• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | المكتبة المرئية   المكتبة المقروءة   المكتبة السمعية   مكتبة التصميمات   كتب د. خالد الجريسي   كتب د. سعد الحميد  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لكل مقام مقال (بطاقة دعوية)
    د. منال محمد أبو العزائم
  •  
    ما لا يسع القارئ جهله في التجويد: الكتاب الثالث ...
    د. عبدالجواد أحمد السيوطي
  •  
    تمام المنة في شرح أصول السنة للإمام أحمد رواية ...
    الشيخ الدكتور سمير بن أحمد الصباغ
  •  
    شرح كتاب الأصول الثلاثة: العلم والدعوة والصبر
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    ثلاثة الأصول - فهم معناه والعمل بمقتضاها
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    فتاوى الحج والعمرة (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    اسم الله تعالى الشافي وآثار الإيمان به في ترسيخ ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    متفرقات - و (WORD)
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    سفر الأربعين في آداب حملة القرآن المبين (PDF)
    طاهر بن نجم الدين بن نصر المحسي
  •  
    الأساس في الفقه القديم والمعاصر (PDF)
    د. عبدالله إسماعيل عبدالله هادي
  •  
    المسائل العقدية المتعلقة بإسلام النجاشي رحمه الله ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة المقروءة / مكتبة المخطوطات / التراث والحضارة
علامة باركود

المسلمون ووضع أسس وأصول بعض العلوم الجديدة

د. محمود الجوهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/9/2009 ميلادي - 7/10/1430 هجري

الزيارات: 18505

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
قام المسلمون بوضع أسس بعض العلوم الجديدة، التي لم تكن معروفةً من قبل؛ مثل: "علم الجبر" بواسطة محمدِ بنِ موسى الخُوَارَزْمِيِّ، الذي عاصر الخليفةَ المأمون، وذكرناه سابقًا، و"علم الاجتماع" بواسطة ابنِ خَلْدُون، و"علم أصول الفقه" الذي وضعه الشَّافعي.
كما كان للمسلمين إسهاماتُهم الجديدة في علوم الرياضيات؛ مثل: "حساب المثلثات"، و"حساب المثلث الكروي" التي أدت إلى تقدُّم علم الفلك الحديث، وفي علوم الطبيعة؛ مثل: "أعمال الخازن" (أبو عبدالرحمن أبي جعفر الخازني)، في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي في موضوع "كتلة الهواء"، وأنَّ للهواء قوةً دافعة كالسوائل، وأنَّ وزن الجسم المغمور في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وأنَّ مقدار ما يَنقُصه من وزن إنما يتوقَّفُ على كثافته البسيطة وكيفية عملها؛ مثل: اتزان الميزان، والقبان ونحوهما، وله كتاب عثر عليه - قدرًا - في منتصف القرن الماضي يسمَّى: "ميزان الحكمة"، ويعتبر أولُ كتاب وُضع في العلوم الطبيعية، ومادة (الهيدروستاتيكا)[1].
وقد أوضح "الخازن" أنَّ قاعدة (أرشميدس) للأجسام المغمورة لا يقتصر سَرَيانُها على السوائل فقط، بل تسري كذلك على الغازات، وأبحاثُه في الكثافة، وطريقةُ تعيينها للأجسام الصُّلبة والسائلة صحيحة، واخترع "الخازن" نوعًا من "الإيرومترات" من أجل قياس الكثافات، ولمَّا كانت الكثافة تعتمد على الحرارة فقد مهَّد السبيل لـ"جاليليو" لاختراع الترمومتر، كما كان لـ"لخازن" اجتهاداتُه عن قوة الجاذبية، وتعيين مركز الثقل، وقام بشرح بعض الآلات.
كما كان للمسلمين إسهاماتُهم العظيمة في "علم النبات" مثل: "أعمال ابنِ البيطار" (عبدالله بنُ أحمدَ البيطار) وُلد في أواخر القرن السادس الهجري في الأندلس، وتُوفِّي في دمشق سنة 1248م، وقد قام هذا العالِم برحلات عديدة؛ للبحث عن النباتات، وجمع عيِّنات منها، وتصنيفها، ومواضع إنباتها وأسمائها، وقد استخلص من النباتات العقاقيرَ المتنوعة، وكَتَب في ذلك تحقيقاتٍ مَيدانيةً، ورسائلَ عديدةً، وكتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" مِن أهمِّ الكتب عن النباتات، والنباتات الطبية، والأدوية في العصور الوسطى، وقد رجع في تأليفه إلى 150 مصدرًا، منها: عشرون مصدرًا يونانيًّا، والباقي من المصادر العربية.
وكذلك "علم الحيوان" الذي ألَّف فيه كمالُ الدين الدَّمِيرِي، وهو عالِمٌ أزهريٌّ، وُلد في صعيد مصر، في قرية دَمِيرَة سنة 1349م، قُبيل عصر النهضة الأوروبية، ألَّف الدَّمِيرِيُّ كتابه العظيم "حياة الحيوان الكبرى"، ورتَّب فيه الحيواناتِ ترتيبًا أبجديًّا على طريقة المعجم، وتناول بالبحث 1069 كائنًا، وجعل لكلِّ كائن صفاتٍ معينةً مميزة، تتضمَّن كلَّ ما كان معروفًا آنذاك.
وإسهاماتُ المسلمين الجديدةُ والمبتكرة في مجالات الطب، والصيدلة، والتاريخ، والجغرافيا، والفلسفة، والرياضيات، والعلوم الطبيعية، والكيمياء، والفلك وغيرها - لا يمكن أن نُحصيها في مجالنا هذا.
كما قام الإمام محمدُ بنُ إدريسَ الشافعيِّ القرشيِّ (150 - 204 هـ) بوضع أسس علمٍ جديد في الفكر الإسلامي هو "علم أصول الفقه"، وذلك في رسالة رواها وكتبها تلميذُه المصريُّ الربيعُ بنُ سليمانَ المرادي، وبذلك يعتبر أولَ مَن ألَّف وجمع أصول الفقه الإسلامي. وعلمُ أصول الفقه هو علمٌ يَختصُّ بضبط القواعد التي يعتصم بها المجتهد عن الخطأ في الاستنباط، كتقديم النصوص على القياس، وتعريفِ دلالات ألفاظ نصوص القران الكريم والسنة الشريفة، ومعرفةِ الناسخ والمنسوخ، وقواعدِ القياس الصحيحة، والمصالح، ومقاصدِ الأحكام وغيرها.
ولنرَ الآن كيف قام العلاَّمةُ ابنُ خَلدون بوضع أسس علمٍ جديد، وهو "علم الاجتماع"، والذي أطلق عليه "علم العمران البشري"، وذلك لأول مرَّة في التاريخ، وقبل أن تعرف أوروبا علم الاجتماع بأربعة قرون، كما أنه قام بوضع أسس "علم التاريخ"، وقد جاء الاعتراف بفضله في العصر الحديث من علماء الغرب أنفسِهم، فهو ليس مؤرِّخًا فقط، بل واضع لنظريات حديثة في "علم التاريخ" بجانب أنه منشئ "علم الاجتماع".
وقد دوَّن ابنُ خلدون خلاصةَ فكره في كتابه الضخم الذي سمَّاه "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومَن عاصرهم مِن ذوي السلطان الأكبر"، وهو سبعةُ أجزاء، والجزء الأول أو (المقدمة) هو المشهور منها.
ونحاول أن نتعرَّف على مقتطفات قليلة من أفكار الجزء الأول (المقدمة)؛ لنرى أصالةَ هذا العالِم العظيم، وكيفية نشأة "علم الاجتماع"، الذي أطلق عليه "علم العمران البشري"، أو "العمران"، أو "الاجتماع الإنساني"، وذلك عندما كان يبحث عن العوامل التي تجعل المؤرخَ ينحرف عن جادَّة الصدق في كتابة التاريخ.
وبعد أنْ وصل إلى نتيجةٍ هامَّة وهي:
"أنَّ التاريخ في حقيقته ليس إلا خبرًا عن الاجتماع الإنساني، وأنَّ تمحيصَ الخبر - لمعرفة صدقه من كذبه - يقتضي معرفةَ طبائع العمران البشري؛ أي: معرفة طبيعة علم الاجتماع"، ثم يُبيِّن ابنُ خلدون أهميةَ وخصائصَ هذا العلم في كتابه الأول (المقدمة) وهو ما سوف يتضح في السياق التالي:
أولاً: رأي عبدُالرحمن بنُ خَلدون فُحولَ المؤرخين العِظام في الإسلام؛ أمثال: ابن إسحاق، والطبري، وابن الكلبي، ومحمد بن عمر الواقدي، وسيف بن عمر الأسدى، وغيرهم من المشاهير، قد خَلَفَهم بعضُ المؤرخين المتطفِّلين، الذين خلطوا الحقائقَ بالروايات الملَفَّقة؛ يقول ابنُ خلدون: "إنَّ فحول المؤرخين في الإسلام قد استوعبوا أخبارَ الأيام وجمعوها، وسطَّروها في صفحات الدفاتر وأودعوها، وخَلَطها المتطفِّلون بدسائسَ من الباطل، وَهَمُوا فيها وابتدعوها، وزخارفَ من الروايات المضعَّفة، لفَّقوها ووضعوها، واقتفَى تلك الآثارَ الكثيرُ ممن بعدهم واتَّبعوها، وأدَّوها إلينا كما سمعوها، ولم يُلاحظوا أسبابَ الوقائع والأحوال ولم يُراعوها، ولا رفضوا تُرَّهات الأحاديث ولا دفعوها، فالتحقيقُ قليل، وطرف التنقيح في الغالب كليل، والغلط والوَهَمُ نسيبٌ للأخبار وخليل، والتقليدُ عريقٌ في الآدميين وسليل، والتطفُّل على الفنون عريضٌ طويل، ومرعى الجهل بين الأنام وخيمٌ وبيل، والحق لا يُقاوَمُ سلطانُه، والباطل يُقذَفُ بشهاب النظر شيطانُه، والناقل إنما هو يُملي ويَنقُل، والبصيرة تنقُدُ الصحيحَ إذا تمقل، والعلم يجلو لها صفحات القلوب ويُثقِل"[2].
ثانيًا: وبعد أنْ أورد ابنُ خلدون أهميةَ التاريخ وفوائدَه الجمَّة، بيَّن أنَّه لكي تتحصَّل الفائدة من التاريخ، فيجب على المؤرخ أن يتسلَّح بالعلم والمعرفة، ويحكمَ أصول العادة، وقواعد السياسة، وطبيعة العمران، والأحوال في الاجتماع الإنساني؛ يقول: "فهو محتاجٌ إلى مآخذ متعددة، ومعارفَ متنوعة، وحسنِ نظر وتثبُّت يقضيان بصاحبهما إلى الحق، وينكبان به عن الزلات والمغالط؛ لأن الأخبار إذا اعتُمد فيها على مجرد النقل، ولم تُحكم أصولُ العادة، وقواعدُ السياسة، وطبيعةُ العمران، والأحوال في الاجتماع الإنساني، ولا قِيسَ الغائبُ منها بالشاهد، والحاضرُ بالذاهب، فربما لم يؤمَن فيها من العثور، وزلة القدم، والحيد عن جادة الصدق، وكثيرًا ما وقع للمؤرخين، والمفسرين، وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع؛ لاعتمادهم فيها على مجرَّد النقل غثًّا أو سمينًا، ولم يَعْرضوها على أصولها، ولا قاسوها بأشباهها، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار، فضَلُّوا عن الحق وتاهوا في بيداء الوَهَم والغلط، ولاسِيَّما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر، إذا عرضت في الحكايات إذ هي مظنَّة الكذب ومطيَّة الهزر، ولابُدَّ من ردها إلى الأصول وعرضها على القواعد"[3].
ثالثًا: أورد ابن خلدون أمثلةً كثيرة من كتب المؤرخين، وأتى بما يُثبت عدمَ صحَّتِها مثل: عدد جيوش بني إسرائيل التي أحصاها سيدنا موسى في التِّيه، والتي ذكرها بعض المؤرخين، ومثل: الأقوال الكثيرة التي ذكرها بعضُ المؤرخين عن أسباب نَكبة البَرَامِكَة، والتي لا تستقيم مع العقل، وبين أسباب معقولة لهذه المأساة، ومثل: أخبار التبابعة ملوك اليمن وجزيرة العرب وانتشارهم في أماكن عديدة في العالم، وبيَّن أن هذه الأخبار بعيدة عن الصحة.
رابعًا: وبعد أن أوضح ابن خلدون العواملَ الكثيرة والعميقة المدلول، التي قد تُؤثِّر على المؤرخ فينحرف عن جادة الصدق في تسجيل التاريخ، خَلُص إلى نتيجة هامة وهي: "أن التاريخ في حقيقته ليس إلا خبرًا عن الاجتماع الإنساني، الذي هو عمران العالم"، ولما كان الكذب متطرقًا للخبر بطبيعته وله أسبابٌ تقتضيه، فيجب التمحيص والنظر في الخبر؛ لنتبيَّن صدقَه من كذبه، وتمحيص الخبر يقتضي معرفةَ طبائع العمران البشري؛ أي: معرفة طبيعة علم الاجتماع، وهو أحسن الوجوه وأوثقُها في تمحيص الأخبار؛ فيقول: "وأمثال ذلك كثيرة، وتمحيصه إنما هو بمعرفة طبائع العمران، وهو أحسن الوجوه وأوثقها في تمحيص الأخبار وتمييز صدقها من كذبها"[4].
ثم يبيِّن ابنُ خلدون أهميةَ معرفةِ طبيعة "علم الاجتماع" - أو "علم العمران البشري" كما يسميه - لأن ذلك سيعطينا معيارًا صحيحًا يتحرَّى به المؤرخون طريقَ الصدق والصواب فيما ينقلونه من أخبار؛ فمعرفة طبيعة علم العمران البشري "علم الاجتماع" هدفٌ أساسي سعى ابنُ خلدون لبيان أهميته، وهو الهدف الذي من أجله وضع ابنُ خلدون كتابَه الأول (المقدمة)؛ يقول ابن خلدون: "وإذا كان ذلك، فالقانون في تمييز الحق من الباطل في الأخبار، بالإمكان والاستحالة: أن ننظر في الاجتماع البشري، وهو العمران ونُميِّز ما يلحقه من أحوال لذاته، وبمقتضى طبعه، وما يكون عارضًا لا يُعتدُّ به، وما لا يمكن أن يعرض له، وإذا فعلنا ذلك، كان لنا قانونًا في تمييز الحق من الباطل في الأخبار، والصدق من الكذب بوجه برهاني لا مدخلَ للشك فيه، وحينئذ إذا سمعنا عن شيء من الأحوال في العمران، علمنا ما نحكم بقبوله مما نحكم بتزييفه، وكان ذلك لنا معيارًا صحيحًا يتحرى به المؤرخون طريق الصدق والصواب فيما ينقلونه، وهو غرض الكتاب الأول من تأليفنا".
وإذا كان هذا علمًا مستقلاًّ بنفسه، فإنه ذو موضوع، وهو العمران البشري والاجتماع الإنساني، وذو مسائل، وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كلِّ علم من العلوم وضعيًّا كان أم عقليًّا.
ويضيف ابنُ خلدون مبينًا أن علم "العمران البشري" علمٌ جديد لم يعرفه أحدٌ قبله: "وأعلمُ أن الكلام في هذا الغرض مستحدثُ الصنعة، غريبُ النزعة، غزيرُ الفائدة، أعثرَ عليه البحث، وأدَّى إليه الغوص... ولَعَمْرِي لم أقفْ على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة".
ويضيف: "ونحن ألهمنا الله إلى ذلك إلهامًا، وأعثرنا على علم جعلنا بين نكرة وجهينة خبره، فإن كنتُ قد استوفيت مسائلَه، وميَّزتُ عن سائر الصنائع أنظارَه وأنحاءَه، فتوفيقٌ من الله وهداية، وإن فاتني شيء في إحصائه واشتبهت بغيره، فللناظر المحقِّق إصلاحُه، ولي الفضل؛ لأني نهجتُ لهم السبيل، وأوضحتُ له الطريق، والله يهدي لنوره من يشاء"[5].
ثم يبيِّن ابن خلدون بعد ذلك أهميةَ "علم الاجتماع"، وأن الاجتماع الإنسانيَّ ضروريٌّ؛ لأنَّ هناك أمورًا كثيرةً توجب هذا الاجتماع؛ مثل: حاجة الإنسان للتعامل مع غيره؛ لكي يحصل على حاجاته، مثل: حاجته إلى الطعام وما يستدعيه ذلك من زارع يزرع، وطاحن يطحن، وخباز يخبز؛ فالتعاون ضروريٌّ في شتى المجالات، ويضربُ مثلاً بأمور الحرب وغيرها من الأمور مبينًا "أنَّ الاجتماع ضروري للنوع الإنساني، وإلاَّ لم يكْمُل وجودُهم، وما أراده الله من اعتمار العالم بهم، واستخلافه إيَّاهم، وهذا هو معنى العمران الذي جعلناه موضوعًا لهذا العلم"[6].
وهكذا تتابعت فصول "المقدمة" وهي ستة فصول، ومن خلال هذه الفصول، نستشف ما يلي:
1- ضرورة الاجتماع الإنساني:
إذ يستحيل على البشر أن يعيشوا منفردين، ودافعهم إلى ذلك هو ضرورة حصولهم على قوتهم وحماية أنفسهم من اعتداء الحيوانات.
2- ضرورة الدولة:
وإذا تحقق هذا الاجتماع تُصبح هناك ضرورةٌ للدولة؛ لكي تمنع العدوان من بعض الناس على البعض الآخر؛ لأن البشر بطبيعتهم يَنْزَعون إلى الظلم والعدوان.
3- أكثر المصطلحات التي نعرفها اليوم، والتي أُطلقتْ على العلوم الإنسانية: كـ"علم الحضارات"، و"علم فلسفة التاريخ"، و"علم الاجتماع"، و"علم الاقتصاد السياسي"، و"علم الجغرافيا"، و"علم التربية" - ما هي إلا ترجمة وتفريع واستنباط لما ورد في مقدمة ابن خلدون.

 

 

 

ــــــــــــــــــــ
[1] د. محمد جمال الدين الفندي: "تراث المسلمين في مجال العلوم"، كتاب: "دراسات في الحضارة الإسلامية"، المجلد الثاني.
[2] عبدالرحمن بن خلدون: "مقدمة ابن خلدون"، بيروت، 1988.
[3] المصدر السابق. 
[4] المصدر السابق.
[5] المصدر السابق. 
[6] المصدر السابق.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العلوم بين النظريات الافتراضية والتجارب المعملية

مختارات من الشبكة

  • العلماء المسلمون ووضع المنهج التجريبي العلمي(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • ميانمار: احتراق منازل للمسلمين ووضع سكان القرية بمنطقة عراء(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إثيوبيا: اعتقال مسلمين لإصدارهم مجلة حول أوضاع مسلمي إثيوبيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سريلانكا: وضع حجر الأساس لإنشاء مساكن للمشردين المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • فرنسا: وضع حد للانقسامات بين المسلمين من أصول مختلفة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أسس إنشاء مركز دراسات يختص بالأوضاع في سوريا(استشارة - الاستشارات)
  • النهي عن تقبيل الأرض ووضع الرأس بين يدي الشيوخ والملوك وغيرهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وضع اليدين في التشهد (كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى)(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تفسير: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إذا حضرت الصلاة ووضع العشاء(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- تعليق
فاطمة - الجزائر 14-11-2010 11:07 PM

شكرا جزيلا على هذه الإفادة.

1- mérci
salma - maroc 19-11-2009 11:48 PM
mérci
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب