• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهمية اللغة العربية وطريقة التمهر فيها
    أ. سميع الله بن مير أفضل خان
  •  
    أحوال البناء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    وقوع الحال اسم ذات
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    ملامح النهضة النحوية في ما وراء النهر منذ الفتح ...
    د. مفيدة صالح المغربي
  •  
    الكلمات المبنية
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    عزوف المتعلمين عن العربية
    يسرى المالكي
  •  
    واو الحال وصاحب الجملة الحالية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    تسع مضين (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    أهل القرآن (قصيدة)
    إبراهيم عبدالعزيز السمري
  •  
    إلى الشباب (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ويبك (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    الفعل الدال على الزمن الماضي
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    أقسام النحو
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    نكتب المنثور (قصيدة)
    عبدالستار النعيمي
  •  
    اللغة العربية في بريطانيا: لمحة من البدايات ونظرة ...
    د. أحمد فيصل خليل البحر
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية
علامة باركود

رواية أولاد حارتنا في ميزان التصور الإسلامي

د. سيد عبدالحليم الشوربجي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/3/2010 ميلادي - 30/3/1431 هجري

الزيارات: 127818

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
أولاً: عرض الرواية:
توطئة:
لم تحظَ روايةٌ من الروايات العربية مثلما حظيت به رواية "أولاد حارتنا"؛ لنجيب محفوظ، من الإثارة والجدل، كما لم تحفل رواية من الروايات العربية - فيما نعلم - بهذه الجرأة السافرة في تناوُل شخصية الأنبياء، وهذه الجرأة العجيبة في الحديث عن الله - عزَّ وجلَّ.

وقد ظلَّت الرواية حبيسة ومحجوبة عن الظهور منذ نشرها لأوَّل مرة عام 1959م، بعد أن صُودِرت بقرارٍ من الأزهر في ذلك الوقت[1]، ورغم حجبها ومنعها من النشر فقد أخَذ مؤلف الرواية أعلى وأغلى جائزة أدبية عالمية وهي جائزة (نوبل)؛ حيث كانت إحدى أهم الروايات التي حصل بها نجيب محفوظ على جائزة نوبل[2]، وبعد الجائزة تجدَّد الجدل من جديد حول نشر الرواية أو منعها، إلى أن أُفرِج عنها ونشرتها دار الشروق بعد موافقة الكاتب، الذي كان حريصًا على عدم نشر الرواية إلا تحت غطاءٍ قانوني وتصريح إسلامي.

عرض الرواية:
نريد بدايةً أن نعرض عرضًا سريعًا للرواية؛ ليقف القارئ على ما تحمله من مضامين، وما تُوحِي به رموزها من إيحاءات؛ حيث يشكِّل مضمون الرواية ورموزها إشكاليات كبيرة حينما نضع الرواية في ميزان التصوُّر الإسلامي.

تتكوَّن الرواية من افتتاحية وخمس قصص:
القصة الأولى: أدهم.
والثانية: جبل.
والثالثة: رفاعة.
والرابعة: قاسم.
والخامسة: عرفة.

وكل واحدة من هذه القصص منفصلة تمامًا عن سابقتها إلا من جانبين:
الأول: هو بطل الرواية كلها "الجبلاوي"، الذي يظهر في ثنايا كل قصة من هذه القصص، وإن كان ظهوره معنويًّا.
والثاني: الصراع القائم بين الفتوَّات؛ ممثِّلي الشر أو الظلم، والمصلِحين؛ ممثِّلي الخير أو العدل، وكانوا جميعًا أبطال هذه الأجزاء المختلفة من الرواية.

في الافتتاحية يروي الكاتب أن هناك حكاياتٍ كثيرةً تتردَّد في الحارة عن الجد الجبلاوي وعن أبنائه: أدهم، وجبل، ورفاعة، وقاسم، والناس مُولَعون بالحديث عن الجبلاوي وأولاده، رغم ما هم فيه من فقر وتخلُّف وذلَّة؛ فنصَحَه أحد أصدقاء عرفة بتسجيل هذه الحكايات، فبدأ يسردها، وقد اعتَرَف أنه لم يشهد إلا الجزء الأخير منها.

وتبدأ الرواية بالقصة الأولى (أدهم): بحكاية عزبة الجبلاوي الخاصة، وتندلع حبكة السرد منذ ولادة أدهم ابن السمراء، وتفضيل الجبلاوي له على بقيَّة أبنائه، ثم تمرَّد ابنه إدريس؛ الأمر الذي أدَّى إلى طرده من عزبة الجبلاوي، لتبدأ رحلة معاناته ومحاولته إخراج أدهم من العزبة، ثم ينجح إدريس في التسبُّب بطرد أدهم من العزبة، وينتقل الجميع إلى الحارة، ويُحرَمون من النعيم الذي كانوا فيه من حياتهم بعزبة الجبلاوي، ثم تمضي رحلتهم داخل الحارة، فيقتل ابن أدهم ابنه الآخر (أخاه)، ويتيه أبناؤه في الحارة، فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، ويظهر منها أبطال ثلاثة عبر أجيال مختلفة يحملون الخير للناس، ويكون هدفهم القضاء على ظلم الفتوَّات، كما يظهر في عصور الحارة المحدَثة شخص رابع هو عرفة الذي سيقضي على الجبلاوي.

وتأتي القصة الثانية (جبل): فيعرض لقصة جبل ومعاناته من أجل تخليص قومه (آل حمدان) من جبروت الناظر وفتوَّاته، حيث كان يضطهدهم دون غيرهم ويقتل أطفالهم الذكور، حتى تضطر أم جبل أن تضعه في حفرة مياه خوفًا عليه من القتل، فتعثر عليه زوجة الناظر وتُعجَب به وتربِّيه؛ حيث كانت لا تلد، ويتربَّى في بيت الناظر حتى يكبر، ثم يكتشف الناظر قتله لأحد أفراد خاصَّته ويعرف حقيقته، فيهرب جبل ويقابل فتاتين عند حنفية مياه فيملأ لهما، ويذهبا به إلى أبيهما الذي يُؤويه ويعلمه مهنة الحواة، فكان يخفي بيضة في جيب ويخرجها من جيب آخر، ويتعامل مع الحيات والثعابين، ثم يزوجه إحدى ابنتيه، ويذهب جبل إلى الناظر - بعد أن قابَل الجبلاوي وأمَرَه بذلك - مطالبًا بحقِّ آل حمدان في الوقف فيتصدَّى الناظِر له، ولكن جبل ينجح في النهاية في القضاء على الناظر والفتوَّات، ويُقيم العدل في الحارة ويأخذ آل حمدان حقوقهم.

وفي القصة الثالثة (رفاعة): تعود قوة الفتوَّات من جديدٍ بعد موت جبل، ويتفشَّى الظلم في الحارة فيظهر رفاعة الذي يأمره جده الجبلاوي بأن يعمل كي يعود العدل إلى الحارة بعد فشوِّ الظلم بعد موت جبل، وأن خطته أن يُخرِج العفاريت من النفوس حتى يصل الناس إلى السعادة، ويقنع الناس بأنه من الممكن أن نعيش سعداء بغير الوقف الذي يتنازَع عليه الناس، فلمَّا رأى الفتوَّات التفاف الناس حوله عزموا على قتله، فلمَّا عرف رفاعة بتدبيرهم هرب مع أصدقائه الأربعة الذين كان قد اصطفاهم، لكن الفتوَّات تمكَّنوا من قتله ودفنه، فجاء أصدقاؤه ونقلوا جثَّته إلى مكان آخر، ثم ذهب أبوه يبحث عن جثَّته فلم يجدها، فتناقَل الناس أن الجبلاوي حمَل جثَّته بنفسه ودفَنَها في حديقته، وخرَج عليٌّ - من أصحاب رفاعة - يدعو لقتل الفتوَّات، وتمكَّن من قتل أحدهم، وطالَب أن يكون للرفاعيين حق، ويكون لهم حي في الحارة كحي جبل، وأجمع الناس على رفع الجبلاوي لجثَّة رفاعة، وبالَغُوا في تقديس والديه واختلفوا في أشياء كثيرة، حتى ذهب بعضهم إلى تجنُّب الزواج وتمسَّكوا بحقِّهم في الوقف مع الدعوة إلى احتقار الجاه والثراء.

وفي القصة الرابعة (قاسم): تعايَش آل جبل وآل رفاعة، ونشأ إلى جانبهم حي الجرابيع، وعاد الفتوَّات إلى ظلمهم وبطشهم، وظهر في ذلك الوقت قاسم؛ طفل يتيم الأبوين نشأ في رعاية عمِّه زكريا من حي الجرابيع، وكان الطفل كثير التطلُّع إلى بيت الجبلاوي، وخرج مرَّة مع عمِّه في تجارة البطاطا، وتعرف على المعلم يحيى الذي أعطاه حجابًا يحفظه من السوء، وعمل برعي الغنم وازداد حبُّه مع الرعي للخلاء، وأنس إلى صخرة عند المقطم وكان يتردَّد على المعلم يحيى، ورعَى الغنم لسيدةٍ تُسَمَّى قمر التي أحبَّته وطلبت الزواج منه رغم فقره، وكانت في سن الأربعين، فتزوَّجها وأدار شؤون مالها.

ثم كَثُر تأمُّلُه في السماء، وحُبِّب إليه الخلاء، وفي يومٍ من الأيَّام تأخَّر إلى نصف الليل، فخرجوا يبحثون عنه فوجدوه مغشيًّا عليه عند الصخرة، وأخبَرَهم أن جده الجبلاوي أرسل إليه خادِمَه قنديل يطلب منه القضاء على سطوة الفتوَّات ليحقِّق المساواة بين أبناء الحارة.

وبدأ في دعوة الناس إلى اتِّباعه، وتزايَد أتباعه سرًّا وجعل له مقرًّا، فسارَع إليه العاطلون والمتسوِّلون وتحمَّسوا لأقواله، وعرف الناظر بأمرهم فأرسل إلى قاسم وضرَبَه وهدَّده، لكن قاسمًا أصرَّ على موقفه؛ فزاد الاضطهاد له ولأنصاره، فأمر قاسم أنصاره بالهجرة، ولما علم الفتوَّات قرَّروا قتل قاسم، فدبَّر قاسم خطَّة للهروب، واستطاع اللحاق بأنصاره إلى الحي الجديد الذي استقبَلَهم بالزغاريد، ودارَتْ بينهم وبين الفتوَّات معارِك متعدِّدة، حتى استطاع قاسم في النهاية أن يقضي على سلطة الفتوَّات، وأرسَى مبادئ مهمَّة؛ منها: أن الجبلاوي جد للجميع وليس لآل جبل فقط، والكل متساوٍ لا فرق بين رجل وامرأة، ولا حي وآخر، ويجب مراقبة الناظر، فإذا خان فاعزلوه، وتوسَّع في حياته الزوجية ليربط نفسه بأهل الحارة جميعًا.

ثم مات قاسم فخلفه (صادق) على النظارة وسار على سيرته، ورأى قوم أن (حسنًا) أحق بالنظارة لقرابته من قاسم، وبعد موت صادق سال الدم من جديد وانقلبت الأحياء، وأصبح لكلِّ حي فتوَّته، وأطلق على الجرابيع القاسميين، وتمنَّى الناس لو عادت أيام قاسم وصادق مرَّة أخرى.

وفي القصة الخامسة (عرفة): يأتي عرفة الغريب عن الحارة ليستأجر مكانًا يجعله معملاً لصناعة الأعاجيب، فكان يخلط بعض المواد ببعض ويصنع منها أشياء كثيرة، وكان لا يؤمن بما يقوله الناس عن الجبلاوي وجبل ورفاعة وقاسم، بل يتقزَّز منهم، واستطاع أن يكسب الناس جميعًا بما يعطيهم من علاجٍ وحلٍّ لمشكلاتهم، بل إن الفتوَّات أنفسهم عملوا له حسابًا لما كان يصنعه لهم، وتطلَّع عرفة لرؤية الجبلاوي الذي يتحدث الناس عنه؛ لأنه كان لا يؤمن إلا بما يراه، فذهب إلى جوار البيت الكبير فحفر حفرة ودخل وظلَّ يتسلَّل حتى وجد عجوزًا كادت أن تخبر به فخنقها وماتت ثم هرب مسرعًا، وإذا به يسمع أن الجبلاوي قد مات لتأثُّره بقتل خادمته، فلم تحتمل شيخوخته الخبر فمات، ثم تعاوَن عرفة بعد ذلك مع الناظر على قتل الفتوَّات، ولما تَمَّ ذلك أخذه الناظر إلى بيته وعاشَ معه، وتحدَّث الناس في الحارة عن عرفة وأحبوه؛ لما قدمه من منافع، رغم معرفتهم أنه قاتِل الجبلاوي، ورأوا أنه لا أمل لهم إلا في سحر عرفة، وأن الناس لو خُيِّروا بين الجبلاوي وسحر عرفة لاختاروا السحر، وكفَر أهل الحارة بالماضي ورفعوا ذكر عرفة فوق أسماء جبل ورفاعة وقاسم.

كان هذا عرضًا سريعًا ومختصرًا لأحداث الرواية، وفيما يلي سنعرض تحليلاً أدبيًّا لهذه الأحداث.

ثانيًا: تحليل الرواية:
إن نظرة أوليَّة - فضلاً عن النظرة المتبصرة الواعية - لرواية "أولاد حارتنا" تُعطِي انطباعًا مباشرًا لا شك فيه أن الرواية تتحدَّث عن التاريخ البشري والإنساني عبر عصوره التاريخية المختلفة، مستخدِمة رموز الديانات الرئيسة الثلاث في مواجهة البغي والظلم المتمثِّل في السلطة، وهذا ما أكَّده جورج طرابيشي - وهو كاتب شيوعي الفكر، نصراني الملة - في كتابه "الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية"؛ حيث قال نصًّا: إن محفوظ أراد أن يُعِيد كتابة تاريخ الإنسانية منذ أن كان الإنسان الأوَّل، وما الإنسان الأوَّل إلا آدم الذي إليه جميعًا ننتمي في نظر التفسير الديني للتاريخ، ولكن هل من الممكن أن نتحدث عن آدم دون أن نتحدث عن الله وعن الأرض وعن ملائكة السماء وعن إبليس وعن الحلم المستحيل في استعادة الفردوس؟ ولكن كيف يمكن أن يكون الله والملائكة وإبليس وآدم شخصيات في رواية؟ أي: كيف يمكن الحديث عنهم دون انتهاكٍ للقدسيات؟ لقد وجد نجيب محفوظ الحل في تلك الحارة الواقعية[3].

وقد أيَّد نجيب محفوظ هذه الرؤية تمامًا؛ حيث بعث برسالة شكر إلى هذا الكاتب، أثبَتَها الكاتب في غلاف الكتاب الخارجي؛ حيث أرسل إليه: بصراحة أعترف لك بصدق بصيرتك، وقوة استدلالك، ولك أن تنشر عنِّي بأن تفسيرك للأعمال التي عرضتها هو أصدق التفاسير بالنسبة لمؤلفها[4].

كما تضمَّن النص الرسمي لجائزة نوبل في الأدب لعام 1988م هذه الفقرة: "وموضوع الرواية غير العادية "أولاد حارتنا" 1959م هو البحث الأزلي للإنسان عن القِيَم الروحية؛ فآدم وحواء وموسى وعيسى ومحمد، بالإضافة إلى العالم المحدث يظهرون في تخفٍّ طفيف"[5].

فالرواية تتحدَّث عن تاريخ الصراع البشري بين الخير والشر منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا؛ فالحارة هي الأرض التي يعيش عليها الإنسان، والجبلاوي هو الله - عزَّ وجلَّ، وجلَّ شأنُه - بحسب أحداث الرواية، والحديقة هي الجنة التي طُرِد منها أدهم في الرواية، الذي يرمز لآدم - عليه السلام - وزوجته أميمة (حواء) بغواية إدريس (إبليس) الذي طرَدَه الجبلاوي مغضوبًا عليه.

ثم تعرض الرواية لقصص أنبياء ثلاثة يمثِّلون الديانات الرئيسة الثلاث التي عرفها التاريخ البشري: قصة جبل (موسى - عليه السلام)، قصة رفاعة (عيسى - عليه السلام)، قصة قاسم (محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم)، ثم تُختَم الرواية بقصة عرفة (العِلْمُ المادي في العصر الحديث) الذي يقضي على خرافات الناس المتمثِّلة في حديثهم عن الجبلاوي وأدهم وجبل ورفاعة وقاسم، بل يتمكَّن في نهاية الرواية من قتل الجبلاوي أو التسبُّب في موته والقضاء عليه، ليقضي تمامًا على خرافات الناس حول سلطة الدين، حسب فكرة الكاتب في الرواية.

وقد استلهمت الرواية تاريخ هؤلاء الأنبياء وعرضَتْه في صورة رمزية واقعية، وتتمثَّل واقعية الرواية في البيئة المكانية ممثَّلة في الحارة التي جعلَها الكاتب مسرحًا لشخوص وأحداث الرواية؛ حيث تدور الأحداث في أحد أحياء القاهرة (صحراء المقطم)، ولتمصير البيئة المكانية في الرواية أضفى عليها الطابع الشعبي من المقاهي، والغُرَز، والعطفة، والزقاق، والكلوبات، والنبابيت، وباعَة البطاطا، وغير ذلك من الأشياء التي حاوَل الكاتب بها إضفاء طابع الواقعية على روايته؛ لتسحب القارئ عن التفكير في أن الرواية تتحدَّث عن الأنبياء.

ولكن هذه الواقعية التي أضفاها الكاتب على الرواية لم تُفلِح في إخفاء ما توارَى خلف هذه الأحداث؛ لأنها ببساطةٍ كشفت وبوضوح؛ لتطابق الأحداث إلى حدٍّ كبيرٍ مع تاريخ الأنبياء - عليهم السلام - مع التحريف في كثيرٍ من الأحداث عن الرؤية الإسلامية، ومع السخرية التي تعمَّدَها الكاتب؛ ليسلب صفة القدسية عن التاريخ الديني للبشرية، وليس للإسلام فحسب.

أمَّا مضمون الرواية فيدور حول: فلسفة الصراع بين الخير والشر، وبروز الفكرة الماركسية في القضاء على الدين في نهاية الرواية؛ فالدين في نظر الكاتب لم يستطع أن يقضي على الظلم المتمثِّل في جبروت الفتوَّات، بل كان دور الدين هو إحداث عملية تخدير مؤقَّت لا يلبث أن ينتهي، ثم يعود الظلم والجبروت مرَّة أخرى أشد سطوة من ذي قبل، حتى يأتي عرفة في نهاية الرواية الذي يرمز إلى العلم، والذي لا يؤمن بالجبلاوي، ولا يعترف بجبل ولا رفاعة ولا قاسم، بل إنه غريب عن الحارة (تُعرَف أمُّه ولا يُعرَف أبوه)، ويكون الخلاص في النهاية على يديه، ويستطيع أن يفعل ما لم يفعله أحدٌ، حتى الجبلاوي الذي تسبَّب عرفة في موته في نهاية الرواية؛ ليموت بعد هذه السنين الطويلة التي عاشَها مختفيًا عن الناس، لكنه كان يراقب تصرُّفاتهم، بل كان يعيش في أذهان الناس وخواطرهم.

استطاع عرفة في نهاية الرواية أن يتسلَّل إلى بيته الكبير المحتجِب فيه عن الناس محاولاً قتله، فتعترضه خادمة الجبلاوي فيقضي عليها فتموت، ولما يعلم الجبلاوي بموتها لم يتحمَّل الخبر فيموت هو الآخر ليكون عرفة هو المخلِّص من كلِّ هذه المشكلات.

والمستغرَب أن الكاتب يتحدَّث في روايته بهذه الرمزية المباشرة عن الذات العلية وعن الأنبياء - عليهم أفضل السلام - ثم يستنكِر الكاتب في بعض أحاديثه أن تُفَسَّر الرواية تفسيرًا دينيًّا، وتابَعَه في ذلك مَن تابَعَه من النقَّاد والأدباء ممَّن يؤمنون بفصل التفسير الديني عن الأدب[6].

وهذا أمر مستغرَب؛ لأن الكاتب ما دام قد كتب الرواية بهذه الطريقة، وحمَّلها هذه الأفكار المباشرة التي تمسُّ ثوابت العقيدة، وتخالف تمامًا تصوُّرات الإسلام عن الله - عزَّ وجلَّ - وعن الأنبياء - عليهم السلام - بصفتهم صفوة الله من خلقه، كما أنها تخالف رؤية الإسلام للعلم والمستجدَّات الحديثة التي جعَلَها الكاتب في خصام مع الدين، بل في صراع أدَّى في النهاية إلى التضحية بالدين (موت الجبلاوي) من أجل العلم، فلماذا يرفض الكاتب ومَن تبعه أن تُحَلَّل الرواية تحليلاً دينيًّا يردُّ على هذه الشُّبَه التي أثارتها الرواية، وهذه الأفكار الشائكة والشائنة والمتشابكة حول سيرة الأنبياء - عليهم السلام - وهم صفوة الله من خلقه؟!

إن الرمز في الرواية واضِح وضوحَ الشمس، وليته رمز مجرَّد؛ كنَّا برَّرنا للكاتب ما قاله، لكنه رمز له شواهده التي تصل به في كثيرٍ من الأحيان إلى الواقع، فالأحداث الرئيسة التي عاشَهَا الأنبياء هي هي التي عاشَتْها شخصيات الرواية، كما أن أحداث الرواية بصفة عامة يستحيل معها أن تكون هذه الأحداث قد وقعت بالفعل في واقع الرواية المكاني، فلم يبقَ إلا أن تحمل على الرمز، وإذا حملت على الرمز، فإنه من خلال الأحداث لا يمكن أبدًا أن تحمل على غير الأنبياء - عليهم السلام.

وهذا أيضًا ما أكَّده جورج طرابيشي بقوله: الرموز في "أولاد حارتنا" معدومة الوجود ومستحيلة الوجود أصلاً، بالنظر إلى التطابق الكامل ووحدة الهوية بين شخصية موسى التاريخية وشخصية جبل الروائية، وفي القسمين التاليين من الرواية؛ أي: في قصتي رفاعة وقاسم[7].

ويقول د. صلاح فضل: أدهم لا يختلف كثيرًا عن آدم على المستوى الصوتي، وإدريس شديد القرب من إبليس، أمَّا جبل فقد انتقل فيه المؤلف من أسلوب الجناس الناقص إلى طريقة المجاز المرسل المكاني؛ لأن مشهد الجبل الذي تجلى فيه الرب لموسى هو الذي يميِّز رسالته، وقد انسَحَب هذا على نظير الرب ذاته، فأصبح الجبلاوي بتباعُده وضخامته وكبريائه، وعندما نصل إلى رفاعة نعود إلى لون جديد من الاشتقاق الذي لا يقوم على جذر التسمية وإنما على أبرز معالمها، فنظير المسيح الذي رُفِع إلى السماء يتسمَّى بما يشير إلى هذا الرفع، وتداعب كلمة قاسم الحقيقة التاريخية من جانبين: أحدهما: لأن محمدًا كان يُدعَى أبا القاسم في بعض أسمائه... والآخر: لأن طبيعة رسالته المميزة لِمَن سبقه قاسم مشترَك بين جميع الأجناس والعصور... فإذا انتقلنا إلى عرفة... فاشتقَّ اسمه من أقرب الجذور إلى معناه، فهو وإن أشار إلى العلم فإن المعرفة هي مرادف العلم العريق[8].

ونحن لن نقف طويلاً مع مضمون الرواية، ولن نناقش الكاتب فيما وصَل إليه في نهاية الرواية، وفي تصوره لغلبة العلم على الدين والقضاء عليه في نهاية الرواية، وقضية موت الجبلاوي؛ لأنه قد يريد أن يصف واقعًا؛ وهو نسيان الناس للقِيَم ومحاولة البعض القضاء على الدين في نفوس الناس، ولأن هذا قد يكون رأيه وفكره رغم فساده من الناحية الإسلامية، ولأنه اعتَرَف في مقابَلَة معه: أنه لم يُرِد قطُّ النيلَ من الجبلاوي على أنه مرادِف للإله - عزَّ وجلَّ - وعلى حدِّ قوله: وحاشا لي أن أفعل ذلك... وإنما قصَد في روايته الإشارة إلى إنكار العلم للدين في فترةٍ وعودته إليه بعد ذلك، بدليل دعوته على لسان عرفة إلى إعادة الجبلاوي إلى الحياة، وإذا استطاع ذلك فلن يعرف الناس الموت[9].

ولكن الذي ينبغي أن نناقشه فيه هو تجنِّيه على التاريخ وتجرُّؤه على تحريفه؛ فالرموز كما ذكرنا لا تحتاج إعمال عقل ولا رؤية متخصِّص حتى يكتشف أن الرواية تتحدث عن تاريخ البشرية الديني، وتتَّخذ من الأنبياء - عليهم السلام - رموزًا ونماذج لهذا الاتجاه البشري منذ بدء الخليقة حتى تصل إلى التاريخ المعاصر.

كذلك هذه السخرية المتعمَّدة برموز الأنبياء والمرسلين، وهذه الجرأة السافرة في تناول حياتهم، وهذه الأوصاف البذيئة التي وصفَهم بها في ثنايا الرواية، والتي لا مجال لذكرها هنا، وحرجًا من تكرارها، بل نُحِيل القارئ إلى أيِّ صفحة من صفحات الرواية فلن تخطئ عينه لفظًا قبيحًا، أو وصفًا لا يليق، أو جرأة في التناول لا تتناسب أبدًا مع قدسية الأنبياء - عليهم السلام.

وبرأيي المتواضع أن المشكلة ليست في نشر الرواية أو عدم نشرها؛ لأنها إن لم تُنشَر اليوم ستُنشَر غدًا، وإن حُجِبت في مكان ستظهر في مكان آخر، وقضيَّة الحجب مع معطيات الحضارة الحديثة، وهذه الثورة العارمة في الاتصالات - أمر بات يدعو للسخرية، لكن الخطورة تكمُن في الدفاع عنها أو التبرير لها، أو حتى هذا القول الساذج الذي تردَّد على ألسنة البعض أن الرواية يمكن أن تُحمَل على أكثر من فكرة، ويمكن إسقاط رموزها على أكثر من حدث في التاريخ المصري المعاصِر، وهو قول ساذج لا يقول به مبتدئ يخطو خطواته في مجال الأدب.

من هنا مثَّل الرمز والمضمون إشكاليات كبيرة تستدعي وقفة متأنية مع رواية نالَتْ ما نالَتْ من الجدل والنقاش، لكنها في النهاية لا يمكن أن تتوافَق مع التصوُّر الإسلامي الصحيح للأدب الذي ينبغي أن يكون أمينًا على التاريخ، ومراعيًا للثوابت العقدية والفكرية.

ـــــــــــــــــــــ
[1] كان هذا المنع في مصر فقط، بينما نُشِرت الرواية في بيروت، وظلَّت مُتداوَلة رغم منع نشرها في مصر.
[2] "نجيب محفوظ الثورة والتصوف"؛ د. مصطفى عبد الغني، ص 55، ط مكتبة الأسرة 2002م، الهيئة العامة للكتاب، مصر.
[3] "الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية"؛ جورج طرابيشي، ص 8، دار الطليعة، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة نوفمبر 1988م.
[4] السايق: غلاف الكتاب الخارجي.
[5] "نجيب محفوظ الثورة والتصوف"؛ د. مصطفى عبد الغني، ص 55، ط مكتبة الأسرة 2002م، الهيئة العامة للكتاب، مصر.
[6] "نجيب محفوظ الثورة والتصوف"؛ د. مصطفى عبد الغني، ص 269، ط مكتبة الأسرة 2002 م، الهيئة العامة للكتاب، مصر. 
[7] "الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية" ص 22. 
[8] "شفرات النص"؛ د صلاح فضل ص 153، 154 دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع، القاهرة، ط الأولى 1993م. 
[9] "نجيب محفوظ الثورة والتصوف"؛ د. مصطفى عبد الغني، ص 271، 273.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأدب في خدمة العقيدة
  • الالتزام في الأدب
  • الرواية والخطر الفكري الخفي
  • تهافت الادعاء بالإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ
  • رواية صورة دوريان جراي
  • رواية " إصلاح " لعزيزة الأبراشي

مختارات من الشبكة

  • رواية (قواعد العشق الأربعون) في ميزان التصور الإسلامي (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الرواية البوليفونية أو الرواية المتعددة الأصوات(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • صور الفروق بين روايات الأحاديث في الصحيحين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نماذج من الرواية بالمعنى وحل الاختلاف فيها (8) خاتمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقدم الروايات حول مصحف كتب للمشرق الإسلامي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاتجاه الإسلامي في الرواية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (دراسة نقدية)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الاتجاه الإسلامي في روايات علي أحمد باكثير التاريخية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف أتعامل مع أبناء زوجي؟(استشارة - الاستشارات)
  • الشمولية في التصور الإسلامي(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
10- ثلاث رسائل
صالح - السعودية 03-01-2021 01:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرسالة الأولى: لكل قارئ نهم:
استعن بعد الله بأصحاب الفكر والدراية في انتقاء الكتب، فلقد صدمت صدمة عنيفة بهذه الرواية وقد قرأتها الأيام الماضية كاملة، وكنت أشعر من خلالها بضيق وشعور غريب نظرا للكآبة والسواد والقتامة في كثير من أحداثها، ولكن لم يخطر ببالي ولم يسعفني إدراكي لفهم واستنباط ما ترمز إليه هذه الرواية، فلا بارك الله فيه من كاتب، ولا سلم الله له ذكرا.


الرسالة الثانية: لكاتبنا المبجل:
جزاك الله خيرا على ما كتبت وقدمت وبينت، وجعل ذلك في ميزان حسناتك، أنت مكسب لهذا الموقع ولقرائك ومتابعيك.


الرسالة الثالثة: لموقعنا الكريم (شبكة الألوكة):
شكر الله لكم جهودكم وتنوير العقول ونشر المعرفة بين الناس مبشرا لكم بأنكم تحتلون مرتبة ومكانة وموثوقية عالية جدا عند الباحثين وطلبة العلم والقراء؛ نظرا لتميزكم وحرصكم المعهود والمعروف على الكاتب والمضمون والعرض الجميل، فجزاكم الله عنا خيرا.

9- اولاد حرتنا
انفال ساتي علي - السودان 10-06-2016 03:12 PM

إنا لله وإنا إليه لراجعون إلى هذا الحد انحدرنا؟

8- ألا ساء ما يحكمون
كلمة - مصر 02-03-2014 04:29 PM

حسبنا الله ونعم الوكيل عليه من الله ما يستحق وعلى من يدرسون سيرته العفنة في مناهج أولادنا

7- رائع
زائر 04-11-2012 04:59 PM

رائع...

6- عن رواية نجيب محفوظ (أولاد حارتنا)
محمد - مصر 09-02-2012 10:57 PM

والله لا يجوز من أي كاتب أن يكتب مثل هذه الرواية

5- يآآآآآ الله
أُنشُودَة الْمَطر - المملكة العربية السعودية 27-03-2011 06:44 PM

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ألهذا وصل استخفاف بعض الأُدباء


زائر مصرى من السعودية - السعودية 08-08-2010 01:16 AM

طبعاً كل من قرأ المقال عن الرواية يعلم لماذا أعطوا هذا الكاتب جائزة نوبل؟ فهذه الرواية دعوة للكفر والعياذ بالله !!!!!!!

لعل الكاتب الآن يرى جزاء ما قدمت يداه وهو فى ذمة الله !!!!

3- كبرت كلمة تكتبها اقلامهم
باغي الخير - الاردن 20-03-2010 07:51 AM
إنا لله وإنا إليه راجعون


ألم يكن في تاريخ البشرية وحاضرها أمر ساء هذا الكاتب سوى رسالة لا إله إلا الله

على مر العصور


إن مصائب البشرية وظلمها لبعضها وهيمنة القوي على الضعيف والغني على الفقير والسيد على العبد والرجل على المرأة والوثنية بكل صورها تفيض من ثنايا وسطور
تاريخها
ولم يكن لها نقاط بل مشاعل مضيئة إلا ماكان في دعوة الرسل وأتباعهم

ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور
2- شكر
سلمان - السعودية 17-03-2010 01:57 PM
جزاكم الله خيراً وبارك في جهودكم ......
1- نسأل الله العافية
زكريا النواري - ليبيا 16-03-2010 03:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


" سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ "


جزاك الله خيراً على هذا البيان الشافي ..
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب