كلمة "ألوكة"

كلمة "ألُوْكَة"

د. أورنك زيب الأعظمي[1]

الألُوكة من أَلَكَ الفرسُ اللِّجامَ، وسأذكر الشاهد عليها، وسُمِّيتْ ألوكًا يؤلك في الفم، وأَلَكَه يألِكه ألْكًا: أبلغه الألوك؛ أي: الرسالة، ومنه ألكني به وألكني إيَّاه، قال النابغة الذبياني:

ألِكْنِي إلى النعمان حيث لقيتَه فأهدى له اللهُ الغيوثَ البواكرا[2]

وهو شائع في كلام العرب، فإليكم شواهد غير هذا: قال النابغة الذبياني:

ألِكْني يا عتيق إليك قولًا ستُهديه الرُّواةُ إليك عني[3]

وقال ابن أبي ربيعة:

ألكني إليها بالسلام فإنه يُنَكَّرُ إلمامي بها ويُشَهَّرُ[4]

وقال عمرو بن شأس:

ألِكْني إلى قومي السلامَ ورحمة ال إله، فما كانوا ضعافًا ولا عُزْلا[5]

وجاء في حديث زيد بن حارثة:

ألِكْني إلى قومي، وإنْ كنتُ نائيًا فإني قَطِينُ البيتِ عند المَشاعِر[6]

وقال المرار الفقعسي:

ألِكْني إليها عمرَك الله يا فتى بآية ما قالت: متى هو رائح[7]

وقال أبو ذويب الهُذَليُّ:

ألِكْني إليها وخيرُ الرسو لِ أعلمُهم بنواحي الخبر[8]

وقال آخر:

ألِكْني إليها بخير الرسو ل أُعْلِمُهم بنواحي الخَبَر[9]

وقال سحيم عبد بني الحسحاس:

ألِكْني إليها عمرَك الله يا فتى بآيةِ ما جاءت إليها تهاديا[10]

والاسم أَلُوك وألُوكة ومَأْلُك ومَأْلُكة؛ كما قال لبيد بن ربيعة العامري:

وغلامٍ أرسلتْه أمُّهُ بأَلُوكٍ فَبَذَلْنا ما سأَلْ أو نهته فأتاه رزقُه فاشتوى ليلةَ ريحٍ واجتمَلْ[11]

وقال العباس بن مرداس:

ألا مَنْ مُبْلِغٌ عنِّي خُفافًا ألُوكًا بيتُ أهلِك مُنْتهاها[12]

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:

ألا أبلغا عني قريشًا ألوكةً ولا تلبسا فالحق لا يتلبّس[13]

وقال علقمة الفحل:

ولستَ بإنسي ولكن مألكًا تنزَّل من جوِّ السماء يصوب[14]

وقال عدي بن زيد:

أبلغِ النعمانَ عني مألُكًا أنه قد طال حبسي وانتظار[15]

وقال عامر المحاربي:

مَنْ مُبْلِغٌ سعد بن ذبيانَ مألُكًا وسعد بن ذبيان الذي قد تَخَتَّمَا[16]

وقال كعب بن مُعدان الأشقري:

أبلغْ يزيدَ قرينَ الجود مألُكةً بأنَّ كعبًا أسير بين أصفاد[17]

وقال معاوية بن أبي سفيان:

أبلغْ لديك أبا أيوبَ مألُكةً أنا وقومُك مثل الذئب والنَّقَدِ[18]

وقال آخر:

أبلغْ أبا دَخْتَنُوسَ مألُكةً عن الذي قد يُقال مِ الكذِب[19]

وقال الشاعر:

أبلغْ يزيدَ بني شيبانَ مألُكةً أبا ثُبَيْتٍ، أما تنفكُّ تَأْتَكِلُ[20]

وأشكره تعالى على أنه وفَّقَني لشرح كلمة من كلمات اللغة العربية التي نزل بها كتابه العزيز.

المصادر والمراجع:

1- أساس البلاغة لأبي القاسم الزمخشري، تحقيق: محمد باسل عيون السود، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1998م.

2- تاج العروس من جواهر القاموس للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تحقيق: عبدالستار أحمد فراج، مطبعة حكومة الكويت، الكويت، 1965م.

3- الحماسة الشجرية لابن الشجري، تحقيق: عبدالمعين الملوحي وأسماء الحميصي، منشورات وزارة الثقافة، دمشق، 1970م.

4- ديوان أبي بكر الصديق وجمهرة خطبه ووصاياه ورسائله، صنعة: الدكتور محمد شفيق البيطار، مطبوعات مجمع اللغة السعيدة، الجمهورية اليمنية، صنعاء، ط1، 2020م.

5- ديوان أبي ذويب الهذلي، تحقيق وشرح: د. أنطونيوس بطرس، دار صادر، بيروت، ط1، 2003م.

6- ديوان العباس بن مرداس السلمي، جمع وتحقيق: د. يحيى الجبوري، مؤسسة الرسالة، ط1، 1991م.

7- ديوان المفضليات للمفضل الضبي، تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر وعبدالسلام محمد هارون، دار المعارف، ط6.

8- ديوان النابغة الذبياني بشرح وتقديم: عباس عبدالساتر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1996م.

9- ديوان عدي بن زيد العبادي، تحقيق وجمع: محمد جبار المعيبد، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965م.

10- ديوان لبيد بن ربيعة العامري، دار صادر، بيروت، د.ت.

11- ديوان معاوية بن أبي سفيان، جمع وتحقيق وشرح: الدكتور فاروق أسليم بن أحمد، دار صادر، بيروت، ط1، 1996م.

12- شرح ديوان علقمة الفحل للسيد أحمد صقر، المطبعة المحمودية، القاهرة، ط1، 1935م.

13- كتاب العين للخليل الفراهيدي، ترتيب وتحقيق: الدكتور عبدالحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 2003م.

14- لسان العرب لابن منظور الإفريقي، دار صادر، بيروت، د.ت.

15- مجلة المورد الفصلية الصادرة عن وزارة الثقافة والإعلام، دار الجاحظ للنشر، العراق.