• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

مصطلحات العروض والقافية في كتاب سيبويه

أ. د. أحمد محمد عبدالدايم عبدالله

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/3/2017 ميلادي - 2/6/1438 هجري

الزيارات: 29773

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مصطلحات العروض والقافية في كتاب سيبويه


ورد في الكتاب لسيبويهِ كثيرٌ من ألفاظ ومصطلحات عِلْمَيِ العروض والقافية، التي تدلُّ على أنه لم يكن بمعزلٍ عن بزوغ شمس هذينِ العِلمين الجديدين على يد أستاذه الخليل بن أحمد، وأنه لم يكن مثلَ الأصمعي الذي لم يُوفَّق في درس العروض، فاضطرَّ الخليل إلى صرفه برفقٍ، قائلًا له: قطِّع قول الشاعر:

إذا لم تستَطِعْ شيئًا فدَعْهُ ♦♦♦ وجَاوِزْهُ إلى ما تستطيعُ


إن القارئ للكتاب يرى تردُّد كثير من المصطلحات والألفاظ التالية: "الكف - المعاقبة - التثقيل - الإجراء - الوصل - الوقف - الزنة والوزن - البيت منكسر - المخففة - حرف الروي - الفواصل - القوافي - الإقواء - الترنُّم - القوافي مرفوعة ومنصوبة ومجرورة - الضرورة والاضطرار - التضعيف - الإدغام - الردف... إلخ".


أولًا: الكف:

في العروض: الكف: حذف النون من (مَفاعِيلُنْ ومُفَاعَلَتُنْ)، وبمعنى آخر: "حذف السابع الساكن من التفعيلة"[1].

ولقد تردَّد هذا المصطلح في كتاب سيبويه كثيرًا، وإن كان لا يعني بالضرورة ما يعنيه العروضيون به، إلا أنه ورد عنده بمعنى الحذف؛ يقول سيبويه[2]: "ولا يكون في قولهم: هم ضاربوك[3] أن تكون الكاف في موضع النصب؛ لأنك لو كففتَ النون في الإظهار لم يكن إلا جرًّا.

ويقول قبلها[4]: "وإذا قلتَ: هم الضاربوك، وهما الضارباك، فالوجه الجر؛ لأنك إذا كففتَ النون من هذه الأسماء في المظهر كان الوجه الجر، إلا في قول مَن قال: "الحافظو عورة العشيرة".


ويقول في موضع آخر[5]: "وقال ابن مقبل[6]:

يا عينُ بكِّي حُنَيفًا رأسَ حيِّهمِ ♦♦♦ الكاسِرينَ القنا في عورةِ الدُّبُرِ

فإن كففتَ النون[7] جَرَرْتَ، وصار الاسم داخلًا في الجار بدلًا من النون؛ لأن النون لا تعاقب الألف واللام، ولم تدخل على الاسم بعد أن ثبتت فيه الألف واللام؛ لأنه لا يكون واحدًا معروفًا ثم يثنَّى، فالتنوين قبل الألف واللام؛ لأن المعرفة بعد الفكرة، فالنون مكفوفة".

وهكذا نراه استخدم الكفَّ بمعنى حذف "النون"، كما هي في العروض أيضًا حذف "النون" مِن فاعِلاتن ومَفاعِيلن.


ثانيًا: الروي:

لقد تردَّد لفظ الرويِّ بكثرة لافتة للنظر، وهو أكثر من أن يحصى؛ لذلك سأكتفي بنماذج لِمَا ورد في الكتاب:

• قال[8]: "وزعم الخليل أن ياءَ يقضي، وواو يغزو، إذا كانت واحدة منهما حرفَ الروي لم تحذف؛ لأنها ليست بوصل حينئذٍ، وهي حرف روي، كما أن القاف في: (وقاتم الأعماقِ خاوي المخترق)[9] حرف الروي".

ويعني سيبويه بهذا أن الياء والواو إذا كانتا جزءًا من الكلمة غيرَ ناتجتينِ عن إشباع - وصل - لا تحذفان؛ لأن القصيدة تبنى عليهما.


• ويقول في سياق حديثه عن القافية[10]:

"واعلم أن الياءاتِ والواواتِ اللواتي هن لاماتٌ، إذا كان ما قبلها حرف الرويِّ فُعِل بها ما فُعِل بالياء والواو اللتينِ ألحقتا للمد في القوافي؛ لأنها تكون في المد بمنزلة الملحقة، ويكون ما قبلها رويًّا، كما كان ما قبل تلك رويًّا، فلما ساوتها في هذه المنزلة ألحقت لها في هذه المنزلة الأخرى".

• وفي سياق حديثه عن عدم تنوين بعض القوافي ووصلها بالإشباع يقول[11]: "وما لا يُنوَّن فيه قولهم لجرير[12]: (أقلِّي اللوم عاذلَ والعتابا).

وعلَّق بعد ذلك قائلًا[13]: "وإنما ألحقوا هذه المَدَّة في حروف الرويِّ؛ لأن الشِّعر وُضِع للغناء والترنُّم، فألحقوا كل حرف الذي حركته منه".


ثالثًا: القافية:

لقد ظفِر حديثُه عن القوافي بنصيب وافر؛ حيث خصص لها بابًا كاملًا في الكتاب، تحت عنوان "هذا باب وجوه القوافي في الإنشاد"[14].

أضاف إلى ذلك ما تردَّد من أحاديثَ شتى عنها حين معالجته للموضوعات والقضايا الأخرى، ولقد حاولتُ تقصِّي أحاديثه عن القوافي وتتبعها في كل سطر من سطور الكتاب.


• من ذلك مثلًا يقول[15]:

أما إذا ترنَّموا، فإنهم يُلحِقون الألف والياء والواو، ما يُنوَّن وما لا ينون؛ لأنهم أرادوا مدَّ الصوت، وذلك قولهم، وهو لامرئ القيس:

قِفا نبكِ مِن ذكرى حبيبٍ ومنزلي[16]

 

وقال في النصب ليزيد بن الطثرية[17]:

فبِتْنَا تَحيدُ الوحشُ عنَّا كأنَّنا ♦♦♦ قتيلانِ لم يعلَمْ لنا الناسُ مَصْرَعَا

 

وقال في الرفع للأعشى[18]:

/ هريرةُ ودِّعْهَا وإن لامَ لائمُو/

 

هذا ما ينون فيه، وما لا ينون فيه قولهم لجرير[19]:

/ أقلِّي اللوم عاذلَ والعتابا /

 

وقال في الرفع - لجرير[20]:

متى كان الخيامُ بذي طلوحٍ ♦♦♦ سُقيتِ الغيثَ أيتها الخيامُو

 

وقال في الجر: لجريرٍ أيضًا[21]:

أَيْهاتَ منزلُنا بنَعْفِ سُوَيقةٍ ♦♦♦ كانت مباركةً من الأيامِي

وإنما ألحقوا هذه المَدَّة في حروف الروي؛ لأن الشعر وُضِع للغناء والترنم، فألحقوا كل حرف الذي حركته منه".


ويلاحظ أن الشواهد السابقة تدور حول القوافي، وما فيها من رويٍّ مرفوع أو مجرور أو منصوب، وما يخرج منه من وصل يشبه حركة حرف الرويِّ قبله؛ حيث يوصل بالواو إذا كان الرويُّ مرفوعًا، ويوصل بالألف إذا كان الرويُّ منصوبًا، ويوصل بالياء إذا كان الرويُّ مجرورًا.

كما يلاحظ أن سيبويهِ كتب شواهدَه السابقة كتابةً عروضية؛ حيث أظهر الرويَّ وفيه وصله؛ مثل (منزلي)، و(مصرعا)، و(لائمو)، و(الخيامو)، و(الأيامي)، وهذا فعل خبيرٍ بالعروض عليمٍ بالقوافي.

ولقد وردت في الكتاب إشارات عديدة إلى مصطلح القافية؛ ذلك مثل قوله: "وجميع ما لا يُحذف في الكلام وما يختار فيه ألا يحذف، يُحذَف في الفواصل والقوافي"[22].

ويقول أيضًا: "واعلَمْ أن الساكن والمجزوم يقعانِ في القوافي، ولو لم يفعلوا ذلك لضاق عليهم، ولكنهم توسَّعوا فيه، فإذا وقع واحد منهما في القافية حُرِّك"[23].


وقد يُطلِق سيبويهِ لفظَ "القوافي"، ويريد "الروي"، من باب إطلاق العامِّ وإرادة الخاصِّ، من ذلك تعليقه على قول العُجير السلولي[24]:

وما ذاك إن كان ابنُ عمِّي ولا أخي ♦♦♦ ولكنْ متى ما أملِكِ الضرَّ أنفعُ

حيث قال: "والقوافي مرفوعة".

 

• ومنه أيضًا تعليقه على قول امرئ القيس[25]:

فقلتُ له لا تَبْكِ عينُك إنما ♦♦♦ نُحاوِلُ ملكًا أو نموتُ فنُعْذَرَا

حيث قال: "والقوافي منصوبة".


• ومنه أيضًا تعليقه على قول ابن مقبل[26]:

أصبح الدهرُ وقد ألوى بهم ♦♦♦ غيرَ تقوالِكَ من قيلٍ وقالِ

حيث قال: "والقوافي مجرورة".


رابعًا: الردف:

عروضيًّا: الردف: حرفُ مدٍّ أو لِين، يكون قبل الرويِّ، ولا فاصل بينهما، ويشترط فيه الآتي:

1- إذا كان ألفًا وجب التزامه في كل القصيدة.

2- إذا كان واوًا أو ياءً جاز التبادل بينهما؛ حيث إنه لا يلزم التزام أحدهما دون الآخر.

ونرى هذا واضحًا في قول سيبويه في الكتاب، في مجال حديثه عن الإدغام، يقول[27]: "كل شعر حذفتَ مِن أتم بنائه حرفًا متحركًا أو زِنَة حرف متحرك، فلا بد فيه من حرف لِين للردف؛ نحو[28]:

وما كل ذي لبٍّ بمُؤتِيكَ نُصحَه ♦♦♦ وما كلُّ مُؤتٍ نصحَه بلبيبِ

فالياء التي بين الباءين ردف".


ويقول محقق الكتاب الأستاذ عبدالسلام هارون في الهامش:

"الشاهد وقوع الياء ساكنةً، وقبلها كسرة لِما فيها من المد، فوقع الحرف المتحرك في إقامة الوزن، ولذلك لزمتْ هذه الياء حرف الروي وكانت ردفًا، لا يجوز في موضعها إلا الواو إذا كانت في المد بزنتها".

والكلام هنا واضح، ولا يحتاج إلى تعليق.


خامسًا: الإقواء:

الإقواء في العروض: هو اختلافُ حركة الرويِّ المطلق بالضم والكسر؛ مثل قول النابغة الزبياني:

مِنْ آلِ ميَّةَ رائحٌ أو مُغتَدِ
عَجْلانَ، ذا زادٍ، وغيرَ مُزوَّدِ
زعم البوارحُ أن رحلتَنا غدًا
وبذاك خبّرنا الغرابُ الأسودُ

حيث جاء الرويُّ في البيت الأول مجرورًا، بينما جاء الروي في البيت الثاني مرفوعًا، وهو ما يسمى في العروض بالإقواء.


وإننا نرى أن سيبويه قد ذكر هذا عند حديثه عن الساكن والمجزوم في القوافي؛ حيث يقول[29]: "فإذا حرَّكوا واحدًا منهما صار بمنزلة ما لم تَزَلْ فيه الحركة، فإذا كان كذلك ألحقوه حرف المد، فجعلوا الساكن والمجزوم لا يكونان إلا في القوافي المجرورة؛ حيث احتاجوا إلى حركتها، كما أنهم إذا اضطروا إلى تحريكها في التقاء الساكنين كسروا".

ومثَّل لنا بقول طَرَفة، وقال "قال طرفة[30]:

متى تأتِنا نَصْبَحْكَ كأسًا رَوِيَّةً ♦♦♦ وإن كنتَ عنها غَانِيًا فَاغْنِ وازْدَدِ

ولو كانت في قوافٍ مرفوعة أو منصوبة كان إقواءً".


سادسًا: المعاقبة:

المعاقبة في العروض بين حرفين، إذا سقط أحدهما ثبت الآخر عقيبه، فيجوز أن يثبتا معًا، ويجوز أن يسقطا معًا[31].

ولقد ورد هذا المصطلح في كتاب سيبويه، وهو يعني به ما عناه العروضيون؛ فمثلاً يقول سيبويه[32]: "وزعم عيسى أن بعض العرب ينشد هذا البيت (لأبي الأسود الدؤلي)[33]:

فألفيتُه غيرَ مستعتبٍ ♦♦♦ ولا ذاكرَ اللهِ إلا قليلا

لم يحذف التنوين استخفافًا ليعاقب المجرور، ولكنه حذفه لالتقاء الساكنين، وهذا اضطرارٌ".

وأيضًا يقول[34]: "وقال رجل من الأنصار:

الحافظو عورةَ العشيرةِ لا ♦♦♦ يأتيهم مِن ورائنا نَطَفُ[35]

لم يحذف النون للإضافة، ولا ليعاقب الاسم النون، ولكن حذفوها كما حذفوها من اللذينِ والذينَ؛ حيث طال الكلام، وكان الاسم الأول منتهاه الاسم الآخر".


ويقول أيضًا[36]: وقال ابن مقيل:

يا عينُ بكِّي حُنَيفًا رأسَ حيِّهمِ ♦♦♦ الكاسِرينَ القنا في عورةِ الدُّبُرِ

فإن كففتَ النون جررتَ، وصار الاسم داخلًا في الجارِّ بدلًا من النون؛ لأن النون لا تعاقب الألف واللام.


سابعًا: انكسار الوزن:

لا شك في أن استخدام هذا المصطلح، للحكم على أبيات الشعر دليلٌ على رهافة أُذُن المتلقي، ورفعة حسِّه الموسيقيِّ، وهذا لا يأتي من فراغ وإنما ينبع من نفس واعية بعلم العروض، داريةٍ به، مستوعبة لقواعده.

ولقد تردَّد في الكتاب لفظ "انكسار الوزن"، ولفظ "انكسر البيت"، ولفظ "والبيت منكسر"، و"لأن النصب لا يكسر البيت"، و"لانكسر الشعر"، كما نلاحظ أنه يستخدم لفظ "الزِّنَة" التي بمعنى تحقق الوزن العروضي في مقابل لفظ "الكسر".

من ذلك مثلًا نراه يقول[37]: قال الفرزدق:

راحَتْ بمَسْلَمةَ البِغالُ عشيَّةً ♦♦♦ فَارْعَيْ فِزارةُ لا هناك المرتعُ

فأبدل الألف مكانها - الهمزة - ولو جعلها بين بين لانكسر البيت[38].


ويقول سيبويه مستخدمًا لفظ "الزنة" - كما سبق أن ذكرنا - في مقابل لفظ (الكسر)، يقول: "واعلم أن الهمزتينِ إذا التقتا وكانت كل واحدة منهما من كلمة، فإن أهل التحقيق يُخفِّفون إحداهما ويستثقلون تحقيقهما؛ لِما ذكرت لك، كما استثقل أهلُ الحجاز تحقيق الواحدة، فليس من كلام العرب أن تلتقي همزتانِ فتُخفَّفا، ومن كلام العرب تخفيف الأولى وتحقيق الآخرة"[39].


وقد مثَّل لنا سيبويه بأمثلة عدة؛ منها:

"والمخففة فيما ذكرنا بمنزلتها مخففة في الزنة، يدلك على ذلك قول الأعشى[40]:

أَأَنْ رَأَتْ رجلًا أَعْشَى أضرَّ بهِ ♦♦♦ ريبُ المَنونِ ودهرٌ مُتبِلٌ خَبِلُ

فلو لم تكن بزنتها محقَّقة لانكسر البيت"[41].


ويقول أيضًا حول اجتماع الهمزتين وتخفيف ثانيهما[42]:

"والمخفَّفة بزنتها محققة، ولولا ذلك لكان هذا البيت منكسرًا، وإن خففت الأولى أو الآخرة:

/ كلُّ غرَّاءٍ إذا ما برزت /

ويقول[43]: "قال الشاعر: هو أبو النجم العجلي:

قد أصبحَتْ أمُّ الخيارِ تدَّعي ♦♦♦ عليَّ ذنبًا كلُّه لم أَصْنعِ

فهذا ضعيف، وهو بمنزلتِه في غير الشعر؛ لأن النصب لا يكسر البيت، ولا يحل به ترك إظهار الهاء، وكأنه قال: كله غير مصنوع.


ويقول[44] أيضًا حين حديثه عن الإخفاء: "ومما يدلُّك على أنه يخفى، ويكون بزنة المتحرك، قول الشاعر:

وإنِّي بما قد كلَّفَتْني عَشيرتي ♦♦♦ مِن الذَّبِّ عن أعراضِها لحقيقُ

 

وقال عيلان بن حُرَيث[45]:

وامتاح مني حلباتُ اللهاجمِ ♦♦♦ شأوَ مُدِلٍّ سابقِ اللهاممِ

 

وقال أيضًا[46]:

/ وغير شُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم /

فلو أسكن في هذه الأشياء لانكسر الشعر، ولكنا سمعناهم يُخْفُون.


ثامنًا: مصطلحات أخرى:

لقد ورد بالكتاب مصطلحات أخرى غير ما ذكرنا، إلا أن ورودها كان قليلًا؛ من ذلك حديثه عن الترنم[47]، والفواصل، والتثقيل، والإجراء، والوصل، والوقف، والقوافي المقيدة.

أ- من ذلك ما نراه من حديثه عن أوجه الترنم؛ حيث يقول عن أهل الحجاز: "وأما أهل الحجاز، فيَدَعُون هذه القوافي - ما نُوِّن منها وما لم يُنوَّن - على حالها من الترنم"[48].

ويقول عن بني تميم: "لَمَّا لم يريدوا الترنم، أبدلوا مكان المدة نونًا، ولفظوا بتمام البناء وما هو منه[49]"، وبعدها يقول: "سمعناهم يقولون[50]:

/ يا أبَتا عَلَّكَ أو عَساكَن /.


ب- ويقول عما يحذف في الفواصل والقوافي: إنه يحذف فيهما جميع ما لا يحذف في الكلام، وما يختار فيه ألا يحذف، ومثَّل لنا بالفواصل في قوله تعالى: ﴿ مَا كُنَّا نَبْغِ ﴾ [الكهف: 64]، و﴿ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32][51].


وأما الحذف في القوافي، فقد مثَّل لنا منه بقول زُهير[52]:

وأراكَ تَفْرِي ما خلقتَ وبَعْـ ♦♦♦ ـضُ القومِ يَخلُقُ ثُمَّ لا يَفْرْ

 

ج- ويقول عن التثقيل، والإجراء، والوصل، والوقف:

"ومن العرب مَن يثقل الكلمة إذا وقف عليها، ولا يثقلها في الوصل، فإذا كان الشعر، فهم يُجْرونه في الوصل على حاله في الوقف نحو: سَبْسَسَّا وكَلْكَلَّا؛ لأنه قد يُثقِلونه في الوقف، فأثبتوه في الوصل، كما أثبتوا الحذف في قوله: "لنفسه مقنعا"[53].

وإنما حذفه في الوقف، قال رُؤْبة:

/ ضخمٌ يُحِبُّ الخلقَ الأَضْخَمَّا /

يُروَى بكسر الهمزة وفتحها، قال بعضهم "الضِّخِمَّا" بكسر الضاد"[54].


د- ويقول عن الوقف في موضع آخر: "واعلَمْ أن الشعراء إذا اضطروا حذفوا هذه الهاء[55] في الوقف؛ وذلك لأنهم يجعلون المَدَّة التي تلحق القوافي بدلًا منها"[56].

• ولقد ذكر مصطلح "القوافي المحذوفة" أثناء حديثه عن الإدغام، يقول: "أَلَا ترى أنك تقول: اخشوا واقدًا، فتُدغِم واخشى ياسرًا، وتُجريه مجرى غير الواو والياء، ولا يجوز في القوافي المحذوفة"[57].



[1] الكتاب البارع؛ لابن القطاع 215.

[2] الكتاب: 1/ 187.

[3] حذف النون من (ضاربون) يسميه كفًّا.

[4] الكتاب: 1/ 187.

[5] الكتاب: 1/ 183.

[6] ديوانه ص 83، والشاهد إثبات النون مع أل في الكاسرين، بخلاف التنوين؛ فإنه لا يثبت مع أل.

[7] يعني النون في الكاسرين.

[8] الكتاب: 4/ 210.

[9] لرؤبة في ديوانه ص 104.

[10] الكتاب: 4/ 209.

[11] الكتاب: 4/ 205.

[12] الشاهد فيه إجراء المنصوب المقرون بألف واللام مجرى غير المقرون بها في إثبات الألف لوصل القافية.

[13] الكتاب: 4/ 206.

[14] الكتاب: 4/ 204.

[15] الكتاب: 4/ 204.

[16] من معلقة امرئ القيس، وشطره الثاني/ بسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخولِ فحومل/، والشاهد فيه وصل اللام - الروي - بالياء، وهي مناسبة لحركة الروى الكسرة.

[17] البيت يروى لامرئ القيس؛ انظر ديوانه ص 242، والشاهد فيه إثبات الألف في الوقف؛ للترنم.

[18] انظر: ديوان الأعشى ص 56، وعجزه/ غداة غدٍ أم أنت للبينِ واجمُ/.

[19] انظر: ديوانه ص 64، وعجزه / وقُولي إن أصبت: لقد أصابا/، والشاهد إثبات أن المنون في القوافي يجري مجرى غير المنون.

[20] ديوانه ص 512، والشاهد فيه وصل القافية المقرونة بأل في حال الرفع بالواو كوصل غير المقترن بها.

[21] الشاهد فيه كالشاهد في قبله؛ حيث وصل بالياء.

[22] الكتاب: 4/ 184.

[23] الكتاب: 214.

[24] الكتاب: 3/ 78.

[25] الكتاب: 3/ 47.

[26] الكتاب: 3/ 268 - 269.

[27] الكتاب: 4/ 438.

[28] ديوان أبي الأسود الدؤلي ص 96، وهامش كتاب سيبويه 4/ 438.

[29] الكتاب: 4/ 24.

[30] الكتاب: 4/ 214، والبيت من معلقة طرفة، والشاهد فيه وصل "ازدد" بالياء للترنم، وهو في أصله فعلُ أمرٍ مبني على السكون.

[31] الكتاب البارع في العروض ص 216.

[32] الكتاب: 1/ 169.

[33] انظر الخزانة 4/ 554 والكتاب: 1/ 169، والشاهد حذف التنوين من ذاكر لالتقاء الساكنين ونصب ما بعدها، وإن كان الوجه الإضافة (هامش الكتاب: 1/ 169) .

[34] الكتاب: 1/ 185 - 186.

[35] في هامش الكتاب: 1/ 185، البيت لعمرو بن امرئ القيس الخزرجي، والشاهد أعمال الحافظين مع حذف نونها، على نية إثباتها لأنها لا تعاقب الألف واللام.

[36] الكتاب: 1/ 83.

[37] الكتاب: 3/ 554.

[38] الشاهد في البيت إبدال همزة "هناك" ألفًا، للضرورة.

[39] الكتاب: 3/ 548.

[40] الشاهد فيه تخفيف همزة من (أان)، وجعلها بين بين، والاستدلال على حركتها، أنها لو لم تُحرَّك لانكسر البيت، كما أنها لو كانت ساكنة، لالتقى سكونها بسكون النون، وهذا لا يكون في الشعر إلا في القوافي؛ 3/ 550.

[41] الكتاب: 3/ 548.

[42] الكتاب: 2/ 550، والشاهد تحقيق همزة غرَّاء، ونطقها بين بين، لكنها محققة في الوزن، وإلا انكسر البيت.

[43] الكتاب: 3/ 550.

[44] الكتاب: 4/ 438، والشاهد إخفاء الباء عند الميم في "بما".

[45] الشاهد إخفاء الميم الأولى في اللهامم، جمع لُهموم بالضم، وهو السريع من الخيل، وأصله اللهاميم؛ (هامش الكتاب: 2/ 550) .

[46] الشاهد فيه إخفاء الميم الأولى في "يَحامم" باختلاس حركتها؛ حيث لم يمكنه الإدغام، واليحامم جمع يَحموم، وهو الأسود، وأصلها اليحاميم؛ (الكتاب، هامش ص 4/ 438) .

[47] سوف نتحدث عن هذا الموضوع تفصيلًا في باب التقعيد العروضي والقافوي.

[48] الكتاب: 4/ 206.

[49] المصدر السابق.

[50] الكتاب: 4/ 207، وهو للعجاج.

[51] الكتاب: 4/ 184.

[52] الكتاب: 4/ 185، والشاهد فيه حذف الياء في الوقف من قوله "يفري"، فيمن سكن الراء ولم يُطلق القافية، وإثبات الياء أكبر وأقيس؛ لأنه فعل لا يدخله التنوين ويُعاقَب ياؤه في الوصل، فيحذف لذلك؛ مثل قاضٍ؛ انظر هامش الكتاب: 4/ 185.

[53] هذا جزء من بيت ورد في الكتاب: 1/ 28، لمالك بن خريم الهمداني، هو:

فإن يَكُ غثًّا أو سمينًا فإنني ••• سأجعلُ عينَيْه لنفسِه مقنعا

[54] الكتاب: 1/ 29.

[55] في مثل "فزارة" تحذف الهاء منها وتبدل ألفًا، فتصير (فزارا) .

[56] الكتاب: 2/ 342.

[57] الكتاب: 4/ 438.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إحياء العروض
  • المؤتمر الدولي الخامس لقسم "النحو والصرف والعروض" بجامعة القاهرة
  • عند " قاض".. يلتقي النحو والصرف والأصوات والعروض
  • التقطيع بين العروض والأصوات وبين القرائية
  • أحكام العروض والقافية في كتاب سيبويه
  • إنصاف "علم العروض" (رسالتي للنقاد والمهتمين بالشعر)
  • مختصر كتاب سيبويه على وفق تحقيق البكَّاء نشر معهد المخطوطات العربية
  • الحسبة العلمية وقراءة تراث سيبويه
  • أهدى سبيل إلى علمي الخليل (العروض والقافية) لمحمود مصطفى

مختارات من الشبكة

  • عرض كتاب: تقاليد المخطوط العربي معجم (مصطلحات وببليوجرافية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • فهرس المصطلحات الواردة في كتاب (معجم المصطلحات السياسية في تراث الفقهاء)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • صدر حديثاً كتاب (مصطلحات علوم القرآن) لمجموعة من الباحثين(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • مركزية مصطلحات سيبويه الصوتية في الثقافة العربية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (3) مصطلحات خاصة بنوعية السوق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوجيز في أحكام التداولات المالية المعاصرة (2) مصطلحات خاصة بالتداول(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معرفة العلاقة بين مصطلحات الظواهر النحوية ومفاهيمها مفتاح تحصيلها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مصطلحات النحو العربي في القرن الأول الهجري (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • برنامج: من دونه (2) مصطلحات يجب أن تفهم(مادة مرئية - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • ترجمة بعض مصطلحات في علوم القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب