• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

الرثاء في شعر باشراحيل (2)

محيي الدين صالح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/12/2010 ميلادي - 14/1/1432 هجري

الزيارات: 14896

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اتجاهات الرثاء عند باشراحيل


عَشِقَ اللاَّهُونَ أَسْمَارَ الْعَشَايَا
وَعَشِقْنَا نَحْنُ مَا بَعْدَ الْمَنُونْ
إِنَّمَا الْأَرْضُ عَدَاوَاتٌ وَشَكْوَى
وَخُطًى تَلْهَثُ فِي إِثْرِ الشُّجُونْ [1]

 

في هذه الكلمات الموجزة المكثَّفة المعبِّرة، يُوضِّح لنا باشراحيل فلسفةَ الإبداع عنده ورُؤيته فيما يَجب أنْ يقال شعرًا، وكأنه عائد لتوِّه من رحلةٍ زمنية بعيدة، بعد أن ضرب على أذنيه في كهفِ البشرية سنين عددًا، ثم بعث بقناعات وخبرات اجتماعية جديدة تُناسِب هذا العصر الذي تحوَّلنا فيه إلى تروس صغيرة في آلة ضخمة مُعقدة، وهذا يذكِّرنا بما فعله المتنبي من قبلُ حينما خرج على الناسِ بقصيدته الشهيرة:

صَحِبَ النَّاسُ قَبْلَنَا ذَا الزَّمَانَا
وَعَنَاهُمْ مِنْ شَأْنِهِ مَا عَنَانَا
وَتَوَلَّوْا بِغُصَّةٍ كُلُّهُمْ مِنْ
هُ وَإِنْ سَرَّ بَعْضَهُمْ أَحْيَانَا

 

وبناءً على هذه الخبرة المكتسبة، قسم باشراحيل الناسَ فئتين: الأولى فئة (اللاهون)، والفئة الثانية هي التي تشمله ضمنًا، وعبَّر عنها في المقابل بقوله (نحن) في الشطر الثاني من البيت، وبين الفئتين بعدٌ شاسع، ولَم يعد الناسُ فيما يعشقون مذاهب، كما كان من قبل، بل صاروا مذهبين اثنين فقط حسب رُؤية شاعرنا، وكلُّ مذهب له مُريدون وعُشَّاق، وهو في تقسيمه هذا أفضلُ مني حالاً ومآلاً، فقد سبق أن قسمت الناس أيضًا إلى فئتين، ولكني وضعت كلَّ الناس في جانب، ووضعت نفسي وحيدًا في الجانب الآخر، وذلك عندما كتبت قصيدة: "بيني وبين العالمين"[2] سنة 1995، وقلت فيها:

وَاهِمٌ مَنْ ظَنَّ أَنَّا فِي الرُّؤَى مُتَّفِقُونْ

فَجَمِيعُ النَّاسِ نَوْعٌ وَأَنَا خَصْمٌ مُبِينْ

قِسْمَةٌ ضِيزَى، سِبَاقٌ قَاتِلٌ، أَمْرٌ مَشِينْ

وَتَبَارَيْنَا لِيَعْدُو الْكُلُّ فِي عَكْسِ اتِّجَاهِ الْآخَرِينْ

وَانْزَعَجْنَا مِنْ غِيابِ الْعَدْلِ عِنْدِ الْحَاكِمِينْ

فَذَهَبْنَا نَتَسَوَّرُ حُرْمَةَ الْمِحْرَابِ لَكِنْ

لَيْتَ عِنْدِي نَعْجَةً وَاحِدَةً أَكْفُلُهَا لِلطَّامِعِينْ

 

ونعود إلى تقسيم باشراحيل وأبياته، فاللاَّهون عشقوا السَّمَر في عَشِيَّات أخَّاذة... لا بُدَّ أن تكون قد أتت بعد ضحوات هادئة، وأمسيات هانئة، وهذه "العشايا" - كما يسميها الشاعر - احتضنت كثيرًا من الغافلين، الذين لا ينظرون أبعدَ من تحت أرجلهم، أمَّا الشاعر ورفاقه، فقد عشقوا ما هو أبعد من ذلك بكثير، ورحلوا بعُقولِهم وقلوبهم إلى ما بعد الضحوات والعشيات والدنيا كلها.

 

عشقوا ما بعد المنون، وكأنَّهم برموا بالحياة، ولَم يستَسِيغوا منها زمانًا ولا مكانًا؛ حيث يرى باشراحيل أنَّ الأرضَ عداواتٌ وشكوى، وخُطًى لاهثة خلف الآلام والمواجع، وليس خلف الآمال والأحلام، ومن الواضح أنَّ الشاعر في هذه الرُّؤية مُتأثرٌ جدًّا بقوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4].

 

وحقيق على مَن يرى الأرض ويَصفها بهذه الصفات، أنْ يتطلعَ إلى المرحلة التالية، التي ستكون بعيدًا عن الأرض، التي لَم يخلد إليها الشاعر ورفاقه، ومن العجيب أنَّ هذه الأبيات لباشراحيل لم تكن ضمن قصيدة رثاء، ولا كانت من مجموعة "مرافئ الدمع"، التي تتقاطر فيها دموع الشاعر على أحبابه الذين سبقوه إلى دار البقاء، ولكنَّها أبيات في قصيدة (مئوية الحب) من مجموعة (منابر الفجر).

 

وهذا هو ما جعلني أشيرُ في مُقدمة الدراسة إلى تداخُل الأغراض الشعرية ومَشروعيَّتها وجمالها، إذا أُحسِن التداوُل والتداخُل.

 

وهذه الرؤية تذكرنا بأديبنا الكبير عباس العقاد حين يقول:

حَيْرَانُ حَيْرَانُ لاَ نَجْمُ السَّمَاءِ وَلاَ
مَعَالِمُ الْأَرْضِ فِي الْغَمَّاءِ تَهْدِينِي
يَقْظَانُ يَقْظَانُ لاَ طِيبُ الرُّقَادِ يُدَا
نِينِي وَلاَ سَمَرُ السُّمَّارِ يُلْهِينِي

 

وبرغم المسافة الزمانية والمكانية التي بين باشراحيل والعقاد، فقد اتَّفق الشاعران وأبْدَيَا آراءً مشابهة عن الحياة الدنيا، وكأنهما في ذلك يستقيان من نبع واحد.

 

ولا نستطيع أن ندَّعي أن للشاعر باشراحيل نظرةً تشاؤميَّة؛ لأنَّ كلَّ قصائده تقريبًا تنتهي بالدُّعاء، أو الابتهال، أو الرجاء من الله - سبحانه - أن يخفف ما يُعاني ويجد، أو أن يزيل الهمَّ والكرب، كما يقول في رثاء الأديب/ حمد الجاسر في نهاية القصيدة[3]:

فَاغْفِرْ لَهُ يَا إِلَهَ الْكَوْنِ فِي كَرَمٍ
فَإِنَّنَا وَجَمِيعَ الْخَلْقِ خَطَّاءُ

 

وكذلك في قصيدة رثاء الشاعر/ حسين سرحان[4]:

نَدْعُو لَكَ اللَّهَ الَّذِي
قَدْ حَفَّ بِالْإِحْسَانِ عَبْدَهْ

 

أمَّا القصيدة التي يرثي فيها أباه، فإنه يُظهر الجلد والتصبر والعزاء، بأسلوب الأديب الإسلامي الواثق، ويقول في نهاية القصيدة:

لَمْ تَزِدْنِي الْحَيَاةُ غَيْرَ يَقِينٍ
أَنَّ لِلَّهِ رَجْعَتِي وَسُكُونِي
وَهْوَ بِالْخَلْقِ رَاحِمٌ وَكَرِيمٌ
وَهْوَ مَوْلاَكَ بَيْنَ دُنْيَا وَدِينِ

 

ولو استعرضنا كلَّ قصائد باشراحيل، سنجد فيها هذه الخاصية، فالحس الديني الإيماني - ولا نزكي أحدًا على الله - مع عدم الاكتراث بهموم الدُّنيا وفتنها وزينتها، إضافةً إلى إحسان الظنِّ بالناس، كل ذلك ملامح واضحة لا تُخطئها العين، وهذا هو المدخل الطبيعي الذي يستطيع الدارس أو القارئ أنْ يَعْبُر من خلالِه إلى آفاقِ وأعماق الشاعر المرهف (باشراحيل)، إذا أراد أن يعرفَ اتجاهاتِ الرِّثاء عنده، فهو شاعر يقول صراحةً: إنَّ أحزانه أكثر من أفراحه - وهكذا كل الشعراء الصادقين - وهو في ذلك يتَّفق مع الشاعر، الذي قال (ولعله عباس العقاد):

إِنَّ حُزْنًا فِي سَاعَةِ الْمَوْتِ أَضْعَا
فُ سُرُورٍ فِي سَاعَةِ الْمِيلاَدِ

 

فهو ليس من أهل اللهو والعبث، وإن تناثر من أعماقه بعضُ قصائد الغزل والشوق والهيام، كما أنَّه ليس من أهل الأرض والغَفْلة مهما كانت الخُطى التي مشاها عندما كتبت عليه.

 

ولاستيضاح اتِّجاهات الرثاء عند باشراحيل لا بُدَّ من تناوُل بعض إبداعاته في هذا الغرض على سبيل الاستشهاد والاستنباط.

 

والنموذج الأول الذي سنجوب في عرصاتِه هو قصيدة "لله درك يا عمر"، التي كتبت في رثاء المغفور له بإذن الله الشيخ: عمر بن محمد بن سبيل (إمام المسجد الحرام)[5]، يستهل الشاعر مرثيته قائلاً:

لِلَّهِ مَا أَقْسَى الْخَبَرْ
الْيَوْمَ وَدَّعَنَا عُمَرْ
يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الْإِمَا
مُ وَأَيُّهَا الْقَلْبُ النَّضِرْ
يَبْكِيكَ مَنْ بِالْبَيْتِ طَا
فَ وَحَجَّ مَكَّةَ وَاعْتَمَرْ

 

فالشاعر يبدأ أوَّلَ كلمة في القصيدة باسم "الله" (لله)، وعنوان القصيدة مبدوء كذلك، ونهاية القصيدة (يا رب)... وقد وصَلت الرسالة التي يريد الشاعر أن يَبُثَّها عبر قصيدته، فالأحزان مهما كانت، والمصائب مهما عظمت، فإنَّها لا تطيح برزانة الرجل، ومرارةُ الوداع، وقسوة الخبر، لا يخففهما إلاَّ اللجوء إلى الله مُحتسبين، خاصَّة في مثل هذه الأمور، ويبدو مدى تأثُّر باشراحيل بما قاله عبيد بن الأبرص:

وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَؤُوبُ
وَغَائِبُ الْمَوْتِ لاَ يَؤُوبُ

 

وتحليل القصيدة من حيث المفردات تكشف عن أمورٍ كثيرة، ففيها (القسوة، والبكاء، والحزن، والدموع، والمنية، والوداع)، وهي مفردات لها وقعها عند الرثاء.

 

ولكن هناك مفردات أخرى وظَّفها الشاعرُ لخدمة أغراضِه في هذا الحيز، فالقصيدةُ فيها من "النضارة، والخير، وحبات الندى، وعين القمر، والنسائم، والسراج، والسقي، والعطر، والمطر"، كما نجد فيها ذِكْرَ المكان (مكة) وذكر الزمان، والحركة، والصوت، والعطر، والضوء؛ أي: إنَّ القصيدةَ لوحةٌ متكاملة من الصور.

 

والبيان في أبيات القصيدة له مَذاق خاصٌّ، فالنسائمُ لها دموع، والأسحار لها مُقل، والقمر له عين، والخير يبكي، والسراج يقرأ ويرتل، والمنية تسعى؛ يقول باشراحيل:

دَمْعُ النَّسَائِمِ لَمْ يَزَلْ
يَنْسَابُ مِنْ مُقَلِ السَّحَرْ
كَبَرِيقِ حَبَّاتِ النَّدَى
أَشْرَقْتَ فِي عَيْنِ الْقَمَرْ

 

ومن قبل البيتين في ترتيب الشاعر:

وَالْخَيْرُ أَصْدَقُ مَنْ بَكَى
حُزْنًا وَأَوَّلُ مَنْ حَضَرْ
وَسِرَاجُكَ الضَّاوِي يَشِعْ
عُ بِمَا حَفِظْتَ مِنَ السُّوَرْ

 

وقبل النهاية:

تَسْعَى الْمَنِيَّةُ نَحْوَنَا
سَعْيَ الْقَضَاءِ أَوِ الْقَدَرْ

 

وبين هذا وذاك، فإنَّ الابتهالَ والدُّعاء سِمَة مُميزة في هذه القصيدة:

يَا رَبِّ نَحْنُ إِلَى رِضَا
كَ وَنَيْلِ عَفْوِكَ نَفْتَقِرْ
فَاغْفِرْ لَهُ يَا سَيِّدِي
وَارْحَمْهُ أَنْتَ بِهِ أَبَرّْ
أَنْتَ الْكَرِيمُ وَأَنْتَ مَنْ
بِيَدَيْكَ أَقْدَارُ الْبَشَرْ
يَا رَبِّ نَسْأَلُكَ الثَّبَا
تَ لَهُ وَطِيبَ الْمُسْتَقَرّْ

 

والشاعر لا يكتفي بأنه تضرع إلى الله، ولكنه يسترحم بكل أهل الطاعات الذين طافوا حُجَّاجًا أو معتمرين:

وَدُعَاء مَنْ صَلَّى الْفُرُو
ضَ الْخَمْسَ وَالْتَمَسَ الْحَجَرْ

 

ومما سبق يتضح لنا أنَّ اتِّجاهات الرِّثاء عند باشراحيل ليست بُكائِيَّات أو مآثر جامدة، ولكنها فرصة للتأكيد على الثَّوابت الإيمانية، والحث على الفضائل، وذكر المحاسن، وتسجيل الخواطر، كل هذا مع سرد آلامه الخاصَّة من فقْد الحبيب الذي غاب.

 

ونظرة عابرة في قصيدة أخرى لباشراحيل أراها ضروريةً لتثبيت أركانِ هذه الرؤية، حتى وإن لم نلجأ إلى تَحليلها كما حدث من قبل.

 

والنموذج الثاني الذي أتناوله هو قصيدةُ (الفراق المر) في رثاء الشيخ العالم محمد بن عثيمين[6]، عندما قرأتُ القصيدةَ للمرَّة الأولى، سرح بي الخيال بعيدًا إلى خير العصور، وتذكَّرت قصةَ الصحابي الذي سَمِعَ الرسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يدعو الله عند دفن أحد الصحابة، فقال: ليتني أنا الذي على النعش، وذلك من طلاوة ما سمعه من المصطفى وهو يترحَّم على الفقيد.

 

ولما قرأتها للمرة الثانية عند إعداد هذه الدراسة، تمثَّلت بيتَ الشاعر مالك بن الريب حين قال:

تَذَكَّرْتُ مَنْ يَبْكِي عَلَيَّ فَلَمْ أَجِدْ
سِوَى السَّيْفِ وَالرُّمْحِ الرُّدَيْنِيِّ بَاكِيَا

 

لأنَّ العالم الجليل (ابن عثيمين) كان موفور الحظ، فجنَّد الله له مَن يَرثيه بما هو أهل له، ويا ليت شِعْري، من سيرثينا غدًا؟

 

يقول باشراحيل في رثائه (لابن عثيمين):

يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الَّذِي يَعْتَادُنَا
فِي كُلِّ عِيدٍ بِالتُّقَى يَتَبَسَّمُ
عِيدُ الْجِنَانِ هُنَاكَ أَعْظَمُ فَرْحَةٍ
لِلْمُؤْمِنِ الصَّادِي لِمَنْ هُوَ أَعْظَمُ

 

وأيضًا يستغلُّ باشراحيل الفرصة السانحة؛ ليؤكِّد على أهميَّة العلم وفضله، وعلى قيمة التقوى في الدنيا والآخرة، وفي ختام القصيدة يستودع الشاعر كلَّ وجدانه عند الله - سبحانه - الذي لا تضييع ودائعه:

هُوَ خَالِقُ الْكَوْنِ الْعَظِيمِ وَكُلُّنَا
رَهْنُ الْمَنُونِ وَلَنْ تَرَى مَنْ يَسْلَمُ

 

والوقار عند باشراحيل يُعَدُّ من أهمِّ القيم التي يَجب التمسُّك بها في كُلِّ الأحوال، أو هو حجر الزَّاوية في العلاقاتِ الإنسانية؛ ولذلك فإنَّه لا يتوانى إطلاقًا في إبداءِ الإعجاب الفائق بِمَن يتصف بهذه الصِّفَة السامية.

 

ففي رثائه للشاعر/ حسين عرب في قصيدة بعنوان (على مثله دمع الرجال يسيل)؛ يقول باشراحيل:

 

هُوَ الصَّادِقُ الْأَوْفَى الْحَفِيظُ لِعَهْدِهِ
رَفِيعٌ عَنِ الْهَذْرِ السَّقِيمِ أَثِيلُ[7]

 

فإذا ما استعدنا من خِلال الشعر علاقةَ باشراحيل بالمرثيِّ، سنجد ذات المعاني مداولة بينهما في مراسلاتِهم، فهو أيضًا القائل من قبلُ في قصيدة كان قد أرسلها للشاعر/ حسين عرب، في حياته، وكأنَّه استشعر ضرورةَ التأكيد على معاني الوفاء، قال:

هُوَ الزَّمَانُ فَلاَ تَعْجَبْ لِحَالَتِهِ
إِذَا تَقَلَّبَ فِي أَعْقَابِهِ النَّزحُ

 

وحسين عرب الذي يُخاطِبه باشراحيل بهذه المداخلات أو المساجلات القيِّمة، هو صاحب القصة الشهيرة (قصة القدس)، التي تتجلَّى فيها الأسباب التي جعلت باشراحيل يهيم بحبه قلبًا وقالبًا.

 

فبعد أنْ استعرض الشاعِرُ حسين عرب بعضَ الأحداث العربية الدَّامية وتوابعَها في قصيدة طويلة نسبيًّا، اختتمها بقوله:

أَيُّهَا السَّامِعُونَ عَفْوًا فَمَا كُنْ
تُ لِأُشْجِيَكُمْ بِمَا أَشْجَانِي
قَدْ لَوَانِي الْقَرِيبُ عَنْ بَهْجَةِ الْحَفْ
لِ وَلَمَّا عَالَجْتُهُ أَعْيَانِي

 

وبعد هذا الاعتِذار البليغِ، الذي يُوضِّح مدى شفافية شعراء الجزيرة العربية وحساسيتهم الزائدة نحو مشاعر الآخرين - يصف الشاعر حسين عرب تلك الليلةَ التي جمعته مع أحبته في تهامة قائلاً:

لَيْلَةٌ مِنْ ثَقَافَةٍ وَبَيَانٍ
وَجَمَالٍ وَفَرْحَةٍ وَأَغَانِي
لَمْ أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَا غَيْرَ أَنِّي
كَجَوَادٍ يَعْدُو لِغَيْرِ رِهَانِ

 

فإذا كانت هذه المشاعر الفياضة هي التي كانت تَجمع بين حسين عرب وباشراحيل، فقد وجب على باشراحيل أنْ يُعَزِّيَه أحرَّ العزاء، مُحتسبًا كُلَّ الخصال التي وجدها فيه عند من لا تضيع ودائعه.

 

وكأنَّه يتخوف مما حذر منه من قبل الشاعر الفارسي (الطغرائي) حين قال لاميته الشهيرة:

غَاضَ الْوَفَاءُ وَفَاضَ الْغَدْرُ وَانْفَرَجَتْ
مَسَافَةُ الْخُلْفِ بَيْنَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ

 

وهذا يُوضِّح أنَّ اتجاهات الرِّثاء عند باشراحيل تَجوب في آفاقِ الأخلاق والمثل العليا، سواء توجَّه بأشعاره تلقاء نجد أو تِهامة، أم حَلَّق فيها في سَموات الحضارة العربية الإسلامية أينما حلت.

 

••••


الرمزية في الرثاء


تجوَّلتُ كثيرًا بين قوافي باشراحيل، ورافقته من خلال الكلمات المجنَّحة في شتَّى أغراضه الشعريَّة، وتوقَّفت كثيرًا عند قصائد الرِّثاء، وشعرت بكلِّ ما تألَّم به باشراحيل عندما فارقه أحبابُه؛ وذلك بسبب أسلوبه البديع الذي يشفُّ عن حقيقة ما عاناه الشاعر لكلِّ فقيد عزيز لديه... ولا أقول: إنَّني شاركته أحزانَه، ولكني أقول: أحسست أنه قال ما وددت أن يُقال في هؤلاء الرجال، خاصَّة من أعرفهم.

 

أمَّا المعاني والمثل والقيم التي افتَقَدها الشاعر ولو إلى حين، فرثاها بشكلٍ مُباشر أو غير مباشر، فهي دليلُ الإحساس المرهف الذي يتمتع به الشُّعراء المخلصون الغَيُورون، وباشراحيل عندما يتعرَّض لهذه المسائل، فإنَّه لا يسطحها ولا يضخِّمُها، ولكنَّه يبتغي بين ذلك سبيلاً، ويقنع القارئ أو المتلقي بوجهة نظره، فهو يتحدَّث عن رَهْطٍ من صحابةِ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مجموعة (أقمار مكة)؛ ليُعيدَ إلى التداول تلك الصفاتِ النبيلة التي كان يتحلى بها الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - ويود لو توافرت كلُّ الشمائل والخصال الحميدة في أبناء جيله.

 

أمَّا بلاد الإسلام التي يرثيها باشراحيل مثل (القدس، والعراق، واليمن، ولبنان)، فإنها استكمال لأركان الرثاء عنده بعد أن رثى الزمانَ والإنسان والخصال، حتى نفسه التي بين جنبيه لم تسْلَم من الرثاء، كما في قصيدة (فرحة الرحيل) من ديوان قناديل الريح.

 

معنى ذلك أنَّني أمام ظاهرة شعرية تفاعَلت مع الحياة في حقيقتها المجرَّدة من كلِّ أقنعة التزيين أو التزييف، وتعامَلت معها على هذا الأساس، فلا عجب أن يرحلَ الغرام غير مأسوف عليه، وهو الذي يَحرص عليه كلُّ الناس، ولا عجب أيضًا من أن يكون للرحيل فرحة، مع أنَّه هو عين الشقاء والعذاب في أعرافِ أهل الوصال ومُريديه.

 

وقضية الموت تُعَدُّ من أعقد المسائل التي شغلت بالَ الشعراء قديمًا وحديثًا... وإنْ كان باشراحيل يوصي ابنتَه بالتصبُّر، ويقول لها:

لاَ تَنُوحِي بُنَيَّتِي لاَ تَنُوحِي
جَدِّدِي الذِّكْرَ عَنْ وَفَاتِي وَبُوحِي

 

فهو في ذلك يتحدَّث كما لو فارق الحياة فعلاً، وكان عباس العقاد يوصي محبيه وتلاميذَه أيضًا بما يجب أن يفعلوه، ومن أبياته الشهيرة في ذلك:

إِذَا شَيَّعُونِي يَوْمَ تُقْضَى مَنِيَّتِي
وَقَالُوا أَرَاحَ اللَّهُ ذَاكَ الْمُعَذَّبَا
فَلاَ تَحْمِلُونِي صَامِتِينَ إِلَى الثَّرَى
فَإِنِّي أَخَافُ اللَّحْدَ أَنْ يَتَهَيَّبَا
وَغَنُّوا فَإِنَّ الْمَوْتَ كَأْسٌ شَهِيَّةٌ
وَمَا زَالَ يَحْلُو أَنْ يُغَنَّى وَيُشْرَبَا
وَلاَ تَذْكُرُونِي بِالْبُكَاءِ وَإِنَّمَا
أَعِيدُوا عَلَى سَمْعِي الْقَصِيدَ فَأَطْرَبَا

 

ومن قبلهما كانت الأبيات التي تجاوَزها الأدب الإسلامي بعد تحريم "شق الجيوب ولطم الخدود"؛ حيث قال أحد الشعراء:

وَإِنْ مِتُّ فَانْعِينِي بِمَا أَنَا أَهْلُهُ
وَشُقِّي عَلَيَّ الْجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَالِكِ

 

ولكن شتان بين ما يدعو إليه باشراحيل وبين ذلك، فهو يرى أنَّ حياته للحق، وإذا مات فللذكر الطيب، وهو في فلسفته هذه على عكس طَرَفة بن العبد البكري، الذي جعل حياته للمجون، ولا شيء بعد الموت حين قال:

كَرِيمٌ يُرَوِّي نَفْسَه فِي حَيَاتِهِ
سَتَعْلَمُ إِنْ مِتْنَا غَدًا أَيُّنَا الصَّدِي

 

يقول باشراحيل:

أَنَا إِنْ عِشْتُ كَانَ لِلْحَقِّ عَهْدِي
وَإِذَا مِتُّ عَطَّرَتْنِي صُرُوحِي
لَسْتُ أَرْضَى مَجَاهِلَ السُّوءِ إِنِّي
أَعْتَلِي الدَّهْرَ عَنْ غُبَارِ السُّفُوحِ

 

وما يطرحه باشراحيل من خلال قصيدته (فرحة الرحيل) من تَسْويغات دَعَتْه إلى هذا الاتجاه، فإنه يذكرنا بما قاله أبو الطيب المتنبي:

إِذَا تَرَحَّلْتَ عَنْ قَوْمٍ وَقَدْ قَدَرُوا
أَلاَّ تُفَارِقَهُمْ فَالرَّاحِلُونَ هُمُ

 

فهو سعيد برحيله الذي هو في الحقيقة رحيلهم؛ حيث فارقوا المعاني الجميلة التي يرجوها الشاعر فيمَن حوله، وما دامت المخازي والهموم والذُّهول هي البضاعة الرائجة في غياب الجمال والآمال والنقاء، فإنه لم يَعُدْ أمامه إلا أن يقول:

دَثِّرِينِي حَبِيبَةَ الْقَلْبِ إِنِّي
قَدْ أَرَتْنِي الْأَحْدَاثُ كُلَّ قَبِيحِ
لَمْ يَعُدْ وَجْهُنَا الْجَمِيلُ جَمِيلاً
وَصَحِيحُ الْآمَالِ غَيْرَ صَحِيحِ
لَمْ تَزِدْنِي الْحَيَاةُ إِلاَّ مِلاَلاً
فَأَرِيحِي بُنَيَّتِي وَاسْتَرِيحِي

 

وإذ يقول باشراحيل: إنَّه فرح بالرحيل؛ بسبب الصفات السيِّئة التي أصبحت ظاهرة، فرحيلُه متخذًا من الحياة رمزًا لذلك، فقد سبقه في نفس الدرب (الغرام).

 

وفي قصيدة (رحل الغرام) يتخذ الرمزيةَ بُعدًا جديدًا؛ لتأتِيَ الأبياتُ على لسان أنثى فاضلة زاهدة واثقة، رُبَّما تكون تَجسيدًا للكرامة المهانة، أو الشجاعة الغائبة، وإذا كانت الكرامة والشجاعة مِن أهمِّ سمات العربي، فقد جعل باشراحيل غرامًا متبادلاً بينهما وبين الإنسان العربي، فإذا ما اهتَزَّت علاقاتُهم الوَشِيجة، وحلَّ الجفاء مَحلَّ الغرام، واستسلم الإنسان، فإنَّ من حقِّ الشجاعة أو الكرامة أن تتَّخِذ لنفسها مَوقفًا، وترثي ذلك الغرام الذي رحَل كما يقول باشراحيل على لسانها:

دَعْنِي فَمَا أَنَا مِنْ جِرَاحِكَ عَاتِبَهْ
رَحَلَ الْغَرَامُ وَلَمْ أَعُدْ بِكَ رَاغِبَهْ

 

وربَّما يأتي أحد القرَّاء فيجرِّد القصيدة من الرمزيَّة، ويأخذها على أنَّها حالة عاطفية بين رجل وامرأة، ويرى أنَّ باشراحيل عَبَّر عن وجهة نظر المرأة، فقد ثارت أمورٌ مشابهة حينما كتب أبو فراس الحمداني رائيته الشهيرة، وقال:

وَفَيْتُ وَفِي بَعْضِ الْوَفَاءِ مَذَلَّةٌ
لِفَاتِنَةٍ فِي الْحَيِّ شِيمَتُهَا الْغَدْرُ
تُسَائِلُنِي مَنْ أَنْتَ؟ وَهْيَ عَلِيمَةٌ
وَهَلْ لِشَجٍ مِثْلِي عَلَى حَالِهِ نُكْرُ
فَقُلْتُ كَمَا شَاءَتْ وَشَاءَ لَهَا الْهَوَى
قَتِيلُكِ قَالَتْ: أَيُّهُمْ؟ فَهُمُ كُثْرُ

 

حيث اعتبر بعض المتلقين أنَّ الفاتنة رمزٌ للوطن.

 

وهذه هي ميزة الشعر، يثير من الخيالات ما يوافق كلَّ الأهواء، ويَجد كلُّ ساعٍ في عرصاته ما يوافقه، "والشاعر ينام ملءَ جفونه عن شوارده"، كما قال المتنبي من قبل، ولك أن تسبح بخيالك كما تشاء، وتفسر بما يحلو لك ما قاله باشراحيل في نهاية القصيدة:

مَا زَالَ فِي وَجْهِي الرَّبِيعُ وَلَمْ أَزَلْ
أَحْلَى النِّسَاءِ وَمِنْ جُنُونِكَ هَارِبَهْ
إِنْ لَمْ أَكُنْ فَجْرَ ابْتِسَامَاتِ الْمُنَى
أَوْ كَانَ حَظِّي مِنْ زَمَانِي الْكَاسِبَهْ
سَأُرِيحُ تَسْهِيدَ الْجُفُونِ وَأَبْتَنِي
كُوخَ الْهُدُوءِ أَعِيشُ أَجْمَلَ رَاهِبَهْ


[1] "قصيدة مئوية الحب: ديوان منابر الفجر"، ص69 (الأعمال الشعرية ج2).

[2] من ديوان "الجرح وأحلام العودة"، صدر عن مركز الدارسات السودانية بالقاهرة، 1996م.

[3] قصيدة (هذا هو الحق)، قناديل الريح، ص298.

[4] قصيدة (العمر اليتيم) – قناديل الريح، ص421.

[5] من ديوان (وحشة الروح)، ص34.

[6] من ديوان قناديل الريح: مجموعة (مرافئ الدمع)، ص400.

[7] ديوان وحشة الروح، ص50.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الرثاء في شعر باشراحيل (1)
  • الرثاء في شعر باشراحيل (3)
  • الرثاء في شعر باشراحيل (4)
  • الرثاء في شعر باشراحيل (5)

مختارات من الشبكة

  • الرثاء تخليدا رمزيا للمرثي في شعر الخنساء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • غرض الرثاء في شعرنا العربي القديم(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرثاء في الشعر العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرثاء في الشعر العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الرثاء ما بين أندلس الأمس واليوم!(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أعاصير تستحق الرثاء(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الشعر في ديوان جولة في عربات الحزن(مقالة - حضارة الكلمة)
  • في رثاء الشيخ إحسان إلهي ظهير (شعر)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من رثاء الأبناء في الشعر العربي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • رثاء الشباب في الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- الرثاء في شعر باشراحيل
أحمد محمود محمد مبارك - مصر 03-04-2018 03:20 PM

دراسة متميزة .تتسم بالتحليل الممنهج البصير .. وهي شاملة لعناصر التميز الفني لدى الشاعر والناقد الذي أدرك أبعاد الصياغة الشعرية جماليا ومن حيث المحتوى الفكري أيضا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب