• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    التأويل بالحال السببي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي
علامة باركود

(إذ) ظرف للوقت الماضي من الزمان

(إذ) ظرف للوقت الماضي من الزمان
محمود حسن عمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2016 ميلادي - 21/1/1438 هجري

الزيارات: 90444

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

(إذ) ظرف للوقت الماضي من الزمان


يقول ابن عبد الهادي: "إذ ظرف للوقت الماضي من الزمان، لازم للنصب على الظرفية والإضافة على جملة ملفوظ بها أو مقدرة، وأجاز الأخفش والزجاج نصبه على المفعولية، وذكر ابن مالك أنها تجيء حرفًا للتعليل"[1].

 

أورد ابن عبد الهادي هذه المسألة، وذكر الآراء التي قِيلت في (إذ) عند جمهور النحاة؛ من حيث كونها ظرفًا لما مضى من الزمان يلازم الظرفية والإضافة، وراح يذكر اختلاف النحاة فيها، فذكر رأي الأخفش والزجاج، ورأي ابن مالك، ولم يتدخل في المسألة باعتراض أو اختيار.

 

ذكر جمهور النحاة أن (إذ) ظرف زمان ماض مبني، يضاف إلى الجملة الاسمية والفعلية؛ يقول سيبويه: "إذ: هي لِما مضى من الدهر، وهي ظرفٌ بمنزلة مع"[2]، فسيبويه يذكر أن (إذ) ظرف لما مضى من الزمان، وقد قاسها من حيث الظرفية على (مع).

 

يقول المبرِّد (ت 285هـ): "أما "إذ" فتُنبئ عن زمانٍ ماض"[3]، ويقول في موضع آخر: "اعلم أنه ما كان من الأزمنة في معنى (إذ)، فإنه يضاف إلى الفعل والفاعل، وإلى الابتداء والخبر؛ كما يكون ذلك في (إذ)، وذلك قولك: جئتك إذ قام زيد، وجئتك إذ زيد في الدار"[4].

 

فالمبرد قاس الأزمنة كلها التي تُنبئ عن الماضي على (إذ) في أنها تدخل على الجملة الفعلية والاسمية، وهذا ما ذكره ابن السراج ت 316هـ، وابن مالك، وأبو حيان الأندلسي، وأبو عبدالله السلسيلي ت 770هـ [5].

 

وقد أجاز الأخفش الأوسط والزجاج نصب (إذ) على المفعولية؛ يقول الزجاج: "وقوله عز وجل: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ﴾ [البقرة: 49] - موضع (إذ) نصب، كأنه قال: واذكروا إذ نجيناكم مِن آل فرعون"[6]، فهو هنا يَنصبها على المفعوليَّة لفعل مقدَّر بـ(اذكروا)، وذكر أبو جعفر النحاس ت 338هـ والعكبري ت 616هـ أن (إذ) في موضع نصب عطفًا على ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ﴾ [البقرة: 40] التي في الآية السابقة لها[7].

 

وقال السيوطي: "والجمهور لا يثبتون ذلك، ووافَقهم أبو حيَّان، قال: لأنه لا يوجد في كلامهم: أحببت إذ قدم زيد، ولا كرهت إذ قدم، وإنما ذكروا ذلك مع (اذكر) لما اعتاص عليهم ما ورد من ذلك في القرآن، وتخريجه سهل، وهو أن تكون (إذ) معمولةً لمحذوف يدل عليه المعنى؛ أي: اذكروا حالتكم أو قضيتكم أو أمركم"[8].

 

وذكر المرادي ت 749هـ أن أبا عبيدة ت 210هـ وابن قتيبة ت 276هـ قد زعما أن (إذ) تأتي زائدة لإفادة التوكيد، وجَعَلا من ذلك قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ ﴾ [البقرة: 30]، ورَدَّ المرادي ذلك، فقال: ومذهبهما في ذلك ضعيف[9].

 

وذكر ابن مالك أنها تأتي أيضًا حرفًا للتعليل، واستدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ ﴾ [الكهف: 16]، وقوله تعالى: ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴾ [الأحقاف: 11]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ ﴾ [الزخرف: 39][10]، وقد نسَب ابن مالك هذا الرأي إلى سيبويه، فقال: "وأشار إليها سيبويه، فقال في باب ما ينتصب على إضمار الفعل المتروك إظهارُه في غير الأمر والنهي: إن (أن) في قولهم: أما أنت منطلقًا انطلقتُ، بمعنى (إذ)، و(إذ) بمعنى (أن)، إلا أن (إذ) لا يُحذف فيها الفعل"[11].

 

وقد ردَّ أبو علي الشَّلَوْبِين ت 645هـ قولَ ابن مالك هذا، وذكر أن شواهد كتاب سيبويه تدل في غير موضع على أنها - أي: (إذ) - تدل على الظرفية، وأن مراد سيبويه أنها في معناها في السببيَّة لا غير، وأوَّلَ الآيةَ على حذف عامل (إذ)، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب بسبب ظُلمكم في الدنيا، وقال أبو علي الشَّلَوْبين: (إذ) ظرف ماضٍ فيه معنى التسبُّب[12].

 

فأبو علي الشَّلَوْبين يذكر أن (إذ) فيها معنى التسبُّب، وليست سببية خالصة، وبذا يكون قد رد قول ابن مالك الذي يذكر أنها حرف تعليلٍ مَحض.

 

وقد ذكر النحاة أن (إذ) الظرفية اسم وليست حرفًا، واستدلوا بعدة أمور؛ منها:

• أنها تدل على الزمان دلالة لا تَعرُّضَ فيها للحدث[13].

• أنها يُخبر بها مع دخولها على الأفعال؛ نحو: قدوم زيدٍ إذ قَدِمَ[14]، فـ"إذ" هنا خبر، وقد دخلت على فعل بعدها.

• أنها تُبدل من الاسم؛ نحو: رأيتك أمس إذ جئت[15]، فإذ هنا بدل من أمس.

• أنها يضاف إليها بلا تأويل؛ نحو: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4][16].

• أنها تُنوَّن في غير رَوِيٍّ؛ نحو قول الشاعر:

نَهيتُك عن طِلابِك أمَّ عمرٍو ♦♦♦ بعاقبةٍ وأنتَ إذٍ صحيحُ[17]

فـ"إذ" هنا نُوِّنتْ وهي غير رَوِيٍّ.

 

• أنها تقع مفعولاً به؛ كما قال الأخفش الأوسط والزجاج؛ نحو: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ ﴾ [الأنفال: 26][18]، فـ"إذ" هنا مفعول به للفعل اذكروا.

 

وقد اختلف النحاة في حذف الجملة التي تُضاف إليها (إذ)، واختلفوا كذلك في كسر ذال (إذ)، هل هي كسرة إعراب أم بناء؟

تُحذف الجملة التي تضاف إليها (إذ) اختصارًا؛ ذلك إذا دلَّ ما قبلها عليها؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ﴾ [الواقعة: 83، 84]، فهنا حُذِفت الجملة التي أُضيفت إليها (إذ)؛ لدلالة الجملة التي قبلها عليها، وهي جملة: ﴿ إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴾ [الواقعة: 83]، وقد ناب التنوين هنا مناب الجملة المحذوفة، وهو أخفُّ منها[19].

 

وذكر جمهور النحاة أن كسرة ذال (إذ) لالتقاء الساكنين - التنوين وذال (إذ) - يقول أبو علي الفارسي ت 377هـ: "فأما الكسر في (إذ) فلالتقاء الساكنين، وذلك أن (إذ) من حكمها أن تُضاف إلى الجملة من الابتداء والخبر، فلما اقتُطِعت عنها الإضافة نُوِّنتْ؛ ليدل التنوين على أن المضاف إليه قد حُذِف، فصار التنوين هنا ليدل على قطع الإضافة من المضاف"[20].

 

وقد زعم الأخفش الأوسط أن كسرة الذال في (إذ) كسرة إعراب، فهي عنده معربة بالخفض؛ لأنها منوَّنة مضافٌ إليها ما قبلها من يوم وحين، فهو يرى أن (إذ) مبنية لَمَّا كانت مضافة إلى جملة، فلَمَّا زالت الجملة صارت (إذ) معربة، فجُرَّت بالإضافة[21].


وقد ذكر ابن مالك أن النحاة عارَضوا الأخفش في رأيه هذا بقول العرب في (كان ذلك حينئذٍ): (كان ذلك إذٍ)، بالكسر دون مضاف إلى (إذ)، لكن الأخفش لم يُغفل هذا الشاهد، وذكر معه قولَ الشاعر:

نَهيتُك عنْ طِلابِكَ أُمَّ عَمْرٍو ♦♦♦ بِعَاقِبةٍ وأَنْتَ إذٍ صَحِيحُ

 

فزعم الأخفش أن الشاعر أراد (حينئذٍ)، فحذَف حينًا، وأبقى جر (إذ)، وهذا بعيد وليس بصواب[22].


وقد قدم بعض النحاة مجموعة من الأدلة التي تُثبت ضَعف قول الأخفش هذا؛ منها:

• أن (إذ) مبنيَّة على السكون إذا لم يكن معها تنوين البتةَ، والتنوين فيها ليس للتمكُّن فيفيد إعرابًا، وإنما بُنِيت لأنها أشبهت الحروف في افتقارها أبدًا إلى الإضافة إلى ما بعدها من الجمل[23].

 

• أن المضاف لا يُحذف ويبقى الجر به إلا إذا كان المحذوف معطوفًا على مثله؛ كقولهم: ما مثل أبيك وأخيك يقولان ذلك، فحُذِف (مثل) المضاف إليه أخيك، والتقدير: وما مثل أخيك، لدلالة ما قبلها عليها، و(إذ) في البيت المذكور بخلاف ذلك، فلا يُحكم لها بحكمه[24].

 

• أن العرب قد بنت الظرف المضاف لـ(إذ)، ولا عِلة لبنائه إلا كونه مضافًا لمبني، فلو كانت الكسرة إعرابًا لم يَجُز بناء الظرف[25].

 

• أن العرب قالت: (يومئذًا) بفتح الذال مُنوَّنًا، ولو كان معربًا لم يَجُز فتحه لأنه مضاف إليه، فدل على أنه مبني مرة على الكسر لالتقاء الساكنين، ومرة على الفتح طلبًا للتخفيف[26].


وقد علَّل ابن مالك بناءَ (إذ) بقوله: "ولبنائها سببان كل واحد منهما كافٍ لو انفرَد:

أحدهما: وضعها على حرفين لا ثالث لهما بوجه.

ثانيهما: لزوم افتقارها إلى جملة أو عِوَض منها، وهو التنوين اللاحق في نحو (يومئذٍ)"[27].

 

وتأتي (إذ) فجائية، ودليل ذلك قول سيبويه: "وأما "إذا" فلِما يُستقبل من الدهر، وفيها مجازاةٌ... وتكون "إذ" مثلها أيضًا، ولا يَليها إلا الفعل الواجب، وذلك قولك: بينما أنا كذلك إذ جاء زيد، وقصدتُ قصدَه إذ انتفَخ عليَّ فلانٌ، فهذا لِما توافقه وتَهجُم عليه من حالٍ أنت فيها"[28].

 

وقول الرضي ت 688هـ: "وقد تقع (إذ) و(إذا) في جواب بينا وبينما، وكلتاهما للمفاجأة، والأغلب مجيء (إذ) في جواب بينما، وإذا في جواب بينا"[29].

 

وقد ذهب النحاة ثلاثة مذاهب في (إذ) الفُجائية:

الأول: يرى أن (إذ) الفجائية ظرف مكان: وقد نسبَه الرضي وابن مالك إلى المبرد؛ يقول الرضي: "فإن دخل (إذ) و(إذا) للمفاجأة في جواب بينا وبينما، فإن قلنا - كما هو مذهب المبرد -: إن (إذا) المفاجِئة ظرف مكان، وكذا ينبغي أن نقول في (إذ) المفاجأة، فـ"إذ، وإذا" منصوبان على أنهما ظرفا مكان لما بعدهما"[30].

 

الثاني: يرى أن (إذ) الفجائية زائدة:

وقال بهذا الرأي أبو عبيدة مَعمر بن المثنَّى، فقد زعم أن (إذ) الفجائية زائدة، وذلك عند حديثه عن قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا ﴾ [البقرة: 34]، قال: "وإذ من حروف الزوائد"[31]، فهو هنا أطلق الأمر ولم يُحدد شروطًا لزيادتها.

 

وقد رد الزجاج والطبري والمرادي قولَ أبي عبيدة هذا وأنكَروه؛ يقول الزجاج: "وهذا إقدام مِن أبي عبيدة؛ لأن القرآن لا ينبغي أن يتكلم فيه إلا بغاية تجري إلى الحق، و(إذ) معناها الوقت وهي اسم، فكيف يكون لغوًا ومعناها الوقت؟!"[32].

 

يقول الطبري ت 310هـ: "والأمر في ذلك بخلاف ما قاله، وذلك أن (إذ) حرف يأتي بمعنى الجزاء، ويدل على مجهول من الوقت، وغيرُ جائز إبطال حرف كان دليلاً على معنى في الكلام"[33].

 

وقد قال بزيادتها أيضًا ابن الشجري ت 542هـ، لكنه وضع لها شرطًا، وهو أن تقع بعد (بينا أو بينما)، وذكر أنه لو سُئِل، فقيل له: ما العامل في الظرفين من قولهم: بينما زيد إذ جاء عمرو؟ لأجاب بأن الأكثر في الكلام أن يقال: بينما زيد جاء عمرو، وأن بعض النحويين قد جعل (إذ) هنا زائدة، فزيدٌ مبتدأٌ رُفِعَ بالابتداء، وخبره محذوف يجوز إظهاره، وتقديره: بينما زيد حاضر، والعامل في بينما الفعل المذكور، ثم راح يمثِّل لمذهبه هذا بأبيات من الشعر يُدلل بها على إسقاط (إذ) وإظهار الخبر، ومنه قول الشاعر:

بينما نحن بالبلاكثِ فالقا
عِ سِراعًا والعيسُ تَهوِي هُوِيَّا
خَطَرَتْ خَطْرَةٌ على القلبِ مِن ذِكْ
رَاكِ وَهْنًا فَما اسْتَطَعْتُ مُضِيَّا

 

وأورَد بيتًا آخر يُدلل به على إظهار (إذ) وإسقاط الخبر، وهو قول الشاعر:

فاسْتَقْدِرِ اللهَ خيرًا وارْضَيَنَّ بِهِ ♦♦♦ فبَينما العُسرُ إِذْ دارتْ مَياسيرُ

 

وقد ذكر أن الصواب عنده الحكم بزيادة (إذ)، وعلَّل ذلك بأنها لو جُعِلتْ غير زائدة، لأُعمِل الخبرُ فيها مذكورًا ومقدرًا، وهي مضافة إلى الجملة الفعلية التي هي جاء وفاعله، وأن هذا الفعل هو الناصب لـ"بينما"، فإذا قُدِّرت (إذ) مضافة إلى الفعل وهي على بابها غير زائدة، بطَلَ إعماله في بينما، وعلل هذا الإبطال بأن المضاف إليه كما لا يصح إعماله في المضاف، كذلك لا يصح أن يعمل فيما قبل المضاف[34].

 

الثالث: يرى أن (إذ) الفجائية حرف:

وهو مذهب ابن مالك؛ فقد ذكر أن (إذ) تدل على المفاجأة حرفًا لا ظرفَ زمانٍ خلافًا للزجاج، ولا ظرفَ مكانٍ خلافًا للمبرد، وأن المختار عنده الحكم بحرفيَّتها[35].

 

وقد نسب الرضي القول بحرفية (إذ) الفجائية إلى ابن برِّي ت 582 هـ أيضًا؛ يقول: والأَوْلَى: القول بحرفية كلمتي المفاجأة - يقصد (إذ، وإذا) - كما هو مذهب ابن برِّي[36].

 

وقد اختار أبو حيان بقاء (إذ) الفجائية على ظرفيتها الزمانية؛ يقول: "ولا تكون للمفاجأة إلا بعد بينا وبينما، وإذا كانت للمفاجأة فالذي نختاره أنها باقية على ظرفيتها الزمانية"[37].

 

وأتفق مع أبي حيان في بقاء (إذ) الفجائية على ظرفيتها الزمانية، ولا أتفق معه في أنها لا تكون للمفاجأة إلا بعد بينا وبينما؛ ذلك أن سيبويه في كلامه السابق لم يُخصص مجيئها فجائيةً بوضعها بعد بينا وبينما، ويؤكد ذلك ما ذهب إليه المُرادي من أن الفصيح ألا يُؤتى بـ(إذ) - وهي للمفاجأة - بعد بينا وبينما، والإتيان بها بعدهما عربي خلافًا لمن أنكَره[38].



[1] زينة العرائس: 2/ 464.

[2] الكتاب: 4/ 229.

[3] المقتضب: 2/ 53.

[4] السابق نفسه: 4/ 347.

[5] الأصول: 2/ 144، والتسهيل: ص: 92، وارتشاف الضرَب: 3/ 1402، وشفاء العليل في إيضاح التسهيل: 1/ 467 - 468.

[6] معاني القرآن وإعرابه: 1/ 130.

[7] إعراب القرآن: 1/ 53، والتبيان في إعراب القرآن: 1/ 61.

[8] همع الهوامع: 3/ 172، 173.

[9] الجنى الداني: 192.

[10] شرح التسهيل؛ لابن مالك: 2/ 208.

[11] السابق نفسه: 2/ 209.

[12] المساعد على تسهيل الفوائد؛ لابن عقيل: 1/ 501، بتصرُّف.

[13] شرح التسهيل؛ لابن مالك: 2/ 206.

[14] السابق نفسه: 2/ 206، وارتشاف الضرب؛ لأبي حيان: 3/ 1402.

[15] السابق نفسه: 3/ 1402.

[16] شرح التسهيل؛ لابن مالك: 2/ 207.

[17] المساعد على تسهيل الفوائد: 1/ 499.

[18] السابق نفسه: 1/ 500.

[19] رصف المباني؛ للمالقي: 346؛ بتصرف.

[20] الحجة في علل القراءات السبع: 4/ 351.

[21] رصف المباني للمالَقي: 347، وشرح التسهيل؛ لابن مالك: 1/ 207.

[22] شرح الكافية الشافية؛ لابن مالك: 2/ 940.

[23] رصف المباني: 347.

[24] شرح التسهيل؛ لابن مالك: 2/ 207، 208.

[25] همع الهوامع: 3/ 175.

[26] السابق نفسه: 3/ 175.

[27] شرح التسهيل: 2/ 207.

[28] الكتاب: 4/ 232.

[29] شرح الرضي على الكافية: 3/ 195.

[30] السابق نفسه: 3/ 198.

[31] مجاز القرآن: 1/ 36، 37.

[32] معاني القرآن وإعرابه: 1/ 108.

[33] تفسير الطبري: 1/ 440.

[34] أمالي ابن الشجري: 2/ 504، 505، بتصرف.

[35] التسهيل وشرحه؛ لابن مالك: 2/ 209،2010.

[36] شرح الرضي على الكافية: 3/ 199، بتصرف.

[37] ارتشاف الضرب: 3/ 1405.

[38] الجنى الداني: 190، بتصرف.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إدغام الباء والتاء في العربية
  • تعريفات العوارض
  • تعريف الجملة لغة واصطلاحا
  • اسم الفاعل بين الحال والاستقبال والمضي
  • بناء الفعل الماضي
  • تحد قائم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (وداوود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إذاعة مدرسية عن أهمية الوقت (استغلال الوقت – فوائد تنظيم الوقت)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تفسير قوله تعالى: {إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {إذ تقول للمؤمنين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستعاذة بالله من الشيطان إذ عثرت الدابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشام إذ تكرم أبا شامة - إبراهيم الزيبق وصدى الوفاء(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة إذ سمعنا صوت السلاح(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- استفسار
حسام - المانيا 16-11-2022 03:10 PM

بداية لكم الشكر على مقالكم الرائع...
وعند استفساران:
الأول: في قوله تعالى: ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة..)) إن (إذ) للتوقيت الماضي، فلو حذفنا (إذ) من الآية، فما الذي سيتغير على معنى الآية؟؟؟؟؟
الثاني: الإمام الطبري اعترض على الإمام أبي عبيدة حين قال بأن (إذ) زائدة، وسوغ رده بأن (إذ) حرف يأتي بمعنى الجزاء، ويدل على مجهول من الوقت.
أرجو توضيح كلام الطبري، كيف هي بمعنى الجزاء في الآية، وما معنى كلامه: ويدل على مجهول من الوقت؟؟؟؟
ولكم الشكر والتقدير

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب