• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

نداء الزورق (قصة قصيرة)

نداء الزورق (قصة قصيرة)
جواد عامر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2022 ميلادي - 9/10/1443 هجري

الزيارات: 3100

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نداء الزورق

 

كان ولعي شديدًا بالمدينة القديمة "الملاح"، كثيرًا ما كنت أطلق ساقيَّ لا ألوي على شيء أعبر الجسر المعلق لأمني نفسي بعبق دُور طليت جدرانها بلون أبيض وأزرق سماوي فاتن، رسمتها يد ساحرة فوق سور "الأوداية" الذي يفوح منه أرج التاريخ وعطر الأجداد، تُطل على البحر الذي ما انفكت يداه ترسل نفحاتها العليلة إلى كل مطل على سحنته الباسمة، أو يبعث برشاش مِن رذاذه المتناثر فوق الصخور الناتئة.

 

لم أكن حينها أجرؤ على عبور النهر عبر زوارق تتهادى على صفحته الهادئة، لكن حماسة لم أعهدها من قبل استذكت في نفسي ذات يوم، دفعتني إلى أن أخوض تجربة ركوب الماء أول مرة، لم أكن حينها أُجاوز العاشرة من عمري، كانت الظلال قد فاءت، والشمس تنحدر إلى الأفق الغربي ناثرة إبريزها المسجور على قبة السماء؛ لتضفي على الطبيعة سحرًا يبهر الإنسان، يزداد متى صافحت كفَّها زرقة النهر، وداعبت مويجاته المتلاحقة.

 

مضيت في خطو متئد إلى المرسى الصغير؛ حيث عشرات المراكب تتمايل على أديم الماء ذات اليمين وذات اليسار.. أحسست في نفسي انقباضًا مذ وطأت قدماي مدخل المرسى، أيقنت حينذاك أن شعورًا بالخوف من مغامرة لست آمن جانبها قد استبدَّ بي، شرعت وساوس الخوف والصراع ضد الماء والتمسك بالجؤجؤ تدور في مُخيلتي، وبينما - أنا الطفل - غارق في وساوسي، وعيناي مسمرتان على زورق خشبي تناسقت ألوانه، استهوتني عبارة لم أكن أدري أنها آية من القرآن: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود: 41]، كُتبت بخط جميل مثير، لقد كان أفضل من الخط الذي ألفته في سبورة القسم، لابد أن كاتبه فنان بارع، حروف صفراء فاقعة تسر الناظرين، غرقت في زورق أزرق سماوي مثل دور الملاح يحاكي لونه زرقة السماء والبحر، كأنه قطعة منهما لا تنفصل، فاكتملت اللوحة بين إشراق حروف الآية التي تحاكي رمال الشط في تموجها والتماعها، وزرقة الوجود سمائه ومائه سمعت صراخ عجوز بملء فم اندفعت ثناياه إلى الأمام، كأنما تريد أن تقفز من مكانها، وقال وبصاقه المتناثر أصاب مواضع من سحنتي الذاهلة: "يا جبان، ألن تصعد إلى الزورق؟"، لم أكد أمسح بكفي المرتعشة بصاقه المتعفن، حتى انطلقت يد خشنة الملمس لاتزال ناطقة بالعنفوان، شدت مرفقي شدًّا قويًّا، فوجدتني ملقًى وسط زورق يغص بأجساد آدمية غير آبهة بخطر المغامرة، تتأمل صفحة سماء أشد ما تكون حمرة طورًا، وتنظر زرقة البحر المترامية طورًا آخر، كل هذا والربان العجوز يجدف كل التجديف ليستجيب الزورق ويمخر النهر مخرًا متواصلًا، وأنا أتفرس في وجه العجوز الناطق بالإشراق كأنما كانت سعادته بين أحضان زورقه الخشبي، لم تمض سوى لحظات قليلة لأجد نفسي في الضفة الأخرى، أستشرف الدرج المقابل، ونفسي تحدثني بمعاودة الركوب؛ ليفتر ثغر العجوز باسمًا كأنما فطن إلى ما بي من شغف، فيأمرني بالجلوس مكاني ريثما يمتلئ الزورق من جديد بالعابرين.

 

أخرج العجوز في انتظار ذلك وعيناه الجاحظتان تقعان على كل مرتاد، فيأمره بإشارة اليد إلى الركوب، لم تمض سوى لحظات قليلة حتى غص الزورق من جديد في رحلة العودة إلى الجهة المقابلة، وجوه آدمية ألفت عبور النهر تدرك ألا خطر في ذلك، فالربان العجوز على درجة عالية من الحنكة، يقود الزورق بمهارة وتحكُّم، بل كان يترك التجديف التقاطًا للأنفاس، فهو يعلم عبر التجربة الوقت المناسب لفعل ذلك، مضى الزورق متأرجحًا في حركته نرتفع لارتفاعه وننخفض لانخفاضه، فكنت أجد لذلك متعة نادرة، فاقت متعة الأرجوحة التي كنا ـ نحن الصبية ـ نصنعها بحبل نربطه في شجرة تتوسط الحي، والعجوز يرمقني باسمًا وقد استشعر أني ألفت الزورق، وأن الخوف الذي كان ينتابني قد زال، ليعيدني مرة أخرى في رحلة العودة إلى المرسى الصغير، مع أجساد آدمية أخرى، وكنت الطفل الوحيد بين هؤلاء ينظرون إلي وكأنهم يقرؤون رباطة جأشي وجرأتي على ركوب الزورق، وهم لا يدرون أن العجوز كان له فضل في تعويدي على ركوب الماء.

 

بلغ الزورق سريعًا، أو كما خُيل إليَّ الضفة الأخرى؛ لأني لم أشعر بالمسافة التي تهيأت لي قصيرة بحكم الذهاب والإياب المتكرر، نزل الركاب من الزورق وبقيت آخر من فيه، مد العجوز يده القوية إليَّ، فشعرت بصلابتها وخشونتها، فالتجديف أكسبها قوة مثلما أكسب ذراعيه المفتولتين، فنطق قائلًا: "ستكون ملاحًا في قادم الأيام"، قالها وهو يضحك بملء فمه الذي أظهر بقية من أسنان نخرها السوس، تآكل معظمها فلم يبق منها غير شواهد على الماضي، التقطت كلماته دون أن أعي ما يقصد، وقد أشرت إليه بانحناءة الرأس، ومضيت دون أن أشكره، فقال: "أراك غدًا في هذا المكان"، التفت نحوه وأنا أومئ برأسي تعبيرًا عن القبول، مضيت في طريقي نحو "باب مريسة"، وأذني تلتقط كلمات الجدافين المطالبة للعابرين بالصعود إلى الزوارق حتى غابت الكلمات عن سمعي، ظلت لذة الركوب تلاحقني بأطيافها في الطريق وحركات التأرجح تهون جسدي الصغير، أسير بخطى حثيثة حتى بلغت الحي وقد أسدل الداجي ستاره، لا خوف فأنا أعرف المكان وأدرك كل شبر في مدينتي "سلا"، أعرف نقاط تجمع قطاع الطريق وأعلم الأحياء المشتهرة بشراسة أطفالها، فكنت أتجنب الأزقة والدروب التي لا يُمكنك أن تمر بواحدة منها دون أن تتعرض لمضايقة من جماعة لا ينقدك منها سوى سرعة عدوك وقدرتك على المناورة، إنها سلا مدينة تضج بالخليط البشري ما بين أناس راقية متحضرة وشرذمة منحطة كل همها إثارة الفوضى وافتعال الصراع، حتى إن الأحياء كانت تتعادى بينها، فكان سلوكها أشبه ما يكون بالعصبية القبلية القديمة، صراع كروي قد ينتهي بشجار دام، وحرب بين الأطفال بالحجارة، عداء مصطنع غريب لا يدرى منبعه، لذا كان الحذر واجبًا خاصة في الوقت الليلي، فقد تأخرت عن العودة إلى البيت، ولا بد أنني سألاقي توبيخًا شديدًا، لذا كان علي أن أفتعل ذريعة، حتى لا تفسد صرخات أمي وضربات نعلها لوحة جميلة أرهفت حسي الصغير وحملتني معها إلى عوالم فاتنة من الخيال رسمتها ريشة العجوز في ذلك المساء الرائع على مرسم زورقه الأنيق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نداء الأقصى
  • نداء الحق (قصيدة)
  • نداء القدس (قصيدة)
  • نداء التوحيد والذكر من الحجيج
  • نداء الشجرة (قصة قصيرة)
  • النداء الرباني لأهل الجنة
  • طالب لا كالطلاب (قصة قصيرة من الواقع)
  • نظارتي التكنولوجية (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • نداء للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • دروس دعوية في نداءات سورة الأنفال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النداء الأخير ( قصة قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نداء من جوف الليل (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نداء الجمعة ( قصة )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • النداء : تعريفه وأدواته(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب