• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

بجوار السور (قصة قصيرة)

بجوار السور (قصة قصيرة)
د. مروة مجدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/4/2017 ميلادي - 8/7/1438 هجري

الزيارات: 5408

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بجوار السور

 

كانت تتوعَّدني بحِرماني ممَّا سيأتي به أبي في المساء بعد انتهائه من طلبات سكَّان العمارة، ولكن تأخذني الحياةُ الجذَّابة في المدينة، فأظلُّ أَلهو وأتأخَّر وأنسى الوعيد، وبعد عودتي إلى غرفتنا الوحيدة الدَّافئة، أعتذر لها، فتكتفي بالصُّراخ في وجهي، ثم تسرع في إحضار كلِّ ما لديها، ومرة قلتُ لها:

• أنت تكذبين!

نهرَتني على غير عادتها، فبكيتُ نادمًا، احتضنَتْني بقوَّة.

كنت أنتظرك لأخبرك بما أحضرتُه لك.

 

• حقًّا.. أخيرًا يا أمي؟!

• عاد أبي منهكًا، ورآني بملابسي الجديدة.

• ما هذا يا "حياة"؟! "شورت"! طه رجل، يرتدي مثل أبيه.

• ما المشكلة يا (أبا طه)؟ كل أولاد العمارة يرتدون مثله.

• حياتنا صعبة، لسنا مثلهم.

• اتركه يفرح.. (ربنا يخليك ليه).

 

لم أنَمْ من فرحتي يومها، هذه الفرحة التي افتقدتُها عامًا كاملًا في بيت عمِّي وزوجته العابسة؛ فقد تعودنا سماع الشِّجار من غرفتهما عقب عودته من شقاء يوم كامل بالحقل، وكنت غالبًا ما أسمع اسمي يتردَّد، وعلا في الليلة الأخيرة صوتُهما أكثر من اللازم.

• الولد مدلَّل!

• ليس تدليلًا.. طه ذكي، وعقله كبير.

• سيفسد أولادي ويجرِّئهم عليَّ.

• ماذا فعل بك ابن العشرة الأعوام؟! مهلًا على الولد.. طه يتيم.. يتيم يا (وداد)!

 

كانت المرة الأولى التي سمعتُ فيها أنني يتيم، فلم يفاجئني أحدٌ بهذه الحقيقة مِن قبل، فاخترقَتِ الكلمةُ عقلي، ما أثقلها على الأذن واللِّسان، فمن حقها أن تحرق القلب وترجف الأطراف، ولمَ لا؟ إذا كان يعقبها حياة طويلة من البحث عن حضنٍ دافئ وسط الزحام!

 

ولكن لماذا الصَّدمة يا طه وأنت تتذوَّق مرارتها في كلِّ لحظة؟ منذ أن رحل أبي وأمي بدون وداعٍ إثر حادث سير في يوم (ثقيل) كان مقداره مائة عام؛ لأعيش في بيت عمِّي غريبًا بين أولاده الأربعة وزوجته التي لا تتهاون مع الخطأ، فلم تكذب عليَّ قط، ففي كلِّ ليلة تنفِّذ وعيدها بإخلاص، وأنا أيضًا لم أتراجع عن التأخير، ليست قريتنا بأقصى الصعيد بسِحر المدينة، ولكنني كنت أفضِّل البُعد، فحتى عناقها يؤلِمُني؛ لأنني أشعر أنَّ هذا الحضن لا يخصني، بل جاء عن طريق الخطأ.

 

(2)

ماذا حدث يا طه؟ ألا تَملُّ من التذكُّر؟! إلى متى ستظل وحيدًا بجوار السور؟! ولكن ماذا عليَّ أن أفعل، فأحداث الماضي تنهال على عَقلي دون هوادة؟! أبي وأمِّي والعمة (وداد) وعمي (حامد)، الذي أتذكَّره دائمًا في أيامي الأولى بدار الأيتام، فكان يأتي باكرًا محملًا بالهدايا، جالسًا بجلبابه الوحيد يتأمَّلني كأنني عائد من سفر.

 

• كيف حالك يا طه يا بُني؟

• بخيرٍ يا عمي.. لا داعي لكلِّ هذا.. هنا كل ما نحتاج.

• لماذا تصرُّ على موتي حيًّا؟!

• أبدًا يا عمِّي، أنت تعلم أنني أحبك.

• أنت ابني يا طه.. احتضنني وبكى.

 

ودَّعتُه بفتور، وذهبتُ إلى غرفتي الواسعة الممتلئة بالأطفال المتشابهين، فكلنا سواسية، لم يحظَ أحدٌ باهتمام مغاير، والمشرِفات يؤدِّين أدوارهنَّ بإتقان، واسمهنَّ الأمهات البديلات، وزملائي هنا يسمَّون بالإخوان، لم يكن لديَّ إخوة، فلم يؤرِّقني الفَرق، ولكن كان لديَّ أم لم يُخلق مثلها في العالمين.

 

مرَّت أيَّام كثيرة وجدتُ خلالها أن الدار لم تزد عن بيت عمِّي سوى الأسوار العالية التي تحيط بنا من كلِّ ناحية؛ لتشعرك باختلافك عن الآخرين، وتبعث في نفسك مشاعرَ الفقدِ والوَحدة، فلم تمنع الأسوار البردَ القارِس من التسلُّل إلى الغُرَف ليفتك بأجسام الضُّعفاء، فيجعلني أسأل:

• ما الفرق بين العيش داخل الأسوار، أو في بيت عمِّي، أو حتى العيش في الطرقات؟!

 

فكل هذه الأماكن ليس بها مَن يحتاجك، فلن تجد مَن ينتظر نجاحك آخِرَ العام، أو يأخذك إلى السوق تشتري ما تريد؛ ليرى ابتسامةَ رضا منك، وليس عطفًا على كائنٍ ضعيف، أن تجد مَن يسألك: كيف كان يومك؟ أعتقد أنَّك لم تجدْه، ولن تجدَه؛ لأنَّك فقدته وقتما فقدتَ والديك، وصرتَ وحيدًا إلى الأبد، فمن حقِّك أن تغيب كيفما تشاء، فقلت لنفسي:

• أرِح قلبك يا طه.

 

ولكنني وجدتُ بعضَ العزاء في زيارات الغرباء؛ فهي تَكسر صمتَ الأسوار أحيانًا، حتى وهبني القدر "حنين" وأباها، فكانا يواظِبان على زيارة الدار، وكنتُ أنتظر (بابا عماد) طوال الأسبوع لأخبرَه أدقَّ تفاصيل يومي، أمَّا "حنين" فهي تَصغرني بثلاث سنوات، وكنتُ أشعر أنني مسؤول عنها، فكانت تجلس معي بالساعات تحدِّثني كثيرًا عن أمِّها الراحلة وأصدقائها، وتشتكي لي أحيانًا من زوجة أبيها، تشابهَتْ قصَّتنا، فوجدت أنَّني لستُ الشَّقيَّ الوحيد، وأنَّ هناك مَن يشبهني خارج الدار، وكنتُ أتشوَّق ليوم رؤيتها أكثرَ من أي شيء آخر، لكنَّها غابت عنِّي من فترة كبيرة، فكلما جاء موعد الزيارة أقف بجوار السور الحديدي أنتظرها، فأقول لنفسي: لا بأس، ستأتي الأسبوعَ القادم، ربما لديهم مانعٌ ما.

 

♦ كثرَتِ الأسابيعُ ولم تأتِ "حنين"، فأسأل نفسي في كلِّ ليلة:

• ماذا حل بكِ يا "حنين"؟! ولماذا غاب عنِّي (بابا عماد) بدون عذر؟! فكيف أناديه بأبي؟ ما أسخف هذه الكلمة! فهل الأب يترك ابنَه؟! ولو كانت أختي حقًّا، فهل يجوز ألَّا أعلم عنها شيئًا؟! إذا كانت مريضةً أو حزينة أو حتى على قيد الحياة، ما أبشعها كذبة! أب وأم وأخوات كلهم بدائل، بدائل من ورق تمزَّق لأهون سبَب أو حتى دون سبب.

 

ضاعت "حنين" في الزحام، وغابت عنِّي هي الأخرى بدون وداعٍ، فكثرتِ الأسابيعُ والشهور وأنا أنتظر حتى مللتُ الانتظار؛ ففي كلِّ مرَّة يأتي أناس مختلفون بملامح جديدة يغمروننا بالحنان لساعاتٍ معدودة ثمَّ يرحلون، حَنانٌ مسموم بشفقةٍ تنبع من أعينهم، ثمَّ ينسوننا إثرَ خروجهم من الدَّار؛ فقد فعلوا ما عليهم ويزيد، أمَّا أنت فتظلُّ تنتظرهم تخبرهم بأحوالك، ولكنهم لم يأتوا، ثم يأتي أناس جُدد لتبدأ من جديد، كثرَتِ الوجوهُ وتشابهتِ الملامح، فلم أستطِعِ التمييزَ بينها، فقلت: أنساها حتى لا أتألَّم من شوقي إليها؛ ليتساوى اللَّيل والنَّهار، لتعانقني برودةُ المكان فتُجمِّد الإحساس بالألم أو الفرح؛ فأستطيع النوم.

 

(3)

في يومٍ من أيَّام الدار، كان الأطفال على غير عادتهم، فنظرتُ من نافذة الغرفة، وجدت شابًّا وسيمًا بَشوشًا يجلس بينهم، وهم يَضحكون ويغنون، وفجأة وجدته في غرفتي.

 

• كيف حالك يا طه؟

• من أنت؟

• أنا أخوك.

ابتسمتُ بمرارة.. مرَّة أخرى؟!

• نعم.

• آسف، لا أقابِلُ الزُّوَّار.

• وهل تتحمَّل وحدك برودةَ المكان التي تنهش في العظام صيفًا وشتاءً.

• كيف عرفت؟

• كم عانيتُ منها قبلك! انتظِرْ يا طه.

• لن أنتظر أحدًا، فقد مللتُ الانتظار، ومللتُ حنانهم المسموم.

• انتظر يومًا تعيشه خارجَ الأسوار، وأنا سأكون معك دائمًا حتى يأتي هذا اليوم.

 

فهمست لنفسي:

• لم أفكِّر من قبل أنَّ هناك يومًا بدون أسوار، بدون البدائل المزيفة، بدون برودة وصقيع ينخر العظامَ.

ثم قلتُ له:

• ستزورني مرَّة أخرى؟

• فقال:

• أكثر مما تتوقَّع.

• وعدني الكثيرُ قبلك.. ولم يأتوا!

 

خرج الشاب ومكثتُ أجري وألهث وراءه حتى اختفى، فأصابني دوار لم أستطِعِ التخلُّص منه، فاصطدمتُ بالمشرفة وهي تردِّد:

• انهض يا طه، فسألتُها عن الشاب، فقالت:

• لا يوجد أحدٌ هنا، ذهب الجميع ولن يعودوا.

 

فقلت لها:

• إنَّه زائرٌ مختلف، فلن ينساني مثلهم، ولن يتركني أحترِقُ شوقًا له، سيعانقني كلَّ ليلة ليحميني من برودة المكان، وعلا صوت المشرفة أكثر:

• انهض يا طه.. انهض، لا يوجد أحدٌ.. يبدو أنَّه حلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الباب ما قرعته غير الريح (قصة قصيرة)
  • مرارة (قصة قصيرة)
  • دموع رحيل ذهبية (قصة قصيرة)
  • اللحظة الحاسمة (قصة قصيرة)
  • وجم الحاضرون (قصة قصيرة)
  • وجوه (قصة قصيرة)
  • ستار (قصة قصيرة)
  • كاك (قصة قصيرة)
  • أنكرني صديقي (قصة قصيرة)
  • الشاعر رامي (قصة قصيرة)
  • المسابقة (قصة قصيرة)
  • أنت من يجعلني على ما أنا عليه (قصة قصيرة)
  • في رحاب فضائل السور

مختارات من الشبكة

  • حكم صلاة النساء بجوار الرجال في مصلى العيد (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • جوار أمي أم جوار رسول الله(استشارة - الاستشارات)
  • التأليف بجوار الكعبة المشرفة: نموذج ابن آجروم الفاسي ومحمد علان المكي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهند: مظاهرة ضد بيع الخمور بجوار مسجد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كوسوفو: العثور على قنبلة بجوار أحد المساجد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • هولندا: العثور على رأس خنزير بجوار مسجد مايدرخت(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: السلطات تمنع حفل غناء بجوار قرية للمسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: حرق سيارة مفخخة بجوار مسجد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ليتوانيا: المسلمون يقيمون صلاة العيد بجوار الملعب(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بريطانيا: انفجار قنبلة صغيرة بجوار مسجد بشمال برمينغهام(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب