• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد
علامة باركود

القول البديع في علم البديع (4/8)

د. محمد بن علي الصامل

المصدر: مجلة الدرعية العدد السابع عشر
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/6/2009 ميلادي - 7/7/1430 هجري

الزيارات: 25022

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القول البديع في علم البديع (4/8)
للعلامة الشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي (1033هـ)

باب الاحتباك[1]

وهو أن تَحْذِفَ من الأوَّل ما أثبتَّ نظيره في الثاني ومنَ الثَّاني ما أثبتَّ نظيرَه في الأوَّل؛ كقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ}[2]، حذَف عليهم لإثْبات نظيرِه وهو عليْهِنَّ، وحذف لهُم الإثبات نظيره وهو لهنَّ، وقوله: {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ}[3]، حذَف من الأوَّل مؤمنة نظير كافِرة في الثَّاني، ومن الثَّاني تُقاتل في سبيل الشَّيطان نظير في سبيل الله.

ونحو:

وَإِنِّي  لَتَعْرُونِي   لِذِكْرَاكِ   هِزَّةٌ        كَمَا انْتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّلَهُ القَطْرُ[4]
 

حذَف من الأوَّل انتِفاضة، ومن الثَّاني هزَّة.


باب الاكتفاء

عَرَّفه ابنُ رشيق[5]: هو أنْ يدُلَّ موْجود الكلام على محذوفِه[6]، و هو ما دلَّ عليْه بدلالةٍ لفظيَّة، وهو نوع من الإيجاز، لكنَّه أخصُّ منه؛ إذِ الإيجاز ما دلَّ عليه بدلالةٍ إمَّا لفظيَّة، نحو: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}[7]؛ أي: صالحةٍ بدليل (أن أعيبَها)، وأنَّه قرئ[8] كذلك، أو عقليَّة نحو: {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ}[9]؛ أي: أهلها؛ لامتِناع توجُّه السُّؤال لها عقلاً، فكلُّ اكتِفاء إيجازٌ ولا عكْس، وقيل[10]: إنَّهما متَّحدان، وعلى تسليمِه فالإيجاز من مباحث عِلم المعاني، والاكتِفاء من مقولات فنِّ البديع، ولا يعترض على أهل فنٍّ باصطِلاح غيرِهم، فمن الاكتِفاء قولُه تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ}[11]؛ أي: والبرد حذفه اكتِفاءً، وقوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى}[12]؛ أي: لكان هذا القرآن، وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[13]؛ أي: أعْرَضوا، وقوله: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}[14]، أي: فأرسلوني إلى يوسف لأسْتَعْبِره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه فقال: أيُّها الصديق، وحديث [7أ/7ب] البخاري[15] عن نافع[16] عن ابنِ عمر[17]: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[18] قال يأتيها في...، قال الزركشي[19]: كذا[20] الرواية، وكأنَّه أسْقَط الباقي وهو الدُّبر لاستِنْكاره، ومِن الغريب أنَّ عُلماء البديع[21] مثَّلوا لِلاكتِفاء الَّذي هو من مَحاسن الكلام بما منع بعضَه جماهيرُ[22] النُّحاة، كحذْف الفاعل في قوله:

فَقُلْتُ لَهُمْ لَوْ كُنْتُ أَضْمَرْتُ تَوْبَةً        وَعَايَنْتُ هَذَا  فِي  المَنَامِ  بَدَا  لِي[23]
 

أي: نقْضُها، وحذْف المجرور في قولِه:

....     ....     ....      .....        إِنْ غَابَ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي فَهْوَ فِي[24]
 

أيْ في قلبي، وقوله:

أَذْكُرُ ثَغْرًا لَهَا فَأَسْكَرُ مِنْ        وُرُودِ خَدٍّ لَهَا  فَأَرْتَعُ  فِي[25]
 

أي من خمر في روض، وحذف الصِّلة[26] في قوله:

وانْفَعْ صَدِيقَكَ إِنْ صَدَقْتَ وِدَادَهُ        وَادْفَعْ عَدُوَّكَ  بِالَّتِي  فَإِذَا  الَّذِي[27]

 

وحذف مجزوم لم في قوله:

أَنا      مُحِبُّكَ      حَقًّا        إِنْ كُنْتَ فِي القَوْمِ أَوْ لَمْ[28]

 

والجواب: أنَّ ذلك لا يُخرجه عن كوْنِه بديعًا وأنَّه من المحسِّنات، لكن لا يُوصَل إليْه إلاَّ بارتِكاب ذلك المحْظور عند النُّحاة دون أهل البديع؛ لأنَّ البديعيَّ إنَّما يبحث عن وجوه تَحسين الكلام بعد رعاية مطابقتِه لمُقْتَضَى الحال كما مرَّ[29].

وقد أُولع المتأخِّرون[30] بهذا النوع، وخلطوه بالتَّورية، فحسن في الذَّوق، ولطُف في السَّمع، وبالغوا حتَّى حذفوا بعضَ الكلِمة نحو:

يَا  مُتْهِمِي  بِالسُّقْمِ  كُنْ  مُنْجِدِي        وَلا تُطِلْ رَفْضِي فَإِنِّي  عَلِي  (ل)
أَنْتَ    خَلِيلِي    فَبِحَقِّ     الهَوَى        كُنْ لِشُجُونِي رَاحِمًا يَا خَلِي (ل)[31]

 

ونحو:

مَنْ       عَاذِرِي       فِي       عَاذِلٍ        يَلُومُ        فِي        حُبِّ        رَشَا
إِذَا             طَلَبْتُ             وَصْلَهُ        قَالُوا كَفَى بِالدَّمْعِ شَا (غِلا) أو (هِدا)[32]
 

ونحو:

أَقُولُ   وَقَدْ    جَاءَ    الغُلامُ    بِصَحْنِهِ        عُقَيْبَ  طَعَامِ  الفِطْرِ   يَا   غَايَةَ   المُنَى
بِعَيْشِكَ   حَدِّثْنِي    بِصَحْنِ    قَطَايِفٍ        وَبُحْ بِاسْمِ مَنْ تَهْوَى وَدَعْنِي مِنَ الكُنَى[33]
 

ونحو:

نَوَاعِيرٌ      نَعَتْ      لِي        رَشًا    لِلْقَلْبِ    رَاعِي
فَهَامَ     القَلْبُ      مِنِّي        عَلَى حُسْنِ النَّوَاعِي (ر)[34]
 

ونحو:
 

طِيبُ     نَشْرٍ     قَدْ     أَتَانَا      مِنْكُمُ        يَا لَقَوْمِي إِنَّ هَذَا النَّشْرَ طَيْ [7ب/18]
قَرُبَتْ   نَحْوِي،   وَقَالَتْ:    يَا    تُرَى        أَنْتَ حَيٌّ  فِي  هَوَانَا  قُلْتُ:  مَيْ [35] (ت)
 


ومنه[36]:

عَنْ دَمِي خَدُّكَ هَذَا العَنْدَمِيُّ        سَلْهُ وَاحْكُمْ بَيْنَنَا  يَا  مُؤْتَمنْ
قَالَ مَا هَذَا دَمِي؟ قُلْتُ فَمَا؟        قَالَ  هَذَا  صِبْغَةُ   اللَّهِ   وَمَنْ[37]

 

ونحو:

يَا ذَوَاتِ الخَالِ قَلْبِي  مُفْتَتَنْ        آهِ مِنْ خَالٍ بِقَلْبِي قَدْ سَكَنْ
جَاءَ  كَالسَّائِلِ  دَمْعِي  وَإِذَا        صَدَقَ السَّائِلُ لا  أَفْلَحَ  مَنْ[38]
 

ونحو:

لا    تَحْمِلَنْ    إِهَانَةً        مِنْ صَاحِبٍ وَإِنْ عَلا
فَمَنْ   أَتَى   فَمَرْحَبًا        وَمَنْ    تَوَلَّى    فإِلَى[39]
 

ونحو:

وَأَعْجَبُ مَا أُحَدِّثُ عَنْهُ أَنِّي        فُتِتْتُ  بِهِ  وَلا  يَدْرِي  بِأَنِّي[40]
 

ونحو:

وَجْهٌ يَفُوقُ الهِلالَ حُسْنًا        ويُخْجِلُ البَدْرَ إِنْ تَجَلَّى
يَقُولُ فِي الحَالِ مَنْ  يَرَاهُ        أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ[41] [الله][42]
 

ونحو:

يَا جَاهِلاً عَابَ شِعْرِي        فَكَدَّ     قَلْبِي     وَآلَمْ
عَلَيَّ  نَحْتُ   القَوَافِي        وَمَا   عَلَيَّ    إِذَا    لَمْ[43]
 

ونحو:
 

أَمَا  الغُصْنُ  مِنْ  مَاءِ   الشَّبِيبَةِ   مُرْتَوٍ        فَيَا خَصْرَهُ المَمْشُوقَ لِمْ تَشْتَكِي الظَّمَا
حَمَى   ثَغْرَهُ   عَنِّى   بِصَارِمِ   لَحْظِهِ        فَلَوْ  رُمْتُ  تَقْبِيلاً  لِذَاكَ  اللَّمَى   لَمَا[44]

 

وأشعارهم في ذلك كثيرة، وفيما ذكرنا كفاية وتمرين.


باب التضمين

وهو عند النَّحويين[45]: إعْطاء فعلٍ معنى فعلٍ آخَر، نحو: {بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}[46]؛ أي: خسِرتْ؛ ولهذا انتصب المفعول به.

وعند أهْل العروض[47]: أن يكون معنى البَيْت متوقِّفًا على الَّذي بعده، وهو من عيوب القافِية نحو:

وَهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى  تَمِيمٍ        وَهُمْ أَصْحَابُ يَوْمِ عُكَاظَ إِنِّي
شَهِدْتُ لَهُمْ مَوَاطِنَ صَادِقَاتٍ        شَهِدْنَ لَهُمْ بِصِدْقِ الوُدِّ  مِنِّي[48]
 


وعند أهل البديع[49]: أن يضمِّن كلامَه شيئًا من كلامِ غيرِه.

فإن كان التَّضمين بيتًا أو أكْثر فاستِعانة؛ لأنَّه اسْتعان به، كقولي من قصيدة:

تَأَخَّرَ  لا  ذَنْبًا  جَنَاهُ  وَلا  أَتَى        وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُنْشِدَ  الآنَ  مَعْلَمَا
كَأَنِّيَ مِنْ أَخْبَارِ (إِنَّ) وَلَمْ يُجِزْ        لَهُ أَحَدٌ فِي  النَّحْوِ  أَنْ  يَتَقَدَّمَا[50]
 

وإن كان التَّضمين نصفَ بيتٍ فأقلّ، فإيداع ورفو؛ لأنَّه أوْدع [18أ/8ب] شِعْره كلامًا آخر ورفاه به، ولا بدَّ من التَّنبيه على أنَّه ليس من شِعْره إلاَّ أن يكون مشهورًا عند أهْل هذا الشَّأن، كقولي من قصيدة:

فَمَالَتْ وَقَدْ قَالَتْ مَعَ الغَيِّ وَالصِّبَا        (هَوَى كُلِّ نَفْسٍ أَيْنَ حَلَّ  حَبِيبُهَا)[51]
 

وقولي:

وَفِي مَذْهَبِي أَنْ لَيْسَ فِي الحُسْنِ مِثْلُهُ        وَأَنِّي لَهُ فِي  مَذْهَبِ  الحُبِّ  ذَاهِبُ
فَتَقْلِيدُهُ   حُبِّي    وَعِشْقِيهِ    مَذْهَبِي        (وَلِلنَّاسِ  فِيمَا   يَعْشَقُونَ   مَذَاهِبُ)[52]
 

وإن كان من القُرآن أو الحديث أو غيرِهما فاقْتِباس، بشرْطِ قطْعِ النَّظَر عن كونه بلَفْظِ المقتبس منه، فلا يَضير تغيير[53] ألفاظِ القُرآن أو نقْلها من معنًى إلى معنًى آخَر في الاقتِباس، نحو:

قَدْ كَانَ مَا خِفْتُ أَنْ يَكُونَا        إِنَّا    إِلى    اللَّهِ    رَاجِعُونَا[54]
 

ونحو:

حَسَنَاتُ  الخَدِّ   مِنْهُ        قَدْ أطَالَتْ حَسَرَاتِي
كُلَّمَا   سَاءَ   فِعَالاً        قُلْتُ  إِنَّ  الحَسَنَاتِ[55]
 

ونحو:

قَالَ   لِي    إِنَّ    رَقِِيبِي        سَيِّئُ     الخُلْقِ     فَدَارِهْ
قُلْتُ دَعْنِي وَجْهُكَ الجَنْ        نَةُ     حُفَّتْ     بِالمَكَارِهْ[56]
 

ونحو:

بِرُوحِي أُفَدِّي  كَالغَزَالِ  مُحَدِّثًا        إِلَى حُسْنِهِ لَحْظِي لَعَمْرُكَ مُرْسَلُ
وَصَبْرِي  عَلَيْهِ  ذَابِلٌ  مِثْلُ  طَرْفِهِ        وَنَوْمِيَ مَرْفُوعٌ  وَدَمْعِي  مُسَلْسَلُ[57]
 

وإن جعل معنى الشِّعْر نثرًا فهو الحَلّ؛ لأنَّه حلَّ معناه نثرًا بعد أن كان نظْمًا، وإن كان فيه إشارة إلى قصَّة، أو شعر مشْهور، أو مثَل سائر، فتلْميح بتقديم اللام على الميم، أو تمْليح بتقديم الميم، ورُدَّ بأنَّ التَّمليح الإتْيان بالشَّيء المليح كالتَّشبيه والاستِعارة، نحو:

فَوَاللَّهِ   مَا   أَدْرِي   أَأَحْلامُ    نَائِمٍ        أَلَمَّتْ بِنَا أَمْ كَانَ فِي الرَّكْبِ يُوشَعُ[58]
 

إشارة إلى قصَّة يوشع - عليه السَّلام - ووقوف الشَّمس له.

وكقولي:

يَرُومُ    العَاذِلُونَ    سُلُوَّ    شَمْسٍ        نَأَتْ   عَمْدًا   وَقَدْ   زَادَ    الوِدَادُ
أَيُمْكِنُ  فِي   الغَرَامِ   سُلُوُّ   صَبٍّ        يَحِلُّ لِسَمْعِهِ بَانَتْ سُعَادُ[8ب/9أ][59]
 

ونحو:

رُحْتُ أَبْكِي بِرَبْعِ مَيِّتِ صَخْرٍ        لَمْ   يُجِبْنِي   كَأَنَّنِي   الخَنْسَاءُ[60]
 

إشارة إلى الخنْساء[61] الَّتي ضُرِبَ بِها المثَل؛ لكثْرة مراثِيها في أَخيها صَخْر.

وإن كان فيه التَّنبيه على ما أخذته منْه، من قُرآن أو حَديثٍ أو مثَل، بنحو قال أو يقول، ما لم يشتهر، فهو العقد، نحو:

لَقَدْ  قَالَ  رَبُّكَ  فِي  ذِكْرِهِ        وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ[62]
 

ونحو:

فَلَقَدْ يَقُولُ المُصْطَفَى خَيْرُ الوَرَى        العُسْرُ  شُؤْمٌ   وَالسَّمَاحُ   رَبَاحُ[63]
 

وكقوله:

يَا  أَيُّهَا  الشَّيْخُ  الأَسَنّ        وَطَالِبًا   عِلْمَ    السُّنَنْ
هَلاَّ اشْتَغَلْتَ فِي الصِّبَا        الصَّيْفَ  ضَيَّعْتِ  اللَّبَنْ[64]
 


باب حسن الابتداء والختام والمخلص

ينبغي للمتكلِّم التأنُّق - أي: المبالغة في الحُسْن - في ثلاثةِ مواضع، أحدُها: الابتداء؛ لأنَّه أوَّل ما يقْرع السَّمع، فيأتي فيه بِما يُناسب المقام، ويسمَّى براعة الاستِهْلال، كقولِه في التَّهْنِئة:
 

بُشْرَى فَقَدْ أَنْجَزَ  الإِقْبَالُ  مَا  وَعَدَا        وَكَوْكَبُ السَّعْدِ فِي أُفْقِ العُلا صَعِدَا[65]
 

وقوله في دار:

قَصْرٌ  عَلَيْهِ  تَحِيَّةٌ   وَسَلامُ        خَلَعَتْ عَلَيْهِ جَمَالَهَا الأَيَّامُ[66]

 

وقوله في المراثي:
 

عِشْ مَا تَشَاءُ فَإِنَّ آخِرَهُ الفَنَا        والمَوْتُ مَا لا بُدَّ عَنْهُ وَلا غِنَى[67]
 


ونحو:
 

هَلْ إِلَى أَنْ تَنَامَ عَيْنِي  سَبِيلُ        إِنَّ عَهْدِي بِالنَّوْمِ عَهْدٌ طَوْيلُ[68]
 


ونحو:

لمَسْتُ  بِكَفِّي  كَفَّهُ  أَبْتَغِي  الغِنَى        وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي
فَلا أَنا مِنْهُ مَا اسْتَفَادَ  ذَوُو  الغِنَى        أَفَدْتُ وَأَعْدَانِي فَأَتْلَفْتُ مَا عِنْدِي[69]
 

وإذا نظرتَ إلى فواتح السُّور رأيتَها على أحسن أسلوب من البلاغة والتفنُّن في الفصاحة.

ثانيهما: المخلص:
وهو أن يتخلَّص النَّاظم أو النَّاثر من معنًى إلى آخَر بِأَلْطف عبارة، كأن يتخلَّص من غزَل، أو فخْر، أو وصْف روْضٍ، أو طلَل بال، أو رَبْع خالٍ إلى مدْح، أو هجْو، أو وصْف حرب، أو غير ذلك، وهو من أجلِّ المحاسن، ودليلٌ على رسوخ [9أ/9ب] القدَم في البلاغة، وقدِ اعْتنى به المتأخِّرون دون العرب؛ لا لِعَجْزهم، بل كانوا يؤْثِرون عدم التكلُّف، ولا يرتكِبون من فنون البديع إلاَّ ما خَلا عن التعسُّف، وإلاَّ فَهُم أهلُ هذا الشَّأن، والسَّابقون بالمعاني الحِسان، نحو:
 

أَجِدَّكِ مَا تَدْرِينَ أَنْ رُبَّ  لَيْلَةٍ        كَأَنَّ دُجَاهَا مِنْ قُرُونِكَ يُنْشَرُ
سَرَيْتُ بِهَا حَتَّى تَجَلَّتْ  بِغُرَّةٍ        كَغُرَّةِ يَحْيَى حِينَ يُذْكَرُ جَعْفَرُ[70]
 

فانظُر إلى هذا المخلص السَّهل الذي لا يشعُر سامعه إلاَّ وقد وقع في المعنَى الثَّاني، مع سهولة الألفاظ، وكقوله في مدْح منْصور:

لَمَّا رَأَتْ أَدْمُعِي  جَادَتْ  سَحَائِبُهُ        وَدُرُّهُ     لِنِظَامِ     العِقْدِ     مَنْثُورُ
قَالَتْ فَدَيْتُكَ كَمْ جُودٍ؟ فَقُلْتُ لَهَا        مَقَالَةً   مَا   بِهَا   مَيْنٌ   وَلا   زُورُ
إِنَّ البَخِيلَ لَمَخْذُولٌ  وَإِنْ  كَثَُرَتْ        أَنْصَارُهُ  وَحَلِيفُ   الجُودِ   مَنْصُورُ[71]
 

ثالثُها: الختام:
وهو أن يأتِي في كلامِه بأحسن خاتِمة، فإنَّها آخِرُ ما تبقى من الأسماع، وربما حُفِظتْ دون سائر الكلام، وربَّما جَبَرَت ما سبق من التَّقْصير وإلاَّ كان بالعكْس، وربَّما أنسي المحاسن كقَوْل بعضِهم[72] في آخر كتاب وصيَّة على أيتام مات والدُهم: لا زال مولانا عاقلة الدَّهر إن جُنِيَ على أوليائِه وَدَاهُم[73]، ولا عدِموه منعمًا إن سألوه أعْطاهم، وإن لم يسألُوه بداهم، وكقوْل أبي نواس[74] في خصيب[75] عامل مصر:
 

أَنْتَ الخَصِيبُ وَهَذِهِ  مِصْرُ        فَتَدَفَّقَا    فَكِلاكُمَا    بَحْرُ
لا تَقْعُدَا بِي عَنْ مَدَى أَمَلِي        شَيْئًا  فَمَا  لَكُمَا  بِهِ   عُذْرُ
وَيَحِقُّ لِي إِذْ صِرْتُ بَيْنَكُمَا        أَلاَّ   يَحِلَّ   بِسَاحَتِي   فَقْرُ[76]

 

وقوله فيه أيضًا:

وَإِنِّي جَدِيرٌ إِذْ  بَلَغْتُكَ  بِالمُنَى        وَأَنْتَ بِمَا أَمَّلْتُ مِنْكَ  جَدِيرُ
فَإِنْ تُولِنِي مِنْكَ الجَمِيلَ فَأَهْلُهُ        وَإِلاَّ  فَإِنِّي   عَاذِرٌ   وَشَكُورُ[77]
 

وكقول أبي تمَّام في فتح عمُّورية:

إِنْ كَانَ بَيْنَ لَيَالِي الدَّهْرِ مِنْ رَحِمٍ        مَوْصُولَةٍ   وَذِمَامٍ   غَيْرِ   مُنْقَضِبِ
فَبَيْنَ  أَيَّامِكَ  اللاَّتِي  نُصِرْتَ  بِهَا        وَبَيْنَ  أَيَّامِ   بَدْرٍ   أَقْرَبُ   النَّسَبِ[78]
 

وكقول المتنبي لسيف الدَّولة وقد ذكر الخيل [9ب/10أ]:

فَلا هَجَمْتَ بِهَا إِلاَّ عَلَى ظَفَرٍ        وَلا وَصَلْتَ بِهَا إِلاَّ  إِلَى  أَمَلِ[79]

 

وقوله:

فَلا حَطَّتْ لَكَ الهَيْجَاءُ سَرْجًا        وَلا  ذَاقَتْ  لَكَ  الدُّنْيَا  فِرَاقَا[80]
 


وقوله:
 

أَخَذْتَ  عَلَى  الأَرْوَاحِ [81] كُلَّ  ثَنِيَّةٍ        مِنَ العَيْشِ تُعْطِي مَنْ تَشَاءُ وَتَحْرِمُ
فَلا مَوْتَ  إِلاَّ  مِنْ  سِنَانِكَ  يُتَّقَى        وَلا رِزْقَ  إِلاَّ  مِنْ  يَمِينِك  يُقْسَمُ[82]
 


وجميع خواتم السور في غاية الحسن ونهاية الكمال لمن تدبَّر.

ــــــــــــــــــــــ
[1]   لإبراهيم بن عمر البقاعي (885هـ) كتاب اسمه (الإدراك لفن الاحتِباك)، ذكره في "نظم الدُّرر" 1/225، وانظر: "مجلة آفاق الثقافة والتراث" س3، ع9، المحرم 1416هـ.
[2]   سورة البقرة؛ الآية: 228.
[3]   سورة آل عمران؛ الآية: 13.
[4]   من الطويل، ورد في "طراز الحلَّة"؛ للرعيني دون عزو، وعزاه شهاب الدين الحلبي في "حسن التوسل" 164؛ لأبي صخر الهذلي، وانظر: "نهاية الأرب" 7/75، وانظر: "شرح ديوان الهذليين" 2/95 مع اختلاف في رواية الشطر الأول، وانظر: "خزانة الأدب"؛ للبغدادي 3/254، وانظر: "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" 3/271، فقد ذكر عددًا من المصادر ورد البيت فيها.
[5]   هو الحسن بن رشيق القيرواني (390- 463هـ) شاعر، كاتب، ناقد، له عددٌ من المصنَّفات البلاغيَّة والنقديَّة منها: العمدة، وقراضة الذهب، والأنموذج، انظر: وفيات الأعيان 2/85- 89.
[6]   جعله ابن رشيق نوعًا من المجاز والإيجاز، ووصفه ابن رشيق بقوله: "يحذفون بعض الكلام لدلالة الباقي على الذاهب"، انظر: العمدة 1/433.
[7]   سورة الكهف؛ الآية: 79.
[8]   قراءة أبي بن كعب - رضي الله عنه -، وقيل: قرأ بها ابن مسعود - رضي الله عنه -، انظر: تفسير الطبري 8/265، وانظر: روح المعاني 8/333.
[9]   سورة يوسف؛ الآية: 82.
[10]   لم أقف على الرَّأي الذي ألْمح إليه المؤلف، والحق أنَّ الاكتِفاء أخص من الإيجاز، وليس مساويًا له.
[11]   سورة النحل؛ الآية: 81.
[12]   سورة الرعد؛ الآية: 31.
[13]   سورة يس؛ الآية: 45.
[14]   سورة يوسف؛ الآية: 46.
[15]   هو أبو عبدالله محمد بن إسماعيل (194- 256هـ)، له كتاب "الجامع الصحيح" المعروف بصحيح البخاري، أصح كتاب في الحديث، كان آيةً في الحِفْظ، قام برحلات طويلة لجمع الحديث، وكان له منهج دقيق في قبول الأحاديث، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد 2/4- 36.
[16]   هو أبو عبدالله نافع بن عمر المدني (117هـ) من أئمَّة التابعين في المدينة، مولى عبدالله بن عمر، كثير الرواية للحديث، انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 5/367- 368.
[17]   هو أبو عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطَّاب (10ق هـ - 73هـ) صحابي جليل، روى أكثر من ألْفين وخمسمائة حديث، وهو آخِر من توفي بمكَّة الصَّحابة، انظر: وفيات الأعيان 3/28- 31.
[18]   سورة البقرة؛ الآية: 223.
[19]   هو محمد بن بهادر بن عبدالله الزَّركشي (745- 794هـ) عالم بفِقْه الشَّافعيَّة والأصول، له كتاب البرهان في علوم القرآن، وله عددٌ من الكتُب في الحديث، انظر: الأعلام للزركلي 6/286.
[20]   انظر الحديث عن هذه الرِّواية في: فتْح الباري 8/189، أمَّا قول الزركشي فلم أقف عليه.
[21]   ممن مثل بذلك: ابن حجة الحموي في "خزانة الأدب" 1/284، النواجي في "الشفا في بديع الاكتفا" 35، وابن معصوم في "أنوار الربيع" 3/77.
[22]   الفاعل عمدة في الجملة وهو المسند إليه، ولذلك يمنع النحاة حذْفَه؛ لأنَّه لا فِعْلَ بلا فاعل، وجعلوا من أحْكامِه أنَّه لا بدَّ منه، انظر: كتاب سيبويه 1/23، 79، وانظر: أوضح المسالك 232، وانظر: خزانة الأدب للبغدادي 10/479 - 480. 
[23]   من الطويل، وهو لمحمَّد بن الحسين الكاتب (320هـ) المعروف بكشاجم، انظر: ديوانه ص326، وانظر: الشفا في بديع الاكتفا 35/50.
 
[24]   عجُز بيت من الرَّجَز، لشرف الدِّين ابن الفارض، وصدره:
مَا لِلنَّوَى ذَنْبٌ وَمَنْ أَهْوَى مَعِي        ....     ....     ....     ....
 
انظر: "ديوان ابن الفارض"، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 1/284، 452، و"الشفا في بديع الاكتفا" 35، و"أنوار الربيع" 3/77، ولعلَّ ابن الفارض يرْمُز في هذا البيت إلى الحلول والاتِّحاد الذي عُرِف عنْه اعتِقاده! 
[25]   من المنسرح، وهو لجمال الدين بن نباتة المصري، وقبله:
أَضْنَى الَّتِي تَاجُهَا وَقَامَتُهَا        كَأَنَّهُ  هَمْزَةٌ  عَلَى   أَلِف
 

انظر: "ديوان ابن نباتة المصري" 334، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/284، و"الشفا في بديع الاكتفا" 35، 57.
[26]   المقصود صلة الموصول؛ لأنَّ بعْض البلاغيِّين يَستَعْمِل مصطلح الصِّلة للجارِّ والمَجرور.
[27]   من الكامل، ذكره ابن معصوم في "أنوار الربيع" مع بيت قبله دون عزو 3/79، ونسبه النواجي لبرهان الدين القيراطي، انظر: "الشفاء"؛ للنواجي 36، ولا يخفى على القارئ الكريم أنَّ المحذوف يمكن تقديره بعد بالتي فيكون: بالتي هي أحسن بعد الذي فيعرف، من قوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [سورة فصلت: 34].
[28]   من المجتث، أورده السيوطي في "جنى الجناس" دون عزو 135، وهو لصلاح الدين الصفدي، انظر: "جنى الجناس" 134، وانظر: "خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 1/59 نقلاً عن "جنى الجناس"، و"الشفا في بديع الاكتفاء"؛ للنواجي 36، 62، و"معاهد التنصيص" 3/212، و"نفحات الأزهار" 15، والمحذوف يقدَّر بقوْلِنا: أو لم تكن. 
[29]   يشير المؤلِّف إلى ما ورد في تعريفه لعِلْم البديع. 
[30]   ومن يطَّلع على كتاب "الشفا في بديع الاكتفا"، ويقْرأ شواهدَه يدرك صحَّة ما ذهب إليه المؤلف - رحمه الله.
[31]البيتان من السَّريع، ذكرهما النَّواجي منسوبين لغرس الدين خليل بن بشارة، انظر: "الشفا" 95 - 96، والصَّواب الذي يدل عليه البيْتان أنَّ قائلهما اسمه عليّ، ويُخاطب شخصًا اسمه خليل؛ ولِهذا فإنِّي أرى أن ما ذكره كلٌّ من ابْنِ حجَّة والسُّيوطي في "الخزانة" 1/290، وفي "شرْحِ عُقُود الجمان" ص137 هو الصواب؛ إذْ نسباهُما لصدر الدِّين علي بن الآدمي يُخاطب خليل بن بشار، وقد أيَّد ابن معصوم في "أنوار الربيع" 3/89  - 90 نسبتَهما لصدر الدين بن الآدمي، وانظر البيتين معزوَّين لابن الآدمي في "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر"؛ للسخاوي ص777- 778، و"إنباء الغمر" 7/136- 137، و"الضوء اللامع" 6/9.
والشَّاهد في البيتين، آخر كلِمة في البيت الأوَّل حذفت منها اللام فأصبحت كلمة "علي" مورِّيًا الشاعر بها باسمه، وباسم علي - رضي الله عنه - المرشح بكلمة رفضي، وحذف اللام أيضًا من آخر كلمة في البيت الثاني مورِّيًا بها باسم خليل المخاطب إذا قدرت اللام المحذوفة، وبالخالي من الهموم، بترشيح كلمة شُجُوني، وكأنَّه إشارة للمثَل: "ويلٌ للشجي من الخلي".
[32]   البيتان من مجزوء الرجز، ذكرَهما السيوطي في "جنى الجناس" 251 دون عزو، وهما لأبي الفتح قابوس بن وشكمير، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 39، 83، 85، و"الدر النفيس" له 103ب.
والشَّاهد في البيتين الكلِمة الأخيرة من البيت الثاني (شا)، فإنَّ الشَّاعر اكتفى بها فاستقام الوزن والقافية، وحذف الشاعر بقية الكلمة التي يمكن تقديرها بـ: (شاهدًا) أو (شاغلاً).
[33]   البيتان من الطويل، وهما لجمال الدين بن نباتة، انظر: ديوانه، وانظر: "الشفاء"؛ للنواجي 87، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجة 1/290، 2/163، والشاهد في آخِر كلمة من البيت الثاني (الكنى)، فإنَّ الشَّاعر قد ورّى بها بالكنية بترشيح من كلِمة (اسم) قبلها، وبلفظ الكُنافة بعد تقدير المحذوف، بترشيح من كلمة قطايف. 
[34]   البيتان من مجزوء الهزج، وهما لأبي الفضْل بن قدوة بن أبي الوفا، انظر: "الشفاء"؛ للنواجي 92، و"نفحات الأزهار"؛ للنابلسي 85، والشَّاهد آخر كلمة من البيت الثاني، فإنَّ أصلها النواعير، كما جاء في المخطوط حين قدر المحذوف بحرف الراء.
[35]   البيتان من الرَّمَل، وهما لصدر الدين علي بن الآدمي، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 93، وروايته فيها زيادة بيت يظهر لي أنَّه بين البيتين، وهو قوله:
 

يَوْمَ  تَوْدِيعِي   لأَحْبَابِي   غَدًا        ذِكْرُ مَيٍّ شَاغِلٌ عَنْ كُلِّ شَيْ
 

ففي هذا البيت يتَّضح اسم ميّ التي رشَّح بها الشَّاعر التَّورية؛ لأنَّ الشَّاهد في آخر كلمة من البيت الثاني (مي)؛ لأنَّ الشَّاعر ورَّى بها عن اسم مي التي وردت في البيت الآنِف الذكر، وبكلمة (ميت) التي حذف منها التاء اكتفاءً، بترْشيحٍ من كلمة حيّ.
[36]   ومنْه - أي من الاكتفاء - ولم يقُل المؤلف: ونحو كما فعل حين عرض الأمثلة السابقة؛ لأنَّه بدأ بذكر نوع آخر الحذْف فيه أكْثر من حرف.
[37]   البيتان من الرَّمَل، وردا في "الشفا في بديع الاكتفا" 70 دون عزو، والشاهد آخر البيت الثاني إذ التقدير (وَمَنْ أحسن من الله صبغة)، يشير الشاعر إلى قوله تعالى: {صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} سورة البقرة؛ الآية: 138. 
[38]   البيتان من الرمل، وردا دون عزو في "الشفا للنواجي" 70، والشَّاهد في آخر البيت الثاني، إذ التقدير لا أفلح من كذب.
[39]   البيتان من مجزوء الرَّجز، وهما لابن الوردي، انظر: "الشفا في بديع الاكتفا" 73، والشاهد في آخر البيت الثاني، ولعلَّ التَّقدير: "ومن تولَّى فإلى حيثُ ألْقت رحلَها أمُّ قشعم"، ولم أقف عليْهِما في ديوان ابن الوردي.
[40]   من الوافر، وهو لجمال الدين بن مطروح، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 71، والشَّاهد ما حُذِف في آخِر البيت الثاني، ويُمكِن تقديره: "ولا يدْري بأنِّي فتنت به".
[41]   البيتان من وزْنٍ مُستحْدث، وهما لسراج الدِّين بن الورَّاق، انظر: "الشفا في بديع الاكتفا"؛ للنواجي 54، والشَّاهد ما حذفه الشَّاعر في آخِر البَيْتِ الثَّاني من كلمة التوحيد.
قلتُ: إن جاز الحذْف فيما سبق، فإنِّي أراه في هذا الموضع خطيرًا جدًّا؛ لأنَّ كلمة التوحيد ينبغي أن تنزَّه عن مثل هذا، وإن كان الإجماع - عند المسلمين - منعقِدٌ على تقدير المحْذوف بلفْظ الجلالة، فالأولى اجتناب ذلك - والله أعلم.
[42]   زيادة من المحقِّق.
[43]   البيتان من مجزوء المنسرح، نسبهما النواجي في "الشفا" 57 لأبي الحسَن النَّحْوي، وهذا لا يُعين على معرفة القائل، ولكن ابن معصوم في "أنْوار الربيع" 3/74- 75 يوضِّح أنَّهما لأبي الحسن الباخرزي، والشاهد ما حذف في آخر البيت الثاني، ويمكن تقديره بـ (وما عليَّ إذا لم تفهم البقر)، وهو مستفاد من قول أبي الطيب.

عَلَيَّ نَحْتُ القَوَافِي مِنْ مَعَادِنِهَا        وَمَا  عَلَيَّ  إِذَا  لَمْ  تَفْهَمِ  البَقَرُ
 

[44]   البيتان من الطويل، نسبها النواجي في "الشفا" 94 و"الدر النفيس" 65ب للشَّيخ سعد الدين محمد بن عربي، والشَّاهد ما حُذِف في آخِر البيت الثاني، ويُمكن تقْديره بـ: لما تمكَّنتُ، أو لما استطعتُ، أو نحوهما.
[45]   انظر مثلاً: "الخصائص"؛ لابن جني 2/208- 310. 
[46]   سورة القصص؛ الآية: 58.
[47]   انظر مثلاً: "الوافي في العَروض والقوافي"؛ للتبريزي 249.
[48]   البيتان من الوافر، وهُما للنَّابغة الذُّبياني، انظر: ديوانه 199 (ط دار الفكر)، وديوان النَّابعة شرْح الطَّاهر بن عاشور 253، وانظر: "الوافي"؛ للتِّبريزي 248، و"الكافي في علم القوافي"؛ لابن السراج الشنتريني 131، و"الشفا"؛ للنواجي 48.
[49]   انظر مثلاً: "تحرير التحبير" 140- 142، و"طراز الحلَّة"؛ لابن مالك الرعيني 336- 355.
[50]   البيْتان من الطَّويل، ويظهر أنَّ البيت الأوَّل لمرعي، والبيت الثاني هو المستعان به، ولم أعْرِف قائِله، وكذا لم أقِف على البيت الأوَّل في ديوان مرعي المخطوط الذي بين يدي.
[51]   هذا البيت من الطَّويل، وهو من قصيدة مطلعها:

أَلا إِنَّ نَفْسِي أَصْلُ دَاهَا طَبِيبُهَا        وَدُونَ مُنَاهَا حَالَ قَسْرًا رَقِيبُهَا
 

انظر: "الغزل المطلوب" 11ب.
[52]   البيتان من الطويل، من قصيدة لمرعي مطلعها:

لَقَدْ  لامَنِي  العُذَّالُ  فِيمَنْ  أُحِبُّهُ        وَقَالُوا مَقَالاً وَهْوَ لا شَكَّ كَاذِبُ
 

انظر: الغزل المطلوب 11أ، وانظر: النعت الأكمل 195، وعجُز البيت الثاني هو المضمّن، هو من قول الشاعر:

تَعَشَّقْتُهَا شَمْطَاءَ شَابَ وَلِيدُهَا        وَلِلنَّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ
 

[53]   هذا تساهُلٌ في التَّعبير من المؤلِّف - عفا الله عنه.
[54]   من مخلع البسيط، ذَكَر الخَطيب القزْويني أنَّه لبَعْض المغاربة، قالَه عِنْدَ وفاة بعْضِ أصحابِه، انظر: "الإيضاح" 6/138، ونقل العبَّاسي في "معاهد التنصيص" 4/139 عن صاحب "قلائد العقيان" أنَّه قيل في الرئيس أبي عبدالرحمن محمَّد بن طاهر، دخل عليه الوزير أبو العلاء بن أزرق، وهو يقول... البيت.
وورد في ديوان أبي تمام أنه في رثاء ابنِه 4/677، وجعله المحقِّق مع القسم المشْكوك في نسبته إليه.
[55]   البيتان من مجْزوء الرمل، وهما لبرهان الدين القيراطي، انظر: "الشفا"؛ للنواجي 79، و"الدر النفيس"؛ للنواجي 134ب، و"شرح عقود الجمان"؛ للسيوطي 136 - 137، وانظر: "خزانة الأدَب"؛ لابن حجَّة 1/287، 474، و"أنوار الربيع"؛ لابن معصوم 3/80- 81.
[56]   البيتان مجزوء الرَّمَل، وهُما للصَّاحب بن عباد، انظر: "ديوان الصاحب" 230، وانظر: "التبيان"؛ للطيبي 418، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/138، و"معاهد التَّنصيص" 4/110، و"نفحات الأزهار" 243.
[57]   البيتان من الطويل، وهما لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 24ب.
[58]   من الطويل وهو لأبي تمام، وانظر: "ديوانه" 2/320، وانظر: "تحرير التحبير" 564، و"التبيان"؛ للطيبي 433، و"معاهد التنصيص" 4/194، و"نفحات الأزهار" 185.
[59]   لم أجدها في ديوانه "الغزل المطلوب".
[60]   من الخفيف وهو لابن قرقماش، انظر: "زهر الربيع" 26أ.
[61]   هي تماضر بنت عمْرو بن الشَّريد السُّلَميَّة (00- 24هـ) أشهر شواعر العرب، جُلُّ شِعْرِها في رثاء أخيها صخر، أسْلَمَتْ وحثَّت بنيها الأرْبعة على الجهاد في سبيل الله، فماتوا جميعًا في معركة القادسية، انظر ترجمتها في: "الشِّعْر والشعراء" 1/350 - 351، وانظر: "الأعلام"؛ للزركلي 2/69.
[62]   من المتقارب، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 25ب، والشّطر الثاني هو جزء من الآية 85 من سورة هود، أو 183 من سورة الشعراء. 
[63]   من الكامل، وهو لابن قرقماس، انظر: "زهر الربيع" 25ب.
[64]   لم أتمكَّن من معرفة القائل، وهما من مجزوء الرجز، والشَّاهد هو الشَّطر الثاني من البيت الثاني (الصيف ضيعتِ اللبن) وهو مثل مشهور، انظر: "مجمع الأمثال"؛ للميداني 2/68.
[65]   من البسيط، وهو لأبي محمَّد الخازن في تهنئة بموْلود، انظر: "التبيان"؛ للطيبي 457، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/149، و"معاهد التنصيص" 4/321.
[66]   من الكامل، وهو للأشجع السلمي، انظر: كتاب "الصناعتين" 433، و"المثل السائر" 2/239، و"كفاية الطالب" 52، و"التبيان"؛ للطيبي 458، و"الإيضاح"؛ للقزويني 6/149، و"معاهد التنصيص" 4/225.
[67]   من الكامل، وهو للشَّيخ جمال الدين عبدالصمد بن إبراهيم البغدادي الحنبلي (765هـ)، المعروف بابن الخضري، انظر: "الكواكب الدرِّية في مناقب المجتهِد ابن تيمية" 201- 202؛ للمؤلف مرعي الحنبلي.
[68]   من الخفيف، وهو لإسْحاق بن إبراهيم الموصلي، انظر: "ديوانه" 165، وانظر: "تحرير التحبير" 168، و"حسن التوسل" 252، و"نهاية الأرب" 7/134.
[69]   البيتان من الطويل، وهما لمحمد بن الخياط في المهدي، انظر: كتاب "الصناعتين" 200، و"أمالي المرتضى" 1/522، و"تحرير التحبير" 172، و"جوهر الكنز" 222 نسبه للخياط المكي.
[70]   البيتان من الطويل، وهما لمسلم بن الوليد في يحيى بن خالد، انظر: "ديوان صريع الغواني" 316، وانظر: كتاب "الصناعتين" 456، و"تَحرير التَّحبير" 435، و"حسن التوسل" 254، و"الإيضاح" 6/152.
[71]   الأبيات من البسيط، وهي لابن قرقماس؛ "زهر الربيع" 23ب.
[72]   لم أتمكَّن من معرفة القائل.
[73]   وداهم: من دفع الدية. 
[74]   هو الحسن بن هانئ بن عبد الأشهل الحكمي بالوَلاء (146- 198هـ) شاعِر مطْبوع، له شعر كثيرٌ في المُجُون، كان فصيحًا عالمًا باللُّغة، انظر ترجمته في: "وفَيات الأعيان" 2/95 - 104.
[75]   لعلَّه عبدالله بن محمد بن الخصيب (348هـ) من قضاة مِصر، كان فاضِلاً وجيهًا عارفًا بالأدب، أو لعلَّه ابنه محمَّد الذي تولَّى القضاء بعده، وتوفِّي في السنة نفسها، انظر: "الولاة والقضاة" 492 - 493، وانظر: "فوات الوفيات" 2/95 - 104.
[76]   الأبيات من الكامل، انظُر: "ديوان أبي نواس" 326 (صادر) البيت الأوَّل فحسب، وهو آخر أبيات القصيدة، وكذا "معاهد التنصيص" 4/272 أخذها المؤلف عن "تحرير التحبير" فهي مطابقة لروايته، انظر: "تحرير التحبير" 618.
[77]   البيتان من الطويل، انظر: "ديوان أبي نواس" 100 - 101، وانظر: "تحرير التحبير" 618، و"الإيضاح" 6/153، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/502، و"معاهد التنصيص" 4/268، و"نفحات الأزهار" 341.
[78]   البيتان من البسيط، انظر: "ديوان أبي تمام" 1/73، وانظر: "تحرير التحبير" 618، و"الإيضاح" 6/153. 
[79]   من البسيط، انظر: "ديوان أبي الطيِّب" 2/43، وشرح "ديوان المتنبي"؛ للعكبري 3/42، وانظر: "تحرير التحبير" 620. 
[80]   من الوافر، وهو لأبي الطيِّب، انظر: "شرح ديوان المتنبِّي"؛ للعكبري 3/303، وانظر: "تحرير التحبير" 619، و"التبيان"؛ للطيبي 466، و"الإيضاح" 6/154، و"خزانة الأدب"؛ لابن حجَّة 2/502، و"معاهد التنصيص" 4/273.
[81]   رواية الديوان "الأعداء".
[82]   البيتان من الطويل، وهُما لأبي الطيب في سيف الدولة، انظر: "شرح ديوان المتنبي"؛ للعكبري 3/362، وانظر: "تحرير التحبير" 620، وقد تضمَّن البيْتان مبالغةً مذمومةً، فالحياة والموت والرِّزْق بيد الله. 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القول البديع في علم البديع (1/8)
  • القول البديع في علم البديع (2/8)
  • القول البديع في علم البديع (3/8)
  • القول البديع في علم البديع (5/8)
  • القول البديع في علم البديع (6/8)
  • القول البديع في علم البديع (7/8)
  • القول البديع في علم البديع (8/8)
  • التشبيه المستطرف: رؤية نقدية (1/2)
  • المحسنات اللفظية: الجناس وأمثلة عليه

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة القول الحسن في جواب القول لمن (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة القول الحسن في جواب القول لمن(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نسبة القول أو الفعل إلى الله تعالى وهو قول أو فعل الملائكة بأمره(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول الأكمل في معنى قول الناس غدا أجمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في صفات الله تعالى كالقول في ذاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول في بعض صفات الله تعالى كالقول في البعض الآخر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القول ببدعية صيام الست من شوال: قول باطل(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • مخطوطة القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • القول البديع في ذكر مقبرة البقيع(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع (نسخة رابعة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- وفقكم الله
عبد المنعم - egypte 02-07-2009 12:01 PM

. نشكر دائما د. محمد بن علي الصامل على طرحه للموضوعات اللغوية الهامة ونتمنى المزيد بإذن الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب