• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

فتح ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال

فتح ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال
إبراهيم حسن عطوة أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/11/2011 ميلادي - 26/12/1432 هجري

الزيارات: 219467

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فتح ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، الذي أسبَغَ علينا نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً؛ فيعجز عن عدِّها العادُّون، وكان من أعظَمِ ما أنعَمَ به علينا دِينُ الإسلام العظيم، وهو الدِّين الحقُّ المتين، الذي ارتَضاه السابقون الأوَّلون من الأنبياء والمرسَلين، كذا ارتَضاه التابعون لهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين، فشرع مصدرَيْن هما سبيلٌ لمعرفة هذا الدِّين القويم، كما أنهما طريقٌ للظَّفر بدار المقامة جنَّة النعيم: أولهما القُرآن الكريم، كلامُ الله ربِّ العالمين، وهو حبلُ الله المتين، الذي ما تمسَّك به من عبدٍ إلا نَجَا، فأعطاه الله الثواب الجزيل، وما عدل عنه من ظَلُوم جَهُول غَشُوم إلا عاقَبَه ربُّه فأودى به إلى الهلاك والخُسران المبين، ثانيهما: السُّنَّة النبويَّة المطهَّرة سُنَّة النبيِّ الأمين، محمد بن عبدالله صلَّى الله عليه وعلى الآلِ والصَّحب والتابعين، ومَن سلَك سَبِيلَه واقتَفَى أثَرَه وسار على دَرْبِه إلى يوم المِيعاد.. آمِين.

 

وبعدُ:

فهذا بحثٌ أعدَدتُه بعونٍ من العليم وتسديد سميتُه: "فتح ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال"، وهو مُتعلِّق بعلمٍ من علوم الشَّريعة عظيم النَّفْعِ كبيرِ الأثر، ذي هدفٍ منشود، وغايةٍ مَرجُوَّة (علم التجويد)، فهو أشرَفُ العُلوم وأفضَلُها؛ إذ إنَّ شرَف العِلم وفَضله يتعلَّق بموضوعه، وموضوعُ علمِ التجويد يبحَثُ في الألفاظ القُرآنيَّة الكريمة؛ من حيث كيفيَّة النُّطق بها على الوجه المُعتَبر لدى عُلَماء القِراءة والإقراء، فإذا كان موضوعُه يتعلَّق بأجلِّ الكُتب السماويَّة وهو القُرآن العظيم كلام الله الحقِّ المبين، فلا غرو أنْ يكونَ من أشرَفِ العُلوم وأفضلها.

 

ويتناوَلُ هذا البحث فنًّا من فُنون التجويد، وهو: (الصفات العارضة) فقد اقتصر البحث عليه، سائِلين الله تعالى أنْ يكون خالصًا لوجهه الكريم، وأنْ ينفَعَ به الدِّين، وأنْ ينتَفِع به سائرُ المسلمين، عربهم وعجمهم.. آمِين.

 

وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وصَحبِه أجمعين.

وآخِر دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.


مقدمة في مبادئ علم التجويد

أولاً: تعريفه:

أ- لغةً: الإحسان والإتقان؛ يُقال: جوَّدتُ الشيءَ تجويدًا؛ أي: حسَّنته تحسينًا وأتقَنْتُه إتقانًا.

ب- اصطلاحًا: عِلمٌ يَبحَثُ في الكلمات القُرآنيَّة الكريمة؛ من حيث إعطاء كلِّ حرفٍ حقه ومستحقه.

 

ثانيًا: موضوعه:

الألفاظ القُرآنيَّة الكريمة من حيث كيفيَّةُ النُّطق بها على الوجه المُعتَبر لدى عُلَماء القِراءة والإقراء.

 

ثالثًا: استمداده:

هو مُستَمدٌّ ومأخوذ من كيفيَّة قِراءة النبيِّ - صلَّى الله عليه على آله وسلَّم - وقراءة أصحابه - رضِي الله عنهم - وقراءة التابعين من أئمَّة القِراءة حتى وصَل إلينا بطريق التواتُر.

 

رابعًا: هدفه:

حِفظ أداء تلاوة القُرآن الكريم من التبديل؛ فقد ثبَت من حديث موسى بن يزيد الكندي - رضِي الله عنه - قال: كان ابن مسعود - رضِي الله عنه - يُقرِئُ رجلاً، فقرأ الرجل:  ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [التوبة: 60] مرسلة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقُرأنيها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال الرجل: وكيف أقرأَكَها يا أبا عبدالرحمن؟ قال: أقرأنِيها هكذا:  ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ﴾ [التوبة: 60] ومدَّها.

 

خامسًا: ثمرته:

القُدرة على اتِّباع الأثَر في كيفيَّة قِراءة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لكتاب الله - جلَّ وعلا - ومُؤدَّى ذلك صَوْنُ اللسان عن اللَّحن (الخطأ) في قِراءة القُرآن العظيم.

 

سادسًا: غايته:

الظَّفر بتحقيق قوله - تعالى -:  ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، فتحقيقها يدلُّ على امتثال أمرِه - تعالى - ممَّا يُوجِبُ الفوزَ بالسعادة في الدُّنيا والآخِرة.

 

يقوم هذا البحث على الآتي:

أولاً: ذكر المتن المسمى بـ"تحفة الأطفال"؛ للإمام الجمزوري.

ثانيًا: شرحه شرحًا موجزًا، (وهو مزيجٌ من شرحي العلامتَيْن: الجمزوري، والضَّبَّاع)، مع بَيان بعض التعريفات والتقسيمات والتوجيهات والفُروق إنِ احتَجنا إلى ذلك.

ثالثًا: بيان ضبط الكتاب المبين في الأحكام التي سنَذكُرها - بمشيئته تعالى.

 

كما أنَّني اعتمدتُ في بحثي هذا على الكتب الآتية:

1- "غاية المريد في علم التجويد"؛ لفضيلة الشيخ/ عطية قابل نصر.

2- "العميد في علم التجويد"؛ لفضيلة الشيخ/ محمود علي بسة.

3- "شرح تحفة الأطفال"؛ للعلامة/ سليمان الجمزوري، كذا للعلامة/ علي محمد الضبَّاع.

4- "الملخص المفيد في علم التجويد"؛ لفضيلة الشيخ/ محمد أحمد معبد.

5- "إرشاد القراء إلى كيفية الإقلاب والإخفاء"؛ لفضيلة الشيخ/ أحمد بن حامد آل طعيمة المصري.

5- مُصطلحات الضبط للمصحف المدني.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

1- يَقُولُ رَاجِي رَحْمَةِ الْغَفُورِ
دَوْمًا سُلَيْمَانُ هُوَ الجَمْزُورِي

 

الشرح:

قوله: (بسم الله الرحمن الرحيم) ابتداءٌ حقيقي[1]، وفيه استعانةٌ بالله - جلَّت قدرتُه - على نظْم مَنظُومته المسمَّاة بـ"تحفة الأطفال"، كما أنَّ فيه اقتداءً بالكتاب الكريم وبالنبيِّ الأمين - صلَّى الله عليه وعلى آله وسلَّم.

 

وقوله: (يقول راجي رحمة الغفور)، أسلوبٌ إنشائي يسألُ فيه ربَّه أنْ ينزل عليه من رَحماته، وأنْ يَغفِرَ له سيِّئاته، فهو - سبحانه - المتفرِّد بالقُدرة على ذلك.

 

وقوله: (دومًا سليمان هو الجمزوري)؛ أي: يسأله المغفرةَ على الدَّوام، ويكون ذلك بالحصول على المغفرة في الدارَيْن، و(سليمان) هو اسمُ الناظم، و(الجمزوري) نسبة لجمزور؛ وهي بلدُ أبي الناظِم وتقعُ بالقُرب من "طنطا".

 

2- الْحَمْدُ للهِ مُصَلِّيًا عَلَى
مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَنْ تَلاَ

 

الشرح:
قوله: (الحمد لله) ابتداءٌ إضافيٌّ[2]، والحمد: هو الثَّناء باللِّسان على الصِّفات اللازمة والمتعدِّية، واللام في (لله) للملك أو للاستِحقاق أو للاختِصاص.

 

وقوله: (مصليًا)؛ أي: أحمدُ الله حالةَ كوني مُصلِّيًا[3].

 

وقوله: (على محمد وآله ومَن تلا)، فيه تخصيصٌ بالصلاة على النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آلِه[4] وعلى مَن تَبِعَهم بعد ذلك على ما جاؤوا به من عند الله - تعالى - اعتقادًا وعمَلاً.

 

3- وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ لِلْمُرِيدِ
فِي النُّونِ والتَّنْوِينِ وَالْمُدُودِ

 

الشرح:

قوله: (وبعدُ)؛ "بعدُ" كلمةٌ يُؤتَى بها للانتِقال من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخَر.

وقوله: (هذا النظم للمريد)؛ أي: إنَّ هذا النَّظم الذي أنظِمُه إنما شَرعتُ في نَظمِه لطالِبِيه ومُرِيدِيه.

وقوله: (في النون)؛ أي: في أحكام النون الساكنة والخالية من الحركة، (و) في أحكام (التنوين) أيضًا.

 

والتنوين لغةً: التصويت، يُقال: نوَّن الطائر، إذا صوَّت، واصطلاحًا: نُونٌ ساكنةٌ زائدةٌ تلحَقُ آخِرَ الأسماء لفظًا لا خطًّا، وتثبُت في الوصل دُون الوقْف.

 

(والمدود) جمع مد؛ وهو هُنا عبارة عن: زيادة المدِّ في حُروف اللين بسبب همزٍ أو سُكونٍ - كما سيأتي.

 

4- سَمَّيْتُهُ بِتُحْفَةِ الأَطْفَالِ
عَنْ شَيْخِنَا الْمِيهِيِّ ذِي الْكَمالِ

الشرح:

قوله: (سميته) الضمير فيه يَعُودُ على النَّظم.

 

(بتحفة الأطفال)، والتُّحفة: من الإتْحاف وهو الشيء الحسن، الأطفال: هم الذين لم يَبلُغوا الحلم، والمراد بهم هنا: الصِّغار في هذا الفن.

 

وقوله: (عن شيخنا الميهي)؛ يعني: أنَّه أخَذ اسم هذا النظم أو مدلوله عن شيخه الإمام العالم العلامة: نور الدين علي بن عمر بن حمد بن ناجي بن فنيش الميهي[5]، نسبةً لبلدةٍ تسمى: الميه، بجوار شبين الكوم بإقليم المنوفية.

 

وقوله: (ذي الكمال) فيه مُغالاةٌ؛ إذ إنَّ الله تعالى وحدَه هو الذي يتَّصِفُ بالكَمال وما عَداه يتَّصِفُ بالنَّقص.

 

5- أَرْجُو بِهِ أَنْ يَنْفَعَ الطُّلاَّبَا
وَالأَجْرَ وَالْقَبُولَ وَالثَّوَابَا

 

الشرح:

قوله: (أرجو به أنْ ينفع الطلابا)، أسلوبٌ إنشائي، وفيه أنَّه يرجو من الله تعالى سائلاً إيَّاه أنْ ينفع بهذا النظم المريدين لهذا الفنِّ، والطلابا: جمع طالب، وهو المنهمِكُ على الشيء المنكبُّ عليه.

 

قوله: (والأجر) فيه أنَّه يَطلُبُ من الله تعالى الأجرَ - وهو إيصال النَّفْعِ إلى العبْد على طريق الجَزاء - على شُروعِه في هذا النَّظم.

 

(والقبول) كذا يسأله سبحانه أنْ يقبل ذلك النظم الذي شرَع فيه، فيكون له ثقلاً في الميزان وأنْ يقبله عنده بسبب هذا النظم؛ فيترتَّب على ذلك الظَّفر بالفوز العظيم في الدارين.

 

(والثوابا) كذا يرجو الثواب من الله تعالى، والثواب: مقدارٌ من الجزاء يعلَمُه الله تعالى يتفضَّل بإعطائه لمن يشاء من عِباده إذا أخذوا بأسباب الحُصول عليه.

 

6- لِلنُّونِ إِنْ تَسْكُنْ وَلِلتَّنْوِينِ
أَرْبَعُ أَحْكَامٍ فَخُذْ تَبْيِينِي

 

الشرح:

قوله: (للنون إن تسكن وللتنوين...)، اشتَرَط فيه سُكون النون، والتنوين لا يأتي إلا ساكنًا؛ والمعنى: للنون حالَ سُكونِها وللتنوين أيضًا...

 

(أربع أحكام)؛ يعني: أحكام أربعة بالنسبة لما يقع بعدهما من الحروف، وقوله: (فخذ تبييني)؛ أي: توضيحي لها.

 

والفرق بين النُّون الساكنة والتنوين يُوجَد في خمسة أمور:

الأول: النون الساكنة حرفٌ أصليٌّ من حُروف الهجاء، وقد تكونُ من الحروف الزوائد، أمَّا التنوين فلا يكونُ إلا زائدًا عن بنية الكلمة.

 

الثاني: النون الساكنة ثابتةٌ في اللفظ والخطِّ، أمَّا التنوين فثابتٌ في اللفظ دُون الخط.

 

الثالث: النون الساكنة ثابتةٌ في الوصل والوقف، أمَّا التنوين فثابتٌ في الوصل دون الوقف.

 

الرابع: النون الساكنة تُوجد في الأسماء والأفعال والحروف، أمَّا التنوين فلا يوجد إلا في الأسماء فقط؛ ويُستثنى من ذلك نونُ التوكيد الخفيفة التي لم تقعْ إلا في موضعين في القُرآن؛ وهما: ( ﴿ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ﴾ [يوسف: 32] - ﴿ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ﴾ [العلق: 15]) فإنها نونٌ وليست تنوينًا؛ لاتِّصالها بالفعل، وإنْ كانت غير ثابتة خطًّا ووقفًا كالتنوين، فهي إذًا نونٌ ساكنة شبيهةٌ بالتنوين.

 

الخامس: النون الساكنة تكونُ مُتوسِّطة ومُتطرِّفة، أمَّا التنوين فلا يكونُ إلا مُتطرِّفًا.

 

7- فَالأَوَّلُ الإِظْهَارُ قَبْلَ أَحْرُفِ
لِلْحَلْقِ سِتٍّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ

 

الشرح:

قوله: (فالأول الإظهار) فيه أنَّ الإظهار هو الحكم الأوَّل من الأحكام الأربعة التي تقعُ على النون الساكنة والتنوين.

 

(قبل أحرف)؛ أي: إنَّ إظهار النون الساكنة والتنوين لن يكون إلا بعد وُقوع أحدهما قبلَ أحرُف الحلق.

 

(للحلق ست)؛ أي: إنَّ أحرُفَ الحلق عددها ستة.

 

(رتبت)؛ أي: إنَّ الناظم رتَّب هذه الأحرف الستة الحلقيَّة على حسَب مخارجها كما سيأتي.

 

(فلتعرف)، فلتَفهَمْ ذلك وتعيه جيدًا.

 

8- هَمْزٌ فَهَاءٌ ثُمَّ عَيْنٌ حَاءُ
مُهْمَلَتَانِ ثُمَّ غَيْنٌ خَاءُ

 

الشرح:

قوله: (همز فهاء...)؛ أي: إنَّ حُروف الإظهار الحلقي ستة، وهي: "الهمزة، الهاء، العين، الحاء، الغين، الخاء"، وقوله: (مهملتان) أي: إنَّ العين والحاء مهملتان في النقط؛ ليس عليهما نقط الغين والخاء.

 

وقد رتَّب الناظم الأحرف الستة على حسَب مخارجها، فـ"الهمزة والهاء" يخرُجان من أقصى الحلق، ثم "العين والحاء" يخرُجان من وسط الحلق، ثم "الغين والخاء" يخرُجان من أدنى الحلق.

 

الإظهار:

• لغةً: البيان والإيضاح؛ تقول: أظهرت الشيء؛ أي: بيَّنته وأوضَحْته.

 

• واصطلاحًا: إخراج الحرف المظهر من مخرجه من غير غنَّة كاملةٍ.

 

• والمراد بالحرف المظهر: النون الساكنة والتنوين الواقعتان قبل أحرُف الحلق؛ نحو قوله - تعالى -:  ﴿ وَيَنْأَوْنَ ﴾ [الأنعام: 26]،  ﴿ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 115].

 

• مَراتب الإظهار ثلاثة: عُليا: عند الهمزة والهاء، وُسطَى: عند العين والحاء، دُنيا: عند الغين والخاء.

 

توجيهات:

1- سُمِّيَ الحكمُ الأوَّل بـ"الإظهار"؛ لظهور النون الساكنة والتنوين عند مُلاقاة أحد هذه الحروف الستة المذكورين آنفًا.

 

2- سميت هذه الحروف الستَّة بالأحرُف الحلقيَّة؛ لكونها تخرُج من الحلق.

 

3- سبب إظهار النون الساكنة والتنوين عند مُلاقاة هذه الأحرُف الستَّة هو "بُعد المخرجين"؛ حيث إنَّ النون والتنوين يخرُجان من طرف اللسان، والحروف الستَّة تخرُج من الحلق.

 

كيفية علم ضبط الكتاب المبين للإظهار:

أولاً: كيفية ضبط الكتاب المبين لسكون الحرف وظهوره في النطق: يكون بوضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة  بحيث يقرعه اللسان؛ نحو:  ﴿ مِنْ خَيْرٍ ﴾ [البقرة: 105] -  ﴿ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ﴾ [الأنعام: 26] -  ﴿ وَخُضْتُمْ ﴾ [التوبة: 69]".

 

ثانيًا: كيفية ضبط الكتاب المبين لظُهور التنوين في النُّطق: يكونُ بتركيب الحركتين "ضمتين أو فتحتين أو كسرتين" نحو:  ﴿ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 181] -  ﴿ وَلَا شَرَابًا * إِلَّا ﴾ [النبأ: 24-25]،  ﴿ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ﴾ [الرعد: 7]".

 

9- وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِسِتَّةٍ أَتَتْ
فِي يَرْمُلُونَ عِنْدَهُمْ قَدْ ثَبَتَتْ

 

الشرح:

قوله: (والثان إدغام) فيه أنَّ الإدغام هو الحُكم الثاني من الأحكام الأربعة التي تقعُ على النون الساكنة والتنوين، والباء في قوله: (بستة) بمعنى (في)؛ أي: في ستة أحرف (أتت)، يعني: جمعت (في) حروف: (يرملون)، وهي: (الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون).

 

وقوله: (عندهم قد ثبَتَتْ)؛ يعني: أنَّ هذه الكلمة (يرملون) عند كلِّ القرَّاء قد اشتهرَتْ.

 

10- لَكِنَّهَا قِسْمَانِ قِسْمٌ يُدْغَمَا
فِيهِ بِغُنَّةٍ بِيَنْمُو عُلِمَا

 

الشرح:

قوله: (لكنَّها)؛ يعني: الستة الأحرف المذكورين آنِفًا.

(قسمان)؛ يعني: أنَّ هذه الأحرُف الستة تكونُ على قسمين.

وقوله: (قسم يدغما فيه بغنة)، فيه بيان القسم الأول من قسمي الإدغام، وهو "الإدغام بغنة".

وقوله: (بينمو) فيه بيان الأحرف المختصة بالقسم الأوَّل من قسمي الإدغام؛ أي: إنَّ عدد الحروف المختصَّة بالقسم الأول "الإدغام بغنَّة" أربعة أحرُف، وهي: "الياء، النون، الميم، الواو"، جمَعَها الناظِم في قوله: (ينمو).

وقوله: (علما) تكملةٌ للبيت؛ أي: علم ذلك.

 

11- إِلاَّ إِذَا كَانَا بِكِلْمَةٍ فَلاَ
تُدْغِمْ كَدُنْيَا ثُمَّ صِنْوَانٍ تَلاَ

 

الشرح:

قوله: (إلا إذا كان بكلمة) فيه استثناءٌ؛ يعني: إذا جاءتْ تلك الأحرُف المختصَّة بالقِسم الأول من قِسمي الإدغام، والتي جمَعَها الناظِم في قوله: (ينمو) بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمةٍ واحدةٍ، صار لها حُكمٌ آخَر بيَّنَه الناظم في قوله: (فلا تدغم)؛ أي: فلا يحصل الإدغام في هذه الحالة ويتعيَّن الإظهار، ثم مثَّل لذلك في قوله: (كدنيا)، (ثم صنوان تلا)؛ يعني: أنَّ (صنوان) تَلِي وتتبع (دنيا) في الحكم، والواقع من ذلك في القُرآن أربعة: "دنيا، صنوان، قنوان، بنيان".

 

12- وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِغَيْرِ غُنَّهْ
فِي اللاَّمِ وَالرَّا ثُمَّ كَرِّرَنَّهْ

 

الشرح:

قوله: (والثان إدغام بغير غنة)، فيه بيان القسم الثاني من قِسمي الإدغام، وهو: "الإدغام بغير غنة".

 

وقوله: (في اللام والرا) فيه بيان الأحرُف المختصَّة بالقسم الثاني من قسمي الإدغام؛ أي: إنَّ عدد الحروف المختصَّة بالقسم الثاني "الإدغام بغير غنة" حرفان هما: "اللام، الراء".

 

وقوله: (ثم كررنه)، فيه بيانٌ لحكمٍ من أحكام الراء، وهو "التكرير" الذي يجبُ تركُه.

 

• الإدغام لغةً: إدخال الشيء في الشيء، تقول: أدغمت اللجام في فم الفرس؛ أي: أدخَلته فيه.

 

• واصطِلاحًا: إدخال حرفٍ ساكن في حرفٍ مُتحرِّك؛ بحيث يَصِيران حرفًا واحدًَا مُشدَّدًا؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ ﴾ [النساء: 110] -  ﴿ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11] -  ﴿ مَالًا لُبَدًا ﴾ [البلد: 6] -  ﴿ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [الحاقة: 21]".

 

• ينقسمُ الإدغام من حيث الغنَّة وعدمها إلى قسمين: "إدغام بغنة" و"إدغام بغير غنة" وقد بيَّنَّاه.

 

وينقسمُ الإدغام من حيث الكمال والنقصان إلى قسمين:

الأول: إدغام كامل، وحروفه: النون، الميم، الراء، اللام.

الثاني: إدغام ناقص، وحروفه: الياء، الواو.

 

توجيهات:

1- سبب الإدغام هو "التماثُل بالنسبة للنون، والتقارُب بالنسبة لبقيَّة الحروف الخمسة: الياء، الراء، الميم، اللام، الواو".

2- وفائدة الإدغام التخفيف؛ حيث إنَّ المدغَم والمدغَم فيه يُنطَق بهما حرفًا واحدًا.

 

3- إذا وقَع حرفٌ من حروف الإدغام بغنة (ينمو) بعد النون الساكنة والتنوين في كلمتين وجَب الإدغام مع الغنَّة إلا في موضعين؛ وهما:  ﴿ يس * وَالْقُرْآنِ ﴾ [يس: 1، 2]،  ﴿ ن وَالْقَلَمِ ﴾ [القلم: 1]، فالحكم فيهما الإظهار على خِلاف القاعدة؛ وذلك لسببين:

الأول: مُراعاة الانفِصال الحُكمي؛ حيث إنَّ كلاًّ من "يس، ن" اسمٌ للسورة التي بُدِئت بها، والنونُ حرفُ هجاءٍ لا حرف مَبْنَى، وما كان كذلك فحقُّه الفصل عمَّا بعده، فيظهر في الوَصل كظُهوره في الوقف.

والثاني: مُراعاة لطريق الشاطبيَّة في روايته لحفصٍ عن عاصم.

 

4- إذا وقع حرفٌ من حروف الإدغام بغنَّة بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمةٍ واحدةٍ وجَب الإظهار، وهو على خِلاف القاعدة؛ وذلك لثلاثة أسبابٍ:

الأول: لئلا تلتبس الكلمةُ بالمضاعف؛ وهو ما تكرَّر أحدُ أصولِه؛ كـ"حيَّان، رمَّان".

والثاني: للمُحافظة على وُضوح المعنى؛ إذ لو أدغمت لصار خَفِيًّا.

والثالث: مُراعاةً للرِّواية.

 

5- وأمَّا  ﴿ طسم ﴾ أوَّل الشعراء والقصص، فرواية حفص فيها: إدغام النون في الميم، وكان حقها الإظهار؛ لاجتماع النون والميم في كلمةٍ واحدة؛ وذلك لسببين:

الأول: عدَم صحَّة الوقف عليها لأنها جزء كلمة.

والثاني: مُراعاة للرواية؛ إذ إنَّ العِبرة في ذلك كله بالرواية.

 

6- إذا وقَع حرفٌ من حُروف الإدغام بغير غنَّة بعدَ النون الساكنة أو التنوين وجَب الإدغام بغير غنَّة إلا في نون:  ﴿ مَنْ رَاقٍ ﴾ [القيامة: 27]؛ لوجوب السَّكت المانع من الإدغام، وذلك مُراعاةً لطريق الشاطبيَّة في روايته لحفص عن عاصم.

 

7- ووجه حذف الغنَّة من القسم الثاني للإدغام "الإدغام بغير غنَّة" التخفيف؛ لما في بقائها من الثقل.

 

كيفية ضبط الكتاب المبين للإدغام:

أولاً: كيفية ضبط الكتاب المبين للإدغام الكامل: يكون بتعرية الحرف من علامة السكون مع تشديد الحرف التالي؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ﴾ [يونس: 89] -  ﴿ يَلْهَث ذَّلِكَ ﴾ [الأعراف: 176] -  ﴿ وَقَالَتْ طَّائِفَةٌ ﴾ [آل عمران: 72] -  ﴿ وَمَن يُّكْرِهْهُنَّ ﴾ [النور: 33]"، وكذا قوله - تعالى -:  ﴿ أَلَمْ نَخْلُقكُّمْ ﴾ [المرسلات: 20]، على أرجح الوجهين فيه.

 

ثانيًا: كيفية ضبط الكتاب المبين لإدغام التنوين في الحرف الذي بعدَه إدغامًا كاملاً: يكون بتتابُعهما مع تشديد الحرف التالي؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ﴾ [المنافقون: 4] -  ﴿ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [النساء: 23] -  ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ﴾ [الغاشية: 8]".

 

ثالثًا: كيفية ضبط الكتاب المبين للإدْغام الناقص: يكونُ بتعرية الحرف من عَلامة السكون مع عدَم تشديد التالي؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ مَنْ يَقُولُ ﴾ [البقرة: 8] -  ﴿ مِنْ وَالٍ ﴾ [الرعد: 11] -  ﴿ فَرَّطْتُمْ ﴾ [يوسف: 80] -  ﴿ بَسَطْتَ ﴾ [المائدة: 28]".

 

رابعًا: كيفية ضبط الكتاب المبين لإدغام التنوين في الحرف الذي بعدَه إدغامًا ناقصًا: يكون بتتابُعهما مع عدَم تشديد التالي؛ نحو قوله - سبحانه -: " ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ﴾ [القيامة: 22] -  ﴿ رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴾ [هود: 90]".

 

13- وَالثَّالثُ الإِقْلاَبُ عِنْدَ الْبَاءِ
مِيمًا بِغُنَّةٍ مَعَ الإِخْفَاءِ

الشرح:

قوله: (والثالث الإقلاب) فيه أنَّ الإقلاب هو الحكم الثالث من الأحكام الأربعة التي تقعُ على النون الساكنة والتنوين.

 

وقوله: (عند الباء ميمًا بغنة)، فإذا وقعت الباء بعدَ النون الساكنة أو التنوين حصَل بذلك قلبُ النون الساكنة أو التنوين ميمًا مع مُصاحَبة هذه الميم لغنَّةٍ ظاهرةٍ.

 

(مع الإخفاء)؛ أي: مع جعْل كون الميم مُخفاة.

 

الإقلاب:

• لغة: تحويل الشيء عن وجهه؛ تقول: قلبت الشيء؛ أي: حوَّلته عن وجهه.

• واصطلاحًا: قلبُ النونِ الساكنة أو التنوين عندَ وُقوع الباء بعدهما ميمًا مُخفاةً بغنَّة.

 

توجيهات:

1- سبب الإقلاب: سهولةُ النُّطق بالنون الساكنة أو التنوين عند مُلاقاة أحدهما للباء، ويكون ذلك بقلبهما ميمًا ثم إخفاء هذه الميم في الباء بعدها.

 

2- ويحترزُ عند التلفُّظ بالإقلاب من كَزِّ الشفتين على الميم المقلوبة، بل يلزم انفراج الشفتين بلطفٍ[6]؛ ليَتحقَّق الإخفاءُ الذي دلَّ عليه الناظم بقوله: (ميمًا بغنَّةٍ مع الإخفاء).

 

3- ويتحقَّق الإقلاب بوجود ثلاثة أمور:

أولاً: قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا خالصةً لفظًا لا خطًّا.

ثانيًا: إخفاء هذه الميم عند الباء.

ثالثًا: إظهار الغنة مع الإخفاء.

 

كيفية ضبط الكتاب المبين للإقلاب:

• كيفية ضبط الكتاب المبين للإقلاب: يكون بوضع ميم صغيرة بدل الحركة الثانية من المنون، أو فوق النون الساكنة بدل السكون مع عدَم تشديد الباء التالية؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [آل عمران: 119] -  ﴿ مِنْ بَعْدِ ﴾ [البقرة: 27]".

 

14- وَالرَّابِعُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْفَاضِلِ
مِنَ الحُرُوفِ وَاجِبٌ لِلْفَاضِلِ

 

الشرح:

قوله: (والرابع الإخفاء) فيه أنَّ الإخفاءَ هو الحكم الرابع والأخير من الأحكام الأربعة التي تقعُ على النون الساكنة والتنوين.

 

وقوله: (عند الفاضل)؛ أي: عند الباقي (من الحروف)، وهي خمسة عشر حرفًا؛ حيث إنَّ الحروف ثمانية وعشرون، تقدَّم منها ستَّة للإظهار، وستة للإدغام، وواحد للإقلاب؛ إذًا فيتبقَّى للإخفاء خمسة عشر حرفًا.

 

وقوله: (واجب للفاضل)؛ أي: يتعيَّن على الشخص الفاضل إخفاء النون الساكنة أو التنوين عند مُلاقاة أحدهما لحرفٍ من حُروف الإخفاء؛ حيث أجمعَ القُرَّاء على ذلك.

 

15- فِي خَمْسَةٍ مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ رَمْزُهَا
فِي كِلْمِ هَذَا البَيْتِ قَدْ ضَمَّنْتُهَا

 

الشرح:

قوله: (في خمسة من بعد عشر)؛ أي: يقعُ هذا الإخفاء في خمسة عشر حرفًا.

(رمزها)؛ يعني: أنَّ الإشارة إليها سيكونُ (في كلم هذا البيت)؛ أي: في أوائل كلمات هذا البيت (قد ضمَّنتها)؛ أي: جمعتها.

 

16- صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا
دُمْ طَيِّبًا زِدْ فِي تُقًى ضَعْ ظَالِمَا

 

الشرح:

قوله: (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما...) هي الكلمات التي تحملُ في أوائلها حروفَ الإخفاء؛ أي: إنَّك تأخُذ من كلِّ كلمةٍ أوَّل حرفٍ؛ فتكون على ذلك أحرف الإخفاء "الصاد - الذال - الثاء - الكاف - الجيم - الشين - القاف - السين - الدال - الطاء - الزاي - الفاء - التاء - الضاد - الظاء".

 

الإخفاء:

• لغةً: الستر، تقول: أخفيت الصدقة؛ أي: سترتها عن الأعيُن.

• واصطلاحًا: النُّطق بالحرف بصفةٍ بين الإظهار والإدغام عارٍ عن التشديد مع بَقاء الغنَّة في الحرف الأوَّل.

والمقصود بـ"الحرف الأول" في التعريف السابق النون الساكنة والتنوين.

 

التوجيهات:

1- سبب الإخفاء: أنَّ النون الساكنة والتنوين لم يقرب مخرجهما من مخارج حُروف الإخفاء، وكذا لم يبعد مخرجهما عن مخارجها، فلمَّا انعدَم القُرب الموجب للإدغام والبُعد الموجب للإظهار، أعطيا حُكمًا مُتوسِّطًا بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء.

 

2- يُسمَّى هذا النوع من الإخفاء: "إخفاء حقيقي"؛ ووجْه تسميته: إخفاءً حقيقيًّا لتحقق الإخفاء فيه أكثر من غيره.

 

3- مراتب الإخفاء الحقيقي:

وأمَّا مراتبُه فثلاث:

• أعلاها عند "الطاء، الدال، التاء"؛ لقُربهم جدًّا من النون والتنوين في المخرج.

• وأدناها عند "القاف، الكاف"؛ لبُعدهما جدًّا عن النون والتنوين في المخرج.

• وأوسطها عند الأحرُف العشرة الباقية؛ لتوسُّطهم في البُعد والقُرب من مخرج النون والتنوين.

 

4- الفرق بين الإخفاء والإدغام:

أولاً: أنَّ الإخفاء لا تشديدَ معه مُطلقًا، بخلاف الإدغام، ففيه تشديدٌ.

ثانيًا: أنَّ إخفاءَ الحرف يكونُ عند غيره، بخلاف الإدغام، فيكون في غيره.

ثالثًا: أنَّ الإخفاء يأتي من كلمةٍ ومن كلمتين؛ بخِلاف الإدغام فلا يكونُ إلا من كلمتين.

 

كيفية ضبط الكتاب المبين للإخفاء:

• وكيفية ضبط الكتاب المبين لإخفاء الحرف: يكونُ بتعرية الحرف من عَلامة السكون مع عدَم تشديد الحرف التالي؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ مِن تَحْتِهَا ﴾ [البقرة: 25] -  ﴿ مِن ثَمَرَةٍ ﴾ [البقرة: 25] -  ﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ ﴾ [العاديات: 11]".

 

• وكيفية ضبط الكتاب المبين لإخفاء لتنوين: يكونُ بتتابُع الحركتين - ضمَّتين أو فتحتين أو كسرتين - مع عدَم تشديد الحرف التالي أيضًا.

 

17- وَغُنَّ مِيمًا ثُمَّ نُونًا شُدِّدَا
وَسَمِّ كُلاًّ حَرْفَ غُنَّةٍ بَدَا

 

الشرح:

قوله: (وغن ميمًا ثم نونًا شُدِّدا)؛ أي: يجبُ على القارئ إظهارُ غنة الميم والنون حالَ تشديدهما؛ فالغنة: لازمة لهما؛ متحركتين أو ساكنتين، ظاهرتين أو مدغمتين أو مخفاتين، إلا أنهما إذا شُدِّدتا كان إظهار غنَّتهما آكَد؛ نحو: قوله - تعالى -: " ﴿ مِنَ الْجَنَّةِ ﴾ [الأعراف: 27] -  ﴿ الْمُزَّمِّلُ ﴾ [المزمل: 1]".

 

وقوله: (وسمِّ كلاًّ حرف غنة)؛ أي: وسمِّ كلاًّ من الميم والنون المشدَّدتين "حرف غنة مشددًا".

وقوله: (بدا)؛ أي: ظهر، تكملةٌ للبيت.

 

فصل في (الغنة):

• الغنة لغة: صوت يخرج من الخيشوم.

• واصطلاحًا: صوت مستقر في جسم النون والميم، ذو رنين حسن.

• مخرجها: الخيشوم؛ وهو: أعلى الأنف وأقصاه من الداخل.

 

• مقدارها: ألف مديَّة؛ حركتان فقط.

• مكان وجودها: توجد الغنة في الميم المخفاة أو المدغمة أو المشدَّدة، كما أنها توجد في النون المخفاة أو المدغمة أو المشدَّدة، وكذا توجد في التنوين.

• مراتبها: للغنة خمس مراتب: المشدد، المدغم، المخفي، الساكن المظهر، المتحرك، وكمال الغنة يكون في المشدد، المدغم، المخفى، بينما يكون أصلها في الساكن المظهر، المتحرك.

 

• ومرتبة الغنَّة في النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميمًا هي مرتبة المخفيِّ.

 

• وينقسم حرف الغنَّة المشدد إلى قسمين: متصل، منفصل.

فالأول وهو حرف الغنة المشدَّد المتَّصل عبارة عن: "النون والميم المشددتين مع فتحة أو كسرة أو ضمة في كلمة واحدة لا يمكن فصلها عن بعضها".

 

والثاني: وهو حرف الغنة المشدد المنفصل، وهو ما كان من كلمتين إذا اجتمعتا وجد التشديد والغنَّة، وإذا افترقتا ذهب التشديد والغنَّة، وصوره ست وهي: إدغام النون الساكنة أو التنوين في النون أو الميم أو الراء أو اللام.

 

وإدغام الميم الساكنة في الميم التي بعدَها، إدغام لام التعريف في أيِّ حرفٍ من الحروف الشمسيَّة بعدها.

 

18- وَالمِيمُ إِنْ تَسْكُنْ تَجِي قَبْلَ الْهِجَا
لاَ أَلِفٍ لَيِّنَةٍ لِذِي الْحِجَا

 

الشرح:

قوله: (والميم إن تسكن) فيه قيد سكون الميم؛ أي: والميم حالَ سكونها.

 

(تجي قبل الهجا)؛ أي: إنَّ الميم الساكنة تقعُ قبل حروف الهجاء، ثم استثنى فقال: (لا ألف لينة)، إذ لا يمكن للميم الساكنة أنْ تقع قبل ألفٍ ليِّنة؛ وذلك لأنَّ ما قبلها - الألف الليِّنة - لا يكونُ إلا مفتوحًا.

(لذي الحجا)؛ يعني: لصاحب العقل.

 

19- أَحْكَامُهَا ثَلاَثَةٌ لِمَنْ ضَبَطْ
إِخْفَاءٌ ادْغَامٌ وَإِظْهَارٌ فَقَطْ

 

الشرح:

قوله: (أحكامها ثلاثة) فيه أنَّ الأحكام التي تقعُ على الميم الساكنة ثلاثة أحكام.

(لمن ضبط)؛ أي: حفظ.

 

وقوله: (إخفاء ادغام وإظهار فقط) فيه بيانٌ للأحكام الثلاثة التي تقعُ على الميم الساكنة، وهي: "الإخفاء، الإدغام، الإظهار"، وقد تقدَّم تعريف كلٍّ منهم.

 

20- فَالأَوَّلُ الإِخْفَاءُ عِنْدَ الْبَاءِ
وَسَمِّهِ الشَّفْوِيَّ لِلْقُرَّاءِ

 

الشرح:

قوله: (فالأول الإخفاء)، فيه أنَّ الإخفاء هو الحُكم الأوَّل من الأحكام الثلاثة التي تقعُ على الميم الساكنة.

(عند الباء)؛ أي: إذا وقَعتِ الميم الساكنة قبلَ الباء تحتم إخفاؤها.

(وسمِّه الشفوي للقراء)؛ أي: إنَّ هذا النوع من الإخفاء يُسمَّى عند القرَّاء: "الإخفاء الشفوي".

 

21- وَالثَّانِ إِدْغَامٌ بِمِثْلِهَا أَتَى
وَسَمِّ إدْغَامًا صَغِيرًا يَا فَتَى

 

الشرح:

قوله: (والثانِ إدغام) فيه أنَّ الإدغام هو الحكم الثاني من الأحكام الثلاثة التي تقعُ على الميم الساكنة.

(بمثلها أتى)؛ أي: إنَّه إذا وقعَ بعد الميم الساكنة ميمٌ مثلها وجَب الإدغام.

 

(وسمِّ إدغامًا صغيرًا)؛ أي: وسمِّ هذا النوع من الإدغام (إدغامًا صغيرًا)، وتعريفه: أنْ يتَّفق الحرفان صفةً ومخرجًا ويسكُن أولهما؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ ﴾ [البقرة: 134] -  ﴿ اضْرِبْ بِعَصَاكَ ﴾ [البقرة: 60] -  ﴿ وَقَدْ دَخَلُوا ﴾ [المائدة: 61]".

 

وقوله: (يا فتى)[7] تكملة؛ أي: يا مَن يتأتَّى منك العلم.

 

22- وَالثَّالِثُ الإِظْهَارُ فِي الْبَقِيَّهْ
مِنْ أَحْرُفٍ وَسَمِّهَا شَفْوِيَّهْ

 

الشرح:

قوله: (والثالث الإظهار) فيه أنَّ الإظهار هو الحكم الثالث والأخير من الأحكام الثلاثة التي تقعُ على الميم الساكنة.

وقوله: (في البقية من أحرف)؛ أي: يكون إظهار الميم الساكنة في الباقي من الأحرف، وهي ستة وعشرون حرفًا، فإذا وقَع حرف من الحروف الباقية بعد الميم الساكنة وجَب إظهارها.

 

(وسمها شفوية)؛ أي: وسمِّ هذا النوع من الإظهار "إظهارًا شفويًّا".

 

23- وَاحْذَرْ لَدَى وَاوٍ وَفَا أَنْ تَخْتَفِي
لِقُرْبِهَا وَلاتِّحَادِ فَاعْرِفِ

 

الشرح:

قوله: (واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفي) فيه تحذير للقارئ من إخفاء الميم الساكنة إذا ما أتى بعدَها واوٌ أو فاءٌ.

 

وقوله: (لِقُرْبها ولاتِّحاد) فيه تعليلٌ للتحذير السابق؛ أي: نحذر القارئ من إخفاء الميم الساكنة عند وُقوعها قبل الفاء والواو؛ لسُهولة حُصول ذلك؛ حيث قرب الميم الساكنة من الفاء واتِّحادها مع الواو من حيث المخرج.

(فاعرف)؛ أي: فاعرفْ ذلك واجتَنِبْه.

 

• الميم الساكنة: هي الميم التي لا حركةَ لها، وتقعُ في القُرآن قبلَ حُروف الهجاء كلها إلا حُروف المد الثلاثة فلا تقعُ الميم قبلَ حرفٍ منها خشية التِقاء الساكنين.

 

التوجيهات:

1- وجه تسمية الحكم الأول من أحكام الميم الساكنة بالإخفاء الشفوي:

أمَّا تسميته إخفاءً فلإخفاء الميم الساكنة عند مُلاقاتها للباء؛ للتَّجانُس الذي بينهما، حيث يتَّحدان في المخرج، ويشتركان في أغلَبِ الصفات، والإخفاء في هذه الحالة يُؤدِّي إلى سُهولة النُّطق، وأمَّا تسميتُه شفويًّا فلأنَّ الميم والباء يخرُجان من الشفتين.

 

2- وجه تسمية الحكم الثاني من أحكام الميم الساكنة بالإدغام المتماثلين الصغير: أما تسميته إدغامًا فلإدغام الميم الساكنة في الميم المتحرِّكة بعدها، وأمَّا تسميته بالمتماثلين فلكون هذا النوع من الإدغام مُؤلَّفًا من حرفين متَّحدين في المخرج والصفة، وأمَّا تسميته بالصغير فلأنَّ الأوَّل منهما ساكنٌ والثاني مُتحرِّك، وهذا هو سبب الإدغام.

 

3- وجه تسمية الحكم الثالث من أحكام الميم الساكنة بالإظهار الشفوي:

أمَّا تسميته إظهارًا فلإظهار الميم الساكنة عند ملاقاتها للحروف الستَّة والعشرين، وأمَّا تسميته شفويًّا فلأنَّ الميم الساكنة وهي الحرف المظهر تخرُج من الشفتين.

 

4- وقد نُسِبَ الإظهار إلى مخرج الميم الساكنة ولم يُنسَب إلى مخارج الحروف الستَّة والعشرين التي تظهر الميم عندها لأنها لم تنحصرْ في مخرجٍ مُعيَّن حتى ينسب الإظهار إليها؛ فبعضها يخرج من الحلق، وبعضها من اللسان، وبعضها من الشفتين، ومن أجل هذا نسب الإظهار إلى مخرج الحرف المظهر "الميم الساكنة"؛ لانحصاره في مخرج معين وهو "الشفتان"، وهذا بخِلاف الإظهار الحلقي؛ فإنَّه نُسِبَ إلى مخرج الحروف التي تظهَرُ عندها النون والتنوين؛ نَظَرًا لانحِصارها في مخرجٍ واحدٍ وهو "الحلق".

 

24- لِلاَمِ "أَلْ" حَالاَنِ قَبْلَ الأَحْرُفِ
أُولاَهُمَا إِظْهَارُهَا فَلْتَعْرِفِ

 

الشرح:

قوله: (للام أل)؛ يعني: المعرفة.

(حالان) ثابتان إذا وقعت (قبل الأحرف) الهجائيَّة الثمانية والعشرين غير الألف.

وقوله: (أولاهما إظهارها) فيه بيانٌ للحالة الأولى لـ"أل" المعرفة وهي "الإظهار".

(فلتعرف) فلتعلمْ ذلك وتَعِه جيدًا.

 

25- قَبْلَ ارْبَعٍ مَعْ عَشْرَةٍ خُذْ عِلْمَهُ
مِنِ ابْغِ حَجَّكَ وَخَفْ عَقِيمَهُ

 

الشرح:

قوله: (قبل اربعٍ مع عشرة)؛ أي: يجبُ إظهار لام "أل" المعرفة إذا وقعَتْ قبل أربعة عشر حرفًا.

(خذ) أيها الطالب.

(علمه)؛ أي: معرفة العدد المذكور.

(من) تلك الحروف التي يجمعها قول الناظم: (ابغ حجك وخف عقيمه)، وهي: "الألف، الباء، الغين، الحاء، الجيم، الكاف، الواو، الخاء، الفاء، العين، القاف، الياء، الميم، الهاء".

 

ومعنى هذه الكلمات: اطلب حجًّا لا رفث فيه ولا فُسوق ولا جدال.

 

26- ثَانِيهِمَا إِدْغَامُهَا فِي أَرْبَعِ
وَعَشْرَةٍ أَيْضًا وَرَمْزَهَا فعِ

 

الشرح:

قوله: (ثانيهما إدغامها) فيه بيانٌ للحالة الثانية لـ"أل" المعرفة، وهي الإدغام.

(في أربع وعشرة أيضًا)؛ أي: يجبُ إدغام لام "أل" المعرفة إذا وقَعتْ قبل أربعة عشر حرفًا أيضًا.

(ورمزها فع)؛ أي: احفظ رمزها وهي التي جمَعَها الناظم في البيت التالي.

 

27- طِبْ ثُمَّ صِلْ رِحْمًا تَفُزْ ضِفْ ذَا نِعَمْ
دَعْ سُوءَ ظَنٍّ زُرْ شَرِيفًا لِلْكَرَمْ

 

الشرح:

قوله: (طب) أمرٌ ومعناه الدعاء؛ أي: لتطب.

(ثم صل رحمًا)؛ أي: كُنْ ذا صلةٍ للأرحام.

(تفز) جوابٌ للأمر قبله من الفوز؛ وهو الظَّفر بالمقصود.

(ضف) أمرٌ من الضِّيافة.

(ذا نعم)؛ أي: صاحب منافع دينيَّة أو دنيويَّة.

(دع سوء ظن)؛ أي: اترُك سوءَ الظنِّ بغيرك من المسلمين.

(زر) أمرٌ من الزيارة.

(شريفًا للكرم) لأجل أنْ تنتفعَ من خُلقه وعِلمه وحِكمته.

 

فقوله: (طب ثم صل رحمًا...) بيانٌ للكلمات التي تحمِلُ في أوَّلها الأحرُف التي إذا جاءت بعد لام "أل" المعرفة وجَب إدغامُها فيها؛ وهي: "الطاء، الثاء، الصاد، الراء، التاء، الضاد، الذال، النون، الدال، السين، الظاء، الزاي، الشين، اللام".

 

28- وَاللاَّمَ الاُولَى سَمِّهَا قَمْرِيَّهْ
وَاللاَّمَ الاُخْرَى سَمِّهَا شَمْسِيَّهْ

 

الشرح:

قوله: (واللام الاولى)؛ أي: اللام التي يجبُ إظهارها.

(سمها قمرية) تشبيهًا لها بلام القمر.

(واللام الاخرى)؛ أي: اللام التي يجبُ إدغامها.

(سمها شمسية) تشبيهًا لها بلام الشمس.

 

29- وَأَظْهِرَنَّ لاَمَ فِعْلٍ مُطْلَقَا
فِي نَحْوِ قُلْ نَعَمْ وَقُلْنَا وَالْتَقَى

 

الشرح:

قوله: (وأظهرن لام فعل مطلقًا) فيه وجوبُ إظهار لام الفعل مطلقًا؛ سواءً كان الفعل ماضيًا أو أمرًا، ثم مثَّل الناظم لفعل الأمر بقوله: (في نحو قل...)، كما مثَّل لفعل الماضي بقوله: (وقلنا والتقى).

 

ضابط لام التعريف:

ولام التعريف - أي: لام "أل" - هي: اللام الساكنة المسبوقة بهمزةٍ وصل مفتوحة وبعدها اسم من الأسماء، ثم إنها زائدةٌ عن بنية الكلمة دائمًا؛ سواء أمكن استقامة الكلمة التي تَلِيها بدونها نحو "الأرض"، أو لم يمكن نحو "الذين".

 

التوجيهات:

1- وجه تسمية الحالة الأولى للام "أل" المعرفة بالإظهار القمري هو على طريقة التشبيه؛ حيث شبهت اللام بالنجم والحروف الأربعة عشر بالقمر".

 

2- سبب إظهار اللام القمرية عند حروفه المذكورة آنفًا هو التباعُد بين مخرج اللام ومخارج تلك الحروف.

 

3- وجه تسمية الحالة الثانية للام أل المعرفة بالإدغام الشمسي هو على طريقة التشبيه أيضًا حيث شبهت اللام بالنجم والحروف الأربعة عشر بالشمس.

 

4- سبب إدغام اللام الشمسية عند حروفه المذكورة آنفًا هو التماثُل مع اللام والتقارُب مع باقي الحروف.

 

5- من أمثلة اللام الشمسية لفظ الجلالة "الله"، ولعلَّ الكثير لا يلحظ فيه لام "أل" بوضوحٍ، وتبيانًا لذلك ينبغي أنْ نعلم أنَّ للفظ الجلالة تصريفًا خاصًّا نُوضِّحه فيما يلي:

أصل لفظ الجلالة "الله" هو "إله"، ثم دخل عليه "أل" فصار "الإله"، ثم حُذف الهمز الثاني للتخفيف؛ فصار "ال - له"، ثم أُدغِمت اللام في اللام للتماثُل، فصار "الله"، ثم فُخِّمت اللام للتعظيم بعد الفتح والضم دون الكسر لمناسبته الترقيق؛ فصار "الله".

 

30- إِنْ فِي الصِّفَاتِ وَالمَخَارِجِ اتَّفَقْ
حَرْفَانِ فَالْمِثْلاَنِ فِيهِمَا أَحَقّْ

 

الشرح:

قوله: (إن في الصفات والمخارج اتفق حرفان)؛ أي: إذا اتَّفق حرفان في الصفات وفي المخارج كالباءين واللامين والتاءين والذالين؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43] -  ﴿ بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [المدثر: 53] -  ﴿ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا ﴾ [المائدة: 106] -  ﴿ إِذْ ذَهَبَ ﴾ [الأنبياء: 87]".

 

(فالمثلان فيهما أحق)؛ أي: فيستحقان تسميتهما بالمثلين.

 

31- وَإِنْ يَكُونَا مَخْرَجًا تَقَارَبَا
وَفِي الصِّفَاتِ اخْتَلَفَا يُلَقَّبَا
32- مُقَارِبَيْنِ أَوْ يَكُونَا اتَّفَقَا
فِي مَخْرَجٍ دُونَ الصِّفَاتِ حُقِّقَا
33- بِالْمُتَجَانِسَيْنِ ثُمَّ إِنْ سَكَنْ
أَوَّلُ كُلٍّ فَالصَّغِيرَ سَمِّيَنْ

الشرح:

قوله: (وإن يكونا مخرجًا تقاربا... متقاربين)؛ أي: إذا تقارَب حرفان في المخرج واختلفا في الصِّفات كالدال والسين، والذال والتاء، والسين والزاي؛ نحو قوله - تعالى -: " ﴿ قَدْ سَمِعَ ﴾ [المجادلة: 1] -  ﴿ إِذْ تَأْتِيهِمْ ﴾ [الأعراف: 163] -  ﴿ النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ﴾ [التكوير: 7]، يُلقَّبان: بالمتقاربين.

 

وقوله: (أو يكونا اتفقا في مخرج... بالمتجانسين)؛ أي: إذا اتَّفق حرفان في المخرج واختلفا في الصفات كالطاء والتاء؛ نحو قوله - تعالى -:  ﴿ أَحَطْتُ ﴾ [النمل: 22] يُلقَّبان بالمتجانسين.

 

وقوله: (ثم)؛ أي: بعد معرفة ما تقدَّم.

 

(إن سكن أول كلٍّ)؛ يعني: إنْ سكن أوَّل كلِّ حرف من هذه الأقسام الثلاثة الذين مَرَّ ذِكرُهم "المتماثلان، المتقاربان، المتجانسان".

 

(فالصغير سمين)؛ أي: سمِّه الصغير، فتقول: "متماثلين صغير، أو متقاربين صغير، أو متجانسين صغير".

 

34- أَوْ حُرِّكَ الحَرْفَانِ فِي كُلٍّ فَقُلْ
كُلٌّ كَبِيرٌ وافْهَمَنْهُ بِالْمُثُلْ

 

الشرح:

قوله: (أو حرك الحرفان في كلٍّ)؛ أي: حرك الحرفان في كلٍّ من الأقسام الثلاثة "المتماثلين، المتقاربين، المتجانسين".

(فقل كل كبير)؛ يعني: سمِّه كبيرًا؛ فتقول: "متماثلان كبير، أو متقاربان كبير، أو متجانسان كبير".

(وافهمنه بالمُثُل)؛ أي: واعرفْ ذلك الذي مَرَّ بالأمثلة المتقدِّمة الذِّكر.

 

35- وَالْمَدُّ أَصْلِيٌّ وَفَرْعِيٌّ لَهُ
وَسَمِّ أَوَّلاً طَبِيعِيًّا وَهُو
36- مَا لاَ تَوَقُّفٌ لَهُ عَلَى سَبَبْ
وَلا بِدُونِهِ الحُرُوفُ تُجْتَلَبْ
37- بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرِ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ
جَا بَعْدَ مَدٍّ فَالطَّبِيعِيَّ يَكُونْ

الشرح: قوله: (والمد أصلي وفرعي له)؛ أي: ينقسم المد إلى قسمين؛ الأول منهما أصلي والآخَر فرعي.

 

وقوله: (وفرعي له)؛ أي: للأصلي؛ فالضمير فيه يعودُ على القسم الأول من قسمي المد.

(وسم أولاً طبيعيًّا)؛ أي: وسمِّ القسم الأول من أقسام المد وهو "المد الأصلي" بـ"المد الطبيعي".

(وهو)؛ أي: المد الطبيعي.

(ما لا توقف له على سبب)؛ أي: لا يتوقَّف المد الطبيعي على سببٍ من الأسباب؛ كالهمز والسكون.

(ولا بدونه الحروف تجتلب)؛ أي: ولا بعدَمِه الحروف تُوجَد؛ يعني: لا تقومُ ذات الحرف إلا به، ولا تتصوَّر إلا مع وُجوده، وتجيءُ كلُّ الحروف بعدَه إلا الهمز أو السُّكون.

 

وقوله: (بل) للانتقال.

(أي: حرف غير همز أو سكون جا بعد مد)؛ يعني: أيُّ حرفٍ سوى الهمز أو السكون وقَع بعد حرف مدٍّ.

(فالطبيعي يكون)؛ أي: فيصير هذا المد مدًّا طبيعيًّا.

 

38- وَالآخَرُ الْفَرْعِيُّ مَوْقُوفٌ عَلَى
سَبَبْ كَهَمْزٍ أَوْ سُكُونٍ مُسْجَلاَ

 

الشرح:

قوله: (والآخَر الفرعي)؛ أي: والقسم الثاني من أقسام المد، وهو المد الفرعي.

(موقوف على سبب)؛ أي: يتوقَّف المد الفرعي على سبب؛ بخلاف المد الأصلي؛ فإنَّه لا يتوقَّف على سبب.

 

وقوله: (كهمز أو سكون) فيه بيانٌ للسبب الذي يتوقَّف عليه المد الفرعي وهو "الهمز أو السكون"، فإذا وقَع أحدهما بعد حرف مدٍّ كان سببًا في مدِّه مدًّا فرعيًّا.

 

وقوله: (مسجلا) راجعٌ للهمز والسكون معًا؛ أي: مطلقًا؛ سواءً كان الهمز سابقًا على حرف المدِّ أو لاحقًا له وهو أقوى، وسواء كان السكون أصليًّا؛ وهو الذي لا يتغيَّر وصلاً ولا وَقْفًا، أو عارضًا؛ وهو الذي يعرضُ للوقْف.

 

39- حُرُوفُهُ ثَلاَثَةٌ فَعِيهَا
مِنْ لَفْظِ (وَايٍ) وَهْيَ فِي نُوحِيهَا
40- وَالكَسْرُ قَبْلَ الْيَا وَقَبْلَ الْواوِ ضَمّْ
شَرْطٌ وَفَتْحٌ قَبْلَ أَلْفٍ يُلْتَزَمْ

الشرح:

قوله: (حروفه ثلاثة) فيه بيانٌ لعدد حُروف المدِّ.

(فعيها)؛ أي: فاحفَظْها.

(من لفظ واي) وهو اللفظ الذي جمع فيه الناظم حروفَ المد الثلاثة "الألف، والواو، والياء".

(وهي)؛ أي: حُروف المد الثلاثة المجموعة بشروطها التي سنُوضِّحها في البيت التالي (في) قوله - تعالى -: (نوحيها)، وجُمِعت كذلك في قوله - سبحانه -:  ﴿ وَأُوتِينَا ﴾ [النمل: 16].

 

قوله: (والكسر قبل اليا) فيه شرطُ كونِ الياء مديَّة؛ فالياء تكون حرفَ مدٍّ إذا كُسر ما قبلها.

 

وقوله: (وقبل الواو ضم شرط) فيه شرطُ كونِ الواو مديَّةً أيضًا؛ فالواو تكونُ حرفَ مدٍّ إذا ضُمَّ ما قبلَها.

 

وقوله: (وفتح قبل ألف يلتزم) فيه أنَّ الألف تلزمُ حال كونها مديَّة؛ حيث إنَّ ما قبلَها يكونُ مفتوحًا على الدَّوام.

 

41- وَاللَّيْنُ مِنْهَا الْيَا وَوَاوٌ سُكِّنَا
إِنِ انْفِتَاحٌ قَبْلَ كُلٍّ أُعْلِنَا

 

الشرح:

قوله: (واللين منها اليا وواو سكنا)؛ أي: وحرفا اللين من الحروف الثلاثة المديَّة هما "الياء، والواو الساكنتين"، وهذا بشرطٍ ذكَرَه الناظم بقوله: (إنِ انفتاحٌ قبل كل أعلنا)؛ أي: إذا سكنتا الياء والواو وانفتح ما قبلَهُما كانتا حرف لين.

 

ملحوظة تتضمَّن أصلين:

الأول: كلُّ حرف مد يُطلق عليه حرف لين؛ بينما لا يُطلَق على كلِّ حرف لين حرف مدٍّ.

الثاني: إنْ تحرَّكت كلٌّ من الياء أو الواو، فلا يُطلَق عليهما حرفا مدٍّ ولا حرفا لين، بل يُطلَق عليهما حرفا علَّة.

 

42- لِلْمَدِّ أَحْكَامٌ ثَلاَثَةٌ تَدُومْ
وَهْيَ الْوُجُوبُ وَالْجَوَازُ وَاللُّزُومْ

 

الشرح:

قوله: (للمد أحكام ثلاثة تدوم) فيه بيانٌ لعدد أحكام المدِّ الفرعي؛ يعني: للمدِّ الفرعيِّ ثلاثةُ أحكامٍ على الدَّوام بجعلُ المدَّ العارض ومدَّ البدل داخِلَيْنِ مع المدِّ المنفصل.

(وهي الوجوب والجواز واللزوم) فيه بيانٌ لأحكام المد الفرعي الثلاثة.

 

43- فَوَاجِبٌ إِنْ جَاءَ هَمْزٌ بَعْدَ مَدّْ
فِي كِلْمَةٍ وَذَا بِمُتَّصِلْ يُعَدّْ

 

الشرح:

قوله: (فواجب)؛ أي: المد وجوبًا شرعيًّا، وفيه بيانٌ للحكم الأوَّل من الأحكام الثلاثة التي تقعُ على المدِّ الفرعي، وهو الوجوب.

(إن جاء همز بعد مد في...)؛ يعني: إنْ جاء الهمزُ بعد حرفٍ من حُروف المدِّ الثلاثة في كلمةٍ واحدةٍ كـ(جاء) سُمِّيَ هذا النوع من أنواع المدِّ بالمدِّ المتَّصل، وهو المد الذي يجبُ مدُّه.

 

44- وَجَائِزٌ مَدٌّ وَقَصْرٌ إِنْ فُصِلْ
كُلٌّ بِكِلْمَةٍ وَهَذَا المُنْفَصِلْ

 

الشرح:

قوله: (وجائز)؛ أي: المد والقصر، وفيه بيانٌ للحكم الثاني من الأحكام الثلاثة التي تقعُ على المد الفرعي وهو الجواز.

(مد وقصر إن فصل...)؛ يعني: إنْ جاء الهمز بعد حرفٍ من حروف المد الثلاثة بحيث يكون حرفُ المد في كلمةٍ والهمزةُ بعده في كلمةٍ أخرى؛ كقوله - سبحانه -:  ﴿ قُوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التحريم: 6]، سُمِّي هذا النوع من أنواع المدِّ بالمدِّ المنفصِل، وهو المدُّ الذي يجوزُ قصرُه ومدُّه.

 

45- وَمِثْلُ ذَا إِنْ عَرَضَ السُّكُونُ
وَقْفًا كَتَعْلَمُونَ نَسْتَعِينُ

 

الشرح:

قوله: (ومثل ذا)؛ أي: ومثل المدِّ المنفصل في جواز المدِّ والقصر.

(إن عرض السكون وقفا)؛ أي: لأجل الوقف، ثم مثَّل لذلك بقوله: (كتعلمون نستعين).

 

46- أَوْ قُدِّمَ الْهَمْزُ عَلَى المَدِّ وَذَا
بَدَلْ كَآمَنُوا وَإِيمَانًا خُذَا

 

الشرح:

وقوله: (أو قدم الهمز على المد...) فيه عطفٌ على ما سبق؛ أي: إذا قُدِّمَ الهمز على حرف من حروف المد الثلاثة، كـ(آمنوا) و(إيمانًا) سُمِّي هذا النوعُ من أنواع المدِّ بالمدِّ البدل، وحُكمه جواز القصر والمد أيضًا عند ورش فقط، أمَّا غيره فيَلزم حالةً واحدة وهي القصر.

 

47- وَلاَزِمٌ إِنِ السُّكُونُ أُصِّلاَ
وَصْلاً وَوَقْفًا بَعْدَ مَدٍّ طُوِّلاَ

 

الشرح:

وقوله: (ولازم)؛ أي: المد، وفيه بيانٌ للحُكم الثالث والأخير من الأحكام الثلاثة التي تقعُ على المد الفرعي وهو اللزوم.

(إن السكون أصلا)؛ أي: إذا كان السكون مُتأصِّلاً؛ يعني: غير عارض.

(وصلاً ووقفًا)؛ أي: في حالتي الوصل والوقف.

(بعد مد)؛ أي: إذا أتى هذا النوع من السكون - السكون الأصلي - بعد حرف من حروف المد الثلاثة نحو " ﴿ الطَّامَّةُ ﴾ [النازعات: 34] -  ﴿ الصَّاخَّةُ ﴾ [عبس: 33]".

(طولا)؛ أي: طول مده لزومًا عند المحقِّقين من أهل الأداء بقدر ثلاثة ألفات، ست حركات.

 

48- أَقْسَامُ لاَزِمٍ لَدَيْهِمْ أَرْبَعَهْ
وَتِلْكَ كِلْمِيٌّ وَحَرْفِيٌّ مَعَهْ

 

الشرح:

• قوله: (أقسام لازم لديهم أربعه) فيه بيانٌ لعدد أقسام المد اللازم؛ أي: إنَّ عدد أقسام المد اللازم لدى عُلَماء القِراءة والإقراء أربعة أقسام.

(وتلك)؛ أي: الأربعة.

(كلمي)؛ أي: لازم كلمي منسوب للكلمة لاجتماعه مع سببه فيها.

(وحرفي) منسوب للحرف لاجتماعه مع سببه فيها أيضًا.

(معه)؛ أي: مع الكلمي من حيث كونه من أقسام المد اللازم.

 

49- كِلاَهُمَا مُخَفَّفٌ مُثَقَّلُ
فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ تُفَصَّلُ

 

الشرح:

قوله: (كلاهما)؛ أي: المد الكلمي، والمد الحرفي؛ أي: كلٌّ منهما.

(مخفف مثقل)؛ أي: يُخفَّف تارةً، ويُثقَّل تارةً أخرى.

(فهذه أربعة)؛ يعني: من الأقسام.

(تفصل)؛ أي: تبين وتوضح.

 

50- فَإِنْ بِكِلْمَةٍ سُكُونٌ اجْتَمَعْ
مَعْ حَرْفِ مَدٍّ فَهْوَ كِلْمِيٌّ وَقَعْ

 

الشرح:

قوله: (فإن بكلمة سكون اجتمع...)؛ أي: إذا اجتمع السُّكون مع حرفِ مدٍّ في كلمةٍ واحدة سُمِّيَ هذا النوع من أنواع المدِّ مدًّا لازمًا كلميًّا.

وقوله: (وقع)؛ أي: حصل.

 

51- أَوْ فِي ثُلاَثِيِّ الحُرُوفِ وُجِدَا
وَالمَدُّ وَسْطَهُ فَحَرْفِيٌّ بَدَا

 

الشرح:

قوله: (أو في ثلاثي الحروف)؛ أي: وإنْ يَكُونا في الحروف الثلاثيَّة؛ أي: التي هِجاؤها على ثلاثة أحرُف.

(وجدا)؛ أي: السكون والمد.

(والمد وسطه)؛ أي: وكان وسط الحرف الثلاثي حرف من حروف المد أو اللين، نحو "ص، ن".

(فحرفي)؛ أي: فهو مدٌّ حرفي.

(بدا)؛ أي: ظهر.

 

52- كِلاَهُمَا مُثَقَّلٌ إِنْ أُدْغِمَا
مَخَفَّفٌ كُلٌّ إِذَا لَمْ يُدْغَمَا

 

الشرح:

قوله: (كلاهما مثقل إن أدغما)؛ أي: إنْ أدغم كل من اللازم الكلمي واللازم الحرفي فهو مثقل؛ ويعرف الإدغام بأنْ يأتي بعد حرف المد حرف مشدد؛ مثال ذلك: قوله - تعالى -: " ﴿ الطَّامَّةُ ﴾ [النازعات: 34] -  ﴿ الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]".

 

وقوله: (مخفف كل إذا لم يدغما)؛ أي: إذا لم يدغم كل من اللازم الكلمي واللازم الحرفي بأنْ لم يوجد بعد حرف المد حرف مشدد؛ كالميم في  ﴿ الم ﴾ [البقرة: 1] فهو مخفف.

 

53- وَاللاَّزِمُ الْحَرْفِيُّ أَوَّلَ السُّوَرْ
وُجُودُهُ وَفِي ثَمَانٍ انْحَصَرْ

 

الشرح:

قوله: (واللازم الحرفي أول السور...)؛ أي: واللازم الحرفي بقسميه: المثقَّل، والمخفَّف، يكون في فواتح السور.

قوله: (وفي ثمان انحصر)؛ أي: وهو منحصرٌ في ثمان حروف.

 

54- يَجْمَعُهَا حُرُوفُ "كَمْ عَسَلْ نَقَصْ"
وَعَيْنُ ذُو وَجْهَيْنِ وَالطُّولُ أَخَصّْ

 

الشرح:

قوله: (يجمعها)؛ أي: الحروف الثمانية.

(حروف) جمعها الناظم في قوله: (كم عسل نقص) وهي "الكاف، والميم، والعين، والسين، واللام، والنون، والقاف، والصاد"؛ للألف أربعةٌ منها؛ وهي: "ص، ق، و[كـ] من فاتحة مريم، و[ل] من [الم]"، وللياء حرفان [م] من [الم]، [س] من [طس]، وللواو حرف واحد "ن" فقط.

 

وأمَّا عين من فاتحة مريم والشورى ففيها خِلافٌ بيَّنَه الناظم في قوله: (وعين ذو وجهين)؛ أي: فيه وجهان لكلِّ القرَّاء هما: المد، والتوسُّط.

 

قوله: (والطول أخص)؛ أي: أعرف وأشهر عند أهل الأداء.

 

55- وَمَا سِوَى الحَرْفِ الثُّلاَثِي لاَ أَلِفْ
فَمَدُّهُ مَدًّا طَبِيعِيًّا أُلِفْ

 

الشرح:

قوله: (وما سوى الحرف الثلاثي...)؛ أي: وغير الحرف المدي الثلاثي من كلِّ حرفٍ هجاؤه على حرفين نحو: "ط، ي، ح"، أو على ثلاثة أحرف وليس وسطه حرف مد فإنَّه يمدُّ مدًّا طبيعيًّا بلا خِلاف؛ لعدم ما يُوجِب زيادة المدِّ فيه، واستثنى من ذلك الألف فليس فيه مَدٌّ مطلقًا؛ لأنَّ وسطه مُتحرِّك.

 

56- وَذَاكَ أَيْضًا فِي فَوَاتِحِ السُّوَرْ
فِي لَفْظِ "حَيٍّ طَاهِرٍ" قَدِ انْحَصَرْ

 

الشرح:

قوله: (وذاك أيضًا في فواتح السور...)؛ أي: وغير الثلاثي مذكورٌ أيضًا في فواتح السور، وهي ستة أحرُف جمَعَها الناظم في قوله: (حي طاهر)، فالحاء من  ﴿ حم ﴾ [غافر: 1]، والياء نحو  ﴿ يس ﴾ [يس: 1]، والطاء والهاء من  ﴿ طه ﴾ [طه: 1]، والراء من  ﴿ الر ﴾ [يونس: 1]، ولا شيءَ في الألف؛ لما مرَّ.

 

57- وَيَجْمَعُ الْفَوَاتِحَ الأَرْبَعْ عَشَرْ
صِلْهُ سُحَيْرًا مَنْ قَطَعْكَ ذَا اشْتَهَرْ

 

الشرح:

قوله: (ويجمع الفواتح الأربع عشر)؛ أي: ويحصر الفواتحَ الأربع عشرَ هذه الحروفُ التي جمَعَها الناظم في قوله: (صله سحيرًا من قطعك).

(ذا اشتهر)؛ أي: وهذه الجملة (صله...) التي جمَع الناظم فيها الفواتح الأربع عشر هي مشهورةٌ عند القُرَّاء.

 

فصل في المد والقصر:

أولاً: تعريف المد:

• المدُّ لغةً: الزيادة؛ ومنه قوله - تعالى -:  ﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ ﴾ [نوح: 12]؛ أي: يزدكم.

• واصطِلاحًا: إطالة الصوت بحرْف المد أو اللين إلى أكثر من حركتين عندَ وُجود سبب المد الهمز أو السكون.

 

ثانيًا: تعريف القصر:

• القصر لغة: الحبس والمنع؛ ومنه قوله - تعالى -:  ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72].

• واصطلاحًا: إثبات حرف المد أو اللين من غير زيادةٍ فيه؛ لعدم وجود السبب.

 

ثالثًا: حقيقة المد والقصر:

• حقيقة القصر هو ما كان بمقدار ألف مديَّة "حركتين".

• وحقيقة المد هو ما زاد على ألف مديَّة؛ ويُستثنى من ذلك مدُّ الصلة الصغرى؛ فهو يُمَدُّ بمقدار ألف مديَّة، ومع ذلك يُطلَق عليه "مدًّا".

 

رابعًا: أقسام المد، وتعريف كلِّ قسم:

• المد قسمان: أصلي وفرعي.

• المد الأصلي: ويُسمَّى "المد الطبيعي"؛ وهو ما لا تقومُ ذات حرف المد إلا به، ولا تستقيمُ الكلمة إلا بوجودِه، وليس قبلَه همز، وليس بعدَه همز أو سكون.

• المد الفرعي: هو المد الزائد على المد الأصلي لسبب همز أو سكون.

 

خامسًا: أنواع المد الفرعي؛ وتعريف كلِّ نوع، وحكمه، ومقدار مده:

• النوع الأول "المد المتصل": وهو أنْ يقع بعد حرف المد همزٌ متَّصل به في كلمةٍ واحدة؛ نحو  ﴿ جَاءَ ﴾ [النساء: 43].

 

حُكمه: وجوب مدِّه زيادةً على المقدار الطبيعي اتِّفاقًا.

مقدار مده:يُمَدُّ بمقدار ألفين أو ألفين ونصف وصلاً ووقفًا، ويُمَدُّ ثلاثة ألفات في حالة الوقف إذا كانت همزته مُتطرِّفة.

 

• النوع الثاني "المد المنفصل": وهو أنْ يقع بعدَ حرف المد همزٌ منفصلٌ عنه في كلمةٍ أخرى؛ نحو  ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ﴾ [الكوثر: 1].

 

حُكمه: جواز مدِّه وقصره، مع العِلم بأنَّ القصر ليس من طريق الشاطبيَّة، ولا يجوزُ للقارئ أنْ يقرأ بقصر المنفصل إلا إذا كان على دِرايةٍ بالأحكام المترتِّبة عليه؛ حتى لا يحصل خلطٌ في الطرق عند التلاوة.

مقدار مده: يُمَدُّ بمقدار ألفين - وهو المقدَّم في الأداء - أو ألفين ونصف.

 

• النوع الثالث "المد البدل": وهو أنْ يتقدَّم الهمز على حرف المد في كلمةٍ وليس بعدَ حرف المد همزٌ أو سكونٌ؛ نحو  ﴿ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 9].

 

حُكمه: جواز مدِّه وقصره، إلا أنَّ حفصًا ليس له فيه إلا القصر.

مقدار مدِّه: يُمَدُّ بمقدار ألفٍ مديَّة.

 

• النوع الرابع: المد العارض للسكون: وهو أنْ يقع بعد حرفِ المد أو حرفِ اللين ساكنٌ عارض لأجل الوقف؛ نحو  ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].

 

حُكمه: جواز مدِّه وقصره.

مقدار مدِّه: يجوزُ فيه ثلاثةُ أوجُه: القصر "ألف"، التوسط "ألفان"، الإشباع "ثلاثة ألفات".

 

• النوع الخامس: المد اللازم: وهو أنْ يأتي بعدَ حرف المد أو اللين ساكنٌ لازم وصلاً ووقفًا؛ سواءً كان ذلك في كلمةٍ أو حرفٍ؛ نحو:  ﴿ الْحَاقَّةُ ﴾ [الحاقة: 1]،  ﴿ ق ﴾ [ق: 1].

 

حكمه: لزوم مده وصلاً ووقفًا اتِّفاقًا.

مقدار مدِّه: يُمَدُّ ثلاثة ألفات دائمًا إلا في لفظ "عين" أول مريم والشورى؛ ففيه وجهان: الإشباع - وهو المقدَّم في الأداء - والتوسُّط، وكذا حرف "الميم" من  ﴿ الم ﴾ أوَّل آل عمران؛ فله في حالة الوصل وجهان:

الأول: المد ست حركات استِصحابًا للأصل.

والثاني: القصر اعتدادًا بحركة الميم العارضة؛ وهي الفتحة التي أُتِي بها للتخلُّص من التقاء الساكنين.

 

أقسام المد اللازم:

ينقسمُ المد اللازم إلى أربعة أقسام:

القسم الأول: "المد اللازم الكلمي المخفَّف"؛ وهو أنْ يأتي بعد حرف المد سُكونٌ أصلي في كلمةٍ خاليًا من التشديد؛ نحو  ﴿ آلْآنَ ﴾ [يونس: 91].

 

القسم الثاني: المد اللازم الكلمي المثقل وهو أنْ يأتي بعد حرفِ المد سكونٌ أصلي في كلمة بشرط كونه مشددًا؛ نحو:  ﴿ الْحَاقَّةُ ﴾ [الحاقة: 1].

 

القسم الثالث: المد اللازم الحرفي المخفف؛ وهو أنْ يأتي بعدَ حرف المد سكونٌ أصلي في حرفٍ من أحرُف الهجاء خاليًا من التشديد؛ نحو:  ﴿ ن، ق ﴾.

 

القسم الرابع: المد اللازم الحرفي المثقَّل؛ وهو أنْ يأتي بعدَ حرف المدِّ سكونٌ أصلي في حرفٍ من حروف الهجاء بشرط أنْ يكون مشددًا؛ نحو اللام من  ﴿ الم ﴾ [البقرة: 1].

 

توجيهات:

1- وجه تسميته لازمًا:

سُمِّي مدًّا لازمًا للِزُوم مَدِّه ست حركات من غير تفاوُت، وأيضًا لِلُزوم سبَبِه وهو السُّكون وصلاً ووقفًا.

 

2- وجه تسمية المد اللازم الكلمي المخفَّف:

سُمِّي "كلميًّا" لوقوع السكون الأصلي بعد حرف المد في كلمةٍ واحدة، وسُمِّي "مُخفَّفًا" لخفَّة النُّطق به؛ نَظَرًا لِخُلوِّه من التشديد والغُنَّة.

 

3- وجه تسمية المد اللازم الكلمي المثقَّل:

سمي "مثقلاً" لثقل النُّطق به؛ نَظَرًا إلى كون سُكونه فيه تشديد.

 

4- وجه تسمية المد اللازم الحرفي المخفَّف:

سُمِّي "حرفيًّا" لوُقوع السكون الأصلي بعد حرْف المد في حرفٍ من أحرُف الهجاء الواقعة في فواتح السور.

 

كيفية ضبط الكتاب المبين للمد:

ووضع هذه العلامة فوق الحرف يدلُّ على لُزوم مدِّه مدًّا زائدًا على المدِّ الأصلي الطبيعي، نحو:  ﴿ الم ﴾،  ﴿ الطامة ﴾.

 

58- وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِحَمْدِ اللهِ
عَلَى تَمَامِهِ بِلاَ تَنَاهِي

 

الشرح:

قوله: (وتم ذا النظم بحمد الله)؛ أي: وكمُل ذلك النظم الذي شرَعتُ في نَظمِه - بحمْد الله تعالى.

(على تمامه)؛ أي: مستعينًا بحمد الله تعالى على تمامه.

(بلا تناهى)؛ أي: بدُون فراغ.

 

59- أَبْيَاتُهُ نَدٌّ بَدَا لِذِي النُّهَى
تَارِيخُهَا بُشْرَى لِمَنْ يُتْقِنُهَا

 

الشرح:

قوله: (أبياته)؛ أي: أبيات هذا النظم.

(ند)[8]: وهو نبتٌ طيِّب الرائحة، وقِيل: هو طِيب مُركَّب من عُود وعنبر ومِسك.

(بدا)؛ أي: ظهَر.

(لذي النهى)؛ يعني: أصحاب العُقول.

وقوله: (تاريخها بشرى لمن يتقنها)[9]؛ يعني: أنَّ تاريخ عام تأليف هذه الأبيات هو عام ألف ومائة وثمانية وتسعين (1198) من الهجرة.

 

60- ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا
عَلَى خِتَامِ الأَنْبِيَاءِ أَحْمَدَا

 

الشرح:

قوله: (والصلاة والسلام أبدا...)؛ أي: أُصلِّي وأسلِّم دائمًا طول الدهر على خاتم الأنبياء والمرسلين.

(أحمدا) وهو اسم من أسمائه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

61- وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَكُلِّ تَابِعِ
وَكُلِّ قَارِئٍ وكُلِّ سَامِعِ

 

الشرح:

قوله: (والآل والصحب...)؛ أي: كذا أُصلِّي على آل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وصَحبه الكرام - رضوان الله عليهم أجمعين - وعلى كلِّ تابعٍ لهم، وكذا أُصلِّي على كلِّ قارئٍ للقُرآن وكلِّ سامعٍ له.

 

تَمَّ بحمد الله تعالى



[1] الابتداء الحقيقي: هو ابتداءٌ تقدَّم أمام المقصود ولم يسبِقْه شيء.

[2] الابتداء الإضافي: هو ابتداءٌ يتقدَّم أمام المقصود وإنْ سبَقَه شيء.

[3] تكون الصلاة من الله على العبد بمعنى الثَّناء عليه في الملإ الأعلى، ومن الملائكة بمعنى الاستِغفار، ومن الآدميِّين وغيرهم بمعنى: التضرُّع والدُّعاء.

[4] ذهبَ عطاء وعكرمة وابن عباس - رضِي الله عنهم - إلى أنَّ (الآل) هم زوجاته - صلَّى الله عليه وسلَّم - خاصَّة، وذهَبت فرقةٌ منهم أبو سعيد الخدري وجماعةٌ من التابعين منهم مجاهد وقتادة إلى أنهم: (علي، فاطمة، الحسن، الحسين) خاصَّة، وذهَب فريقٌ منهم الفخر الرازي إلى أنَّ (الآل) هم أزواجه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأولاده والحسن والحسين، وعليٌّ منهم؛ لمعاشرته فاطمة - رضِي الله عنها - وملازمته للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذهب زيد بن أرقم إلى أنهم مَن تحرمُ عليهم الصَّدَقَةُ وهم (آل علي، آل عقيل، آل جعفر، آل العباس).

[5] وُلِد رحمه الله تعالى بـ(الميه) سنة 1139هـ، واشتغَل بالعلم مدَّة بـ(الجامع الأزهر)، ثم رحَل إلى طنطا، وصار يُعلِّم الناس بها القراءات والتجويد وغيرهما من العلوم حتى انتقل إلى دار الكرامة صَبِيحة يوم الأربعاء لأربع عشر ليلة من شهر ربيع الأول سنة 1204 هـ، تغمَّدَه الله برحمته.

[6] انظر: "إرشاد القراء إلى كيفية الإقلاب والإخفاء"؛ لفضيلة الشيخ/ أبي حاتم أحمد بن حامد آل طعيمة المصري، ص44.

[7] الفتى في الأصل: الشابُّ، ويُطلق على الشخص من حين بُلوغه خمس عشرة سنةً إلى أنْ يبلغ ثلاثين سنة.

[8] يعني: إذا أردت أنْ تعرف عددَ أبياتها فهي بحساب الجُمَّل الكبير: (ند بدا)، و(ند) في بحساب الجُمَّل: "النون" بخمسين و"الدال" بأربعة، و(بدا): "الباء" باثنين، و"الدال" بأربعة، و"الألف" بواحد، فحاصل جمع هذه الأعداد - أعني: (50+4+2+4+1) - فيكون عدد أبياتها واحدًا وستين بيتًا.

[9] وإذا أردت أيضًا أنْ تعرف عامَ تأليفِها؛ فهو في (بشرى لمن يتقنها)، و(بشرى) بحساب الجُمَّل: "الباء" باثنين، و"الشين" بثلاثمائة، و"الراء" بمائتين، و"الياء" بعشرة، و(لمن): "اللام" بثلاثين، و"الميم" بأربعين، و"النون" بخمسين، و(يتقنها): "الياء" بعشرة، "التاء" بأربعمائة، و"القاف" بمائة، "النون" بخمسين، و"الهاء" بخمسة، و"الألف" بواحد، ومن حاصِل هذه الأعداد - أعني: (2+300+200+10+30+40+50+10+400+100+50+5+1) - فيكون عام تأليفها: عام ألف ومائة وثمانية وتسعين (1198) من الهجرة النبويَّة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (1)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (2)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (3)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري(4)
  • فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال لسليمان الجمزوري (5)
  • متن تحفة الأطفال للشيخ سليمان الجمزوري - رحمه الله
  • أحكام المد من شرح تحفة الأطفال
  • شرح خاتمة تحفة الأطفال
  • منحة ذي الجلال في شرح تحفة الأطفال للشيخ علي بن محمد الضباع

مختارات من الشبكة

  • أرجوزة فتح الذي قد أعطى في نظم المراد بالصلاة الوسطى للعلامة جلال الدين السيوطي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح اسم ذي الجلال والإكرام من خلال سورة الرحمن (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حاشية البرلسي على شرح الجلال المحلي على منهاج النووي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فتحان في رمضان!(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نعم ذي الجلال بين الإمهال والإهمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة سمط اللآل فيما جاء في الأحاديث من كلام ذي الجلال(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام (بطاقة)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • فضائل الإيمان باسم الله ذي الجلال والإكرام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى اسم الله ذي الجلال والإكرام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هو الله ذو الجلال والإكرام: آيات قرآنية مبينة لعظمة الله ورحمته (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
4- شكر
Mohammad Masrie - Deutschland 09-05-2024 07:44 AM

جزاك الله خير الجزاء أخي الكريم وبارك الله فيك

3- تحفة الأطفال
نور المصطفى - العراق 24-01-2016 09:21 PM

جزاكم الله الجنة يا رب

2- شكر
محمود عبدالوهاب - مصر 26-02-2012 12:01 AM

شكر الله لك وجزاك الله خيرا

1- الحمد لله
enas almasrf - العراق 18-02-2012 01:14 PM

بارك الله في من وضح لنا ديننا وسهل علينا قراءة كتاب الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب