• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحال والصفة من نسب واحد
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    رفع الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    أحوال إعراب الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الواو الداخلة على الجملة الوصفية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    واسطة العقد
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    أدوات جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    قصيدة عن الصلاة
    أ. محمود مفلح
  •  
    ارتباط الجملة الحالية بالواو دون المفردة
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن محمدا رسول الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    سقاك الغيث (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الكتابة الأدبية
    أسامة طبش
  •  
    مشية طفلة (مقطوعة شعرية)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    نواصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان القياس على
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الأدب والنماذج العالية
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

ساكنة الحنايا

أم حسان الحلو

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2010 ميلادي - 16/4/1431 هجري

الزيارات: 6389

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمسي الذي كان غدي (1)

ساكنة الحنايا

 

على عتبة باب بيتها وقفْتُ، ولمواقع قدميها تأملْت، وعلى آثار خطوها مشيْت، ومن ثمار غراسها قطفْت، وتحت ظلال عريشها جلسْت، ومن كأسها شربت وشربت، فما ارتويت.

 

لا أدري، أأفخر بـ"أم ضياء" وأعتز؟ أم أرثي لحالها وحال مثيلاتها؟ فقد قضتْ جلَّ عمرها المديد في زمان ومكانٍ كان الشائعُ فيهما هو إقصاءَ المرأة عن الحياة؛ ظنًّا من المجتمع - وإنَّ بعض الظن إثم - أن دور المرأة لا يعدو تفريخَ الأجيال، ولا بأس من فُتات علمٍ يقدَّم على أغصانٍ جافة؛ كي يسمح لها بقراءة كتاب الله - تعالى - بصورة لا تتجاوز أبدًا حالَ متفوقي أطفال الروضة! فذاك هو السقف الأعلى المسموح به، وإن تجاوزتْه أيةُ امرأة يُخشى عليها أن تتعلم كتابة الرسائل؛ فتلج حِمى الحرام بإجماع أهل بلدتها في ذاك الزمان!

 

أما إن تجرَّأتْ إحداهن قائلة: إن سيدتَنا الحصان الرَّزان السيدة عائشة - رضي الله عنها - كانتْ أعلمَ أهلِ زمانها، كان على المتحدِّثة عندها أن تُمسك قرطَها؛ قبل أن يتطاير لشدة اللطمة "الإقناعية" المتوقَّعة من يد أبٍ، أو عم، أو خال، أو ابن عم، وهذا الأخير كان يتمتَّع بحقوق شتَّى، لا تعرفها إلا المجتمعاتُ الغارقة في بحار ظلمات جهل العادات المنافرة لهدي النبوة، الذي جعل طلب العلم فريضة للذكر والأنثى.


"أم ضياء" كانتْ تخنقها الضغوطُ، فتأبى أن تموت؛ بل كانت تخرج من كل أزمة أشدَّ صلابة وبأسًا؛ إذ كانت تتمتع بشخصيةٍ قوية، وذكاء حادٍّ، وتمتلك عينين لامعتين، حادتي النظر، قويتي الأثر؛ إذ يكفي من حولها التفاتةٌ ونظرة؛ ليسكن أكثر من متحرك، ويتحرك أكثر من ساكن، لفتة واحدة منها كفيلة بأن تعزز أو تقزز من الموقف ذاته.

 

"أم ضياء" كانت تجيد قراءة الوجوه وتذكرها جيدًا؛ لكنها ربما نسيتْ قراءة الحروف، طول صمتها، وطيب حديثها وعمقه إن تحدثت، أكسبها مهابةً، وجعل الهيبة تنطلق منها كما تنطلق أشعةُ الضوء من مصدر منير، أضف إلى ذلك عمقَ إيمانها، وعظيمَ ثقتها بالله - سبحانه وتعالى.

 

كما كان لها مواقفُ أكسبتْها أثرًا طيبًا لا يمحى؛ فقد كانت تحرص على الجلوس إلى جواري وأنا أذاكر دروسي طوال المرحلة الابتدائية، ولعلها كانت في العقد الخامس من عمرها، وكنت أداعبها إذا اشتقتُ إلى عذب ابتسامتها، فأنشد بصوتي الأجش: "جدتي، جدتي، حلوة البسمة"، فأفوز بابتسامتها، وتطمئن أشواقي إليها.

 

حقيقة، أجدني لا أستطيع الفكاك من أسْر طيفها، فإن نسيتُها ساعة، تذكرتُها ساعات، وإن تجاهلتها صباحًا، حيَّاني طيفُها مساء، ألأنَّها كانت طريفة ظريفة؟ أم لأن فكرها كان متَّقدًا، وإحساسها بمن حولها متدفقًا؟ فقد كانتْ تحب العطاءَ لأبعد الحدود، رغم أنها كانت خجلَى وحزينة؛ لأنها كانت لا تستطيع فكَّ الحرف، أضف إلى ذلك جهلها الكبير بمعاني الكتاب العظيم، ومقاصد الشرع الحكيم.

 

أذكر أنها كانتْ تطلب مني - رغم صغر سني - أن أقرأ لها من كتاب الله، فأدهش لشلالات دموعها المنسكبة، ويثور في ذهني ألْفُ سؤال عن سبب هاتيك الدموع؛ إذ لم أكن أظنُّ أن صوتي الأجش، وأخطائي الجسيمة التي تتجاوز عددَ الحروف التي أقرؤها - كانت سببًا في انسكاب دموعها، ربما كان في صدرها شيءٌ ما، أبدتْه الأيام، وتبلور في سؤال: "هل يمكنك أن تعلمني القراءة يا صغيرتي؟!".

 

وافقتُ فورًا، وبدوتُ متحمسة لفكرتها، وحشدت كلَّ جهودي في تعليمها، فحصلَتْ على المركز الأول في صف "محو الأمية" المسائي، الذي كانت تسير إليه مشيًا على أقدامها حوالي نصف ساعة يوميًّا، وأنا أسمعها تدندن:

لاَ تَقُلْ: فَاتَ  الأَوَانْ        وَانْطَلِقْ فَالْوَقْتُ حَانْ
إِنْ   أَرَدْنَا   وَانْطَلَقْنَا        بِالْمُنَى  جَادَ  الزَّمَانْ

وتكمل:

أُمَّتِي  كَانَتْ   وَتَبْقَى        بِالهُدَى تَسْمُو  وَتَرْقَى
تَقْطَعُ   الأَيَّامَ   شَوْقًا        لِلسَّمَا  فِي  كُلِّ  آنْ

ثم تقول بنبرة واضحة:

إِنْ نَفَضْنَا الْوَهْنَ  عَنَّا        إِنْ  سَأَلْنَا  اللهَ   عَوْنَا
تُسْلِمُ    الدُّنْيَا    إِلَيْنَا        مَرَّةً   أُخْرَى   الْعَنَانْ[1]

كانت تلتهم العلمَ الْتهامًا، وتقرأ كل ما يقع تحت يدها المتوضئة، وبدأتْ تترصد لدورات قراءة القرآن الكريم، وفي عقدها السادس بدتْ وعاءً للعلم والبحث والدراسة، سريعة التطور والتقدم؛ مما أذهل مَن حولها، وكأنها كانت تنتقم من قيود حديديَّة كبلتْها منذ الصغر.

 

وتتابعتْ دوراتها الدراسية، حتى غدتْ في غضون سنوات قليلة معلِّمةً في دار القرآن التي تخرجتْ فيها، مفعمةً بالعطاء والحيوية والنشاط، تنشر البِشْرَ والتفاؤل، وتنثر الحبَّ والعطاء، وكم كنتُ أتأمل مسيرتها، فأقول في نفسي: "أرادوا لها أن تكون ذرةَ غبار في ذيل الركب، فأبتْ إلا السيرَ في مقدمة الركب، وتسلم زمام قيادته؛ بانضمامها إلى زمرة الذين تعلَّموا القرآن وعلَّموه، ولربما تأجَّج عطاؤها يوم تقاعد أترابها وهن يطرقن أبواب العقد السابع".

 

والآن أستغرق في ذكراها، وأبحر في أيام عشتُها معها، بعد أن نفضت يدي لحظة وداعها، وأنا أوسدها التراب، حيث بدتْ عروسًا في غاية الجمال، وكأني بها قد استُبدل بها أخرى، ألا رحمها الله، كم تركت من آثار! ولعله كُتِبَ لها ما قدمتْ وآثاره، وحقَّقتْ قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12].

 

أخيرًا:

أسائل نفسي: "هل يمكنني أن أسجل على شاهد قبرها: هنا ترقد امرأة عاشتْ أمية، وماتتْ معلمة لأعظم كتاب عرَفتْه البشرية؟".

 

 

ــــــــــــ

[1] مقطع من نشيد أسامة الصافي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المرأة التي شيدت الصرح
  • إليك يا مربية الأجيال
  • عبر الحواجز
  • ساكنة اليسار (قصة)

مختارات من الشبكة

  • علامات ليلة القدر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ(مقالة - المسلمون في العالم)
  • نصوص من الأدب الإسلامي ( يوسف العظم نموذجا )(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • أسلها دمعة ( قصيدة )(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • في طلب الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة حادب مودع من مقبرة النسيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مقطع من أغنية الرحيل (قصيدة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • "الصوت" في ديوان رقوم على حواشي العمر للشاعر عبدالرحمن حسن البارقي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لست وحدك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاحتياج(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
جود 16/04/2010 10:13 AM

اشكرك على هذه القصة الطيبة والتي استفدت منها كثيرا .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/1/1447هـ - الساعة: 9:57
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب