• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الكنايات التي نحيا بها
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان التقدير
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

الجوانب البلاغية في ألفاظ الزمن في قصائد ديوان بوح الجداول للشاعر سامي أبو بدر

الجوانب البلاغية في ألفاظ الزمن في قصائد ديوان بوح الجداول للشاعر سامي أبو بدر
محمد عباس محمد عرابي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/2/2022 ميلادي - 29/6/1443 هجري

الزيارات: 3027

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجوانب البلاغية في ألفاظ الزمن

في قصائد ديوان بوح الجداول للشاعر سامي أبو بدر

 

لألفاظ الزمن في قصائد ديوان بوح الجداول للشاعر سامي أبو بدر دلالات فنية في التعبير عن المعنى وبيان المقصود الذي يرمي إليه أبو بدر، وفيما يلي نماذج لهذه الألفاظ نذكرها مع إشارة عابرة للجوانب البلاغية فيها على النحو التالي:

فرح الصباح وإمهال الأيام:

حيث تحدث الشاعر المبدع سامي أبو بدر، وهو يخاطب الوطن الغالي على كل نفس "مصر "فبين فرح الصباح وإمهال الأيام على سبيل الاستعارة المكنية، حيث شبه الصباح بإنسان يفرح، وكذلك الإيام يتم إمهالها وفي ذلك تجسيد وتوضيح حيث يقول في قصيدة شُطْآنُ التَّمرُّد:

لا تَحْزَنْ، سَنَبْنِي مِنْ جَدِيدْ

مَازِلْتُ أَذْكُرُ.. دَمْعَتَيْنِ

تَعَطَّرَتْ بِهمَا يَدَاكْ

وقَصِيدَةً وُلِدَتْ هُناكْ

والعَابرُونَ علَى هَوامِشِ حُلْمِنا

يَتلُونَ آيَاتِ التَّحَرُّرِ

مِنْ هَواجِسَ حَاصَرَتْنا

وانْتَشَى فِينا الصَّباحُ

فأَمْهِلِ الأيَّامَ

تَكْتُبْ مَا نُريدْ[1]

 

وتحدث أبو بدر أيضًا عن انتشاء الصباح في قصيدة (وحدك وطن) أنا مِثلُ طِفلٍ فها هو الطفل يعانق في وطنه انتِشاءَ الصَّباحِ حيث يقول في هذا البيان الرائع القائم على الاستعارة المكنية (يُعانِقُ فِيكِ انتِشاءَ الصَّباحِ):

يُعانِقُ فِيكِ

انتِشاءَ الصَّباحِ

فيَملَؤُنِي بالطُّموحِ

الذي يُشرِقُ الآنَ

مِنْ مَلْمَحِكْ

فوَحْدَكِ لِي...

فِي اغْتِرابِي وَطَنْ

ووَحْدِي بِقلبِكَ

نايٌ

وعَزْفٌ

وبعضُ شَجَنْ

أُحِبُّكِ طَوْعًا وقَهْرًا

وإنْ تَكُ...

كأسُ الهَوَى فَارِغَةْ [2]

 

مساء الحزن والدمع:

يبين الشاعر المبدع سامي أبو بدر أنه في المساء يكون الحزن والدموع والأسى لغربته عن وطنه المحب له حيث يقول في قصيدة ما وَراءَ الحُلْم مَساءُ الحُزنِ يا سَلمَى

مَساءُ الدَّمعِ...:

حيث يعبر من خلال ذلك عن حالته النفسية ببلاغة شعارها الإيجاز اللفظي حيث يقول:

مَساءُ الحُزنِ يا سَلمَى

مَساءُ الدَّمعِ...

في عَيْنَيْكِ يَقتُلُنِي

ويَنزِفُ مِن حَنايَايَا

أَمَانِيَّ الَّتي ذَهبَتْ سُدًى

في خَلْوَةِ السَّلوَى

بلا أُفُقٍ يُبَشِّرُني

بأنَّ الصُّبحَ مُطَّلِعٌ

علَى سِرِّي

يُراقِبُ مِن وَراءِ الْحُلْمِ..

آهَاتِي

ويَكتُمُ غَيظَهُ كَمَدًا

علَى حَالِي

التي باءَتْ بخُسرَانٍ

وقدْ أَلِفَتْ خَسَارتَها

ولَمْ يَشفعْ لهَا


قضاء العمر في الشوق للوطن:

يبين الشاعر المبدع سامي أبو بدر أنه يقضي العمر في الشوق للوطن حيث يقول في قصيدة ما وَراءَ الحُلْم على سبيل المبالغة وفي هذا دلالالة على حبه الكبير لوطنه "مصر":

ولَمْ يَشفعْ لهَا

أَنِّي قَضَيْتُ العُمْرَ

أَعدُو مُثْقَلًا بالشَّوْقِ

نَحوَكِ.. مُرهَقَ الرِّئَتَيْنِ

أَمْشِي...

حافِيَ القَدَمَيْنِ

مُضطَّربًا علَى شَوْكِ النَّوَى

لَمَّا تَمادَيْتِ ارتِحَالًا

واغتِرابًا عن شَواطِئَ

لمْ تَزَلْ

تَحكِي (حَوادِيتِ) البَراءَةِ

في طُفُولَتِنا

فيَدْمَى القَلبُ

والكَلِماتُ

تَقْطُرُ مِن مَواجِعِنا

حَنينًا

لِلحَكَايَا الضَّاحِكاتِ[3]

 

الآن وعد أَعَدُّ ثَوانِيَ السَّاعَاتِ عَلَّ الليلَ يَعبُرُ فِي هُدُوءٍ:

يبين الشاعر أبو بدر حالته في الوقت الراهن (الآن) مبين مشاعر الغربة عن الوطن، وأنه في ليل الغربة يعد الثواني والدقائق رغبة في مرور ليل الأحزان، حيث نجد البلاغة المتمثلة في الاستعارة في عبر الليل في هدوء حيث شبه الليل بإنسان يعبر حيث يقول:

الآنَ يا سَلمَى سَماؤُكِ

لمْ تَعُدْ تُصغِي لأحلامِي وآلامِي

ورُحتُ بِرَغمِ

ما أَخفَيتُ مِنْ جَزَعٍ

وما أَظهَرْتُ مِن جَلَدٍ

أَعَدُّ ثَوانِيَ السَّاعَاتِ

عَلَّ الليلَ

يَعبُرُ فِي هُدُوءٍ

فَوقَ أُغْنِيَتي السَّقِيمَةِ

دُونَما وَجَلٍ يُؤَرِّقُها

كأنَّ السُّهدَ

مَأمُورٌ بنَجْوَاهُ

لِيَبقَى فِي مَدَاري

لا تُغادِرُني سَدائِلُهُ

وأَذَّنَ في الْمَدَى صَوتٌ

لِيَنعَى ما نَظَمْتُ

مِنَ القَصِيدِ علَى جِدَارِ

صَبابَتي يومًا

ويُعلِنَ أنَّني الْمَخدُوعُ

في ظَنِّي[4].

 

الحالة الشعورية للغد:

يصف أبو بدر حالته النفسية للغد وأنه قد يموت فيه من شدة الأحزان في الغربة عن الوطن حيث يقول:

وكُنتُ أَظُنُّ...

كُنتُ أَظُنُّ أنَّكِ لنْ تَعُودِي

مَرَّةً أُخرَى...

وأَنِّي قدْ أَمُوتَ غَدًا

وهَا قدْ عُدتِ يا سَلمَى [5].

 

اليوم يكتب قصيدة آلام الغربة:

ففي قصيدة توبة يبين أبو بدر أنه في وقته الراهن (اليوم)يكتب من إبداعه الشعري ما يخفف به من آلام الغربة وما يعبر به عن شوقه لوطنه الحبيب حيث يقولفي بلاغة شعرية معبرا عن واقعه الراهن من شوق وحب واشتياق للوطن من خلال اختيار لفظة الوطن:

وأَلْمَحُ في نَاظِرَيْكِ

اعتِلالِي

يُراوِدُ فِيكِ اشتِياقًا

لِأَنْ أَكتُبَ اليومَ قَافِيَةً

مِن حُرُوفِي الشَّريدَةْ

لَعَلِّي أُلَمْلِمُ فِيهَا شَتَاتِي [6]

 

الرغبة في التوبة من جراح الدهر:

من خلال شعره العذب يبين أبو بدر أنه يكتب الشعر تنفيسا عن جراح الدهر (لأبْرَأَ مِمَّا اجْتَرَحتُ مِنَ الإثمِ حِينًا من الدَّهرِ...)، كما يبيت سعادة المنى في الوقت الراهن حيث يقول: (والْمُنَى تَرقُصُ اليومَ فِي عُرسِ قلبي تُغازلُ فِيهِ وَرِيدَهْ)، ولقد كان أبو بدر بليغا في ذلك فكلمة حينا تبين أن الجراح لم تكن مستمرة وإنما كانت عارضة، والاستعارة فيقوله المنى ترقص اليوم) للتعبير عن سعادته بوطنه وحبه له وفي هذا يقول أبو بدر:

وأَبعَثُ فِيَّ حَيَاةً جَدِيدَةْ

لأبْرَأَ مِمَّا اجْتَرَحتُ

مِنَ الإثمِ

حِينًا من الدَّهرِ...

إنِّي أَتُوقُ إلَى تَوبةٍ لا تُرَدُّ

علَى بابِ تِلكَ السَّماءِ

الَّتي أدبَرَتْ

عنْ دُموعِي طَويلًا

ولَمْ تَستَجبْ للدُّعاءِ

وأَعجَزُ حِينَ أُرَوِّضُهَا...

لا تَزالُ...

أمامَ قَرابينِ وَصْلِي عَنِيدَةْ

ولكنَّني

لنْ أَمَلَّ الوُقُوفَ بأَعتَابها

عَلَّنِي أَستَوِي

فَوقَ عَرشِ انتِصَارِي

علَى صَدِّها

والْمُنَى تَرقُصُ اليومَ

فِي عُرسِ قلبي

تُغازلُ فِيهِ وَرِيدَهْ[7]

 

الليل يسطر للصبح أسطرا مرعبة:

وها هو أبو بدر في قصيدة (سفر)يبين أن الليل يسطر للصبح أسطرا مرعبة ليعبر من خلال ذلك عن حزنه للسفر والغربة عن الوطن فيوظف بلاغته وبيانه الرائع المعهود القائم على التشخيص فالليل يسط للصبح فما أجمل استعارات أبو بدر الخيالية البارعة في إيضاح المعاني في صورة واضحة للعيان وفي هذا يقول شاعرنا أبو بدر في قصيدة (سفر):

أَمَا آنَ لِلقلبِ أنْ يَستريحَ

وأنْ يَعزفَ الشِّعرَ

لا يَكتُبَهْ؟

يَجفُّ المِدادُ

وكُلُّ القصَائِدِ صَرْعَى

على الأرْفُفِ الْمُتْعَبَةْ

ولَيلٌ تَمادَى

يُسَطِّرُ للصُّبحِ

ألْفًا منَ الأسْطُرِ الْمُرعِبَةْ

ولمْ تَهنأِ الرُّوحُ

حِينَ أفَاقَتْ

علَى صَرْخةِ الأضْلُعِ

الغَاضِبَةْ[8].

 

في الغربة كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ وكُلُّ الليالِي سُهادٌ:

يبين شاعرنا القدير سامي أبو بدر أنه " في الغربة كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ وكُلُّ الليالِي سُهادٌ" وهو شعور طبيعي لكل مصري يغترب عن أم الدنيا، وقد أجاد أبو بدر في توظيف التشبيه البليغ لإيضاح مشاعر الألم الناجم عن السفر بعيدا عن خير الأوطان فكل الأوقات أثناء البعد عن الوطن خريف، والخريف كما نعلم يعبر عن النهاية، وكذلك في تعبيره الليالِي سُهادٌ، وفي هذا يقول أبو بدر:

كُلُّ مَواسِمِ قَلبِي خَريفٌ

وكُلُّ الليالِي سُهادٌ

وأَخْيِلَةٌ مُفْزِعَةْ

وكَيفَ لِمَنْ تَملِكينَ قَواربَهُ

أنْ يُصارِعَ...

مَوْجَ المُحِيطِ وحِيدًا

وأنتِ المَجادِيفُ والأشْرِعَةْ؟

فمُدِّي يَديْكِ

لِيَنْبُعَ مِنْ رَاحَتَيْكِ

فُراتُ ارْتِوَائِي

فتَشفَى السِّقامُ

ويَهدأُ رَوْعِيَ

لَمَّا يَجِنُّ الظَّلامُ

وتَعبَثُ بِي لَهْفةٌ مُوجِعَةْ

وإيَّاكِ أنْ تَسْتَحِلِّي التَّمَنُّعَ

يا نَشوَةَ الرُّوحِ بينَ الحَنايَا

فَأَبْغَضُ ذَنْبٍ إلَى القلْبِ صَدّْ

وبَيْنِي وبَينَكِ

مَهْما تَمادَيْتِ فِي البُعدِ.. وَعدْ

أُحِبُّكِ.. لا شَيْءَ بَعدْ

ونَفْسِي ِبرَغمِ الجَفَا

لَمْ تَزَلْ قَانِعَةْ[9]

 

الولد الشقي يَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا

يبين شاعرنا أبو بدر أن الولد الشقي يَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا

 

وقد أبدع أبو بدر حينما اختار ليل الشتاء الطويل الذي يعاني فيه المغتربون آلام الغربة التي صورها أبو بدر بالظلمة الحالكة، ويذكر أبو بدر أيضًا أن جراح العمر في الغربة أليمة شديدة فيقول "والعُمْرُ كُلُّ العُمْرِ يَسْبِقُنِي إلَى الفَصْلِ الأخِيرِ"، وفيما يلي بيان ما قاله أبو بدر في ذلك في قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ:

إنَّها تَرْنِيمَةُ الوَلَدِ الشَّقِيِّ

إذا يُناجِيهِ البَرَاحُ

فيَرْحَلُ الهَدَجَانُ مِنْ أَنْفاسِهِ

ويَرُومُ فِي لَيْلِ الشِّتَاءِ

لِكُلِّ حَالِكَةٍ نَهارَا

وطَفِقْتُ أَمْحُو

مَا تَناثَرَ فوقَ أَرْصِفَةِ الْمَدَائِنِ

مِنْ فُصُولِ رِوايَتِي العَذْرَاءِ

أَجْمَعُ مَا تَبَعْثَرَ مِنْ شَتاتِي

بَينَ أَلْسِنَةِ العَذَارَى

والعُمْرُ كُلُّ العُمْرِ يَسْبِقُنِي

إلَى الفَصْلِ الأخِيرِ

مُرَاوِغًا طَرْفَيَّ

حِينَ تَوَجَسَتْ عَيْنايَ

خَوْفًا مِنْ خُطَاهُ

علَى شَفَا جُرحِي

لِيُسْدِلَ فَوقَ صَرْخَتِهِ سِتارَا

مَنْ قَالَ...

يَجْزِمُ بِانْحِسَارِ النَّبْضِ

فِي أحشَائِنا

"مَا الحُبُّ إلا لِلحَبيبِ الأوَّلِ"؟..

الشِّعرُ احْتِمالٌ

لا يُجَاوزُ حُلْمَنا...

وإِنِ اسْتَبَدَّ بِنا الحَنِينُ

أو اسْتَجَارَ بِرُكْنِهِ مِليُونُ قَيْسٍ

أوْقَدُوا لِلْعِشْقِ نَارَا[10]

 

الصُّبحَ مُختالٌ علَى خَدّ الوطن:

يبين أبو بدر في قصيدة "أَحيانًا" أن الصُّبحَ مُختالٌ علَى خَدّ الوطن ليوضح ذكريات الشاعر التي يرى فيها جمال الوطن كل صباح، موظفا في ذلك الاستعارة المكنية حيث يقول:

كأنَّ الصُّبحَ مُختالٌ علَى خَدِّكْ

وأغصانَ الرُّبا تَنسابُ

مِن قَدِّكْ

ومَا لِبهائِكِ الأخَّاذِ مِن جَدوَى

إذا لمْ يَكْتَسِ التَّزيينُ

مِن رُشدِكْ[11]

 

الْمَساءَ يَمُرُّ بباب الوطن:

يبين الشاعر أبو بدر أن الْمَساءَ يَمُرُّ بباب الوطن، لذا المساء والوطن، وبين معاني هذا الحب من خلال الاستعارة فالمساء يمر، وللوطن باب حيث يقول في قصيدة: (بقايا رؤيا).

ومَهما قَسَوْتِ

سَأبقَى أُحِبُّكْ.

لأنَّكِ..

أنتِ اختِصارُ الدُّروبِ

الَّتي نازَعَتْني كَيانِي

وقِبْلةَ قلبِ الفَتَى

حِينَ يَدفَعُهُ الشَّوقُ

طَوْعًا وكَرهًا

وقُبْلَةَ أنفاسِهِ البائِسَةْ.

فلا تَعبَثِي...

بانْهِزامِي أمَامَكِ

إنِّي –ورَبِّي– أُحِبُّكْ

لأنَّ الْمَساءَ يَمُرُّ بِبابكِ

والطَّيرُ

تُنشِدُ أُهْزُوجَةَ الرَّوْحِ

عندَ الْتِقاءِ الْمَدَى بالشَّفَقْ

سَيَرحلُ مِن خاطِرَيْنا الأرَقْ

ونَعزِفُ لَحنَ الأمانِي الَّتي

آَنَسَتْنا طَويلًا

علَى وَتَرٍ مِن بَقايَا الرُّؤَى

واختِيالِ الأصِيلِ

لِنُنهِيَ سَطْوَةَ...

هذا النهارِ الكَئِيبِ

وتَبتَسِمَ الأوْجُهُ العابِسَةْ [12]

 

من خلال الاستعارة يبين أبو بدر أنه لحظة الانتظار الشاعر لا يمل انبهار الوطن بأبنائه، حيث يقول في قصيدة (بقايا رؤيا):

أنا لَنْ أَمَلَّ انبهارَكِ

في لَحظةِ الانتصار

ولن أسْتَظلَّ بغيرِ جَناحِكِ

فَوقَ وَمِيضِ التَّدانِي

وإِنْ صَالَنِي مِنكِ نَارْ

فيَكْفِيني

أنِّي اكْتَوَيْتُ بِنارِكْ

وأنَّكِ في غُربَتِي آَنِسَةْ [13]

 

الليل يبلغ العتاب:

فها هو أبو بدر يطلب من الليل أن يبلغ عتابه للشامتين به لحزنه في الغربة، ونجد البلاغة البيانية المتمثلة في الاستعارة حيث يقول: يا لَيلُ بَلِّغْ عِتابِي لِلأُولَى رَقَصُوا عَلَى جِراحِيَ.. مِنْ قَاصٍ ومِنْ دَانِ، وذلك في قصيدة (إنسان):

هلْ كانَ ذَنبِيَ أَنْ أَحْيَا كَإنْسانِ؟

أو أَنْ أعِيشَ..

بقَلبٍ عَفَّ عَنْ رَانِ؟!

فمَا بَكانِي إِذَا عَانَيْتُ..

مِنْ أَحَدٍ

ولَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إلا وَأبْكانِي

يا لَيلُ بَلِّغْ عِتابِي

لِلأُولَى رَقَصُوا

عَلَى جِراحِيَ..

مِنْ قَاصٍ ومِنْ دَانِ[14]

 

تمني عدم منازعة الأحزان للشاعر في الليل:

في قصيدة " إنسان "، يتمنى الشاعر عدم منازعة الأحزان له في الليل على سبيل الاستعارة المكنية التي تفيد التجسيد والتشخيص، كما يبين في تشبيه الرائع أن العشق قربان حيث يقول:

يا لَيتَ لِي بَعضَ حَظٍّ

مِنْ قَساوَتِهِمْ

فلا تُنازعُنِي

في اللَّيلِ أَحزانِي

كمْ فِي فؤَاديَ من هَمٌّ يُؤَرِّقُنِي

والهَمُّ في غُربَتي..

خَطْبانِ فِي آَنِ

بَسَطْتُ بالوَرْدِ كَفِّي

كَيْ أُصَافِحَهُ

لَعَلَّ عِشقِي

يَكونُ اليومَ قُرْبانِي

لَكِنَّهُ مُعْرِضًا يَمْضِي عَلَى عَجَلٍ

يُعانِقُ الْمَوْتَ

جُودًا مِنْ يَدِ الجَانِي

فَأَضْرِبُ الأرضَ طَيًّا

فِي مَفاوِزِهَا

وأَكْتُمُ القَهْرَ

فِي أَعمَاقِ وِجْدانِي

رَحَلْتُ.. والآَهُ زَادِي..

والْمُطِيُّ أَسًى..

والنَّومُ يَذْكُرُنِي حِينًا.. ويَنْسانِي

فالْقُرْبُ مِنهُ شَقاءٌ

لا شِفاءَ لَهُ

والبُعدُ..

زَلْزَلَةٌ غَارَتْ بَأَرْكَانِي[15].

 

إشراق فَجْرُنَا وإضاءة وَجْهُ الصُّبْحِ فَوْقَ رُبَا الوطن:

تحدث الشاعر عن إشراق فَجْرُنَا وإضاءة وَجْهُ الصُّبْحِ فَوْقَ رُبَا الوطن، حيث يقول في قصيدة شَتات، فالشاعر بمهارات في استخدامه البيان البلاغي استطاع من خلال التشبيه والتشبيه بين مشاعر فرحة العودة للوطن الحبيب من الغربة حيث يقول:

مَنْ ذَا الذِي يا مُهْجَتِي أَبكاكِ،

وَغَدَا يُؤَرِّقُ

بِالجِرَاحِ ثَرَاكِ ؟

ومَضَى يُشَتِّتُ شَمْلَنَا،

فَأَحَالَنَا

مَا بَيْنَ مَنْ أَلِفَ الشَّتَاتَ وبَاكِ ؟

لِلَّهِ دَرُّكِ..

كَمْ صَبَرْتِ عَلَى الأَذَى

وَلَكَمْ صَفَحْتِ عَنِ الذِي آذَاكِ

سَيزُولُ لَيْلُ العَابِثِينَ

بِحُلْمِنَا

وتَقَـرُّ مِنْ فَيْضِ الرِّضَا عَيْنَاكِ

وغَدًا...

سَيُشْرِقُ مِنْ جَدِيدٍ فَجْرُنَا

وَيُضِيءُ وَجْهُ الصُّبْحِ

فَوْقَ رُبَاكِ[16]

 

المراجع:

سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة - الإمارات،2021م.



[1] سامي أبو بدر:ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة وحدك وطن"،ص42

[2] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة ب شُطْآنُ التَّمرُّد"، ص4.

[3] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة ما وَراءَ الحُلْم"، ص: 13 - 14.

[4] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة - الإمارات،2021م،"قصيدة ما وَراءَ الحُلْم"، ص15 - 16.

[5] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة ما وَراءَ الحُلْم"، ص16.

[6] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة توبة"، ص18.

[7] سامي أبو بدر:ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة توبة"،ص19-20

[8] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة سفر"، ص29-30

[9] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة بوح الجداول"،ص35

[10] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول... دائرة الثقافة/ الشارقة - الإمارات،2021م، "قصيدة كِبرياءُ عاشِقٍ قَرَويٍّ"، ص 38 - 39.

[11] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة - الإمارات،2021م،"قصيدة "أَحيانًا"، ص48.

[12] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة" بقايا رؤى"، ص50-51

[13] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة "بقايا رؤى "، ص 51 - 52.

[14] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة - الإمارات،2021م،"قصيدة" إنسان"، ص53 - 54.

[15] سامي أبو بدر: ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م،"قصيدة "إنسان"، ص53 - 55 - 54.

[16] سامي أبو بدر:ديوان بوح الجداول.. دائرة الثقافة/ الشارقة- الإمارات،2021م، "قصيدة شَتات ص56.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من الجوانب البلاغية في سورة الفاتحة كما جاءت في كتاب: إعراب القرآن الكريم وبيانه للدكتور محيي الدين درويش
  • اختلاف ألفاظ قاعدة يغتفر في التابع ما لا يغتفر في المتبوع

مختارات من الشبكة

  • القراءات البلاغية وتعدد الدلالة لإبراهيم سعيد السيد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من الدلالات البلاغية في الألفاظ القرآنية (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدور كتاب (المتشابه اللفظي في القرآن الكريم وأسراره البلاغية) للدكتور صالح الشثري(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير الحجاجي في نص الذهبي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • النظرية التحويلية في الدراسات البلاغية عند عبد القاهر الجرجاني(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الأدوات البلاغية في القرآن الكريم لظافر غرمان العمري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قطوف من الأمثال العربية والعبارات البلاغية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخصائص البلاغية في حكايات شوقي المنظومة للأطفال(كتاب - حضارة الكلمة)
  • النقل الديداكتيكي ومستويات تلقي المعرفة البلاغية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التلفيف: من أساليب القرآن البلاغية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/11/1446هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب