• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

الخطاب الديني واستثمار ممكنات النص الإبداعي

الخطاب الديني واستثمار ممكنات النص الإبداعي
د. إبراهيم أنيس الكاسح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/9/2013 ميلادي - 19/11/1434 هجري

الزيارات: 13552

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخطاب الديني واستثمار ممكنات النص الإبداعي

محاولة في التنظير


مدخل:

من البداية نفهم أننا أمام محاولة في الطرح مؤسسة فكريًا، على ثلاث وحدات، وحدة الخطاب بمفهومه، وتجليات هذا المفهوم الإجرائية المختلفة، وثانيًا وحدة الدين بوصفه تصورًا يشرك بين مقولات عقائدية وأنماط ممارسات تتحدد وفق ضوابط مقولات العقيدة. أما الوحدة الثالثة فتتعلق بالنص الإبداعي الذي يُنظر إليه على أنه ممارسة لغوية جمالية تقبل التلقي الذي يعي خصوصية بناء النص الأدبي، ويعي في الوقت نفسه أحقيته في تأويل هذا النص الأدبي على مستوى المعنى.

 

إذا كان الخطاب في علاقته بالديني يشكلان علاقة الظاهر بالباطن كمستويين يكونان موضوع التلقي. فالخطاب نسق بنائي تشكله (في حالة الخطاب اللغوي) دوالّ ينتجها مرسل إلى متلقي. أما الديني فهو المقولة التي تمثل حمولة هذا الخطاب. فالخطاب دالّ يقول الديني عقيدة وحقائق، التي بدورها تشكّل ما يخبر عنه الخطاب، فهي مجموع معانيه التي يبتغي منتج الخطاب تمريرها إلى المتلقي. أما النص الإبداعي فيقوم أساسًا على مبدأ البديل الخطابي الذي له أدواته التواصلية الإجرائية المفارقة للخطاب العادي من جهة طبيعة الممارسة، والمحايثة للخطاب من جهة مفهومه.

 

المحور الأول: مفهوم الخطابً.

1- الخطاب قبل أن يكون أدبيا:

يتأسس مفهوم الخطاب النوعي على بعد التواصل، وكل الكتابات التي تناولت هذا المفهوم أو تلك التي ضمّنته في سياقاتها الفكرية اشتغلت عليه بوصفه حالة تواصلية[1] تجمع بين طرفين: المتكلم، وما يتجاوز المتكلم من فعل التلقي المفتوح على الزمن. فالخطاب بوسائله المختلفة اللغوية وغير اللغوية يرتبط حيويًا بأنا المتكلم، ومجموع المحددات الذاتية والسياقية التي تخضع لها هذه الأنا[2]، فالخطاب هو فعل التوظيف للغة، وأيضًا هو فعل مشاركة المعنى مع المتلقي؛ فيتجه المتكلم إلى اللغة ليتزوّد منها بالعناصر والضوابط التي تنتج النص اللغوي، ومن هنا تتجلى ذاتية المتكلم التي هي مرجع إنتاج الخطاب في تلك التشكيلات اللغوية التي أفرزها اشتغاله على اللغة.

 

أما المعنى فيتشكل من تلك الأفكار التي يريد المتكلم تقاسمها مع المخاطَب، ولأجلها كان تعامله مع اللغة موظَفًا ومستثمرًا نظامها، ونحن إذ نرصد تحولات هذه العلاقة بين المتكلم في اتجاه اللغة، وبينه وبين المخاطَب، لا نستطيع أن نبعد دور السياق الحاضن لعملية التواصل في مجملها؛ ذلك أنه، أي السياق، يمارس فعالية مهمة في ضبط وتوجيه كيفيات التواصل بما تحقق له من مواصفات تؤثر على المتكلم وعلى علاقته باللغة وإلى أي مدى يتحقق التلقي المثالي وفق موجبات هذا السياق[3].

 

ولا يمكن تحقيق الرصد الكامل لمفهوم الخطاب دون استحضار المتلقي الذي يمثل عنصرًا حيويًا في منظومة التواصل، وفي قدرته على تحيين المعنى عبر التاريخ.

 

ذلك أن المتكلم في الخطاب لا يستطيع التحرر من الارتهان إلى الزمن وإلى خصوصيات لحظة إنتاج الخطاب، على الرغم من كونه الأصل والمبدأ في مشروع التواصل، في حين أن التلقي هو ممارسة مفتوحة تتزايد مشروعيتها عبر الزمن من خلال قدرتها على إحياء وتجديد الخطاب، وما تمتلكه من إمكانات تحرير المعنى من أحادية الأبعاد؛ لذلك نقول إن الخطاب يمتلك أهميته وحيوية مفهومه لا فقط من خلال ارتباطه بمنتجه التاريخي (المتكلم)، وإنما بمنتجه العبر تاريخي وهو المتلقي.

 

2- الخطاب الأدبي:

يتجسد الأدب من خلال اللغة، فالطاقة الإبداعية لدى المبدع والتي نختزلها عادة في معنى الموهبة، أو الكفاءة الفطرية، تجد تكريسها وتتحين من خلال قراءتنا تلك التشكيلات اللغوية الأدبية التي يأتي عليها النص الأدبي في حالة جنس الخطاب الشعري، أو ربما تتجسد هذه الطاقة الإبداعية من خلال الاشتغال على التقنيات البنائية التي تشكل الإبداع السردي، وهي تقنيات لا تنفك عن اللغة ونظامها.

 

غير أن اللغة الإبداعية هي انحراف واعٍ ومقصود عن اللغة في بعدها الوظيفي (الاستعمالي) (ما يميز الأدب عن اللغة العملية هو خاصيته البنائية، وعامل الشكلانيون الشعر بوصفه الاستعمال الأدبي الجوهري للغة)[4].

 

في الخطاب الأدبي ينهض المبدع بمطلب التعامل الواعي والحساس مع اللغة في تنويعاتها البنائية الجمالية (معجم اللغوي - تشكيلات صورية فنية - إيقاع... في حالة الخطاب الشعري). وهنا يحصل مبدأ التجاوز في العلاقة بين طرفي الإنتاج: المتكلم - اللغة؛ لنجد أنفسنا أمام تصور إنتاجي جديد يمثل ما أشرنا إليه بالتجاوز، ذلك أن المتكلم هنا سيتوافر على هوية جديدة؛ إذ سيصبح متكلمًا خاصًا (مبدعًا) له حساسية استثنائية على مستوى التكوين الفطري، وتصحب ذلك حساسية في التعامل مع اللغة عمومًا واللغة الإبداعية تحديدًا، وما دمنا نشير إلى اللغة الإبداعية، فذلك يعني أن الخطاب الذي يتحدد بصفة الأدبي هنا هو تكوين لغوي جمالي له خصوصيته البنائية عندما يقارَن بالخطاب اللغوي عمومًا، ووفق هذه المبادئ التي ترسم ملامح خصوصية تتعلق بالخطاب الأدبي نجد أنفسنا أمام حالة تواصلية مؤسّسة على لقاء بين المرسل والمتلقي في إطار الخطاب الأدبي، وهو لقاء يتم فيه تبادل التأثير من خلال استثمار جمالية هذا الخطاب. فالمرسل للخطاب الأدبي (المبدع) مسكون بهاجسين: هاجس المعنى، وهاجس القول، والمعنى هنا هو حمولة الخطاب الإبداعي والذي يستجيب لمطلب الإدراك وكيف ينظر المبدع إلى شؤون الذات والآخرين والوجود. أما القول فيخضع لشرط الحرص على مثالية الإبلاغ وكيف يمكن للقول الأدبي (الخطاب) أن يبلّغ عن المعنى في صياغات فنية آسرة؟.

 

يقول الباحث الألماني لوسبيرج:

(إن البلاغة نظام بنية من الأشكال التصورية واللغوية يصلح لإحداث التأثير الذي ينشده المتكلم في موقف محدد). وهذا الفهم لحقيقة بلاغة القول بوصفها وسيلة تعين على إحداث تأثير على المتلقي يقودنا إلى استدعاء عنصر التلقي في الخطاب من جديد؛ ذلك أن التلقي يحتفظ بحضوره الحيوي في حالة كل خطاب مهما كانت هوية هذا الخطاب وطبيعته. غير أن التلقي في حالة الخطاب الأدبي يختلف نوعيًا عن التلقي في حالة الخطاب اللغوي الاعتيادي؛ ذلك أن التلقي في الخطاب الإبداعي يخضع في جزء كبير منه لموجبات الضغط الذي يمارسه الخطاب الأدبي بجماليته، وهذا يحيلنا على بعد انتزاع التلقي. فالتلقي الجمالي هو استجابة حتّمها الخطاب بممارسته تأثيرًا خاصًا من خلال بنائيته الجمالية، وهي مرحلة مهمة في تكريس الاستجابة للمعنى ومقولات الخطاب. وفق هذا التصور نطمئن إلى كون الخطاب الأدبي يحتفظ بإمكانات تواصل مع المتلقي تزداد فيها درجة التأثير والتجاوب مع مكوني الخطاب: مقولة الخطاب، وقول مقولة الخطاب.

 

على أن التلقي في حالة الخطاب الأدبي يُظهر وعيًا في الاستجابة يتجاوز التلقي للخطاب اللغوي الاعتيادي؛ ذلك أن تراكمات أنتجتها وفرة الخطابات الإبداعية (الشعرية- السردية) ومارست دورًا حيويًا في تشكيل حساسية التلقي؛ فمن خلال التشبع بقيم جماليات البنية الفنية للنص الأدبي والذي يتأتى من خلال التواصل المتكرر مع الخطاب الأدبي كل ذلك سيكفل حالة تفاعل متقدمة بين الخطاب وتلقيه.

 

المحور الثاني: المعنى.. والمعنى الديني:

1- المعنى:

يُحتّم تناول الخطاب الوقوف عند قضية المعنى؛ ذلك أن الخطاب لا يمكن له أن يحقق وظيفته التواصلية إلا من خلال اصطحاب علاماته لمعنى ما.

 

والمعنى على العموم ما يفهم من الدالّ اللغوي، فقد يكون مباشرًا يتعلق بما يشير إليه الدالّ من مسميات مادية خارجية[5] التي يأتي الإخبار عنها لدى المتلقي سواء أكانت حاضرة هذه المسميات الخارجية، وعندها تتراجع وظيفة التواصل اللغوي، لأن الشيء المعيّن أو المسمى يشارك طرفي التواصل (المرسل والمتلقي) لحظة التواصل؛ لأنه يتعين نظريًا ويتبدى بالحالة التي هو عليها؛ وبذلك يعلن عن نفسه مباشرة. أما إذا غاب الشيء المعيّن وحلّت العلامة محله، هنا تسترد اللغة وظيفتها المركزية بوصفها تخبر عن مسمى غائب يحتفظ طرفا التواصل بصورته الذهنية[6].

 

تجد اللغة أحد مبرراتها المهمة في أنها تعوض غياب الأشياء مخبرة عنها، ودافعة إلى التفاعل بين أطراف الخطاب حول معانيها. هذا والأمر يتعلق بالمعنى في جانبه المباشر المرتبط بالصورة الذهنية التي نمتلكها عن الأشياء المادية، أما إذا ابتعدنا باللغة عن تلك العلاقة الثنائية القريبة (مسمّى، تسمية) إلى بعد أكثر اتساعًا وتركيبًا يتجاوز استدعاء الماديات والمرئيات التي أٌصطلح على تسميتها، إلى المجرّد والبعيد من التصورات التي تظل معاني بدورها، وإن كانت تنتسب بدرجة أكبر إلى مصادر فكرية تأملية تدفع إلى تثبيت أنساق لغوية تحيل على هذه المعاني المجرّدة والفكرية وتدفع إلى التواصل حولها مع المتلقي، وإلى إنتاج معانٍ أخرى من خلال التخاطب حولها.

 

إن المعاني التي تنتجها العقائد والثقافات ومبادرات العقل البشري من خلال التفكير في حالات مرئية أو غير مرئية (ظواهر) تعكس حالتين من حالات النظر إلى الخطاب: فالحالة الأولى تتعلق بمطلب تطور العقل البشري، وبمبدأ مساءلة الوجود مما يقود العقل البشري إلى  إنتاج مفاهيم حول هذا الوجود، وهذه المفاهيم التي تولّدت عن التفكير الفردي أو الجماعي تمثل المعاني المهمة التي ينتجها العقل البشري في سياق حضاري ما مهما تقادم هذا السياق. وإذا كان التخاطب حول المعاني المباشرة عكس تحولًا مهمًا في وظيفة اللغة؛ بحيث أصبحت البديل الذي يعوض غياب المسميات المادية، فكذلك الأمر عندما نلتفت إلى الخطاب في علاقته بالمعاني العقلية والروحية فهو يعوض تلك المعاني من جهة النظر إلى قدمها والزمان الذي ظهرت فيه، وتم التخاطب حولها. فالمفاهيم التي أنتجتها العقلية الفلسفية الإغريقية هي موضوع التخاطب عند المهتمين بالشأن الفلسفي في عصر النهضة، والأمر نفسه ينطبق على تلك المفاهيم التي خاض فيها علماء الكلام في عصر نشاط الاشتغال على القضايا التي يمكن النظر إليها عقليًا في إطار الثقافة الإسلامية وهو ما كان من علماء الكلام، ونفس هذه المفاهيم العقلية يتم إنتاجها وتفعيل التخاطب حولها عند من يهتمون بالتأريخ للفكر الإسلامي.

 

لقد كفل الخطاب إمكانية إعادة إنتاج الحوار والتخاطب حول القضايا والمعاني المختلفة، بصرف النظر عن السياقات الأصلية التي أنتجت فيها هذه المعاني.

 

أما الحالة الأخرى، فتتعلق بتحسين أداء دوالّ الخطاب فيما يتعلق بالعلاقة المضبوطة والمحدّدة بين المفاهيم والمصطلحات، الأمر الذي ساهم في إنتاج دوالّ أكثر إبلاغًا عن مفاهيمها، مما سمح بتعدد الشبكات الاصطلاحية التي تختص بحقول المفاهيم المختلفة، أو بتلك المتعلقة بالمفاهيم المتعددة في إطار الحقل الواحد، ولهذا الإغناء أثره في ضبط دوالّ الخطاب عند رغبة التواصل حول قضية من القضايا، وهو ما سينعكس على الأداء العقلي نفسه الذي سيتحرر من مأزق الشراكة اللفظية ليجد أمامه تحديدًا وضبطًا بين المعاني والخطاب.

 

2- المعنى الديني:

يتصل المعنى الديني اتصالًا وثيقًا بمصادر الدين الذي يتحرك في إطاره هذا المعنى.

 

وفي حالة الدين الإسلامي فالمصادر التي تنتج المعنى الذي هو مقول الخطاب، هي مصادر تنقسم إلى نوعين: مصدر إلهي هو القرآن الكريم الذي يُنظر إليه بوصفه المزوّد المركزي للخطاب الإسلامي فمفاهيمه المختلفة، وربما في نفس التصنيف نسمح لأنفسنا بإدراج المصدر الذي تمثل في الرسول الكريم قولًا وسلوكًا وجاء الحذر في هذا الإدراج، من باب دفع المشابهة المطلقة، ولكن يجب أيضًا استحضار المرتبة السامية والمهمة لهذا المصدر النبوي الشريف في إنتاج مفاهيم ومعاني الدين الإسلامي.

 

أما النوع الآخر من مصادر المعنى في الدين الإسلامي والذي يطرحه خطاب هذا الدين، فيعود إلى الانشغالات العقلية والتأملية التي صدرت عن المشتغلين بالمعاني الإسلامية كما جاءت في المصدر الأول، مهما كانت الاتجاهات والمجالات التي يتحرك في إطارها هذا المصدر اللاحق والتالي للمصدر السابق. ويترتب على هذا التقسيم في مصادر المعنى تقسيم آخر يتعلق ببنية المعنى الإسلامي نفسه الذي يستوعب بعدين من المعنى: المعنى الأول ويتعلق بالمعاني العقدية الإيمانية التي ترتبط بالتصور الإسلامي بوصفه جاء مصححًا لأنماط من التصورات السابقة عليه، أما البعد الآخر، فيرتهن نوعيًا للبعد الأول؛ ذلك أنه يتعلق بمقولات العقيدة الإسلامية من جهة الممارسات والسلوكيات التي تدفع باتجاهها، وهو بعد سلوكي عملي يرتبط أساسًا بموجبات العقيدة الإسلامية بوصفها تصورًا شموليًا تتكامل فيه العقيدة بمحدداتها اليومية والحياتية للأفراد. كل هذه المفاهيم وغيرها تدور في إطار مساحة المعنى الديني، ذلك أنها تصدر عن مرجع له صفاته الجوهرية وملامحه التي يستقل بها، مما يرتب على ذلك خطابًا يتحرك في هذه الاتجاهات المختلفة للمعنى الديني.

 

وعندما يكون الخطاب علامات لغوية تُستَثمر بغرض التخاطب حول المعاني الدينية، فإن هذا الخطاب سيتشكل وفق ضرورات إيصال المعنى والحقيقة الدينية دون أن يحفل كثيرًا بالتوقف عند ملامح هذا الخطاب التكوينية في بعدها الخاص (الجمالي) فسيراهن الخطاب على مطلب إيصال المعنى والتحرك حوله، بمعنى أن الخطاب في بنيته سيحتفظ ببعد وظيفي بصورة عالية؛ ذلك أن الخطاب اللغوي في هذه الحالة سيتحول إلى واسطة يستثمرها المتحاورون في إطار الحرص على تزويد المتلقي بمقولات العقيدة الإسلامية في بعديها الإيماني أو السلوكي. وهذا النوع من الخطابات لا يفارق كثيرًا الخطاب العلمي الذي يوصف بأن المتكلم فيه يبتعد عن استحضار خصوصيته الفردية وهو يستعمل هذا الخطاب[7]، ووفق هذا التصور نميل إلى تثبيت صفة الموضوعية في الخطاب الديني الاعتيادي الذي يتعامل مع التلاقي العقلاني بين منتجيه في إطار الحوار حول المعنى، أو في إطار إعادة إنتاج هذا المعنى الديني عندما يستهدف الخطاب المتلقي بغرض إعلامه بمعنى من المعاني الدينية.

 

لقد ارتأينا أن نتوقف عند هذه الفكرة (الخطاب اللغوي الديني) في علاقته بالمعنى لأننا مرتبط بموضوعنا المركزي والمتعلق بكيف يمكن للمعنى الديني (الإسلامي) من أن يكون حمولة الخطاب الأدبي؟.

 

المحور الثالث: الخطاب الأدبي ذو الحمولة الإسلامية:

قبل أن نتجه إلى الإجابة عن السؤال التالي:

كيف يمكن للمعنى الديني أن يستثمر ممكنات الخطاب الأدبي في إحداث تواصل فعّال؟. نحب أن نلتفت إلى قضيتين مركزيتين: الأولى وتتعلق بذلك الطرح النقدي الذي يُبعد الفن عمومًا والنص الأدبي من بين ذلك، عن تقديم أي وظيفة إلاّ الوفاء لمبدأ الجمالية وفنية التكوين. وهو طرح نقدي أنتجه ذلك الصراع بين اتجاهي التفكير الأدبي المركزيين: الأدب والفن للمجتمع، والفن للفن، ولا ريب أن لكل من هذين الاتجاهين مرجعيته التي يصدر عنها، ومطامحه التي يراهن عليها من خلال العملية الإبداعية.

 

إن هذين الطرحين يعكسان تصورات تضادية تتطرف كثيرًا في الدفاع عن طرحها، وبنفس المستوى من التطرف الفكري تسعى وراء إبطال الطرح الآخر. والحقيقة أن كلا الاتجاهين ظهرا ونشطا في إطار التفكير الوضعي، حتى بالنسبة لاتجاه الفن للفن؛ ذلك أن الجمالية التي يراهن عليها بوصفها أول وآخر ما يُسأل عنه الفن، هي جمالية في إطار وعي الذات بالمجتمع، ووعيها الحساس تجاه أدواتها الفنية، ناهيك عن اتجاه الفن الواقعي الذي يتحرك أصلًا في إطار تفكير مادي يضبط وعي الذات المبدعة في علاقتها بالمجتمع بمستوياته المختلفة، وما يجب على الإبداع فعله ليسجل حضوره في إطار تلك الجدلية المادية، التي تحركها أدوات موضوعية خارجية تتعلق بآليات إنتاج الوعي والسلطة، وضوابط العلاقة بين الأفراد بعضهم البعض، والأفراد والمؤسسات الاقتصادية. إن الخلفية التي يتحرك من خلالها هذان الاتجاهان هي خلفية تضبطها محدّدات معينة تقوم إما على استحضار مكثف للذات المبدعة وهي تعيد إنتاج تجاربها العاطفية الوجدانية من خلال الاشتغال على مبدأ الأدب الجميل العاكس لعواطف مبدعة، وهي عواطف تتفاعل دائمًا في إطار الإنساني، أما الاتجاه الواقعي فهو يرتهن دائمًا لمحددات الواقع وكيفيات الحرص على المساهمة فيه.

 

ويمكن أن نعود بالقضية برُمتها إلى مصدر من مصادر النقاش حول طبيعة الأدب والفن عمومًا، وهو نقاش يحتفظ بصفته التأملية الإنسانية، ونقصد هنا موضوع الجمال الذي يستوعب مفهوم الأدب. ويعد موضوع الجمال من الموضوعات الحيوية التي فعّلت التفكير الفلسفي البشري، ودفعت إلى إنتاج كثير من المساهمات الفلسفية التي حاولت الاقتراب من مفهوم الجمال صادرة في ذلك عن خلفيات مختلفة أثرّت في توجيه النظر إلى هذا المفهوم، فمنذ الإغريق احتفظ مفهوم الجمال ببعده العلوي الميتافيزيقي الذي لم يمتلك صورة نهائية ومغلقة، وإنما ظل مستوى متباعدًا ترنو إليه العقول لتقترب بالأشياء مما يمكن أن يجاور هذا المستوى، وقد اقترب هذا المطلق في التفكير المثالي من قيمتي الحقو الخير[8]. فمنذ أفلاطون ارتبط الجميل بعلاقته بالحق والخير (فعنده أن الجميل هو الخير، والخير في هذا الرأي كامل الجميل هو مصدره ومبدؤه، كما هو مصدر كل شيء ومبدؤه، فالواحد المطلق خير قبل كل شيء وهو جميل لأنه خير فالخير هو المبدأ الأول الذي يصدر عنه الجمال)[9]. وفي التفكير الإسلامي ارتبطت هذه القيم: الجمال الحق الخير بصفات الله تعالى، وهي صفات مطلقة لا يتأتى للإنسان تخمين منتهاها وحدّها بل يستعين بالبصيرة على تخيل أنها استثنائية في وقعها على الخيال والنفس دون أن تحتكم هذه البصيرة إلى شيء إلا الانسياق وراء الرغبة في الاستمتاع والإعجاب بهذا المطلق في جماله؛ وبذا يصبح الجمال الإلهي المرتبط بقيمة الخير محركًا للإبداع، ودافعًا للمبدعين، في إطار حالة الجذب هذه تجاه هذا المطلق، إلى المواءمة بين هاتين القيمتين وإنتاج نص يحاول إشراك تصوره النسبي عن الجمال والخير تحت تأثير الوعي الكامن بمطلق الجمال الذي هو صفة الله سبحانه وتعالى في العقيدة الإسلامية.

 

وفي إطار العقيدة نفسها يلتقي المنتسبون إليها حول الإقرار بأن الله هو أصل كل ما هو جميل، ومصدر كل ما هو خير، وعندها يتحقق التناغم المرجعي بين أبناء العقيدة الأدبي إلى تضمين المعنى الديني في مقول قوله فهو يصدر بذلك عن هذه شض المطلقات غير المتناهية، والمحفّزة في نفس الوقت للتغني الأدبي بها، وتنشيط المخيلة الإبداعية في اتجاه محاولة الاقتراب منها لبيان انعكاسها على النفس الإنسانية، والأمر نفسه يطال المتلقي لهذا الخطاب الأدبي ذلك أن وعي المتلقي يتحرك في نفس الإطار المرجعي الإسلامي وتثير مدركاته هذه القيم المطلقة التي لله سبحانه وتعالى، وربما هذا المعنى الذي فهمه كانت عندما نظر إلى أن جمال الشيء لا يتوقف على طبيعته، وهو يقصد هنا الجمال عمومًا في إطار مجال تصوراته الفلسفية العقلانية، والذي قد لا يشتمل على ما تحمله العقيدة الإسلامية من رؤية للجمال الإلهي، ومع ذلك ما يهمنا في كلامه قوله إن الجمال يرتبط أساسًا بحرية الإدراك والتخيل[10].

 

فالذي يثيرنا هنا هو فكرة استدعاء الإدراك والتخيل بوصفهما آلتين من خلالهما يمكن الإحساس بالجمال، وامتلاك تصورات عن طبيعته.

 

أما القضية الأخرى التي نريد التوقف عندها الآن فتتعلق بإمكانية انحسار حدة الثنائية الصارخة (المادة والشكل)؛ إذ تأسيسًا على كلامنا عن مفهوم الجمال المطلق في العقيدة الإسلامية ومحاولات الإدراك البشري الاقتراب من تجليات هذا الجمال يمكن للمبدع، من أن يدرج نفسه وهو يتهيأ للعملية الإبداعية في إطار جمالية شمولية يقوم قطبها الأول على التعبير عن إحساسه تجاه الله تعالى بوصفه منتهى الجمال، وكما يتعذر الاقتراب من ملامح نهائية لهذا الجمال بل يعيش المسلم أجواء الانشداه تجاه هذا الجمال المطلق، فهو بذلك يجد موضوعًا لخطابه يتغنى فيه بالجمال الإلهي لا على مستوى التجسيم مقارنة بالمرئيات التي يستطيع مبدع الخطاب الأدبي الاطمئنان إلى امتلاك ملامحها شبه الكاملة. فعجزه، بوصفه بشرًا، عن امتلاك حدود نهائية لهذا الجمال يجعله أسير هاجس الاقتراب من هذا الجمال وهي فرصة حيوية تُغذي الخطاب الأدبي الإبداعي بمعاني لا متناهية عن هذا الجمال اللامتناهي وهو الجمال الإلهي. والمرتبط بالعقيدة الإسلامية ارتباطًا وثيقًا لا ينفك عن التغني بالجمال الإلهي بحكم وفاءه الإيماني الروحي لهذه العقيدة.

 

أما القطب الآخر من أقطاب هذه الشمولية الجمالية فيرتبط بحرص مبدع الخطاب الإبداعي على تسخير الأدوات البنائية لهذا الخطاب بما يمكنه من الوفاء باحتياجات التعبير عن الجمال الإلهي وقيم الخير التي تصدر عن هذه الحالة المطلقة فكما أن الجمال قد يكون في التعبير الناجح كما يقول الفيلسوف الإيطالي كروتشيه، فإن نجاح التعبير لكي يمتلك صفة الجمال مرهون بهاجس المبدع في الاقتراب نسبيًا من تحسس الجمال الإلهي، والترجمة في نفس الوقت عن الإحساس الباطني بإشعاعات ذلك الجمال عن النفس من خلال استثمار أدوات التعبير الجميل.

 

إن مطلب التعبير عن تجربة الجمال الإلهي المطلق يستفيد كثيرًا من الإمكانية التي يتيحها الخطاب الإبداعي في التعبير عن ذلك.

 

المحور الرابع: بنائية الخطاب الأدبي ذي الحمولة الدينية:

نحب من البداية أن ندرأ عن هذه المحاولة نقيصة عدم اقترابها من فك الارتباط بين ما يمكن أن يكون إبداعًا وما يمكن أن يكون متنًا.

 

أشرنا في سياق سابق إلى أن المعنى الديني قد يستثمر الخطاب اللغوي من أجل إيصال تلك الحقائق دون أن يحفل بالاشتغال على الصيغ التي جاءت حاوية لتلك الحقائق، اللهم إلا التركيز على سلامة البناء اللغوي، والمتن الشعري هو أيضًا لغة إيقاعية جاءت لتوصل معنى مباشرا وتعليمي.

 

أما الخطاب الأدبي فيحتفظ بخصوصيته النوعية على مستوى المعنى والمتمثل في تضمين قيم الجمال والخير اللتين تمثلان محركًا مهمًا للوجدان والمشاعر ومستثيرةً لأنماط تعامل واعٍ مع الأبنية اللغوية الجمالية.

 

يجب الآن أن نأتي على فصل الخطاب الأدبي إلى جنسيه المركزيين: خطاب شعري وآخر سردي، وفي إطار التصور الذي يقدمه المفكر واللغوي الروسي باختين والذي يقوم على رصد حالة التواصل من خلال توزعها على المستويات التالية:

• الموضوع الملموس.

• المتكلم التلفظ المستمع.

• علامات التناص.

• اللغة.

 

نرى أن أي خطاب يحمل المعنى الديني يصدر عن منتج عاش تجربة الإحساس بالجمال الإلهي وبقيم الخير والحب والفضيلة التي تنادي بها العقيدة الإسلامية والتي تتناغم مع حقيقة مصدر هذه العقيدة وهو الله تعالى في سموه وعلوه، كل ذلك سيمكن مبدع الخطاب الأدبي الديني من امتلاك تجربة وجدانية عاطفية تأسرها وتنشطها هذه القيم التي تسجل في إطار الموضوع الملموس الذي سيبحث عن خطاب (تلفظ) مثالي في جماله وفي إمكانات تأثيره وهو مطلب المتكلم في الخطاب الإبداعي الديني، وهو مطلب أيضًا ديني عند المستمع لهذا المتكلم بالخطاب الإبداعي الديني والمستمع هنا يشترك مع منتج الخطاب الإبداعي الديني في مبدأ الاحتكام إلى التلاقي الوجداني الروحي عبر الخطاب الأدبي؛ أي أن الخطاب الديني (الشعري) هنا هو خطاب روحي عاطفي يستثير تلقيًا في نفس المستوى أو قريب منه من الروحانية، الأمر الذي يعني تناغمًا بين تجربة المتكلم الوجدانية واستعداد المستمع الوجداني أيضًا، والذي نُشط عبر الخطاب الأدبي ذي المعنى الديني، وهنا ربما يتكفل هذا الخطاب بإنتاج تفاعل مهم بين التجربة الوجدانية الدينية المعبر عنها شعريًا وأفراد المجتمع الإسلامي اللذين يجدون في هذا النوع من الخطاب مجدّدًا لحالات الاتصال الروحي بالله تعالى مصدر القيم المطلقة التي تتفاعل معها بالطبيعة النفس البشرية.

 

إن علاقات التناص واللغة في إطار تصور باختين للتلفظ هما مستويان مشتركان بين المتكلم والسامع، فالتناص هو حضور تراكمات أدبية في وعي الأديب، التي تقوم بدورها في إنتاج التلفظ والأمر نفسه ينطبق على اللغة التي يُنظر إليها بوصفها مرجعا جماليا يتعامل معه المتكلم. كما إن لهذين المستوين علاقة بالمتلقي في إطار ارتباطه بالمتكلم بما هو مشترك و جماعي، فالتراكمات النصية المختلفة والمتنوعة هي حالة مشاعية تطال المستمع كما المتكلم، و اللغة كذلك هي مرجع للمستمع كما كانت للمتكلم في عناصرها، ونظامها.

 

وفي الخطاب الأدبي الديني تكون علاقات التناص حاضرة من جهة إحالتها على التراكمات النصية الأدبية الدينية، والتي تمثل خلفية لهذا الخطاب ولمنتجه، كما أنها تمثل خلفية للمتلقي الذي تشكّل وعيه وفق مقولاتها السابقة، واللغة الإبداعية هي النظام الإبداعي الذي استقرّ بأنماطه وصوره في إطار الشعرية العربية، والذي يمارس دوره في توجيه التلقي للخطاب الإبداعي الديني.

 

ونفس التصور يمكن أن ينسحب على الخطاب الأدبي السردي المتضمن للمعاني الدينية، ذلك أن تصنيف اللغوي الروسي يستوعب المستويات المتعددة التي يتوزع عليها أي خطاب.

 

وإذا كان الخطاب الأدبي الشعري يحفل أكثر بالجانب الوجداني، وهي الصفة التي لازمت الشعر العربي عمومًا، ونقصد هنا صفة الغنائية المحيلة على ذات المبدع، فإن الخطاب الأدبي السردي (رواية، قصة قصيرة...) هو خطاب أميل إلى الموضوعية من جهة تركيزه على عنصري الشخصية والأحداث، وبالإمكان استثمار هذا الخطاب في إبداع أحداث تخدم الجانب السلوكي العملي من البعد الديني؛ فيتأتى من خلال ذلك تجسيد معاني الخير ودفع المعاني النقيضة من خلال تسخير شخصيات الخطاب السردي في هذا الاتجاه، وبالذات ونحن نعرف أن الخطاب الأدبي السردي هو عمل يعيد إنتاج الواقع البشري من خلال خلق عوالم متخيَّلة تحاكي الواقع الحقيقي، الأمر الذي يمكّن هذه العوالم المتخيَّلة من تقديم قيم الخير الإسلامي من خلال أعمال فنية غير مباشرة تساهم في تصحيح أنماط العلاقات في المجتمع سواء أكانت هذه العلاقات بين الأفراد في ما بينهم أم بين هؤلاء الأفراد ومؤسسات المجتمع المختلفة الاجتماعية أو الاقتصادية أو الدينية. وبالمحصلة فإن الهدف هو الدفع باتجاه تثبيت نموذج تنسجم فيه صورة الواقع بمختلف أبعاده مع المرجع الإسلامي، كل ذلك في إطار استثمار الصيغ البنائية الفنية بما يخدم هذا المعنى الديني (الخير الإلهي)، وبما يحفظ للخطاب الأدبي السردي خصوصيته النوعية بوصفه خطابا أدبيا أولا وأخيرًا.

 

وانطلاقا من هذه الرؤية نستطيع أن نكرّس تفريقا بين جنسي الخطاب الأدبي من خلال اهتمام الجنس الأول، الخطاب الأدبي الشعري بالتغني بقيمة الجمال الإلهي.

 

أما الخطاب السردي، فإن تضمينه معاني الخير الذي تنتجه سلوكيات الأفراد وفق المحددات العقدية الإسلامية، سيكون أقرب لإعادة الإنتاج من خلال الخطاب السردي.

 

والمتلقي سيجد تفاعلا مع ما يطرح من معانٍ في هذه الخطابات لأنها تمارس تأثيرًا جماليًا وحدثيًا عليه، الأمر الذي يدفعه إلى تنشيط وتجديد علاقته بالعقيدة الإسلامية في بعدها القيمي والسلوكي.

 

ستتحقق للمعنى الديني باستثماره الممكنات الجمالية والفنية المتاحة في النص الأدبي إمكانية التأثير الفعّال في المجتمع وتوجيه ما يصدر عن المتلقي من أفعال وفق ضوابط العقيدة الإسلامية مصدر هذه المعاني الدينية.

 

مراجع الدراسة:

1 - الجابري، محمد عابد، الخطاب العربي المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، ط الخامسة، 1994.

 

2 - إسماعيل، عز الدين، الأسس الجمالية في النقد الأدبي، دار الفكر العربي، ط 3، 1974.

 

3 - يونس، محمد، مقدمة في علمي الدلالة والتخاطب، دار الكتاب الجديد المتحد، بيروت، 2004.

 

4 - المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1983.

 

5 - دائرة المعارف الإسلامية، مجلد2.

 

6 - إيسلدن رامان، النظرية الأدبية المعاصرة، ت ج سعيد الغانمي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت.

 

7 - تزفيتان تودوروف، ميخائيل باختين، المبدأ الحواري، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت،1996.

 

8 - لالو، شارل، مبادئ علم الجمال، تر خليل شطى، دار دمشق،1982.

 

9- B,Emile,probléme linguistique,générale,Gallimard,paris,1966.

 

10- D,Oswald,dictionnaire encyclopédique des sciences du langage seuil,paris,1972.

 

11- M,Dominique,L'ènonciation en linguistique française,hachette,paris,1994.



[1] M,Dominique,L'énonciation en linguistique française,hachette,paris,1994,p75

• الجابري، محمد عابد، الخطاب العربي المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية، ط الخامسة، 1994، ص 10

[2] B,Emil,probléme de linguistique génerale,Gaillimard,paris,1966,p262

[3] D,Oswald,dictionnaire encydopédique des sciences du langage seuil,paris,1972,p416

[4] ايسلدن رامان، النظرية الأدبية المعاصرة، ت ج سعيد الغانمي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص 19.

[5] يونس، محمد، مقدمة في علمي الدلالة والتخاطب، دار الكتاب الجديد المتحد، بيروت، 2004، ص13.

[6] المرجع نفسه ص 19.

[7] M,D,L'E'nonciation en linguistique française,p4.

[8] دائرة المعارف الإسلامية، مجلد2، ص439 - المعجم الفلسفي، مجمع اللغة العربية، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1983، ص62.

[9] إسماعيل، عز الدين، الأسس الجمالية في النقد الأدبي، دار الفكر العربي، ط3، 1974، ص41.

[10] لالو، شارل، مبادئ علم الجمال، تر خليل شطي، دار دمشق، 1982، ص5.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الوسطية في الخطاب الديني وأثره على المجتمع
  • النص الإبداعي .. جدلية تواشج السرد الواقعي والخيالي
  • تطوير أساليب الخطاب الديني في مواجهة تمرد الشباب
  • مفهوم الخطاب الإسلامي
  • اللين في الخطاب الديني بين الإعمال والإهمال
  • عصرنة الخطاب الديني بين تسارع إيقاع التطور وتحديات استلاب الحال
  • ما وراء الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني عند البعض

مختارات من الشبكة

  • الخطاب للمرأة غير الخطاب للرجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتب علوم القرآن والتفسير (11)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بلاغة الخطاب التعليمي والحجاجي في القرآن والحديث لأيمن أبو مصطفى(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الخطاب الإسلامي: (ومن أصدق من الله حديثا)، (ومن أصدق من اللَه قيلا)، (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • حمزة بن عبدالله بن عمر العدوي: حياته وأثره في الجانب الاجتماعي والعلمي في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خصائص الفكر الديني عند الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءة في الخطاب الديني وأزمة حظر المآذن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الترجمة وتحليل الخطاب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أقارن بين خاطبي الأول وبقية الخطاب(استشارة - الاستشارات)
  • مدارس الخطاب الفقهي للأقليات(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب