• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مشية طفلة (مقطوعة شعرية)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    نواصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان القياس على
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الأدب والنماذج العالية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    نصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    أحلام على الرصيف (قصة قصيرة)
    د. محمد زكي عيادة
  •  
    هل السيف أصدق أنباء أم إنباء؟
    ماهر مصطفى عليمات
  •  
    القمر في شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي
    محمد عباس محمد عرابي
  •  
    أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ...
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    رفع الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    ظل القلق (قصة قصيرة)
    نوال محمد سعيد حدور
  •  
    تهنئة بالعيد (بطاقة)
    ماهر مصطفى عليمات
  •  
    بهجةُ العيد 1446 هـ
    الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم
  •  
    الرحيل؟
    د. وليد قصاب
  •  
    من روائع الشعر للأطفال والشباب
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    روائع الأمثال للكبار والصغار
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / من روائع الماضي
علامة باركود

موت أم

موت أم
مصطفى صادق الرافعي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/2/2015 ميلادي - 23/4/1436 هجري

الزيارات: 13902

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

موت أم


رجعت من الجِنازة بعد أن غبرت قدمي ساعةً في الطريق التي ترابها تراب وأشعة، وكانت في النعش لؤلؤة آدمية محطَّمة، هي زوجة صديق طحطحتها[1] الأمراض، ففرَّقتْها بين علل الموت، وكان قلبُها يحييها فأخذ يهلكُها، حتى إذا دنا أن يقضي عليها رَحِمَها اللهُ فقضى فيها قضاءَه، ومن ذا الذي مات له مريض بالقلب ولم يرَه من قلبه في علته كالعصفورة التي تهتلك تحت عيني ثعبان سلَّط عليها سموم عينيه؟!


كانت المسكينة في الخامسة والعشرين من سنِّها، أما قلبُها ففي الثمانين أو فوق ذلك، هي في سنِّ الشباب، وهو متهدِّم في سن الموت.


وكانت فاضلة تقيةً صالحة، لم تتعلَّمْ ولكن علمها التقوى والفضيلة، وأكمل النساء عندي ليست هي التي ملأت عينَيْها من الكتب، فهي تنظر إلى الحياة نظرات تحلُّ مشاكل، وتخلق مشاكل، ولكنها تلك التي تنظر إلى الدنيا بعين متلألئة بنور الإيمان، تقرُّ في كل شيء معناه السماوي، فتؤمن بأحزانها وأفراحها معًا، وتأخذ ما تعطى من يد خالقها رحمةً معروفة أو رحمة مجهولة، هذه عندي تسمَّى امرأةً، ومعناها: المعبد القدسي، وتكون الزوجة، ومعناها: القوة المسعدة، وتصير الأم، ومعناها: التكملة الإلهية لصغارها وزوجها ونفسها.


ومهما تبلغ المرأة من العلم، فالرجل أعظم منها بأنه رجل، ولكن المرأة حق المرأة، هي تلك التي خُلِقتْ لتكون للرجل مادة الفضيلة والصبر والإيمان، فتكون له وحيًا وإلهامًا وعزاء وقوة؛ أي: زيادة في سروره، ونقصًا من آلامه.


ولن تكون المرأة في الحياة أعظم من الرجل إلا بشيء واحد، هو: صفاتُها التي تجعل رجلَها أعظم منها.


ومشيتُ من البيت الذي ألبستْه الميتةُ معنى القبر، إلى القبر الذي ألبس الميتةَ معنى البيت، وأنا منذ مشيت في جنازة أمي - رحمها الله - لا أسير في هذه الطريق مع الأحياء، ولكن مع الموتى، فأتبع من الميت صديقًا ليس رجلاً ولا امرأة؛ لأنه من غير هذه الدنيا، وأمشي في ساعة ليست ستين دقيقة؛ لأنها خرجت من الزمن، ولا أرى الطريق من طرق الحياة؛ لأنني في صحبة ميت، وتصبح للأرض في رأيي جغرافية أخرى، عَمِيَ الناس عنها؛ لشدة وضوحها، كالألوهية خفيت من شدة ما ظهرت.


يقولون: إن ثلاثة أرباع الأرض يغمرها البحر، أما أنا فأرى في تلك الساعة أن ثلاثة أرباع الأرض لا يغمرها البحر الذي وصفوا، ولكن خضم آخر زخَّار[2] متضرب، هو ذلك البحر الترابي العظيم المسمى "المقبرة".


يقولون: إن الحياة هي... هي ماذا - ويحكم - أيها المغرورون؟ أفلا ترون هذه الصلة الدائمة بين بطن الأم وبطن الأرض؟


لعمري كيف تجعل هذه الحياة للناس قلوبًا مع قلوبهم، فيحس المرء بقلب، ويعمل بقلب آخر؛ يعتقد ضرر الكذب ويكذب، ويعرف معرَّة الإثم ويأثم، ويوقن بعاقبة الخيانة ثم يخون؛ ويمضي في العمر منتهيًا إلى ربه، ما في ذلك شك، ولكنه في الطريق لا يعمل إلا عمل من قد فرَّ من ربه.


هبت الريح في السحر على روضة غنَّاء فطابت لها، فعقدت عقدتها أن تتخذ لها بيتًا في ذلك المكان الطيب لتقيم فيه، يا لها حكمةً من التدبير! تزعم الريح الإقامة على حين كل وجودها هو لحظة مرورها، وتحلم بالقرار في البيت، وهي لا تملك بطبيعتها أن تقف.


يا لها حكمةً سامية، لا يسكنها من المعنى إلا أسخف ما في الحُمْقِ!

همد الحي وانطفأت عيناه، ولكنه تحرَّك في تاريخه مما ضيَّق على نفسه أو وسَّع، وأصبح ينظر بعينٍ من عمله إما مبصرةٍ أو كالعمياء؛ فلو تكلَّم يصف الحياة الدنيا لقال: "إن هذه النجوم على الأرض مصابيح مأتم أقيم بليل"، وما أعجب أن يجلس أهل المأتم في المأتم ليضحكوا ويلعبوا!


ولو نطق الموتى لقالوا: أيها الأحياء، إن هذا الحاضر الذي يمرُّ فيكون ماضيكم في الدنيا، هو بعينه الذي يكون مستقبلَكم في الآخرة، لا تزيدون فيه ولا تنقصون.


وإن الدنيا تبدأ عندكم من الأعلى إلى الأدنى، من العظماء إلى الفقراء، ولكنها تنقلب في الآخرة فتبدأ من الفقراء إلى العظماء؛ وأنتم ترسمونها بخطوط المطامع والحظوظ، ويرسمها الله بخطوط الحرمان والمجاهدة، إن التام على الأرض مَن تمَّ بمتاعها ولذاتها، ولكن التام في السماء من تمَّ بنفسه وحدها.


يا أسفًا! لن يقول الميت للحي شيئًا، ومَن يدري؟ لعلنا ونحن نلحدُ للموتى وننزلهم في قبورهم، يرون بأرواحهم الخالدة أننا نحن موتاهم المساكين، وأننا مدفونون في القبر الذي يسمونه "الكرة الأرضية"، وهل الكرة الأرضية من اللانهاية إلا حفرةٌ برِجْل نملةٍ لتُدفَن فيها نملة؟


الحياة! أتريد أن تعرفها على حقيقتها؟ هي المبهمات الكثيرة التي ليس لها في الآخر إلا تفسير واحد: حلال أو حرام.


ورجعنا مع الصديق إلى بيته، وله خمسةُ أطفال صغار، لو أنهم هم الذين انتُزعوا من أمهم، لترك كلُّ واحد على قلبها مثلَ المكواة المحمَّى عليها في النار إلى أن تحمر، ولكن أمهم هي التي نُزعِتْ منهم، فكان بقاؤهم في الحياة تخفيفًا لسكرة الموت عليها.


وغشيتها الغشية فماتت وهي تضحك؛ إذ تراهم نائمين تحت جناح الرحمة الإلهية الممدود، وقالت: إنها تسمع أحلامهم، وكانوا هم عقلَها في ساعة الموت!


تبارك الذي جعل في قلب الأم دنيا من خلقه هو، ودنيا من خلق أولادها!

تبارك الذي أثاب الأم ثوابَ ما تعاني، فجعل فرحَها صورة كبيرة من فرح صغارها!


وجاء أكبر الأطفال الخمسة، وكأنه ثمانية أرطال من الحياة، لا ثمانية أعوام من العمر؛ جاء إلينا كما يجيء الفزع لقلوب مطمئنة، إذ كان في عينيه الباكيتين معنى فقدِ الأمِّ!


وطغتْ عليه الدموع، فتناول منديلَه ومسحَها بيده الصغيرة، ولكن روحَه اليتيمة تأبى إلا أن ترسم بهذه الدموع على وجهه معاني يُتْمِها!


وظهر الانكسار في وجهه! يعبِّر ببلاغة أنه قد أحسَّ حقيقةَ ضعفِه وطفولته بإزاء المصيبة التي نزلت به، وجلس مستسلمًا، تترجم هيئتُه معاني هذه الكلمة: رفقًا بي!


ثم تطير من عينيه نظرات في الهواء، كأنما يحسُّ أن أمه حوله في الجو ولكنه لا يراها!


ثم يرخي عينيه في إغماضة خفيفة، كأنما يرجو أن يرى أمه في طويته!


ولا يصدق أنها ماتتْ؛ فإن صوتها حيٌّ في أذنيه لا يزال يسمعه من أمس!


ثم يعود إلى وجهه الانكسارُ والاستسلام! ويتململ في مجلسه، فينطق جسمه كله بهذه الكلمة: "يا أمي!".


أحس - ولا ريب - أنه قد ضاع في الوجود؛ لأن الوجود كان أمه.


ولمس خشونةَ الدنيا منذ الساعة، بعد أن فقد الصدرَ الذي فيه - وحده - لين الحياة؛ لأن فيه قلبَ أمه وروحها.


وشعر بالذل ينساب إلى قلبه الصغير؛ لأن تلك التي كان يملك فيها حق الرحمة قد أُخِذَتْ منه، وتركتْه بلا حقٍّ في أحد؛ وليس لأحد أُمَّان!


ولبستْه المسكنة؛ لأن له شيئًا عزيزًا أصبح وراء الزمان، فلن يصل إليه!


ولبستْه المسكنة؛ لأنه صار وحده في المكان، كما هو وحده في الزمان!


وارتسم على وجهه التعجب، كأنه يسأل نفسه: "إذا لم تكن أمي هنا، فلماذا أنا هنا؟".


ثم تغرغرت عيناه فيُخرِجُ منديلَه ويمسح دمعه بيده الصغيرة، ولكن روحه اليتيمة تأبى إلا أن ترسم بهذه الدموع على وجهه معاني يتمِها!


ونهض الصغير ولم ينطق بذات شفة؛ نهضَ يحملُ رجولتَه التي بدأت منذ الساعة!


انتهتْ أيها الطفل المسكين أيامُك من الأم! فهذه الأيام السعيدة التي كنت تعرف الغد فيها قبل أن يأتي، معرفَتَك أمس الذي مضى؛ إذ يأتي الغد ومعك أمك!


وبدأتْ أيها الطفل المسكين أيامُك من الزمن، وسيأتي كل غد محجبًا مرهوبًا؛ إذ يأتي لك وحدك، ويأتي وأنت وحدك!


الأم... يا إلهي! أي صغير على الأرض يجد كفايته من الروح إلا في الأم؟

 

المصدر: (وحي القلم) 2/ 141، ط العصرية صيدا - بيروت.



[1] طحطحتها: أنهكتها.

[2] زخَّار: مليء بالحركة والضجة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • موتي رزية
  • وفاء لا يموت
  • مـوت الإمام
  • ذات موت ( قصة )
  • خطبة: الابتلاء بموت الحبيب

مختارات من الشبكة

  • كلمات موجعة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موت المؤمن وموت الفاجر(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الموت في ديوان "تسألني ليلى" للشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • موتوا تعيشوا(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • حديث: يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قلق الموت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذكر الموت وتمنيه(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • للموت معان كثيرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سكرة الموت وحسرة الفوت(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/1/1447هـ - الساعة: 21:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب