• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

التغير من منظور أدبي

محمد صادق عبدالعال

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/1/2016 ميلادي - 16/4/1437 هجري

الزيارات: 5082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التغير من منظور أدبي

 

ما علمنا مصدرًا أزعج الخلق وحَيَّرَهم وذهب بلبِّ الحكيم وذي الأناة كهذا المصدر؛ الذي هو على الثبات قائم وعلى الاستمرارية دائم، وما دامت الشمس لا تستديم مشرقة ولا ظلمة الليل الحالكة؛ فاعلم أنه ما من ثبات ولا بقاء، إلا لله الفرد الصمد، الذي عنده تسجد ذات النور واللهب؛ ليؤذَن لها في الإشراق حتى تؤمَر بالخروج من مغربها.

 

ولو قُدِّر لهذا المصدر أن يكون اليوم مطروحًا على مائدة الفكر وأرباب العلم، لأفاض كل ذي علم بما علم، ولعلا بعضهم على بعض في السرد والعرض، فسبحان من لا يحصي علمَه عليم، ولا يَجمع أذكارَ شُكره ذاكرٌ وهو السميع العليم.

 

وقبل الإقلاع في رحلة سريعة مع المصدر نسأل أنفسنًا سؤالًا: هل التغير ظاهرة كونيَّة عامة أو خاصيَّة؟!

إن التغير لَظاهرة كونية تمرُّ على السموات والأرض، والشمس والقمر والنجوم، والشجر والدوابِّ، وكل الناس، وكل منبسط تحت يد المهيمن.

 

إذًا فالتغير ظاهرة عامة؛ ولا ننفي بأنه خاصية، بل هو خاصية تُلازم كل خلق، وما اشتملت عليه، وما انسدل تحت سقف السماء.

 

وبنظرة سريعة وإطلالة في المعجم نرى أن التغير مصدرٌ فعلُه:

♦ تَغَيَّرَ (فعل):

تغيَّرَ يتغيَّر، تغيُّرًا، فهو مُتغيِّر.

تغيَّر: أصبح على غير ما كان عليه، تبدَّل، تحوَّل.

♦ تَغَيُّر (اسم):

الجمع: تَغَيُّرات.

 

ويُقال في علم الاجتماع في مصطلح التغير الاجتماعي مثلًا: "مبدأ التَّعديل الاجتماعيِّ الفوريِّ الذي يتكيَّف من خلاله النِّظام الاجتماعيُّ مع أيِّ طارئ أو أي جديد".

 

وفي كتاب "أساس البلاغة" للزمخشري (ص 431): "سَدَمَ الماءُ: تغيَّر لطول عهده، ويُقال: ماءٌ سَدِمٌ"[1].

 

لكن كلمة التغير أعم وأشمل؛ لأن لكل مخلوق وكائن خصائصَ تغَيُّر، وعبارات يُوصف بها حالةُ تحوله؛ فكلمة "غربت الشمس، وأشرقت" مِن صفات الشمس؛ فضلًا عن الخسوف الكسوف لهما؛ كظاهرةٍ ودليلِ تغيُّر.

 

وعودةً إلى المناظرة نقول: إن المصدر هذا لو طُرح على أفهام وأسماع العلماء لقال معلِّم الجغرافيا مثلًا:

إن الأرض تدور حول نفسها مرةً كل أربع وعشرين ساعة؛ ليَحدث بهذه الحركة تغيرٌ يَنجم عنه ظاهرةُ الليل والنهار، ودوران الأرض حول الشمس مرةً كل عام يُحدِث العامَ والفصول الأربعة.

 

ولو طُرح المصدر على معلِّم التاريخ ومتتبِّع آثاره وأخباره، لتنهَّد طويلًا وأخرج نفسًا عميقًا؛ لما تحويه رأسُه من أخبار حول زَوال ديارٍ وقدوم أخرى، وظهور بلادٍ وطَمْر بلاد.

 

فالوطن العربي مثلًا بعد الخلافة العثمانية وانهيارها غَيَّر المستعمرُ مَعالمه، واقتسم كلُّ واحد منهم نصيبه منه؛ فها هي مصر والشام والعراق، كانت من نصيب إنجلترا، وبلاد المغرب كانت تحت الهيمنة الفرنسية، وليبيا وقعت في قبضة إيطاليا إلى أن قامت الحرب العالمية الأولى، وتغير الحال وتبدلت الأوضاع، وغيَّر الغازي والمستعمرُ من فلسفات غزوِه و(إيديولوجيات) هيمنته؛ مواكبةً لتغيُّر الأحوال.

 

ومعلِّم الطبيعة ما إن يُطرح أمامه لفظة التغير والتحول، حتى يقول لك:

تتحول المادة من صلب إلى سائل بالحرارة، وأيضًا إلى غازٍ كالبخار، وهذا التغير ناتج عن خصائص كل مادة، ومُنسدل تحت ظاهرةٍ أعم وأشمل، وهي التغير وعدم الثبات.

 

إذًا نخلص إلى أن صفات وخصائص المواد والكائنات هي من مُوجبات حدوث التغير لها.

 

وحتى لا نظل طويلًا مع الجانب العلمي لظاهرة وخاصية التغير فللأمر أهلُه وأربابُ فَهمه، وما مرَرْنا مِن نافذته إلا لمجرد المعرفة؛ فنعود إلى بيت القصيد من المقال، وهو النظرة الأدبية للمصدر (التغير).

 

نُمرِّر على عقولنا أولًا سؤالًا، مفاده: هل المفاهيم والمصطلحات من الممكن أن تقع هي الأخرى تحت مقصلة التغيُّر وسيطرته؟

 

تصفَّحتُ كتاب العربي ذي السلسلة الفصلية، الكتاب الثامن والعشرين؛ لكاتبه الأستاذ عبدالرزاق البصير، في مقالٍ له بعنوان: موقفنا من الحضارة.. إلى أين؛ يقول فيه متحدثًا عن ماهية الحضارة:

"أمَّا ما تَعنيه بالحضارة فإن العلماء قد أجابوا عن السؤال بإطلاق تعريفاتٍ مختلفة عن الحضارة، نرى أن نورد بعضًا منها؛ فيقول الدكتور قسطنطين زريق: إذا استنطَقْنا اللغة وجَدنا أن الحضارة تَعني في اللغة العربية الإقامة في الحضَر؛ أي: المدن والقرى، بخلاف البداوة، وهي الإقامة المتنقلة في البوادي؛ جاء في القاموس: والحضارة بالفتح خِلاف - أي: عكس - البادية، والحضارة: الإقامة في الحضَر، والحاضر خلاف البادي، وكان الأصمعي يقول: الحضارة بالفتح تَعني الاستقرار، والاستقرار ناشئ عن الزراعة"[2].

 

ولقد عزَّز القائلُ تلك العباراتِ ببسطِ مثال آخر في قوله: "وفي تصوري أن لفظة الحضارة تتغير معانيها بتغير الحياة؛ فيومَ أن كانت البداوة في الدول العربية تنتشر كان المقيم في الحضر يُنعَت بالمستقِرِّ، إلى أن تبدلَت وتغيرت الأحوال، وصار القدوم على المدن والازدحام والتكدس بها لا يمثل حضارةً قدرَ ما يسبِّب مشكلات عضالًا".

 

وفى ثلاثيات الآحاد التي نُشِرت لي بشبكة الألوكة الطيبة، في الثلاثية الثالثة "الحضارة والحجارة"، أوردتُ مثالًا لصاحب كتاب قصة الحضارة "ويل ديورانت" حين قال: "في شبابي كنت أهتمُّ كثيرًا بالحرية، وكنت أقول: إنني على استعدادٍ للموت من أجل حريتي؛ ولكنني في كهولتي أصبحت أهتمُّ أكثرَ بالنظام قبل الحرية؛ فقد توصلتُ لاكتشاف عظيم يُثبِت أن الحرية نتاج نظام"[3].

 

وهو القائل في حق سيد الخلق: "محمدٌ أعظمُ عُظماء التاريخ".

إذًا تتغير نظرة الشعوب والمجتمعات لمفهوم التغير بتبدل الأحوال وتحول الدهور، والأمثلة ظاهرة عيانًا لصاحب القلم وصاحب الحرفة وأبسطِ إنسان؛ فها هي المجتمعات تتقلب بها الأحوال، وتتغير الأوضاع، وتتناوب عليهم كَرَّات الغنى، وفترات الفاقة والعوز، وسبحان مَن له الدوام!

 

♦ لكن لا ننسى أن نؤكد أن القيم والثوابت لا تتغير مهما حال عليها الدهر، وتطاول بها الأمد؛ فعقيدة التوحيد ثابتة، والشمائل والخلال قائمة حتى قيام الساعة، ومهما غيَّر الناس من عاداتهم ونظراتهم وطرائق مواكبتهم للعصر، ستظل القيمُ الإنسانية هي الأصل.

 

بقي لنا أن نوردَ أمثلة أدبية ونماذجَ رائعة تُعزِّز فكرةَ كتابة المقال؛ عسى ألا أكون قد أسهبتُ أو استرسلت لمن لا يُطيق الاسترسال والسردَ الطويل.

 

ونقول: إن نظرة الكُتَّاب والأدباء تبايَنَت واختلفَت من ناحية المصدر؛ فمنهم من حَبَّذه، ومنهم من سَلَّم واستسلم له وأقرَّ به، ومنهم مَن أخَذَته العزةُ ولم يؤمن بأنه مارٌّ على المستخفي بالليل والسارب بالنهار، ومنهم من نعى به حاله ومآله وتقلبات دهره.

 

ودائمًا أبدًا لا يَروق لنا المرورُ ببساتين الأدب وقطوف الفكر، حتى نقف عند الدستور الأعظم والكتاب الأمثل وقفةَ انتباهٍ وتفكر وتدبر، نَجوب صفحاته ونختار من بين مفرداته ما يعزِّز سطور المقال.

 

ولعل قصة أهل الكهف - التي هي دومًا أبدًا على الألسنة والأفئدة - فارضةٌ نفسَها على أولي الألباب العقلاء، وفطنة الأتقياء، وفراسة المؤمنين التي تقرُّ بوحدانية الله وانفراده في تمرير مراده، وإيقاف عجلة الزمن، وما يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

 

ولك أن تقرأ ما سجَّله كتاب "قصص القرآن" لنخبة من كتَّاب القصص القرآني حين قالوا بأسلوب أدبي رائع، يصف حال أهل الكهف وكلبهم، وكيف مرَّت عليهم الحقبة الطويلة من الزمن نيامًا بإذن مَن بيده البعث والنشور:

"وتعاقَب ليلٌ إثرَ نهار، ومضى عامٌ وراء عام، والفتيةُ راقدون، والنومُ مضروبٌ على الآذان، والكَرى معقودٌ على الأجفان، لا تزعجهم زمجرةُ الريح، ولا يوقظهم قصفُ الرعود، تطلع الشمس فتَنفُذ إلى الكهف من كوَّته، فتمنحه الضوء والحرارة، ولا تصل أشعتها إليهم، وتغرب فتميل وتبتعد؛ تحقيقًا لمراد الله في حفظ أجسادهم وبقاء جثتهم، ولو اطَّلع عليهم مُطلعٌ لرآهم يتقلبون مرةً ذات اليمين ومرة ذات الشمال، وكلبهم باسطٌ ذراعيه بعتَبة الكهف، ولولَّى منهم فرارًا، ولمُلِئ رعبًا"[4].

 

﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴾ [الكهف: 18].

 

ولما دخلَت سنة تسع وثلاثمائة من نومهم استيقظوا يُحسُّون بالجوع والتعب والنصَب، وتكهَّنوا بما لبثوا.

 

وما أردتُ التأكيد عليه في القصة هو: كيف كان رد فعلهم بعد أن عرَفوا أنهم لبثوا تلك الحقبةَ الزمنية الطويلة نيامًا في الكهف، فيصف كتاب "قصص القرآن" حالةَ أحدهم الذي خرج يتسوق خِلسة يكتري لهم طعامًا:

خرَج وهو خائفٌ يترقب، ودخل (أفسوس) وما راعَه إلا تغيُّرُ مَعالمِها، وانقلابٌ في مبانيها؛ هذه خرائبُ صارت قصورًا، وتلك قصور صارت خرائب، وتلك وجوهٌ لم يَعرفها! وصدَق الشاعر:

أمَّا الديار فإنها كدِيارِهم ♦♦♦ وأرى رجالَ الحيِّ غيرَ رِجالِهِ

 

ولعل المأخوذ من نصِّ القصة هو رفض الفتية أن يبقَوْا أو يحيَوا على ظهر البسيطة؛ إذ تغيرَت كل المعالم والأحوال، فلا الأهل هناك أو الولد، ولا الحفيد ولا الجار.

 

ولعل تلك الفجوة الزمنية الطويلة تعد عاملًا أساسيًّا في عزوف الفِتْية عن مواصلة العيش بصورة طبيعية.

 

وقبل الخروج من البستان الطيب - هبوطًا إلى كلام من يَأخذ عليهم ويَرد مقالهم - نُذكِّر بقصة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام؛ كيف تغيرت وتبدلت عليه الأحوال والظروف؛ من حجْر أبيه يعقوب النبيِّ ببني إسرائيل بفلسطين، إلى عبدٍ يُباع بدراهمَ معدودات، ثم يشتريه عزيزُ مصر ويقرِّبه إليه، ثم إلى مكر زليخا وكيدِها، وإقصائها إياه في السجن؛ ثم خروجًا إلى الملك، وذلك بلاء الأنبياء والصفوة!

 

وأصاب الشاعر مجد الملك:

هي شدَّةٌ يأتي الرخاءُ عقيبَها
وأسًى يُبشِّر بالسرورِ العاجلِ
وإذا نظرتَ فإنَّ بؤسًا زائلًا
للمرءِ خيرٌ من نعيمٍ زائلِ

 

ولقد أسلَفنا أن الكُتَّاب والشعراء في مسألة التغير والتحول كانوا - ولا يزالون - على طرائقَ عدة؛ فمِنهم القانع، ومنهم الآبه، ومنهم من سلم واستسلم، ونعى به حاله وتقلبات دهره، ومنهم من أخذته العزة... فها هو أولُ شاعر يُلقي ببيانه أمامنا، وهو الشيخ ناصيف اليازجي حين سلم ببديهية مطلقة فقال:

لعَمرُك ليس فوقَ الأرض باقِ ♦♦♦ ولا ممَّا قضاهُ الله واقِ

 

وهاك أيضًا قولَه الحكيم:

وكم يَمضي الفراقُ بلا لقاءٍ ♦♦♦ ولكن لا لقاءَ بلا فراقِ

 

وقوله مادحًا أهل العلم والحكمة في بقاء ذِكرهم وخلود سطورهم مهما تغيرَت وتبدلت الأحوال:

مضى ذِكْرُ الملوكِ بكلِّ عصرٍ ♦♦♦ وذِكرُ السُّوقةِ العلماءِ باقِ

 

وهذا آخَرُ سَلَّم عن قناعةٍ وامتثال لقوله تعالى: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]، فأنشد معتبرًا طارحًا بحكمة خرج بها من الدنيا:

ألَا كلُّ حيٍّ هالكٌ وابنُ هالكٍ
وذو نسَبٍ في الهالكين عريقِ
إذا اختبَر الدنيا لبيبٌ تكشَّفَت
له عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ

 

وذلك آخرُ يَطرحُها بعُرضِ الحائط، ويدعو إلى ذلك بقوله:

اطرَحِ الدنيا فمِن عاداتِها
تَخفِضُ العالي وتُعلي مَن سَفلْ
عيشةُ الرَّاغب في تحصيلها
عيشةُ الجاهلِ فيها أو أقَلّ

 

وبرغم المبالغة من الشاعر نقول: إن الشاعر ربما يَعرِض تجربة ذاتية، لكن ليس له أن يفرض على القراء ذلك.

 

وناصيف اليازجي ذو القول الجميل حين أنشد وأنصف:

الناسُ رَكْبٌ قد أناخَ بمَنزِلٍ
فبَنى على الطُّرقِ المدائنَ والقُرى
لا مرحبًا إن جاءت الدُّنيا ولا
أسفًا إذا ولَّتْ وما الدنيا ترى
ذهب الزمانُ ومَن طَواه مُقدَّمًا
وكذلك يَذهَب مَن يَليه مُؤخَّرا

 

والأبياتُ في ظاهرها عدم الاكتراث بالدنيا، وباطنها الحذر من مَغبَّة التحول والتَغير ومفارقة الديار بغير زاد.

 

وعلى ذكر الدنيا التي هي مادةُ شحذٍ لهمم الكتاب والقراء والحفاظ، وما يتأتى به من مفارقات وآيات، وسبحان مكوكب ليلها وباعثِ نهارها؛ ففي حكايات سلمى التي نُشرت لي بشبكة الألوكة الطيبة في "الثلاثية المفخخة".

 

ساعة أن اتخذت "سلمى" مكان الناصح الواعظ لمن ينشغلون بزخارف الدنيا، وأعني بسلمى "الدنيا".

 

فقالت: "يا أبناء اليم والطين، إن الديار لتَرفُل في النعيم رفلةَ العروس في الثوب القشيب، يظن أهلها أنها إلى استدامة وطول إقامة، وما هي إلى هذه ولا تلك، وسبحان من بيده الملك".

 

قالوا - أخذتهم الرجفة والدهشة من بيان سلمى - ما أروعك (سلمى)! لولا أن تَضربي لنا أمثالًا مما عُلمَت؛ حتى لا يُقال: إن (سلمى) تلحن في الحديث وفي المقال، ولا تسوق المثال.

 

غضبت ذات الدلِّ (سلمى) وقالت: ويحَكم أبناء العاجلة، هلا انتظرتم حتى أُتمَّ قولي ونصحي[5]!

 

نعم، يظن الناس بالدنيا دوام سرورها، والفطنُ مَن يدرك أن بعد التمام نقصًا؛ فها هو سيدنا أبو بكر الصديق يبكي في آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: "ليس بعد التمام إلا النقصان".

 

والعامل الرئيس في إحداث التغير يرجع إلى الزمن؛ فكفيلةٌ هي الأيام أن تغيِّر الأحوال وأن تنقل الأنام من حال إلى حال، وتبدِّل الأماكن والمساكن.

 

وما دمنا على ذِكر الدنيا التي هي مختبَر التجريب والابتلاء والآلاء؛ ففي قصتي القصيرة "دنيا" المنشورة بشبكة الألوكة الطيبة، التي أعبر فيها عن حسرة من تغير الأحوال، وانتقالي من حال إلى حال بفقد الأهل والأحبة، والعجوز التي كانت كلما مررت بها قالت لي:

دنيا، أرأيت الدنيا؟! ولم أكن ألتفت إليها إلا بعدما مرت الأيام وانفرط عِقد العمر؛ وما دام عقد العمر قد انفرط، فاعلم أن جديدًا قد طرأ، وسبحان من يُغيِّر ولا يتغير!

 

"مرَّت الأيام، وانفرط عِقْد العُمُر، وماتت السيدة العجوز!

 

ورحلت أختي إلى القاهرة الْمُعِزِّية! وماتت أمي الغالية!

 

جَفاني الطريق المعتاد وجَفَوتُه حتى افترقنا، ولكني كلَّما تَاقَت نفسي إلى مُصالَحتِه، لم أجد ما أصطحبه في هذا الطريق سوى بقايا من ذكريات ماضية، وأنا أقول في نفسي - أن يسمَع بي شامتٌ أو كارِهٌ -: "رَأَيتَ الدنيا؟!"[6].

 

أو كالذي غَرَّه صِغَر سنِّه وحلاوةُ رسمه وهندامِه، ورأى في المرآة بهاءَ جماله؛ فغازلَته الدنيا بودٍّ وغرور، فطلب منها ما استحال عليها تحقيقُه، وتباعد عنها توثيقُه؛ حتى باغتته بما أذهلَه، فراح يسبُّ المرآة وينعتها بالكاذبة؛ بعدما انفرطَت حبَّات عِقد عمره وكان يظن أنها باقية له!

 

- والمِرآة!

نظر في المرآة فإذا وجهُه غَضٌّ، وشعرُه أسودُ كحيلٌ، وعيناه بها حَوَرٌ يَذْهب بألباب المحبِّين، رأى في المرآة مُعجَبة تَقِف خلفه، فالتفت إليها، وأعطى الْمِرآة ظهرَه، وقال لها: مَن أنتِ؟!

 

قالت: أنا مَن بيدي القَلَم؛ لأكتب لك ما تريد، عساه يتحقَّق!

 

فضحِك واثقًا، ثم قال لها - يتكئ على المرآة -: اكتبي ما سوف أُمْلِيه عليكِ[7].

 

وحتى لا نضيق الخناق على المصدر، ونجعله مرادفًا جديدًا لمعنى الزهد ومجانبة الدنيا؛ نقول: إن هناك مثالًا من النثر الجميل في زمن طيب، نتمنى أن يكون على ألسنة كل الأمهات؛ ليستديم المعروف بين الأزواج، ويتحقق الوفاق والاتفاق، فتلك أمٌّ توصي ابنتها وصية غالية ليلة عُرسها؛ منبِّهةً إياها من تَغيُّرٍ وتغييرٍ قادَمين، وأليفٍ جديد وهو الزوج؛ فالوالد حنون مهما حدث، ولكن الزوج بين هذا وذاك، فتقول لها بأسلوب العرب؛ أهلِ الحكمة والأدب الرفيع:

"أي بنيتي، إنك فارقت العشَّ الذي فيه درَجتِ، والوكر الذي منه خرَجت؛ إلى بيتٍ لم تَعرفيه، وقَرينٍ لم تألَفيه، فكوني له أمَةً يكُنْ لك عبدًا".

 

أنعِم به وأكرِم من حسن استهلال واستفتاح، يهيِّئ المتلقِّيَ لتقبُّل القادم حتى ولو كان قاسيًا! ويا لها من نصيحة غالية من أم عاليةِ الفهم، كثيرة التجارِب، ودَّت أن تكون قرةُ عينها في أسعد حال وتقبلٍ بالتغيير الجديد وبالتغير! ووددنا نحن لو أصبح فلذات أكبادنا جميعًا على تلك الشاكلة؛ الإسلام قدوتنا، ومحمد أسوتنا صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة.

 

وعودة إلى الشعر الذي هو مَناط الحكمة ومقرُّ العظة، ما لم يأمر بشر؛ فلْنَرَ ما كتب الإمام الشافعي في التغير والتحول، وهي دعوة لمناهضة الكسل والعمل؛ لإحداث تغيير وتغير يعود بالخير على الناس، فيقول:

والشمس لو وقفَت في الفُلْكِ دائمةً
لَملَّها النَّاسُ مِن عُجْمٍ ومِن عرَبِ
والتِّبْر كالتُّرْب مُلْقًى في أماكِنِه
والعودُ في أرضِه نوعٌ من الحطَبِ
فإن تَغرَّبَ هذا عزَّ مَطلبُه
وإنْ تغرَّبَ هذا عزَّ كالذَّهبِ[8]

 

وليس أجمل له من قوله في قافية الهمزة التي يقول في مطلعها:

دَعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ
وطِبْ نفسًا إذا حكَم القضاءُ
ولا تجزَعْ لحادثةِ اللَّيالي
فما لِحوادثِ الدنيا بَقاءُ[9]

 

وأصاب فيلسوفٌ غربي حين قال: "الشيء الوحيد الثابت هو التغير"! بالطبع نتفق معه في كل ما هو مخلوق فقط.

 

ومع نظرة واحدة لشعراء الغزل حيث يقول أحدهم ينعى ويسلم بالتغير بينه وبين المحبوبة:

قد كنتُ لا أرضى الوِصالَ وفَوقَه ♦♦♦ واليومَ أقنَعُ بالخيالِ ودونَه

 

وها هو ابنُ الروميِّ يصف وُجوه الجند إذا ما اقتحَموا أرض المعارك وحَميَ الوطيس بها، وقد تغيرَت عما كان قد عرَفها، فينشد:

آراؤكم ووُجوهكم وسيوفُكم
في الحادثاتِ إذا دجَوْنَ نُجومُ
مِنها مَعالِمُ للهُدى ومَصابحٌ
تَجْلو الدجى والأُخرَياتُ رُجومُ

 

وما حبَّذتُ أن أنتقى أمثلةً للغزل العفيف ولا الصريح؛ لعقيدةٍ عندي أنه:

مَن يبصر الأيامَ بعد ثلاثةٍ ♦♦♦ عفت نفسه أن يكتب الغزلا

 

وعودة إلى أرباب الحكم والزهد نجد ابن الوردي يُنشد واعظًا، وتاركًا آثار خبرته وما علَّمته الأيام وصبَّت عليه من جليل حكمتها:

كُتب الموتُ على الخلقِ فكَمْ
فَلَّ مِن جيشٍ وأفنى مِن دُوَلْ
أينَ نَمْرودٌ وكَنعانٌ ومَن
مَلَك الأرضَ وولَّى وعزَلْ
أين مَن سادوا وشَادوا وبنَوْا
هَلَك الكلُّ ولم تُغنِ القلَلْ

 

وعذرًا أستميحكم؛ أن كنتُ دائم الاستشهاد بتلك الصفحات المشرقة لهؤلاء الجهابذة العظام الكرام؛ فعندهم مفاتحُ للحِكَم، ومناقب للكلم، وروائع للاستشهاد؛ فها هو مستسلِمٌ آخَرُ، وهو مؤيد الدين الطغرائي في لاميَّته الشهيرة بلامية العجم، يقول:

لم أرضَ بالعيشِ والأيامُ مقبِلةٌ ♦♦♦ فكيفَ أرضى وقد وَلَّت على عجَلِ

 

وقوله الرائع وحكمته البليغة، وما أظن أن أحدًا سوف يخالفني الرأي فيها:

تَرجو البقاءَ بدارٍ لا ثباتَ لها ♦♦♦ فهَل سَمِعتَ بظِلٍّ غيرِ مُنتقِلِ!

 

ثم من استلام وقناعة بما تغير عليه؛ لتحد لمن سبقوه في قوله مؤكِّدًا بمثالٍ من الطبيعة، يكشف عن ثقافة علمية وأدبية، فيقول:

وإنْ عَلانِيَ مَن دوني فلا عجَبٌ ♦♦♦ لي أسوةٌ بانحِطاطِ الشَّمسِ عن زُحَلِ

 

ثم مع الذين دقوا أجراس الغفلة والتمادي في إعطاء الثقة دون حذر؛ فإن التغير أمر مرتقَب، من الممكن وقوعه في أي وقت، فيقول بعضهم:

احذَرْ عدوَّك مرةً
واحذَر صديقَك ألف مرَّهْ
فلربما انقلب الصدي
قُ وكان أعلمَ بالمضرَّهْ

 

وهذا آخَر يوقن بأن التغير وارِدٌ، والتحول حائل، ولا ضير من انتهاز الفرص، والاكتناز ليوم فاقة وضيق، فيقول:

إذا هبَّت رياحُك فاغتنِمْها
فإنَّ الخافقاتِ لها سكونُ
وإن ولَدَت عِشارُك فاحتلِبْها
فما تَدري الفصيلُ لِمَن يكونُ!

 

ومن الحكمة والعظة إلى الوصف للربيع الذي هو تغيُّر وتغير لما اعتاد الناس عليه شهورًا وفصولًا؛ فها هو المتفائل صفي الدين الحلِّي يختال مع الربيع، ويرحب به، فيقول:

 

ورَدَ الربيعُ فمرحبًا بوُروده
وبنور بهجتِه ونورِ وُرودِه
وبحُسن منظرِه وطيب نسيمِه
وأنيقِ مَلبسه ووشيِ بُرودهِ

 

ثم إلى آخر رحلات الدنيا، وآخر محطاتها التي عندها يكون التغير لاذعًا، وذا مرارة وأسًى؛ لفقدان مَن كانوا بالأمس معنا:

فها هو شاعر العرب أبو الطيب المتنبي يَرثي أبا شجاع فاتكًا، صاحبَ الصولات والجولات، أسد الميادين والمعارك، وهو في لَحْده وبين جنبات قبره، فينعيه ويتعجب لتغير حاله ومآله:

يا مَن يُبدِّل كلَّ يوم حُلةً
أنَّى رضيتَ بحُلةٍ لا تُنزعُ
ما زلتَ تَدفع كلَّ أمر فادحٍ
حتى أتى الأمرُ الذي لا يُدفَعُ

 

صدقتَ أيها الشاعر المتنبي؛ لا يُدفع هذا الأمر أبدًا، وإنَّ علائم اقترابه لتنجلي لكلِّ ذي بصر وبصيرة:

وجَرى المشيبُ فلا شيء يمنعه ♦♦♦ ومن لتتالي الشمس والقمرا

 

حتى الشيخ الرئيس ابن سينا، لم يدَعْ تلك الحالة تمر عليه دون أن يصِفَها أو يخوض فيها؛ إذ هي من علامات التغير الكبرى، فيقول:

الشيبُ يوعِدُ والأيامُ واعدةٌ ♦♦♦ والمرءُ يَفتُر والأيامُ تَنصرمُ[10]

 

وفى نهاية المطاف مع التغير؛ ذلِكُم المصدر المحيِّر أتاني نبأ "باسل"، من قصتي "الكاتب الجالس القرفصاء"، الذي تسوَّر القصر واعتلى الجدران، بمساعدة "الجنِّي"؛ لكي يلتقيَ بكاتب التاريخ ويَراه كيف يكتب أيام القهر وسنوات عمره العجاف التي تخطَّت سِني زمَن عزيز مصر، فيَظفر بعد عنَتٍ بلقاء كاتب التاريخ؛ ليقول له:

يا بني، أنا في هذا الكوخ أقبَع مِن قرونٍ خلَت، تعاقَب عليَّ مِن بعد الخلافة الراشدة المهديَّة أُمويُّون كثيرون، وعباسيُّون، وكرديُّون، وعثمانيون، ومماليك، حتى ثورتِكم في القرن الماضي، وتحوُّلِ البلاد إلى جمهورية، شاهِدٌ على تلك العصور جميعًا بأقلام الشرفاء والنبلاء، وعلى النقيض أيضًا بأقلام الكذابين المنافقين الذين قال لهم الحكام: سنُقرِّبكم منَّا وتُصبحون نُدَماءنا، فهَلمُّوا سجِّلوا صفحاتٍ مزيَّفة يَحمدها لنا القادمون، ونَغيظ بها المُعاصِرين[11].

 

وبرغم إثراء ثقافة باسل التي زادت بكلام كاتب التاريخ، فإنه ما زال ينشد التغيير لإحداث التَغيُّر الذي هو ضالته وضالةُ الكثير في قُطرِه وزمانه، فلم يجد كاتبُ التاريخ القابع في كوَّة جدار الزمن البعيد بدًّا من أن يَسوق له أمثلةً لمراحل التغير بسطوة القاهر فوق عباده؛ فيقول له: ومَن لم يقنع بما ضَرب الإله، فليَمدُد بسببٍ لأهل الإلحاد؛ لينفعوه، ولن ينفعوه بشيء إلا بعدًا عن الحق!

 

"اعلم - هذا - ما مِن أمَّة إلا ولها ميقات معلوم، ومقاديرُ ومعايير إدارة وقيادة، فمتى أخلَّت وتخلَّت ولم يَردَعْها دينٌ أو شارع، ابتُليَتْ بثلاث؛ كما أورد القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يدَيه ولا مِن خلفِه:

أولُها: الدفع والتدافُع؛ ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ﴾ [البقرة: 251].

 

وثانيها: التداول والانتقال؛ ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ [آل عمران: 140].

 

وثالثها: المفرُّ الأخير، وهو: الاستبدال والتغيير بالكلية؛ ﴿ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38].

 

والكون هذا الذي يَشتمِل علينا لا يَخلو مِن قيادةٍ - كانت - ولا يَعرف الفراغَ والهوائية، فمتى تخلَّى الكرام عن الديار والذَّودِ عنها، سكَنها الذين ظلموا أنفسهم بالضرورة، فقرَّ عينًا، ولا تخشَ مِن الثعالب دخولَها عَرين الأسد، فمتى زأَر انفضُّوا جميعًا وقامت دولة الحق.

 

وأسوق لك مثالًا بسيطًا: الهجمة المغوليَّة الوقحة على بلاد المسلمين وحضارتهم لم يستطيعوا النَّيل منها، بل بالعكس لقد أُشرِبوا الحضارة الإسلامية ودانوا لها بالولاء؛ لأنها حقٌّ وعقيدة ومنهاج حياة[12].

 

وما عاد في قلمي من مِداد أسكبه على أوراق مقالي، سوى التسليم لذي الآلاء والأفضال، والشكر له على نعمة الفتح، وعنده مفاتح كل علم.

 

فسبحانك اللهم فاطر السموات والأرض! لك سجدَت الخلائق والجمادات، آمنا بأنك الفرد الصمد، جبار السموات والأرض، تُجير ولا يُجار عليك، فاشهد بأنَّا مسلمون.



[1] أساس البلاغة للزمخشري - كتاب الشعب 112 - دار مطابع الشعب القاهرة.

[2] سلسلة كتاب العربي/ نظرات في النقد والأدب: أ/ عبدالرزاق البصير، الكتاب 28، ص 194، 195.

[3] ثلاثية الآحاد الثالثة - الألوكة - تاريخ الإضافة: 28/ 1/ 2014 ميلادي - 26/ 3/ 1435 هجري، وأيضًا بكتاب "وتمرد القلم" الصادر عن دار النيل للنشر والتوزيع المهندسين مصر، ص 167.

[4] كتاب قصص القرآن - تأليف: محمد جاد المولى، وآخَرين - الصادر عن دار الجيل، بيروت، الطبعة 13 - قصة أهل الكهف، ص 233 - 235.

[5] حكايات سلمى - شبكة الألوكة - تاريخ الإضافة: 21/ 7/ 2014 ميلادي - 23/ 9/ 1435 هجري، وأيضًا سلسلة رواد الجديدة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة - مصر - فرع دمياط الثقافي.

[6] ثلاثية "دنيا " - شبكة الألوكة - تاريخ الإضافة: 5/3/2012 ميلادي - 11/ 4/ 1433 هجري، وأيضًا كتاب "وتمرد القلم" الصادر عن دار النيل للنشر والتوزيع المهندسين مصر - 90.

[7] الأبله والمرآة - شبكة الألوكة - تاريخ الإضافة: 5/ 3/ 2012 ميلادي - 11/ 4/ 1433 هجري، وأيضًا كتاب "وتمرد القلم" الصادر عن دار النيل للنشر والتوزيع المهندسين مصر - 91.

[8] ديوان الإمام الشافعي - دار الكتب العلمية بيروت. لبنان ط1، ص 36 - جمعه وشرحه أ. نعيم زرزور - قدم له د. مفيد شيحة.

[9] ديوان الإمام الشافعي - دار الكتب العلمية بيروت. لبنان ط1، ص 26/ جمعه وشرحه أ. نعيم زرزور - قدم له د. مفيد شيحة.

[10] سلسلة اقرأ - الشيخ الرئيس "ابن سينا"، أ. عباس محمود العقاد، ص 128/ ط/ 3 دار المعارف - مصر.

[11] الكاتب الجالس القرفصاء - شبكة الألوكة - تاريخ الإضافة: 2/ 12/ 2012 ميلادي - 18/ 1/ 1434 هجري، وأيضًا كتاب "وتمرد القلم" الصادر عن دار النيل للنشر والتوزيع المهندسين مصر، ص 147، 148.

[12] الكاتب الجالس القرفصاء - شبكة الألوكة - تاريخ الإضافة: 2/ 12/ 2012 ميلادي - 18/ 1/ 1434 هجري، وأيضًا بكتاب وتمرد القلم الصادر عن دار النيل للنشر والتوزيع المهندسين مصر، ص 147، 148.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أنت بطل التغيير
  • عام التغيير (قصيدة)
  • الإرادة.. وبداية التغيير
  • الفرق بين التغير والتغيير
  • ملخص بحث: إرادة التغيير
  • بناء تفكير أدبي عربي سليم، بين عائق معرفي وعائق ثقافي

مختارات من الشبكة

  • صـلاة الكسوف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قاعدة: لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التغير الدلالي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لا ينكر تغير الأحكام الاجتهادية بتغير الأزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قانون التغير(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • قاعدة لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان (دراسة تأصيلية تطبيقية)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • تغير الفتوى بتغير الأعراف والعادات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • توطيد الأسلمة في أوساط معلمنة .. التغير مسار العقل(مقالة - موقع د. محمد بريش)
  • من أثر التغير الدلالي في الأحكام النحوية ( مصر )(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب