• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة
علامة باركود

لديها حلم.. وتحقق

د. زلفى أحمد محمد الخراط

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/11/2016 ميلادي - 14/2/1438 هجري

الزيارات: 4528

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لديها حُلم.. وتحقَّق

(مذكرات داعية في جزر سيشل)


لم يكن يدور بخَلَد "ذُكاء" أنها ستصبح في يوم من الأيام داعية إلى الله تعالى في مكان ناءٍ غير متناهٍ في الجمال كجزر سيشل الحالمة.. كانت في طفولتها ترقُب صديقات أمها الداعيات، وهن يُلقين مواعظَهن ونصائحهن على الأُخريات، فتعجب مِن سمتهن ووقارهن، وتسرح بخيالها مستشرفةً المستقبل، متخيلةً نفسها مكان واحدة منهن والنساء متحلِّقات حولها يسمعن بشغَف مواعظَها وحكاياتها الدينية المشوقة.. ولم تكن تدري ما تخبئ لها الأقدار.

 

كانت ذُكاء - بحكم تربيتها الدينية - ميالة للأخوات المتدينات، تواقةً دومًا لدعوة الناس للخير، فكانت حريصةً منذ نعومة أظفارها على الالتحاق بجماعة التربية الإسلامية في حصص النشاط المدرسي.. فنشأت وترعرعت في أحضان الشريعة الإسلامية، وكلما كبِرت كبر معها حُلمها بأن تجلس يومًا مجلس الداعية إلى الله تعالى، ولم تكن تدري ما تخبئ لها الأقدار.

 

ولما بلغت المرحلة المتوسطة شاهدت مع والدها إحدى مناظرات الشيخ أحمد ديدات مع القس النصراني سواجارت، فأُعجبت كثيرًا بشخصيته المحترمة الواثقة، وتطلعت بشغفٍ أن تتعلم اللغة الإنجليزية؛ لتستثمرها في يوم من الأيام في الدعوة إلى الله تعالى ودِينه القويم، ولم تكن تدري ما تخبئ لها الأقدار.

 

وفي المرحلة الثانوية سافر والداها إلى كندا لزيارة عمها وعائلته، فكانت بعد عودتهم تستمع بشغف إلى حكايات والدها عن المحاضرات التي ألقاها على الجالية الإسلامية هناك، وإعجابهم البالغ بها، فتتطلع إلى الأفق البعيد لترى نفسها داعية شابة تجلس أمام جالية إسلامية في دولة غربية تُحدثهم بلغتهم، وهم يُرهفون السمع لها، ويستزيدون من أحاديثها الطيبة، ولم تكن تدري ما تخبئ لها الأقدار.

 

وجاء اليوم الذي كشف فيه القدَرُ عن بعض خباياه، فتحقَّق بكشفه ذاك حُلمُ ذُكاء، وها هي تشهد بوادر تحقق ذاك الحلم تلوح في الأفق.. فقد عُرض عليها السفر مع زوجها في شهر رمضان إلى جزر سيشل بغرض الدعوة إلى الله تعالى.. وها هي تترقب يوم السفر بنفس متحمسة وقلب متلهف لبَدْء دعوتها وعيش حُلمها..

 

صباح يوم الجمعة كانت بداية الرحلة، إذ انطلقت مع زوجها من مطار المدينة المنورة إلى مطار الدوحة في قطر، وبعد لَأْيٍ، من الدوحة إلى فكتوريا عاصمة جزيرة (ماهي) كبرى جزر سيشل في المحيط الهندي، وكان الوصول قرب الفجر.. وخلال الرحلة كانت ذُكاء تفكر مليًّا فيما يجب تقديمه من محاضراتٍ وتوجيهات للجالية الإسلامية هناك..

 

لدى اقترابهم من الجزر بُهروا بمنظر شروق الشمس وهي تتسلل بخفية بين الغيوم، والمحيط هادئ صافٍ، والجزر الخضراء كملكة فوق عرشها الأزرق..

 

هبطت الطائرة على مدرجٍ معشوشبٍ يانعِ الخضرة ملاصقٍ للبحر، في مطار بُني من الخشب والسعف وبعض أجزاء من الإسمنت والحديد، مكوَّن من عددٍ من الأكواخ المتلاصقة، جامع بين البساطة والتواضع مع جمال المنظر وروعته، مما جعلهم يشعرون وكأنهم في أحضان ماضٍ من الحياة الريفية المتواضعة..

 

في هذه الجُزر الساحرة كان صوت الطبيعة المتناغم يطرب القلوب.. فلا يصل للأسماع إلا أصوات زقزقات العصافير، وتغريد الطيور بأصواتها اللطيفة وهمساتها الناعمة، يصحَبها صوت أمواج المحيط المتكسرة على شواطئ الجزيرة تحييها بقُبلةٍ لها على سمت لها خاص، مع نسائم عليلة تعبث بأغصان أشجار كثيفة متنوعة، فيغدو الكون نظْمًا رائعًا يعجِز البشر عن تأليف مثيل له.

 

الحياة في هذه الجزر حياة بدائية؛ إذ تطل البلدة على المطار بلا مسافة تُذكر.. ومنازلها أكواخٌ صغيرةٌ تلاصق بعضها ببعض، أو فصل بينها غابة غنَّاء، أو شجيرات جميلة، أو مساحة عشبية بديعة، وأغلبها مكوَّن من طابق أو طابقين، أما الثلاثة فنادر..

 

استقبَلهم أحد الإخوة من أهل المنطقة، وكان يتحدث الإنجليزية.. وأخذهم إلى الفندق المُعد لإقامتهم.. وكان فندقًا جبليًّا مطلًّا على وادٍ أخضر مُشجرٍ، والمحيط من خلفه يحييهم على استحياء، ومن خلال شرفة مطعم الفندق تبدو مشاهدة الجزيرة بأبهى حلة وأكمل زينة.. ولم يعِبْ ذلك الفندق إلا بُعده عن مركز البلد، وعدم توافر الخدمات حوله؛ لذا لم يَرُقْهم، ونقلوا متاعهم إلى فندق أكثر ملاءمة لطبيعة المهمة المنوطة بهم، بعد رحلة بحث مُضنية من البحث..

 

قبل المغرب كانوا أفضل حالًا بعد أن نفضوا عنهم وعثاء السفر، فبدؤوا الاستعداد للذهاب إلى المسجد لتناول الفطور مع الجالية الإسلامية..

 

كان المسجد صغيرًا متواضعًا مكونًا من قسمين: قسم للرجال، وآخر للنساء.. أنشأته الحكومةُ الإماراتية للجالية الإسلامية في سيشل، وكانوا خليطًا من الباكستانيين وأهل البلد، وفيه دار نقاش بينهم وبين المسؤول عن النشاط الدعوي على البرنامج الذي سيُقدمونه أثناء إقامتهم في سيشل، فتَقرر أن يصلي الزوج التراويح في المسجد الثاني في الجزيرة، مع تدريس القرآن صباحًا وعصرًا في المسجد الرئيس، أما هي فعليها إلقاء محاضرة في الصباح، وتدريس القرآن في العصر في المسجد الرئيس أيضًا، وكم دُهشت عندما أُخبرت أن عليها إلقاءَ المحاضرات باللغة الإنكليزية؛ إذ لا وجود لِمَن يتحدث العربية من الأخوات، فالجميع هنا في سيشل يتحدثون الإنكليزية، بالإضافة إلى الفرنسية ولغتهم الخاصة، ولم يكن ذلك في حسبانها؛ إذ خططت لإلقاء محاضراتها باللغة العربية، ثم تتم الترجمة من بعدها من قِبل إحدى الأخوات.

 

الفجر في سيشل من أروع الأوقات.. الجو لطيف، والمطر هتان، والنسائم العليلة تداعب الأشجار الباسقة.. أما شاطئها فحكاية حلوة وحده: رمل أبيض ناعم، ومحيط ذو موج متلاطم، وجبل أخضر يطلُّ عليه بهيبة، وغابات باسقة الشجر من أشجار المانجو وجوز الهند.

 

في العاشرة من اليوم التالي كان موعد لقائها الأول مع الأخوات، عرَّفْتهم في البداية بنفسها، مُبديةً إعجابًا شديدًا بالجالية المسلمة، وبجزيرتهم الجميلة، وبالجو الرائع البديع.. ثم بدؤوا بالقراءة الجماعية لبعض السور الصغيرة، وشرحت لهن بعض المعاني البسيطة منها، ثم بدأت القراءةَ الفردية، مع شرح بعض مبادئ التجويد..

 

بعد انقضاءِ أول يوم من الدوس وتحفيظ القرآن وصلاة التراويح أحبَّتْ ذُكاء قضاء بعض الوقت بالمشي على ساحل البحر.. ومع أن الظلام كان دامسًا فإن ثمة أنوارًا خافتة تنبعث من الفنادق القريبة من الساحل تُنير درب الشاطئ وما حوله.. وعلى شاطئ ذاك المحيط النائي اختارَا ركنًا متفردًا، استمتعا فيه برؤية أمواج المحيط الهائجة، وهي تتحرك على الشاطئ جَيئةً وذَهابًا..

 

ومِن المواقف الطريفة التي وقعَتْ لها في هذه الجزر ما واجهَتْه من حشراتها؛ إذ كانت الحشرات ألدَّ عدو لها، ولسوء حظها تكثر الحشرات والهوام فيها؛ كونها جزيرةً استوائيةً كثيفة الأشجار، تتطفل حشراتها على المنازل بلا استئذان، وقد صادفَتْ مرةً عنكبوتًا كبيرًا بحجم الكف، فاستدعت الخادمة لقتله، فتعجبَتْ من خوفها من هذه الحشرات، وببساطة متناهية ضربَتِ العنكبوت بطرف مكنسة القش، ثم حملتِ العنكبوت بيدها ببساطة، ورمَتْه في سلة القمامة كأن شيئًا لم يكن.

 

في صباح اليوم التالي ذهبت إلى المسجد في تمام العاشرة لتبدأ أولى محاضرتها، تحدثَتْ فيها عن الغرض من وجود المسلم في هذه الحياة، وتفاعلت الأخوات معها بمداخلاتهن وأسئلتهن، وكان مِن بين الحضور أطفال فوق سن الثامنة، فحاولت مشاركتهن في المحاضرة عن طريق سؤالهن بعض الأسئلة المناسبة لأعمارهن مما له علاقة بموضوع المحاضرة، ثم سألَتْهن عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، كما سألَتْهن عن أسمائهن ومعانيها، والملاحظ أن أغلبَ أسمائهن كانت باللغة العربية؛ مما يدل على عناية آبائهم بهذه اللغة العظيمة.. ثم اتفقَتْ مع الأخوات على أن تخصص لهن يومًا لفقه المرأة، واليوم الآخر لمحاضرة إسلامية تختار موضوعها، فوافقن على ذلك..

 

كانت أيامُهم في تلك الجزيرة حافلة، فشُغل الزوج بتحفيظ الشباب والفتيان وإمامة التراويح، وشُغلت ذُكاء بمحاضراتها الصباحية والتحضير لها، وترجمتها إلى الإنكليزية، وتحفيظ البنات والأخوات عصرًا، أما أوقات الراحة لهما فكانت على الشاطئ العليل بعد الفجر وفي المساء، حيث تهدأ حركةُ السائحين، ويخلو لهم جوٌّ طاهر خالٍ مِن الدَّنَس والانحلال الخُلقي.

 

محاضرة اليوم الثالث كانت تدور حول باب الطهارة وأحكامها، ثم كانت أسئلة للفتيات عن الخلفاء الراشدين وبعض الصحابة، ثم حكاية زيد بن حارثة، ومن خلالها شرحَتْ لهم حرمة التبنِّي في الإسلام..

 

أما محاضرة اليوم الرابع فكانت عن يُسر الإسلام وسماحته، تفاعَل معها الكبار والصغار، وفي آخر المحاضرة سألت الأطفال بعض الأسئلة عن الأذكار الإسلامية والأدعية وفضلها، ثم استنتجوا معًا أنها مثال بيِّن واضح عن يُسر الإسلام وسماحته؛ إذ يُعطي اللهُ المسلمَ الأجر الجزيل على ذِكر سهل بسيط يذكُرُه ويدعو الله به، وفي العصر كان درس القرآن ثم صلاة التراويح في المسجد كالعادة.

 

وفي اليوم الخامس أكملت معهن ما تبقى من أبواب الطهارة، ثم سألت الأطفال بعض الأسئلة عن الأنبياء.. ثم فُتِح باب النقاش بعد ذلك مع الأخوات والأطفال، فشكَوْا لها صعوبة الحياة في هذه الجزيرة؛ فالحياة غالية، والحجاب ممنوع في المدارس، وغير المسلمين يستهزئون أحيانًا بالمحجبات، بالإضافة إلى انتشار المخدِّرات والكحول بين الشباب.. وقد حاولت جهدها تهدئتهم، وحثهم على الصبر والجهاد في هذه الحياة، وبشَّرتهم بالأجر المضاعف من الله تعالى.

 

في جولتهما الصباحيةِ في اليوم السادس - وكان يوم جمعة - كانت مجموعة من الصيادين يقومون بسحب حبال شبكة الصيد من المحيط إلى الشاطئ بصعوبة كبيرة، ولم يحالفهم الحظ؛ إذ اصطادوا القليل من السمك، وقد علموا فيما بعدُ أن سبب قلة السمك هيجان المحيط في هذا الوقت من العام.

 

وفي ذلك اليوم لم يكن لديها درس صباحي؛ لانشغال الناس بصلاة الجمعة.. فقاموا برحلةٍ لاكتشاف الجزيرة بصحبة أحد الإخوة، زاروا فيها الشاطئ الجنوبي للجزيرة، ويمتاز بروعته ونظافته وهدوئه مقارنة بالجانب الشرقي، كما أن الطبيعة فيه أجمل، والكثافة السكانية أقل، وشاهدوا في هذه الرحلة تلك المنازل التي اشتراها الروس على الجبل، ثم صادرتها الحكومة السيشلية عندما اكتشفت أن أولئك الروس كانوا من عصابة المافيا، كما شاهدوا قصورًا لأغنياء من دولة الإمارات، اشترَوْا أراضي واسعة من سيشل وبنوا عليها، وأراضي اشترتها حكومة قطر لتبني عليها مشروعات سياحية في المستقبل، ومروا بقصر أحد الأثرياء السعوديين.

 

استمتعوا بمشاهدة الكثير من أشجار الفواكه المتنوعة، والأزهار الغريبة ذات الألوان الزاهية، ورأَوُا الباعة المتجولين الذين يقطفون الفواكه من الأشجار؛ لبيعها لاحقًا، ومنها: فاكهة البابايا، وفاكهة الخبز، وفاكهة النجمة، والتفاح والمندرين والمانجو وجوز الهند البني والبرتقالي وغيرها.

 

في ذلك المساء تعرفَتْ ذُكاء في المسجد الآخر على زوجة إمام المسجد، واقترحَتْ عليها مشروع كتابة مقالة بعنوان: (كيف أسلمت؟!)، وطلبت منها مساعدتها مع رفيقاتها بأن يكتبن لها كيف تحولن من النصرانية إلى الإسلام، فوعدتها خيرًا.. وكانت اقترحت على إحدى المشرفات في المسجد الرئيس الفكرة نفسها، فتشجعت كثيرًا، ووعدتها أن تُعلق إعلانًا عن ذلك في المسجد لتحفيز الناس على المشاركة..

 

بعد ظهر يوم السبت انطلقوا في جولة في الجزيرة، فزاروا أحد الشواطئ، ثم الحديقة العامة ذات الأشجار المزهرة والبحيرات الصافية والنهر الرقراق، وفي العصر ركبوا سفينة في المرفأ لتقلَّهم من كبرى جزر سيشل: (ماهي) إلى جزر أخرى من جزر سيشل.

 

كان التعب الذي نالهم من السفينة يفوق المتعة بمراحل؛ فالمحيط في هذا الوقت من العام شديد الهيجان، لا يستقر له موج، ولا تصفو له نسمة، مما يجعل حركة السفن فيه صعبة؛ إذ تتلاعب الأمواج بها يمنة ويسرة، طلوعًا ونزولًا، مع مطبات مائية تزيد الطين بلة، والمصاعب شدة، مما جعل الكثير من الركاب يشعرون بالدوار والغثيان، وقد حدَّثهم صديق لهم أن سائحًا روسيًّا ركب هذه السفينة أول مرة، فذُعر من حركتها الخطيرة تلك، فظن أن المَنيَّة ستوافيه على ظهرها، فانهار وانخرط في موجة من البكاء شديدة.

 

بعد عناءٍ دام خمسًا وأربعين دقيقة من النصَب والوصَب والتعب وصولوا إلى محطتهم الأولى: (جزيرة براليه).. وكانت جنة الله في أرضه، وفاقت سابقتها في الخضرة والجمال وتنوع الأشجار والثمار، مع جو لطيف معتدل طوال أيام العام.. وكانت جزيرة محمية؛ إذ تفرض الحكومةُ قانون منع العبث بأشجار غاباتها، أو قطف الثمار منها؛ وذلك لتسقط الثمار من الأشجار، فتنمو أشجار جديدة، كما يمنع تنظيف الغابات، أو رمي المخلفات فيها؛ لتبقى الغابة على طبيعتها كما خلَقها الله تعالى..

 

في تلك الجزيرة استقبلَهم أحد الدعاة، وكان يتقن العربية؛ لأنه أحد خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، أوصلهم إلى مسجد الجزيرة، وقد أفطروا هناك، وصلَّوُا المغرب، ثم استأذنوا للراحة.. وقرب المسجد كان مقر إقامتهم، في شقة كبيرة فاخرة مكونة من طابقين، ومجهزة بكل ما يُحتاج إليه، ويُسمونها (بيت الضيافة)، وهي ملكٌ لرجل ثري كان مسؤولًا في الحكومة، أسلم قبل ستِّ سنوات، وسخَّر نفسه وماله لخدمة الدعوة الإسلامية ودعمها..

 

بعد صلاة العشاء والتراويح في المسجد، تعرفت ذُكاء على بعض الأخوات، وتجاذبت معهم أطراف الحديث، ونصحتهن بعض النصائح، ثم كان الخلود للنوم خيرَ وسيلة للراحة بعد رحلتهم المُضْنية.

 

بعد فجر اليوم التالي أخذهم الداعية في رحلة لمشاهدة جزيرة (براليه)، فتجولوا على الشاطئ وفي الغابات، وصعِدوا الجبل والتلال، فشاهدوا عن بُعدٍ جزيرةً يسمونها (بنت العم)، وجزيرة أخرى يسمونها (بنت الخال).. مشَتْ ذُكاء أول مرة حافية على الشاطئ ذي الرمل الأبيض الناعم النظيف، وماء المحيط الصافي الرقراق.. مرُّوا بفندقٍ لأمير خليجي مكونٍ من قسمين: شقق للتمليك، وفندق للإيجار، كما شاهدوا قصرَه الذي لم يتمَّ بناؤه بعد.. وفي نهاية الجولة توقفوا عند مدخل غابة محمية، شاهدوا فيها جوز الهند الغريب الذي لا يتوافر منه في العالم كله إلا في هذه الجزيرة، والغريب في هذا الجوز أن ذكَر الشجر منه يشبه الإنسان الذكر، وأنثى الشجر منه تشبه الإنسان الأنثى، وشجرة الجوز هذه يزرعونها فتسير جذورها مسافة خمسة أمتار ثم تبدأ بالنمو، وبعد ثلاثين سنة تبدأ ثمارها بالظهور، وثمرة الجوز الناضجة مسجلة في موسوعة (غينيس) على أنها أكبر ثمرة جوز هند في العالم.

 

في أثناء جولتهم على هذه الجزيرة تجاذبوا أطراف الحديث مع الداعية، فحدثهم عن تاريخ الإسلام في جزر سيشل، وتعرف أهلها على الإسلام عن طريق التجار الهنود منذ مائة وخمسين سنة، ولكن العجيب في الأمر أن أولئك التجار كانوا يحتكرون الإسلام، فلا يسمحون لأحد باعتناقه، ثم بدأ رويدًا رويدًا بالانتشار.. أما في جزيرة (براليه) فقد بدأ الإسلام منذ ست سنوات، وكان عدد المسلمين ثلاثة فقط، ثم بدأ ينتشر حتى صار عدد المسلمين اليوم فيها حوالي مائتي مسلم، كلُّهم مِن أهل سيشل.

 

أما عن قصة إسلامه فقال: إنها كانت محضَ مصادفة، فقد كان لديه صديق يتعاطى المخدِّرات، حدثه يومًا عن الإسلام، وبيَّن له أنه دِين عظيم يدعو إلى التوحيد ومكارم الأخلاق، ويحرِّم ما يضر بالإنسان، ولكن نقطة ضعفه تكمن في المخدِّرات، وهي محرَّمة، وليست من الإسلام في شيء.. ثم أهداه نسخةً من القرآن الكريم مترجمة إلى الإنكليزية، فقرأها ذلك الداعية، وبدأ يسمع للشيخ أحمد ديدات، ويقرأ كتبه، حتى اقتنع بالإسلام وأعلن إسلامه، وبقصته هذه لفت الانتباه إلى أن الدعوة إلى الإسلام واجبة على كل مسلم ومسلمة مهما كان تقصيره في جَنْبِ الله، ولا يحتقر نفسه ويزدريها بسبب ما يُثقل كاهله من معاصٍ وسيئات.. ثم سألوه عن مدى التزام النصارى هناك بدِينهم، فأجاب بأن غالبيتهم نصارى بالاسم فقط؛ فهم لا يتبعون النصرانية حقيقة، بل بعضهم لا يفهم تعاليمها، ثم إن ذلك الداعية سنحت له فرصة إتمام دراسته الجامعية، وحصل على منحة للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ورجع إلى سيشل بعد أن أتم دراسته، وبدأ بالدعوة إلى الله تعالى، ثم حدَّثهم عن طريقته في دعوة النصارى إلى الإسلام، فهو يبدأ معهم بالتشكيك بعقيدتهم عن طريق إثارة تساؤل: هل يختلف الابن عن الأب في الصفات البشرية؟ فلمَ إذًا تقولون: إن عيسى هو ابن الله وهو يختلف عنه؟ إن كونه ابنه يلزم أن يكون عيسى مثل الله - تعالى الله عما يشركون - أي يلزم أن يكون لكم إلهانِ اثنان، ومن هنا يبدأ النصارى المدعوون بالشك في دِينهم، ويبدؤون البحث عن الإسلام، والقراءة عنه، ومِن نتائج دعوته المباركة إسلام امرأةٍ ثرية تملِك فندقًا فخمًا، وأخرى تعمل مع الشرطة، كما أسلم رجل ممسوس قرأ عليه الرقية الشرعية، فلما شفي أعلن إسلامه..

 

وفي الجزيرة جامع تقام فيه الجُمَع والصلوات، ويؤمُّهم شيخ أسلم منذ سبع عشرة سنة، وهو أحد خريجي الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

 

كما ذكَر لهم أن جزر سيشل تتكوَّن من مائة وخمس عشرة جزيرة: أربع منها مأهولة بالسكان، أما باقي الجزر فهي إما غير مأهولة، أو أنها للسياحة، أو فيها مصانع لتعليب سمك التونة.

 

بعد تلك الجولة الماتعة تجهزوا لزيارة الجزيرة الثالثة (اللاتيك)، فركبوا سفينة، كانت لحسن حظهم خفيفةَ الوطء عليهم؛ لهدوء الموج في هذا الصباح.

 

جزيرة (اللاتيك): منطقة سياحية من الدرجة الأولى، تمتاز عن رفيقتيها بجوها الصحي؛ إذ تمنَع الحكومة استخدام السيارات فيها، وتستثني سيارات الأجرة مع ندرتها، والشاحنات لنقل البضائع فقط، وقد لا تتجاوز العشرة أو أقل؛ لذا يستخدم سكانها الدراجات للتنقل بين أرجائها.

 

في هذه الجزيرة الكثير من الطيور النادرة، والسلاحف الضخمة، كما تحوي آلات يدوية قديمة لاستخراج الزيت من جوز الهند.. ولكن مشكلتها كثرة تعرِّي زوَّارها؛ بغرض الاستمتاع بشمسها الدافئة.. تجولوا في أنحائها، وشاهدوا عن بُعدٍ الجزرَ الأخرى، كجزيرتي الأخت الصغرى والأخت الكبرى، وجزر جوز الهند، ثم دخلوا إلى الغابة، وانتقلنا عن طريقها من الشاطئ الشمالي إلى الشاطئ الجنوبي..

 

زاروا بعد تلك الجولة منزلَ أحد الدعاة في تلك الجزيرة، فحكى لهم أنه استقر في هذه الجزيرة منذ شهرين؛ بغرض الدعوة إلى الله فيها، وأسلم على يده حتى الآن سبعة رجال وثلاث نسوة، وهم يجتمعون عنده في رمضان للإفطار ثم العَشاء والفتوى ثم صلاة التراويح..

 

بعد الظُّهر كان موعد عودتهم إلى (ماهي) كبرى الجزر، فركبوا إحدى سفن المحيط الهائج، فكانت أمواجه تعبث بهم كريشة في مهب الريح.. وقد قيل لهم فيما بعد: إن الكثير يفضلون السفر إلى الجزر الأخرى بالطائرة في هذه الوقت من العام؛ فالمحيط هائج الموج مدة ستة أشهر في العام، أما في الستة الباقية فالجو لطيف ناعم غير مزعج البتة..

 

في صباح اليوم التالي التقت ذُكاء بالأخوات، وكان درسها لهذا اليوم عن أحكام فقه المرأة، بعد نهاية الدرس طرحت فكرة المقال الذي تنوي كتابته، وسيكون بعنوان: (كيف اعتنقتُ الإسلام؟) وطلبَتْ منهن تزويدها بتجارِبهن الخاصة عن هذا الموضوع؛ إذ كانت غالبية النسوة نصرانياتٍ تحوَّلْنَ - بفضل الله - إلى الإسلام.. وقد تفاعلَتِ الأخوات معها، وأبدَيْنَ رغبتهن في مساعدتها في كتابة هذا المقال النافع.

 

قرأَتْ مع الأخوات عصر ذلك اليوم سورتي الطارق والبروج، ثم قصت عليهم قصة أصحاب الأخدود، والفوائد المستفادة منها، وكم دُهشوا لهذه القصة، وعجبوا لثبات المؤمنين مع ما تعرَّضوا له من تعذيب بالنار في ذلك الأخدود العظيم..

 

بعد الإفطار أهدَتْها إحدى الأخوات كتابًا مصورًا فيه معلوماتٌ عن جزر سيشل وما فيها من مناطقَ سياحية، كما أهدتها أخت أخرى بيضًا لطائر معروف في هذه الجزر، غالي الثمن؛ لندرته، فلا يضع ذلك الطائر بيضه إلا في موسم معين.

 

زارهم أحد الإخوة في تلك الليلة، وحكى لزوجها عن ذكرياته في الجامعة الإسلامية، معبرًا عن حنينه الجارف للمدينة المنورة؛ فالسنوات التي قضاها فيها - على حد قوله - هي مِن أروع سنوات عمره، ثم تناقش مع زوجها حول مشاكل مسلمي سيشل الدعوية.

 

وفي هذه الأثناء شُغلَتْ ذُكاء في تحضير محاضرة الغد، وكانت عن الخوف والرجاء والحب في الشريعة الإسلامية، وكيف نجمع ونوازن بينها؟

 

بعد محاضرة اليوم التالي سألَتْ ذُكاء الصغيرات بعض الأسئلة عن فضائل السور، وقصَّت عليهن قصصًا عن الصحابة تناسب أعمارَهن الوردية الصغيرة، ثم وعدتهم أن يكون اليوم التالي - وهو آخر أيامها في سيشل - يوم مسابقة للصغيرات بعد محاضرة بسيطة.

 

التقَتْ ذُكاء بعد صلاة التراويح ذلك اليوم بأخت أهدتها كأسًا من فلين مغلفًا بقماش مزهر فيه أزهار ليلك بنفسجية، وكان من صنع يدها.. كانت تلك الأخت مسلمة جديدة تستخدم الكرسي المتحرك على إثر خطأ طبي في عملية جراحية أصابها بشلل نصفي.. أسلمَتْ منذ ثمانية أشهر على يد إمام المسجد، التقى بها في الطريق في أحد أيام الجُمَع أثناء ذهابه إلى الصلاة، فساعدها في تحريك كرسيها، ولما سألَتْه عن وجهته أخبرها أنه متوجه للصلاة في المسجد، ثم شرح لها طرفًا عن الإسلام، واقترح عليها أن ترافقه إلى المسجد لترى بنفسها صلاة المسلمين.. وفي المسجد أُعجبت الأخت بالإسلام، والشعائر الإسلامية، وسارعت عن قناعة إلى النطق بالشهادتين.. وقد ساعدتها زوجة الإمام في اختيار اسم إسلامي جديد، وعلمتها أمور دينها الأساسية.. وعلى الرغم من إعاقتها كانت تأتي يوميًّا لحضور الإفطار مع الأخوات وصلاة التراويح.

 

أشرقت شمس اليوم التالي على آخر يوم لهم في سيشل.. وفي المسجد كان اللقاء الأخير مع الأخوات والصغيرات، وكان حول قصة يوسف عليه السلام، والدروس المستفادة منها، ثم كانت مسابقة الصغيرات، فقسمت ذُكاء الفتيات إلى فريقين: فريق مكة، وفريق المدينة، ثم سألَتْهن عن المعلومات التي سبق أن شرحتها لهن، وبعد المسابقة وزعَتِ الهدايا على الفريق الفائز ثم الفريق الثاني.

 

كانت الهدايا مجموعةً من الحلوى اشتروها من سيشل، بالإضافة إلى بعض أغراض جديدة أحضرَتْها معها من السعودية، مثل: أكياس شوربة، حجابات، فرش أسنان، صابون، شامبو، أقلام، دفاتر، وضعَتْها في كيس ملون، وطلبَتْ من الطفلة الفائزة أن تُغمض عينها ثم تختار من الكيس ما تحس أنه يعجبها، كان الموقف مضحكًا وغير متوقع، ولا سيما عندما تختار الطفلة هديتها ثم تعرضها أمام الجميع، ويعلقن عليها..

 

بعد الانتهاء من مهرجان المسابقة وهدايا الأطفال قدَّمَتِ الأخوات لذُكاء هدايا وبطاقات كتبن عليها كلمات تذكارية لطيفة موقَّعة بأسماء الأطفال والأخوات.. ثم جاء وقت الوداع فطلبتْ من الصغيرات أن يضعن أيديهن الصغيرة فوق يدها لمعاهدتها على أن يكنَّ فتيات طيبات مطيعات لوالديهن ومدرساتهن، وأن يحرصن على التعامل بالأخلاق الحسنة فيما بينهنَّ.

 

ودَّعَتْ ذُكاء الجميع بالدموع والعناق، وبكل براءة الطفولة رجَتْها الصغيرات أن تزورَهن مرة أخرى مع والديها وأولادها لتعيش بينهن إلى الأبد - على حد تعبيرهن.

 

في طريق عودتها مع زوجها إلى الفندق اتصل بهما رئيس الجالية الإسلامية ودعاهما إلى لقائه في مكتبه قبل عودتهما إلى الفندق.. وهناك حكى لهما الأخ عن تاريخ الإسلام في سيشل وقدومه إليها من موطنه الأصلي (جزر المالديف)، ثم تطرق إلى الحديث عن مشاكل المسلمين وهمومهم في جزر سيشل ومشروعاته ومخططاته التي يعزم على إقامتها لحل المشكلات وللوصول إلى الهدف النهائي الذي يتمنى تحقيقه في هذه المدينة.. ثم أبدى لهما عظيم شكره وامتنانه على ما قدماه من محاضرات ودروس لتثقيف الجالية ومساعدتهم خلال الأسبوعين الماضيين، وطلب منهما كتابة تقرير عما شاهداه في المسجد والمدرسة مدة إقامتهما، ودعاهما بحرارة إلى الإقامة عندهم في جزر سيشل بأن يعمل الزوج طبيبًا في مستشفى سيشل العام، أما ذُكاء فتعمل مدرسة للفتيات والأخوات في المسجد، فلما اعتذروا تمنى عليهم العودة لزيارتهم مرة أخرى.. ثم أهداهما كتابًا مصورًا عن موطنه الأصلي (جزر المالديف)، وكتابًا آخر مصورًا عن جزر سيشل.

 

عصر ذلك اليوم جلست ذُكاء مع الأخوات في المسجد، وتبادلت معهن بعض الأحاديث الودية، وعبَّرْنَ لها عن حزنهن البالغ لانتهاء مدة إقامتها في سيشل، وقدمن لها هدية تذكارية تعبيرًا عن حبِّهن الأخوي الصادق، وشكرهنَّ على ما قدمته لهن مِن دروس ومحاضرات، ثم بدَأْنَ درس القرآن حتى أذان المغرب، ولم تستطع العودة إلى الفندق إلا بشق الأنفس بسبب تزاحم الصغيرات عليها بين مودعة ومعانقة وباكية، غير مصدقات أنها المرة الأخيرة التي سيرونها فيها قبل سفرها؛ إذ كان خيالهنَّ الواسع يصور لهنَّ أنها ستغدو من أهل سيشل، وستمكث بينهن إلى الأبد، فلا فراق ولا وداع حينئذ.

 

فجر اليوم التالي حان وقت وداعهم لتلك الجزيرة الحالمة.. فأوصلهم أحد الدعاة إلى مطار سيشل، فودعت هذه الجزيرة بقلب حزين، سارحة بخيالها إلى ذلك اليوم الذي تلتقيها من جديد..

 

وفي الطائرة فكرت ذُكاء في رحلتها الدعوية وما ولدته من سعادة وسكينة في قلبها، وكان ثمة درسان عميقان تعلمَتْهما في رحلتها تلك:

• أن تولَدَ مسلمًا موحدًا وتستشعر حلاوة الإيمان منذ نعومة أظفارك: تلك نعمة عظمى تستحق حمد الله وشكره عليها، وبالمقابل أن تولد في مجتمع ملحد أو يدين بدين آخر غير الإسلام ثم تعتنق الإسلام عن قناعة ورغبة وانشراح صدر، فتلك نعمة لا تقلُّ عظمة عن الأولى؛ فالمسلم الجديد إنسان مخضرم استشعر بكيانه ظلمة الجاهلية، واطلع على سَوْءاتها، وعانى من ويلاتها، فكان ظمؤُه إلى الإسلام بالغًا، وتوقُه للنور شديدًا، وشوقه للمكارم عظيمًا..

 

• وأن تغدوَ مسلمًا مطبِّقًا لشعائر الله وشرائعه أمرٌ جَلَلٌ عظيم، فإن أضفتَ إليه دعوة الآخرين لدين الله، وتوحيده، وترغيبهم فيما فيه من شعائر وأخلاق، فذاك أعظم شأنًا وأرفع قدرًا، وإن أُكرمت واستُجيب لك فهي النعمة العظمى والمنة الفضلى من رب كريم، سخَّرك لخَلْقه ليهتدوا على يدك، وسيَّرك إليهم لتنير لهم دربهم، فغدوتَ كمشعل نور في غياهب الظلمات، ومنارة إرشاد لقلوب التائهين..





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بين الحلم والغضب
  • هل تملك حلمًا؟
  • حلم موسى (قصيدة)
  • حلم الشقيق (قصيدة)
  • كن حلما
  • حلم ورؤى

مختارات من الشبكة

  • اضطراب السيطرة على الانفعالات(استشارة - الاستشارات)
  • والدتي لديها مرض نفسي فكيف أتصرف معها؟(استشارة - الاستشارات)
  • زوجتي لديها أصدقاء من الرجال(استشارة - الاستشارات)
  • أختي لديها علاقة محرمة(استشارة - الاستشارات)
  • خطيبتي لديها أصدقاء(استشارة - الاستشارات)
  • أريد الزواج من فتاة لديها إعاقة(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • ميانمار: الأقلية المسلمة لن يكون لديها وثائق هوية نهاية مارس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • هل صديقتي لديها ميول شاذة؟(استشارة - الاستشارات)
  • خذوا أفضل ما لدينا وأعطونا أسوأ ما لديكم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ألغاز جدتي(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب