• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

خضراء الدِّمن

د. عبدالحميد محمد بدران

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/6/2010 ميلادي - 16/7/1431 هجري

الزيارات: 10928

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

"خضراء الدِّمَن"، كلمتان ربَّما انتقل معهما السامعُ اليَقِظ إلى عالَم شعوري، مليء بالضعْف والتمرُّدِ في آنٍ معًا، عالَم من المتناقضات يستفزُّك ويحرِّك فيك كوامنَ معارفك؛ لتثور على هذه الوضعية المتنافِرة، عالَم يتجرَّعه كثيرٌ من الناس ولا يكاد يُسيغه إلا القليل ممَّن يمتلكون حسًّا شعوريًّا ناقدًا، يستطيع أن يدرك كُنْه الأشياء وما وراء الأشياء مِن فضاءات بلا حدود، عالَم يبدو لأول وهلة صغيرًا بدهيًّا، ولكن مع قليلٍ مِن التثبُّت يتبيَّن الإنسان أنْ ليس عليه بمسيطر، حتى لو وقَفَ من البلاغة موقفَ المخترِع من اختراعه الذي صنَعَه على عينه.

 

أعلمُ أنَّ كثيرًا من علامات التعجُّب والاستفهام تقِف أمامَ قولي هذا موقفَ علامة المرور ذات الضوء الأحمر من السيَّارات الفارِهة، التي ما إنْ يُسمَح لها بالمرور حتى تتناسَى أنها كانت تقِف بجوار سيَّارات تسير بسرعة النَّمْلة، ولكن مهلاً أيُّها القارئ، فماذا يكون جوابُك حين أزعم لك أنَّ هاتين الكلمتين كلمتانِ خفيفتان على اللِّسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان للرحمن؟ ماذا بقي من فضْلٍ بعدَ أن أنزلهما منزلة ذكر الله؟! أظنُّ الجواب: لا شيء.

 

إلا أنِّي أَعِدك أنَّك ستُسلِّم معي بهذه الوضعيَّة التي ربَّما تفرضها علينا وقائعُ الأيام فرضًا، كما أعدك أنْ سيتلاشى ما عندك من عجبٍ كلَّما اقتربت شيئًا فشيئًا من بواطن البَوْح في هذه العبارة، كما يتلاشى السَّرابُ مِن مرأى العين كلَّما اقترب منه الظمآنُ شيئًا فشيئًا، وهل أدلُّ على عَظمةِ الله من أن تنبتَ النبتة الخضراء على آثار أطلالٍ بائدة.

 

إنَّ الجمال في هذه الآية الكونية يتمثَّل في محاولة التمرُّدِ على العقَبات، حتى لو كان هذا التمرُّدُ محكومًا عليه بالوَأْدِ في وقتٍ ما، فإن ينبت شيءٌ من لا شيء، فهذا هو قِمَّة الإبداع، ولو أنَّ شعراء الجاهليَّة وقَفُوا على فَهْم هذه المفارقة في وقوفهم على الأطلال، هذا الفَهْم التمرُّدي القادر على هزِّنا كلَّما قرأناه، والقادر في ذات الوقت على الإتيان بالجديدِ مِن العدم - لو استطاعوا ذلك لعلَتْ قصائدهم في سماء الإبداع، مهما حاولتْ كلُّ عوامل التَّعْرِية أن تنال منها.

 

أعْلم أنَّك ما زلت في شغَف للوقوف على كُنْه هذا التميُّز، ولكنِّي سائلك: ماذا يعني الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قوله: ((إيَّاكم وخضراءَ الدِّمَن))؟[1]، وأظنُّك رغم ما فسرتُ لك لا تستطيع أن تقِفَ على كُنْه هذه الجملة، اللهمَّ إلا إذا أكملتَ الحديث الشريف، فكدتَ تُدرِك روعة المَثَل الذي ضرَبَه الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للمرأة الحسناء حِينما تَمتلك جذورًا تمتدُّ في تربة خبيثة، وكيف أنَّ هذه المرأة يكون محكومًا عليها بالوَأْد، حتى وإنْ أعطتها الأيَّام فرصةً للتخايل والزهو، حالها في ذلك حال النَّبْتة الضعيفة التي تنبُتُ في مكانٍ مُجدِب موحِش، وللقارئ أن يسوقَ المثل إلى ذِهْنه؛ ليرى روثَ الدواب وقد نبتت فيه حبَّةٌ من قمح، فراع الناس خضرتها وجمالها، وتفردها في آنٍ، ولكن: هل يشكُّ أحدٌ من الناس في أنَّ هذه الحبَّة سيُطوى عمرُها قبل أن تأتيَ بالسُّنبلة؟

 

إنَّ هذا المثَل النبوي ليقِفُ في وجه أوهام كثيرة، وأحلام عريضة، اتَّخذت من الجمال - ليس إلا - سُدًى ولُحْمة لاختيار شريكةٍ ربَّما أسهمتْ في أن تتنزل على شريكها مصائبُ الدنيا، وكأنَّ الرجل قد رأى حاجتَه إلى الأُنس بِمَن يُحيله من رجل عادي إلى شَبَح مأساوي، يُرمَى بالحجر كما تُرْمى النخلة فلا يجود إلا بثِمار الكُره والتشاؤم.

 

إنَّ "خضراء الدِّمَن" وسط هذه التهويمات الفارِغة، لَتُجسِّدُ قاعدة نقديَّة هي من أسْمى القواعد التي عرفها علمُ النفس وعلم الاجتماع، إن لم تكن أسْماها على الإطلاق، إنها طوقُ النجاة لِمَن سقط من طائرةِ الاختيار في بحْر لُجِيٍّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحاب، وماذا ننتظر إذًا من بنيان ضخْم قام على غشٍّ في أساساته، أو هل تشفع له ضخامتُه وفراهة منظرِه إذا كان السوس ينخَر في عظامه فيتركها جوفاءَ لا تصمد حتى أمامَ برْد الشتاء؟ وهل يشفع لونُ الحنظلة لآكِلها لمجرَّد أنَّه يشبه لونَ البرتقالة؟

 

أظنُّ ذلك لن يكون إلا إذا انقلبتِ المعايير، فرأيْنا الحق باطلاً، والباطل حقًّا، وعندئذٍ لا يسعنا إلا أن نقول: هنيئًا لِمَن سيأكلون الحنظلَ، وهنيئًا لِمَن سيصنعون لخضراء الدِّمَن متحفًا يحجُّ إليه المتيَّمون، ويطوف حولَه الجاهلون.

ــــــــــــ
[1] الحديث ضعيف ضعفه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة (1/69)، قال: ضعيف جدًا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسس اختيار الزوجة
  • صفات شريكة الحياة
  • خضرة الدمن

مختارات من الشبكة

  • حذف الألف في كلمة خضروات(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المسلمون في الجزيرة الخضراء يخططون لبناء مركز إسلامي متكامل(مقالة - المسلمون في العالم)
  • على صدري سنبلات خضر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الخضر... دروس وعبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غاية المرام في بيان حال الخضر عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عرض كتاب (شرح شافية ابن الحاجب للخضر اليزدي)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وفاة دكتور الرياضيات القدير خضر الأحمد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رحيل أحد عمالقة الرياضيات وروادها الأستاذ الدكتور خضر الأحمد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أحكام وآداب وفوائد من قصة موسى والخضر (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • المجتمعات الخضراء: المطالب والتحديات، ودور مهن المساعدة الإنسانية - الخدمة الاجتماعية أنموذجا(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
2- العمل بالحديث الضعيف
خالد الرفاعي 30-06-2010 06:19 PM

العلماءُ مختلفونَ في الاستشهادِ بالحديثِ الضعيفِ؛ أي: في الترغيبِ والترهيبِ، وفضائلِ الأعمالِ، دونَ العقائدِ والحلالِ والحرامِ، إن كانَ للحديثِ أصلٌ منَ الكتابِ، أوِ السنةِ، أو القواعدِ العامةِ للشرعِ، وممن نقلَ عنهُم ذلكَ عبدُ الرحمنِ بنِ مهديٍّ، وابنُ المباركِ، وأحمدُ بنُ حنبلٍ، وآخرونَ.
وذهبَ بعضُ أهلِ العلمِ إلى أنَّهُ يجوزُ العملُ بالحديثِ الضعيفِ بشروطٍ، لا مطلقًا.
وَذَهَبَ البعضُ إلى منعِ العملِ بالحديثِ الضعيفِ مطلقًا.
ولشيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ في "مجموعِ الفتاوى" (18/65) كلامٌ نفيسٌ في هذا حيثُ يقولُ:
"مَا عَلَيْهِ الْعُلَمَاءُ مِنْ الْعَمَلِ بِالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ، لَيْسَ مَعْنَاهُ، إثْبَاتَ الِاسْتِحْبَابِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي لَا يُحْتَجُّ بِهِ؛ فَإِنَّ الِاسْتِحْبَابَ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ، فَلَا يَثْبُتُ إلَّا بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ، وَمَنْ أَخْبَرَ عَنْ اللَّهِ أَنَّهُ يُحِبُّ عَمَلًا مِنْ الْأَعْمَالِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ، فَقَدْ شَرَعَ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ؛ كَمَا لَوْ أَثْبَتَ الْإِيجَابَ أَوْ التَّحْرِيمَ؛ وَلِهَذَا يَخْتَلِفُ الْعُلَمَاءُ فِي الِاسْتِحْبَابِ، كَمَا يَخْتَلِفُونَ فِي غَيْرِهِ، بَلْ هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الْمَشْرُوعِ.
وَإِنَّمَا مُرَادُهُمْ بِذَلِكَ: أَنْ يَكُونَ الْعَمَلُ مِمَّا قَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ، أَوْ مِمَّا يَكْرَهُهُ اللَّهُ، بِنَصِّ أَوْ إجْمَاعٍ، كَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، وَالتَّسْبِيحِ، وَالدُّعَاءِ، وَالصَّدَقَةِ، وَالْعِتْقِ، وَالْإِحْسَانِ إلَى النَّاسِ، وَكَرَاهَةِ الْكَذِبِ وَالْخِيَانَةِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَإِذَا رُوِيَ حَدِيثٌ فِي فَضْلِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ الْمُسْتَحَبَّةِ وَثَوَابِهَا، وَكَرَاهَةِ بَعْضِ الْأَعْمَالِ وَعِقَابِهَا، فَمَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَأَنْوَاعُهُ، إذَا رُوِيَ فِيهَا حَدِيثٌ لَا نَعْلَمُ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ، جَازَتْ رِوَايَتُهُ وَالْعَمَلُ بِهِ، بِمَعْنَى: أَنَّ النَّفْسَ تَرْجُو ذَلِكَ الثَّوَابَ، أَوْ تَخَافُ ذَلِكَ الْعِقَابَ، كَرَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّ التِّجَارَةَ تَرْبَحُ، لَكِنْ بَلَغَهُ أَنَّهَا تَرْبَحُ رِبْحًا كَثِيرًا، فَهَذَا إنْ صَدَقَ نَفَعَهُ، وَإِنْ كَذَبَ لَمْ يَضُرَّهُ؛ وَمِثَالُ ذَلِكَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ بالإسرائيليات، وَالْمَنَامَاتِ، وَكَلِمَاتِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ، وَوَقَائِعِ الْعُلَمَاءِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَجُوزُ بِمُجَرَّدِهِ إثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ، لَا اسْتِحْبَابٍ وَلَا غَيْرِهِ، وَلَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، وَالتَّرْجِيَةِ وَالتَّخْوِيفِ.
فَمَا عُلِمَ حُسْنُهُ أَوْ قُبْحُهُ بِأَدِلَّةِ الشَّرْعِ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، وَسَوَاءٌ كَانَ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ حَقًّا، أَوْ بَاطِلًا، فَمَا عُلِمَ أَنَّهُ بَاطِلٌ مَوْضُوعٌ لَمْ يُجَزْ الِالْتِفَاتُ إلَيْهِ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ لَا يُفِيدُ شَيْئًا، وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُ صَحِيحٌ أُثْبِتَتْ بِهِ الْأَحْكَامُ، وَإِذَا احْتَمَلَ الْأَمْرَيْنِ، رُوِيَ؛ لِإِمْكَانِ صِدْقِهِ، وَلِعَدَمِ الْمَضَرَّةِ فِي كَذِبِهِ، وَأَحْمَدُ إنَّمَا قَالَ: إذَا جَاءَ التَّرْغِيبُ وَالتَّرْهِيبُ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ، وَمَعْنَاهُ: أَنَّا نَرْوِي فِي ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مُحْدِثُوهَا مِنْ الثِّقَاتِ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِهِمْ فِي ذَلِكَ.
قَوْلُ مَنْ قَالَ: يُعْمَلُ بِهَا فِي فَضَائِلِ الْأَعْمَالِ، إنَّمَا الْعَمَلُ بِهَا، الْعَمَلُ بِمَا فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، مِثْلِ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالِاجْتِنَابِ لِمَا كُرِهَ فِيهَا مِنْ الْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ؛ وَنَظِيرُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو: ((بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)) مَعَ قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: ((إذَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ))؛ فَإِنَّهُ رَخَّصَ فِي الْحَدِيثِ عَنْهُمْ، وَمَعَ هَذَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ وَتَكْذِيبِهِمْ، فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي التَّحْدِيثِ الْمُطْلَقِ عَنْهُمْ فَائِدَةٌ، لِمَا رَخَّصَ فِيهِ وَأَمَرَ بِهِ، وَلَوْ جَازَ تَصْدِيقُهُمْ بِمُجَرَّدِ الْإِخْبَارِ، لَمَا نَهَى عَنْ تَصْدِيقِهِمْ؛ فَالنُّفُوسُ تَنْتَفِعُ بِمَا تَظُنُّ صِدْقَهُ فِي مَوَاضِعَ.
فَإِذَا تَضَمَّنَتْ أَحَادِيثُ الْفَضَائِلِ الضَّعِيفَةِ تَقْدِيرًا وَتَحْدِيدًا، مِثْلَ صَلَاةٍ فِي وَقْتٍ مُعَيَّنٍ، بِقِرَاءَةِ مُعَيَّنَةٍ، أَوْ عَلَى صِفَةٍ مُعَيَّنَةٍ، لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ؛ لِأَنَّ اسْتِحْبَابَ هَذَا الْوَصْفِ الْمُعَيَّنِ، لَمْ يَثْبُتْ بِدَلِيلِ شَرْعِيٍّ، بِخِلَافِ مَا لَوْ رُوِيَ فِيهِ: مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَانَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، فَإِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ فِي السُّوقِ مُسْتَحَبٌّ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ بَيْنَ الْغَافِلِينَ؛ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَعْرُوفِ: ((ذَاكِرُ اللَّهِ فِي الْغَافِلِينَ كَالشَّجَرَةِ الْخَضْرَاءِ بَيْنَ الشَّجَرِ الْيَابِسِ)).
فَأَمَّا تَقْدِيرُ الثَّوَابِ الْمَرْوِيِّ فِيهِ، فَلَا يَضُرُّ ثُبُوتُهُ، وَلَا عَدَمُ ثُبُوتِهِ، وَفِي مِثْلِهِ جَاءَ الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ: ((مَنْ بَلَغَهُ عَنْ اللَّهِ شَيْءٌ فِيهِ فَضْلٌ فَعَمِلَ بِهِ رَجَاءَ ذَلِكَ الْفَضْلِ، أَعْطَاهُ اللَّهُ ذَلِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَذَلِكَ)).
فَالْحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا الْبَابَ يُرْوَى وَيُعْمَلُ بِهِ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ، لَا فِي الِاسْتِحْبَابِ، ثُمَّ اعْتِقَادُ مُوجِبِهِ - وَهُوَ مَقَادِيرُ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ - يَتَوَقَّفُ عَلَى الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ". انتهى.

وراجعْ على الموقعِ فتوى: "حكمُ العملِ بالحديثِ الضعيفِ والموضوعِ".

1- لا يجوز الاستشهاد بالحديث
محدث - سوريا 28-06-2010 02:45 PM

لا يجوز الاستشهاد بالحديث الضعيف فكيف بحديث شديد الضعف؟!

بل هذا الحديث ذهب بعض الحفاظ إلى أنه موضوع!

فكيف تبنى عليه مقالة
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يصح أنه من كلامه؟!

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب