• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

وجم الحاضرون (قصة قصيرة)

وجم الحاضرون (قصة قصيرة)
د. أسعد بن أحمد السعود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/5/2017 ميلادي - 11/8/1438 هجري

الزيارات: 4564

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وجمَ الحاضرون

(قصة قصيرة)

 

1- مشادة داخلية:

نَظَر إلى ساعتِه، ثم أَطْلَقَ زفرةً طويلةً تُماثِلُ في حرارتها لَهيبَ الشمس المتَّقِدة في الأجواء كلها، ما كان يُريد بها سوى تأكيد حقِّه وإصراره على عجرفة السائق، وذاك الذي يجلس في الصندوق الخلفي مِن (البيك آب)، والذي لَم يرفع عنه نظره قطُّ طِيلةَ جُلوسِه هناك!

 

• لقد مضتْ ساعة ونصف، فكم بقي مِن الطريق؟

• سنصل بعد قليل، وراء تلك التَّلَّة!

أصبح ظنُّه يقينًا وهو يعني بتلك التلة: ذلك الجبلَ المترامي، فلم يُعِرْ لجواب السائق أيَّ اهتمام، وإنما غاص وسط ضجيج المحرِّك الذي أخذ (يعنّ) أكثر مِن ذي قَبْلُ، كأنه هو الآخر بدأ يَتَذَمَّر مِن الحرارة المُنْبَعِثة مِن داخله، ومِن الشمس المُسَلَّطة عليه مِن الخارج.

 

• ما الأمر؟

• إنها معسرة يا دكتور!

• كم فات عليها؟

• مِن الليلة الماضية.

رغم جَهْلِه بطبيعة تلك المنطقة وجغرافيتها، فإنَّ مثلَ هذه الحالات تستدعي العَجَلة والإسعاف الطارئ، مهما كانت الظروفُ المحيطة.

كان يقينُه يَسبقُه، فالحقيبةُ الجلدية الضخمةُ رفيقتُه منذ زمنٍ جاهزةٌ لِمِثْل هذه الحالات، فهي عيادةٌ متنقِّلةٌ، ويُرافقها الصندوقُ الحديدي المليء بالمعدات والأدوات المكمِّلة.

 

لَم يَسأَلْهُما عن الجهة التي يَقْصدونها، ولا حتى اسم القرية، ولا الزمن الذي يستغرقه قَطْعُ الطريق، وإنما ساقه يقينُه هكذا نحو المهمة بدون تردُّد، لولا ذلك الذي يجلس في الصندوق الخلفي، والمشادة التي جَرَتْ بينهما:

• لا، لا نُريدك أنت، نريد الدكتورة!

• الدكتورة مريضة حامل، وهي في إجازة راحة، والطريقُ يُشكِّل خطورةً عليها.

شعر بهِزةٍ جَلْجَلَت السيارة بمَنْ فيها، أمسك بطرف المِقْعَد مِن تحته، وكأنها قد هَوَتْ بحفرةٍ، الْتَفَتَ إلى السائق بجواره والخجل يَعتَريه، حاول تصحيحَ جلستِه، رفَع جثته عدَّلَ عُودَه على مسند المقعد، رفَع رأسَه محاولةً منه لاستعادة هيبته كدكتور أمام غُرباء لا يَعرِفُهم!

 

• رغب في تعويض ما فاته، أطلق أصواتًا يعرفها القرويون أكثر مِن غيرهم ليلفتَ انتباه السائق، لكنه لم يُفلحْ، وضاعت المحاولة وسط ضجيج المحرِّك ثانيةً، نظَر فجأةً إلى الأمام، فوجد السيارةَ تنهب الأرض نهبًا، سأل نفسه:

• منذ متى زاد السائق مِن السرعة؟

ثم أجاب عن تساؤله:

• لعله قدَّر الحالة، وعرَف برغبتي في الوُصول بأسرع ما يُمكن!

 

2- استباق للتشخيص:

كانت الحقيبةُ (العيادة) ترقد في أمانٍ بين يديه ورجليه، أطال بها نظرَه، وكلُّه يقين أنها تُشاركه قلقَه وتساؤلاته وحتى نفوره.

تذكَّر المهمة التي ترافَقَا مِن أجْلِها في هذه السيارة العجيبة، وراح يُقلِّب الاحتمالات في عسر الولادة، ويُفكر في أصعبها وأخطرها على الجنين وعلى الأم، بأن واحدًا عاد بنظرته الحنون إلى حقيبته (العيادة) واطمئنَّ، لكنه سرعان ما انفضَّ عنه، وتَعَكَّر مزاجه ثانية، فقد فاته أن يسأل أحدَ هذين المتعجرفين: إن كانتْ قد وَلَدَتْ مِن قبلُ أم هي الأولى؟

 

سكت قليلًا وعادتْ له صورة وجبة الغداء التي كانتْ تُعدها زوجته الدكتورة المتعبة بحملِها؛ فأحسَّ بقرقرات الجوع تعصر أمعاءه، وَضَعَ يدَه على بطنه، وتأكَّدَ أنه سيصمد بعضًا مِن الوقت ريثما يصل إلى المكان المنشود.

طغَى صوت المحرك على كل مسامعه، صمَّم على فضِّ هذا الصمت الصاخب بأي كلام، استقام ورَفَع ظهرَه على المسند، وصرَخ في السائق مباشرةً، لكنه فُوجئ في الوقت ذاته بالسيارة تتباطأ في مشيتها، وتنحو إلى جانب الطريق، ثم توقفتْ.

 

بادره السائق بنبرات صوته العالي:

• سينتهي الطريقُ المنتظم المسفلت هنا، بعد قليلٍ سنسير في الطريق الترابي!

 

تلقى الخبر كالصاعقة، وقبل أن يستنكر بادَرَهُ السائق قائلًا:

• مِن الأفضل وَضْعُ هذه (الجلدة) في الصندوق الخلفي؛ حتى تكونَ في راحةٍ تامة، ولا تؤذيك يا دكتور؟

 

3- مُصالَحة مفترضة:

سَرَتْ في نفسه طمأنينة عندما خاطبه السائقُ يا دكتور، نَظَر إلى رفيقته مترددًا محتارًا بصفتها الجديدة (الجلدة)، ابتسم وهَنَّأَهَا بالاسم الجديد، لكن الرجل الثاني كان سريعًا يفهم إشارة السائق فكان حاضرًا، فَتَح الباب وتناوَل (الجلدة، العيادة) بكلتا يديه، وضَمَّها إلى صدره، وذهب بها إلى حيث كان يجلس، وكأنه لم يَفْعَلْ شيئًا.

 

بدأت السيارةُ تقرض الطريق قرضًا؛ تارةً مرتفعة، وأخرى منخفضةً، حاول أن يُمسكَ بأيِّ شيء يتثبت به، فلم يجد القوة لذلك، بل وَجَدَ نفسَه كتلةً خامدةً مُستسلمةً، وكأنه في سيرك لا إرادة له به.

 

عادتْ إليه صورة الولادة، وفطن إلى احتمالات نهاياتها ونتائجها، حاول أن يُلَمْلِم بعضًا مِن أجزائها، لكنه تَوَقَّفَ عند أحد احتمالين لا مفرَّ مِن حدوثهما: موت الأم والجنين، أو الولادة بموت الجنين، هزَّ رأسه مع اهتزاز السيارة، مؤكدًا قناعته الطبيَّة العلميَّة كما مَرَّتْ معه في حالات سابقة: أن الفاجعة قد حدثتْ وانتهى كل شيء، وزاد على ذلك أنه لو كانت الدكتورةُ زوجته تأخُذ مكانه هنا، لكانتْ حدثت الفاجعتان معًا، ولم يُفكِّر ولم يحسب لأهل القرية التي يقصدها أي حساب فسيتفاجؤون به، كيف وهم في انتظار دكتور (حُرْمة)، وإذا الذي أمامهم رجل؟! كيف سيتقبلون أمرًا فُرِضَ عليهم؟ سيتعرض لمشادة واستنكار لا محالة، كان أول مشعلها هذين المرافقين؛ السائق وجالس الصندوق ذاك!

 

تذكَّره ونظر إليه، وتذكر الحقيبة (العيادة) ومرافقها الصندوق الحديدي، وتخيلهما أسيرين لديه مِن خلال النافذة الخلقية، فلم يطمئن عليها حيث كانتْ تتقافَز مع قفزات السيارة، أصابه القلقُ أكثر عندما رأى براميل وعبوات بلاستيكية كلها تتشارك في حفلة قفز جماعية، فلم يمهل نفسه إذ بادر السائق سائلًا:

• ما هذه البراميل والعبوات البلاستيكية؟

• بترول!

• بترول! ولم البترول؟ ولم كل هذه الكمية؟

• وصايات الأهالي لمولودات الكهرباء، ولمن لديه جرار حراثة!

وتابع...

• كما ترى القرية بعيدة ومعزولة.

 

لم يُعقِّب الدكتور، وساد صمت وسكون وزاد قلقه الشديد، فقد أخذت قفزات السيارة تزداد بشكلٍ غير عادي، والسائقُ خلف المقود يتفاخر بحركات يديه، مرة يديره يمينًا وأخرى يسارًا، رافعًا رأسه كأنه طائر صقر يجمع كل حواسه في عينية المركزتين على فريسة شهية يَتَهَيَّأ للانقضاض عليها، ولم يخبْ تصور الدكتور في السائق، وما هي إلا برهة، فإذا به يلتفت إليه فجأة، ويصرخ في وسط عنين محرك سيارته المستمر:

• لم يَجْرُؤ أحد على منافستي في هذا الطريق، في الشهر مرتان أملأ البراميل بالبترول، وأعود للقرية، لكن مركز المستوصف بعيد جدًّا عن محطة البترول.

 

أجابه الدكتور مداعبًا ومُنفِّسًا عن نفسه:

• ها، ها، سأكون منافسك الجديد سأسبقك منذ اليوم!

• أنت تُمازحني يا دكتور، لا تستطيع أبدًا منافستي.

• سترى.

• زلزال محلِّيّ.

 

صمت الدكتور وعضَّ على شفته السُّفلى، وكتم غيظًا وأسى في آنٍ واحد، عادتْ وساوسه إليه بنهاية قاسية لمهمته هذه، بل هي نتيجة لا بد مِن حُدوثها، خاصة في وجود هذا الطريق الذي يتلوّى بين كُتَل الصخور الناتئة المتدلية على بطن الوادي السحيق، يحبس صورة النتيجة والنهاية بين أضلعه، فلا يستطيع أن يُظهِرَهما لمرافقيه؛ إما غيظًا أو خجلًا أو...! ولَم تُسعِفْهُ السيارة ولا الطريق بتكملة تخيلاته إذ عصفتْ بهم رجة عنيفة مفاجئة، أطاحتْ بالسيارة جانبًا بصدمة؛ كأنَّ الأرض زُلْزِلَتْ من تحتها!

 

خيَّم الصمت المذهل، ولم يعرفْ أي منهم ما جرى للآخر، لم تحطْ عيونهم على أي شيءٍ سوى البحث بسرعة عن بعضهم، تلاقتْ عيونُه بعيون السائق الجامد في مكانه، ولا حراك لأيٍّ منهما، انفجرتْ أسارير السائق، وأطْلَقَ ضحكةَ هزلٍ واستخفاف، وهو يُشير بإصبعه إلى الخلف، الْتَفَتَ الدكتور حيث يُشير السائق بإصبعه، فأصابَتْهُ الصدمة الثانية، وكانت أشدَّ من الأولى.

عمَّت الفَوضَى بكلِّ ما في الصندوق، وكل شيء انْقلب على بعضه، والمُرافِقُ الجالس فيه لا أثر له.

 

قفز السائق قفزة مذهلة من السيارة، واختفى هو الآخر، وما هي إلا ثوانٍ حتى سمعه يصرخ به بشكل جنوني: لا تفتح بابك يا دكتور، انزلْ مِن بابي، لا تَخَفْ هيا بسرعة بسرعة!

كان الرجل جليس الصندوق ممددًا على الأرض على بُعد بضعه أمتار من السيارة، رَكَضَا إليه، تَفَحَّصَهُ الدكتور فلم يلاحظْ به شيئًا، حاوَلَ تحريكه ورفع رأسه، ناداه صاحبُه عدة مرات، فتح عينيه ثم حرك رأسه ثم يديه، سأله الدكتور: إن كان يشعر بشيء؟ فأطلق ضحكة خفيفة.

 

• لا لا، ليس بي شيء، أنا خائف، لقد قفزتُ من السيارة لَمَّا رأيتُها تنحرف نحو الوادي، وهو يشير إلى السيارة.

ساعداه على النهوض، وعاد الثلاثة نحو السيارة، لم يكنْ حالُها إلا مِن حال كل شيء فيها، حقيبة العيادة، وصندوقُ المعدات الطبية يَغرقان في البترول، وبعضٌ مِن محتوياتها قد ضاق بها الحال كذلك، فآثرا الخروج والمشاركة في الكارثة الماحقة المخيفة، وأما السيارة ذاتها فكانتْ مُتكئة على نتوء صخرة بينها وبين الانزلاق قيد ثقل شعرة! انهار الدكتور مما رأى وما أصاب عيادته المتنقلة وقوارير الأدوية ومعداته الطبية، جلس على الأرض جامدًا خائفًا مَرعوبًا، لا تَصْدُر منه حركة، وربما غاب عن الوعي هو الآخر!

 

لم يشعر الدكتور بالوقت الذي مضى إلا وصاحباه يناديانه:

• هيا يا دكتور، هيا نُتابع، لقد تأخَّرْنا كثيرًا، وغروب الشمس أدْرَكَنا!

 

رفَع رأسه، ونظر إليهما ساخرًا وسألهما:

• تأخرنا على ماذا؟ وإلى أين نذهب؟ وهل من فائدة لِوُجودي معكما؟ اذْهَبَا لوحدكما سأبقى هنا ريثما تأتي سيارة تعود بي إلى المركز.

 

4- أَطْلَقَ الاثنان ضحكة سخرية:

• الرجعة مستحيلة يا دكتور، ثم إن السيارة ما زالتْ قويةً، انظر إليها لم يُصِبْها شيء! ركَّز نظره على السيارة وهي مفتوحة البابين، تخيَّلَها طائرةً جاثمةً في وسط الطريق العتيد تستعد للإقلاع والطيران.

 

أطلق ضحكةً ولا يدري أهي للسيارة أم لنفسه أم لصاحبيه؟

عادت السيارة العتيدة إلى قفزاتها، لكن خَفَّتْ كثيرًا عما عهده منها، سيما وقد شاركه الرجل الثاني مقعده إلى جانبه!

لَم يَعُدْ يقدر على حصر أيِّ مَصير؛ سواء لنفسه أم لتلك الأم المعسرة أم لجنينها، أم للسيارة، أم لمعداته وعقاقيره الطبية، ونسي زوجته وحالها تمامًا!

 

5- انفراج شامل:

هربت الشمسُ واختبأتْ وراء المرتفعات، لاحتْ له أسرابٌ مِن الطيور الهاربة في أُفُق السماء، انتعش قليلًا، وأحس بخيوطٍ مِن الحياة تنساب وتتلوى على صدر ذاك الجبل المتراكم بلا انتظام، اقتربت الطمأنينة مِن قلبه عندما تهادت السيارةُ وتوقفتْ بجانب حوض ماء يتساقط من بين الصخور الصماء، دعاه السائقُ ومرافقه إلى الاغتسال والشرب، وكأنهما يقرأان مكنونَه، فقد كان الماء باردًا عذبًا رقراقًا، انظرْ يا دكتور هذا الماء وذلك النجم المتلألئ هما مدخلان لقريتنا!

 

لم يُعقِّبْ بشيءٍ، وظل صامتًا مذهولًا لم يُصَدِّقْهما، ونباح الكلاب أخذ يعلو أكثر مِن قبلُ، تلَقَّاهم حشد الأطفال يتراكضون حولهم، كثُرتْ واختلطت الأصواتُ مع بعضها، انهارت السيارةُ وتوقفتْ من تعبِها، والرجالُ والنساء خرجوا يستقبلون ويُبَشِّرون مُهللين: لقد وَلَدَتْ، ولدتْ أم راشد سالمة غانمة!

 

نسي الدكتور كلَّ ما لاقاه مِن الطريق وأهواله، وذهب كلُّ خوفٍ ورعب، وقد سمح له أبو راشد بالاطمئنان على أُمِّ راشد وولدها بحضور (داية القرية) ونساء أُخرَيات.

راح يَشْرَح لجميع أهل القرية بالرِّواق الكبير أسبابَ عُسر الولادة، وصعوبةَ الطريق معًا، اختلطت الجُمَل والكلمات ببعضها، تارةً يتكلم باندهاشٍ عن الولادة، وباندهاشٍ أكثر عن وُصوله سالمًا.

 

كان المولودُ كبيرَ الحجم، وخروجُه بهذه الحالة أمرًا محيرًا، حاول مساواةَ الأسباب والنتائج في كلتا الحالتين، لكن أحدًا على ما يبدو لم يفهمْ منه ما يقول! ووسط ضجيج صوته المُتهدِّج دَخَلَتْ عليهم فجأةً امرأةٌ تصيح: أين أنت يا أبو سليم؟ تعالَ ساعدني لقد أتعبتني (المالحة) من الصباح؟!

 

وَجَمَ الحاضرون جميعًا، وسادهم صمتٌ وترقُّب؛ إنها بقرة أم سليم الغالية معسرة هي الأخرى في ولادتها الأولى، اتجهتْ عيونُهم جميعًا نحو الدكتور، وكأنهم اتَّخَذوا قرارًا ما!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دموع رحيل ذهبية (قصة قصيرة)
  • اللحظة الحاسمة (قصة قصيرة)
  • بجوار السور (قصة قصيرة)
  • الرقابة (قصة قصيرة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: وتحبون المال حبا جما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة يوسف: دروس وعبر (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعريف القصة لغة واصطلاحا(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الابتلاء بالعطاء في ظلال سورة الكهف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصص فيها عبرة وعظة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص لخصائص القصة الشعرية إلى عصر الدول المتتابعة(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • مزاعم بناء اللغة على التوهم (2)(مقالة - موقع العلامة محمد بهجة الأثري)
  • بيضة الديك.. والديك الوديك(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خصائص القصة الشعرية في النصف الأول من القرن التاسع عشر(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • فوائد القصص في المجال الإعلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب