• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

حياة محمود سامي البارودي

حياة محمود سامي البارودي
د. إيمان بقاعي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/6/2014 ميلادي - 4/8/1435 هجري

الزيارات: 66598

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حياة محمود سامي البارودي

1938م - 1904م

 

مدخل

انتهت دولة سلاطين الشّراكسة مع انتهاء حكم الملك الأشرف طومان باي (92 - 923هـ أو 1517 - 1517م) الّذي خلف السّلطان الغوري السّاقط قتيلاً تحت أرجل الخيل في 5 رجب سنة 932هـ"[1] في مرج دابق - بالقرب من حلب - حيث اشتبك السّلطان العثماني سليم بن بايزيد وجيشه مع الغوري وجيشه، فكانت النّتيجة مقتل السّلطان المسالم في الحرب على يد العثمانيين. كذلك كانت نهاية الملك الأشرف طومان باي على يد السّلطان سليم ذاته الّذي أمر بشنقه في (19 ربيع الأول سنة 923هـ - 1517م) بعد أن اقتحم القاهرة وأنزل بها الخراب والدَّمار[2].

 

نقل الحكم العثماني عاصمة الخلافة مِن القاهرة إلى الآستانة تاركًا في مصر نظام الباشوات والبكوات وشيوخ البلد، وكان معظم البكوات مِن الشّراكسة الّذين حاولوا الاستئثار بالحكم، لكن أعداءهم من الأتراك تمكنوا مِن دعوتهم إلى القلعة وقتلهم[3]. وهذا ما فعله أيضًا محمد علي باشا الّذي ولي على مصر سنة (1220هـ - 1805م)[4] في مذبحة القلعة سنة (1224هـ - 1811م)[5] إذ قتل أكثر الشّراكسة و"وزع محمد علي باشا نساء القتلى على رجاله، بينما هرب مَن بقي إلى بلدة دنقلة جنوبي السُّودان[6]، هذا إذا لم نغفل أيضًا عمَّا حدث للشَّراكسة أثناء حملة نابليون على مصر والّتي قامت أثناءها حرب قاسية انتصر فيها سلاح الفرنسيين أيضًا.

 

أما حال الشّراكسة بعد مذبحة القلعة، فقد هاجر إلى مصر عدد قليل ممن فرَّ مِن وجه الرّوس عام (1869هـ - 1875م) إذ رحب بهم إسماعيل وانخرط بعضهم في صفوف الجيش.

 

كذلك في عهد الخديوي توفيق ضم الجيش عددًا مِن الشّراكسة ذوي المراتب الرَّفيعة[7]، ومنهم محمود سامي البارودي.

 

لكن الشّراكسة عادوا ليُنَكَّل بهم حين قرر الضّباط المصريون التَّخلص مِن "الحزب الشّركسي" بإحالة أفراد هذا الحزب إلى التّقاعد أو نفيهم إلى السّودان أو إيداعهم سجن قشلاق - قصر النّيل لمحاكمتهم ثم نفيهم بأمر مِن الخديوي إسماعيل عام (1882)[8].

 

وكان عرابي باشا الّذي قرر هذا التَّغيير في الجيش واحدًا مِن المنفيين خارج مصر مع البارودي الشّركسي - المصري. ولا بد من الإشارة إلى أن الشّراكسة شاركوا في الحركات الوطنية المصرية كما في الثَّورة العربية وشاركوا في ساحات القتال والفتوح والسِّياسة والإدارة[9].

 

كما ظهر منهم أسماء أدبية لامعة كالبارودي وأحمد محرم والشّاعر إسماعيل صبري والشّاعر عزيز أباظة، والشّاعر الأديب علي الجارم وولي الدّين يكن، وأحمد ذو الفقار الكاشف وفكري أباظة وثروة أباظة والدّسوقي أباظة ويوسف السّباعي ومحمد فريد وجدي ومحمد طاهر لاشين وإسماعيل مظهر ويحيى حقي والمؤرخ السِّياسي أحمد رمزي بك جانبك والصَّحافي صلاح الدّين وهبي ومحمد السِّباعي والأديب راسم رشدي صاحب كتاب (مصر والشّراكسة) و(شركسي يتحدث عن قومه)[10] و(قصة جان)[11]؛ وقد اخترت البارودي نموذجًا؛ لأنه كان متمسكًا بشركسيته تمسكه بمصريته إذ جمع الاثنين في نموذج فريد مميز.

 

أ- حياته:

شغل البارودي النّاس كما شغلهم المتنبي؛ فقد ولد محمود سامي البارودي بمصر لأبوين من الشّراكسة في السَّابع والعشرين من شهر رجب سنة 1255هـ - 1839 ميلادية. وكان أبوه (حسن حسني بك) مِن أمراء المدفعية، ثم صار مديرًا لبربر ودنقلة في عهد المغفور له محمد علي (باشا) والي مصر. وكان عبد الله (بك) الشّركسي جده لأبيه. أما لقبه: "البارودي"، فنسبة إلى بلدة (إيتاي البارود) إحدى بلاد مديرية البحيرة، وذلك أن أحد أجداده الأمير مراد البارودي بن يوسف شاويش كان ملتزمًا لها، وكان كل ملتزم ينسب في ذلك العهد إلى التزامه.

 

وكان أجداد البارودي يرقون بنسبهم إلى حكام مصر مِن المماليك، وكان الشّاعر شديد الاعتداد بهذا النّسب في شعره وفي كل أعماله، فكان له فيه أثر قوي في جميع أدوار حياته وفي المصير الّذي انتهى إليه. وقد توفي والده بدنقلة وهو في السَّابعة من عمره فحُرم مِن العطف الأبوي منذ نعومة أظفاره، فكفله بعض أهله وضمّوه إليهم فتلقّى في بيتهم دراسته الأولى من الثّامنة حتى الثّانية عشرة من عمره، ثمَّ التحق بالمدرسة الحربية وقتَ كانت الجندية مظهر السِّيادة والعزة، ومِن ثمَّ كان لزامًا على أبناء هذه الطّبقة أن يتعلموا فنونها لينهضوا بالمناصب الرئيسة للدولة عندما كانت مصر في أوج النّشاط الّذي بثَّهُ فيها محمد علي، والّذي كان الجيش أسّه وقوامه.

 

بيد أن البارودي خرج مِن المدرسة الحربية في أخريات سنة 1271 هـ - 1854م وهو في السّادسة عشرة مِن عمره. ولسوء حظّه وحُسْنِ حظِّ الأدب، كانت ولاية مصر وقتها قد آلت إلى عباس الأول ثم سعيد. وكان عباس قد عدل عن الخطة التي بدأها محمد علي حين رأى الدّولة العثمانية تنظر إلى جيش مصر بعين الرّيبة والقلق، فتعطّلت النَّهضة التي كانت متّصلة بالجيش في الصّناعة والتّعليم، وبدأ يخيّم جو مِن الركود على مصر، فَسُرح الجيش، وأقفرت ميادين القتال مِن ألوية مصر، وقسر هو وأمثاله مِن رجال السّيف على عيش الخمول والدّعة فغادر شابًّا إلى الآستانة - عاصمة الدّولة آنذاك - والتحق بوزارة الخارجية وتكلم التركية والفارسية وقال شعرًا بهما. وعاد شاعرنا في الرّابعة والعشرين من عمره سنة 1279هـ - 1863م مع إسماعيل باشا[12] الّذي كان في زيارة شكر للآستانة، والّذي توسم في الشَّاب النَّجابة والطّموح، فألحقه بحاشيته أثناء مقامه بدار الخلافة ثم أعاده معه إلى مصر حيث عاش النّهضة وشارك فيها ونال المراتب العالية، فعين مديرًا للشَّرقية، فمحافظًا للعاصمة بعد أن كوفئ على مشاركته الفعالة أثناء حرب روسيا سنة 1294هـ - 1878م ضد تركيا برتبة أمير اللواء وبنيشان الشّرف (الميداليا)، وبالوسام المجيدي من الدّرجة الثّالثة[13]. بعد ذلك تولى توفيق[14] الحكم فتولى البارودي وزارة الأوقاف وأصلح فيها ما وسعه الإصلاح، فوزارة الحربية، فرئاسة الوزارة، وحدث جفاء بين حركة الضّباط بقيادة عرابي وبين الخديوي فقاد البارودي الثورة ضد الخديوي شعرًا ودعا إليها جهارًا واقفًا مع الشّعب لا الحُكمِ:

أرى أرؤسًا قد أينعَتْ لِحصادِها
فأينَ ولا أينَ السّيوفُ القَواطعُ؟
فكونوا حصيدًا خامِدينَ أو افزعوا
إلى الحربِ حتَّى يدفعَ الضَّيمَ دافعُ

 

لكن دعوته فشلت إذ فشلت الثَّورة الّتي قادها ضد الفساد وتدخل إنكلترا وفرنسا السّافر في شؤون الوطن. فشلت الثورة، وانهزم العرابيون[15]، وعاد محمود سامي البارودي بالصَّدى:

أهبْتُ فعادَ الصَّوتُ لم يقضِ حاجةً
إليَّ ولبَّاني الصَّدى وهو طائعُ
فلمْ أدرِ أنَ اللهَ صوَّرَ قبلَكمْ
تماثيلَ لم يُخلَقْ لهنَّ مسامعُ[16]

 

أكلت الثّورة أبناءها إذ تخاذل الثّوار وتفرقوا وجبنوا عند المواجهة الحقيقية، فإذا بالبارودي يستلّ قلمه ويعرّض برؤساء الجند الّذين تخاذلوا في الثَّورةِ العرابية بعد أن اتّجهوا إلى إقامةِ بعض الاستحكاماتِ وخطوط الدّفاع في الميدان الشّرقي في التّل الكبير والصّالحية ونقط أخرى بعد أن سقطت الاسكندرية في قبضة الاحتلال الإنكليزي. وكان البارودي وقتها يقود قوات غير نظامية في مواقع الصّالحية، ثم استدعيَ للمشاركةِ في موقعة (القصّاصين) بتاريخ: 28 أغسطس سنة 1882، فضلَّ الطريقَ وتأخر عن موعده، لكن العدوّ فاجأهُ بنيران مدافعه، فتخاذل الجند وجدّوا في الفرار، ولقي الأمرّين من الخيانةِ والجهل والجبن. وكانت له في السّياسة والحرب خطط وآراء لم يؤخذ بها[17]، فقال في قصيدته التي مطلعها:

لأيِّ خليلٍ في الزَّمانِ أرافِقُ
وأكثرُ مَن لاقيْتُ خِبٌّ منافِقُ

 

ثم يقول فيهم:

ظننْتُ بهم خيرًا فأبْتُ بحسرةٍ
لها شجنٌ بين الجوانحِ لاصِقُ
فيا ليتني راجعْتُ حِلمي ولم أكنْ
زعيمًا وعاقَتْني لذاكَ العوائقُ
ويا ليتني أصبحْتُ في رأسِ شاهقٍ
ولم أرَ ما آلَتْ إليه الوثائقُ
أُسودٌ لدى الأبياتِ بينَ نسائهم
ولكنّهم عندَ الهِياجِ نَقانِقُ[18]
إذا المرءُ لم ينهضْ بقائمِ سيفِهِ
فياليتَ شِعري كيفَ تُحمى الحقائقُ؟[19]

 

لكنه - وهو الوفي سجية - ظل إلى نهاية الطَّريق مع الثُّوار، فنفي معهم إلى سَرَنْديب، ولديه سبب مشرِّف هو الدِّفاع عن الدّين والوطن، وإن كانت النّتائج سلبية وكانَ المشاركون سلبيين. يقول من قصيدة مطلعها:

لكلِّ دمعٍ مِن مقلةٍ سببُ
وكيفَ يملكُ دمعَ العينِ مكتئبُ؟
لم أقترفْ زلَّةً تقضي عليَّ بما
أصبحْتُ فيه، فماذا الويلُ والحَرَبُ؟
فهلْ دِفاعي عن ديني وعَنْ وطني
ذنْبٌ أُدانُ به ظلمًا وأغتربُ؟
فلا يَظُنَّ بيَ الحسّادُ مَندمةً
فإنني صابرٌ في اللهِ مُحتسِبُ
أَثْريْتُ مجدًا فلم أعبأْ بما سلَبَتْ
أيدي الحوادثِ منّي فَهْوَ مُكتَسَبُ
لا يُخفِضُ البؤسُ نفسًا وهي عاليةٌ
ولا يُشيدُ بذكْرِ الخاملِ النَّشَبُ[20]

 

وتطلق الأقلام في "حملة تشهير" على زعماء الثّورة فتشوه سمعتهم وتلصق بهم التُهم وتبث الشُّبهات في نفوس الشّعب حول صلتهم بالثّورة وتعزوها إلى "مآرب شخصية ومنافع ذاتية"[21]، فيتَّهم شاعرنا بخلع توفيق ليحل محله، فيصرخ نافيًا التّهمة مِن سَرَنْديب المنفى:

يقول أناسٌ إنني ثرثُ خالعًا
وتلكَ هنات لم تكن مِن خلائقي

 

يستنكر شاعرنا التّهمة، وإن كان هو "أول مَن فكر في قلب نظام الحكم في مصر إلى جمهورية مستقلة عن تركيا"[22] لتكون جمهورية حيادية كسويسرا، مؤمنًا بأن ذلك أفضل أنواع الحكم في بلد كمصر، فأصبحت الفكرة عقيدة يدعو لها وأملاً يكرس حياته من أجله يحققه قبل أن يموت، ما يعني أن ذلك الأمل لم يكن الوثوب إلى العرش كما ادّعت حملات التَّشهير"[23]. ولعل هذه الفكرة أسيء فهمها وفُسرت تمامًا كما فُسرت غايات الثَّورة وأحلام رجالاتها:

ولكنَّني ناديْتُ بالعدلِ طالبًا
رضا اللهِ واستنهضْتُ أهلَ الحقائقِ
فإن ْكان عصيانًا قيامي فإنَّني
أردْتُ بعصياني إِطاعةَ خالقي[24]

 

تحمّل البارودي ذلك حتى وصل إلى مرحلة مِن الإرهاق والتَّعب. وبعد سبعة عشر عامًا مِن النَّفي، عاد إلى أرض الوطن الّذي برحه الشَّوق إليه بعد أن استجاب الخديوي (عباس حلمي الثّاني) لرجاء الرّاجين وإلحافِ الملحفين، فعفا عن البارودي ثم عمَّن بقي على قيد الحياة من رفاقه في المنفى سنة 1889. وحينما أطلّ البارودي على ربوع وطنه نظم هذه الرّائية الخالدة، فكانت أنشودة العودة التي تغنى بها النَّاس، وبخاصة أهل العلم والفكر والأدب في مصر والبلاد العربية، وطرب لها الجيل الجديد الّذي روى شعر البارودي وتأدّب بأدبه، ولم يسعد إلا برؤيته بعد عودته[25]:

أبابلُ رأيَ العينِ أم هذه مصرُ؟
فإنِّي أرى فيها عيونًا هي السِّحرُ[26]

 

عاد الثَّائر مرفوع الرَّأس، شبه زائل البصر، مشعَّ البصيرة، ودَّع وطنه بحرقة وعاد إليه بحرقة.



[1] راسم رشدي، ع. س، 96.

[2] نفسه، ص106. ويعزو نقولا زيادة سبب هزيمة الغوري ومن بعده طومان باي إلى اعتماد الجند العثماني الأسلحة النارية إذ كانت تحرسهم المدافع في الميدان والمعركة وكانت هذه المدافع تحمي تقدم الجيش بينما كان جيش الشّراكسة غير كفؤ لآلات النّار في المعركتين .كما أن الغوري كان مشغولاً بمحاربة الأسطول البرتغالي بجنوده وأساطيله حين هاجمت سورية ومصر الجيوش العثمانية. ويرى أن الانتصار العثماني كان انتصارًا للأساليب القتالية والأسلحة الجديدة الّتي لم ينتبه الشّراكسة إلى معنى التغيير الّذي نشأ عن استعمالها في المعركة بالنّسبة إلى الجند، فانهزموا رغم بسالتهم وشجاعتهم [نقولا زيادة، ع. س، ص61 - 62].

[3] راسم رشدي، ع. س، ص141 - 106.

[4] نفسه، ص197.

[5] انظر: أحمد عبد الجعظي حجازي، (مذبحة القلعة) من ديوان (مدينة بلا قلب)، (القاهرة: الكاتب العربي للطباعة والنشر، ط2: 1968).

[6] نفسه، ص206.

[7] نفسه، ص208.

[8] راسم رشدي، ع.س، ص210 - 211.

[9] فيصل موسى حبطوش: الشّراكسة في مصر عهد محمد علي باشا الكبير، (عمان: الإخاء، أيلول 1991)، ع: 35، ص26 - 27.

[10] راسم رشدي، شركسي يتحدث عن قومه، القاهرة، 1947.

[11] نفسه، ص28 - 29.

[12] كان الخديوي إسماعيل قد عقد العزم على أن يعيد لمصر سيرتها في عهد جده محمد علي، أي يجب أن يكون لها جيش قوي وأعلام خفاقة، ويجب أن تعود إلى نهضتها في العلم والصّناعة. وقد دامت سنوات حكمه اثنتي عشر سنة نهضت بها مصر نهضة هي أدنى إلى الثورة منها إلى النشاط، ففتحت المدارس ومدت السكك الحديدية وعم النشاط "المعمر" أنحاء الدّولة. وفي عهد الخديوي إسماعيل وبعده عاد إلى مصر عدد قليل من الشّراكسة الّذين فروا من وجه الرّوس (1869ه - 1875م) وكان إسماعيل يرحب بالمهاجرين من جميع الأجناس لتنشيط حركة العمران في مصر، وانخرط بعضهم في صفوف الجيش [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص208]. بيد أن أمور مصر ساءت في أخريات عهد إسماعيل واضطربت اضطرابًا كبيرًا وناء الفلاحون بالضرائب الفادحة العديدة. [عمر الدسوقي: في الأدب الحديث (بيروت: دار الفكر، ط8: 1973) ص217]، وكانت انجلترا وفرنسا تدفعان الحوادث نحو التأزم بالتدخل المباشر إذ فرضتا على مصر وزارة فيها وزيران أوروبيان، واشتطت الوزارة في الضرائب، وقررت فصل عدد كبير من الضباط وتدهورت الأمور حتى أقيل عباس وجاء بعده ابنه توفيق. [نفسه، ص218 - 219].

[13] ديوان البارودي (محمود سامي البارودي باشا) 1 - 4، بيروت، دار العودة، حققه وضبطه وشرحه: علي الجارم ومحمد شفيق معروف، ط: 1992، تقديم الديوان، بتصرف.

[14] كان الجيش المصري في عهد الخديوي توفيق يضم عددًا من الشّراكسة، وقد استطاع هؤلاء - لبسالتهم وغريزتهم العسكرية - بلوغ المراتب الرفيعة في الجيش مما أثار حفيظة إخوانهم المصريين. وفي عهد وزارة رياض باشا، اتّهم وزير الحربية: عثمان رفقي باشا - وهو ضابط شركسي - بالتّعصب لأبناء جنسه، فاجتمع بعض الضباط المصريين - ومن بينهم أحمد سامي عرابي باشا - لمناوأة الشّراكسة طالبين عزل عثمان رفقي، فعزل وعين بدله محمود سامي البارودي وزيرًا للحربية، لكنه عاد فاعتزل إثر خلافه مع الخديوي، فقامت حركة الضباط ثانية تطالب بعزل الوزارة بأكملها، فعزلت وعين البارودي رئيسًا للوزارة وعين عرابي وزيرًا للحربية، فرقى الأخير عددًا من الضباط المصريين وقرر التخلص ممن سماهم: "الحزب الشّركسي"، فأحال 600 ضابطًا شركسيًّا إلى المعاش ونفى الباقين إلى السودان، وأمر بالقبض على 48 ضابطًا بينهم عثمان رفقي باشا وأودعهم سجن قشلاق قصر النيل، ثم نفاهم إلى السودان مِن دون محاكمة. وازدادت الهوة بين الخديوي والعرابيين إلى أن أطلق الأسطول الإنجليزي مدافعه على الاسكندرية، ودخلت قواته القاهرة في 15 سبتمبر1882، فقبضت على عرابي باشا وبعض الزّعماء - ومنهم البارودي - ونفوا إلى سَرَنْديب. [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص208 - 211].

[15] بخيانة قادتهم وتخاذلهم أمثال الأميرالاي علي عنفي وعبد الرحمن حسن قائد السواري وراغب راشدن وخيانة سعود الطحاوي وتضليله للجيوش المصرية، ثم استسلام القائد محمود همي أحد قادة الجيوش العرابية المصرية المهيمن بينما صمد الشّراكسة أمثال البارودي وراشد حسني الّذي أحرز بعض الانتصارات العسكرية إلا أنه جرح وأدخل المستشفى. وقد حوكم زعماء الحركة وعلى رأسهم عرابي والبارودي الّذي صودرت أملاكه. ورغم انخراط العديد من الشّراكسة من قادة وضباط في حركة العرابيين، ورغم دعم المدنيين الشّراكسة أيضًا من منطلق التفاني في الإخلاص للوطن، إلا أن دعوات إلى قتل الشّراكسة في مصر قد ارتفعت ناعتة إياهم بالأجانب مما أثار استياء الكثيرين من الشّباب المثقف من الشّراكسة والأتراك فتركوا أرض مصر وهاجروا إلى مناطق أخرى علمًا بأن أكثر شراكسة مصر - في ذلك الوقت - كانت لهم جذور موغلة في تاريخ مصر ممتد إلى مئات السّنين، وقد روتها تضحياتهم الكبيرة بالأرواح والدماء والأموال. [انظر: الإخاء - العدد35 - أيلول 1995].

[16] الديوان، ص319.

[17] انظر هامش الصفحة 376 ففيها مناسبة القصيدة.

[18] النّقانق: جمع نقنق،وهو الظّليم، أي ذكَرُ النّعامِ، ويُضرَب به المثلُ في الجبنِ وسرعةِ الفرار.

[19] الديوان، ص378.

[20] نفسه، ص74.

[21] علي محمد الحديدي: محمود سامي البارودي، سلسلة أعلام العرب: 65 (القاهرة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، 1967)، ص157.

[22] وهو حلم شركسي قديم راود الشّراكسة منذ احتلال العثمانيين لمصر [انظر: راسم رشدي، ع.س، ص141 - 171].

[23] علي محمد الحديدي، ع. س، ص159.

[24] الديوان، ص387.

[25] الديوان، ص 270، مناسبة القصيدة في الهامش.

[26] الديوان، ص27.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أقوال البارودي
  • محمود سامي البارودي والشعر (1)
  • محمود سامي البارودي والشعر (2)
  • محمود سامي البارودي في شعره (1)
  • محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع (1)
  • التحسر على أيام الشباب - البارودي

مختارات من الشبكة

  • باروديات: مختارات من شعر رب السيف والقلم: محمود سامي البارودي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محمود سامي البارودي والقصة الشعرية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • محمود سامي البارودي .. مصر بين الحنين والوجع (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • محمود سامي البارودي في شعره (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف نحيا ألف حياة وحياة؟(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • والحياة حياة (قصيدة عمودية)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أبناء عبدالله بن عمر العدوي حياتهم وأثرهم في الحياة الاجتماعية والعلمية في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حياة الصادقين حياة طيبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حياة محمد صلى الله عليه وسلم وصناعة الحياة (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب