• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

السيف والتابوت (2) قصة قصيرة

د. أسعد بن أحمد السعود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/3/2015 ميلادي - 2/6/1436 هجري

الزيارات: 5990

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السيف والتابوت (2)


نهض من نومه فزعًا مرعوبًا، لم يُدرك الاتجاهاتِ في أول وهلة، فرَك عينيه ثم مسح وجهه بقوة ليسرع في الاستيقاظ، كان حُلمًا مزعجًا مزلزلاً، لقد غطَّ في نوم عميق لم يعهده منذ زمن طويل، وفي غير الوقت الذي اعتاده.

 

ضرَب رأسه بالعمود الحديدي المذهَّب المُنتصب بركن السرير الأيمن بقربه عدةَ ضربات خفيفة، في محاولة منه لإعادة نفسه إلى يقظتها القُصوى، ثم أعقبها ضربًا بيده على جَبينه ليصرَّ على طرد آخر ما تبقى من آثار حُلمه الراعب.

 

راحت يده تبحث عن إبريق الماء المبرَّد الممزوج بخلاصة زهر الياسمين، لم يكن الظلام وحْدَه الذي يعوقها في وصولها لمُبتغاها؛ وإنما الارتعاش الشديد الذي تمكَّن منها كذلك، ولو أنه تمهَّل قليلاً كعادته كلَّ ليلة لاستدرك واستدلَّ على ما كان يريد؛ إذ ينادي على أحد خَدَمه الخاصين، لانتَهى كل شيء في دقائق، لكن الفِطنة ظلت غائبة عنه إلى هذه الساعة.

 

كل ما أراد الوصول إليه لم يتحقَّق بتخبُّطه في ظلام لم يُسعفه بأي معونة أو تدبير، وما هيمَنَ على كِيانه أخذ يبعث فيه الخوف شيئًا فشيئًا، فبدأ يشعر أنه واقع بين مخالب وحش من الرعب لا يرحم، فالذي عاشَه لم يكن حلمًا فقط، وإنما عاضده كابوس حقيقي، لا زال جاثمًا ومهيمنًا على صدره ويقينه واعتقاده، بأن كل ما كان يَملكه ويحكم فيه وبه، قد ذهب إلى غير رجعة، وأنه أصبح وحيدًا لا حول له ولا قوة، ملقًى في مكان موحِش غريب أشبه بزنزانة مظلِمة لا يرى فيها شيئًا غيرَ الرطوبة والعفونة، مكتومة الهواء، تشرئبُّ النفس فيها حتى درجة الجفاف والإصابة بالعطش الشديد، ولم تكن ليدِه الثانية بدٌّ غير التشبُّث بعنقه، يضغط بأصابعه على حنجرته ليُساعدها على أخذ الهواء وتمريره قليلاً من ريقه لمُحاربة الجفاف الآخذ بالازدياد.

 

والذي يزيده ارتعادًا وزلزلة، صورة كل ما بناه وشيَّده من مدن وهجر ومخاليف وقرى، بما كان فيها من بشر وشجر وبهائم، وما حوت من أبنية وقلاع وأسوار، وكل ما دبَّ فيها من حياة نشطة باذخة، ماثلة أمام عينيه لا يرى غيرها، مدمرة دمارًا أصبحَت كالخرائب تسري فيها النيران والحرائق، من جانب إلى آخر، ومن طرف إلى طرف، تنهب وتأكل الأخضر منها واليابس، تتفشَّى الأمراض في إرجائها وتعفن الجثث من كل الأجناس والأشكال في الطرقات وبين الخرائب، تلاحق كل مَن بقي على قيد الحياة، حيواناتٍ كانوا أو بشرًا، وحتى الخائرة منها ظلت هائمة تبحث عن بقايا غنيمة تَفترسها وتسكت بها خوار شهية، تلفظ وتودِّع آخر ما بقي فيها من عهد لها بشيء اسمه إنساني أو وحشي.

 

وفي آخر مُحاولة لحصر ما تبقى ما كان قابلاً للكينونة في ذاته، نفض ورمى بآخر ما تبقى من ذاكرته، في زمن كان متاحًا فيه بقية من شبه حياة، لمع وانبرى نداء من بين أنقاض آماله، وبعد أن بذل جهدًا مضنيًا تجرَّأ على سؤال نفسه:

• مَن الذي فعل بملكِه كل هذا الذي رآه؟

• من هذا الذي اجتمعت فيه كل هذه القوة لمحو كل شيء في ومضة غفلة منه؟

 

• من هؤلاء الذين قضوا عشرات السنين يبنون ويُعمِّرون ويزرعون، ويروحون ويَجيئون، وقد استسلموا فجأةً للتدمير والتقتيل والتشتُّت، فتعرَّضوا للجوع والعطش، ولم يقوَ أيُّ أحد منهم للدفاع أو الذَّوْد عن الحياة التي عاشوها وعمَّروها بأيديهم؟!

 

• من أنا؟ ومَن كنت؟ وكيف أصبحت؟!

لم يخطر بباله أبدًا أن أحدًا ما سيُجيبه على تساؤلاته المترنِّحة من ظلمات جوفه، وإن لم يتلفَّظْها أو ينطقها، سيما أن آخر مَن ودَّعه وآثر الرحيل عنه، كان مدفونًا بين ملكاته التي شهد على دفنها واحدة تلو الأخرى، وفي تتابع أيام حياته الباذخة البادية، فمن هذا الذي تَملَّكته الجرأة فجأة وتمرَّد على بلادته؟

 

هو ذاك المنادي الذي يَزداد علوُّ صوته وهو قادم من الشعاب المهجورة المُقفرة، فبعث معه نفَسًا عميقًا يتحرَّر شيئًا فشيئًا، مارًّا من ظلمات جوفه المنسيَّة، ثم عبر رئتيه الخاملتين الخامدتين، ومِن ثَمَّ مرَّ مرور الفرسان المنقذين من خياشيمه، ثم زفر على أثرها زفرة أطلقت العِنان لشيء كان يَنتظره بعد أن تملَّكه يأس قاتل لا رأفة فيه أبدًا.

 

• أنا اليقين أيها اللاهي الغافل النائم! أنا اليقين المغدور فيك! أُخبرك بالمنسي في آبادك، أخبرك بالسيف الكامد تحت سريرك، سيفك المرصَّع المخبَّأ في التابوت، في سردابك الذي ظللت تنام عليه نومك العميق هذا الذي فعل بك كل ما فعل!

 

مرَّت لحظة سكون فوق كل السكون الذي كان مغمورًا به....!

لم يُمهل نفسه مرة أخرى، انقضَّ منتفضًا هائجًا من مرقده بقوة غريبة لم يعرفها أبدًا، وما هو إلا زمن قصير كان كافيًا لأن يكون قاهرًا لكل ما كان للظلمة من أشباه، ممسكًا بذاك السيف المرصَّع، كما أخبره اليقين المبعوث فيه بأحلى وأجمل الجواهر البديعة الفريدة، اشتعل بريقُها وأشرق لمعانها مع ما امتزج فيها من خيوط الضوء الخافت الخَجِل لشمعة تفانت في احتراقها، لتعلم درب الأمكنة الموحشة في هذا السرداب الموغل في القدم!

 

لم يطأه منذ صِغَره، ولا أحد غيره فعل ذلك، ولا أحد إن عرف يجرؤ على فعل ذلك، بل وقد دفن في النسيان في مواكبَ حزينة كمحطات تتتابَعُ وراء بعضها، مقهورة ذليلة، في طريق لا ينتهي!

 

جمَع كل ما بقيت فيه من قوة بأصابع يده اليمنى وشدَّ بها على مِقْبض السيف، والنشوة والحزن واليأس، كل منهم يزاحم ويصارع الآخر، في حيِّز مشوَّه المعالم، وكان يقينه الحائر يبعث بنبضاته، أشبه بالأحرف المرمَّزة، وهي تحاول أن تجد أمكنة لائقة بها.

 

حاول سلَّ النصل من غمده، فمنعته لفافة جلدية مهترئة مكمورة بالغبار، كانت مشدودة وثابتة في مكانها تحت قبضتِه الخائرة الحائرة، وسرعان ما فضَّها، وهو يتذكر ويستعيد صورة أمه وهي تُكلِّمه وتوصيه يوم كان طفلاً غضًّا متّقدًا، يراقبها وهي تقوم بلفِّ ذات اللفافة وتربطها بذات المكان من السيف، ثم تَضعه هنا مع أشياءَ أخرى، لم يعرف كنهها بعدُ، وتغلق عليه التابوت، وقد أشاعت في البلاد في حينها - وبين مَن كان بالقصر - أن مَن كان في هذا التابوت هو زوجَها، وأبا طفلِها، وصاحب كل هذا الملك، والذي لم يعرف أحد سواه وأمه أن أباه قد ذهب يومًا في حرب ولم يعد!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عناق السيف والحرف (قصيدة تفعيلة)
  • أيها السيف! (قصيدة)

مختارات من الشبكة

  • أسلحة وسيوف النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • وقفة مع حديث الرسول عليه الصلاة والسلام - الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • باروديات: مختارات من شعر رب السيف والقلم: محمود سامي البارودي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة رسالة السيف والقلم(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • وأشهد كان السيف (قصيدة)(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • مخطوطة السيف المسلول على من سب الرسول (نسخة ثالثة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة سل السيف في حال كيف(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الرد على افتراءات المرجفين حول انتشار الإسلام بحد السيف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة السيف الصقيل في عنق من يرد المطلقة ثلاثا لزوجها من غير تحليل(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • افتراءات حول انتشار الإسلام بحد السيف(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- رائع
فادي - السعودية 28-03-2015 09:20 PM

من اجمل ما قرأت لوصف حال الشباب العربي بالأوضاع الحالية منذ مئة عام حتى اليوم وصف الغفلة كان رائعا ودمجها بحب السلطة والملذات ضمنيا كان الأجمل وحالة الجبن التي أورثتها الأمهات بتربية أبنائهم في هذه الحقبة كانت في منتهى الروعة.
أرجو أن اكون قد فهمتهابشكل صحيح فهذا ما وصلني من القصة بأنها تحكي حال شبابنا اليوم عندما استيقظوا من غفلتهم على حرب ليس لهم يد فيها ولم يحسبوا لها حسابا والأهم أنهم لم يؤهلوا لها وعندما حاولوا حمل السلاح كان قديما ومهترئا ولم يستطيعوا التعامل معه لا بسبب قدمه فقط بل وبسبب عدم الأهلية النفسية والجسدية رغم أن التاريخ يسطر بطولات الأجداد التي تناسيناها.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب