصبةٌ منهم وقويت شوكتُهم؟ حتى لو فعلوا فماذا سيضير قريشًا؟ إنها ما زالت تستطيع اجتثاثهم حتى إن بعدوا، بل ربما يكون الأمر أهونَ، وستثبت لك الأيام ذلك يا عثمان.

لكن ما أثبتته الأيام كان خلافَ ذلك، فهاهم صناديدُ قريش وفرسانها قد خرُّوا صرعى في بدر بسيوف أتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) وحماة الدِّين الجديد في المدينة.

حتى ما حدَّثه به صاحبُه خالد بن الوليد من أخبار المعركة التي قادها وانتصاره على جيش محمد في أُحُد لم يكن ليسكِّن نفسه، فإنما هي جولة، والحرب سجالٌ، ومحمد لا يزال بين ظهرانَي أصحابه في المدينة، وأتباعُه في ازدياد في شتى أرجاء جزيرة العرب.

ونادى المنادي لغزو محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه في عُقر دارهم وتحزَّبت لذلك قبائل من العرب مع قريش، وبقي عثمانُ في مكة يخدم الكعبة ويجمِّل ما فيها من صور وأصنام، تلك التي استعانت بها قريش في حربها، ويتساءل: إن كانت هذه تضرُّ وتنفع حقًّا فلابد أن تفعلَ فعلها في هذه المعركة الحاسمة!

وتأتي الأخبارُ بهزيمة الأحزاب ونكوصهم على أعقابهم خائبين لم ينالوا خيرًا.. ويعود القومُ إلى مكة يجرُّون أذيال الخيبة والذل، ويبدأ بعضهم الطوافَ على عادتهم بالبيت ثم بأصنامهم حول الكعبة التي ما فتئ عثمانُ يعتني بها منذ خروجهم، ويرقبهم عثمان في حين يسري في نفسه الريبُ بحقيقة هذه الآلهة، إنها لم تغن عنهم شيئًا، ويَطرق سمعه كلامُ النبي (صلى الله عليه وسلم) حين أراد أن يدخلَ الكعبة.. ويتحسَّس المفتاح في جيبه، حسنًا! إن كان سيصير المفتاح إلى محمد، فكيف بقريش تعزُّ وتعمر ذلك اليوم؟!

ويدخل عليه صديقُه خالد يومًا: يا عثمانُ إني مُسِرٌّ إليك بحديث على أن تعدَني أن تكتمَه. عثمان: إني فاعل فقل يا أبا سليمان.

خالد: إننا على ما ترى من عدائنا لمحمد مذ صدع بهذه الدَّعوة، وإنه على ما رأيت من ثبات وصبر لا يُطيقه إلا من أيَّده الله وكان على هدى منه، حتى آل أمرُه إلى ما آل إليه، وإني لأجدُ في صدري انشراحًا لهذا الدِّين، وقد عزمت أن أغادرَ إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) في المدينة.

انشرح صدرُ عثمان، وافترَّت عن ثغره ابتسامةُ رضا، وقال: وإني والله قد وجدتُّ في نفسي ما وجدتَّ، فهيا بنا نيمِّم شطر يثرب.

 وتذكر عثمانُ مفتاح الكعبة: والمفتاح، ما أفعل به؟ لقد تنبَّأ محمد يومًا أنه صائر إليه، ولابدَّ أن هذا كائن، وأنه سيضعُه حيث يشاء، لابد أنه لن يكونَ معي بعد ذلك اليوم، ولن يكونَ بعدها لنا حِجابَة!

خالد: فما أنت فاعلٌ به؟

عثمان: سأعلِّقه على هذا الجدار، فلابد أن قريشًا ستسأل عنه، وليَؤُل بعدها إلى من يشاء الله..

ويخرج الرجلان دون علم أحد من قريش، وفي بعض الطريق يلمحان طيفَ رجل من بعيد..

عثمان: من تظنُّ الرجل؟

خالد: دعنا ندنُ منه قليلاً لعلَّنا نعرفه.. ها! أظن أنه عمرُو بن العاص.

عثمان: أجل إنه هو، ولكن ما الذي أخرجَه في هذه الساعة، وأين يقصد؟

خالد: دعنا نبادرهُ بالسؤال.

وحين يدنوان منه يبادرهما بالسؤال -وهو من أدهى العرب-: ما الذي أخرجكما؟

فيجيبانه: أخرجنا الذي أخرجك!

وينطلق الثلاثة تعدو بهم خيولهم نحو المدينة، تهفو أفئدتهم إلى رؤية النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإعلان إسلامهم بين يديه.

وببزوغ فجر اليوم التالي كان الفرسانُ الثلاثة قد أصبحوا على مشارف المدينة، ويراهم بعض المسلمين وقد خرجوا لأعمالهم بعد أن أدَّوا صلاة الفجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مسجده، فيرتابون في أمرهم فيبادرونهم سائلين: ما الذي جاء بكم؟ فيجيب الثلاثة: جئنا لنشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، دلُّونا على مكان رسول الله لنعلنَها أمامه.

وذهب بهم جمع من المسلمين إلى حيثُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على حذرٍ من ألا تكونَ هذه غايتهم، وحين يبصرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرق وجهُه الشريف ويقول مبشِّرًا أصحابه: ((رمتكم قريش بفلذات أكبادها)).

ويفرح بذلك المؤمنون ويُقبلون عليهم يهنِّئونهم بإسلامهم..

ويعيش عثمانُ وصاحباه في المدينة بين إخوانهم من المهاجرين والأنصار، يتعلَّمون دينهم ويعبدون ربهم على بصيرة، آلين أن ينصروا الإسلام كما صدُّوا عنه من قبل.

وماهي إلا أشهرٌ معدودات حتى يأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالتجهيز للسَّير إلى مكة..

 فيتهيَّأ عثمانُ من بين عشرة آلاف مقاتل يسيرون لتخليص مكة وأهلها من دنس الشِّرك وتطهير الكعبة من الأوثان..

ويدبُّ الرُّعب في قلوب قريش، فأنى لها بنصرٍ على جيش لم تعهد له نظيرًا؟

 وتقرِّر الاستسلام وتسليم مكة طائعة إلى الرجل الذي كذَّبت وآذت وأخرجت.. فليس لها غير ذلك حيلة!

ويدخل الرسول -صلى الله عليه وسلم- مكة فاتحًا خاشعًا مطأطئ الرأس؛ إجلالاً لله -عز وجل- الذي بشَّره بالفتح قبل أن يخرجَ من المدينة: (إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا).

ويتوجَّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى البيت الحرام وقد جعلت حوله الأصنام فيشرع يطعنها ويحطمها وهو يردِّد: ((جاء الحقُّ وزهق الباطل، إن الباطلَ كان زهوقاً))، ثم يدخلُ الكعبة ويأمر بإزالة ما فيها من أوثان ومسح ما فيها من صور، مطهِّرًا لها من أوضار الشِّرك إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها..

ويرى عثمان قريشًا تتجمَّع خائفة وَجِلَة تنظر ما يأمر بها النبيُّ الفاتح -صلى الله عليه وسلم- فينادي بهم : ((ما تظنُّون أني فاعلٌ بكم؟)).

فتجيب الجموعُ وقد ملأ الأملُ قلوبَها برحمة هذا النبيِّ كريم الخلق: ((أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم!)).

فيأتيهم الجواب خيرًا مما أمَّلوا وتمنَّوا، فضلاً منه ومنَّة صلى الله عليه وسلم: ((اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء))..

ويعود الزمنُ بعثمان إلى ذلك اليوم الذي جاء به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يريد دخولَ الكعبة، وكيف صدَّه هو، ويتذكَّر كلمات النبي صلى الله عليه وسلم له وهو يعده بهذا اليوم، يوم يضع مفتاح الكعبة حيثُ يشاء، فما أيقظَه إلا صوتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عن المفتاح..

 ويلمحُ عثمانُ المفتاح.. ها هو مع ابن عمِّ الرسول وصهره عليِّ ابن أبي طالب رضي الله عنه يرفعه، فيخفق قلبُه بين جوانحه، ويزداد فَرَقًا حين يسمع عليًّا يرجو النبيَّ صلى الله عليه وسلم: ((اجمع لنا الحِجابَة مع السِّقاية يا رسول الله!)).

 فيأخذ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المفتاح من عليٍّ وينادي: ((أين عثمانُ بن طلحة؟)).

 ويخيَّل إلى عثمانَ أنه سمع داعيَهُ.. لا إنه ليس خيالاً.. إن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يسأل عنِّي وهو ممسكٌ بالمفتاح: ((ها أنذا يا رسول الله!))..
 ويجتهد عثمان للوصول إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين الجموع، وحين يدنو منه يُناوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المفتاح، فيمدُّ يده ليتسَلَّمَهُ وقد غمر الفرح فؤاده حتى فاض البِشر على وجهه..

 يعطيه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إياه قائلاً: ((هاك مفتاحَكَ يا عثمان، اليوم يوم بِرٍّ ووفاء، خذوها خالدةً تالدةً لا ينـزعها منكم إلا ظالم. يا عثمانُ، إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف))..

ويمضي عثمانُ يتلمَّس المفتاح ويقلِّبه بين يديه، يلهَج لسانه بالثناء على الله؛ أن ردَّ إليهم هذا الشرف، شرف حِجابة الكعبة..

ويناديه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فيعود إليه سامعًا طائعًا: ((لبَّيك يا رسول الله!)).

فيقول له مبتسمًا: ((ألم يكن الذي قلتُ لك؟)).

ويجيب عثمانُ بقلب غمرهُ الإيمان: ((بلى! أشهد إنك لرسول الله))..




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفتاح خزائن العلم

مختارات من الشبكة

  • الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفاتيح الخير ومفاتيح الشر فمن أيهما نحن؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفاتيح القلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المفتاح في علم تعبير الرؤيا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في ظلال أنوار حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الوضوء" (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المطول شرح تلخيص المفتاح للقزويني (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الأطول على تلخيص المفتاح في المعاني والبيان للقزويني(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب المفتاح في الفقه(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة تلخيص المفتاح (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة ملخص تلخيص المفتاح(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
5- ...
فداء عابد - فلسطين 29-12-2010 10:07 PM

أروع وأجمل قصة قرأتها-أنت لديك قدرات......لا تعليق وفقك الله

4- حوت القصة
fanni mabrouk - الجزائر 01-02-2007 02:18 PM
ممتاز نتمنى ان يكون دالك في انحاء العالم العربي
3- تبارك الرحمن
بكر عياش - فلسطين 23-01-2007 02:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وبارك وسلم ...
ما شاء الله قصة ممتازة وأسلوب طيب واختيار جيد ، وأداء أجود
أسأل الله لك ولنا التوفيق
2- إختيار جيد
مروان العمري - السعودية 22-12-2006 10:30 AM
إختارت الكاتبة الذكية جزءا جيدا من السيرة النبوية وبنت عليه قصة نبيلة من ناحية الهدف ، كما أنها مكتملة العناصر الفنية ، ولاشك أن العمل يمثل توظيف جيد لفن القصة القصيرة لخدمة أغراض الدعوة ، ولايملك المرء ازائه إلا التسليم بأنها موهوبة فعلا ، رغم أن استخدام القصة هو اصعب وسائل الدعوة
أطلب منها أن تستمر

تحياتي
1- رائعة
أ. الداهن - saudi arabia 18-12-2006 03:25 AM
قصة رائعة ومؤثرة ومصوغة باسلوب جميل
وفق الله الكاتبة وسدد قلمها.
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/11/1446هـ - الساعة: 12:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب