• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | اللغة .. والقلم   أدبنا   من روائع الماضي   روافد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحال والصفة من نسب واحد
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    رفع الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    أحوال إعراب الأسماء
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الواو الداخلة على الجملة الوصفية
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    واسطة العقد
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    أدوات جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    قصيدة عن الصلاة
    أ. محمود مفلح
  •  
    ارتباط الجملة الحالية بالواو دون المفردة
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن محمدا رسول الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    سقاك الغيث (قصيدة)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    جزم الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    الكتابة الأدبية
    أسامة طبش
  •  
    مشية طفلة (مقطوعة شعرية)
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    نواصب الفعل المضارع
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    واو الحال وواو المصاحبة في ميزان القياس على
    د. عبدالجبار فتحي زيدان
  •  
    الأدب والنماذج العالية
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة
علامة باركود

جثث حية (قصة)

محمد كساح

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/3/2016 ميلادي - 8/6/1437 هجري

الزيارات: 4080

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جثث حية


اعتاد الحاج أبو عطا الذي بلغ السنة الخامسة والخمسين من خريف عمره التجوُّلَ يوميًّا في البلدة (س)، التي تقع ضمن الريف الغربي لدمشق.

 

كان يخرج من بيته كل صباح فيتمشَّى مشيته البطيئة التي غدا معروفًا بها لدى أبناء بلدته، ويزور إخوانه ومعارفه، ويستطلع أنباء الناس، ويتعرف على أحوالهم، وكان يفعل ذلك مرة أخرى عند حلول المساء، اعتاد هذه الحال منذ أكثر من مائتي يوم، وهو يطابق تاريخ حصار البلدة وحشر أربعين ألفًا من أبنائها بين جدرانها دون غذاء أو دواء.

• أهلًا أبو عطا، كيف الحال؟

 

صاح أحد الجيران ويُدعى "أبا معروف" بعد أن لمح الحاج من نافذة بيته:

• الحمد لله.. تمام، عال العال.

 

ردَّ الحاج أبو عطا، ثم سكت قليلًا، وأردف قائلًا:

• انزل لنسلِّم عليك، إن لم يكن هنالك ما يشغلك!

• وماذا يشغلني في هذه الأيام يا سيِّدي؟ من يسمعك يظن أن لدي أعمالًا كثيرة متراكمة بعضها فوق بعض.

• قلت في نفسي: ربما أكون أزعجتك!

• لا تقل ذلك يا حاج "أبو عطا"، أنت صديقي منذ الطفولة، على كل حال انتظر قليلًا سوف أنزل إليك، وسأحضر معي هدية بسيطة لولدك الصغير مصطفى.

 

نظر الحاج حواليه فرأى دكَّةً مُعدَّةً للجلوس بالقرب من بيت صديقه أبي معروف فجلس عليها.

 

وبعد لحظات كان أبو معروف قد نزل من بيته، فصافح الحاج، وجلس الاثنان يتحدثان حديثهما المعتاد الذي تكرَّر بحذافيره صيغةً ومضمونًا العشرات والعشرات من المرات.

 

• كيف حال مصطفى؟ هل تحسَّن قليلًا؟

آمل أن يستردَّ بعض عافيته وصحته؟

 

فرد أبو عطا الذي بدت عليه علامات اليأس مشوبة بنوع من الحزن المكبوت:

• إن حالته تزداد سوءًا يا صاحبي، الحصار لم يُبقِ لدَينا حبَّةَ أرز واحدة لنُطعمه إياها، ما هي إلا المياه المغلية مع البهارات.

• لا حول ولا قوة إلا بالله! ماذا نفعل؟ وأنا والله ليس لديَّ شيء أقدمه لك، الحصار أكل الأخضر واليابس، ومائتا يوم كفيلة بنفاد كل شيء.

• لقد زاره الطبيب البارحة، واطَّلع على حاله.

• وماذا قال لك الطبيب؟ آمل أن يكون بخير!

 

استنشق أبو عطا الهواء بمنخريه ثم زفر كالمصاب بالحمَّى، فتطلع إليه أبو معروف بنوع من الشفقة والحزن، لقد كان يرثي لحال صديقه، ويودُّ لو يواسيه بشيء ما، أي شيء يؤكل، آه لو أن بإمكانه أن يقدم له شيئًا يشدُّ من عضد ابنه ويُحسِّن حالته! ولكن...

 

وتذكر أبو معروف الشيء الذي أحضره للحاج فقدمه له وابتسامة الرضا تلوح على وجهه

• ما هذا؟ قطعة تمر!

من أين حصلت عليها يا أبا معروف؟

 

• اليوم كنت أبحث في خزانة المطبخ فوجدتها على أحد الرفوف، وأحببت تقديمها لابنك مصطفى، إنه لم يتذوق طعامًا حلوًا منذ أشهر!

 

• شكرًا لك، لا تعلم يا صاحبي كم هي مأساتي كبيرة، إن ابني لم يذق طعامًا منذ عشرة أيام، اليوم صباحًا سقيته كأسًا من الماء المغلي بالبهارات لتُكسبه شيئًا من الطاقة، أنت لا تتصور مقدار الحزن الذي يعتصر قلبي وأنا أُكلِّمك عن فلذة كبدي، لقد قال لي الطبيب: إنه يعاني من سوء امتصاص، وعلمت منه أن حالته متدهورة جدًّا، للأسف، وقد لا يعيش...

 

وهنا انهمرت دموع الحاج أبي عطا على خدَّيه، فارتبك أبو معروف الكهل ذو الشعر الأبيض واللباس الأنيق والذقن الحليقة، ثم صاحب القلب الطيب والمرهَف الإحساس.

 

• هدئ من روعك، وكلها لله، إنه لن ينساك، وابنك سوف يَعيش بإذن الله، خذها مني يا صاحبي إنه سيعيش.

 

• حسبنا الله ونعم الوكيل، ما باليد حيلة... أنا سأُتابع جولتي، هل تريد مني شيئًا؟

 

قال ذلك وهو يقوم من مجلسه وينفض ما علق من تراب المصطبة عن ثيابه.

 

• في أمان الله.

قال أبو معروف وبقي جالسًا على حالته تلك يتابع بنظرات يَملؤها الحزن والأسى صديقه الحاج وهو يتمشى متمهل الخطى واضعًا يديه وراء ظهره.

 

بعد زيارة الطبيب لابنه اسودَّت الدنيا في عيني أبي عطا، ولم يعد بإمكانه التحدُّث سوى عن ابنه المصاب بسوء الامتصاص، والمعرَّض للموت في أي لحظة.

 

كان يمشي كالتائه، بعينين حزينتين غائرتين، ووجه مغضن مملوء بالأخاديد، لقد كبره الحصار عشرة أعوام، بينما زاده كلام الطبيب عشرة أعوام أخرى.

 

والآن كان أبو عطا يتابع جولته الصباحية تلك، نظر حواليه فرأى الناس مختلفة عما كانت عليه في السابق، لقد شاهد حركات بطيئة آلية لأناس غائري العيون نحاف الوجوه، ذوي عظام ناتئة واضحة من تحت الثياب التي بدت فضفاضة وواسعة أكثر مما ينبغي!

 

• ما بال الناس تغيَّرت ملامحها؟

 

قال في نفسه، ثم أجاب في همس أقرَبَ إلى الصمت:

• لعنة الله على الحصار، بل ألف لعنة عليه!

 

وبصق عن يساره، ثم ارتجف جسده الذي تمشَّى في أوصاله الغضب كتيار الكهرباء مردفًا بصوت مسموع:

• ما هذه الحال يا ناس؟ نموت من الجوع ولا أحد يشعر بنا! لا أحد يفك الحصار عنا! ابني اقتربت نهايته وهو يعيش الآن آخر أيامه ولا يهتزُّ جفن أحد؟!

 

وتوقف أبو عطا عند هذا الحد، ثم صمت متابعًا سيره.

 

فكَّر وهو يمشي في الحارة المفضية إلى منزله..

 

• ليس هؤلاء الذين يسكنون المدينة بأحياء، إن أحدهم لم يتذوق الطعام منذ عشرة أيام، هؤلاء الذين يعيشون على الماء وعلى أوراق الشجر ليسوا بأحياء، إنهم أموات.

 

ثم صمت قليلًا كأنه يبحث عن كلمة تفي بتوصيف الحالة التي يتحدَّث عنها، وتُعلن عن المشاعر المريعة التي يحسُّ بها.

 

• إنهم جثث، أجل جثث... لكنها من نوع آخر، ليست كالجثث التي تموت فتُدفن في التراب وترتاح، إنهم أربعون ألف جثة حيَّة!

 

وفي هذه اللحظة كان أبو عطا قد دخل عتبة البيت، أمسك بالتمرة التي وضعها في جيبه، وخطرت بباله فكرة أن ابنه سيفرح بها، ومن يدري... ربما يشعر ببعض التحسن إن أكلها.

 

وعندما دخل غرفة الجلوس لمح الحاج أبو عطا هيكلًا عظميًّا ممددًا على سرير في زاوية الغرفة... لقد كان ابنه مصطفى، لكن جو الغرفة كان ملبدًا بغيوم الحزن، مكتظًّا بمشاعر البؤس.

 

وسرعان ما دق قلب الحاج بشدة..

 

لقد شعر كأن خطبًا ما حدث في غيابه..

 

تقدم ناحية ابنه فنظرت إليه أم عطا والدموع تنهمر من عينيها، لم تستطع أن تتفوه بكلمة واحدة، مع أنها حاولت فتح فمها، والتحدث إلى زوجها...

 

ألقى أبو عطا نظرة على ابنه الشاب الذي كان في مقتبل العمر، وكان كالوردة الناضرة... رحماك يا رب، إنه الآن مجرد هيكل عظمي، مجرد جثة حية!

 

وبعد لحظات رأى الوالدان ابنهما الذي كان يملأ عليهما جنبات المنزل صخبًا ومرحًا وسعادة، ينظر إليهما بعينيه الغارقتين في جمجمة رأسه، كانتا عينين بائستين موجعتين، كانتا تقولان الكثير عن الظلم الفظيع الذي حاق بصاحبهما، وتحكيان عن فواجعَ وآلام يصعب على المخيلة البشرية تصورها وتخيل تفاصيلها.

 

وما هي إلا لحظة واحدة حتى فتح مصطفى فمه الذي لم يذق طعامًا مُشبِعًا لأسابيع طويلة، ثم لفظ أنفاسه وغاب في نوم عميق.

 

لقد أضحى جثة ميتة، ولعل هذا كان أفضل له على كل حال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • طوفان مهند (قصة)
  • الجنرال الذي روّض مستهلكي المسلمين (قصة)
  • الـخـبء (قصة)
  • حرز الجوشن (قصة)
  • طفل من القرية (قصة)
  • أنا من قتلها (قصة)
  • وراء الباب المغلق (قصة)

مختارات من الشبكة

  • ماليزيا: العثور على جثث لمسلمين ضحايا الاتجار بالبشر(مقالة - المسلمون في العالم)
  • جثث نافقة!!(مقالة - حضارة الكلمة)
  • في عيادة الطبيب ( قصه قصيرة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قصه حدثت للدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فلسطين المحتلة: جثث الشهداء في الشوارع .. مجزرة الشجاعية تنكأ جراح الفلسطينيين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الدعم لمنع القتل أم الدعم لأجل الدفن؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وقفات مع الأمانة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهزيمة والقوة (قصة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كوسوفو: رئيس أركان صربيا متهم في جرائم حرب ضد الإنسانية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إسبانيا: العثور على مقبرة إسلامية ترجع لأكثر من ألف سنة(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/1/1447هـ - الساعة: 9:57
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب