• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الشرح الميسر على الآجرومية (للمبتدئين) (6)
    سامح المصري
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الحال لا بد لها من صاحب
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    البلاغة ممارسة تواصلية النكتة رؤية تداولية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    الإعراب لغة واصطلاحا
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    مفهوم القرآن في اللغة
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

الخصائص المعنوية لجماعة أبولو

الخصائص المعنوية لجماعة الديوان
أ. د. مسعد بن عيد العطوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/8/2016 ميلادي - 16/11/1437 هجري

الزيارات: 20810

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخصائص المعنوية لجماعة أبولو


1- الحب والمرأة:

وهذا هيمن عليهم، وكونَّ وجدانهم، وجعلوا الحب ملاذاً يلوذون إليه، وادعوا أنه ينقذهم من ألم الحياة، وأن الذي لا يحب لا يستحق الحياة ولكنهم ربطوا الحب بالمرأة، وكأن فلسفة الأرض والمرأة انتقلت إليهم، فهم يمازجون بين صفات المرأة والطبيعة بعلائق الحب فالشاعر إبراهيم ناجي يكشف عن فلسفته في ماهية الحب، فهو وراء التواصل البشري وهو نزهة القلوب، وهو عواصف الأحاسيس، ومن ثم منبع العبقرية الشعرية، بل عبقرية الحياة وحياة الحياة، فهو يوحي بتعالق الحب والمرأة وأنهما مصدر الإلهام:

أنتَ وحي العبقرية
وجلال الأبدية
أنت لحن الخلد والرحـ
ـمة في أرض شقية
أنت سر تعبت فيـ
ـه العقول البشرية
إن تكن أشجتك أشعا
ري وأناتي الشجيةٍ
فتقبل طاقة بالد
م والدمع ندية[1]

 

يقول ناجي: عن تأثير الحب وأثره في النفس البشرية.

سموت ودق إحساسي
وجزت عوالم البشر
نسيت ظغائن الناس
غفرت إساءة القدر

 

وقال أبو شادي: مصوراً الحب بكونه منبع سلام ووئام، وراحة نفس ولذة حياة.

أماناً أيها الحب
سلاماً أيها الأسي
أتيت إليك مشتفيا
فراراً من أذى الناسِ
حنانك أيها الداعي
فأنت مليك أنفاسي
فررت وحولي الدنيا
تحارب كل إحساسي[2]

 

والواقع أن المدرسة الوجدانية اجتذبت الشعراء والنقاد معاً، فهذا أحمد محرم يكتب عن إسماعيل صبري كتابة وجدانية في بحث مطول نقطف منه النزر اليسر لكي يجسد اتجاه الوجدان في المرأة في تحليل تحت " لواء الحسن " نشر في مجلة أبولو "من مطولات إسماعيل صبري قصيدة رقيقة يصح أن تسمى (لواء الحسن) أو (ملك الجمال) فهي تصور لنا جمال المرأة وسلطانها، وترينا ما لهما من أثر بالغ ونفوذ كبير في الحياة، وإذا لم يكن الشاعر ترجمان الجمال فمن يكونه؟ وهل لفنه سوى المرأة تعلمه ما هو، وتوحي إليه كيف تكون أنواعه وفنونه؟ وهذه هي القصيدة ".

 

قال صبري:

يا لواء الحسن، أحزاب الهوى
أيقظوا الفتنة في ظل اللواءْ
فرقتهم في الهوى ثاراتهم
فاجمعي الأمر، وصوني الأبرياء
إن هذا الحسنَ كالماء الذي
فيه للأنفس ِ ريّ وشفاءْ
لا تذودي بعضنا عن ورده
دون بعض، واعدلي بين الظماء
أنت يم الحسن ِ، فيه ازدحمت
سفنُ الآمال ِ، يزجيها الرجاء
يقذف الشوقُ بها في مائج
بين لجين ٍ: عناءٍ، وشقاء[3]

 

2- الطبيعة:

جمال الطبيعة من مكونات الحياة والكون، وقد استشعرها الإنسان وأحس بها وألفها، وهي متعة الإنسان، وهي روح الجمال، وهي مهد السلام، وهي عبق الحياة، وهي غاية الحياة يلتقي فيها الطائر المغرد، والغزال الجميل والاغصان الوارفة، والحيوان الأليف، وهي تمثل الماء في صفائه وتدفقه، ومكونات بحره والغابة الحيوانية والشجرية، وأضحت ملاذ الشعراء [4] يقول إبراهيم ناجي مخاطباً البحر متلاحماً معه:

قلت للبحر إذ وقفت مساءً
كم أطلت الوقوف والإصغاءْ
وجعلت النسيم زاداً لروحي
وشربت الظلال والأضواءْ
أنت عات ونحن كالزبد الذا
هب يعلو ويمضي جفاءْ

 

وهم يتأملون في تمازج الطبيعة مع الإنسان بل مع الكون لكن الإنسان القادر على تبيين التفاعل بين البشر والطبيعة الجميلة، فالإنسان برقته يتلاحم مع الفجر ونسيمه وضيائه، يقول الشاعر: رمزي مفتاح:

رققتَ يافجرُ لا روحٌ ولا بدنٌ
ورقَّ مثلك ما في النفس من أمل!
هل أنت همس النعامي في تلطفها
أم أنت صفو الجواء الجون في المقل؟
وهل ضياؤك ما يملا النفوس رضا
وراحة من نسيس طال أو مللِ؟
وهل سكونك أنغام الخلود لنا
فكم صماتٍ له شدو من الرمل ِ؟
أم طابت النفس فالمرئي صورتها
معكوسة عن جمال الحب والغزل؟
فنسمة الريح حلم والضياء رضاً
وحلو صمتك ساجي الحب في الخجل
والنفس تحلم في ملقاك ذاهلة
كلذة النعس في سحرٍ من القبل
عجبت يا فجر بين النفس فطرتها
وبين كنهك أصر غير منفصل[5]

 

ويقف الشاعر محمود حسن اسماعيل على مرابع الريف فتغمره الذكريات الأولى، وتجتذبه تلك المناظر الفطرية الطبيعية التي تمثل بذور الجمال النفسي متمازجًا مع الطبيعة مع البعد عن تعقيد العقلانية وسطوة الصراع فيقول في الحقل الريفي:

زمَّارتي في الحقول كم صدحت
فكدت من فرحتي أطير بها!
الجَديُ في مرتعي يراقصها
والنَّحل في ربوتي تجاوبها
والضَّوءُ من نشوة بنغمتها
قد مال في رأده يلاعبها
رنا لها من جفون سو سنةٍ
فكاد من سكرة يخاطبُها
نفختُ في نأيها فطرَّبني
وراح في عُزْلتي يداعبُها
يغازل الروح من ملاحنه
بنغمةٍ في الضحى تواثبُها
سكران من بهجة الربيع بلا
خمرٍ به رُقرِقَتْ سواكبها
يهفو إلى مهده بمائة
من غضِّ برسيمه يراقبها
صبيَّة فوِّفت غلائلها
و طُرِّزت بالندى جلاببهُا
وأشرقت في الصباح لاهيةً
فكلِّلت بالسَّنا ذوائبُها
غنيتُ في ظلها.. فهل سمعتْ
لحنى، وقد ارعشت ترائبُها
أم زارها في مهادها نَسمٌ
وراح من فتنة يجاذبها[6]

 

ويقول الشابي في وصف حياة الريف:

والصَّبا ترقص أوراق الزهور اليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة
• • •
أقبل الصبح جميلا ً، يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهرُ والطيرُ وأمواجُ المياه
قد أفاق العالم الحيُّ، وغنى للحياة
فأفيقي ياخرافي، وهلمّي يا شياة!
و اتبعيني يا شياهي بين أسراب الطيور
واملأى الوادي ثغاءً، ومراحاً وحبور[7]

 

ونحن نرى أن شعراء (أبولو) نظروا للطبيعة من جهات مختلفة:

أ‌- نظروا لجمال الطبيعة، وقد اشتركوا فيه مع الشعر القديم.

ب- الهروب لفطرة الطبيعة لأن الإنسان من حولهم يرونه حاقداً منافقاً أما الطبيعة فهادئة.

ج‌- أنهم أسقطوا أنفسهم على الطبيعة، ففي الحديث عن الشجرة أنها ذبلت وتبكي وتشتكي وتحن للأيام السالفة... وأن القرية مهد الفطرة ونسيم الذكريات، وهو بذلك يقصد نفسه، وأيضاً يجعل بينه وبين الطبيعة ممازجة وحبا وألفة.

 

الرومانسيون الغربيون يجعلون الهروب إلى الطبيعة تمرداً شنيعاً على الحياة ويجعلون ذلك استكشافاً لمعالم الطبيعة وما وراء الطبيعة وكأنهم توارثوا ذلك عن الرهبان الذين ينعزلون في الدير، والشعراء العرب تتلمذوا عليهم ولكن ذلك لم يدخل قلوبهم؛ لأنهم يدركون أن الله موجود دون البحث في الطبيعة.

 

يرى الصيرفي أن التغير واندثار الأشياء ونضوب الحياة ورونقها قد مس الإنسان يقول في جدول:

يسير وفي ضفتيه جمال
كلحن على شفتي غانيه
منابعه من جنان الحياة
على تلعات الهوى الساميه
هدوءك يا جدولي أين ولى
وهمسك يا جدولي أين راحْ
أعد للضفاف ترانيمها
ورجع لها أغنيات المراح

 

3- الحنين إلى موطن الذكريات:

أكثرهم مات في شبابه، ومع ذلك، عادوا لذكرياتهم، وهذا هروب من داخل النفوس فهم فجروا أنفسهم من الداخل، وضاقوا بالحياة ذراعاً، يتعطشون لذكريات الطفولة الهادئة هروباً من الحاضر المؤلم، ومواطن الذكريات عندهم هي مسارح الحب.

 

يقول الهمشري في أرنجة ذابلة:

حتى إذا حل الصباح تنفست ♦♦♦ فيها الزهور وزقزق العصفور

 

4- الجمال:

الجمال من المثيرات الوجدانية التي أثارت كوامن مشاعرهم، فكان الجمال سهاماً ترشق الشاعر فيذوب وتستحوذ على لبه وعقله، ويصور إبداعه بروعة المضمون ورقة الروح وتلاحم الأحاسيس فهم يبدعون تجاربهم في لغة عذبة أنيقة رقيقة تحمل معالم الجمال التي لم يستطع أحد أن يدرك ماهيته ويحدد مفاهيمه فتجلى ذلك الضباب في أشعارهم بصورة واضحة انظر إلى روعته في القصيدة (الجندول) لعلي محمود طه فإنها تنبجس ببهجة الجمال غير أن ذلك يستدعي تهميش العقل والقبض على مضمون واضح للعيان إنما هي نبض من الأحاسيس والنغم وروعة السياق.

 

أغنية الجندول

أين من عيني هاتيك المجالي
يا عروس البحر، ياحلم الخيال
أين عشاقك سمار الليالي
أين من واديك يا مهد الجمال
موكب الغيد وعيد الكرنفال
وسرى الجندول في عرض القنال
بين كأس يتشهى الكرم خمره
و حبيب يتمنى الكأس ثغره
إلتقت عيني به أول مرة
فعرفت الحب من أول نظرة[8]

 

5- الشكوى:

وهي عبارة عن الإنسان وآلامه وفقره وحرمانه ومضايقة المجتمع له يقول علي محمود طه هارباً للطبيعة مناجياً لها يشتكي آلامه وأحزانه:

سرت فيها وحدي وقد حطم
المقدار في جنح ليلها مشكاتي
ولكم أرمد الهجير جفوني
و رمتني الحرور باللفحات
لم أجد لي في واحة العيش ظلا
أو غديرا يبل حر لهاتي
أسفا للحياة أصلى لظاها
وأراها وريفة العذبات
بعدت عني الحقيقة فيها
وأضلت مسعاي للغايات
كلما هاجت الرياح صراخي
هدجت في هزيمها صرخاتي
غير ذاك الصخر العتيد الذي
ضج عليه العباب من أناتي
صخرة الملتقي أتيتك بعد الأ
ين أشكو من الحياة أذاتي
لا أسميك صخرة الملتقي لكن
أسميك صخرة المأساة!![9]

 

ويقول الهمشري:

جلست على الصخر الوحيد وحيداً
وأرسلت طرفي في الفضاء شريداً
لقد عشت في دنيا الخيال معذباً
فيا ليت شعري هل أموت سعيداً

 

6- تصوير البؤس:

تحدثوا عن البؤس من جهتين:

أ‌- بؤس المجتمع: كالفلاح والصانع ب- بؤسهم أنفسهم

تعاطف شعراء الوجدان مع معاناة الانسان في الريف وشاركوا الفلاح كدحه ونصبه وفقره، ووصفوا أوجاعه، يقول إلياس أبو شبكه:-

هو ذا الفلاَّحُ قد عادَ مِن الحقْلِ الجميلْ
في يديْهِ المِنْجَلُ الحاصدُ والرَّفشُ الطويلْ
وعلى أكتافِهِ حِمْلٌ مِن القمَّحِ الثقيلْ
فهو منهوكٌ وفي عينيه آثارُ اللهيبْ
أسْجُدِي للهِ، يانفْسي، فقد وافى المغيبْ!
♦♦♦
إستريحي فترة قرب مياه الجدول
و انظري المعَّاز يرتاح بسفح الجبل
والقطيع الشارد الهائم مثل الإبل
أنظريه تائهاً كالفكر في الوقت العصيب
أسجدي لله، يانفسي، فقد وافى المغيب[10]

 

يقول الرصافي في مطلقة:

منزهة عن الفحشاء خَوْدٌ
من الخفرات آنسةٌ عرُوبُ
نَوارٌ تستجدّ بها المعالي
وتبلى دون عِفَّتها العيوب
صفا ماءُ الشباب بوَجنتها
فحامتْ على رونقه القلوبُ
ولكن الشوائبَ أدركته
فعاد وصفوه كدرٌ مشوبُ
حليلةُ طيّبِ الأعراق زالت
به عنها وعنه بها الكروب
رعى ورعتْ فلم تر قطّ منه
ولم يَرَ قطّ منها مايريب
فغاضب زوجَها الخلطاءُ يوما
بأمرٍ للخلاف به نشوب
فأقسم بالطلاق لهم يميناً
وتلك أليّةٌ خطأ وحُوبُ
وطلقها على جهل ثلاثاً
كذلك يجهل الرجل الغضوب
و أفتى بالطلاق طلاق بَتِّ
ذوو فُتيا تعصّبهم عصيب
فبانت عنه لم تأت الدَّنايا
ولم يعلق بها الذامُ المعيب
فظلت وهْي باكية تنادي
بصوت منه ترتجف القلوب
لماذا يالبيبُ صَرَمْتَ حبلي
وهل أذنبت عندك يا لبيب
أبِنْ ذنبي إلىَّ فدتك نفسي
فإني عنه بعدئذ أتوب
لَئِن فارقتني وصددتَ عني
فقلبي لا يفارقه الوَجيب
فأطرق رأسه خجلاً وأغضى
وقال ودمعُ عينيه سكوب
لبيبةُ أقصرى عني فإني
كفاني من لظى الندم اللهيبُ
وما والله هجرُك باختياري
ولكن هكذا جرت الخطوب
فليس يزول حبك من فؤادي
وليس العيش دونكِ لي يطيب[11]

 

7- التأمل:

يتلاقح الفكر عند شعراء الوجدان بالإحساس الذاتي، وتموج الفكرة بين تداعيات التجربة الشعورية، وتتقارب الأفكار والواقع والرغبة الذاتية أو الخشية من بعضها وتتلاطم أمواجها في تأمل خيالي يقول الشاعر محمد سعيد السحراوي:-

كم تذكرتُ في الخيال غرامي
وتخيَّلْتُ في المنام نعيمي
كم تناسيتُ في الخيال شكاتي
وهمومي، وشِقوتي، وجحيمي
كم صبحتُ الهناءَ لكنّ قلبي
يشتكي الذُّلَّ للعزيزِ الحكيم
• • •
طِرتُ في عالمِ الخيالِ لعلي
أرقبُ الخيرَ في أطّراحِ همومي
غالبتني الأوهامُ بينا تناهَي
بيَ شوقٌ إلى الخلودِ العظيمِ
أرتقي بالخيالِ في عالم المو
تِ، لألقى المجهولَ بينَ النجومِ
• • •
أرْسَلَ البدرُ في الخيالِ شُعاعاً
مُستخِفاً، وروعةً، وجمالاً
وتَهادَى مِلء الشُّعاعِ نداءٌ
رنَّ في أذنِ شاعرٍ، وتعالى[12]

 

ويقول ناجي:

جلست يوماً حين حل المسا ♦♦♦ و قد مضى يومي بلا مؤنس

 

ويقول: صالح جودت

قد حرت في الموت وفي أمره ♦♦♦ وما زواه الله من سره

 

8- رجعوا للموضوعات الوطنية والسياسية في آخر حياتهم:

كما في مدح محمود علي طه للملك عبد العزيز رحمه الله، والقارئ لدواوينهم يجد أن الحياة الوطنية والاجتماعية احتلت مساحة من دواوينهم وشاركوا في المناسبات والمراثي والحديث عن قضايا الأمة والوطن وحروبهم.

كثيراً من النقاد يتهم الرومانسيين (الوجدانيين) بالانعزالية والانهزامية، ويرون أنهم يبتعدون عن مواقع الحدث..

ولهب نيران الأمة والواقع يسجل غير ذلك، فإن القارئ لإبداعهم وتنظيرهم يجد أنهم في قلب بل هو الذي يؤجج أحاسيسهم، ويتجاوزون المعاناة الذاتية الى دعوة المجتمع إلى المقاومة والنهوض والتفاعل، ولنكن مع الشاعر الشابي في ثورته ضد المستعمر.

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدرْ
و لا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لى الكائنات
وحدثني روحها المستتر
إذا ما طمحت إلى غاية
لبست المنى وخلعت الحذر
ولم أتخوف وعور الشعاب
ولا كبة اللهب المستعر؟
ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر
ومن لا يجب صعود الجبال
يعيش أبد الدهر بين الحفر
و أطرقت أصغي لعزف الرياح
وقصف الرعود ووقع المطر
و قالت لي الأرض لما تساءلت
يا أمَ! هل تكرهين البشر؟:
أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر
هو الكون حيُّ يحب الحياة
و يحتقر الميت المندثر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور
ولا النحل يلثم ميت الزهر[13]

 

يقول على محمود طه عن فلسطين:

أَخِي، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَدَى
فَحَقَّ الجِهَادِ، وَحَقَّ الفِداَ
أَنَترُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُروبةَ
مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّؤْدَدَا؟
وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُوفِ
يُجيِبُونَ صَوْتاً لَنَا أوْ صَدَى
فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْدِه
فَلَيْسَ لَهُ، بَعْد، أَنْ يُغْمَدَا
أَخِي، أَيُّهَا العَرَبِيُّ الأَبِيُّ
أَرَى اليَوْمَ مَوْعِدَنَا لاَ الغَدَا
أَخي، أَقْبَلَ الشَّرْقُ فِي أُمَّةٍ
تَرُدُّ الضَّلالَ وَتُحْيي الهُدَى
أَخِي، إِنَّ فِي القُدْسِ أُخْتَاً لَنَا
أَعَدَّ لَهَا الذَّابِحُونَ المُدَى
أَخِي، قُمْ إِلِى قِبْلَةِ المَشْرِقَيْنِ
لِنَحْمِي الكَنِيسَةَ والمَسْجِدَا
أَخِي، إِنْ جَرَى فِي ثَرَاهَا دَمِي
وَشَبَّ الضَّرَامُ بِهَا مُوقدَا
فَفَتِّشْ عَلَى مُهْجَةٍ حُرَّةٍ
أَبَتْ أَنْ يَمُرَّ عَلَيْها العِدَا
وَخُذْ رَايَةَ الحَقِّ مِنْ قَبْضَةٍ
جَلاَهَا الوَغَى، وَنَمَاهَا النَّدَى
وَقَبِّل شَهِيداً عَلَى أَرْضِهَا
دَعَا بِاسْمِهَا الله وَاسْتَشْهَدَا
فِلَسْطِينُ يَفْدِي حِمَاكِ الشَّبَابُ
وَ جَلَّ الفِدَائِيُّ وَالمُفْتَدَى
فِلَسْطِينُ تَحْمِيكِ مِنَّا الصُّدُورُ
فَإِمَّا الحَيَاةُ وَإمَّا الرَّدَى

 

قال بيرم التونسي في المجلس البلدي:

قد أوقع القلب في الأشجان والكَمَد
هوى حبيب يسمى المجلس البلدي
أمشي وأكتم أنفاسي مخافة أن
يعدّها عامل للمجلس البلدي
ما شرَّد النوم عن جفني القريح سوى
طيف الخيال خيال المجلس البلدي
إذا الرغيف أتى، فالنصف آكله
والنصف أتركه للمجلس البلدي
وإن جلست فجيبي لست أتركه
خوف اللصوص وخوف المجلس البلدي
وما كسوت عيالي في الشتاء ولا
في الصيف إلا كسوت المجلس البلدي



[1] وراء الغمام 7.

[2] أحمد هيكل 313.

[3] أبولو المجلد الثاني 149.

[4] وراء الغمام 104.

[5] أبولو المجلد الأول 1004.

[6] أبولو المجلد الثاني 69.

[7] أبولو الثاني.

[8] الديوان 120.

[9] الديوان 68.

[10] أبولو المجلد الثاني 782.

[11] شوقي ضيف، دراسات في الشعر المعاصر ص63.

[12] بولو المجلد الثاني231.

[13] الديوان 2/1.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إشكالية تكرر عناوين القصائد داخل نفس الديوان!
  • جماعة الديوان: تعريفها وخصائصها وشعراؤها
  • من شعراء جماعة الديوان
  • أهداف مدرسة أبولو

مختارات من الشبكة

  • طريقة الكتب في عرض الخصائص النبوية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة الخصائص الكبرى (المعجزات والخصائص)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أنواع الكتب التي تتناول الخصائص النبوية(مقالة - ملفات خاصة)
  • السبيل إلى معرفة خصائص النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • خصائص النظم في " خصائص العربية " لأبي الفتح عثمان بن جني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التعلم التنظيمي وخصائصه(استشارة - الاستشارات)
  • موقف العلماء من الخصائص النبوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خصائص الفقه الإسلامي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدر حديثا كتب السنة وعلومها (88)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • قراءة في باب "شجاعة اللغة العربية" من كتاب الخصائص لابن جني(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب