• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

احتضار ذبابة

احتضار ذبابة
حسن كشاف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/4/2017 ميلادي - 4/7/1438 هجري

الزيارات: 4039

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حسن كشاف


في ليلة باردةٍ بعد يوم متقلب المزاج، جلس "عبيدة" على سريره المعتاد والمفضَّل، وهو يحمل جريدة قديمة جدًّا لم يتمم قراءتها، رغم أنه امتلكها منذ فترة ليست بالقصيرة!

 

لم يكن هذا التفضيل اعتباطيًّا أو عفويًّا؛ فقد كان هذا السرير مقابلًا لنافذة مهترئة تطل على أرض واسعة، كثيرًا ما زرعت، لكنها لم تنتج غلة يومًا، ولن تنتجها، ليس لأن لعنة أصابتها، بل لأنها كانت تتجاور مع مزبلة كبيرة تتموقع مباشرة مع النافذة، فصارت مع مرور الوقت مطرحًا للحي بأكمله؛ مما أدى إلى انتشار كل أنواع الحشرات، وعلى رأسها الذباب، وخصوصًا "ذبان الجيفة"؛ كما تسميه زوجة أخيه البدينة، التي تتكلف بطرد عدد هائل منها كل يوم، لا سيما إذا ظلت النافذة مفتوحة لاستقبال أشعة الشمس.

 

أحسَّ ببعض البرد، فرمى الجريدة من يده دون سابق إنذار، وانتفض مِن مكانه نحو النافذة ليغلقها بسرعة البرق، وكأن أفعى لسعته، شعر بعدها بتحسن طفيف، والتقط الجريدة من الأرض وأكمل القراءة لكن بتوتر وانفعال كبيرين، رغم أنه أوصد النافذة أمام البرد، بدأ يتزايد هذا الانزعاجُ والضجيج حتى صار يشكل له نوعًا غريبًا من الأرق.

 

قرر أن يستقصي الأمر لإدراك السبب، أنصت بكل جوارحه، وإن كانت مكلومة من تجارب الحياة، التي كثيرًا ما قسَتْ عليه، كاد هذا الاستقصاء أن يقوده إلى النوم، وأخيرًا أدرك أن ما شكل له أرقًا لم يكن سوى صوت استغاثةِ ذبابة أوصد النافذة عليها!

 

قرَّر أن يتجاهل الأمر ومضى يقرأ دون اكتراث لهذا الصوت والخربشة التي يُحدِثها، بدا وكأنه يسمع أنينها وصراخها وهي تتوسل إليه لكي يطلق سراحها، أصبح سمعه حادًّا ويفوق قدرات الناس العاديين، حتى استغرب هو نفسه من الأمر؛ فكثيرًا ما كان يجد صعوبة كبيرة لسماع صراخ زوجة أخيه أو أمه احتجاجًا على فتح النافذة!

 

وفي لحظة اختفى الصوت نهائيًّا، فزاد من تركيزه وكأنه يريد أن يطوِّر قدرته على تحسس صوت الذبابة، وكأنه افتقدها، أو بالأحرى افتقد تلك المتعة التي استلذها حينما كانت تتألم وتتعذب وتصدر حشرجة تمثلها كأنغام موسيقية حزينة، لم يكن كل ذلك إلا استعراضًا للعضلات، كان يريد أن يدرك الشعور الذي يخالج مَن يعامله كحشرة دنيئة، أحس بشعور عظيم امتزج بالسلطة والقدرة على إخضاع الآخرين وإخراسهم، لطالما كان هذا حلمه، لقد فاق ذلك كلَّ توقعاته، لنَقُلْ: إنه كان يتمنى أن يعامَل باحترام لا أكثر ولا أقل، وألا يُنظر إليه على أنه ذبابة.

 

سادت لحظات من الهدوء الذي كاد يسمع أثناءه هدير أذنيه، بدأ يتسرب إلى نفسه نوعٌ من الشعور بالذنب وتأنيب الضمير جراء فعلته؛ لكونه كان سببًا مباشرًا في خاتمة مأساوية لكائن حي.

 

كل ذلك الغم زال بعد هنيهات وجيزة، بعد أن تردد ذلك الصوت مرة أخرى، إنه صوت الذبابة التي باشرت تستغيث من جديد، وكأنها أخذت مهلة لتستجمع قواها في محاولة أخيرة للفت انتباه أحدهم إلى وضعيتها، شعر بفرح وغبطة كبيرين بعد أن تلقى هذا النبأَ السار، وانتفاء صفة الذنب عنه، وبدأ يفكر جديًّا في تخليص الذبابة من هذا الكابوس الذي وقعت فيه، نتيجة تصرف طائش وغير محسوب، والذي لم يمنحها فرصة للإفلات من هذه الورطة، هكذا كان يعتقد جازمًا.

 

صار يفكر جديًّا في مساعدتها لكنه متعب، وقد أخذ النومُ منه كل مأخذ، بعد أن وضع نفسه عديد المرات مكانَها، ولماذا يضع نفسه مكانها؟ فوضعيَّته تشبهها، أو لنقل: تتطابق مع وضعيتها إلى حدِّ التماثل، كثيرًا ما كان يعامَل على أنه ذبابة من طرف موظفي الملحقة الإدارية، أو مِن الذين هم أعلى منه مرتبة عمومًا، فقبل أسبوع، بينما هو ينتظر استلام شهادة سكنى أمام مكتب موظف في الملحقة الإدارية التابع لها، دخل رجل يبدو أنه محترم، استشف ذلك من خلال هندامه المرتب ومظهره الأنيق، فلم يعر هذا الأخير اهتمامًا لـ"عبيدة" الذي كان جالسًا القرفصاء، بينما كان الرجل المحترم يهم بالدخول عند الموظف ليقضي حاجته دون اكتراث لمن هم قبله من المواطنين، جعل هذا الأمر ثائرة "عبيدة" تثور لأول مرة في حياته وخاطب الرجل المحترم بغلظة: أرجوك يا سيدي التزم النظام، أنا قبلَك!

 

حملق فيه الرجل المحترم بنظرات تحمل في طياتها نوعًا من الاحتقار والاستهزاء: اعذرني لم أرك، هل كنت تقف هنا؟

أحس كالعادة أنه مبتذل ولا قيمة له، كيف يُعقل ألا يراه وهو بهذا الحجم الضخم؟ كان يريد أن يصدق موهمًا نفسه أن الرجل المحترم لم يرَه فعلًا، وأن هذا التصرف لم يكن متعمَّدًا.

 

جعلته كل هذه الخواطر يتثاءب، ثم استسلم للنوم، في الصباح الباكر، وعلى غير عادته أفاق "عبيدة" من نومه مفجوعًا مصدومًا، وكأنه سمع خبر نهاية العالم، فتذكَّر على الفور حادثة ليلة أمس، ونهض من سريره، وكأن إناءً من الماء البارد قد صُبَّ عليه، فتح النافذة بسرعة وهو يرتعد هلعًا، فوجد الذبابة جثة هامدة، لم يحس بالدموع إلا وهي تنهمر على وجنتيه، تبادر إلى ذهنه أنه مجرم ولا يستحق الحياة بعد فَعلتِه الشنيعة، نظر إلى أسفل وكان العلو شاهقًا بين النافذة والأرض، كان يفكر جديًّا في الخلاص من تأنيب الضمير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • آلية انتقاء الأخبار وفلسفة الذبابة!

مختارات من الشبكة

  • اللحظات الحرجة: الاحتضار (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • من أقوال السلف في الموت وأحوالهم عند الاحتضار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ساعة الاحتضار والإشراف على عالم البقاء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته عند الاحتضار(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته عند الاحتضار(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • موقف لعائشة عند الاحتضار: دروس وفوائد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاحتضار وحكم تغسيل الميت والصلاة عليه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ساعة الاحتضار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لحظة الاحتضار وخروج الروح(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • الاستعداد ليوم الاحتضار(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب