الاتجاه الإسلامي في الشعر السعودي الحديث

ملخص الرسالة

الاتجاه الإسلامي في الشعر السعودي الحديث

قيمه الفنية في موازين النقد

ملخص الرسالة

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان، والصلاة والسلام على رسول الله القائل: "إن من البيان لسحرًا وإن من الشعر لحكمة".

وبعد:-

فقد وقع اختياري على "الاتجاه الإسلامي في الشعر السعودي الحديث، قيمه الفنية في موازين النقد" موضوعًا لدراستي لأهميته من ناحية ولعلاقته الوثيقة بالعقيدة الإسلامية، التي تملأ حياتنا، وتوجه سلوكنا في هذه الحياة من ناحية أخرى.

وهنالك باعث آخر حفز على تخير هذا الجانب من أدبنا السعودي ومن الشعر بوجه خاص وهو ما أحسست به من الحاجة إلى انفراده بالبحث والدراسة، بعد أن رأيت الاتجاه الإسلامي يمثل ظاهرة واضحة في الشعر السعودي الحديث، وقد رأيت أن جل الباحثين في هذا الشعر يتجهون إلى دراسته دراسة يمكن أن توصف بأنها دراسة تاريخية يذكرون فيها حياة هذا الشعر ونهضته في العصر الحديث، أو يعمدون إلى دراسة شاعر من الشعراء أو عدد محدود منهم، وقل منهم من عني بالجانب الذي تخيرته لدراستي؛ والتي أردت لها شيئًا من العمق.

وذلك ما تحريته جهد طاقتي في هذه الدراسة التي أردت لها أن تكون دراسة علمية موضوعية، وأن تغلب عليها روح النقد والتقويم، وذلك لتخصصي في البلاغة والنقد، فكانت هذه الدراسة النقدية أو التقويمية جديدة في مجالات دراسة الشعر المعاصر.

وقد عهدت إلى توضيح مفهوم الشعر الإسلامي ومجالاته، كما رأيته في نتاج الشعراء السعوديين، وكشفت عن الموضوعات التي عالجها هذا الشعر، ثم عمدت إلى تلك الدراسة النقدية المتخصصة.

وأود أن أشير إلى أن منهجي في هذه الدراسة كان منهجًا نقديًا كما كان منهجًا فنيًا، وقد نحيت في بعض أجزاء الدراسة منحى المقارنة، والموازنة بين الاتجاه الإسلامي في الشعر الحديث، والاتجاه الإسلامي في الشعر العربي القديم، وذلك لأنني رأيت أن هذا الاتجاه اتجاه قديم، أو اتجاه أصيل في الشعر العربي منذ بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق، وذلك لأتبين معالم الجدة في شعر المعاصرين الذين اتجهوا هذا الاتجاه، وقد رأيت كثيرًا من الموضوعات التي تمس العقيدة الإسلامية قد دخلت في دائرة هذا الشعر الذي تأثر بكل ما جد في الحياة المادية أو الحياة الروحية، وموقف الشعر الإسلامي من تلك التيارات المتصارعة، والتي نشهدها في هذا الزمان، ولم يكن لها وجود في تاريخنا القديم.

وقد اعتمدت المنهجين (الفني- والنقدي) منهجًا للدراسة، بحيث تعالج النصوص ويدرس ما فيها من قيم فنية، في إطارها ومضمونها وصورها، ثم الحكم لها بالجودة أو عليها بالرداءة.

ومن الطبيعي أن تكون مصادر هذه الدراسة هي دوواين الشعراء وأعمالهم المنشورة فقد عمدت إليها، واستقيت منها المادة التي بنيت عليها هذه الدراسة، بعد أن استقرأتها في دواوينهم.

وهناك مراجع أدبية ونقدية أفدت منها في هذه الدراسة، وقد أشرت إليها وإلى أصحابها وطبعاتها في ثبت في آخر هذا البحت، بالإضافة إلى قراءتي الكثيرة التي اتجهت بي إلى التخصص في مجال النقد الأدبى. وفد اقتضت طبيعة هذه الدراسة أن أنظمها على النحو الآتي:

عرضت فيه إلى الإشارة إلى العوامل الفعالة في شعر هذا الاتجاه.

الفصل الأول

(مفهوم الشعر الإسلامي)

وفيه أشرت إلى الشعر الديني في الآداب الإنسانية، ثم وضحت مفهوم الشعر الإسلامي، ثم تعرضت لفنون الشعر السعودي الحديث.

ومنزلة الشعر الإسلامي بينهما.

الفصل الثاني

(موضوعات الشعر الإسلامي)

أشرت فيه إلى أهم الموضوعات التي عالجها الشعر الإسلامي، كالشعر الذي يتصل بالعقيدة الإسلامية، ويحارب المبادىء الهدامة للقيم الإسلامية، ويدعو الي التضامن الإسلامي، ويمجد المقدسات الإسلامية، وما جاء في مناجاة الخالق عز وجل.

الفصل الثالث

(مباني الشعر الإسلامي)

وفيه تناولت بالحديث القوالب التقليدية، ومظاهر التجديد في هذه القوالب مع الإشارة إلى أعلام المجددين في تلك القوالب.

الفصل الرابع

(معاني الشعر الإسلامي)

وأشرت فيه إلى المعاني تأثر فيها الشعراء بسابقيهم، واستقوها من معانيهم، أو من معاني القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والحوادث الإسلامية المشهورة ثم تحدثت عن معالم التجديد في هذه المعاني وعن الصدق الفني والصدق الشعوري والوحدة وأبرز مظاهرها.

الفصل الخامس

(الصورة الفنية في الشعر الإسلامي)

وفيه وضحت معنى الصورة، وما اعتمدت علبه من حقيقة أو خيال، ومن مادة أو معنى، وتنوعها من سمعية أو بصرية أو حركية.

الفصل السادس

(الشعر الإسلامي في هذا العصر، والموازنة بينه وبين الشعر الإسلامي في العصور السابقة)

مع إشارة إلى عيون القصائد الإسلامية في الشعر العربي في المملكة وفى سائر أنحاء العالم العربي والإسلامي.

وختمت البحث بخاتمة أوجزت فيها ما فصلته في ثنايا الدراسة وذكرت فيها النتائج التي استطاع هذا البحث أن يحققها.. وبعد.

فلا يفوتنى في هذه العجالة أن أسجل اعترافي بالجميل لأستاذى الجليل الأستاذ/ الدكتور/ بدوي طبانة. وأجدني عاجزًا عن اختيار عبارات الشكر وأساليب الثناء على هذا العالم الجليل، والمربي الفاضل والإنسان العظيم في معاملته وتوجيهه.

وإذا كان الباحثون - أمثالي - يشكرون الأساتذة المشرفين مرة واحدة فإنني أشكر أستاذي المشرف على هذا البحث مرتين.

(الأولى) لأنه تفضل وقبل الإشراف على رسالتي - وهذا شرف لي أعتز به وافتخر - ثم كان معي خطوة بخطوة يرشدني إلى ما لا أهتدي إليه، ويصنع ما لا أستطيع إصلاحه في كل مراحل البحث.

(والثانية) لأنه احتملنا كثيرًا وواجه تقصيري المستمر بصدر رحب ونفس راضية، ولولا الله ثم هذه المعاملة التي أعجز عن التعبير عنها - لما رأى هذا البحث النور. فله مني أبدًا كل شكر وتقدير وإجلال، وله من الله الثواب والأجر.

كما أشكر كلية اللغة العربية ممثلة في عميدها ووكيلها وأعضاء هيئة التدريس بها، تلك الكلية التي أعتز بالانتماء اليها لانتمائها إلى لغة القرآن الكريم.

كما أشكر كل من مد لي يد المساعدة في إنجاز هذا البحث من أساتذتي وزملائي المخلصين الأوفياء.

والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

الخاتمة

وبعد هذه الجولة في رياض الشعر الإسلامي، ودراسة هذا الاتجاه في الشعر السعودي المعاصر، ومحاولة تقويمه ونقده على أسس موضوعية، نحب أن نوجز معالم هذا البحث فيما يأتي:-

تمهيد: عن العوامل الفعالة في شعر الاتجاه الإسلامي كالعوامل المتصلة به بالعقيدة، والعوامل التاريخية والاجتماعية.

الفصل الأول:

"مفهوم الشعر الإسلامي"

عالجت فيه بالدراسة، الشعر الديني في الآداب الإنسانية، ثم مفهوم الشعر الإسلامي، ثم فنون الشعر السعودي ومنزلة الشعر الإسلامي بينهما.

الفصل الثاني:

"موضوعات الشعر الإسلامي"

تناولت فيه أهم موضوعات الشعر الإسلامي، كالشعر المتصل بالعقيدة، ومحاربة البدع والضلالات، ووصف المقدسات الإسلامية، ومناجاة الخالق عز وجل، والدعوة إلى التضامن والوحدة الإسلامية.

الفصل الثالث:

"مباني الشعر الإسلامي"

تناولت فيه القوالب التقليدية، ومظاهر التجديد في هذه القوالب، وأبرز الشعراء المجددين.

الفصل الرابع:

"معاني الشعر الإسلامي"

تناولت فيه استقاء الشعراء لمعاني سابقيهم والمعاني القرآنية، وطرق التجديد في تلك المعاني، ثم الوحدة وأبرز معالمها.

الفصل الخامس:

"الصورة الفنية في الشعر الإسلامي"

وتحدثت فيه عن معنى الصورة الفنية، وتنوع الصور من حقيقية وخيالية، ومادية، ومعنوية، سمعية أو بصرية أو حركية.

الفصل السادس:

"الشعر الإسلامي في هذا العصر، والموازنة بينه وبين الشعر الإسلامي في العصور السابقة"

مع الإشارة إلى عيون الاتجاه الإسلامي في الشعر العربي المعاصر في المملكة العربية السعودية وفى سائر العالم العربي والإسلامي.

تناولت البحث في هذا الموضوع حيث درست هذا الشعر الإسلامي، وذكرت بواعثه وجذوره الأصيلة، ومجالاته التي خاض فيها، وتتبعته إلى عصرنا الحاضر، الذي خصصته بالدراسة النقدية المنصفة الموضوعية، فتناولته من أدنى جزئياته إلى صرحه الكلي، كما كشفت عن معانيه ومنابعها، وعما وجدته فيه من التصوير الفني الذي نبغ فيه عدد من شعرائنا، نوهت بقدرتهم، ونبهت إلى تفوقهم، وألقيت نظرة على هذا الاتجاه في سائر المواطن وفى مختلف البيئات الإسلامية، وأرجو أن أتمم بهذا حلقة من الحلقات في تاريخ النقد الأدبي الحديث.

وإذا كان هذا البحث قد حقق غرضه فيما يتصل بتقويم الاتجاه الإسلامي في الشعر السعودي المعاصر، فإنه يثير بعض الأفكار التي تتصل به، وبعض الموضوعات الجديرة بالدراسة، وفى مقدمة ما تنبغي دراسته والعناية به - مما يتصل بموضوعنا - دراسة الاتجاه الإسلامي في الأجناس الأدبية الأخرى كفن القصة، وفن المسرحية، اللذين برزت العناية بهما في هذا العصر الحديث. على أن تتجه هذه الدراسات اتجاهًا نقديًا، يبرز أهم معالم هذا الاتجاه، ويقدمه في كل جنس من الأجناس.

وأرجو أن يكون لي حظ خدمة الاتجاه الإسلامي في هذه الأجناس، أو في جنس منها. فإذا حقق الله هذا الأمل كنت به جد سعيد وإلا فإن لغيري أن ينهض بهذا العبء، ليكشف عن ناحية من أهم النواحي التي نعتد بها لصلتها الوثيقة بمعرفتنا وعقيدتنا.

ولا أحب أن أنهي بحثي قبل أن أقدم شكري وتقديري لاستاذى الجليل الأستاذ الدكتور/ بدوي طبانة الذي تشرفت بإشرافه على هذا البحث. وللأستاذين الفاضلين عضوي لجنة المناقشة والحكم على الرسالة. وأعدهما وعدًا صادقًا بأن أفيد من أرائهما السديدة في توجيه إلى رأي، أو تنبيه إلى سهو، أو تصحيح خطأ وقعت فيه. إذ كان الهدف الأكبر هو خدمة المعرفة، التي أسأل الله أن أصبح جنديًا من جنودها العاملين.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

فهرس الموضوعات