• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

الضمائر البارزة المنفصلة

أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/12/2017 ميلادي - 23/3/1439 هجري

الزيارات: 56849

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الضمائر البارزة المنفصلة[1]


الضمائر البارزة المنفصلة عددها أربعة وعشرون ضميرًا، وهي تنقسم من حيث موقعها الإعرابيُّ إلى قسمين:

القسم الأول: اثنا عشر ضميرًا مختصًّا بمحل الرفع، فلا يكون في محل نصب، ولا في محل جر.

والقسم الثاني: اثنا عشر ضميرًا أيضًا مختصًّا بمحل النصب[2]، فلا يكون في محل رفع، ولا في محل جر.


أولًا: الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل رفع[3]

الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل رفع، عددها - كما تقدم - اثنا عشر ضميرًا، وهي موزعة بين: التكلم، والخطاب، والغيبة.

أولًا: ما يدل من هذه الضمائر على التكلم:

يدل من هذه الضمائر الاثني عشر على التكلم ضميران؛ هما:

1- (أنا)، ويكون للمتكلم وحده؛ مذكَّرًا كان أو مؤنثًا، ومثال دلالة الضمير (أنا) على المتكلم المفرد المذكر قوله تعالى: ﴿ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ﴾ [البقرة: 258]، ومثال دلالته على المتكلمة المفردة المؤنثة قولُه تعالى: ﴿ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ ﴾ [يوسف: 51].


2- (نحن)، والضمير (نحن) تتنوع دلالته، فهو قد يدل على:

المتكلم المعظِّم نفسه؛ نحو قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ﴾ [الأنعام: 151]، وقوله عز وجل: ﴿ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ﴾ [التوبة: 101]، وقوله سبحانه: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ﴾ [يوسف: 3].


أو المتكلم ومعه غيره، وحينئذٍ يكون شاملًا للمثنى والجمع بنوعيهما[4]، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ﴾ [إبراهيم: 11]، وقوله عز وجل: ﴿ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 52]، وقوله سبحانه: ﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ [الواقعة: 67].


ثانيًا: ضمائر الرفع البارزة المنفصلة التي تدل على الخطاب:

ضمائر الرفع البارزة المنفصلة التي تدل على الخطاب خمسة؛ هي:

(أنتَ) - بفتح التاء - للمفرد المخاطَب المذكر؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، وقوله عز وجل: ﴿ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ﴾ [الأعراف: 155]، ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ ﴾ [هود: 12].


(أنتِ) - بكسر التاء - للمفردة المخاطبة المؤنثة؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: ((إنما أنتِ امرأةٌ من بنات آدم))، وقوله صلى الله عليه وسلم لهند امرأة أبي سفيان: ((خذي أنتِ وبنوك ما يكفيك بالمعروف)).


(أنتما) للمثنى المخاطب بنوعيه؛ نحو قولِ النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن الحويرث: ((إذا أنتما خرجتما فأذِّنا، ثم أقِيما، ثم ليُؤمَّكما أكبرُكما))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا قد ردَّ البشرى، فاقبلا أنتما)).


(أنتم) لجماعة الذكور المخاطبين؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ﴾ [المائدة: 18]، وقوله عز وجل: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 91]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الأنعام: 134].


(أنتن) لجماعة الإناث المخاطَبات؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم للنسوة في يوم العيد: ((أنتن على ذلك؟)).


ثالثًا: من ضمائر الرفع البارزة المنفصلة: الضمائر التي تدل على الغيبة:

ضمائر الرفع البارزة المنفصلة التي تدل على الغيبة خمسة؛ هي:

(هو) للمفرد المذكر الغائب؛ نحو قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 29]، ﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى ﴾ [البقرة: 120]، وقوله سبحانه: ﴿ فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ﴾ [البقرة: 222].


(هي) للمفردة الغائبة المؤنثة؛ نحو قوله تعالى: ﴿ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ ﴾ [البقرة: 189]، وقوله سبحانه: ﴿ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ﴾ [الأنعام: 29]، وقوله عز وجل: ﴿ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ ﴾ [الأعراف: 107].


(هما) للمثنى الغائب بنوعيه؛ نحو قوله تعالى: ﴿ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ﴾ [التوبة: 40]، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحسن والحسين: ((هما ريحانتاي من الدنيا))، وقوله صلى الله عليه وسلم في الشمس والقمر: ((هما آيتان من آيات الله)).


(هم) لجماعة الذكور الغائبين؛ نحو قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 39]، وقوله عز وجل: ﴿ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 82]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 102].


(هن) لجماعة الإناث الغائبات؛ نحو قوله تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187]، وقوله سبحانه: ﴿ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [آل عمران: 7]، وقوله عز وجل: ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ [هود: 78].


فائدة: قد يُشكِل على بعض إخواني طلبةِ العلم، أننا هنا في ضمائر الرفع البارزة المنفصلة ذكرنا أن منها الضمائر (هما، وهم، وهن)، مع أنَّا قد تقدَّم بنا أن ذكرنا هذه الضمائر الثلاثة نفسها في الضمائر البارزة المتصلة التي تكون في محل نصب وجر، فما هو جواب هذا الإشكال؟[5].

الجواب: أن هناك فرقًا بين هذينِ القسمين من الضمائر، ووجهُ الفرقِ بينهما أن نقول: إن هذه الضمائر الثلاثة المذكورة إن كانت متصلة بالفعل أو الاسم أو الحرف، كانت في محل نصب أو جر - على التفصيل السابق ذكره عند الحديث عنها - ولم تكن في محل رفع، وكان الضمير حينئذٍ هو الهاءَ فقط، وكان ما بعد الهاء مجرد أحرف؛ للدلالة على التثنية والجمع، بينما إذا كانت هذه الضمائر الثلاثة منفصلة، فلم تتَّصِل بشيء قبلها؛ لا اسم، ولا فعل، ولا حرف، كانت في محل رفع فقط[6]، وكانت هي كلها الضمير، وليس الهاء فقط.


فائدة أخرى: يصح في الفعل المضارع الآتي بعد الضمير (هن) إن كان مسندًا لنون النسوة: تصديرُه بالتاء أو الياء؛ نحو: الوالدات تحرِصن أو يحرصن على راحة أولادهن، وهن تحرصن، أو: يحرصن.


ومثل ذلك تمامًا فيما إذا كان الضمير (هما) لمؤنثتين غائبتين[7]، فإنه يجوز حينئذٍ أيضًا في الفعل المضارع الآتي بعده أن يكون مبدوءًا بالتاء - وهي الأكثر - أو بالياء، تقول: هما تفعلان، أو هما يفعلان.


وبهذه الفائدة ينتهي الكلام عن القسم الأول من قسمَيِ الضمائر البارزة المنفصلة، وهو الذي يكون في محل رفع فقط، وفيما يلي إن شاء الله نتحدث عن القسم الثاني، وهو الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل نصب فقط.

 

ثانيًا: الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل نصب[8]

اعلم - رحمك الله - أولًا أن الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل نصب تُشبِه الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل رفع في شيئين:

1- أنها في العدد اثنا عشر ضميرًا، وقد تقدم أن الضمائر البارزة المنفصلة التي تكون في محل رفع هي أيضًا اثنا عشر ضميرًا.


2- أنها موزعة كضمائر الرفع البارزة المنفصلة بين التكلم والخطاب والغيبة، على ما سيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.


وفيما يلي ذكر هذه الضمائر بالتفصيل:

أولًا: ضمائر النصب المنفصلة التي تدل على التكلم:

يدل على التكلم من ضمائر النصب المنفصلة الاثني عشر ضميران؛ هما:

(إياي) للمتكلم المفرد بنوعيه: المذكر والمؤنث[9]؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40][10]، ونحو ما رواه مسلمٌ رحِمه الله، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لن ينجيَ أحدًا منكم عملُه))، قال رجل: ولا إياك يا رسول الله؟ قال: ((ولا إياي إلا أن يتغمَّدني الله برحمة، ولكن سددوا)).


(إيانا)[11]، وهو يدل على:

أ- المتكلِّم المعظِّم نفسه؛ نحو قول الملك لرعيَّته: إيانا أتيتم طلبًا للعون؟


ب- أو المتكلِّم ومعه غيره، فهو بذلك يشمل المثنى والجمع بنوعيهما[12]، فمن دلالته على المثنى: قول الأعرابي الذي بال في المسجد: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا تشرك في رحمتك إيانا أحدًا.

ومن دلالته على الجمع: قول الله تعالى: ﴿ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴾ [يونس: 28].

 

ثانيًا: ضمائر النصب المنفصلة التي تدل على الخطاب:

يدل على الخطاب من ضمائر النصب المنفصلة الاثني عشر خمسةُ ضمائر؛ هي:

1- (إياكَ) - بفتح الكاف - للمفرد المذكر المخاطب؛ نحو قوله تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، ونحو قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصاري الذي ضافه في بيته: ((إياك والحلوبَ)).


2- (إياكِ) - بكسر الكاف - للمفردة المخاطبة المؤنثة؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: ((يا عائشة، إياكِ ومحقراتِ الأعمال؛ فإن لها من الله طالبًا)).


3- (إياكما) للمثنى المخاطب بنوعيه المذكر والمؤنث؛ نحو: قول عائشة رضي الله عنها لأبويها: أحمد الله، لا إياكما.


4- (إياكم) لجماعة الذكور المخاطبين؛ نحو قول الله تعالى: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [سبأ: 24].


5- (إياكن)[13] لجماعة الإناث المخاطبات؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم لنساء بني عبدالأشهل: ((إياكن وكفرَ المُنعمين)).

 

ثالثًا: ضمائر النصب المنفصلة التي تدل على الغيبة:

يدل على الغيبة من ضمائر النصب المنفصلة الاثنَي عشر خمسةُ ضمائر[14]؛ هي:

1- (إياه) للمفرد المذكر الغائب؛ نحو قوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ﴾ [التوبة: 114].


2- (إياها) للمفردة المؤنثة الغائبة؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم للرجل الذي كان يؤم أصحابه بـ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]: ((حبُّك إياها أدخلَكَ الجنة)).


3- (إياهما) للمثنى الغائب بنوعيه؛ نحو قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلمينِ يُتوفَّى لهما ثلاثةٌ، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما)).


4- (إياهم) لجمع الذكور الغائبين؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الناس من مسلم يُتوفَّى له ثلاثٌ لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم)).


5- (إياهن)[15] لجمع الإناث الغائبات؛ نحو قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان له ثلاثُ بناتٍ، فصبَر على لأوائهن وضرائهن، أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن)).


وبذكر هذه الضمائر الخمسة ينتهي الحديث عن القسم الأول من قسمَي الضمائر[16]، وهو الضمائر البارزة.



[1] هذا هو القسم الثاني من قسمي الضمائر البارزة، والقسم الأول هو الضمائر البارزة المتصلة، وقد تقدم الكلام عليها بالتفصيل.

[2] وليس من بين الضمائر البارزة المنفصلة ما هو مختص بمحل الجر أصالة.

[3] الغالب على هذه الضمائر أنها تكون في محل رفع مبتدأ، أو فاعلًا، أو نائب فاعل. كما أنها قد تكون أيضًا في محل رفع توكيدًا لفظيًّا لضمير مستتر، وسيأتي الكلام على إعرابها بالتفصيل على مدار أبواب مرفوعات الأسماء، إن شاء الله تعالى.

[4] فالضمير (نحن) يدل على الاثنين المتكلمين، أو الاثنتين المتكلمتين، أو جماعة الذكور المتكلمين، أو جماعة الإناث المتكلمات.

[5] بيان هذا الإشكال وإيضاحه: أن هذه الضمائر الثلاثة - عندما ذكرناها في ضمائر النصب والجر البارزة المتصلة - ذكرنا أنها لا تكون إلا في محل نصب أو جر، ولا تكون في محل رفع أبدًا، ثم أتَيْنا بها نفسها في ضمائر الرفع البارزة المنفصلة، وقلنا: إنها لا تكون إلا في محل رفع فقط، ولا تأتي في محل نصب أو جر، فكيف يجاب عن هذا الإشكال، وهذا التناقض؟

[6] ولم تكن في محل نصب أو جر.

[7] فقد تقدم أن الضمير البارز المنفصل (هما) قد يكون لمذكرين غائبين، وقد يكون لمؤنثتين غائبتين، والمراد هنا أن يكون لمؤنثتين غائبتين.

[8] الغالب في هذه الضمائر: أن تكون منصوبة على أنها مفعول به مقدَّم، وقد تُعرب غير ذلك، ولكن هذا هو الأكثر في إعرابها، وهي كثيرة الاستعمال في أسلوب التحذير، ومن أمثلته: قوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والجلوسَ على الطرقات)) - ((إياكم والظنَّ؛ فإن الظن أكذبُ الحديث)) - ((إياكم والدخولَ على النساء)).

[9] فهو يدل على المتكلم المفرد المذكر، والمتكلمة المفردة المؤنثة.

[10] قال الشنقيطي رحمه الله في (أضواء البيان) 3/337:

وقُدِّم المفعول في قوله: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40] للدلالة على الحصر، وقد تقرر في الأصول في مبحث (مفهوم المخالفة)، وفي المعاني في (مبحث القصر)، أن تقديم المعمول من صيغ الحصر؛ أي: خافونِ وحدي، ولا تخافوا سواي، وهذا الحصر المشار إليه هنا بتقديم المعمول بيَّنه جل وعلا في مواضع أُخَر؛ كقوله: ﴿ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 44]، وقوله: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 39]، وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ [التوبة: 18]، وقوله: ﴿ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175].

[11] والضمير في هاتين الكلمتين (إياي، وإيانا) هو كلمة (إيا) وحدها، أما (الياء، ونا) فهما مجرد أحرف للدلالة على المتكلم بأنواعه: المفرد والمثنى والجمع.

[12] فهو يدل على الاثنين المذكَّرَين المتكلمين، والاثنتين المؤنثتين المتكلمتين، وجماعة الذكور المتكلمين، وجماعة الإناث المتكلمات.

[13] يلاحظ هنا: أن هذه الضمائر الخمسة هي عبارة عن (إيا)، مضافًا إليها كاف المخاطب بأشكالها الخمسة التي ذكرناها في الضمائر البارزة المتصلة التي تختص بمحلي النصب والجر.

والفرق بين الكاف هنا مع الضمير (إيا)، والكاف هناك التي ذكرناها في ضمائر النصب والجر: أن الكاف هنا مجرد أحرف للدلالة على الخطاب، لا محل لها من الإعراب، بينما الكاف هناك ذكرنا أنها ضمير يدل على الخطاب، ويكون في محل نصب أو جر، على التفصيل الذي ذكرناه هناك.

[14] وبذلك يكتمل عدد ضمائر النصب المنفصلة اثني عشر ضميرًا: اثنان للمتكلم، هما (إياي، وإيانا)، وخمسة للمخاطب، هي: (إياكَ، إياكِ، إياكما، إياكم، إياكن)، وخمسة للغائب، هي: (إياه، إياها، إياهما، إياهم، إياهن).

[15] ويلاحظ هنا أيضًا: أن هذه الضمائر الخمسة هي عبارة عن كلمة (إيا)، مضافًا إليها هاء الغيبة بأشكالها الخمسة، التي تقدم ذكرُها في الضمائر البارزة المتصلة التي في محل نصب وجر.

والفرق بين هاء الغيبة هنا مع الضمير (إيا)، والهاء هناك التي ذكرناها في ضمائر النصب والجر: أن الهاء هنا مجرد حرف للدلالة على الغيبة، لا محل له من الإعراب، بينما الهاء هناك ذكرنا أنها ضمير يدل على الغيبة، ويكون في محل نصب أو جر، على التفصيل الذي ذكرناه هناك.

وبهذا الذي ذكرناه هنا، وبما سبق ذكره في ضمائر النصب البارزة المنفصلة الأخرى (ضميري التكلم، وضمائر الخطاب) يعلم أن الضمير هو كلمة (إيا) فقط، وأما ما يلحقها من أحرف فإنما هي للدلالة على التكلم والخطاب والغيبة، والإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث.

[16] وذلك أننا في بداية الحديث عن الضمائر قسمناها إلى قسمين: ضمائر بارزة، وضمائر مستترة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الضمائر "أسلوب القرآن المعجز"
  • وضع الضمائر بين اسم الاستفهام والمستفهم عنه
  • من الضمائر البارزة المتصلة
  • الضمائر المستترة في اللغة العربية
  • حالات إعراب الضمائر: (كاف الخطاب – هاء الغيبة – ياء المتكلم)

مختارات من الشبكة

  • الأسماء المبنية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • منهج المواد الدراسية المنفصلة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الإجازة المنفصلة للزوجين.. هدنة أم إعادة شحن؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • حزب الديمقراطيين المسلمين يدين إلغاء السباحة المنفصلة في هولندا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الصوم وإيقاظ الضمائر(مقالة - ملفات خاصة)
  • إيقاظ الضمائر للتفريق بين الصغائر والكبائر (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كذبة أبريل.. كذبة الضمائر الخربة!(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنواع المعارف في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أين نحن من ضمائرنا؟ وأين هي منا؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وجوب الربط بالواو(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب