• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب
علامة باركود

البرقية

د. وليد قصاب

المصدر: مجموعته القصصية: (يوم من اللامبالاة)، طبع مؤسسة الرسالة/ط1/1426هـ-2005م، ص34-41.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/10/2006 ميلادي - 16/9/1427 هجري

الزيارات: 19594

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عندما وصلت إلى البيت عائدة من زيارة أمها أخبرتها جارتها أن ساعي البريد طرق بابها وهي غائبة ومعه برقية لها.

قالت لها الجارة:
- حاولت تسلمها منه، ولكنه رفض.. قال: لابد من حضور صاحبة العلاقة شخصيًا.. ولابد من توقيعها.. هذه برقية..
لم تستقبل الخبر ببشاشة.. لم تدر لمَ أوجست في نفسها خيفة؟ إنه لا عهد لها بالبرقيات.. لا تذكر أنها تسلمت في حياتها برقية من أحد.. ولكنّ هذه الكلمة "برقية" مقرونة في لا شعورها بالأنباء غير السارة.. سمعتها عندها غير طيبة..

قالت لجارتها:
- أبو عدنان يعرفنا.. فماذا كان يمنعه أن يسلمها لك، وأن توقعي بدلاً عني؟

قالت الجارة:
- قلت له، فقال: إنّ ذلك غير جائز.. هذه قوانين الحكومة، ويجب أن تحترم..
كانت الساعة قد اقتربت من الثانية ظهرًا. قدرت أن مكتب البريد قد أغلق أبوابه وانتهى الدوام. ستذهب غدًا، ستخطف نفسها في الصباح تتسلم هذه "البرقية".

ليلتها لم تستطع أن تنام. ممن هذه البرقية؟ وماذا عسى أن تحمله من أنباء.. اللهم اجعله خيرًا..
عتبت بينها وبين نفسها على ساعي البريد أبي عدنان.. إنه يعرفها منذ سنوات. لماذا هذا "الروتين" المعقد؟ لمَ لمْ يسلم "البرقية" إلى جارتها. أو يضعها لها تحت الباب مثلما اعتاد أن يفعل عندما يحمل إليها رسائل زوجها في الخليج؟ بم تختلف البرقيات عن الرسائل؟ سبحان الذي خلق الحكومة! يعقّدون كل شيء.
خواطرها تلك الليلة تذهب بها وتجيء. أهي من زوجها؟ من غيره؟ إنها منه على الرغم من أنه لم يعتد أن يرسل إليها برقيات، بل رسالة تأتيها منه كل أول شهر وفيها "شيك" أو "حوالة" مصروفها ومصروف الأولاد..

لم يخرم ذلك شهرًا منذ سفره إلى الخليج من خمس عشرة سنة.. خمس عشرة سنة.. ياه.. من يصدّق؟.. كأنه سافر أمس.. قال لها يوم ذاك:
- سأتدبر أمري، ثم أبعث في طلبك أنت وعامر..

لم يكن عندهما إلا عامر.. ولكنه مضى ولم يبعث في طلبهم. كتب إليها ذات مرة قائلاً:
- إن تكاليف المعيشة هنا غالية جدًا.. لو أحضرتكم إلى عندي لما استطعت أن أوفر شيئًا.

وكتب إليها في مرة أخرى:
- إنني أسكن مع ثلاثة من العمال في غرفة واحدة على سطح عمارة قديمة.. إنها عيشة كعيشة الكلاب.. أتحملها من أجلكم لأهيئ لكم حياة كريمة.. وحتى أختصر سنوات الغربة.. أنت تقدرين ذلك وتفهمينه يا حبيبتي؟ أليس كذلك؟ ياه.. كان ذلك منذ سنوات.. خمس عشرة سنة.. من يصدق ذلك؟.. إنها هي نفسها لا تكاد تصدق.

كان في سنوات الغربة الأولى يأتي مرة كل سنة.. يقضي معهم شهرًا.. ثم صار يأتي في كل سنتين نصف شهر أو أقل، ثم صار ينقطع عن المجيء سنوات:
- تكاليف السفر كثيرة يا عزيزتي.. من الخير توفيرها لاختصار سنوات الغربة.. وتقريب اللقاء.. هانت.. هانت..

كان عندهما عامر عندما سافر، ثم أودع في رحمها خلال زياراته – التي لم تزد على ست أو سبع مرات خلال خمس عشرة سنة – ثلاثة آخرين من الأولاد..

يسألها عامر الذي صار الآن شابًا في الثانوية العامة.
- متى سيعود أبي يا أماه؟.. أما اشتاق إلينا؟
تترقرق الدموع في عينيها، وتحس الغصة في حلقها، ولكنها تخفي ذلك عن ولدها قائلة:
- بلى يا عامر.. إنه – والله – مثلنا على جمر من الشوق..
ولكنه يتحمل من أجلنا.. يريد أن يهيئ لنا حياة كريمة..

"حياة كريمة" عبارة ما فتئت ترددها أمامه كلما ورد ذكر أبيه وغربته، وفي كل مرة – مذ كان طفلاً صغيرًا – يسألها:
- ألا توجد حياة كريمة إلا هناك يا أمي.

تأكلها الحيرة، فتتجاهل السؤال.
ما نامت تلك الليلة. من أين تأتيها تلك البرقية؟ منها قطعًا، ومنْ غيره؟ ولكن ذلك ليس من عادته.. الرسالة أول كل شهر فقط.. ومنذ دخل بيتها هاتف منذ ثلاث سنوات صار يتصل بها بين الحين والحين ليطمئن عليهم.. مكالمة مختصرة لا تستغرق إلا دقيقتين أو ثلاثًا:

- كيف حالك؟.. وكيف حال الأولاد وحال دراستهم؟ وصل الشيك؟ صرفتِه؟ كم كان السعر؟ هل تريدون شيئًا؟
يبدو دائمًا في عجلة من أمره. أسئلة منه فقط.. لم يكن أحيانًا ينتظر جوابها، يقول لها:
- نختصر في الكلام.. الضروري منه فقط.. المكالمات من هنا غالية جدًا.. هانت..
"هانت" كلمته.. ولكن السنوات تمر.. والعمر ينفد يومًا بعد يوم، يطحنه الزمان برحاه التي لا ترحم..
بعد سنوات من سفره اشترى بيتًا متواضعًا في ضواحي العاصمة. قالت له يومذاك:
- لم يعد بيتنا بالإيجار.. صار عندنا بيت ملك والحمدلله.. لماذا لا تعود؟..

قال لها:
- لابد من فرش لائق.. وهذا يحتاج إلى عمل سنتين.. سنتان فقط وبعدها نستريح إن شاء الله..
أين الراحة؟ ومرت ثلاثة سنوات. قالت له:
- بيتنا صار فيه كل شيء.. والحمدلله.. لم نعد بحاجة إلى شيء.. الأولاد كبروا وصار وجودك إلى جانبهم ضروريًا..

قال لها:
- سيارة متواضعة.. ورصيد متواضع في البنك.. حتى نستريح قليلاً بعد هذه الغربة والعناء.. عندنا أربعة أولاد يا عزيزتي.. تحتاج تربيتهم إلى وزنهم ذهبًا..
وتمر السنون.

وينفد العمر.
صحت مبكرة.. لم تكن سِنَة من النوم قد عرفت طريقها إلى عينيها أصلاً.. شرَّقت بها الخواطر والذكريات وغرّبت.. لماذا يرسل إليها برقية في هذه المرة؟ لماذا لم يبعث رسالة أو يتصل بالهاتف كما اعتاد أن يفعل؟ هل البرقية أرخص؟ ولكنها لا تحب سماع سيرة البرقيات.. لا تدري من أين جاءها هذا؟.. سمعتها عندها سيئة.. يا رب.. اجعله خيرًا.. أصلح الله ساعي البريد أبا عدنان.. أما كان باستطاعته أن يترك لها البرقية عند الجارة ويريح بالها من هم التفكير والتخمين طوال هذه الليلة؟ ماذا يعني أن توقع له على تسلّمها؟ توقع عنها الجارة.. تعقيد في تعقيد.. هكذا حال معاملات الحكومة على الدوام..

انتظرت على أحر من الجمر أن يحين موعد الدوام، ثم لبست ثيابها بعد أن فطّرت الأولاد وأرسلتهم إلى مدارسهم.. ثم انطلقت إلى مكتب البريد..
ماذا في البرقية؟ قلبها يوجس خوفًا.. تسأل الله ألا يكون مكروه أصاب زوجها؟ أيعقل بعد سنوات الغربة والعناء هذه أن يكون...؟..

لم تجرؤ أن تسترسل مع خواطرها.. استعاذت بالله.. اللهم إنك أدرى بالحال.. أعِدْه سالمًا غانمًا يا رب..
انتظرت أكثر من ساعة حتى جاء موظفو البريد. ولما سألت عن برقية لها جاء ساعي البريد أبو عدنان إلى بيتها حتى يسلمها إياها، ولكنه لم يجدها.. ولم يسلمها للجارة.. وقال: لابد أن تحضر هي شخصيًا حتى توقع على تسلّمها..

أخبروها أن عليها أن تنتظر أبا عدنان نفسه.. شغلها عنّده.. والبرقيات معه..
انتظرته طويلاً تتقاذفها الأفكار.. وهي تتمتم بالأدعية أن يكون خبرًا.. هذه أول مرة في حياتها – على ما تتذكر – تصلها برقية..

أخيرًا جاء أبو عدنان.. اندفعت نحوه تسأله من خلال أنفاس لاهثة عن البرقية التي وصلتها. نظر إليها أبو عدنان متسائلاً:
- أية برقية يا أم عامر؟
- برقية.. قالت لي جارتي إنك جئت أمس وطرقت بابي لتسلمها إليّ.. ولكنك لم تجدني..
قال أبو عدنان بغير مبالاة وهو يتابع طريقه:
- آه تذكرت.. لم تكن لك.. طرقت الباب خطأ..

انتابتها مشاعر شتى. لم تدر أتفرح أم تحزن؟ بل تفرح.. إنها والله لا تحب البرقيات.. لا تعرف ممن سمعت أنها ليست فأل خير.. الحمدلله أن صرفها عنها.. الحمدلله..

كانت خواطرها لا تكف عن الأخذ والرد. ما إن وصلت إلى بيتها حتى وجدت نفسها تأخذ ورقة وقلمًا، وتكتب لزوجها:
"زوجي الحبيب.. لم نعد نطيق صبرًا على فراقك.. عد إلينا.. لا نريد شيئًا غيرك.. صار عندنا كل شيء.. السّنوات تمر.. والعمر يفنى.. اليوم حصل أمر غريب.. جاء ساعي البريد.. أخبرك فيما بعد.. عُدْ إلينا على جناح الريح.. أرجوك.. أرجوك.. أستحلفك بالله.. ويستحلفك الأولاد..".

المرسل "زوجتك وأولادك"





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث اللحظات الأخيرة
  • البرق وخطف البصر .. إعجاز علمي

مختارات من الشبكة

  • إلى كل مبتلى: برقية عاجلة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • برقية عاجلة من الولد الفلسطيني (شعر تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • أين أنا بعد الزواج ؟ ( برقية عاجلة )(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: تقديم العزاء في وفاة رئيس الهيئات الإسلامية السابق(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عنزة أبي عمرو (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • روبي الروبوت المفقود(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الفلبين: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو لمساعدة الفلبين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مفتي كوسوفا يهنئ الرئيس الجديد للجمهورية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كشف وثائق ويكيليكس لطرف من واقع مسلمي الهند(مقالة - المترجمات)
  • بريطانيا: وثائق ويكيليكس تؤكد رغبة مسلمي بريطانيا في تطبيق الأحكام الشرعية(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
2- حوار مشوق
راجية رضى ربي الامينة - الجزائر 03-12-2011 12:25 AM

حوار جميل مشوق يدور في محور برقية لكنه يسرد طلايق سنون صعبه عاشتها زوجة في مجتمع قاسي مع زوج مغترب دون الرغبه في العودة

حفا واقع معاش لكني عشت القصة وانسجمت معها

شكرا لك أعجبني اختيارك

1- jordan
احمد فحماوي - jordan 17-12-2010 12:15 PM

شكرا على الموقع الحلو بس اذا ممكن اعرف كيف تكتب البرقيه

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب