منظمات المرأة في فلسطين (PDF)

منظمات المرأة في فلسطين

الخطورة ومنهجية المواجهة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، الحمد الذي الذي أكمل لنا الدين، وجعلنا به إخوة متحابين متآلفين، والصلاة والسلام على القائد والقدوة، والإمام المعلم، وصاحب الصراط القويم، ومن سار على دربه بصلاح وإخلاص إلى يوم يبعثون.

وبعد..

تأتي هذه الدراسة العلمية تبياناً لواقع العمل المؤسساتي، وواقع المجتمع المدني النسوي في فلسطين، وما يمثله العمل في هذا المحور من دلالات على الواقع السياسي وواقع الصراع الفكري والعقائدي القائم على أرض الإسراء والمعراج على وجه التحديد.

حاول الباحث من خلال هذه الدراسة أن يسلط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية، وبيان شكل العمل المؤسساتي والنقابي القائم على الأرض الفلسطينية السليبة فيما يختص بالمرأة الفلسطينية، والسياسيات الفكرية التي تستهدفها سواء من المنظمات النسوية السالبة في فلسطين، أو من خلال المنظمات المدنية الغربية العاملة على الأرض المحتلة.

وحتى لا يكون هذا البحث وصفاً للواقع، أو بياناً لصورة من صوره، فقد بين الباحث بعد استعراضه للواقع الفلسطيني بمدخلاته المتعلقة بهذا الجانب مجالات التصدي للحملات المسعورة التي تستهدف المرأة بوصفها ركيزة العمل الأسرة، وحجر الزاوية في أي أمة، في محااولة من العدو ومن سار بركابه لحرفها عن طريق الهدى والتقى، ليقودوها إلى مستنقات التشكيك في الدين السماوي وصلاحيته لقيادة الإنسان، وهذه المجالات المذكورة تتصل بالواقع الفلسطيني بصورة مباشرة، وممكنة التحقيق في فلسطين برغم قسوة الظروف ومرارة الواقع في ظل الاحتلال الصهيوني الغاشم.

أهمية البحث:

تنبع أهمية البحث من المنطلقات الآتية:

1. أنه يتصل بقضية أساسية ومحورية من قضايا الصراع الفكري والعقائدي الذي يستهدف الإنسان الفلسطيني على أرضه المغتصبة.

2. أن فيه بياناً لحجم وشكل المجتمع المدني الفلسطيني في المجال النسوي، ويعالج مجموعة من القضايا ذات الصلة والتخصص في هذا الجانب.

3. أنه يسلط الضوء على واقع وفكر المنظمات النسوية الهدامة في فلسطين، وما تحاول فرضه من فكر على المرأة الفلسطينية من الأفكار والأطروحات العقدية المستوردة من الغرب، والتي تصطدم مع الفكر الإسلامي بصورة كبرى ومباشرة.

4. أن هذا البحث لا يضع الجانب السلبي فحسب، ولا يكتفي ببيان الواقع السلبي في الأرض الفلسطينية، بل يتعدى ذلك لوضع خطة علاجية واقعية قابلة للتحقيق والتطبيق لمواجهة هذه الحملة الغربية والصهيونية المشتركة لحرف المرأة الفلسطينية المسلمة عن دينها وهويتها.

منهجية البحث:

تقوم منهجية البحث على اعتماد الأسلوب الوصفي التحليلي بدرجة رئيسة ، وفيه تناول للمنهجية القانونية في بعض مباحثه، وقد اعتمد الباحث فيه على جملة من الوسائل العلمية في العمل البحثي، أهمها:

1. الاعتماد على كتاب الله تعالى وسنة نبيه عليه السلام في التوثيق السلام لوجهة النظر الشرعية، والرجوع إلى الآيات من الكتاب العزيز، والوقوف على الأحاديث في مظانها مع اتباع منهجية البحث العلمي المعاصر من حيث التوثيق والفهرسة.

2. الرجوع إلى المصادر الحديثة التي تخدم البحث وتثري موضوعاته، لا سيما وأن هذا الموضوع يعتبر حديثاً معاصراً، ودور المنظمات المدنية النسوية الهدامة نتاج معاصر آخر له.

3. التوثيق العلمي للمصادر والمراجع، بذكر اسم الكتاب، واسم المؤلف، ودار النشر، وسنة الطباعة، ورقم الجزء والصفحة، مع مراعاة الدقة والموضوعية في الاقتباس والنقل.

4. الاعتماد على مواقع الانترنت في بيان العديد من وجوه دعاوى المنظمات النسوية، لكون الانترنت المصدر الأوفر في عرض هذه المادة والأقوى.

5. وضع الفهارس والهوامش والتوثيقات الختامية اللازمة وفق المنهجية العلمية المتبعة في العمل البحثي المعاصر.

هيكلية البحث:

اشتمل البحث على ثلاثة مباحث توزعت عليها مجموعة من المطالب والمسائل الفرعية في ثنايا موضوعاته.

فقد تناول المبحث الأول، والذي هو بعنوان: واقع المرأة الفلسطينية في المجتمع المدني الفلسطيني، مجموعة من المطالب، حيث عرض لواقع المرأة في المجتمع الفلسطيني، و الواقع الاجتماعي والمؤسساتي في فلسطين، والاحتياجات المدنية للشعب الفلسطيني، ثم انتهى بذكر الوضع القانوني للعمل المدني.

أما المبحث الثاني، والذي كان بعنوان: لجان المرأة ومنظماتها في فلسطين، فقد تناول فيه الباحث التعريف بالمجتمع المدني النسوي، والمنظمات النسوية الهدامة في فلسطين، ثم بين نظرة الإسلام إلى هذه المنظمات، موضحاً أهداف هذه المنظمات، ومخالفتها في أبجديات حراكها التنظيمي والاجتماعي لقانون الأحوال الشخصية المعمول به في فلسطين، متبعاً ذلك بقراءة سريعة في اتفاقية السيداو الدولية، والتعريج على مفهوم الجندر.. كمفهوم تدميري.

أما المبحث الثالث؛ فتناول قضية مواجهة التحدي عملياً، وقد تم فيه بيان آليات مواجهة المنظمات النسوية السلبية، والتذكير بضرورة تكوين جماعات الضغط في الواقع الفلسطيني.