• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

جوانب من الأبعاد الصورية للنحو العربي

جوانب من الأبعاد الصورية للنحو العربي
هند نجاري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/5/2017 ميلادي - 6/8/1438 هجري

الزيارات: 9911

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جوانب من الأبعاد الصورية للنحو العربي

 

ونحن نتناول جانبَ الأبعاد الصُّورية في النَّحوِ العربيِّ بالدراسة، نكون حينئذٍ بصددِ الحديث عن المنطق وعَلاقته باللغة، فالمنطق يبحَثُ في الفِكر، والفكر يتمُّ بواسطة اللغة؛ لذلك فالمنطق يبحث في لغة الفكر أيضًا.

وأستحضرُ هنا قول الدكتور محمد السرياقوسي:

"فجميع العمليات الفِكريَّة - مهما كانت درجة تعقيدها - تُمارَس بواسطة اللغة، التي تقوم أيضًا بالتعبير عن نتائج ذلك الفكر، ولا يمكنُ أن تُطبَّق مبادئ التفكير الصحيح لنقدِ ذلك النتاج وتقويمه إلا باستخدام اللغة، وبذلك تكون اللغةُ وسيلةً كليَّةً للفكر، لا يمكِن أن تُنكَر، يستطيع العقل بفضلها وبفضلِ ألفاظها أن ينتقلَ مِن التفكيرِ المحسوس إلى التفكير المجرَّدِ، ويجب على المنطقِ أن يقوم بتحليل تلك الألفاظِ، حتى يستطيع أن يضع القواعد التي ينبغي اتِّباعُها في التعبير؛ ليكونَ الفكر صحيحًا في شكله وفي موضوعه، وهنا يتَّصِلُ المنطق بالنحو؛ لأن النحو هو الآخر يبحثُ في اللغة المعبِّرة عن الفكر ويضع قواعدَ لها"[1].

 

لذا؛ فنحن عندما نتحدَّثُ عن الأبعاد الصُّورية في عَلاقتها بالنحو نكونُ قد تحدَّثنا عن البحثِ في خصائص اللغة، والتصنيفات المنطقيَّة الناتجة عن تقسيم النحو إلى تصوُّرات ومقولات، ومِن ثمة نكونُ أمام أبحاثٍ لُغَوية ومنطقية في الوقت نفسه.

 

ولعلَّنا لا نختلفُ في كون كلِّ الأنحاءِ قد اعتَمَدت على مجموعةٍ من الأسس لتصنيف قواعدها، والنحو العربيُّ ليس بِدْعًا من ذلك، فالبُعْد التصنيفيُّ للمقولات أو الألفاظ في النحو العربي قائمٌ بالأساس على المعرَبات والمبنيَّات.

 

فالمعرب هو: "ما اختلف آخرُه باختلافِ العوامل، لفظًا أو محلًّا، بحركةٍ أو حرفٍ، فاختلافه لفظًا بحركة في كل ما كان حرفُ إعرابه صحيحًا أو جاريًا مَجْراه؛ كقولك: (جاء الرجلُ)، و(رأيتُ الرجلَ) و(مررتُ بالرجلِ)"[2].

• فالكلمات المعرَبةُ هي التي تتغيَّر بسبب دخول العوامل التي تُؤثِّر فيها رفعًا أو نصبًا أو جرًّا أو جزمًا.

 

• أما المبنيُّ، فيقول العُكْبَرِيُّ: "أما معنى البناء، فهو الثبوت واللزوم كبناءِ الحائط، وحدُّه في النحو: لزوم آخر الكلمة سكونًا أو حركةً، وإن شئت قلت: هو ألّا يختلفَ آخِرُ الكلمة لاختلافِ العامل فيها"[3].

 

• وأجمع النَّحْويون على أصلٍ لم يختلفوا حوله، وهو أن الأصلَ في الأسماء الإعرابُ، والأصل في الأفعال والحروف البناءُ؛ ليُصبِح على مستوى التجريد: كل مبنيٍّ هو عامل، وكل معرَبٍ هو معمول.

 

ولكن أثناء الممارسة النَّحْوية وجد النَّحْويون من الأسماء ما جاء مبنيًّا، ومن الأفعال ما جاء معربًا، فاحتيج إلى تعليلٍ؛ لأنها خرجت عن أصلِها.

 

يقول العكبريُّ: "والحروف كلها مبنيَّةٌ، وكذلك الأصل في الأفعال، ولا يفتقر ذلك إلى علَّةٍ؛ لأن الكلمة موضوعةٌ عليه، وإنما يُعلَّل الإعراب؛ لأنه زائدٌ على الكلمة، ولَمَّا كان الأصل في الأسماء أن تُعرَب... احتيج إلى تعليلِ ما بُني منها، ولَمَّا كان الأصلُ في كلِّ مبنيٍّ السكون، احتيج إلى تعليلِ ما حُرِّك منه، وإلى تعليل تعيين الحركة دون غيرها"[4].

 

عندما نقول: إن مقولة المعربات والمبنيَّات هي تصنيفٌ للألفاظ، نكون إذًا أمام التصنيف اللفظيِّ أساسًا، ويتحوَّل هذا التصنيفُ إلى تجريديٍّ، فيصبح المعرب ما له محلٌّ، ويصبح المبنيُّ ما لا محلَّ له على مستوى التجريد.

إذًا؛ يجب التمييز بين مستويين:

• المستوى التجريديُّ: ونكون أمام المبنيَّات التي لا محلَّ لها، والمعربات التي لها محلٌّ.

• المستوى اللفظيُّ: ونكون أمام مُعرَبات أصول، ومبنيَّات أصول، ومعربات فروع، ومبنيَّات فروع.

فالجانب التجريديُّ يهتمُّ بما هو نظريٌّ، والجانب اللفظيُّ يهتمُّ بما هو قاعديٌّ.

 

لذلك؛ إن نظرنا إلى الأسماء والأفعال والحروف من الزاوية اللفظية، فسنقول: إن الأصل في الأفعال والحروف البناء، وما جاء معربًا فلشبهِه بالاسم، أما الحروف، فجاءت كلها مبنيَّةً على أصلها، وما جاء على أصله لا يُسأَل عن علَّتِه، ثم ما جاء مبنيًّا من الأسماء فذلك لشبهِها بالحروف، أو تضمُّنِها معنى الحروف، أو وقوعها موقع الفعل المبنيِّ.

 

وبالرغم من كون الفعل المضارع جاء معربًا على مستوى اللفظ، فإنه لا وظيفة نَحْويَّة له؛ أي: إن الفعلَ المضارع وإن كان معربًا، فإعرابه لفظيٌّ فقط، فلا يرقى لأن يكون معربًا أصالةً، فالمعربات أصالةً هي التي لها وظائفُ نَحْوية، أما الفعل المضارع، فيظلُّ على مستوى التجريد لا محلَّ له، ولا وظيفة له كسائر العوامل (الأفعال والحروف).

 

يقول العُكْبريُّ: "الأصل في الفعل البناء؛ لأن الإعراب دخل للفصلِ بين الفاعل والمفعول، وليس في الفعل فاعل ولا مفعول، فصار كالحرف"[5].

ووجدت نصًّا لابن الحاجب يقول فيه: "... قوله: (مبني الأصل)، هذا أيضًا من ذاك؛ لأنه اصطلاح مجدَّد منه، مراد به الحرف والفعل الماضي والأمر، على ما فسّره في الشرح، وإن أخذنا لفظ المبني الأصل على ما يقتضيه اللفظ من المعنى المشهور، دخل فيه مطلق الأفعال وإن كانت مضارعة؛ إذ أصلُ جميعِ الأفعال البناءُ، على ما ذهب إليه البصرية...، بلى إن اختار مذهب الكوفيِّين في كون المضارع أصيلًا في الإعراب كالاسم لتوارد المعاني عليه، كما يجيء في بابه، لم يَرِدْ عليه ما ذكرنا، ولا يَرِدُ على تفسيره المبنيّ الأصل بالحرف والماضي والأمر المصدر في نحو: أعجبني ضربُ زيدٍ عمرًا أمسِ؛ وذلك بأن يقال: المصدر ههنا يشبه الماضيَ لتقديره به، مع أن ضرب يعملُ، فهو مشابهٌ للماضي مع أنه معربٌ؛ لأن مشابهةَ المصدر لمطلق الفعل سببُ عمله، لا مشابهته للماضي، بدليلِ أنه يعمل، وإن كان بمعنى الحال والاستقبال"[6].

 

فابن الحاجب عقد مقارنةً ذكية هنا؛ فالفعل المضارع الأصلُ فيه أن يكون مبنيًّا، وحتى إن تواردت عليه المعاني، فهو قد يشبه الأسماء من هذا الجانب؛ لكنه لا يصل إلى درجة الإعراب أصالةً كما الأسماء، فقد شابهها في جزءٍ، فلو قلنا: إن الإعراب فيه أصيلٌ، لأدرجناه في خانة المعرَبات، ومنحناه وظيفةً نَحْويَّة، وذلك غير واردٍ، تمامًا كمشابهة المصدر لمطلق الفعل، فمشابهته للفعل الماضي لم تُخرِجه من المعربات إلى المبنيَّات؛ بل ظلَّ معربًا، ولكنه يعمل في الماضي وفي الحال وفي المستقبل.

 

وفي المقابل كلُّ الأسماء في البناء النظريِّ النَّحْويِّ تقعُ في محلَّاتٍ، حتى وإن جاءت مبنيةً، فالأصل أنها تقع في محلٍّ، ولها وظيفةٌ نَحْويَّة.

 

فبعض الجُمَل التي نقول عنها: إن لها محلًّا من الإعراب، نُرجِعُها دائمًا إلى المفردات، فنقول: إما أنها تقع موقع المفرد، أو تُؤوَّل بمفرد، والمفردات يحتلُّها الاسم.

 

لذلك؛ يمكِنُ أن نخلصَ إلى أن الأصل في الأفعال والحروف أن لا محلَّ لها، والأصل في الأسماء أن لها محلًّا، واللامحل يمنح المحلَّات.

إذًا؛ يمكِنُنا القول: إن مقولة تصنيف الألفاظ قائمةٌ على مفهومين: مفهومِ الاسميَّة، ومفهومِ الفعليَّة، فالألفاظ التي تتَّصِف بالاسمية يكون فيها البناء فرعيًّا، والألفاظ التي تتَّصف بالفعلية يكون فيها الإعراب فرعيًّا، فالأصالةُ الإعرابية هي للأسماءِ، والأصالة من حيث البناءُ هي للأفعال والحروف.

 

وقد تم تصنيفُ الأسماءِ بحسَب درجاتِ التمكُّن، وذلك ما أشار إليه سِيبَوَيْهِ في تعريفه للاسم بأنه رجل وفرس وحائط، وهذه الأسماء تُشكِّل أعلى درجات التمكُّن في الاسمية؛ حيث إنها تقبَلُ الحركاتِ الإعرابيةَ من رفع ونصب وجرٍّ، وتقبل التنوين أيضًا، فالإعراب + التنوين يساوي أعلى درجات الاسمية.

 

يقول سيبويهِ: "فالرفع والجر والنصب والجزم لحروفِ الإعراب، وحروفُ الإعراب للأسماء المتمكِّنة وللأفعال المضارعة لأسماء الفاعلين"[7].

وحين بحثتُ عن المقصود بحروف الإعراب وجدتُ ابنَ يعيشَ يقول: "فإن قيل: (قد اشترطتم في الاسم المعربِ بالحركات أن يكون حرفُ إعرابِه صحيحًا، فما تَعْنُون بحرف الإعراب؟)، فالجواب: أن المراد بقولنا: (حرف الإعراب) محلُّ الإعراب، وهو من كل معربٍ آخرُه؛ نحو الدال من (زيد)، والباء من (يضربُ)، وعلى هذا لا يكون للمبنيِّ حرفُ إعرابٍ؛ لأنه لا إعرابَ فيه، وربما سُمِّي آخرُ الكلمة مطلقًا حرفَ إعراب، سواء كانت معربة، أو لم تكن معربةً، فعلى هذا حرف الإعراب من (ضربَ) الباءُ، على معنى أنه لو أعرب، أو كان مما يعرب، لكان محلَّ الإعراب"[8].

 

هذا يعني أن المقصود بحروف الإعراب هي أواخرُ الكلمات التي تظهر عليها الحركات الإعرابية إما ظهورًا واضحًا أو مقدَّرًا لنُبُوِّ حرف الإعراب عن تحمُّل الحركات.

ثم يقول سيبويه في موضع آخر: "واعلَمْ أن بعض الكلام أثقلُ من بعض، فالأفعال أثقلُ مِن الأسماء؛ لأن الأسماء هي الأولى، وهي أشدُّ تمكُّنًا، فمِن ثَمَّ لم يَلْحَقها تنوينٌ، ولحِقَها الجزم والسكون"[9].

 

إن قول سيبويه: "هي أشدُّ تمكُّنًا" أي الأسماء، هو تصريحٌ ضمنيٌّ لكون الأسماء متمكِّنةً دائمًا على مستوى المحلَّات، في حين أن الأفعال ليست كذلك، حتى وإن كانت معربة أو تامَّة متصرِّفة.

 

لذلك؛ فالقسم الأوَّل من الأسماء هو ما يقبَلُ الحركاتِ الإعرابيةَ بالإضافة إلى التنوين، سواء كان دخولها عليها لفظًا أو تقديرًا، فهذا الضرب من الأسماء هو ما سُمِّي بالمتمكِّن الأَمْكَنِ، والتمكُّن يُقصَد به رسوخ القدم في الاسمية، وهو أكثر تمكُّنًا من غيره؛ لذلك قلنا: إنه أمكن؛ لأنه لم يشبِهِ الحرفَ فيُبنَى، ولم يُشبِهِ الفعل فيسقط عنه الجرُّ والتنوين.

 

والقسم الثاني من الأسماء هو غير المنصرف، ويُسمَّى "المتمكِّن غير الأمكن"؛ أي: إنها متمكِّنة من الرفع والنصب، ولكنها غيرُ متمكنة من الجرِّ والتنوين؛ لأنها شابهت الفعلَ من وجهين، فالفعل أُسقط عنه التنوين لأنه ثقيل، والتنوينُ دليلٌ على الخفَّة؛ لذلك أُلحق بالأسماء.

 

• والأفعال أثقل من الأسماء لوجهين:

"أحدهما: أن الاسم أكثر من الفعل، من حيث إن كلَّ فعل لا بد له من فاعل اسم يكون معه، وقد يستغنِي الاسمُ عن الفعل، وإذا ثبت أنه أكثر في الكلام، كان أكثرَ استعمالًا، وإذا كثر استعماله، خفَّ على الألسنة لكثرة تداوله...

 

الوجه الثاني: أن الفعل يقتضي فاعلًا ومفعولًا، فصار كالمركَّب منهما؛ إذ لا يستغني عنهما، والاسم لا يقتضي شيئًا من ذلك؛ إذ هو سمةٌ على المسمَّى لا غيرُ، فهو مفردٌ، والمفرد أخفُّ من المركَّب...

والشيء إذا أشبه الشيءَ أُعطِي حكمًا من أحكامه على حسَب قوَّة الشَّبَه...، فإذا اجتمع في الاسم علَّتانِ فرعيَّتانِ من العلل التِّسع، أو علةٌ واحدة مكرَّرة، فإنه يشبه الفعل من وجهينِ، ويسري عليه ثقل الفعل، فحينئذٍ مُنِع الصرف، فلم يدخله جرٌّ ولا تنوين"[10].

 

والأسباب التي تمنع الصرف تسعةٌ: (العَلَمية، والتأنيث، ووزن الفعل، والوصف، والعَدْل، والجمع، والتركيب، والعُجْمة، والألف والنون الزائدتان).

 

أما القسم الثالث من الأسماء، فهي غير المتمكِّنة، وهي الأسماء المبنيَّة التي لا تدخلها الحركات الإعرابيةُ الثلاث، ولا يدخلها التنوين، فالمبنيُّ من الأسماء هو الذي خرج من التمكُّن إلى شبه الحروف أو الأفعال.

يقول ابنُ يعيش: "والأسبابُ الموجِبة لبناء الاسم ثلاثةٌ: تضمُّن معنى الحرف، ومشابهةُ الحرف، والوقوع موقع الفعل المبنيِّ، فكل مبنيٍّ من الأسماء فإنما سببُ بنائه ما ذكر"[11].

 

إن هذه الدرجات من تمكُّن الاسم هي على مستوى اللفظ فقط، أما على مستوى المحلَّات فهي متمكِّنة، فكل الأسماء (المتمكِّن الأمكن، والمتمكن غير الأمكن، وغير المتمكن) لها محل:

فالمتمكن الأمكن هو متمكِّنٌ لفظًا ومحلًّا.

والمتمكِّن غير الأمكن هو غير متمكنٍ لفظًا، متمكِّن محلًّا.

وغير المتمكِّن هو غير متمكِّنٍ لفظًا، ومتمكِّنٌ محلًّا.

 

فالأفعال سواء أكانت مبنيةً أم معربة، فهي لا محلَّ لها على مستوى التجريد، والأسماء سواء أكانت معربة أم مبنية، فهي لها محلٌّ على مستوى التجريد.

يقول ابن يعيش: "فقوله: (وسببُ بنائه مناسبتُه ما لا تمكُّنَ له بوجه قريب أو بعيد) يريد مناسبة الحرف أو فعل الأمر، فإنه لا تمكُّن لهما بوجه، بخلاف الأسماء المبنيَّة، فإن لها تمكُّنًا في الأصل"[12].

 

هذا القول يَدُلُّ على أن الأسماء وإن جاءت مبنيَّة، فإنها في أصلها متمكِّنةٌ، ومحافظة على محلِّها من الإعراب، فنحن إن قلنا: (جاء هؤلاء) أعربنا هؤلاء في محل رفعٍ فاعلًا، فهي وإن كانت مبنية فإنها مُنِحَت وظيفة نَحْوية.

 

أما بخصوص الفعلية، فكل ما فيه رائحةُ الفعل هو عامل، وهو من الناحية التجريدية لا محلَّ له، والفعل له مجموعة من الصفات، ويمكن القول: إن رأس الفعلية هو الفعل المتصرِّف التامُّ، وهو يمثِّل أعلى درجات الفعلية، فهو كامل التعريف يتصرَّف في الأزمنة الثلاثة، وله مصدر، ويرفع فاعلًا، ويتحكّم في معمولاته، والفاعل هو أولُ مرفوع يرفعه هذا الفعل، ومِن ثم فهو على رأس المعمولات.

 

الجملة في النحو العربيِّ تبدأ من اليمينِ إلى اليسار، ويترأَّسُها العامل على اليمين، ويتصرف في معمولاته؛ حيث يمنحها الحركات الإعرابية.

من حيث المحلاتُ إذا وجدنا مرفوعًا قبل الفعل، فهو غير تابعٍ للجملة الفعلية، فلو ظلَّ الفاعل فاعلًا بعد تغيير موقعه، لم تكن هناك حاجةٌ للابتداء، فبمجرد انتقالِ الفاعل إلى الموقع الذي يوجد قبل الفعل، فهو قد انتقل لفظًا ومحلًّا؛ أي: لم يترُكْ أيَّ أثر له بعد الفعل؛ حيث يمكن أن يحتلَّ موقعَه لفظٌ آخر، وبانتقال الفاعل لفظًا ومحلًّا قبل الفعل تغيَّرت بالضرورة وظيفتُه، ومن ثمة تغير العامل؛ إذ أصبح العامل فيه هو الابتداء، وتحوّل المرفوع من فاعل إلى مبتدأ.

 

نقول مثلًا: زيدٌ ألَّف (هو) القصةَ، فزيدٌ هنا تقدَّم لفظًا ومحلًّا، وجاز أن يحلَّ محلَّه الفاعل الذي هو ضمير مستتر تقديره (هو).

والمنصوب مثلًا حين يتقدَّم فهو يتقدَّم لفظًا فقط، ويبقى تجريديًّا محافظًا على محله بعد المرفوع، لا يشغَلُه شيء آخر، فالمفعول لا يمكن أن يتقدَّم لفظًا ومحلًّا؛ لأنه إن تقدَّم محلًّا، يجب تغيير وظيفته، ثم إنه لا يوجد أيُّ عامل آخرَ غير الفعل يعمل النصب، فالحروف هي اختصار للأفعال، والمشتقّات تعمل عمل الفعل، وهي فروع عنه في العمل، أما الابتداء، فهو يعمل الرفع فقط.

 

إذًا؛ فالفعل التامُّ المتصرِّف - كما سبق ذكره - يتصرَّف في الأزمنة الثلاثة، وله فاعل ومصدر، لذلك له مجموعة من الامتيازات كالتحكم في ترتيب معمولاته.

أما الفعل الناقص، فهو الذي لا يرفع فاعلًا، والفعل الجامد لا يتصرّف في معمولاته، أما الحرف، فيعمل وَفْقَ مقولة الاختصاص.

 

فالفعل يتصرَّف في معمولاته بمقدار تصرُّفه في نفسه، فلما كان الفعل متصرفًا كانت له حرية أكبر في العمل، نجد ذلك في الأفعال الجامدة (نِعْمَ وبِئْسَ) في قولنا: (نِعْمَ الولدُ زيدٌ)، تقديرها (زيدٌ نِعْمَ الولد)، فالأفعال الجامدة عملها ثابتٌ لا يقع تقديم وتأخير في معمولاتها، عكس ما هو موجود في الأفعال المتصرِّفة، التي يمكِنُ تقديم معمولاتها عليها كالمفعول به مثلًا.

 

ويمكِنُ إجمال ما ذكر في قولنا:

إن غير المتمكن من المحلِّ هو ما يندرج تحته العامل، سواء أكان لفظيًّا (الفعل وما يقوم مقامه)، أم معنويًّا (الابتداء وموقع الاسم)، أما المتمكِّن من المحل، فيندرج تحته المعربات، والممنوع من الصرف، والمبنيّات من الأسماء.

 

وخير ما أختِمُ به هو ما ذهب إليه أبو سليمان السجستانيُّ من أن النحو منطقٌ عربيٌّ، والمنطق نحوٌ عقليٌّ، وجلُّ نظرِ المنطقيِّ في المعاني، وإن كان لا يجوزُ له الإخلال بالألفاظ التي هي كالحُلَل والمعارض، وجلُّ نظرِ النَّحْويِّ في الألفاظ، وإن كان لا يسوغ له الإخلال بالمعاني التي هي كالحقائق والجواهر[13].



[1] محمد السرياقوسي، التعريف بالمنطق الصوري، سلسلة التعريف بالمنطق ومناهج العلوم (1)، دار الثقافة، 1980، القاهرة، ص18 - 19.

[2] موفق الدين بن يعيش؛ شرح المفصل للزمخشري، قدم له د. إميل بديع يعقوب، دار الكتب العلمية، لبنان، 2001، ط1، الجزء الأول، ص: 150.

[3] أبو البقاء العكبري، اللباب في علل البناء والإعراب، تحقيق غازي مختار طليمات، دار الفكر المعاصر، بيروت لبنان، دار الفكر دمشق سورية، 1995، ط1، ج1، ص: 74.

[4] أبو البقاء العكبري، اللباب في علل البناء والإعراب، ج1، ص:74.

[5] المصدر نفسه، ص: 15.

[6] ابن الحاجب، كتاب الكافية في النحو، شرحه رضي الدين الاستراباذي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط3، 1982، ص17،16.

[7] أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر (سيبويه)، الكتاب، تحقيق عبدالسلام هارون، عالم الكتب، ط3، 1983، ج1، ص: 13.

[8] ابن يعيش، شرح المفصل للزمخشري، ج1، ص 151، 152.

[9] سيبويه، الكتاب، ص20، 21.

[10] ابن يعيش، شرح المفصل للزمخشري، ج1، ص166،165، (بتصرف).

[11] ابن يعيش، شرح المفصل للزمخشري، ج2، ص286.

[12] المصدر السابق، ص: 287.

[13] أبو حيان التوحيدي، المقابسات، تحقيق محمد توفيق حسين، كلية الآداب جامعة بغداد، 1970، المقابسة 22، ص121.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تمثلات صورية للنحو العربي
  • نظرة صورية للنحو العربي
  • هل الصور كالتماثيل؟
  • الحلول الشرعية والعملية للوقاية من النظر إلى الصور المحرمة

مختارات من الشبكة

  • جوانب بناء الشخصية الإسلامية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب الارتباط بين الإسلام وقضايا التنمية: البعد الإداري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب الارتباط بين الإسلام وقضايا التنمية: البعد الصحي والاقتصادي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب الارتباط بين الإسلام وقضايا التنمية: البعد التعليمي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب الارتباط بين الإسلام وقضايا التنمية: البعد الاجتماعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب الارتباط بين الإسلام وقضايا التنمية: البعد العقدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جوانب خفية في الخلاف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جوانب الاختلاف بيني وبين زوجي كثيرة(استشارة - الاستشارات)
  • جوانب هامة يجب أن تراعى في التعامل مع المواهب(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب