• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

مهارات المراجعة اللغوية: نافذة على التصحيح اللغوي من منظور آخر

مهارات المراجعة اللغوية: نافذة على التصحيح اللغوي من منظور آخر
د. مفيدة صالح المغربي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/9/2023 ميلادي - 25/2/1445 هجري

الزيارات: 2994

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَهَارَاتُ المُرَاجَعَةِ اللُّغَوِيَّةِ

نافِذةٌ على التَّصْحِيحِ اللُّغَوِيِّ مِنْ مَنْظُورٍ آخَرَ

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ وبعد:

فقد طلب مني بعضُ الفضلاءِ تدوينَ أبرز ما يَعْرِض للمُراجِعِ اللُّغَوِيّ من أخطاء وكيفية التعامل معها وأهم الموارد التي يَعتمد عليها في هذا الفنِّ، فجاءت هذه الورقات...

 

مُسَلَّمَات:

• قال الإمام الشافعي: «أَبَى الله أنْ يُتِمَّ إلا كِتابَه»

• وقال: «لا يُحِيطُ بِاللُّغَةِ إلا نَبِيٌّ».

• الاختلاف سُنَّة كَوْنِيَّة.

 

الهَدَفُ من المَقَال:

• الارْتِقَاء بأنْفُسِنا عن طريق تَوْظِيف معارِفِنا اللُّغَوِيَّة في كِتابة مادَّة عِلميةٍ صحيحةٍ ومَنْطِقِيَّةٍ ومَقْبُولةٍ أُسْلُوبِيًّا ودِلالِيًّا ولُغَوِيًّا.

 

• تَلْبِيَةُ احْتِيَاجاتِ الكُتَّابِ والمُتَحَدِّثِين -عَلَى اِخْتِلافِ أنْواعِهم، وسَدُّ أَيِّ فَرَاغٍ قَدْ يَشْعُرونَ به في أيِّ جانب من جَوَانِب اللُّغَةِ.

 

• إعدادُ الكفاءاتِ العِلْمِيَّةِ القادِرَةِ على مُواصَلة المَسِيرَة، والعَطَاءِ والتَّجْدِيدِ في جميع النَّواحي، بالمُوَاكَبَة مع التَّغَيُّرات اللُّغَوِيَّة الحَادِثةِ.

 

• التَّأكُّد من سلامةِ النُّصُوص من الناحية اللغوية، ويشمل مستويات اللغة الأربعة (الصوتي، الصرفي، النحوي، الدلالي).

 

مَدْخل تاريخي:

إنَّ نَشْأةَ التَّصْحِيحِ اللغويِّ مرتبطةٌ بنشأةِ اللغةِ بعامة وبظهور اللَّحْنِ بِخاصَّةٍ، فاللغة ظاهِرَة ٌ اِجْتِماعِيَّةٌ يَطرأ عليها ما يطرأ على غيرها من الظواهر الاجتماعية من تطورٍ أو جمودٍ أو انحرافٍ عن الصوابِ في بعض الأحيان، فالمتحدِّث بأيَّةِ لُغَةٍ إذا زلَّ أو أخطأ فهناك من يقابل هذا الخطأ بتصويبه، من هُنَا كان أمرُ التصحيح اللغوي أمرًا فِطْرِيًّا، قبل كلِّ شيء، وموجودًا في اللغات جميعها. (حيثما وُجِدت اللغةُ وُجِد الخطأُ، فوُجِد المصحِّحُ).

 

عِلْم التَّصْحيح اللغوي في العربية:

عَلا شأنُ العربية ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومن ثمَّ حَرَصَ أولو الأمرِ في بدايته على ضبط اللسان العربي، فتتابعت الجهود بدءًا من قوله صلى الله عليه وسلم: "أَرْشِدُوا أخاكم"[1] حتى بداية تدوين علم النحو (الذي يمكن اعتباره الخطوة الأولى في التَّصحيح اللُّغوي)، ثم شيوع اللَّحن بين العامَّةِ والخَاصَّة، فاتخذ الأمراء كُتَّابًا، واتخذ الخلفاء وأصحاب الولِايات ما يُسَمَّى بـ «دِيوان الإنْشاء» أو «ديوان الرسائل»، وهو المسئول عن إرسال الرسائل والرّدِّ عليها، وتعادله الآن وزارة الخارجية.

 

التَّصْنِيف:

ومع شُيُوعِ هَذهِ الظَّاهِرَةِ لجأ أولياءُ اللُّغةِ إلى تصنيفِ كتبٍ ترصُد الأخطاءَ اللغويةَ الشائعةَ بين الناس، وقد تعددت هذه الكتب واختَلَفَتْ في الشكل والمادة والمنهج، وتعدد الآراء، ونوعية المُخَاطَبين بها. ومن أشهر هذه المُصَنَّفات:

• ما تَلْحن فيه العوام «للكسائي»

 

• أدب الكَاتِب «لابن قُتَيْبَة»

 

• ليس في كلام العرب «لابن خالوَيْه»

 

• إصلاح المَنْطِق، لابن السِّكِّيت...إلخ[2].

 

أهمية المراجعة اللُّغَوية:

معلوم أنَّ الأخطاء اللغويةَ تُفْقِدُ النص قِيمَته، وتَسلُبه حلاوته وطلاوته، كما أنها تُفْقِد القَارئ الثِّقَة في النَّصِّ المَكْتَوب... ولكنها أيضًا تَذْهَبُ باللغةِ مع مرور الأيام؛ حيث تتحوَّل هذه الأمراضُ في جَسَدِ اللغة إلى أمرٍ واقِعٍ يشيع وينمو حتى يصيرَ جزءًا منها، ويقضي عليها في النهاية...وهكذا تكوَّنت العامِّيَّات! (وأصبحنا الآن نُثْبِت هذه العامِّيَّات في دواوين اللغة).

 

مِن ثَمَّ يتعيَّن على القادرين من أبناء اللغة التَّرَقُّب ورَصْد ما قد يظهَر مِنْ أخطاءٍ لغويةٍ على جميعِ المستوَيَات.

 

أَسبابُ الخَطَأِ اللُّغَوِيِّ:

1- الجهل بالقاعدة: وهذا مرجعه إلى تعدد القواعد النحوية والأوزان الصرفية، والقواعد الإملائية.

 

2- الجهل بتوظيف القاعدة. فقد يكون المتحدث او الكالتب عالمًا بالقاعِدَة لكنه يجهل كيفية توظيفها، كقولهم "لم أَنْسَاه" فهو يعرف أن "لم" للجزم وأن المعتل الآخر مجزوم بحذف حرف العلة لكنه عند التطبيق لا يتمكن من ذلك.

 

3- اِزدواجيّة اللغة بين الفُصْحَى والعَامِّيَّة؛ مما يُحْدِثُ خَلْطًا عند المُتَحَدِّث أو الكاتب، كقولهم: (ذهبنا إلى الحديقة وأكلنا السَّمِيط) والصواب: السَّمِيد/ ذ، وكذلك قولهم: "وخرج الشيخ بالقُبْقَاب" والصواب: فتح القاف "القَبْقَاب"، وقولهم: "مِجَلَّة أُسْبُوعِيَّة" بكسر الميم والصواب: فتحها.

 

4- التَّفَصُّح: كأن يسمع المتَحَدِّثُ أو الكاتبُ -مثلا- كلمة «الأَرَضة» فيظنها ممَّا غيَّرته العامِّيَّة عن القاف فيكتبها: «القَرَضة»، وقواهم"أصابته لَوْثَة" بفتح اللام، والصواب ضمُّها.

 

5- اختلاط الأصوات، كما في الأصوات المتشابِهة، كقولهم: (لم أعرف منه إلا النَّذْر اليَسِير) يريد: القليل، وصوابه: النَّزْر. وقولهم: (حتى يتثَنَّى لنا المتابعة) أي: يَسْهُل، وصوابه: يَتَسَنَّى. وقول بعضهم (كانت قاسمة الظهر) والصواب: قاصمة.

 

وكقولهم: «يريد أن يستحوز»، وصوابه: يسْتَحْوِذَ.

—                   وكتب أحدهم "ارتعدت فرائسه"، وصوابه: فرائصه.

 

6- القِيَاسُ الخَاطِئ:كقولهم: "عَرِفْت" بِكَسْرِ الرَّاء قِيَاسًا على "عَلِمْت" وهو قياس خاطئ.

 

7- اختلاف المكتوب عن المنطوقكما في: هذا، لكن، عَمْرو...

 

8- الخلط بين الحروف المُتَشَابِهة في الصُّورة والرَّسْم، مثل: الألف المقصورة، والياء طَرَفًا بلا إعْجَام. كما في: دار الزمان على على، هذا فتى فتى.

 

9- شُيُوع الخطأ على ألسِنةِ الكِبار (المُعَلِّمين، الكُتَّاب، الإعلامِيِّين)،كأن يقول أحدُهم: (كان عادِلًا طِوَال سِنِيِّ حُكْمِه).

 

فكلمة «طِوال» جمع طَويل، والصَّواب: طَوَالَ، أمَّا سِنِيِّ فصوابها: سِنِي بتخفيف الياء.

 

قولهم: (السِّمَّان والخرِيف)، والصحيح: السُّمَانَى، وواحدها: سُمَاناة.

 

(وكان له القَدَح المُعَلَّى)، وصوابه: القِدْح. - ضرب به عَرْض الحائط. والصواب أن يقول: عُرْض بضم العين.

 

10- رَدَاءَة الخَطِّ، ويقابِلُه الآن الأخطاءُ الطِّباعِيةُ. وقد وَقَع لِي أيامَ إعدَادِ بحثِ الدُّكتُوراه هذا الموضِع:(بعل: اسم قدم ضم الناس): وصوابه كما يَتَبَادرُ إلى الذِّهْنِ من الوَهْلةِ الأُولَى (اسم صَنَم قَوم إلياس)

ويدخل في هذا القِسْم أيضًا سَبْق القَلَم.

 

أنواعُ الأخطاءِ اللُّغَوِيَّة:

1- الأخطاء المُعْجَمِيَّة:تلك التي تعتمد معرفتُها على الاطلاع على المعاجم، كضبط عين الفِعل الماضي والمضَارِع بعامة كـ: (رَفِض، كَذِبَ، رَسِخ، كَلِلْتُ، غَرَق، عَمِد)، وكذا الخلط بين الأفعال التي يتغير ضبط عين الماضي منها لاختلاف المعنى، كـ: لَبِس، لَبَس.

والخطأ في ضبط بعض الأسْماء كـقولهم: القُرُنفل، الماء القُرَاح.

أو الحرف فكما في: ثَمَّ / ثُمَّ (ليسَ ثُمَّة مشكلة).

 

2- الأَخْطاء النَّحْوِيَّة

ومِنْ أَشْهَرِها: صرف الممنوع كما في: محالّ، مقارَّ، خِصِّيصَى. وكقولهم: هذه فوضًى.

 

منع المصروف، كما في: أجزاء، أعداء، أعضاء.

 

ضبط اسم (إنَّ، وكان) -وتوابعهما- إذا كان مؤخَّرًا: "إنَّ هناك حَقائقُ يجب الانتباه إليها"، "علمت أنَّ الطالبَ الذي حصل على الكتابِ أمس طالبًا عربيًّا". (هذه القضية أصبح لها صدًى واسِعًا).

 

تَثْنِية الاسم المقصور كما في (الأُولَى: الأُولَيَتَان، الأُخْرَى: الأُخْرَيَتَان)..

 

الفاعل إذا كان مؤخَّرًا، كقولهم: (مِنْ أَهَمِّ الأَخْطاءِ التي يَقَعُ فيها الصَّحفيين).

 

3- الأخطاء الصَّرْفية: كما في أوزان الجُموع، عَوَامِيد في (عَمُود)، أصل الألف في بعض الكلمات، مثل: (أنت دَعَيْتَ فلانًا)، وصوابه: دَعَوْت.

 

بعض أمثلة النَّسَب فيقولون: «وَجْهٌ بَيْضَاوِيٌّ» والصواب: بَيْضَوِيّ أو بَيْضِيٌّ. والحذف والإثبات: الطالبتان اِخْتَفَيَتا: اِخْتَفَتا.

بعض صيغ الأمر: ِاِكْرِمِ الضَّيْفَ، بعض صيغ اسم المفعول.

 

4- الأخطاء الدِّلالية: استخدام المفردة في غير معناها كقولهم: «أَجْمَع مُعْظَم العلماء على ضرورة...»، وكَقَوْلِهِم: "قابلتُ هناك كَهْلا في التِّسْعِينَ من عمره»، وقول بعضهم: "تمَّ إخلاء السكانِ من المنزل".

 

5- الأخْطَاء الإملائية: أكثرُ الأخطاءِ شُهْرَةً وَرَصْدًا، فربما يغفُلون عن خطأٍ علميٍّ أو منهجيٍّ وَيرصُدون الأخطاءَ الإملائيةَ، وتَشْمَلُ الأخطاءَ في كتابة الهَمَزَات، والألف اللينة، والوصل والفصل، وعلامات الترقيم.

 

مَهَارَات المُراجِع اللُّغَوِيِّ

1- الإلمام بأَسَاسِياتِ النحو والصرف والإملاء، ومعرفة أنواع الكتابة (الرسم العثماني، الخط العروضي، الخط الاصطلاحي -الإملاء-).

 

2- الإلمام بضبط البُلدان والأعلام، وهذا يتأتَّى من معرِفة الكُتُب التي تتضمّنها. (معجم البلدان، الأعلام للزِّرِكلي، معجم الشعراء)، وكذلك المصطلحات الأخرى والرُّجوع إلى مَظَانِّها حالَ مُلاقاتِها.

 

3- أن تَكون له مرجعية لغوية، فليس الأمر عشوائيًّا، ولا مكان لمبدأ «أنا أرى» إلا بعد مراجعة أقوال المجتهدين.

 

4- متابعة ما يصدر عن المجامع اللغوية من قرارات.

 

5- تنمية الحصيلة اللغوية بالاطلاع المستمر، فالمراجع اللغوي باحث أولا وأخيرًا.

 

6- مُرَاعاة الحال التي يتم التصويب فيها. فَالمُدَقِّق اللُّغَوِيِّ كَالمُفْتِي، فما يجوز في بعض النُّصُوصِ قد لا يجوز في أخرى.

 

7- معرفة بعض أنظمة الكتابة الحاسوبية. (بعض أنواع الخطوط والتَّنْسيقات).

 

8- الأخذ من كل فنٍّ بِطَرَفٍ (الاطلاع على ما يتيسر من العلوم تراثية أو معاصرة).

 

9- احترامُ النَّصِّ، مهما كان نوعُه، والتعامل بحِيَادِيَّة مع النًّصوص.

 

10- عدم التسرُّع في تخطئة ما خالف المعنى، فربما يكون مقصودًا، كبعض الأمثلة الموجودة في كتب البلاغة.

 

11- تَحْرِير النَّفْسِ عن الأهْـواء، في التعامل مع النص فقد يكون مخالفًا لرأي المراجع السياسي أو الديني أو الأدبي.

 

الجوانب النَّفْسِيّة لدى المراجع اللغوي

لا ريب أنَّ العوامِلَ النَّفسية لها أثرٌ كبيرٌ على المراجع اللغويِّ، فهو يخشى الناس والناس تَخشَاه، يخشى أن يُخْطِئَ فَيُعَيَّر بِخَطئه، ويخشى الناسُ أن يتحدثوا أمامه فيكونون عُرضةً للتخطِئة، مِنْ هُنا على المُرَاجِع أنْ يتَحَلَّى بالحكمة في مثل هذه المواطن -إن كان على درجة من التمكن- فلا يَجْزَع إن كان رأيُ غيره أصوبَ من رأيِه ولا يَتِيهَ على الآخَرِين فَخْرًا إن كان رأيُه أَصْوَبَ من غَيْرِهِ.

 

• وليَعْلمْ أنه يسعى دائمًا إلى طلب السلامة اللغوية والإيضاح والبيان وإظهار النص الذي بين يديه في أفضل صورة، وقد تُبْتَلَى بِمُعَأنِدٍ أو مُكَابِرٍ فلا يَغُرَّنَّك.

 

• وقد رُوِي أنَّ شاعِرَنا المَجِيدَ الفَرَزْدق أنشد في حَضْرَةِ عبد اللهِ بن أبي إسحاق الحضرمي:

وعَضُّ زمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ           منَ المالِ إلا مُسْحَتًا أو مجلَّفُ

 

• فَقال ابن أبي إسحاق: علام رَفَعْتَ "مُجَلَّف"؟

 

• قال الفرزدق: "على ما يسوءُك ويَنُوءُك، علينا أن نقول وعليكم أنْ تتأوَّلوا".

 

أُسُس التخطئةِ والتَّصويب:

أولا: تكون المراجعة في ضوء العربية الفصحى، فالذي له قياس يُثْبَت، أما تأويل العلماء الاضطراري فلا يُحَوَّل إلى قاعدة يُقاسُ عليها كما في (خَرَق الثَّوْبُ المِسْمَارَ).

 

ثانيًا: إثبات الفَصِيح، فَالمُعْجَمِيّ، ثُمَّ المَجْمَعِيِّ، فاستخدام الفصيح المشهور خير من اللجوء إلى صحيح يليه في الدرجة كما في قولهم: "لَعَلَّنِي أنجح"، فاستخدم "لعلّي" أفصح وأشهر.

 

ثالثا: مبادئ التصحيح تُطَبَّق على جميع النصوص بضوابطها.

 

آلية العَمَل:

• تفعيل القِرَاءة الأولى للنَّصِّ. (بروفة أولى)

 

• القِراءة الثانية للنَّصِّ. (بروفة ثانية)

 

• القِراءة النهائية. (بروفة نِهائية)

 

الاجتهاد في التصحيح اللغوي
مَنْ لَه حَقُّ التَّخطِئةِ والتَّصْوِيب؟!

لا يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ سار في دَرْبِ التَّصحِيحِ اللُّغَوي أن يُجَازِف بإبداء الرأي فمن له الحق في التخطِئَةِ والتَّصْوِيب هم الكبار المجتهدون من العلماء واللغويين، والمؤسَّسَات العلمية كالمجامع اللُّغَوِيَّة؛ فإنَّ المُرَاجِع اللغوي ناقلٌ للرأي وليس صاحِبَ رأيٍ-إلا فيما نَدَر-.

 

هذا، والمجتهِدون منهم المُتَشَدِّدُ ومنهم المُتَوَسِّعُ في الإجازة، ولِكُلٍّ دَليلُه، وعلى المُراجعِ أنْ يُراعي الحالَ التي هو فيها.

 

أما الحُكْم على الألْفاظِ والأساليبِ اللُّغويةِ فالواجِبُ أنْ تَقُومَ به المؤسَّساتُ لا الأفرادُ، وإنْ قام بها أفراد يجب أن يكونوا على منهج المؤسَّسة، ولا حُجَّة لِقول قائل "قام به القدماءُ فُرَادَى" فلا مجالَ للمُقارنةِ الآن وقد اتَّسَعَ الخَرْق على الرَّاتِق. وجُلُّ المُحَاوَلات الفَرْدِيَّة الآن إنما هي حصرُ بعضِ الألفاظِ والأساليبِ التي يكون أغلبُها صحِيحًا لكن غاب وجه الصِّحَّةِ عنِ الجَامِع.

 

مَوَارِد:

1- القَرارات المَجْمَعِيَّة في الألفاظِ والأساليب (الصادرة عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة أو غيره).

 

2- المعاجم اللغوية.

 

3- كتاب الإملاء والترقيم، عبد العليم إبراهيم.

 

4- معجم الأخطاء الشائعة، محمد العدناني.

 

5- قواعد الإملاء وعلامات الترقيم، عبد السلام هارون.

 

6- معجم الصواب اللغوي، د. أحمد مختار عمر.

 

7- أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكُتَّاب والإذاعيين، د. أحمد مختار عمر.

 

8- في سبيل المحافظة على العربية: الصواب اللغوي، د. إبراهيم ضَوَّة.

 

9- معاجم العلوم الصادرة عن المجامع العربية، مثل:

معجم لغة الشعر، معجم المصطلحات الجغرافية، الصيدلة، المصطلحات الأدبية، المصطلحات الزراعية المصورة، المصطلحات الإعلامية، مصطلحات التاريخ والآثار، معجم الفيزياء المعاصرة.

 

نَمَاذِجُ تَطْبِيقِيَّة:

(والآنَ عَزِيزي القارئ حاوِل مع هذه النماذِج وراسِلْنا بالصحيح)

• قال الإمام الشافعي: "ويشترط في المؤذن أن يكون صبيا".

 

• ويدخل المسجد بقفه وسكينة وفار.

 

• «بعل: اسم ضم قدم الناس».

 

• تبدأ الحفلة الغِنائِيَّة بِمصاصة الفرقة الموسيقية.

 

• في كتاب الاقتراح للسيوطي «روى عروة عن عائشة أنها قالت: طلب عثمان لجمع المصحف...» في ترجمة عروة: هو عروة بن مسعود الثقفي، ت: 9هـ.

 

• في تفسير الثعلبي الصادر عن دار الكتب العلمية «قراءة يحيى بن رئاب».

 

• جاء في كتاب "قوانين الدواوين" لابن مماتي:

• "كان بعض الفقهاءِ والعلماء مع علمه يتجر كأبي حنيفة وكان منهم معلمين ومؤدبين يؤدبون العامة أو أبناء الخلفاء والأمراء ويتقاضون الأجر علي ذلك والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيتة كلك وقد نشأ ذلك فى أول الإسلام فقد قيل لأبي هريرة أكثرت يا أبا هريرة - أي من الحديث- فقال: لقد شغلهم خفق نعالهم فى الأسواق أما أنا فقد لزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت مالم يحضروا وحفظت مالم يحفظوا".



[1] رواه الحاكم 2/ 439، وضعَّفَه الألباني: 2/ 315.

[2] للمزيد حول المصنَّفات في هذا العلم، يُراجع: لحن العامة والتطور اللغوي: د. رمضان عبد التواب، ص: 105-108، مكتبة زهراء الشرق، 2000م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مراجعات في التصحيح اللغوي
  • وظيفة التصحيح اللغوي
  • الفرائد على صحيح القصص النبوي لعبدالرحمن بن محمد السبهان

مختارات من الشبكة

  • المهارات اللغوية للناطقين بغير العربية (مهارة الاستماع - مهارة التحدث - مهارة القراءة) (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مهارات التفاعل الصفي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مهارة بناء الاختبار(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مهارة تطوير الأسئلة واستخدامها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مهارات التقويم واستخدام الأسئلة وإعداد الاختبارات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عناصر التفاعل الصفي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من مهارات بناء الاختبارات(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عشرون مهارة ذهبية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أوغندا: انتهاء فعاليات دورة تطوير المهارات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مهارة التقويم(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
زائر - مصر 24-09-2023 02:40 PM

جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب