• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / فضاء للشعر / مع الشعراء
علامة باركود

سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه (قصيدة)

عبدالله محمد عمر البنا

المصدر: المصدر: ديوان البنا/ الخرطوم: شركة دار البلد للطباعة والنشر والتوزيع، 1999، ط 3: ج1 ص 109.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/1/2011 ميلادي - 21/2/1432 هجري

الزيارات: 49203

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه -

 

  

مقدمة


ما رُمتَ صُفرًا من الدنيا وسُلوانَا
إلاَّ وأهدَتْ لك الأيامُ أشجانَا
ولا نظرْتَ لِهذا الدَّهر مدَّكِرًا
إلاَّ رأيتَ به للظُلمِ بُرهانَا
كأنَّما اتَّخذ الأحزانَ سنَّتَهُ
فينا وقدَّم سوءَ الصُّنعِ عنوانَا
الدَّهر ذو راحةٍ خرقاءَ تَعْبث في
هذي الخلائقِ إسرارًا وإعلانَا
فَلاَ يُعِزُّ شريفًا في عشيرتِهِ
وقد يُجِلُّ دنيءَ الأصلِ ما صَّانَا
وقد يَسُرُّ امرَأً تشقى الأنامُ به
ويُرْهِق الْحُرَّ آلامًا وأحزانَا
كم هدَّ ركنًا من التَّقوى فروَّعَنا
وشبَّ نارًا من البلوى فأَصْلانَا
يَعِيثُ في الفضل والآدابِ يوسِعُها
ضيمًا ويهتِكُها بغْيًا وطغيانَا
كم سَلَّ سيفًا من العدوان منصلِتًا
وسام بالقَسْر جنبَ الحقِّ إهوانَا
وكم نكَى غُررَ الآدابِ حين سَطا
وهدَّ ركنًا من العَلْيا وبُنيانَا
وما رعى العهْدَ مَن دارَى وقاتَلَه
وفلَّ جيشًا لدى كِسْرى وإيوانَا
وكَم سعى لِهَرقلٍ غيْر مُحتشمٍ
وعمَّ من صرْفِه سيفًا ونُعمانَا
كلُّ امرئٍ واردٌ يومًا لِمَصرعهِ
ولو يُعمَّرُ حينًا مثل لُقمانَا
كلُّ امرئٍ ظالِمٍ تَلْقاه من شرَهٍ
إلى دمِ الْحرِّ ملهوفًا وظمآنَا
وكلُّ ظلمٍ وإن جلَّتْ رزيَّتُه
فلن يُوازِنَ ظلمًا نال عُثمانَا
 

  

عثمان في آله وعشيربته

  

نَفْسي فداؤُكَ ذا النُّورينِ مبتسمًا
تبلُّ راحتَك الأرحامُ تَحْنانَا
شَرُفْتَ نفسًا وآباءً وسِرْتَ على
حكْمِ الْهداية ترتيلاً وإيمانَا
واختارك اللهُ من عدنانَ حين درَى
بأنَّ خيْر الورى أبناءُ عدنانَا
مِن معشرٍ كان تكوينُ الوجودِ لَهم
مُلْكًا وكانوا لِهذا الْمُلك تيجانَا
في الْجاهليَّة كانتْ دُورُهم حرُمًا
فلا تَخافُ بِها بَخسًا وحِرمانَا
فضَلْتُم النَّاس لولا أنَّ هاشِمَكمْ
بالْمُصطفى ساد مَن جافَى ومن لانَا
وتَمَّ فخْرُكَ يا عثمانُ حين حوَى
طه ابنُ عمِّكَ تفضيلاً ورجحانَا

 إسلامه وآثاره في الإسلام

 

بذَلْتَ بِشْرَكَ للصدِّيق حينَ دَعا
لله ربًّا ورُمْتَ الله ديَّانَا
نبذْتَ للهِ قولَ الجاهليَّةِ بل
أوسعْتَ مكَّةَ إذْ آذَوْكَ هجرانَا
رجحْتَ عقلاً بفضْلِ الْهِجرتينِ كما
رجحْتَ في الأجْرِ عندَ اللهِ ميزانَا
جاورْتَ ربَّكَ إذْ فارقْتَ آصِرَةً
مِن أهلِ مكَّةَ أحبابًا وإخوانَا
فكُنتَ مِن ذاك عندَ الله في حرَمٍ
مِن التُّقَى وجنَيْتَ الخَيرَ صِنوانَا
شهدتَ كلَّ عظيماتِ الْخطوبِ مع ال
مختار تصدمُ أسيافًا ومُرَّانَا
ولَم تكن غيْرَ بدرٍ قطُّ ملحمةٌ
إلاَّ وكنتَ لَها قلبًا وإنسانَا
وأنتَ جافيتَ ركْنَ البيتِ حينَ نأى
عنه النبِيُّ فلَمْ تقرَبْ وإنْ دانَى
تأدُّبًا منك كافاكَ النبِيُّ به
ببيعةٍ جَمعتْ عفوًا ورضوانَا

منْزلتُه عند النبي - عليه الصَّلاة والسَّلام -

 

أحرزْتَ مِن ثقةِ الْمُختارِ أوثَقَها
حِصنًا وأكمَلَها حُسنًا وإحسانَا
فكنتَ زوجَ ابنتَيْهِ وهْيَ منْزلةٌ
ما نالَها أحَدٌ في الكونِ مَن كانَا
لذاك سُمِّيتَ ذا النُّورين حين بدا
سناكَ بالصِّهر مقرونًا ومُزْدانَا

أولياته في الإسلام

 

وأنتَ أوَّلُ مَن فرُّوا بدينِهِمُ
وصارَموا الكفْرَ أوثانًا وصُلبانَا
وأوَّلُ الناسِ أقطعْتَ القطائعَ إذْ
خفضْتَ صوتَكَ في التكبيرِ خِشْيانَا
قبْلَ الأذانِ إذا ما جُمعةٌ حضرَتْ
أذَّنتَ في الناسِ تنبيهًا وإيذانَا
وزِدتَ في مجلسِ المختارِ مِن سَعةٍ
وشِدْتَ أركانَهُ العَصماءَ صوَّانَا
سقفْتَ بالسَّاج إعلاءً سَماوتَه
جُودًا وخلَّقتَهُ أرضًا وحيطانَا
قد اشتريتَ لوجْهِ الله رُومةَ مِن
مالٍ جَمعتَ به فضلاً وغُفرانَا
فكم شفيتَ غليلاً من أخي لَهفٍ
وكم سقيتَ بِها ظمأَى وظمآنَا
وأنْتَ أوَّلُ مَن أهدى الْمصاحفَ لل
أمصارِ تتَّخِذُ القرآنَ قُربانَا

أياديه البيضاء في الإسلام

  

بلغْتَ في الجودِ عندَ اللهِ منْزلةً
ما نالَها أحَدٌ إلاَّ بِها ازْدانَا
وفي تبوكَ بذلتَ المالَ مزدلِفًا
لله زُهدًا وتعظيمًا وإذعانَا
خرجتَ عن ألفِ دينارٍ نفحْتَ بِها
ذا عُسرةٍ رمضَ الأحشاءِ حرَّانَا
وفي مِئينَ ثلاثٍ قد سَمحتَ بِها
لله تَحْمد أقتابًا وأرسانَا
شهادةً أنَّ خيْرَ الباذلينَ يدًا
لِنُصرةِ الدِّينِ عثمانُ بنُ عفَّانَا
وإذْ حضرتَ أبا بكرٍ يُعالِجُ مِن
مرارةِ الْموتِ أصنافًا وألوانَا
كتبتَ إنِّي عهدْتُ الْخيْرَ في عُمَرٍ
فكانَ رأيُكَ ذا للدِّينِ عمرانَا
وقد كتبتَ بأمر الْمُصطفى كُتبًا
كانت وفاءً وآدابًا وإيمانَا
أحلَّكَ الدينُ والإيمانُ منْزِلةً
لدى الثَّلاثة لا تنهار أركانَا

  خلافته

وإذْ دنَتْ من أبِي حفْصٍ منيَّتُه
وعمَّتِ الدِّينَ والأقوامَ أشجانَا
ألقى القِيَادَ على الأعناقِ مِن نفَرٍ
حازوا من الله والْمُختار رضوانَا
فقَرَّ إذْ عقدوا الشُّورى برأيِهِمُ
يُنصِّبوك لَها حرزًا وإحصانَا

أسباب تفضيله على غيره في الخلافة

 
ماذا رأَوْا فيكَ لَمَّا آثروك بِها
وقدَّموك لِسُفن الفضْلِ رُبَّانَا
رأَوْا سخاءً بكلِّ المالِ عن مدَدٍ
له وتَحْسده الأمطارُ تَهتانَا
رأَوْا ثَباتًا تَخفُّ الراسياتُ له
وهِمَّةً بلغَتْ يوحًا وكَيْوانَا
وفضْلَ عِلمٍ له التَّقوى مُزيِّنةٌ
والعِلمُ كان لأهلِ الفضلِ ميزانَا
ورحْمةً تسَعُ الدُّنيا ومعرفةً
باللهِ تحمد إظهارًا وإكنانَا
رأَوْا حياءَك عن فِعلِ القبيحِ كمَا
رأَوْك للدِّين والديَّان صوَّانَا
ومَجْدَ بيتٍ سَمتْ أقطابُهُ صعُدًا
حتَّى غدَوْا لِبُروج الشَّمسِ جيرانَا
وفَرْطَ حُبِّ قريشٍ فيك إذْ عَلِموا
أنْ سوْفَ تُؤْمِنُ مرتاعًا وحيْرانَا
 

خلائقه وسيرته بعد الملك 

 

خلائِقٌ فيكَ كانتْ للفضائلِ والْ
آدابِ والْجدِّ والخيْراتِ عنوانَا
تلَذُّ في أذُنِ الدُّنيا تلاوتُها
ذِكْرًا وتَملؤُها رَوْحًا ورَيْحانَا
ما هزَّكَ الْمُلك عن حِلْمٍ إلى سرَفٍ
ولا سدرْتَ كأهْلِ الْمُلكِ جَذْلانَا
بل كنتَ تعلَمُ أنَّ الصَّفْوَ مِن كدَرٍ
وتَحسبُ اللَّهوَ والسرَّاءَ خِذْلانَا
وتَقْطعَ اللَّيلةَ اللَّيلاءَ منتحِبًا
خوفًا من اللهِ (تسبيحًا وقرآنَا)

 

الفتنة وأسبابها

 

حتَّى رُمِيتَ بِجارِ السوء إذْ نُكِبَتْ
في جنْبِ دولتِكَ الدُّنيا بِمَرْوانَا
رَعيتَ منه جوارًا ما رعاه ولاَ
جزاك عن بَذْلِك الإحسانَ إحسانَا
فدَسَّ عنكَ كتابًا لسْتَ تعلَمُه
فأجَّجَ الأمرَ بين القوم نيرانَا
وهبَّتِ الفتنةُ العمياءُ في نفَرٍ
كانوا عن العدْلِ والإنصافِ عُميانَا
تألَّبوا حولَ قبْرِ الْمُصطفى وبغَوْا
على خليفَتِه زُورًا وبُهتانَا
رَاموا جوارَك هضمًا حينما لَهِجوا
بِقَتل مَرْوان إسرارًا وإعلانَا
رامُوك تَقْطع أرحامًا بك اتَّصلَت
في الله حقًّا وكانتْ فيه أعوانَا
في الله أعلَيْتَ من شأنِ الوليد وما
أعليْتَ في غَيْره قدْرًا ولا شانَا
وفيه أوسعْتَه ضربًا على رَحِمٍ
قريبةٍ إذْ رآه القومُ نَشْوانَا
وما رعيْتَ لغيْرِ الْحقِّ آصرةً
قد استوى فيه من جافَى ومَن دانَى
قام الْمُلِيمون غضْبَى يُهْرَعون إلى
إذْهاب مَجْدِك لا يَرْعون ديَّانَا
وما كفَاهم غليظُ القولِ بل منَعوا
عَن أهلِكَ الْماءَ تبريحًا وأحزانَا
وأحرقوا بابَ دارٍ رَحْمةً مُلِئَتْ
فأصبحوا ثَمَّ للشَّيطانِ أقرانَا

ثباته 

 

ماذا فعلْتَ وقد دبَّتْ عقارِبُهمْ
وأشرعوا لك أثوابًا وخِرْصانَا
وصرَّح الْمَوتُ عمَّا فيه مِن كُرَبٍ
وارْبَدَّ وجهًا وجاء الدَّهرُ غضبانَا
صبرْتَ صبْرَ كريمٍ لا تُزعزِعُه ال
أهوالُ يومًا ولو حارَبْنَ أزمانَا
راموا لِثَنْيِكَ عن عزْمٍ عُرِفتَ بهِ
فهل أزالوا رُبَا رَضْوى ونَهْلانَا
وإذْ شددْتَ بِحبلِ الله كفَّكَ ما
بالَيْتَ بالْخَلْقِ أعداءً وأَخْدانَا
تَسوَّروا الدَّار حتَّى أقْصَعوك بِها
وأورَدُوك حياضَ الْموت عَطْشانَا
وأوسعوا حنَقًا منهم ومعصيةً
بَنانَ زوجِكَ تَجريحًا وإطْنانا
وما رَعَوْا قولَ خيْرِ الخلَقِ فيكَ.. أَلاَ
ما شئْتَ عثمانُ فافْعَلْ صرْتَ سلمانَا
ولَم يزَلْ زُخرفُ الدُّنيا يُولِّد في
ضمائرِ الْخلقِ أحقادًا وأضْغانَا

 

ما نشأ عن قتله من الأحزان

 

ماذا جنَوْا بعد أن أردَوْا خليفتَهمْ
وعفَّروا خدَّهُ ظلمًا وعِصْيانَا
تفرَّقوا شِيَعًا في شأنِه وجرَى
من ذلك الدَّمُ أنْهارًا وغُدْرانَا
من أجْل ذلك عمَّ الْخَطْبُ طلحةَ والزْ
زُبيْرَ عمَّ أبا السبطَيْنِ مولانَا
من أجْلِ ذلك كانت كربلاءُ بلًى
على الْحُسين فعمَّ الكرْبُ مَن دانَا
من أجل ذلك كم أردَوْا غطارِفَةً
جَحاجِحًا وضحَ الأحسابِ فرسانَا
من أجْلِ ذلك فرَّ الْمُلكُ متَّخِذًا
غيْرَ الْحِجازِ له مأوًى وأوطانَا
من أجل ذلك لَم تَبْدُ الحضارةُ في
أرضِ الحجازِ ولَم ترفَعْ لَها شانَا
من أجْلِ ذلك عمَّ الجهْلُ ساكِنَها
وإن تَكُن خيْرَ أهلِ الأرضِ سُكَّانَا
لو لَم يكن ذاك ما نالَ الْخوارجَ لا
مُلكًا ولا طلَبوا في الأرض سُلطانَا
ذاك الذي عَلِم الفُرَّاطُ أنْ قتَلوا
ظُلمًا خلائِقَهمْ عجْمًا وعُربانَا
ذاك التفرُّقُ أغوانَا وخفَّضَ مِن
آدابِنا وبِأَرض الذلِّ أرْضَانَا
ذاك الذي علم الأعرابُ أنْ قسَروا
منَّا خِلالاً وآدابًا وأعْطَانَا
وهكذا مِن بَنى سورَ الخلافِ جنَى
هدْمَ التَّكاتُفِ آسَاسًا وأَرْكانَا
أيَّامَ ذلكَ كان الدَّهرُ في حرَمٍ
من الفضائلِ مزدانًا وريَّانَا
قد كان ذاك وللأقوامِ مُزدحَمٌ
على الْجميلِ زَرافاتٍ ووُحْدانَا
قد كان ذاك وشَمسُ الدِّين مُشْرقةٌ
على العِبادِ فكيف الحالةُ الآنَا

 

ارتَحلَت الخلافةُ بعد قتل سيدنا عثمان إلى العراق ثُمَّ إلى الشَّام، فلم ينَل الْحِجازُ - الذي هو مَهْد العرب ومظهر مَجْد الإسلام - شيئًا من الحضارة؛ لأنَّ خُلَفاء بني أمية أقاموا بالشام، وفتحوا البلاد، وجلبوا الصَّنائع كلَّها إلى الشام، ولَم يزَلِ الأمر كذلك حتَّى جاءت دولة بَنِي العبَّاس، فأزالوا ملك بنِي أمية، ونقلوا الْخِلافةَ إلى بغداد، وبذلك انتقلت الأبَّهةُ إلى العراق، واستمرَّت الحضارة فيه، وتُرجمت الكتب، وجلبت إليه العلوم العصريَّة والعمرانيَّة والاجتماعيَّة، فنالَتْ بغدادُ مِن الشُّهرة في ذلك ما لَم تنَلْه مكَّةُ المكرَّمة، والمدينةُ المنوَّرة، وهُما أهله، فكأنَّ تلك الفتنة المشؤومة كانت سببًا في الفِتَن التي مِن بعدها، وكلُّ ذلك كان أحزانًا على الدِّين والْمُسلمين، وكان كلُّ مَن ثار على خليفةٍ أصبح يرى لِنَفسه عذرًا بِما فعل القومُ مع سيِّدنا عثمان!

 

وحاصل الأمر: أنَّ عثمان قُتِل مظلومًا، وقاتله ظالِم، وخاذله معذور.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قميص عثمان – قصة شعرية
  • ثالث الخلفاء عثمان بن عفان (1)
  • عثمان بن عفان رضي الله عنه

مختارات من الشبكة

  • رؤيا سيدنا عثمان وسيدنا بلال رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتح الوهاب في موافقات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • البيان في فضائل سيدنا عثمان بن عفان(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وصية سيدنا عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما وشبهه بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم (بطاقة دعوية)(كتاب - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شرح حديث: "إن ابني هذا سيد باختصار"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سيدنا معاوية بن أبي سفيان رغم أنف المشوهين والحاقدين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة جزء فيه جملة من مرويات سيدنا أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري (نسخة ثانية)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء فيه جملة من مرويات سيدنا أبي يحيى زكريا بن محمد الأنصاري(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • هل يقال لفظ ( سيدنا ) محمد في الصلاة؟(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب