• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

الاشتقاق من أسماء الجمادات

الاشتقاق من أسماء الجمادات
د. سيد مصطفى أبو طالب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/4/2017 ميلادي - 7/7/1438 هجري

الزيارات: 17390

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاشتقاق من أسماء الجمادات


• قال أبو عبيد في حديثه صلى الله عليه وسلم أنه قال للنساء: (إنكن إذا جُعْتنَّ دَقِعْتُنَّ وإذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ).[1]

قال أبو عمرو: الدَّقَعُ: الخُضوع في طلب الحاجة والحرص عليها، والخَجَل: الكَسَلُ والتواني عن طلب الرزق، وقال غيره: أخذ الدقع من الدقعاء وهو التراب. [2]

ذكر أبو عبيد معنى الدقع والخجل، ثم ذكر قولاً يفيد بأن الدقع مأخوذ من الدقعاء، وهو التراب.

وقد صرح ابن فارس بذلك فقال: (دقع) الدال والقاف والعين أصلٌ واحد، وهو يدلُّ على الذّل، وأصله الدَّقْعاء، وهو التراب، يقال: دَقَعَ الرَّجل: لَصِقَ بالتراب ذُلاًّ.[3]

وقال ابن منظور: الدَّقْعاء عامَّةُ الترابِ، وقيل: الترابُ الدَّقيق على وجه الأَرض، ودَقِعَ الرَّجلُ دَقَعًا وأَدْقَع: لَصِقَ بالدَّقعاء وغيره من أَي شيء كان، وقيل: لصق بالدقْعاء فَقرًا وقيل: ذُلاًّ، ودَقِعَ دَقَعًا، وأَدْقَع: افتقر.[4]

فقد ذكر ابن منظور أن الدقعاء: التراب، ثم ذكر ما يشتق منه.

وتأسيسًا على ذلك: فإن (دقعتن) بمعنى لصقتن بالتراب ذلاًّ، وهي مأخوذة من الدقعاء، وهي التراب، ويقال أيضًا: دقع، يدقع، وأدقع، فهي اشتقاقات من اسم العين.


وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

دَقِعْتُنَّ.

توصيفه

فعل ماض لازم.

المشتق منه

الدقعاء.

توصيفه

اسم التراب.

دلالة الاشتقاق

يدل على ابتذال المشتق منه.

• قال أبو عبيد: في حديث النبي صلى الله عليه وسلم في السُّنَّة في الرأس والجسد، قال: "قَصُّ الشارب والسواك والاستنشاق والمضمضة، وتقليم الأظافر ونتف الإبط، والختان والاستنجاء بالأحجار والاستحداد".[5]

فأما الاستحداد فإنه حلق العانة، ومن ذلك:... وتَسْتَحِدَّ الْمُغيْبَة...، ونرى أن أصل الاستحداد - والله أعلم - إنما هو الاستفعال من الحديدة، يعني: الاستحلاق بها.[6]

بيَّن أبو عبيد أن الاستحداد استفعال من الحديدة، فهو اشتقاق منها، يعني: الاستحلاق بها، فيكون اشتقاقًا من اسم العين.

يقول ابن الأثير في الاستحداد: وهو حلق العانة بالحديد.[7]، ثم ذكر في حديث آخر في قوله: "وتستحد المغيبة"، وهو استفعل من الحديد.[8]

يقول ابن منظور: والحديد هذا الجوهر المعروف ... وتَسْتَحِدَّ المُغيبَةُ، أَي: تحلق عانتها، وهو استفعال من الحديدة يعني الاستحلاق بها.[9]

وفي الاشتقاق لعبدالله أمين: الحديد يشتق منه أفعال، كقولهم: حددته أحده حدًّا، وأحددته، وحددت أحِدّ، الحدّاد: معالج الحديد، والاستحداد: الاستحلاق بالحديد.[10]

وعليه؛ فإن الاستحداد: حلق العانة بالحديد، وهو استفعال منه، فهو اشتقاق من اسم العين "الحديد"، وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

الاستحداد.

توصيفه

مصدر للفعل استحدَّ اللازم.

المشتق منه

الحديد.

توصيفه

نوع من المعدن.

دلالة الاشتقاق

يدل على عمل بالأصل المشتق منه وهو الحديدة (المُوسَى).

 

• قال أبو عبيد في حديث قيس بن عاصم حين أوصى بنيه عند موته: (وعليكم بالمال واحتجانه).[11]

الاحتجان: ضَمُّك الشيء إلى نفسك وإمساكك إياه، وهو مأخوذ من المحجن، والمحجن: العصا المعوجَّة التي يجتذب بها الإنسان الشيء إلى نفسه.[12]

بيَّن أبو عبيد أن الاحتجان هو ضمك الشيء إلى نفسك وإمساكك إياه، وهو مشتق من المحجن، وهي العصا المعوجة.

ووافق ابن فارس أبا عبيد، فقال: الحاء والجيم والنون أصلٌ واحدٌ يدلُّ على مَيَل، فالحَجَن اعوجاجُ الخشبة وغيرها، والمِحْجَن: خشبةٌ أو عصا معَقفة الرأس، واحتجَنْتُ بها الشيءَ: أخَذْتُه، واحتجَنْتُ الشيءَ لنفسي، وذلك إمالتُك إيّاه إلى نَفْسك.[13]

ويقول الزمخشري: وأما الحجن فالعوج، وعصًا محجنة، وجذبه بالمحجن وهو الصولجان، واحتجنت الشيء: اجتذبته بالمحجن.[14]

ويقول ابن الأثير: والاحْتِجَان: جَمْع الشَّيء وضَمُّه إليك وهو افْتِعال من المِحْجَنِ.[15]


وعليه: فإن المحجن: عصا معوجة معقفة، ومنها أخذ الاحتجان، وهو ضمك الشيء إلى نفسك وإمساكك إياه، وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

احتجانه.

توصيفه

مصدر الفعل (احتجن) المتعدي.

المشتق منه

المحجن.

توصيفه

عصا معوجة.

دلالة الاشتقاق

يدل على التَّشَبُّث بالشيء وإمساكه بإحكام بحيث لا يفلت، وهذا المعنى أكمل ما يكون في المشتق منه وهو المحجن (العصا المعوجة).

 

• قال أبو عبيد في الحديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انصرف من الخندق ووضع لأمَتَه، أتاه جبريل فأمره بالخروج إلى قريظة).[16]

اللأمة: الدرع وجمعها لُؤَم على مثال فُعَل، وهذا جمع على غير قياس[17]، ومنها قيل: قد استَلأم الرجل إذا لبسها فهو مستلئم.[18]

ذكر أبو عبيد أن اللأمة: الدرع، وجمعها لُؤَم، ويشتق منها استلأم فهو مستلئم.

يقول ابن فارس: ومن الباب اللأْمة: الدِّرع، وجمعها لُؤَمٌ، وسمِّيت لأمة لالتئامها، واستلأَمَ الرّجلُ، إذا لبس لأْمته، قال:[19] (الكامل)

واستلأَمُوا وتلبَّبوا ♦♦♦ إنَّ التلبُّبَ للمُغيرِ[20]

وفي اللسان: والَّلأْمةُ الدرع وجمعها: لُؤَم، واستلأم لأمته وتلأمها: لبسها، الجوهري: اللأم: جمع لأمة وهي الدرع وغيره: واستلأم الرجل: لبس لأمته...[21]

ويقول عبدالله أمين: اللأمة الدرع، وجمعها لؤم، واستلأم: لبس اللأمة، لَأَمْتُهُ: ألبسته اللأمة.[22]


وبناءً على هذه النصوص، فإن اللأمة الدرع، وهي من أسماء العين، ويؤخذ منها: استلأم، ولأمته، ومستلئم، وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

استلأم.

توصيفه

فعل ماضٍ متعد.

المشتق منه

اللأمة.

توصيفه

أداة من أدوات الحرب.

دلالة الاشتقاق

يدل على الاشتمال بالمشتق منه وهو الدرع.

 

• قال ابن قتيبة: الاستجمار هو: التَّمَسُّح بالأحجار، ومنه الحديث: "إذا توضَّأت فاستْنثر وإذا اسْتَجْمرت فأوتِر"[23] أي: تمسَّح بوِتْر من الحجارة، والحجارة الصغار يقال لها: الجِمار.[24]

أوضح ابن قتيبة أن الجمار الحجارة الصغار، والاستجمار التمسح بها.

يقول ابن الأثير: الاسْتِجْمار: التَّمَسُّح بالجمَار وهي الأحْجار الصغار، ومنه سُمّيَتْ جِمَار الحج.[25]

يقول ابن منظور: والجَمَراتُ والجِمارُ: الحَصياتُ التي يُرمى بها في مكة، واحدتها جَمْرَةٌ، والاسْتِجْمارُ الاستنجاء بالحجارة كأَنه منه، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إِذا توضأْتَ فانْثُرْ، وإِذا استجمرت فأَوْتِرْ"، أَبو زيد: الاستنجاء بالحجارة.[26]

فقد ذكر ابن منظور الجمرات، ثم الاستجمار، وقوله: "وكأنه منه" يفيد أن الاستجمار مشتق من الجمرات، وعلى ذلك فهو اشتقاق من اسم العين.


وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

الاستجمار.

توصيفه

مصدر الفعل استجمر.

المشتق منه

الجمار.

توصيفه

اسم للحجارة الصغار.

دلالة الاشتقاق

يدل على نوع العمل (هو الاستنجاء) بالمشتق منه وهو (الجمرات = الحصوات).

 

• قال ابن قتيبة: واسْتِلام الحَجَر: هو افْتِعال في التقدير، مأخوذ من السلام، وهي الحجارة، واحدتها: سَلِمِه، تقول: استلمت الحجر، إذا لمسْتَه من السَّلِمة، كما تقول: اكتحلت، إذا أخذت من الكحل، وادَّهَنْت، إذا أصبت من الدُّهْن.[27]

أوضح ابن قتيبة: أن الاستلام (بوزن) افتعال مشتق من السِّلام، وهي الحجارة، وهذا مثل: الاكتحال من الكحل، والادّهان من الدُّهن.

يقوا ابن دريد: السِّلام جمع سَلِمة وهي الحجارة، ومن هذا أخذ: استلمت الحجر.[28]

وفي الأساس: واستلم الحجر جمع السِّلام وهي الحجارة.[29]

ويقول الزمخشري في الفائق: استَلَم: افتعل من السَّلِمة وهي الحجر، وهو أنْ تتناوله وتعتمده بلمس أو تقبيل أو إدراك بعصا.[30]

وفي اللسان: الجوهري: اسْتَلَمَ الحجر: لمسه إِما بالقُبْلَة أَو باليد؛ لأَنه مأْخوذ من السِّلام وهو الحجر، كما تقول: اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ.[31]

وتأسيسًا على هذه النقول فإن: السِّلام: الحجارة ويؤخذ منها: استلام الحجر.


وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

استلام.

توصيفه

مصدر الفعل (استلم) المتعدي.

المشتق منه

السلمة.

توصيفه

اسم الحجارة.

دلالة الاشتقاق

يدل على إصابة المشتق منه وهو (السَّلِمَةُ =الحجر)

 

• قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن سَلَمة بن الأَكوع رضي الله عنه، قال: غَزوْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هَوازِن، فبينما نحن نتضحَّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل على جَمَل أحمر، فأناخه ثم انْتَزَع طَلَقًا من حَقبه فقيَّد به الجَمَل.[32]

والحقَبُ حبل يُشَدُّ على حَقو البعير، يقال: أحقبت البعير إذا شددته بالحَقَب، وأبطنْتُه بالبطان، إذا شددت بطانه، وصدَّرت عنه، من التصدير وهو الحِزام.[33]

ذكر ابن قتيبة أن الحقب: حبل يشد على بطن البعير، ومنه يقال: أحقب البعير، إذا شددته بالحقب.

يقول الأزهري: والحقب: النُّسْعَة أو الحبل يشد على حقو البعير على حقيبته .... وكثر ذلك حتى قالوا: احتقب فلان خيرًا أو شرًّا، إذا ادخره.[34]


فقد ذكر الأزهري اشتقاقًا من الحقب، وهو قولهم: احتقب، ويلحظ من كلام الأزهري:

1) أن الفعل أَحْقَبَ واحتقب اشتق من الحَقَب (الحبل)، والاشتقاق يدل على اتخاذ المشتق منه بعد أن لم يكن، فمعنى أحقب فلان بعيره: اتخذ له حقبًا.

2) ويفهم منه أن اسم العين (الحقب = الحبل) مشتق من المكان الذي يستعمل فيه وهو حقيبة البعير = مُؤخرته).

إذًا كما يشتق من اسم العين الفعل وغيره من سائر المشتقات، يشتق اسم العين (الحقب) من اسم عين آخر، و(الحقيبة =المؤخر من البعير) للدلالة على مكانه الذي يحل فيه.

يقول الجوهري: والحَقَبُ بالتحريك: حَبْلٌ يُشَدُّ به الرَحْلَ إلى بطن البعير مما يلي ثيلَهُ؛ كيلا يجتذبَه التصدير، تقول منه: أَحْقَبْتُ البعيرَ.[35]

وفي اللسان:الحَقَبُ بالتحريك: الحِزامُ الذي يَلِي حَقْوَ البَعِير، وقيل: هو حَبْلٌ يُشَدُّ به الرَّحْلُ في بَطْنِ البَعِير مما يلي ثِيلَه؛ لِئَلا يُؤْذِيَه التَّصْديرُ أَو يَجْتَذِبَه التَّصْديرُ فَيُقَدِّمَه، تقول: منه أَحْقَبْتُ البَعِيرَ.[36]

وكلام الجوهري وابن منظور صريح في الاشتقاق من الحقب.

وبناءً على ذلك، فإن الحقب: حبل يشد به الرجل واشتق منه: أحقب، وهذا اشتقاق من اسم العين.

 

وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

أحقب

توصيفه

فعل ماضٍ متعد

المشتق منه

الحقب

توصيفه

حبل يشد على حقو البعير.

دلالة الاشتقاق

يدل على اتخاذ المشتق منه بعد أن لم يكن.

 

• قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (لا زِمام ولا خِزام، ولا رَهْبانيَّة ولا تَبَتُّل، ولا سِياحة في الإٍسلام ).[37]

الزِّمام في الأنْف ولا يكون في غيره يقال: زَمَمْت البعير أزُمُّه زمًّا.[38]

لم ينص ابن قتيبة على لفظ صريح للاشتقاق من الزمام، إلا أنه قال: يقال:...

لكن الأزهري قد صرح بهذا الاشتقاق من الزمام، فقال: قال الليث: زَمَّ: فعل من الزمام، تقول: زممت الناقة أزمها زمًّا.[39]

وفي المقاييس: الزاء والميم أصلٌ واحدٌ، وهو يدلُّ على تقدُّم في استقامةٍ وقَصْد، من ذلك الزِّمام؛ لأنه يتقدَّم إذا مُدَّ به، قاصدًا في استقامة، تقول: زَمَمْتُ البعير أزُمُّه.[40]

وقد جمع ابن منظور قول الأزهري والجوهري في التهذيب والصحاح، فيقول: زَمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمًّا، فانْزَمَّ شده والزِّمامُ ما زُمَّ به، والجمع أَزِمَّةٌ، والزِّمامُ: الحبل الذي يجعل في البُرَةِ والخشبة، وقد زمَّ البعير بالزِّمام، الليث: الزَّمُّ فعل من الزِّمام، ابن السكيت الزَّمُّ مصدر زَمَمْتُ البعير، إذا علَّقْت عليه الزِّمام. [41]

وعلى ذلك، فإن الزمام: حبل يوضع على أنف البعير ويؤخذ منه: زممت أزمه....

 

وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

زمَّ.

توصيفه

فعل ماضٍ متعد.

المشتق منه

الزمام.

توصيفه

حبل يوضع على أنف البعير.

دلالة الاشتقاق

يدل على اتخاذ المشتق منه بعد أن لم يكن.

 

• قال ابن قتيبة في حديث العباس رضي الله عنه خرج عُمَر يَسْتَسْقِي به، فقال: اللهم إنَّا نتقرَّب إليك بعمِّ نبيك وقَفِيَّةِ آبائه وكُبْرِ رِجاله... فاحْفَظ اللهم نبيَّك في عَمِّه؛ فقد دَلَونا به إليك مستشفعين ومُسْتغْفِرين...[42]

وقوله: فقد دَلَوْنا به إليك؛ أي: مَتتنا واسْتشَفْعنا، وأصله من الدَّلْو؛ لأنَّ الدلْو به يُسْتقى الماء وبه يُوصل إليه...[43]

بيَّن ابن قتيبة أن قوله: "دلونا" مأخوذ من الدلو، ثم ذكر علة ذلك الاشتقاق.

يقول الخليل: دلو: جمع الدَّلْوُ الدَّلاء، والعَدَدُ أَدْل والكثير دُلِيٌّ ودِلِيّ والدَّلاةُ: الدَّلْوُ وأَدْلَيْتُها: أرْسَلْتُها في البئر، وقول الله عز وجل: ﴿ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى ﴾ [يوسف: 19]، ودَلَوْتُها: مَلأْتُها ونَزَعْتُها من البئر مَلأى، وأَدْلَى فُلان بُحجته؛ أي: احتَجَّ بها وأَدْلى بها إلى الحاكم: رفعها إليه.[44]

ويقول ابن الأثير في حديث استسقاء عمر بالعباس في قوله: "قد دلونا به"، يعني: العباس، أي: توسلنا، وهو من الدلو؛ لأنه يتوصل به إلى الماء.[45]

وعلى ما ذكر، فإن الدلو: ما يتوصل به إلى الماء، ومنه يقال: دلونا، وأدليت، وتدلى، وهي اشتقاقات من اسم العين.


وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

دلونا.

توصيفه

فعل ماضٍ.

المشتق منه

الدلو.

توصيفه

أداة يستقى بها الماء.

دلالة الاشتقاق

يدل على خاصية في المشتق منه (الدلو)، وهي التوصل به إلى استجلاب الماء وإحضاره.

 

• قال ابن قتيبة في حديث ابن عمر:  (إنه كان يُقْعِي وُيثرِّي في الصلاة).[46]

قولُه: يُثَرِّي من الثَّرى.[47]

صرح ابن قتيبة أن يثري مأخوذ من الثرى، الذي هو التراب الندي، ويؤخذ منه أشياء أخرى غير ذلك.

يقول ابن السكيت: وقد أثرت الأرض تثري إذا كثر ثراها[48]، وأرض مثرية: كثيرة الثرى.[49]

ويقول ابن الجوزي: (أن ابنُ عُمَرَ يُثَرِّي في الصَّلاَةِ)، ويُثَرِّي مِنَ الثَّرَى.[50]

وفي النهاية يقول ابن الأثير فيه: معناه أنه كان يَضَع يديه في الأرض بين السَّجدتين، فلا يُفَارِقان الأرض حتى يُعيد السجدة الثَّانِية، وهو من الثرَى: التُّرابِ؛ لأنهم أكثر ما كانوا يُصلُّون على وجْه الأرض بغير حاجز، وكان يَفْعل ذلك حِين كَبِرت سِنُّه.[51]


وعلى ذلك، فإن الثرى: التراب الندي، أو التراب الذي بُلَّ ولم يصر طينًا، ومنه يقال: يثري ومثرية وأثرى .... وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

يُثَرِّي.

توصيفه

فعل مضارع من الماضي اللازم.

المشتق منه

الثرى.

توصيفه

اسم التراب النديّ.

دلالة الاشتقاق

يدل على إصابة المشتق منه وهو الثرى، بوضع اليدين عليه بين السجدتين.

 

• قال السرقسطي في حديث أبي ذر رضي الله عنه أنه قال لعثمان: لو أمرتني أن أعض على عرقوتي قتب، لعضضت عليها حتى يأتيني الموت وأنا عاض عليها.[52]

عرقوتاه: خشبتاه اللتان تضمان ما بين واسط الرجل والمؤخرة، يقال منه إذا شددتها عليه: عرقيت القتب عرقاة.[53]

بين الشارح دلالة لفظ (عرقوتاه)، وأنه يشتق من العرقوة، فيقال: عرقيت عرقاة.

قال الأزهري: يقال للخشبتين اللتين تعرضان على الدلو كالصليب: العرقوتان، يقال: إذا شددتها عليها: قد عرقيت الدلو عرقاة، وقال الأصمعي أيضًا: العرقوتان: الخشبتان اللتان تضمان ما بين واسط الرجل ومؤخره.[54]

وفي الصحاح: يقال: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها.[55]

وعلى ذلك، فإن لفظ (العرقوتان) اسم عين، واشتق منه: عرقيت وعرقاة، فهي اشتقاق مأخوذ من اسم العين، وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

عرقيت.

توصيفه

فعل ماضٍ متعد.

المشتق منه

العرقوتان.

توصيفه

الخشبتان اللتان تعرضان على الدلو كالصليب.

دلالة الاشتقاق

يدل على فعل في المشتق منه، وهو "الشد".

 



[1] الفائق (1/ 431)، والنهاية (2/ 297).

[2] غريب أبي عبيد (3 / 122، 123).

[3] المقاييس (دقع) (1 / 414).

[4] اللسان (دقع) (3 / 385)، وينظر: غريب ابن الجوزي (1 / 343)، والنهاية لابن الأثير (2 / 127).

[5] البخاري (كتاب اللباس - باب قص الشارب) (5 / 2209)، ومسلم (كتاب الطهارة - باب خصال الفطرة) (1 / 221).

[6] غريب أبي عبيد (3 / 398)، وما بعدها.

[7] النهاية (1 / 353).

[8] السابق نفسه.

[9] اللسان (حدد) (2 / 354).

[10] الاشتقاق لعبدالله أمين (ص67)

[11] النهاية (1 / 348).

[12] غريب أبي عبيد (5 / 324).

[13] المقاييس (حجن) (1 / 338).

[14] الأساس (حجن) (2 / 340).

[15] النهاية (1 / 348)، وينظر: اللسان (حجن) (2 / 343)، والقاموس (حجن) (ص11188)، والمعجم الوسيط (حجن) (1 / 158).

[16] الفائق (3 / 293).

[17] ينظر: ديوان الأدب للفاربي (4 / 164)، والمقرب لابن عصفور (3 / 467).

[18] غريب أبي عبيد (5 / 358، 359).

[19] للمنخل بن الحارث اليشكري، الأغاني (10 / 11).

[20] المقاييس (لأم) (22 / 467).

[21] (لأم) (8 / 10، 11).

[22] الاشتقاق (ص110).

[23] النسائي (كتاب الطهارة - باب الأمر بالاستنثار) (1 / 67)، وابن حبان (كتاب الطهارة - باب الاستطابة) (4 / 284).

[24] غريب ابن قتيبة (1/ 160).

[25] النهاية (1 / 292).

[26] اللسان (جمر) (2 / 197).

[27] غريب ابن قتيبة (1 / 221).

[28] الجمهرة (1 / 259).

[29] الأساس (س ل م) (1 / 455).

[30] الفائق (2 / 192).

[31] اللسان (سلم) (4/ 666)، وينظر: المصباح (سلم) (1/ 287).

[32] مسلم (كتاب صلاة المسافرين وقصرها - باب صلاة الخوف ) (3/ 1374)، وابن أبى شيبة (كتاب المغازي - غزوة حنين وما جاء فيها) (7/ 419).

[33] غريب ابن قتيبة (1/ 348).

[34] التهذيب (حقب) (4/ 71).

[35] الصحاح (حقب) (1/ 114).

[36] اللسان (حقب) (2/ 522).

[37] مصنف عبدالرزاق (11/ 292)، ومصنف ابن أبي شيبة (كتاب الأيمان والنذور والكفارات - من نذر أن يزم أنفه ما كفارته) (3/ 92).

[38] غريب ابن قتيبة (1/ 444).

[39] التهذيب ( زم) (13/ 121).

[40] المقاييس (زم) (1/ 524)، وينظر: الصحاح (زمم) (5/ 1944).

[41] اللسان (زمم) (4/ 406)، وينظر: إصلاح المنطق (ص61)، والاشتقاق لعبدالله أمين (ص79).

[42] الفائق (3/ 215)، النهاية (2/ 132).

[43] غريب ابن قتيبة (2/ 183).

[44] العين (دلو) (8/ 69).

[45] النهاية (2/ 132)، وينظر: اللسان (دلا) (3/ 405)، والاشتقاق لعبدالله أمين (ص731).

[46] الفائق (1/ 165).

[47] غريب ابن قتيبة (2/ 78).

[48] إصلاح المنطق (ص260).

[49] نفسه (ص266)، وينظر: الأساس (ث ر ى) (1/ 92).

[50] غريب ابن الجوزي (1/ 121).

[51] النهاية (1/ 211)، وينظر: اللسان (ثرا) (1/ 668).

[52] مصنف عبدالرزاق (11/ 332)، وابن أبي شيبة (كتاب الفتن - ما ذكر في عثمان) (7/ 523).

[53] الدلائل (2/ 831، 832).

[54] التهذيب (عرق) (1/ 152)، واللسان (عرق) (6/ 207).

[55] (عرق) (4/ 1524، 1525)، والتاج (ع ر ق) (26/ 152).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاشتقاق من حكاية أصوات الجمادات
  • الاشتقاق من حكاية أصوات الأحياء
  • الاشتقاق من أسماء أعضاء الجسم
  • الاشتقاق من أسماء الأمكنة
  • الاشتقاق من أسماء الأطعمة
  • الاشتقاق من أسماء النباتات
  • تسمية الأشياء باسم مشتق من المصدر
  • سجود الجمادات وقنوتها وصلاتها وتسبيحها

مختارات من الشبكة

  • أقسام الاشتقاق(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاشتقاق: تعريفه وأنواعه(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • تعريف الاشتقاق لغة واصطلاحا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • القلب والإبدال والتصاقب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • نزهة المشتاق في نظم علم الاشتقاق: وهو نظم لخلاصة كتاب [علم الاشتقاق نظريا وتطبيقيا] للأستاذ الدكتور محمد حسن حسن جبل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ضبط مصطلحي العقيدة والإيمان من حيث الاشتقاق والتطور في الدلالة والاستعمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاشتقاق: أنواعه وأثره في توليد اللغة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الاشتقاق المحوري أو التأصيلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاشتقاق الصوتي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاشتقاق في اللغة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب