• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / روافد
علامة باركود

الُمشَقّر في الشعر الجاهلي (خصوصية المكان)

د. عبدالعزيز بن عبدالله السالم

المصدر: الدرعية: العددان 6 / 7، ربيع الآخر - رجب 1420هـ / أغسطس - نوفمبر 1999م
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2010 ميلادي - 11/11/1431 هجري

الزيارات: 39712

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص

كان المشقَّر قديمًا حصنًا عظيمًا، ومكانًا مرموقًا في منطقة هجر بالبحرين، وتربِض آثاره الآن في الخليج العربي قريبًا من مدينة الهفوف شرق الجزيرة العربية، وقد طار صيت المشقَّر الحصن والمكان، ولمع اسمُه في العصر الجاهلي، ونال شهرة أكثر من سائر الحصون والأمكنة على امتداد الخليج العربي، وغدا محطَّ الأنظار، وأصبح مركزًا للحكم والإدارة، ورَمْزًا للقوَّة والسلطان، وسوقًا تجارية، ودارًا للعبادة، وحاضرة لقبيلة عبدالقيس، وموقعًا حضاريًّا مميزًا.

 

وعُنِي كثير من شعر العصر الجاهلي بالمشقَّر، وشارَك في الأحداث التي وقعتْ فيه، وتفاعَل مع بيئته، وحدَّث عن زيارات الشعراء له، وعن قتل بعضهم على ساحاته، وسجن بعضهم الآخَر فيه، ومثَّل الشعر الذي قيل في المشقَّر أبعادًا: حربية، وطبيعية، وإدارية، واجتماعية، وعالج البحث كلَّ ما ذكرناه من حياة المشقَّر الذي خلَّدَه الشعر، وما قلناه في شخصيته التي أبرزها الشعراء.

 

اشتهر المشقَّر بمكانته في العصر الجاهلي، واستفاض ذكرُه في شعر هذا العصر، وألهب مشاعر كثيرين من شعرائه، فراحوا يُفسِحون له مكانًا في شِعْرهم، ويردِّدونه في قصائدهم، فقد ورد اسم المشقَّر أكثر من عشرين مرَّة في القصائد والمقطوعات الشعرية التي قمنا بجمعها، وبلغ عدد أبياتها جميعًا ما يزيد على خمسين وأربعمائة بيت لسبعة عشر شاعرًا[1]، ممَّا يُشَكِّل مجموعًا شعريًّا يتردَّد فيه اسم المشقَّر كثيرًا، ويدلِّل على المكانة المرموقة التي حظي بها.

 

وذِكْرٌ المشقَّر في وفير من أشعار العصر الجاهلي، وعند كثيرٍ من شعراء هذا العصر - أمرٌ له أهميته وأثره، وله ارتباطه الوثيق بالشعر والشعراء[2]؛ ذلك أن المشقَّر في هذا الشعر يمثِّل المكان الحياة، ويدلِّل على المكان - الذكرى والحنين - ويُشِير إلى الموقع الحضاري، ويحمِل أسرار الجغرافيا والتاريخ، ويجسِّد طموح رجال، ويحرص على القيمة الفكرية والفنية، وينطوي على معاناة الشاعر وانفعالاته تجاه ما يحدُث، وما تنبهر به الذات في تجربتها وشخصيتها، ويكون المشقَّر هنا الموقع الحسِّي المفتوح، والواقع المؤلم المغلق، والشأن الثقافي القائم الذي ينماز عن غيره من الأماكن في خصوصيَّته وأهميَّته، وعلى هذا فقد أضحى المشقَّر رمزًا للجمال والشكل الرائع، وقد أُلبِس الشعر المشقَّر رداء البقاء في الذاكرة الأدبية، وتُرِك له ذكريات غالية على النفس.

 

وقد ذاع صيت قصور وحصون وأبنية في العصر الجاهلي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: حصن مارد في دومة الجندل، والأبلق في تيماء، وناعط وريمان وغمدان في اليمن، والخورنق والسدير وسنداد في الحيرة، وقصر الحضر في شمال العراق، وخفَّان وثاج في شرق الجزيرة العربية، وغيرها من الحصون والمصانع والآطام داخل الجزيرة العربية وخارجها، وجاءت إشارات إلى هذه الحصون والقصور عند الشعراء: لبيد بن ربيعة العامري، والأعشى البكري، وامرئ القيس الكندي، وأوس بن حجر التميمي، وأميَّة ابن الصلت الثقفي، وعدي بن زيد العبادي، ويزيد بن الخذاق الشنِّي، والأسود بن يعفر النهشلي، والشمَّاخ بن ضرار الذبياني، وراشد بن شهاب اليشكُري[3]، لكن صيت المشقَّر - الحصن والمكان - بين سائر الحصون والأمكنة كان الأشهر ذكرًا في شعر الشعراء.

 

وقد نزل بالمشقَّر سادة وفرسان، وزارَه شعراء، وسُجِن فيه بعضهم، وقُتِل على ساحاته منهم جماعات، وحدثت في أكنافه مذبحة بني تميم، وكان المشقَّر مركزًا للحكم، ودارًا للعبادة، وسوقًا أدبية وتجارية عامرة، وواحة نخيل، ومعبرًا للمسافرين، وعاصمة لقبيلة عبدالقيس، وقصبة لمنطقة هجر في البحرين من شرق الجزيرة العربية، وقد مثَّل المشقَّر في الأشعار التي جمعناها أبعادًا مختلفة ومؤثِّرة؛ منها: الحربية، والطبيعية، والإدارية، والاجتماعية، وغيرها من أبعاد أخرى.

 

وتناوَل الباحثون المشقَّر من حيث كونه مكانًا من أماكن منطقة هجر والبحرين[4]، وحصنًا مشهورًا من حصون المنطقة، وهو جانب تاريخي وأثري، لكن لم يتناوله أحد في دراسة أدبية مستقلَّة فيما أعلم؛ ولذا نَهَدَ هذا البحث إلى تسليط الضوء على المشقَّر في الشعر الجاهلي، واحتفال الشعراء في قصائدهم، وإضاءة جوانب مهمة من حياته في هذا العصر، وبيان الدور الذي اضطلع به، والمهمَّة التي قام بها، والأبعاد الشعرية التي مثَّلها.

 

وتبعًا لما ذكرنا فقد كان المشقَّر حياة واضحة المعالم، ونغمًا شعريًّا يتردَّد عبر هذه الحياة، ومن هنا رأينا أن يتحرَّك بحثُنا في قسمَين متساندَين:

الأول: المشقَّر الحياة، وهو جانب وصفي، يحدِّد المكان ويوضح معالمه وسماته وشخصيته.

والآخر: المشقَّر الشعر، وهو جانب أدبي يسعى إلى بيان أبعاده الشعرية فنيًّا وموضوعيًّا، ويرسم صوره، ودلالاتها عند الشعراء.

 

المشقَّر الحياة:

عاش المشقَّر حياة عظيمة في العصر الجاهلي، وكانت له خصوصيته في موقعه، وبنائه، وسماته، وتحدثت عنه كتب البلدان، والمعجمات اللغوية، والمصادر التاريخية والأدبية في القديم والحديث.

 

قال البكري[5]: المشقَّر قصر بالبحرين، وذكر ياقوت بأنه حصن بالبحرين[6]، وزاد البغدادي بأنه حصن بالبحرين لعبدالقيس[7]، والمشقَّر عند ابن خرداذبة قرية من قرى البحرين[8]، وعن ابن الأعرابي قوله: إن المشقَّر مدينة عظيمة في وسطها قلعة على قارة تسمى عطالة، وفي أعلاها بئر تثقب القارة حتى تنتهي إلى الأرض، وماء هجر يتحلب إلى هذه البئر[9]، وأورد الهمداني أن المشقَّر نحو هجر، وأنه أرض البحرين[10]، وذكر ابن الفقيه أن المشقَّر قصبة هجر[11]، وقيل: إن المشقَّر مدينة هجر وقاعدتها[12].

 

وفي "مسند الإمام أحمد" أن المشقَّر أعزُّ مدن هجر[13]، وقد اشتهرت هجر بحصنَيها المشقَّر والصفا، وبنهرها العظيم محلم[14]، وجعل صاحب كتاب "بلاد العرب"[15] المشقَّر في أرض هذيل؛ طبقًا لبيت الشاعر أبي ذؤيب الهذلي الذي يقول فيه:

حَتَّى كَأَنِّيَ لِلْحَوَادِثِ مَرْوَةٌ
بِصَفَا المُشَقَّرِ كُلَّ يَوْمٍ تُقْرَعُ

 

ويرد البيت برواية (صفا المشرق)، لا (المشقَّر) في "شرح أشعار الهُذَليين"، و"المفضليات"، و"الشِّعر والشعراء"، و"السيرة النبوية"، و"معجم ما استعجم"[16]، وأعتقد أن هذه الرواية هي الصحيحة.

 

وأجمعت المعجمات اللغوية التالية[17]: "تهذيب اللغة"، و"لسان العرب"، و"القاموس المحيط"، و"تاج العروس"، على أن المشقَّر حصن بالبحرين قديم ومعروف.

 

وذكرتْ بعض المصادر التاريخية؛ ومنها[18]: "تاريخ اليعقوبي"، و"تاريخ الطبري"، و"تاريخ ابن الأثير"، أن المشقَّر حصن بهجر.

 

وتحدثت كتب الأدب والنسب ودواوين الشعر عن المشقَّر، ففي "الأغاني": أن المشقَّر حصن هجر من أرض البحرين[19]، وفي "مجمع الأمثال": أنه حصن قديم من أرض البحرين[20]، وفي "الاشتقاق": موضع بالبحرين[21]، ويرى الجاحظ أن المشقَّر من المواضع القديمة، والأماكن المهمة التي سجَّل العرب القدامى عليها كتاباتهم، وأن مثل هذه الكتابة كانت على ركن المشقَّر[22]، وجاء في "شرح ديوان امرئ القيس": أن المشقَّر والصفا قصران بناحية اليمامة[23]، وهو أمرٌ غير واضح التحديد، وفي "ديوان يزيد بن مفرَّع الحميري": أن المشقَّر مدينة عظيمة قديمة بين نجران والبحرين تلي حصنًا يُقال له: الصفا قِبَل مدينة هجر[24]، وفي "ديوان ابن المقرب العيوني": أن المشقَّر حصن بهجر بين محلم وسليسل وهما نهران[25].

 

وعند الباحثين والدارسين: المشقَّر مدينة البحرين الأولى[26]، ومن أهمِّ مدن عبدالقيس وأماكنها[27] والمشقَّر حصن هجر ويقع إلى شمالها، وهو عظيم في البحرين[28]، ويُطلَق اسم المشقَّر على مواضع أخرى من بلاد العرب، لكن أشهرها أنه حصن في البحرين[29].

 

ونخلص من كلِّ ما ذكره البلدانيون، والجغرافيون، والمؤرخون، واللغويون، والرواة من أهل الأدب والنسب القدامى، والباحثون المحدَثون إلى أن المشقَّر قصر فخم، وحصن ضخم في منطقة هجر بالبحرين من شرق الجزيرة العربية، وأن هذا الحصن أصبح مشهورًا في وقت من الأوقات، وانتظمت حوله البيوت، وأُقِيمت على جوانبه الأسواق، واتَّسع معه العمران، وامتدَّ فيما حوله من منطقة هجر، وتعاظَم أمره، فأصبح المشقَّر الحصن وما حوله من التجمُّعات، والمساكن، والمواضع العامرة مكانًا مرموقًا، استحقَّ أن يكون عندها قصبة هجر ومدينتها.

 

ومن هنا تعدَّدت التسميات والصفات في شأنه فقيل: هو القصر، والحصن، والقصبة، والقرية، والمدينة[30]، وهي تسميات يربط بينها رابط من حيث المكان والزمان في المجمعات اللغوية وفي المصادر الأدبية والجغرافية.

 

ودُرست آثار المشقَّر الحصن، فلم يعد هذا البناء قائمًا الآن، وزالت المصانع التي كانت حوله، ولا يعرف محله تحديدًا في الوقت الحاضر[31]، ولكن إيجاد شبه تحديد - على الأقل - أمر مفيد، فالمشقَّر كما عرفنا حصن هجر وقاعدتها، ويقصد بهجر الآن ما يُرادِف مدينة الأحساء[32] التي بنيت على أنقاض مدينة هجر[33]، وقيل: الأحساء من هجر على ميلين[34]، وماء هجر يتحلب إلى القارة التي بني عليها المشقَّر[35]، وهذه القارَّة هي قارَّة عطالة الجبل المعروف، والقريب من مدينة هجر القديمة، وتقوم أطلالها بقرب عين الجوهرية وقرية البطالية[36]، وعرفنا أن هجر اشتهرت بحصنَيها المشقَّر والصفا، وبنهرها العظيم محلم، وهذا واضح في الأشعار والأخبار[37].

 

ويذكر الباحثون المحدَثون أن مدينة الهفوف قد حلَّت محلَّ الأحساء التي أخذت مكان هجر القديمة[38]، وأن المشقَّر يقع في شمال شرق هذه المدينة وقريبًا منها، والصفا هي مدينة المبرز التي تقوم إلى الشمال من الهفوف وتشكِّل الآن ضاحية من ضواحيها[39].

 

وبناءً على ما ذكره القدامى والمحدَثون: فإن المشقَّر الحصن والمدينة يقع قريبًا من قرية البطالية وعين الجوهرية[40]، ويكون في الشمال الشرقي للهفوف مقابلاً للصفا شمالي الهفوف، ذلك أن المشقَّر والصفا حصنان متقابلان، ويذكران (أحيانًا) معًا، وهو (شبه تحديد) مقبول، وقريب من الحقيقة عندنا.

 

وسُمِّي المشقَّر بهذا الاسم لشقرته، ولأنه طُلِي جميعه بالشقرة وهي صبغ أحمر[41]، وفي المعجمات اللغوية: أن المشقَّر هو الصبغ الأحمر، وأن مشاقر الرمال أجلدها وأصلبها، المشقَّر والشقر هو شقائق النعمان والنبت الأحمر[42]، وفي "معجم البلدان": أن المشقَّر مأخوذ من الشقرة وهي الحمرة[43]، وعلى هذا فالمشقَّر هو الأشقر المائل إلى الحمرة.

 

وقصر المشقَّر حصن عظيم، وثيق البنيان، ضخم الأركان، وقد كُتِب على أحد أركانه كتابات عربية لعلها تحمل اسمه أو بعض سماته[44]، وله جدار عرضه سبعون لبنة كسروية[45]، وهو مُحاطٌ بسور مرتفع، وله بابان رئيسان، لكلِّ باب منهما رتاج وسلسلة من الحديد[46].

 

ويقوم المشقَّر على تلة مرتفعة في قارة عطالة[47]، وفي منطقة وفيرة المياه، كثيرة البساتين، وبقربه نهر محلم، وعيون جارية، ويكون بمثابة محطة على طريق المواصلات من مختلف الجهات.

 

وللقصر بوَّابون وحُرَّاس[48]، وفيه جنود يحافظون على الأمن، ويتابعون حركات الأعراب ونزعاتهم وحروبهم[49]، وهؤلاء الجنود من الفرس ومن القبائل العربية: عبدالقيس، وتميم، وبكر بن وائل، وغيرها، ونزل بالقصر وحوله أخلاط من الناس[50]، وكان يتولَّى أمر هذا القصر حاكم فارسي حينًا، وعربي حينًا آخر[51]، وذلك تبعًا للأحوال والأزمان، وقوَّة النفوذ والسلطان، وكان الفرس والمناذرة هم الذين يُعَيِّنون حكَّام المشقَّر.

 

وفي شأن باني المشقَّر أقوال:

فقولٌ يُعِيد بناءه إلى (طسم) القبيلة العربية[52]، وقول آخر يرى أن قبيلة عبدالقيس هي التي بَنَت المشقَّر، وأصبح حصنها وقصبتها[53]، وقول ثالث يذهب إلى أن الفرس هم الذين بنوا المشقَّر، وأن أحد رجالهم واسمه بسك بن هبود أشرف على بنائه[54]، وتورد الأخبار أن الفرس أنشؤوا حصن المشقَّر في مدينة هجر، التي اتَّخذوها قاعدة لنفوذهم بعد سابور ذي الأكتاف[55]، وقول رابع يجعل كندة اليمنية هي التي بنَت المشقَّر، وأن أحد ملوكها هو الذي بناه[56].

 

وإذا مضينا في مناقشة هذه الأقوال وعرضها على البحث والدرس، فإننا نجد أن المشقَّر قد بُنِي قبل مجيء قبيلة عبدالقيس إلى البحرين قادمة من تهامة عبر اليمامة، فقد ذكر شاعرهم عمرو بن أسوى العبدي أن قبيلته دفعت إيادًا وأجلت بكرًا عن حياض المشقَّر، واستولت عليه في قوله[57]:

شَحَطْنَا إِيَادًا عَنْ وَقَاعٍ وَقَلَّصَتْ
وَبَكْرًا نَفَيْنَا عَنْ حِيَاضِ المُشَقَّرِ

 

وهذا يعني: أن المشقَّر كان موجودًا قبل عبدالقيس، وأن قبائل أخرى سكنتْه قبلها؛ ولذا لا قيمة للرَّأْي القائل بأن عبدالقيس هي التي بنَتْه.

 

أمَّا كندة فقد استولت على منطقة البحرين عندما أصبح الحارث بن عمرو الكندي حاكمًا على منطقة شرق الجزيرة العربية، وكان العبديون فيها، فقد نزل أبو كرب بن حسان بن سعد الحميري بالمشقَّر، وفيها ابن أخته الحارث بن عمرو الكندي، وكان ذلك في أوائل القرن الخامس الميلادي[58].

 

وكذلك الفرس، فوجودهم بكثافة في الخليج العربي جاء بعد عبدالقيس وكان المشقَّر معروفًا وقائمًا، واتَّخذوا منه مكانًا لحكم المنطقة بأسرها.

 

ويبقى أمامنا أن نأخذ بالرأي الأوَّل القائل بأن المشقَّر من بناء طسم، وهذا ما يؤكِّده ابن دريد في قوله[59]: بُني المشقَّر في الزمن الأوَّل، مشيرًا إلى قدم البناء، وما ذكره آخرون ومنهم معاصِره ابن الفقيه من أن المشقَّر من بناء طسم[60]، وتابَعَهم في ذلك ابن حزْم والمسعودي والبغدادي[61]، وقبل هؤلاء جميعًا سجَّل ابن سلاَّم في كتابه طبقات فحول الشعراء بأن قبيلة طسم هي التي بنت المشقَّر[62]، وبهذا يكون المشقَّر بُنِي أيام العرب القدامَى، وأن قبيلة طسم التي سكنت المنطقة[63] قبْل عبدالقيس وكِنْدة والفرس والقبائل الأخرى هي التي أقامت هذا البناء، وكانت تبني القصور الشامخة والحدائق العجيبة[64].

 

ونحن لا نستبعد بل نؤكِّد تجديد البناء والطلاء في الفترات التي حكَم فيها الكنديون، وفي الوقت الذي أصبح المشقَّر حاضرة لعبدالقيس وحصنًا لها، وأصبح فيه حاكم من رجالاتها[65]، كذلك في الزمَن الذي سيْطر فيه الفُرْس على المنطقة قبْل الإسلام؛ إذ على ما يبدو أن الفرس جدَّدوا الحصن، وأقاموا حوله بيوتًا وأماكن للجند والحراس، فاتَّسع القصْر، وتعاظَم شأنه، وادَّعى كلُّ مَن كان فيه أنه هو الذي بناه.

 

وهكذا عرَضْنا للمشقَّر الحياة الجانبَ الوصفي من حيث: تاريخُه، وموقعُه، وتسميتُه، وأوصافُه، ورأينا مدى استفاضة ذِكْر هذا الحصْن في المصادر والمظان، ممَّا يُدلِّل على شهرته أكثر من غيره وأهميته دون سواه في العصر الجاهلي.

 

المشقَّر الشعر:

زها المشقَّر في العصر الجاهلي، ووردتْ إشاراتٌ إليه في قصائدِ الشعراء، ولم تكن هذه الإشارات قليلة، كما لم تأخذ مساحة واسعة في القصيدة، ومع ذلك فقد كانتْ كافية للتدليل على المعاناة الواضحة، والرؤية المعيَّنة، والتجربة الشعورية عند هؤلاء الشعراء، كذلك شكّل المشقَّر في هذه القصائد أبعادًا مؤثرة ومختلفة وأهمها:

• البعد الحربي.

• بعد الطبيعة.

• البعد الإداري والسياسي.

• البعد الاجتماعي.

• أبعاد أخرى.

 

البعد الحربي:

كان من أبرز الأيام الحربية التي وقعت في المشقَّر مذبحة بني تميم، التي عُرِفت باسم يوم المشقَّر أو يوم الصفقة[66]، وخلاصة هذا اليوم: أن مجموعات من رجال بني تميم، ومنهم: ناجية بن عقال الدارمي، وعتيبة بن الحارث اليربوعي، والنطف السليطي، وقعنب بن عتَّاب، وجزء بن سعد الرياحي وغيرهم، وثبوا على قافلة كسرى ولطايمة القادمة من اليمن في رواية، أو الذاهبة إليه في روايةٍ أخرى[67]، ونهبوا بضاعتها من سيوف وجواهر وآنية وعطور، وأسَرُوا أساورتها من الفرس، ومعهم هوذة الحنفي من سادات بكر بن وائل، والسبب اقتصادي؛ إذ ألغى هوذة دور بني تميم في البذرقة (الحماية التجارية)، وأرادها لنفسه، متَّفقًا مع الأساورة؛ ممَّا أدَّى إلى الاعتداء على القافلة ونهبها، وأغضب هذا الاعتداء كسرى فارس، فأوْعَزَ لعامله على المشقَّر المكعبر أراد فيروز أن يصفق باب المشقَّر عليهم ويقتلهم، وهنا عمد المكعبر إلى حيلةٍ مبيَّتة، فقد أَوْهَم التميميين بعد عامٍ بأن في المشقَّر مِيرَة لهم، وكان المشقَّر يتَّسع لمِيرَة فارس ويقوم فيه سوق يعرضون فيه بضائعهم، وأخذ حرَّاس باب القصر يدخلون الممترين فرادى وبلا سلاح من باب، ويخرجونهم من باب آخر، وفي داخل القصر تُضرَب أعناقهم، ولم يمضِ وقت طويل حتى كشف فرسان بني سعد من تميم - وكانوا أكثر الممترين - خطة المكعبر الفارسي، وهبَّ الشاعرُ الفارس خيبري بن عبادة السعدي فضرب بالسيف رتاج باب المشقَّر، واندفع الفرسان والناس إلى داخل القصر ليجدوا مذبحةً عظيمة، وليضعوا حدًّا لهذا القتل الذي يقطع الذراري ويفني الأنفس[68]، وتباهى الشاعر باكتشافه لهذه الخطة وحماية قومه بني تميم وقال[69]:

أَلاَ هَلْ أَتَى قَوْمِي عَلَى النَّأْيِ أَنَّنِي
حَمَيْتُ ذِمَارِي يَوْمَ بَابِ المُشَقَّرِ
ضَرَبْتُ رِتَاجَ البَابِ بِالسَّيْفِ ضَرْبَةً
تَفَرَّجَ مِنْهَا كُلُّ بَابٍ مُضَبَّرِ

 

(باب المشقَّر) هنا يجسِّد مأساة الشاعر الذي نفد صبره، وهو ينتظر خارج الباب، ولهذا كانت الضربة شديدة راعبة، فقد حطمت سلسلة الباب المضبَّر، وأطارت يد الحارس القابضة عليها، وسجَّل الشاعرُ بهذه الخبرة القتالية والخطاب الحربي اسمه فارسًا بارعًا في سجل الفروسية والبطولة ليوم المشقَّر.

 

وفي الأخبار والأشعار أن هوذة الحنفي فدى نفسه من بني تميم، وأخذ الأساورة الذين نجوا من القتْل والأسر، وحملهم إلى كسرى فأكرمه، وقيل: إن هوذة من الذين حضروا يوم المشقَّر مع المكعبر، وتشفَّع في مائةٍ من بني تميم، وهذا واضح في شعر الأعشى الذي تعاطف مع سيِّد بكر، ودافَع عنه ومدحه وعاب على تميم اعتداءها على قافلة كسرى في وضح النهار بمنطقة نطاع الأمر، الذي أدَّى إلى هذه العقوبة (المذبحة) في تلك الهضبة (السجن) المظلمة، ولم يستطع التميميون فيها امتناعًا، وقد تجرَّعوا أنفاسهم، وندموا على عمَلِهم.

 

وسجَّل الأعشى يوم المشقَّر في قصيدته العينية وقال[70]:

 

سَائِلْ تَمِيمًا بِهِ أَيَّامَ صَفْقَتِهِمْ
لَمَّا رَآهُمْ أَسَارَى كُلُّهُمْ ضَرَعَا
وَسْطَ المُشَقَّر فِي عَيْطَاءَ مُظْلِمَةٍ
لاَ يَسْتَطِيعُونَ فِيهَا ثَمَّ مُمْتَنَعَا
بِظُلْمِهِمْ بِنِطَاعِ المَلْكِ ضَاحِيَةً
فَقَدْ حَسَوْا بَعْدُ مِنْ أَنْفَاسِهْم جُرَعَا
أَصَابَهُمْ مِنْ عِقَابِ المَلْكِ طَائِفَةٌ
كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا فِي نَفْسِهِ جُدِعَا
فَقَالَ لِلْمَلْكِ سَرِّحْ مِنْهُمُ مِائَةً
رِسْلاً مِنَ القَوْلِ مَخْضُوضًا وَمَا رَفَعَا
فَفَكَّ عَنْ مِائَةٍ مِنْهُمْ وِثَاقَهُمُ
فَأَصْبَحْوا كُلُّهُمْ مِنْ غُلِّهِ خُلِعَا

 

وإذا كان الأعشى قد ذكَر فضْل ممدوحه هوذة في يوم المشقَّر، فإن شعراء من بني تميم قد تفاخَروا بأسْر قبيلتهم لهوذة، وعيَّره المجذام السعدي بذلِّ الأسْرِ في أرض بني سعد من تميم وقال[71]:

وَهُنَّ عَصَبْنَ هَوْذَةَ يَوْمَ حجْرٍ
فَظَلَّ يُنَازِعُ المَسَدَ المُغَارَا

 

وأشار رجلٌ مِن بني سعد إلى هذا الأمر، وأن تميمًا أوثقت هوذة بالقيود، وربطت يديه إلى عنقه، وقال[72]:

وَمِنَّا رَئِيسُ القَوْمِ لَيْلَةَ أَدْلَجُوا
بِهَوْذَةَ مَقْرُونَ اليَدَيْنِ إِلَى النَّحْرِ

 

وقُتِل في يوم المشقَّر من بني تميم كثير، وكان جزء بن سعد الرياحي قائد بني يربوع من القتلى[73]، وعندما رثى متمِّم بن نُوَيرة أخاه مالكًا ذكر يوم المشقَّر ومقتل جزء الرياحي فيه، وقال[74]:

وَغَيَّرَنِي مَا غَالَ قَيْسًا وَمَالكًَا
وَعَمْرًا وَجُزْءًا بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا
فَلاَ تَفْرَحَنْ يَوْمًا بِنَفْسِكَ إِنَّنِي
أَرَى المَوْتَ وَقَّاعًا عَلَى مَنْ تَشَجَّعَا

 

وفي هذا الشعر عبرة وعظة لكلِّ الذين يفرحون بمآسي إخوانهم، فالموت واقع لا محالة عليهم، كما يقع على الفرسان الذين تمضي بهم شجاعتُهم إلى قلب المعركة، ومرجل الموت.

 

ويبدو لي أنَّ يوم المشقَّر لم يكن مذبحة لتميم فحسب، وإنما كان أمرًا مبيَّتًا لقتْل مجموعات من القبائل العربية، أو على الأقل لتأديب القبائل التي تطمع في الاعتداء على لطائم كسرى، فقد كانت العرب تصير إلى المشقَّر وهجر للميرة واللقاط[75]، وهو ما يُفَسِّر لنا مُشاركة شُعراء آخرين في هذا اليوم مِن غير تميم، فقد فاخَر الشاعر الفارس عامر بن الطفيل بقتاله وصولاته عندما اشتدَّ الصراع واحتدم القتال، وقد أزعج الأبطال هذا القتال على أرض المشقَّر، وقال[76]:

إنْ تَسْأَلِي الخَيْلَ عَنَّا فِي مَوَاقِعِهِمْ
يَوْمَ المُشَقَّرِ وَالأَبْطَالُ فِي زَعَجِ
تُخْبِرْكِ أَنِّي أُعِيدُ الكَرَّ بَيْنَهُمُ
إِذَا القَنَا حُطِّمَتْ فِي يَوْمِ مُعْتَلَجِ

 

وردَّد عامر يوم المشقَّر في شِعْره متأثِّرًا به أشدَّ التأثُّر؛ ففي رائيته التي وصف فيها شجاعته يوم فَيْفِ الرِّيح، وخاطَب حصانه وفرسانه داعيًا إلى الثبات في أرض المعركة، والصبر على مُقارعة الأعداء فالفرار عار، كما كان يوم المشقَّر؛ ولهذا قال هذه الرائية، والتي منها[77]:

لَقَدْ عَلِمَتْ عُلْيَا هَوَازِنَ أَنَّنِي
أَنَا الفَارِسُ الْحَامِي حَقِيقَةَ جَعْفَرِ
وَقَدْ عَلِمَ المَزْنُوقُ أَنِّي أَكُرُّهُ
عَشِيَّةَ فَيْفِ الرِّيحِ كَزَّ المُشَهَّرِ
إِذَا ازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ الرِّمَاحِ زَجَرْتُهُ
وَقُلْتُ لَهُ ارْجِعْ مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرِ
وَأَنْبَأتُهُ أَنَّ الفِرَارَ خَزَايَةٌ
عَلَى الْمَرْءِ مَا لَمْ يُبْلِ عُذْرًا فَيُعْذَرِ
أَلَسْتَ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ فِيَّ شُرَّعًا
وَأَنْتَ حِصَانٌ مَاجِدُ العِرْقِ فَاصْبِرِ
أَرَدْتُ لِكَيْمَا يَعْلَمَ اللهُ أَنَّنِي
صَبَرْتُ وَأَخْشَى مِثْلَ يَوْمِ المُشَقَّرِ

 

وشارك في يوم المشقَّر الشاعر شريح بن هانئ (مخضرم)، وأشار إليه في شعره وهو يعدِّد أيامًا أخرى خاضها بعده، وقال مرتجزًا[78]:

وَيَوْمَ مِهْرَانَ، وَيْوْمَ تُسْتَرَا
وَالْجَمْعَ فِي صِفِّينِهِمْ وَالنَّهَرَا
وَبَاجُمَيرَاتٍ مَعَ المُشَقَّرَا
هَيْهَاتَ مَا أَطْوَلَ هَذَا عُمُرَا

 

ويظلُّ يوم المشقَّر (يوم الصفقة) مشهورًا ومشهورًا بين أيام العرب في الجاهلية، وهو اليوم الذي أعلى من شأن المشقَّر، وجعله رمزًا لمقاومة العرب للمعتدين؛ إذ توحَّدت فيه راية عرب الخليج، وخاضوا قتالاً حربيًّا ضاريًا ضد الفرس، ممَّا اضطرَّ حامية القصر إلى الهرب والنجاة[79].

 

لقد حفر يوم المشقَّر (يوم الصفقة) في ذاكرة الشعراء أثرًا عميقًا، فصوَّروا انفعالاتهم وأحاسيسهم، وعبَّروا عن معاناتهم وصُمُودهم، وسجَّل شعرُ يوم المشقَّر المواجهة الحقيقية، والمقاومة العنيدة إزاء الخديعة والحيلة، كما في شعر خيبري السعدي؛ كذلك فإنَّ شعر خيبري يُسمي هذا اليوم بيوم: (باب المشقَّر).

 

وبكى الشعر بألم شديد، وعاطفة حزينة مصرع أناس عزَّل من السلاح، مُظهِرًا العبرة والعظَة في موتهم، كما في شعر متمِّم بن نُوَيرة اليربوعي، وعلَّم الشعر الناسَ الحذر والحَيْطَة، والمشاركة، والبطولة، والتوحُّد العربي في القتال كما أخبرنا عامر بن الطفيل، وبيَّن شعر هذا اليوم أن الظلم والاعتداء يذلاَّن الإنسان كما في شعر الأعشى، وأن العربي يعشق القتال، ويُشارِك في الأيام التي لا بُدَّ منها كما قال شريح بن هانئ.

 

ورسم شعر هؤلاء الشعراء جميعًا صورة رائعة للفارس العربي، وقِيَمه الأصيلة، من إباء، وشمم، ورفض، وثبات، وصولات، وعكس الصمود مِن أجل محور الذات والهُويَّة، وفي سبيل الوطن والبقاء وحماية الذمار، وجاء هذا الشعر بلغةٍ حربية بارعة، حملت مفرداتها شحنات نفسية، وقدرات قتالية، وخلجات ذاتية، وتمثَّلتْ في إيقاع خطابي، وتوهُّج انفعالي.

 

وقبل يوم المشقَّر كان سيِّد كندة جدُّ الشاعر امرئ القيس قد غزا بعرَب اليمن المشقَّر، وساق جموعهم إليه حتى استقرَّ فيه، واتَّخذه عاصمةً له، وأورد شعر امرئ القيس حديث هذا الغزو، فقال[80]:

أَبَعْدَ أَبِي فِي حِصْنِ كِنْدَةَ سَيِّدًا
يَسُودُ جُمُوعًا مِنْ جِيوشٍ وَبَرْبَرا
وَيَغْزُو بِأَعْرَابِ اليَمَانِينَ كُلِّهِمْ
لَهُ أَمْرُهُمْ حَتَّى يَحُلَّ المُشَقَّرَا

 

وهناك أيَّام أخرى حدثت بالمشقَّر والأماكن القريبة منه غير يوم الصفقة، فقد أشار الشاعر خبَّال العبسي إلى أيام في المشقَّر والصفا، وهو يُخاطِب قومه بني جذيمة مِنْ عمومته في عبس منوِّهًا بشجاعته، ومُباهيًا ببسالة قومه في مناطق القتال، ومصارع الرجال، وقد سالت دماؤُهم، واختلطت بمياه نهر محلم؛ (نهر المشقَّر العظيم)، فبدا النهر باكيًا القتلى لمواقفهم المجيدة، وحرصهم على الموت الكريم، وقال[81]:

أَبَنِي جُذَيْمَةَ نَحْنُ أَهْلُ لِوائِكُمْ
وَأَقَلُّكُمْ يَوْمَ الطِّعَانِ جَبَانَا
كَانَتْ لَنَا كَرَمُ المَوَاطِنِ عَادَةً
نَصِلُ السُّيُوفَ إِذَا قَصَرْنَ خُطَانَا
وَبِهِنَّ أَيَّامُ المُشَقَّرِ وَالصَّفَا
وَمُحَلِّمٍ يَبْكِي عَلَى قَتْلاَنَا

 

المشقَّر، والصفا، ومحلم (قصور ومياه) تشهد الحرب والقتال، وتصيبها الفجيعة، كما تصيب الإنسان، وهذه الأماكن تُحقِّق القيمة الفكرية في أن الإنسان لا يقبل الذل والجبن، فيسعى إلى دفع الظلم بسيفه الأداة الحربية القادرة على دفْع الظلم.

 

وتبقى أهمية المكان في أنه المكان الحرب، وأنه دلالةٌ على شجاعة أهلِه، وبلائهم في القتال، ورمز لعبقرية فروسيتهم وخبرتهم الحربية، وقد مثل المشقَّر في هذا الشِّعر الذي أوردناه البعد الحربي والفن القتالي.

 

بُعد الطبيعة:

أحيط المشقَّر بأرض خصبة، وعيون جارية، وأجواء طيبة؛ ممَّا جعلها بيئة صالحة لزراعة النخيل، وكروم العنب، ورياض الأشجار، وأوجد هذا كله طبيعة فاتنة ساحرة، والنخيل غذاء العرَب في جزيرتهم، وساعدت شجرة النخيل على استيطان المشقَّر، وهجر منذ أقدم العصور[82]، وفي الأخبار أن المنذر بن ساوَى العبدي وغيره قد قاموا بغرس النخيل[83] في هذه البلاد التي تعتبر من أكثر المناطق نخيلاً، وأطيبها تمورًا، وإن بلاد عبدالقيس بلاد النخيل[84].

 

وقد تردَّد في الشعر الجاهلي اسم نخيل المشقَّر إلى جانب نخيل هجر والصفا، ومحلم، والعين[85]، وهي أماكن تقرب من المشقَّر وتقع حوله، وتكون من أرضه وبقاعه، وجاء الحديث عن نخيل المشقَّر أوضح ما يكون في معرض وصْف مشاهد الظعن في بقاع المنطقة الشرقيَّة من الجزيرة العربية.

 

وقد رسم الشاعر امرؤ القيس لوحةً فنية رائعة لنخيل المشقَّر، وحدَّث عن مزارع هذا النخيل التي قام على العناية بها بنو الربداء من آل يامن[86]، وهم على ما يبْدو من أصول يمنية، سكنوا المشقَّر وهجر، واحترف بعضُهم التجارة والملاحة، إلى جانب زراعة النخيل الذي كانوا يحرسونه بسيوفهم، ويحمونه من العابثين والسارقين.

 

وهذا النخيل سامق جبار، أثيث الفُرُوع والأغصان، وقد أيْنَع ثمره، وتمايَلت عروقه، وتدلَّتْ عذوقه، واحمرَّ بُسْرُه، فغدا يسرُّ الناظرين، ولون البُسْرِ الأحمر إلى جانب الألوان الأخرى لشجرة النخيل هو الذي فرَض نفسه على خبرة الشعراء وأخيلتهم في تشبيه الظعائن المرتحلة به، ويقصدون ما على الهوادج من ثياب حمر وصفر، مع ارتفاعها وبعدها عن أعيُن مُشاهِدي الظعن، يُماثِل هذا النخيل الباسق وما فيه من اختلاف الألوان، قال الطوخي[87]: "معنى ذلك تشبيه الركَّاب (الظعن) في البرِّ على بعد النخيل بجامع السواد والارتفاع".

 

والمكرعات التي ذكرَها امرؤ القيس في هذه اللوحة الشعرية من أجْوَد النخيل وأطوله، ومن مزارع السقي في المشقَّر؛ حيث تبقى أصولُها في الماء ردحًا منَ الزمَن، وعندما يحين وقت القطاف وجنْي الثمار، فإنَّ جيلان - عمَّال كسرى وحراس قصر المشقَّر - ينهضون بعبْء صرم هذا النخيل وإعداده للتصدير داخل الجزيرة العربية وخارجها.

 

وهذا الوصْف الدَّقيق يُدَلِّل على أن امرأ القيس شاهَدَ هذه المزارع وأعجب بها، فقد زار المشقَّر وأقام فيه أثناء حكم كندة له[88]، وشكَّل في شعره صورةً واضحةً المعالم هذا النخيل، وقال[89]:

بِعَينَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ لَمَّا تَحَمَّلُوا
لَدَى جَانِبِ الأَفْلاَجِ مِنْ جَنْبِ تَيمَرَا
فَشَبَّهْتُهُمْ في الآلِ لَمَّا تَكَمَّشُوا
حَدَائِقَ دَوْمٍ أَوْ سَفِينًا مُقَيَّرَا
أَوِ المُكْرَعَاتِ مِنْ نَخيلِ ابْنِ يَامِنٍ
دُوَيْنَ الصَّفَا اللاَّئِي يَلِينَ المُشَقَّرَا
سَوامِقَ جَبَّارٍ أَثِيثٍ فُرُوعُهُ
وَعَالَيْنَ قِنْوَانًا مِنَ البُسْرِ أَحْمَرَا
حَمَتْه بَنُو الرَّبْدَاءِ مِنْ آلِ يَامِنٍ
بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى أُقِرَّ وَأُوقِرَا
وَأَرْضَى بَنِي الرَّبْدَاءِ وَاعْتَمَّ زَهْوُهُ
وَأَكْمَامُه حَتَّى إِذَا مَا تَهَصَّرَا
أَطَاَفَتْ بِهِ جَيْلاَنُ عِنْدَ قِطَاعِهِ
تَرَدَّدُ فِيهِ العَيْنُ حَتَّى تَحَيَّرَا

 

واستفاد الشاعر عُرْفُطة الأسدي من هذا الوصف، فاستخدم أبيات امرئ القيس مع تغيير القافية، ووصف كوارع النخيل في ثاج ويثرب إلى جانب نخيل ابن يامن في المشقَّر والصفا؛ فقال[90]:

فَقُلْتُ وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ كَوَارِعٌ
مِنَ الثَّأْجِ أَوْ مِنْ نَخْلِ يَثْرِبَ مُوقِرُ
أَوِ المُكْرَعَاتِ مِنْ نَخْيلِ ابْنِ يَامِنٍ
دُوَيْنَ الصَّفَا اللاَّئِي يَحُفُّ المُشَقَّرُ

 

واستغلّ الشاعر بشامة بن الغدير نخيل المشقَّر وهجر عند حديثه عن ظعائن صاحبته، وقد راح يرمق قافلتها ساعة اشتداد الحر ولمع السراب، ويتابعها ببصره إلى أن توارتْ في البعيد من رحلتها، وقال[91]:

كَأَنَّ ظُعْنَهُمُ والآلُ يَرْفَعُهَا
نَخْلُ المُشَقَّرِ أَوْ مَا رَبَّبَتْ هَجَرُ
مَا زِلْتُ أَرْمُقُهُمْ فِي الآلِ مُرْتَفِعًا
حَتَّى تَقَطَّعَ دُونَ الجِيرَةِ البَصَرُ

 

وحدَّث لبيد بن ربيعة - وهو يصف ظعائن الحي - عن نخيل محلم والصفا من مزارع المشقَّر، وقدَّم وصفًا رائعًا لهذا النخيل الباسق الذي يكرع الماء، وتظلُّ جذوره مغمورة فيه، وقد امتدَّتْ صفوفُه، وتخلَّلها كروم العنب، وقال في لوحة شعرية جميلة[92]:

فَكَأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ لَمَّا أَشْرَفَتْ
بِالآلِ، وَارْتَفَعَتْ بِهِنَّ حُزُومُ
نَخْلٌ كَوَارِعُ فِي خَلِيجِ مُحَلِّمٍ
حَمَلَتْ فَمِنْهَا مُوقَرٌ مَكْمُومُ
سُحُقٌ يُمَتِّعُهَا الصَّفَا وَسَرِيَّةٌ
عُمٌّ نَوَاعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُوَمُ

 

وفي لوحةٍ أخرى ذكر لبيد أنواعًا من نخيل المشقَّر بين الصفا وعين المحلم؛ فمنه الطويل، ومنه القصير، ومنه المهتصر - ما تدلَّت عذوقه - ومنه المكموم - ما لم تتفتَّح أكمامه - وأشار إلى أن هذا النخيل لا يلحقه عطش فهو يكرع من ماء خليج عين محلم، وتشرب جذوره رفهًا يوميًّا من مائه وهو من مزارع السقي[93]:

جَعْلٌ قِصَارٌ وَعَيْدَانٌ يَنُوءُ بِهِ
مِنَ الكَوَافِرِ مَكْمُومٌ وَمُهْتَصَرُ
يَشْرَبْنَ رَفْهًا عِرَاكًا غَيْرَ صَادِرَةٍ
فَكُلُّهَا كَارِعٌ فِي المَاءِ مُغْتَمِرُ
بَيْنَ الصَّفَا وَخَلِيجِ العَيْنِ سَاكِنَةٌ
غُلْبٌ سَوَاجِدُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا الحَصَرُ

 

وبعد الجاهلية ذكر أعشى همدان نهر محلم العظيم بين المشقَّر والصفا، فقد نزل به قليلاً ثم ارتحل عنه، وقال[94]:

وَلَمَّا نَزَلْنَا بِالمُشَقَّرِ وَالصَّفَا
وَسَاقَ الأَعَارِيبُ الرِّكَابَ فَأَبْعَدُوا
نَزَلْنَا فَغَوَّرْنَا مِيَاهَ مُحَلِّمٍ
لَعَلَّ بَقَايَا جَيْئَةِ القَوْمِ تَنْفَدُ

 

وتحدَّث الأعشى عن نخيل المشقَّر الذي كان يقصده تجَّار الجزيرة العربيَّة، ويمتاره الناس من سوقها، فتمر المشقَّر منقطع النظير، وكان الأعشى وغيره من الشعراء يمتارون من المشقَّر[95]، وفي شعره معلومات عن خِلافٍ حدَث بينه وبين القائمين على بيْع تمر المشقَّر، فقد هدَّدهم بأن يتحوَّل عنْ سوق المشقَّر إلى سوق الخط، وهو ما يعكس أهمية الجانب الاقتصادي للمشقَّر، وهذا واضحٌ في قصيدته اللامية التي عاتَب فيها أبناء عُمُومته الذين أثاروا هذا الخلاف وقال[96]:

فَإِنْ تَمْنَعُوا مِنَّا المُشَقَّرَ وَالصَّفَا
فَإِنَّا وَجَدْنَا الْخَطَّ جَمًّا نَخِيلُهَا
وَإِنَّ لَنَا دُرْنَى فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
يَحُطُّ عَلَيْنَا خَمْرُهَا وَخَمِيلُهَا

 

لقد حدَّث هؤلاء الشعراء: امرؤ القيس الكندي، وعُرفُطة الأسدي، وبشامة بن الغدير الذُّبياني، والأعشى البكري، ولبيد بن ربيعة العامري، عن الطبيعة الجميلة في المشقَّر، ورسموا في شِعْرِهم لوحة نخيل المشقَّر بألوانها الحمراء، وأنواعها المتعدِّدة، ومزارعها الواسعة، وأشجارها الباسقة، ومياهها الغزيرة، وكل ذلك من خلال وصْف الظعائن المرتحِلة، ولم يبخلوا على هذه اللوحة بالتفاصيل والجزئيات، وبالألوان والحركات؛ ممَّا جعلها لوحة فائقة في بُعْدِ الطبيعة للمُشَقَّر، وفي معالجتها للبُعْدِ النفسي عند الشعراء في واقع المكان الذكرى والحنين والمكان الحياة.

 

البُعد الإداري والسياسي:

كان المشقَّر مقَرًّا للحُكم، ومركزًا لإدارة منطقة هجر، وفيه يعيش الحاكم الذي يتولَّى شؤون البحرين، وجاءت إشارات في الشعر تُبيِّن دور المشقَّر ووظيفته.

 

فقد حدَّث الشاعر لبيد بن ربيعة العامري عن حاكم المشقَّر عندما رثى السادات من قومِه، ومن القبائل العربية، وهو يتأمَّل الموت الذي يقصف الأعمار، ويطيح بهؤلاء السادة كما أطاح بالدومي صاحب دومة الجنْدل، وفتك بربِّ المشقَّر وحاكمه، وفي ذلك عبرة وعظة، وقال[97]:

وَأَعْوَصْنَ بِالدُّومِيِّ مِنْ رَأْسِ حِصْنِهِ
وَأَنْزَلْنَ بِالأَسْبَابِ رَبَّ المُشَقَّرِ

 

وأشار مالك بن نُوَيرة اليربوعي إلى الأسبذي الذي لا يُغادِر حصن المشقَّر في معرض ردِّه على الشاعر محرز بن المكعبر الضبي، وقد نعتَه باللؤم الذي لا يُفارق بيوت قومه بني ضبة، وقال[98]:

أَبَى أَنْ يَرِيمَ الدَّهْرَ وَسْطَ بُيُوتِكُمْ
كَمَا لاَ يَرِيمُ الأَسْبُذِيُّ المُشَقَّرَا

 

وتوعَّدَ طرفة بن العبد البكري أهل المشقَّر والصفا من عبدالقيس بالانتقام منهم، والرد عليهم؛ لأنهم سجنوه في حصن المشقَّر، وعاب عليهم أنهم تبع للأسبذي، وقال[99]:

خُذُوا حِذْرَكُمْ أَهْلَ المُشَقَّرِ وَالصَّفَا
عَبِيدَ اسْبُذٍ والقَرْضُ نَجْزِيهِ بِالقَرْضِ

 

ونُلاحِظ مِنْ شِعْر لبيد أنَّ المشقَّر مركز للحُكم، وفيه حاكم يدير شؤون المنطقة، ومن شعر مالك أن الأسبذي لا يفارق المشقَّر، ومن شعر طرفة أن أهل المشقَّر من عبدالقيس هم عبيد لهذا الأسبذي.

 

وأمامنا فيما ذَكَرْناه أمور هي:

أولاً: أن للمُشَقَّر حاكمًا ومسؤولاً يُقِيم فيه، وهذا أمر طبيعي.

 

ثانيًا: أن فيه شخصية الأسبذي، وهذا يحتاج إلى معرفة وإيضاح، فمَن الأسبذي؟ وما علاقته بحصن المشقَّر؟

 

ثالثًا: أن لطرفة شأنًا مع أهل المشقَّر الذين يتَّبعون هذا الأسبذي، فلماذا قدِم طرفة إلى المشقَّر، وتعامَل مع أهله؟ وما هي قضيته؟

 

وجاء خلاف كبير حول الأسبذي والأسابذة، وهذا الخلاف يثير تساؤلات كثيرة منها:

هل الأسبذي هو عبدالله بن زيد الدارمي من بني تميم[100]؟ أم هو المنذر بن ساوَى من عبدالقيس[101]؟ أم هو اسم حاكم أو ملك من الفرس[102]؟ وهل يُنسَب الأسبذي إلى قرية أسبذ في البحرين[103]؟ أم إلى المجوسية الديانة الفارسية[104]؟ أم إلى عبادة الحصان والفرس[105]؟ أم إلى رجل يُدعَى أسبذ[106]؟ ثم هل الأسابذة من الفرس أم من العرب[107]؟

 

والذي نطمئنُّ إليه في الإجابة عن كل هذه التساؤلات:

أولاً: أن الأسابذة أو الأسبذيين هم جنودٌ من الفرس وقوم من المجوس، وأفراد من القبائل العربية كانوا مُسلحة لحصن المشقَّر[108]، وحراسًا له، وعمَّالاً فيه، ينفذون الأوامر التي تصدر إليهم.

 

ثانيًا: أن الأسبذي هو قائد عسكري يتولَّى الحكم والمحافظة على النظام في المشقَّر، وأن هذا القائد الحاكم هو المنذر بن ساوَى العبْدي[109] من قبيلة عبدالقيس الذين هم أهْل المشقَّر، وقد تولَّى حُكم المشقَّر شأنه شأن كثيرٍ من سادات عبدالقيس ورجالاتها الذين حكموا في المشقَّر؛ أمثال: المعلى العبدي، والربيع بن حوثرة العبْدي، والجارود العبدي، وغيرهم[110].

 

أمَّا قضيَّة طرفة بن العبْد، فالأخبار تذكر أن ملك المَنَاذِرَة عمرو بن هند كتَب إلى عامله على البحرين كتابين يأمره فيهما بقتْل طرفة بن العبد وخاله المتلمس الضبعي إثر خلافٍ بينه وبينهما، فسار المتلمس إلى بلاد الشام ونجا ومات هناك، ومضى طرفة إلى البحرين وقُتِل ودُفِن في المشقَّر[111].

 

وتختلف الروايات في شأن مقتل طرفة اختلافًا بيِّنًا؛ ففي رواية: أن المكعبر الفارسي فيروز بن جشيسش حاكم البحرين هو الذي قتله[112]، وفي أخرى أنَّ عبد هند بن جُرَد التغْلبِي هو الذي فعل ذلك[113]، وترى رواية ثالثة أن القاتل من النمر بن قاسط وكان جابي ضرائب المناذرة[114]، وتذهب رواية رابعة إلى أنَّ مُعاوية بن مرَّة الأيفلي من بقايا طسم هو الذي أنفذ القتْل[115]، وتُشير رواية خامسة إلى عامل هجر، واسمه أبو كرب من أقارب طرفة[116]، وتجعل رواية سادسة ربيعة بن الحارث العبدي عامل عمرو بن هند على البحرين هو الذي قام بالقتل[117]، وتقول رواية سابعة بأن هذا العامل هو الربيع بن حوثرة العبدي[118]، وتذكر رواية ثامنة بأنه حنش بن المعلى العبدي، وكان عاملاً لعمرو بن هند على البحرين[119].

 

وإذا مَضَيْنا نفحص هذه الرِّوايات، فإنَّنا نجد أنَّ الرِّواية الأولى غير صحيحة، فالمكعبر حاكم الفرس لا حاكم المناذرة، والمكعبر عاصَر الإسلام وطرفة مات قبل ذلك، أمَّا الروايات الثلاث التي تلي الأولى فلا إجماع عليها، والرواية الخامسة غير مقبولة؛ لأن الحاكم من أقارب طرفة، فلا يعقل أن يقوم بقتله ولهذا نستثني الروايات الخمس الأُوَل، ويبقى أمامنا الروايات الثلاث، وكلها تشير إلى أن حاكم المشقَّر والبحرين لعمرو بن هند كان من عبدالقيس، وتُجمِع أكثر الروايات أن القاتل هو الربيع بن حوثرة العبدي، وذلك للأسباب التالية:

أولاً: ذكَرَت المصادر أن الربيع بن حوثرة هو الذي قتل طرفة بعد أن سقاه الخمر، وفصد أكحله؛ تنفيذًا لأوامر عمرو بن هند ملك المناذرة[120].

 

ثانيًا: جاء في شعر المتلمس - خال طرفة - أن الحواثر هم الذين قتلوه، وعندما طالَب أهل طرفة بدِيته ساقها الربيع بن حوثرة إليهم، وأخذها معبد أخو طرفة، ولهذا عاب المتلمس قوم طرفة، وعاتبهم على قُعُودهم عن أخذ ثأرهم ورضاهم بدية الحواثر، وقال[121]:

أَبَنِي قِلاَبَةَ لَمْ تَكُنْ عَادَاتُكُمْ
أَخْذَ الدَّنِيَّةِ قَبْلَ خُطَّةِ مُعْضَدِ
لَنْ يَرْحَضَ السَّوْءَاتِ عَنْ أَحْسَابِكُمْ
نَعَمُ الحَوَاثِرِ إِذْ تُسَاقُ لِمَعْبَدِ

 

ثالثًا: في قصيدة طرفة الضادية دلالات وإشارات إلى أن العبديين هم الذين تآمَرُوا على قتله، ولهذا راح يتوعَّدهم ويتهدَّدهم ويخصُّ بالذكر العبدي (الربيع بن عمرو بن حوثرة)، وأخاه عوفًا، ويعلن أنهما غدرا به، وسعيَا إلى استخدام الوسائل الممكِنة لقتله، والتخلُّص منه، وقال[122]:

وَيَلْبَسُ قَوْمٌ بِالمُشَقَّرِ وَالصَّفَا
شَآبِيبَ مَوْتٍ تَسْتَهِلُّ وَلاَ تُغْضِي
تَمِيلُ عَلَى العَبْدِيِّ فِي جَوْفِ دَارِهِ
وَعَوْفَ بْنَ عَمْرٍو تَخْتَرِمْهُ عَنِ المَحْضِ
هُمَا أَوْرَدَانِي المَوْتَ عَمْدًا وَجَرَّدَا
عَلَى الغَدْرِ خَيْلاً لاَ تَمَلُّ مِنَ الرَّكْضِ

 

ومن كلِّ ما قلناه وذكرناه نرى أن الشاعر طرفة بن العبد قد مضى إلى حاكم البحرين العبدي في المشقَّر، وإن هذا الحاكم سجَنَه ثم قتله، وقبره في المشقَّر بمنطقة هجر من البحرين[123].

 

ونلاحِظ من مقْتل طرفة أن المشقَّر كان مكانًا لسجن الشعراء وتعذيبهم وقتلهم والتخلُّص منهم؛ فقد روت الأخبار أن شعراء آخرين سُجِنوا في المشقَّر، ومن هؤلاء الشاعر ربيعة بن مقروم الضبِّي، الذي حبسه حاكم المشقَّر الفارسي[124]، ولسنا ندري سبب هذا الحبس هذا، إلا أنَّ الشاعر استطاع النجاة مِنْ سجنه فيما بعد، وكذلك مات على أرض المشقَّر وهجر المهلهل بن ربيعة البكري، وهكذا مثل المشقَّر الموت للناس كما في مذبحة بني تميم، والمكان القتل للشعراء؛ كما في مقتل الشاعر طرفة بن العبد، والمكان السجن؛ كما في سجن الشاعر ربيعة الضبي.

 

البُعْدُ الاجتماعي: السكان والعمران:

سكَّان المشقَّر ومجتمعه أكثرهم من قبيلة عبدالقيس[125]، إذ تغلَّب العبديون بعد زحْفِهم من تهامة على مَن كان في المشقَّر قبلهم من قبائل بكر بن وائل، وطردوا قبيلة إياد عن أراضي وقاع (نطاع)، التي تقع إلى الشمال من المشقَّر واستولوا على المنطقة كلها، وهذا واضح في شعر عمرو بن أسوى العبدي في قوله[126]:

أَلاَ أَبْلِغَا عَمْرَو بْنَ قَيْسٍ رِسَالَةً
فَلاَ تَجْزَعَنْ مِنْ نَائِبِ الدَّهْرِ وَاصْبِرِ
شَحَطْنَا إِيَادًا عَنْ وَقَاعٍ وَقَلَّصَتْ
وَبَكْرًا نَفَيْنَا عَنْ حِيَاضِ المُشَقَّرِ

 

وفي شعر يزيد بن المفرغ الحميري (ت 69 هـ) أن عبدالقيس هم أهل المشقَّر وسكانه[127]:

تَرَكْتُ قُرَيْشًا أَنْ أُجَاوِرَ فِيهِمُ
وَجَاوَرْتُ عَبْدَالقَيْسِ أَهْلَ المُشَقَّرِ

 

وذكر الشاعر ابن المقرب العيوني (ت 631 هـ) أن قومه عبدالقيس عاشوا في أكناف المشقَّر والصفا، وقال[128]:

وَمَا ضَرَّنِي مَعْ قُرْبِهِ أَنَّ مَنْزِلِي
وَقَوْمِي بِأَكْنَافِ المُشَقَّرِ وَالصَّفَا

 

وأشار ابن المقرب إلى تاريخ عبدالقيس التي استولت مبكرة على منطقة المشقَّر، وأجلَتْ عنها قبيلة قُضَاعة اليمنية، وأدخلت تحت سيطرتها مجموعة من بطون القبائل[129]:

فَقَومِي الأُلَى أَجْلَوْا قُضَاعَةَ عَنْوَةً
وَدَانَتْ لَهُمْ كَلْبٌ ونَهْدٌ وَخَوْلاَنُ

 

وقد سيطرت قبائل لكيز من عبدالقيس على البحرين وسيف الخليج العربي، بعد استقرارهم في أرض المشقَّر، وهذا ما يوضحه قول الشاعر التغلبي[130]:

لُكَيْزُ لَهَا البَحْرَانِ وَالسِّيْفُ كُلُّهُ
وَإِنْ يَأتِهَا بَأْسٌ مِنَ الهِنْدِ كَارِبُ

 

ويستغلُّ شاعر أزدي هذا المعنى لصالح قومه الأزد، ويصنعه على هذا النحو[131]:

وَأَزْدٌ لَهَا البَحْرَانِ وَالسِّيفُ كُلُّهُ
وَأَرْضُ عُمَانٍ بَعْدَ أَرْضِ المُشَقَّرِ

 

وذكرت الأخبار أن بطون نكرة والعمور ومحارب وغيرها من عبدالقيس قد نزلت المشقَّر[132]، وإنَّ عبدالقيس هم ملوك المشقَّر بهجر[133].

 

وكان لعبدالقيس حُصُون كثيرة عدا المشقَّر، ويبدو أن عبدالقيس القبيلة التي تعاظَم شأنُها في فترات زمنية متباينة كانوا أهل المشقَّر وسكَّانه، وشكَّلوا مجتمعه ومنهم بعض حكَّامه، ولهذا عرف المشقَّر بهم، وغدا بمثابة عاصمة لهم، لكن المشقَّر ضمَّ أخلاطًا من الناس والقبائل الأخرى؛ أمثال: تميم، وبكر، والأزد، وجاليات غيرهم، إلى جانب عبدالقيس.

 

وتحدث المخبَّل السَّعدي عن بناء المشقَّر الذي يقع على هضبةٍ مرتفعةٍ عندما ذكر الموت، وكيف يطال الإنسان ولو كان في حصن مكين كالمشقَّر وفي ذلك عبرة وعظة، وقال[134]:

وَلَئِنْ بَنَيْتِ لِيَ المُشَقَّرَ فِي
هَضْبٍ تُقَصِّرُ دُونَهُ العُصْمُ
لَتُنَقِّبَنْ عَنِّي المَنِيَّةُ إنْ
نَ اللَّهَ لَيسَ كَحُكْمِهِ حُكْمُ

 

وذكر المخبَّل المشقَّر مرَّة ثانية، واعتبره أفضل البُيُوت في العراق والأماكن التي تقوم على شاطئ نهر محلم أو بحر الخليج، فإذا كان بنو خفاجة أهم قبيلة في بني عامر[135]، فإن المشقَّر بالمقابل أهم بيت في منطقة العراق بين البيوت التي أقيمتْ على شواطئ الخليج وأنهاره، وقال[136]:

لَعَمْرِي لَقَدْ خَارَتْ خَفَاجَةُ عَامِرًا
كَمَا خَيْرُ بَيْتٍ فِي العِرَاقِ المُشَقَّرُ

 

وحدث الشمَّاخ عن عظمة بناء المشقَّر متباهيًا بالذين قاموا على بنائه، ومقارِنًا بينه وبين قصر خفان الذي يقع وسط أجمة من النخيل قريبًا من الكوفة، ذلك أن المشقَّر في رأيه يُعَدُّ نموذجًا للقصور العظيمة الضخمة، وقال[137]:

وَأَعْرَضَ مِنْ خَفَّانَ أُجْمٌ يَزِينُهُ
شَمَارِيخُ بَاهَا بَانِيَاهُ المُشَقَّرَا

 

وكان لهذا القصر العظيم حرَّاس كثير، وبالَغ رجل من كندة بعددهم، وقال[138]:

فَأَرَى المُشَقَّرَ كَانَ يَحْرُسُ بَابَهُ
أَلْفٌ وَأنْفٌ مَنْ يَرُمْهُ يُغَلَّقِ

 

وهكذا كان المشقَّر حصنًا ضخمًا بين سائر الحصون التي أُقِيمتْ في منطقة الخليج العربي، وإن هذا الحصن يقوم على هضبة مرتفعة تسيطر على ما حولها وتُحيطُ بها أشجار النخيل ومزارعه، وله عدد من الحرَّاس.

 

أبعاد أخرى:

هناك أبعاد أخرى للمشقَّر نلمسها فيما ذكرناه من الأبعاد السابقة، فهناك البُعْدُ الثقافي والفكري، وهو بُعْدٌ يبدو واضحًا فيما عرضناه من الشعر، وفي زيارة الشعراء للمشقَّر، وتردُّدِهم عليه، وإقامتهم فيه، ومُرُورهم به، وإضافةً إلى ذلك فقد توافرتْ للمشقَّر والمنطقة الشرقية مجالات في الفكر والحكمة والخطابة، ممثلةً في بطونٍ من القبائل العربية التي سكنتْ تلك المنطقة أمثال: آل صوحان من عبدالقيس، وآل أسيد في تميم، وبطونٍ من بكر بن وائل، وغيرهم.

 

وهناك أبعاد أخرى لم يركِّز الشعر عليها، ولكن التاريخ لم يُغفِلها، وكان علينا أن نتريَّث قليلاً عندها، وأهمها بعدان هما: الديني، والتجاري.

1- البُعد الديني:

كان المشقَّر دارًا للعبادة، ومقرًّا للصنم (ذو اللبا)، الذي عبدتْه عبدالقيس، وكان سدَنَتُه منهم بنو عامر[139]، وله تلبية كسائر تلبيات الأصنام التي عبدها الجاهليون[140]، ومن المحتمَل أن يكون بطن اللبوء في عبدالقيس قد أخذ اسمه من هذا الصنم[141]، وكانتْ عبدالقيس قبيلة وثنية، شأنها شأن غيرها من القبائل العربية، ولها أصنامٌ أخرى خارج المشقَّر[142]، وعندما أشرق المشقَّر بنور ربه أسلم أهله وبنوا فيه المسجد الجامع[143]، وهذا يُوَضِّح لنا المكانة الدينية للمشقّر قبل الإسلام وبعده.

 

فقبل الإسلام ضمَّ المشقَّر أتباعًا لديانات أخرى؛ كالمجوسية، والنصرانية، واليهوديَّة[144]، وغيرها، والتَقَى فيه أجناس من الناس وخليط من الأمم والشعوب، وتذكر بعضُ الأخبار أن بني يامن الذين كان لهم سفنٌ ونخل بالبحرين من النصارى[145]، وهكذا كان للمشقَّر بُعْدُه الدِّيني من حيث كونُه دارًا لعبادة صنم عبدالقيس، ومقرًّا لديانات عاشتْ على أرضه.

 

2- البُعد التجاري:

وكان المشقَّر سُوقًا تجارية سنوية في العصر الجاهلي، وتقوم لمُدَّة شهر في أول جمادى الآخرة[146]، وينزل السوق أخلاط من جميع أحياء العرب وقبائلهم، ويقصدها أصحابها العبديون، والقبائل المحيطة، ويحضرها الشعراء فقد روت الأخبار أن الأعشى المازني كان يمتار التمر من المشقَّر[147]، ويقطع تجار فارس البحر ببيوعاتهم إليها[148]، وكان النفوذ الفارسي واضحًا فيها، والعبديون تجارها وتستعملهم الفرس عليها، ويذكر الأفغاني أن أصحاب السوق أزد يمانيون[149] والحقيقة أنهم عبديون مُضَرِيون، وكان لبني تميم حماية السوق والسيطرة الأمنيَّة فيه، ولهذا لاحظْنا أن الذي كشف خطَّة المكعبر يوم المشقَّر هم التميميون أنفسهم.

 

وقد عرفت السوق نظام المعاملات التجارية، وتقوم عبدالقيس على تنظيم السوق وإدارة مرافقها، وإجراء المعاملات فيها، ويقوم المنذر بن ساوَى العبدي بالتعشير فيها[150]، ويتمُّ في السوق تبادُل السِّلَع الغذائية، والمنسوجات الهجرية والقطرية، والأسلحة الدفاعية والهجومية؛ من رماح خطية، ودروع حطمية، وسيوف هندية، وأدوات الزينة والطِّيب، واللؤلؤ والذهَب، وهناك إشارات في الشِّعر إلى المكوس التجارية والتعشير؛ إذ يقول الشاعر العبدي مخاطِبًا ابن المعلى ورافضًا دفع هذه المكوس[151]:

أَيَا ابْنَ المُعَلَّى خِلْتَنَا أَمْ حَسِبْتَنَا
صَرَارِيَ نُعْطِي المَاكِسِينَ مُكُوسَا

 

وكانت منطقة هجر المموِّل الكبير للمواد الغذائية في الجزيرة العربية، وقد تاجَرت مع الحجاز (مكة والمدينة)، ومع اليمن وفارس والهند والحِيرة، وكان عمرو بن عبدالقيس تاجرًا كبيرًا يبيع التمر والملاحف[152]، وابن يامن تاجر كبير له مزارع من النخيل وسفن تمخر عباب البحر[153]، وكان نخيل المشقَّر ثروة اقتصادية كما ذكرنا في بُعْد الطبيعة، وكانت هجر سوق بني محارب من عبدالقيس[154].

 

وبهذا نرى أن المشقَّر كان له أهميتُه التجارية إلى جانب أهميته الدينية، لكن هذين البُعدين لم يعنَ الشعر بهما واكتفتِ الدراسات التاريخية بذِكرهما والتحدُّث عنهما.

 

ونخلص من كلِّ ما ذكرناه في المشقَّر أن المشقَّر في هذا الشعر مَثَّل:

• المكانَ المفتوحَ من حيث الطبيعةُ والمياه والأبنية، فرسَم لنا الشعر لوحة فنية لنخيل المشقَّر بألوانه الزاهية، وقدَّم لنا وصفًا ماتعًا لنهره العظيم محلم، الذي يروي هذا النخيل، وحدَّث عن قصر الصفا، وعن بناء المشقَّر الحصن النموذج بين سائر الحصون والأطم والمصانع والأبنية، وكان لباب المشقَّر، ورتاجه، وسوره وحرَّاسُه، جاذبية معجبة، ولمسات فنيَّة أبدعها هذا الشعر.

 

• ومثَّل المكان المغلق من حيث القتلُ والسجن والتعذيب، فرَأَينا أنَّ مهمَّات المشقَّر تنفيذ أوامر القتْل، كما في مذبحة بني تميم - المأساة العربية - وقتْل طرَفة بن العبْد شاعِر المنطقةِ الشرقيَّة الكبير، والأمر بالسَّجْن كما في قصة الشاعر الضبي: ربيعة بن مقروم، وقد تنازعت المشقَّر في هذا المجال قوَّتان متعاكستان؛ تمثَّلت الأولى في السيطرة والتسلط والجبروت عند حاكم المشقَّر، وتمثَّلت الأخرى في التحدِّي، والبطولة، والقتال الشرِس، والدفاع عن الحرية عند سكان المشقَّر والقبائل العربيَّة المحيطة.

 

• وكان المشقَّر المكان الوطن، والتاريخ، والجغرافيا، والحضارة، فسكَّان المشقَّر خليط منَ القبائل العربية من العناصر الأجنبية، ولكن الغالب أنَّ عبدالقيس - القبيلة العربيَّة - هم أهل المشقَّر، وسكَّانه وتجاره ومزارِعُوه، ومنهم بعض حكَّامه، وفيه أصنامهم وحياتهم الدِّينية، ورَأَيْنا أن المشقَّر كان سوق تجارة، ومركز حضارة، وملقى الناس، وموئل العيش، وعاصمة لعبدالقيس، ولهذا كلّه كان له صورتُه المتميِّزة في الشِّعر، وحسُّه الأصيل في الوجْدان البشري.

 

• وعكَس المشقرُ المكانَ الثقافة والفكر، وبدَا ذلك واضحًا في كثرة الشُّعراء وزيارتهم له، وإقبالهم عليه، وإقامتهم فيه، ومُرورهم به، ولَم يغفلوا عواطفهم وأحاسيسهم، ولم يُهمِلوا معاناتهم وتجاربهم عنده، وشدُّوا بينهم وبينه في تعاطُف حميم؛ ولهذا خلَّد المشقَّر اسمه، وكوَّن شخصيته، وبيَّن ملامحه ومعالِمه عبْر كثيرٍ من النصوص الشعريَّة التي ردَّدها الشعراءُ عنه في العصر الجاهلي، وجاء كلُّ ذلك في لغةٍ مشْحونةٍ بالأحاسيس الدفَّاقة والمعاناة الشُّعورية، والتوهُّج الانفعالي، والإيقاع الخطابي، والتصوير الفنِّي.

 

• أسماء الشعراء الذين ذكَروا المشقَّر، وكانوا موضع الدِّراسة مُرتبة ترتيبًا أبجديًّا:

1- الأعشى، ميمون بن قيس           بكر بن وائل

2- امرؤ القيس بن حجر               كندة

3- بشامة بن الغدير                  ذبيان

4- خبال بن شبَّة                    عبس

5- خيبري بن عبادة السعدي        تميم

6- شاعر أزدي                  الأزد

7- شاعر كندي                كندة

8- شريح بن هانئ              مذحج

9- الشمَّاخ بن ضرار           ذبيان

10- طرفة بن العبد             بكر بن وائل

11- عامر بن الطفيل، عامر بن صعصعة               قيس عيلان.

12- عُرفُطة بن عبدالله المالكي                 أسد

13- عمرو بن أسوى            عبدالقيس

14- لبيد بن ربيعة العامري، عامر بن صعصعة         قيس بن عيلان

15- مالك بن نُوَيرة اليربوعي         تميم

16- متمِّم بن نُوَيرة اليربوعي          تميم

17- المخبَّل السعدي                 تميم

 

• • • •

المصادر والمراجع

1- ابن الأثير: أبو الحسن عز الدين علي بن محمد (ت 630 هـ): الكامل في التاريخ، دار صادر، ودار بيروت للطباعة والنشر 1965م.

 

2- الأزهري: أبو منصور محمد بن أحمد (ت 370 هـ): تهذيب اللغة؛ تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1967م.

 

3- الأصفهاني: أبو الفرج علي بن الحسين (ت 356 هـ): الأغاني، مصور طبع دار الكتب المصرية، مؤسسة جمال للنشر والطباعة.

 

4- الأعشى: ميمون بن قيس: ديوانه؛ تحقيق محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1983م.

 

5- أعشى همدان: ديوانه وأخباره، تحقيق حسن علي أبو ياسين، دار العلوم، الرياض، 1983م.

 

6- الأفغاني: سعيد: أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، المطبعة الهاشمية بدمشق، 1973م.

 

7- امرؤ القيس: ابن حجر: ديوانه؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف، مصر، 1958م.

 

8- الأنباري: أبو بكر محمد بن القاسم (ت 328 هـ): شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات؛ تحقيق عبدالسلام هارون، القاهرة، دار المعارف، 1963م.

 

9- الأنصاري: محمد بن عبدالله ال عبدالقادر الأحسائي، تحفة المستفيد بتاريخ الأحساء في القديم والجديد، مطابع الرياض، 1960م.

 

10- بشر ابن خارم الأسدي: ديوانه؛ تحقيق عزة حسين، دار الشرق العربي، بيروت 1995م.

 

11- البغدادي: عبدالمؤمن عبدالحق: مراصد الاطلاع على أسماء الأماكن والبقاع؛ تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، 1955م.

 

12- البكري: عبيد الله بن عبدالعزيز (ت 487 هـ): معجم ما استعجم؛ تحقيق مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت، 1945م، جزءان.

 

13- عبدالعزيز الميمني؛ سمط اللآلي، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة، 1963م.

 

14- البلاذري: أبو الحسن أحمد بن يحيى (ت 279 هـ): فتوح البلدان؛ مراجعة رضوان محمد رضوان، دار الكتب العلمية، بيروت، 1983م.

 

15- ابن بليهد: محمد النجدي: صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار؛ مراجعة محمد محي الدين عبدالحميد، مطبعة السنة المحمدية، مصر الجديدة، 1951م.

 

16- التبريزي: أبو زكريا يحيى بن علي (ت 502 هـ): شرح القصائد العشر؛ تصحيح عبدالسلام الخولي، دار الكتب العلمية، بيروت 1985م.

 

17- الجاحظ: أبو عثمان بن عمرو بن بحر (ت 255 هـ): الحيوان؛ تحقيق عبدالسلام هارون، دار إحياء التراث العربي، لبنان، بيروت 1965م.

 

18- الجاسر، حمد: المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)، منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض، 1979م.

 

19- جاد المولى: محمد أحمد وزملاؤه: أيام العرب في الجاهلية، مطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر، 1942م.

 

20- جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار العلم للملايين، بيروت، ومكتبة النهضة، بغداد، 1927م.

 

21- المحبَّر، إيلزة شيتر، دائرة المعارف العثمانية، حيدرآباد - الدكن 1361هـ.

 

22- ابن حزم: علي بن أحمد بن سعيد الأندلسي (ت 456 هـ): جمهرة أنساب العرب، دار الكتب العربية، بيروت، لبنان، 1983م.

 

23- حميد الله: محمد: مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، دار النفائس، بيروت، 1987م.

 

24- يزيد: ابن مفرغ الحميري (ت 69 هـ): ديوانه؛ تحقيق عبدالقدوس أبو صالح، مؤسسة الرسالة، بيروت 1982م، وشعره جمع وتحقيق: داؤد سلوم.

 

25- الحميري: عبدالمنعم: الروض المعطار في خبر الأقطار؛ تحقيق إحسان عباس، بيروت، 1987م.

 

26- ابن حنبل: أحمد (ت 241 هـ): المسند، إستانبول، 1402 هـ.

 

27- ابن خردازبة: أبو القاسم عبيدالله بن عبدالله (ت 300 هـ): المسالك والمالك، مكتبة المثنى، بغداد، 1889م.

 

28- خليف: يوسف: الروائع من الأدب العربي (العصر الجاهلي)، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1983م.

 

29- ابن دريد: أبو بكر بن الحسن (ت 321 هـ): الاشتقاق؛ تحقيق وشرح عبدالسلام هارون، دار المسيرة، بيروت، لبنان، 1979م.

 

30- الزبيدي: أبو الفيض محمد مرتضى الزبيدي الحسيني (ت 1205 هـ): تاج العروس، مكتبة الحياة، بيروت، 1964م.

31- الزوزني: أبو عبدالله الحسين بن أحمد (ت ...): شرح المعلقات السبع، دار الجيل، بيروت، 1979م.

 

32- ابن سعد: محمد بن منيع (ت 230 هـ): الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت، 1957م.

 

33- شرح أشعار الهذليين؛ تحقيق عبدالستار فراج ومحمود شاكر، مصر، مكتبة دار العروبة، 1965م، مطبعة المدني.

 

34- ابن سلام: محمد الجمحي (ت 231 هـ): طبقات فحول الشعراء، تحقيق محمود شاكر، مطبعة المدني، القاهرة، 1974م.

 

35- السهيلي: أبو القاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله (ت 581 هـ): الروض الأنف، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت، 1978م.

 

36- الشمَّاخ: ابن ضرار الذبياني: ديوانه؛ تحقيق صلاح الدين الهادي، دار المعارف بمصر، 1968م.

 

37- آل الشيخ مبارك: عبدالرحيم بن يوسف: قبيلة عبدالقيس (منذ ظهور الإسلام حتى نهاية العصر الأموي)، مطبوعات نادي المنطقة الشرقية الدمام، 1995م.

 

38- الصفار: ابتسام مرهون: مالك ومتمِّم ابنا نويرة اليربوعي، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1968م.

 

39- صفوت: أحمد زكي: جمهرة رسائل العرب، المكتبة العلمية، بيروت.

 

40- الضبي، المفضليات؛ تحقيق أحمد شاكر وعبدالسلام هارون، دار المعارف بمصر، 1963م.

 

41- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (ت 310 هـ): تاريخ الرسل والملوك؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، 1968م.

 

42- طرفة ابن العبد: ديوانه؛ تحقيق: درية الخطيب ولطفي الصقال، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق، 1975م، وطبعة دار صادر، بيروت.

 

43- الطوخي: سليمان بن عبدالقوي (ت 716 هـ): موائد الحيس في فوائد امرئ القيس، تحقيق مصطفى عليان، دار البشير، عمان، 1994م.

 

44- عامر ابن الطفيل: ديوانه، دار صادر، بيروت، 1979م.

 

45- ابن عبدربه، أبو محمد أحمد بن محمد الأندلسي (ت 327 هـ): العقد الفريد، تحقيق أحمد أمين وزملائه، دار الكتاب العربي، بيروت، 1983م.

 

46- عبدالله بن أحمد الشباط: صفحات من تاريخ الأحساء، الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع، الخبر، السعودية 1989م.

 

47- أبو عبيدة: معمر بن المثنى (ت 210 هـ): أيام العرب؛ تحقيق عادل البياتي، عالم الكتب، مكتبة النهضة، بيروت، 1978م.

 

48- العجاج: عبدالله بن رؤبة التميمي (ت 96 هـ): ديوانه، تحقيق عزة حسين، دار الشرق العربي، بيروت، 1995م.

 

49- العسقلاني: أحمد بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ): الإصابة في تمييز الصحابة، القاهرة، الخانجي، 1907م.

 

50- العيوني: ابن المقرب (ت 630 هـ): ديوانه؛ تحقيق عبدالفتاح الحلو، مكتبة التعاوُن الثقافي، السعودية، الأحساء، 1988م.

 

51- الغريب: خالد بن جابر: منطقة الأحساء عبر أطوار التاريخ، الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع، الخبر السعودية، 1988م.

 

52- ابن الفراء: رسل الملوك ومَن يصلح للرسالة والسفارة، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، 1972م.

 

53- ابن الفقيه: أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني: كتاب البلدان، طبع في ليدن، 1302 هـ.

 

54- فيدال: ف. ش: واحة الأحساء، ترجمة عبدالله السبيعي، جامعة الملك سعود، 1990م.

 

55- الفيزوزآبادي: محمد بن يعقوب (ت 857 هـ): القاموس المحيط، دار الفكر للطباعة والنشر، ودار إحياء التراث الكتب العربية بالقاهرة، 1970م.

 

56- ابن قتيبة: أبو محمد عبدالله بن مسلم الدينوري (ت 276هـ): الشعر والشعراء؛ تحقيق أحمد شاكر وعبدالسلام هارون، القاهرة، دار المعارف، 1967م.

 

57- القرشي: أبو زيد محمد بن أبي الخطاب: جمهرة أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، تحقيق علي محمد البجاوي، دار النهضة، مصر، القاهرة.

 

58- القزويني: زكريا بن محمد بن محمود: آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، دار بيروت، 1980م.

 

59- القيسي: نوري حمودي: شعراء إسلاميون، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، بيروت، 1984م.

 

60- لبيد: ابن ربيعة العامري: ديوانه، تحقيق إحسان عباس، الكويت، 1962م، دار صادر، بيروت.

 

61- لغدة: الحسن بن عبدالله الأصفهاني: بلاد العرب؛ تحقيق حمد الجاسر وصالح العلي، منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الرياض، 1968م.

 

62- المتلمس الضبعي: ديوانه؛ تحقيق حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1970م.

 

63- المرزباني: أبو عبيدة محمد بن عمران (ت 384 هـ): معجم الشعراء؛ عناية كرنكو، مكتبة القدسي، 1982م.

 

64- المسعودي: أبو الحسن علي بن الحسين بن علي (ت 347 هـ): مروج الذهب ومعادن الجوهر، دار الأندلس للطباعة والنشر، بيروت، ولبنان، 1965م.

 

65- المسلم، محمد سعيد: ساحل الذهب الأسود، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، 1960م.

 

66- المعيني: عبدالحميد: شعر بني تميم في العصر الجاهلي (جمع وتحقيق)، منشورات نادي القصيم الأدبي، بريدة 1982م.

 

67- آل ملا: عبدالرحمن: تاريخ هجر، مطابع الجواد بالأحساء، السعودية، 1991م، جزءان.

 

68- ابن منظور: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ت 117 هـ): لسان العرب، دار صادر ودار بيروت، 4731 هـ.

 

69- الميداني: أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري (ت 518 هـ): مجمع الأمثال، جزءان، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، دار المعرفة، بيروت.

 

70- النجم: عبدالرحمن عبدالكريم: البحرين في صدْر الإسلام وأثرها في حركة الخوارج، مطبعة الجمهورية، بغداد 1973م.

 

71- ابن هشام: أبو محمد عبدالملك الحميري: السيرة النبوية؛ تحقيق الأساتذة: السقا، والأبياري، وشلبي.

 

72- الهمداني: أبو محمد الحسن بن أحمد يعقوب (ت 322 هـ): صفة جزيرة العرب؛ تحقيق محمد بن بليهد النجدي، مطبعة السعادة، القاهرة 1953م، وتحقيق محمد بن علي الأكوع، مكتبة الإرشاد، صنعاء.

 

73- ياقوت: شهاب الدين أبو عبدالله الحموي (ت 626 هـ): معجم البلدان، دار صادر، ودار بيروت للطباعة والنشر، 1955 م، خمسة أجزاء.

 

74- اليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن واضح (ت 284 هـ): تاريخه، دار صادر، دار بيروت للطباعة والنشر.



[1] انظر: "أسماء الشعراء": ص22.

[2] هذا البحث لنُصُوص من الشعر الجاهلي قمنا بجمعها، لكن المشقر بقي ذكره يتردَّد في شعرِ ما بعد العصر الجاهلي وعند شعراء العصر الإسلامي والأموي والعباسي؛ أمثال: جرير، والفرزدق، وابن المفرغ، وأعشى همدان، وابن المقرب العيوني، وغيرهم.

[3] انظر هذه الحصون والأماكن في المصادر الجغرافية، وكتب البلدان، ودواوين هؤلاء الشعراء الذين ذكرناهم.

[4] عبدالرحمن آل ملا، "تاريخ هجر"، مطابع الجواد بالأحساء، 1991م، 1/ 162، وخالد الغريب، "منطقة الأحساء عبر أطوار التاريخ"، الخبر، 1988م، ص522، وعبدالله الشباط، "صفحات من تاريخ الأحساء"، الخبر 1989، ص106، والأنصاري محمد بن عبدالله آل عبدالقادر، "تحفة المستفيد"، مطابع الرياض، ص28، وعبدالله النجم، "البحرين في صدر الإسلام"، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1973م، ص60، وحمد الجاسر، "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية"، دار اليمامة، الرياض، 1979، ص4/ 162.

[5] البكري عبيدالله بن عبدالعزيز، "معجم ما استعجم"، جزآن، تحقيق: مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت، 1945م، جزء2، ص 1232، وانظر: عبدالمنعم الحميري، "الروض المعطار في خبر الأقطار"؛ تحقيق إحسان عباس، بيروت، 1978م، ص82.

[6] الحموي، ياقوت، "معجم البلدان"، خمسة أجزاء، دار صادر، بيروت، 1945م، جزء 5، ص134، جزء1، ص172، جزء 2، ص174.

[7] البغدادي، عبدالمؤمن عبدالحق، "مراصد الاطلاع على أسماء الأماكن والبقاع"؛ تحقيق علي محمد البجاوي، دار المعرفة، بيروت، 1955م، جزء3، ص1275.

[8] ابن خرداذبة، أبو القاسم بن عبيدالله بن عبدالله، "المسالك والممالك"، مكتبة المثنى، بغداد، 1889م، ص152، وانظر أحمد بن محمد بن الفقيه، "البلدان" طبع ليدن، 1302هـ، ص30، والأنباري، "شرح القصائد السبع الطوال"؛ تحقيق عبدالسلام هارون، دار المعارف بمصر، 1963، ص171.

[9] "معجم ما استعجم": 1233.

[10] الهمداني، الحسن بن أحمد، "صفة جزيرة العرب"؛ تحقيق محمد بن علي الأكوع، صنعاء، ص314.

[11] "البلدان"؛ لابن الفقيه، 28، 30.

[12] "معجم ما استعجم": 1233.

[13] ابن حنبل، أحمد، "المسند"، إستنبول، 1402هـ، 3/ 432، وانظر "تاريخ هجر": 1/ 163.

[14] "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)" 4/ 1626.

[15] لغدة الأصفهاني، "بلاد العرب"؛ تحقيق: حمد الجاسر، وصالح العلي، منشورات دار اليمامة، الرياض، 1968م، ص18.

[16] السكري، "شرح أشعار الهذليين"؛ تحقيق عبدالستار فراج، مصر، مكتبة دار العروبة، 1965، ص9، وانظر: المفضل الضبي، "المفضليات"؛ تحقيق أحمد شاكر وعبدالسلام هارون، دار المعارف بمصر 1963م، ص422، وابن قتيبة الدينوري، "الشعر والشعراء"؛ تحقيق أحمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، 1967م، 1/ 540، وابن هشام، "السيرة النبوية"؛ تحقيق السقا وزملائه 1/ 20، و"معجم ما استعجم": 1231.

[17] الأزهري، محمد بن أحمد، "تهذيب اللغة"؛ تحقيق إبراهيم الأنباري، دار الكتاب العربي، القاهرة، 1967م، 8/ 314، وابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم، "لسان العرب"، دار صادر بيروت، 1374هـ، 4/ 422، والفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، "القاموس المحيط"، دار الفكر ودار إحياء الكتب العربية، القاهرة 1970م، مادة (شعر)، والزبيدي، أبو الفيض محمد مرتضى، "تاج العروس"، مكتبة الحياة، بيروت، 1964م.

[18] اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، "تاريخه"، دار صادر بيروت، 1/ 270، والطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، "تاريخ الرسل والملوك"؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعرفة بمصر، 1967م 1/ 170، وابن الأثير، علي بن محمد، "الكامل في التاريخ"، دار صادر بيروت، 1965م، 1/ 468.

[19] الأصفهاني: أبو الفرج علي بن الحسين، "الأغاني"، مصور طبعة دار الكتب العربية، مؤسسة جمال للنشر والطباعة 17/ 318.

[20] الميداني، أبو الفضل النيسابوري، "مجمع الأمثال"، جزآن؛ تحقيق محمد محيى الدين عبدالحميد، دار المعرفة، بيروت، 2/ 433.

[21] ابن دريد الأزدي، "الاشتقاق"، تحقيق عبدالسلام هارون، دار المسيرة، بيروت، 1979م، ص197.

[22] الجاحظ، عمر بن بحر، "الحيوان"، تحقيق عبدالسلام هارون، دار إحياء التراث العربي، لبنان، بيروت، 1965م، 7 أجزاء، 1/ 69، وانظر "البلدان"؛ لابن الفقيه، 245.

[23] امرؤ القيس، "ديوانه"؛ تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر، 1958م، ص57، وانظر: السهيلي أبو القاسم بن عبدالرحمن، "الروض الأنف"، دار المعرفة، بيروت، 1987م، 1/ 288، والقزويني، زكريا بن محمد، أثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر، بيروت، 1980م، ص140.

[24] يزيد: ابن مفرغ الحميري، "ديوانه"؛ تحقيق عبدالقدوس أبو صالح، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1982م، ص135، 136.

[25] ابن مقرب العيوني، "ديوانه"؛ تحقيق عبدالفتاح الحلو، مكتبة التعاون الثقافي، الأحساء، 1988م، ص635.

[26] دراسة تحت عنوان "تاريخ كندة للراميني": ص7، 22 (غير مطبوعة).

[27] "تاريخ هجر": 12/38، 1/ 127.

[28] "تحفة المستفيد": 28، و"البحرين في صدر الإسلام": 26، آل الشيخ مبارك، "قبيلة عبدالقيس"، منشورات نادي المنطقة الشرقية بالدمام، ص26.

[29] "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية"، (المنطقة الشرقية) 1625، تاريخ هجر 1/ 37، 1/ 127.

[30] انظر مفردات: القصر، الحصن، الصبة، الغربة، المدينة، في معاجم اللغة وكتب البلدان.

[31] "تحفة المستفيد": 28، و"البحرين في صدر الإسلام": 36، وتاريخ الأحساء 94.

[32] "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)" 4/ 1831، 4/ 1625.

[33] "تحفة المستفيد": 4.

[34] "بلاد العرب": 343.

[35] "معجم ما استعجم": 1233.

[36] "تحفة المستفيد": 68، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)"، 1831، 231، و"تاريخ الأحساء": 73، 75.

[37] انظر: المشقر الشعر، و"معجم البلدان": 5/ 233.

[38] "البحرين في صدر الإسلام": 60، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": 1832، 1852.

[39] "تحفة المستفيد": 41، و"البحرين في صدر الإسلام": 61، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": ص1841، و"صحيح الأخبار عمَّا في بلاد العرب من الآثار": ص58.

[40] "تحفة المستفيد": 48، 68.

[41] "ديوان ابن المقرب العيوني": 284، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": ص1634.

[42] انظر مادة (شقر) في "لسان العرب"، و"القاموس المحيط"، و"تاج العروس".

[43] "معجم البلدان": 5/ 134.

[44] "الحيوان": 1/ 69، و"المحاسن والمساوي"؛ للجاحظ 9، و"البلدان"؛ لابن الفقيه 345.

[45] "ديوان ابن المقرب العيوني": 284.

[46] انظر: شعر عبادة بن خبيري في المشقر الشعر.

[47] "معجم البلدان": 5/ 143، و"معجم ما استعجم": 1233، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": ص1631.

[48] "الأغاني": 17/ 318.

[49] جواد علي، "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، دار العلم للملايين، بيروت، 1972م، 7/ 374.

[50] "تاريخ الرسل والملوك": 2/ 57.

[51] انظر: البعد الإداري، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)"، ص1636، 1835، 1832، وانظر: "معجم البلدان" 1/ 172.

[52] "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": 47، وانظر: "مراصد الاطلاع": 3/ 1275.

[53] ابن حبيب البغدادي، "المحبَّر"؛ تحقيق إيلزة شتيتر، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 317، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": 1637.

[54] "تاريخ الرسل والملوك": 1692، 2/ 170، "ديوان ابن المقرب العيوني": 284.

[55] "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": 1831، 1833، 1832، و"ديوان ابن المقرب العيوني": 284، 635، وانظر: "ديوان الشماخ"؛ تحقيق: صلاح الدين الهادي، دار المعارف 1968م، ص36.

[56] "معجم ما استعجم": 1232، 311، وفيه: بناه معاوية بن أبي الحارث بن معاوية الكندي، وانظر: "ديوان لبيد بن ربيعة"؛ تحقيق إحسان عباس ص56.

[57] "معجم البلدان": 5/ 135.

[58] "الأغاني": 15/38، و"صفة جزيرة العرب": 171، 372، و"سمط اللآلي": 1/ 116، و"بلوغ الأرب"؛ للآلوسي، 2/ 240، و"تاريخ الطبري": 2/ 89، 90.

[59] "الاشتقاق": 197.

[60] "معجم البلدان": 5/ 134.

[61] ابن حزم علي بن أحمد الأندلسي، "جمهرة أنساب العرب"، دار الكتب العربية، بيروت 1983 م، ص462، وانظر: "مراصد الاطلاع": ج3، ص1275، و"مروج الذهب ومعادن الجواهر": ص20/ 53، 22/ 135.

[62] ابن سلام الجمحي، "طبقات فحول الشعراء"؛ تحقيق: محمود شاكر، مطبعة المدني، القاهرة 1974، ص 789.

[63] "معجم البلدان": 1/ 221، وانظر: "العقد الثمين": 1/ 30، و"ديوان امرئ القيس"؛ تحقيق الفاخوري، ص6، و"صفة جزيرة العرب": 372.

[64] "تاريخ الطبري": 1/ 629.

[65] انظر: البعد الإداري.

[66] "تاريخ الرسل والملوك": 2/ 170، و"الأغاني": 17/ 319، و"مجمع الأمثال": 2/ 433، و"الكامل في التاريخ": 1/ 468، انظر: أبو عبيدة معمر بن المثنى، "أيام العرب"؛ تحقيق عادل جاسم، عالم الكتب، بيروت، 1987م 2/ 66، ابن عبدربه الأندلسي، "العقد الفريد"؛ تحقيق أحمد أمين وزملائِه، دار الكتاب العربي، بيروت 1938، 5/ 204، ومحمد أحمد جاد المولى، "أيام العرب في الجاهلية"، دار إحياء الكتب العربية، مطبعة البابي الحلبي بمصر ص 2- 10.

[67] "الأغاني": 17/ 319، و"أيام العرب في الجاهلية": ص2، و"آثار البلاد وأخبار العباد": ص10، و"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 4/ 215.

[68] "العقد الفريد": 5/ 224.

[69] "تاريخ الرسل والملوك": 2/ 170، وهناك رواية تقول: إن الشاعر اسمه عبيد بن وهب السعدي ("الأغاني": 2/ 170).

[70] الأعشى، "ديوانه"؛ تحقيق محمد محمد حسين، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1983 ص159، نطاع: اسم مكان، عيطاء: هضبة شامخة.

[71] المعيني، "شعر بني تميم في العصر الجاهلي": ص 89.

[72] "الأغاني": 17/ 320.

[73] "الكامل في التاريخ": 1/468.

[74] الصفار، ابتسام، "مالك ومتمم أبناء نويرة اليربوعي"، مطبعة الإرشاد، بغداد، 1968م، ص114، وفي "خزانة الأدب"؛ للبغدادي 2/ 23، قيس وعمرو رجلان من يربوع، وجزء بن سعد الرياحي، ومالك أخو الشاعر، وألمعا: ألمع بهم الموت وقال أبو عمرو: "أراد: معا"، وانظر: "المفضليات": 264.

[75] "الكامل في التاريخ": 1/ 468.

[76] عامر بن الطفيل، "ديوانه"، دار صادر، بيروت، 1979م، ص37.

[77] "ديوان عامر بن الطفيل": 62، ويوم فيف الريح، "العقد الفريد": 5/ 235.

[78] "تاريخ الرسل والملوك": 6/ 323، و"الكامل في التاريخ": 4/ 451، الأيام: مهران، تستر، صفين، النهروان، باجميرات، المشقر، وهي أسماء مواضع جرت فيها معارك.

[79] "تاريخ الرسل والملوك": 2/ 171.

[80] "ديوان امرئ القيس": 5/ 63.

[81] "معجم البلدان": 5/ 63.

[82] "تاريخ هجر": 1/ 22.

[83] العبيدي، "البحرين من إمارات الخليج العربي": 332.

[84] "تاريخ هجر": 1/ 158، وانظر: "مجمع الأمثال": 2/ 282، و"أسواق العرب"؛ للأفغاني، 23، و"سمط اللآلي": 1/ 435.

[85] لبيد بن ربيعة العامري، "ديوانه"، دار صادر، بيروت، 56، 152.

[86] ابن يامن من هجر في البحرين وآل يامن لهم سفن ونخيل، وقيل: إن ابن يامن تاجر وملاح ومزارع، وقال بعضهم بأنه من اليهود؛ انظر في شأنه: "ديوان امرئ القيس": 57، و"معجم ما استعجم": 1233، و"اللسان" مادة: (يمن)، و"ديوان الأعشى": 251، و"شرح المعلقات السبع"؛ للزوزني: ص62، و"شرح القصائد العشر"؛ للتبريزي، ص76.

[87] الطوخي: "موائد الحيس في فوائد امرئ القيس"؛ تحقيق مصطفى عليان، دار البشير، عمان 1944 ص 152.

[88] "المحبَّر"؛ لابن حبيب، 317، وانظر ما قلناه في المشقر الحياة.

[89] "ديوان امرئ القيس": 57، 58، جيلان: قوم اتخذهم كسرى عمالاً بجانب البحرين ليصرموا له النخل، وفي "لسان العرب" أنهم جيل من عبدالقيس، وفي "المفضليات": 242: هم من بلاد العجم من خراسان، وفي "ديوان ابن المقرب العيوني" 453: هم من شمال قزوي، وفيه: أنهم كانوا خدمًا في قصر المشقر، تكمشوا: أسرعوا، مقير: مطلي باللون الأسود، بنو الربداء من الحبشة، تيمر: مكان، الأفلاج: أنهار، وتحملوا: ارتحلوا، والمكرعات: النخيل المغروس في الماء، والأكمام: أقماع البسر، والزهو: الأحْمر والأصفر من البُسر، وتهصر: تدلَّى وتثنَّى من الحمل.

[90] "معجم البلدان": 5/ 135، وثاج من قرى الستار في وادي المياه في المنطقة الشرقية من السعودية.

[91] "طبقات فحول الشعراء": 721.

[92] "ديوان لبيد"؛ تحقيق إحسان عباس، 120، خروم: جمع خرم، وهو الغليظ من الأرض، مكموم: مغطى، وسحق نواعم: نخل طويل، يمتعها: يربيها، السرى: النهر، وانظر: نخيل محلم في "ديوان بشر بن أبي خارم الأسدي": 152.

[93] "ديوان لبيد": 59، جعل: نخل قصار، عيدان: نخل طوال، كوافر: الطلع، مكموم ومهتصر: مغطى ومتدلي، كارع: جذوره في الماء، الصفا: صفا المشقر، وخليج العين: خليج محلم، غلب: نخل طوال غلاظ، سواجد: مائلة الرؤوس، الحصر: الضيق وتقارب الأُصُول، وانظر: "تاريخ هجر": 1/ 158، و"صفة جزيرة العرب": 282.

[94] أعشى همدان: "ديوانه وأخباره": 107.

[95] "الأغاني": 9/ 135، دار الكتب.

[96] "ديوان الأعشى": 227.

[97] "ديوان لبيد بن ربيعة العامري": ص56، أعوصن: القين به، الأسباب: الموت، وكان ربه رجلاً من الفرس أو كندة.

[98] "مالك ومتمم ابنا نويرة اليربوعي": 70.

[99] طرفة بن العبد، "ديوانه"؛ تحقيق درية الخطيب ولطفي الصقال، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق 1975، ص168، وطبعة دار صادر ص67.

[100] البلاذري، "فتوح البلدان"، دار الكتب العلمية، بيروت، 1983، ص89.

[101] "منطقة الأحساء": ص27.

[102] "معجم البلدان": 171.

[103] "فتوح البلدان": 89.

[104] "فتوح البلدان": 89، و"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 6/ 694.

[105] "منطقة الأحساء": 47، و"فتوح البلدان": 89، "معجم البلدان": 1/ 172.

[106] "معجم البلدان": 1/ 171، "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 6/ 61.

[107] "لسان العرب": 3/ 393، و"المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": ص1636.

[108] "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (المنطقة الشرقية)": ص150، 1660، و"الأسبذيون، مجموعة الوثائق السياسية": 155.

[109] المنذر بن ساوي العبدي من عبدالقيس في المصادر التالية:

"تاريخ الرسل والملوك": 3/ 85، وفي "أسد الغابة": 4/ 417، وفي "الإصابة": 6/ 139، و"منطقة الأحساء": 27، و"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 4/ 210، وكتاب "رسل الملوك"؛ لابن للفراء، ص4، 25، و"نظرات في أحكام الحرب والسلم": ص347، محمد حميد الله في "الوثائق السياسية": 144.

[110] "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 2/ 368.

[111] القرشي، "جمهرة أشْعار العرَب في الجاهلية والإسلام"؛ تحقيق: علي محمد البجاوي، دار النهضة، مصر، القاهرة، ص90، 97، "معجم الشعراء"؛ للمرزباني، ص202، وانظر: مقتل طرفة في "الشعر والشعراء": 1/ 188، و"الأغاني": 21/ 125، و"خزانة الأدب": 1/ 446، و"شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات"؛ للأنباري، ص121، 123، 127.

[112] المرزباني، "معجم الشعراء": 201، و"شرح القصائد السبع الطوال": 116.

[113] "جمهرة أشعار العرب": 91، وانظر: المتلمس الضبعي، "ديوانه"؛ تحقيق حسن كامل الصيرافي، معهد المخطوطات العربية، القاهرة، 1970م، ص71، وانظر: "شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات": 127.

[114] "ديوان المتلمس الضبعي": 66.

[115] "تاريخ هجر": 26.

[116] "مجمع الأمثال"؛ للميداني، 1/ 412، و"الفاخر": 75.

[117] "شرح القصائد السبع الطوال": 123، و"جمهرة أشعار العرب": 91.

[118] "الشعر والشعراء": 1/ 189، و"ديوان المتلمس الضبعي": 72، و"شرح القصائد السبع الطوال": 123، و"طرفة بن العبد"؛ للهاشمي، 59، 60، وأبو زيد 35، وانظر: "الروائع"؛ ليوسف خليف، 219.

[119] "الشعر والشعراء": 1/ 186.

[120] "جمهرة أشعار العرب": 93، و"الشعر والشعراء": 1/ 189، و"سمط اللآلي": 1/ 302.

[121] "ديوان المتلمس الضبعي": 149.

[122] "ديوان طرفة بن العبد": 174، وطبعة دار صادر 67، وتحقيق علي الجندي، 211.

[123] "جمهرة أشعار العرب": 97.

[124] "الإصابة": 2/ 220، و"شعره": 15، وانظر: "شعراء إسلاميون"؛ لنوري القيسي، عالم الكتب، بيروت، 1984م، ص235.

[125] "الروض المعطار"؛ ص82، "معجم البلدان": 1/ 172، "تاريخ هجر": 1/ 37، "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 4/ 203.

[126] "معجم البلدان": 5/ 135.

[127] "شعر يزيد بن المفرغ الحميري": ص135.

[128] "ديوان ابن المقرب العيوني": 284.

[129] "ديوان ابن المقرب العيوني": 588، "تاريخ الطبري": 1/ 609.

[130] "المفضليات"، مفضلية 41، ص203.

[131] "صفة جزيرة العرب": 326، "تاريخ الطبري": 1/ 609.

[132] "معجم ما استعجم": 81.

[133] "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 4/ 203.

[134] "شعر بني تميم في العصر الجاهلي": 113.

[135] "الاشتقاق": 299، و"جمهرة أنساب العرب": 469.

[136] "شعر بني تميم في العصر الجاهلي": 127.

[137] "ديوان الشماخ بن ضرار الذبياني": 2/ 141، خفان: أجمة في سواد الكوفة.

[138] "الحماسة": رقم 82.

[139] "المحبر": 317، و"جمهرة أشعار العرب": 493، و"المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 6/ 286.

[140] "المحبر": 317.

[141] "معجم البلدان": 4/ 345.

[142] "المحبر": 317.

[143] ابن الفقيه، "البلدان": ص30، و"معجم البلدان": 5/ 134.

[144] ابن الفقيه، "البلدان": ص30، و"لسان العرب": 1/ 493، و"معجم البلدان": 1/ 172، "المفضليات": 242، "منطقة الأحساء": 262.

[145] "ديوان العجاج": 150.

[146] "المحبَّر": 317، "جمهرة أنساب العرب": 493، "أسواق العرب": 204، "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 6/ 282.

[147] ابن حجة الحموي، "بلوغ المراد من الحيوان والنبات والجماد"؛ تحقيق عبدالحميد المعيني، جامعة اليرموك 1996م، ص82.

[148] "أسواق العرب": 204، 206، "المحبَّر": 265، "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام": 7/ 371.

[149] "أسواق العرب": 203.

[150] "أسواق العرب": 209.

[151] "المفضليات": 297، المفضلية 79.

[152] ابن سعد، "الطبقات الكبرى": 5/ 411.

[153] انظر: بُعد الطبيعة من البحث.

[154] "تاريخ هجر": 1/ 127.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التصوير في الشعر العربي
  • أضواء على الأدب الجاهلي (1)
  • أبنية اللغة العربية في الشعر الجاهلي
  • من شعر الحرب في الجاهلية
  • عرض بحث: التصريع في وسط القصيدة (نماذج من الشعر الجاهلي)
  • الأسلوب القصصي في الشعر الجاهلي: لامية أحيحة بن الجلاح نموذجا
  • المكان في ذاكرة الشاعر الجاهلي
  • بداية الشعر الجاهلي (1)

مختارات من الشبكة

  • المعادل الموضوعي النفسي للقصة الشعرية(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • متون اللغة العربية (4)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الأطلال في الشعر الجاهلي: قراءة تعريفية (PDF)(كتاب - حضارة الكلمة)
  • اتجاهات الباحثين المحدثين في دراسة المقدمة الطللية في الشعر الجاهلي(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الذوق الرفيع في الشعر الجاهلي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • دواوين الشعر في العصر الجاهلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشعر في العصر الجاهلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مدخل لقراءة الشعر الجاهلي: الفن وعناصر التبليغ(مقالة - حضارة الكلمة)
  • بداية الشعر الجاهلي (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الحوار (Dialogue) في الشعر الجاهلي: دراسة أسلوبية(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- رحم الله أبا ذؤيب
زنتان بلاد نهواها - الزنتان - ليبيا 29-03-2013 03:59 AM

حتى كأني للحوادث مروة
بصفا المشقر كل يوم تقرع
عفوا ، قولكم : "من قبل الإدارة" خطأ سببه الترجمة ، يراجع : الأخطاء الشائعة ، د.محمد العدناني ، و لغة الضاد ، د.عبدالله عبدالحميد سويد.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب